08 فبراير 2014

زخم الشارع يعيدنا لـ 3 يوليو... بقلم سعيد نصر

مظاهرات جمعة 7 فبراير "رد حاسم" على حشرجة السيسى
هكذا استهان السيسى بفعاليات مؤيدى الشرعية
قال المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والانتاج الحربى لاحمد الجار الله ر ئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية " ان ما يحدث فى الشارع ماهو الا حشرجة الموت " ، هكذا استهان السيسى بفعاليات مؤيدى الشرعية ، فكان رد التحالف الوطنى لدعم الشرعية اليوم الجمعة 7 فبراير حاسما فى شكل مظاهرات وتكتيكات تشعرك كما لو كنت فى 4 يوليو الماضى او 15 اغسطس الماضى او 6 اكتوبر الماضى او 25 يناير الماضى، والدليل على ذلك هو ان هناك اعتقالات ودماء وحصار امنى وعسكرى لقرية دلجا فى مظاهرات اليوم الجمعة مثلما كان يحدث فى مظاهرات الايام المشار اليها وبنفس الطرق والاساليب. 
ولا يمكن فصل مظاهرات اليوم الحاشدة والمضادة لنظام 30 يونيو عن تصريحات كالديس بوتنام القنصل الامريكى فى الاسكندرية والتى قال فيها ان الولايات المتحدة الامريكية لا تعتبر جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية وان استئناف المساعدات العسكرية لمصر مرهون بحدوث الاستقرار وان دستور 2012 لم يقص احد مثلما فعل دستور 2013 ، فمثل هذه التصريحات ما كان يمكن ان تقال لولا استمرار المظاهرات الرافضة لـ 30 يونيو ، وتأثيرها القوى الذى تدركه جيدا دولة بحجم الولايات المتحدة، مع ثبات قناعتنا بان امريكا داعمة لـ30 يونيو وليست رافضة له .
وأهم ما لحظناه فى مظاهرات اليوم هو عدم استيقاظ المصريين مزعورين على عمليات ارهابية هنا وهناك بالسيارات المفخخة او القنابل المزروعة ، وهو ما يزيد من مساحة علامة الاستفهام بشأن تلك العمليات ، خاصة اذا وجدناها تحدث قبل يوم 11 فيراير الجارى باعتباره يمثل ذكرى تنحى مبارك وذكرى انتصار ثورة 25 يناير ، خاصة وان متظاهرين ورافضين لنظام 30 يونيو اعلنوا عن نيتهم فى الاعتصام بميدان التحرير !! رد فعل الاجهزة الامنية اليوم على المتظاهرين يكشف هو الأخر الى اى درجة يعانى نظام 30 يونيو من أزمة ، فالاجهزة تفرط فى استعمال ما تسميه بالحسم القانونى ، واحيانا يتحول هذا الحسم الى تعسف وقتل ، وهذا أمر ما كان نظام 30 يونيو يتورط فيه لولا معاناته من استنزاف المظاهرات والمتظاهرين له بشكل يترتب عليه حال استمراره كسر ارادة 30 يونيو التى تخوض حرب اقصاء الاسلاميين عن المشهد السياسى .
فحكومة الدكتور حازم الببلاوى اضطرت مؤخرا الى طبع 20 مليار جنيه بحسب تصريحات للدكتور على لطفى رئيس وزراء مصر الاسبق ، وهى نقود زائدة تضاف الى الموجودة بالسوق ، بما يعنى اننا مقبلين على حالة نقود كثيرة تطارد سلع قليلة ، خاصة وان الببلاوى اضطر ايضا الى فك وديعة حرب الخليج ، ويعنى ذلك حدوث تضخم وارتفاع فى الاسعار ، فضلا عن التضخم الذى سينجم من رفع الحد الادنى للاجور والزيادة فى مرتبات الاطباء ،فى ظل انتاج ثابت ، بل ويقل ، وهو ما يعنى ان استمرار التظاهرات سيحول دون حدوث الاستقرار ، وبالتالى اتضاح اكذوبة ان الدستور يجلب الاستقرار ، تلك التى استخفوا بها عقول البسطاء لتمرير دستور 2013 . 
هذا الاستقرار المفقود والذى تجعله المظاهرات حلم بعيد المنال بالنسبة لحكومة الببلاوى ، يعيدنا مرة اخرى الى تصريحات القنصل الامريكى لنتتدبر مغزاها بشكل اكبر ، فالرجل يعلم ان ترشح السيسى للرئاسة مرهون بانجاز ، او على الاقل لتحقيق انجاز ، وهو ما يعنى بمنظور الدلالة ان امريكا لن تغير موقفها من 30 يونيو حتى ولو فاز السيسى فى انتخابات رئاسية لا يتبعها حدوث استقرار ، وهو امر يصب فى خانة ان هناك اطراف لديها قناعة فى ان السيسى جزء من الأزمة.

ليست هناك تعليقات: