قال له وهو يتحصر على أيام زمان : " العملية عيلت ع الآخر ، لا يا عم أنا هبيع البيتين اللي حيلتي وأشتري بيت جديد بعيد عن الحتة دا بقت بيئة ع الآخر كل عيل طالع معدش حد يعرف يكلمه وماسك رشاش ولا مسدس وعملك فيها عنتر فجلة . ولو ثبتك هتعمل إيه يعني ؟؟؟؟؟؟ أجاب: هتثبت طبعاً ......" عنتر وفجلةّّ؟؟؟؟ آخر عنتر أعرفه كان عنتر ولبلب ، للمبدع سراج منير وشكوكو وكان سراج منير يمثل القوة الطائشة رمز للاستعمار البغيض ، وكانت خطيبة شكوكو رمز للوطن مفجرة الصراع بين قوى الخير والشرعية متمثلة في لبلب ذلك التعس قليل الحظ نحيل الجسد الذي يدفعه حبه إلى تحدي ذلك الثور الهائج والذي تحالفت معه كل قوى الشر- المال والشيطان والخديعة والمكر و ... - وكان الرهان أن يثبت ذلك اللبلب لعنتر أنه يستطيع "سكعه" سبعة أقلام متتالية على وجهه بشرط إن عجز عن ضربه قلم واحد فسيتنازل له عن خطيبته ويطرده من الحارة ويصادر دكانه ولأن البطل لا يملك إلا القبول بهذا العرض المستحيل فوافق ، وعشنا مع بطلنا الأسطوري وهو يتحايل من قلم لآخر حتى ثبت القلم السابع على وجه عنتر وهللنا كلنا لذلك النصر الأسطوري لبطل يعيش بداخلنا جميعاً ، ذلك المقهور قليل الحيلة الذي دفعه حظه إلى ركوب المستحيل ، ونسينا أن للبلب أصدقاء بدونهم ما كان ليحقق نصره التاريخي ، ولكن أين هذا من ذلك التشبيه المقلوب "فجلة" ؟؟؟ وفاتنا أنه تحدى عنتر ذلك الراسخ في وجداننا بالبطولة والفروسية وسواده الشديد مع بياض أفعاله الناصعة وهو الذي تحدى العالم ليفوز بابنة عمه فأجبر قبيلته على الاعتراف به حراً ونداً للأحرار بل قاهر لهم بعدما ساق مهرها المستحيل من بلاد الملك النعمان ، كيف نشوه سمعة ذلك العنتر ونصفه بالفجلة ؟؟؟، مررت بعدها بيومين بنفس المنطقة العشوائية لأجده كما وصفه الرجل شاحباً وهزيل إلا أنه سليط اللسان يمسك بشومة ، وقد أقدم وحده على عملية انتحارية فقد تجرأ أحدهم على قطع سلك الدش - تلك السبوبة التي يأكل منها وهو ملقى بجوار بيته يشرب البانجو- فخرج مهدداً متوعداً من قام بهذا العمل ولكنه في البداية آثر السلامة فهدد من يقدم على مثلها في المستقبل بالويل والثبور ثم أنصرف "وهو يسب ويلعن أم المنطقة باللي فيها", والزقة كلها تنقل تفاصيل الوقفة الفجلية لحظة بلحظة أسرع من النت والبث الهوائي ، وقد عاد صاحبنا من غزوته يعلوه الزهو والغرور أن قد علا صوته على" أهل الزقة "كلهم ولم يتطاول أحد ويخاشنه القول ، حتى أنه من فرط نشوته كاد يصدمني دون أن يكترث بي ، ثم أخذت أتجول بين طرقات الأزقة الضيقة وأشاهد النوذج الفجلي وهو يتكرر فيها بشكل غريب ، الأبطال الفجليون يعتمدون على رابطتهم القوية ببعضهم البعض فالفرد وحده ضائع بلا شك أما حزم الفجل فثمنها غالٍ’ وهذا قانونهم فهم يشكلون مصالح مع بعضهم البعض و يتكسبون من بعضهم وهذا ما يسمى بالمصلحة ، "والدنيا مصالح وبتتصالح وكده ؟؟؟؟؟" قلت لأحدهم كيف تأمنون عدوان هؤلاء الفجليين عليكم والمنطقة كلها وكر كبير لفجلة وشركاه ؟؟ أجاب إننا جميعاً في هذه المنطقة مسلحون بشتى أنواع الأسلحة فلهذا لا تقوم بيننا معارك لأسباب تافهة وفي الغالب كلنا نشكل تكتلات مع بعضنا البعض ، ولكن من ليس له عصبة تمنعه فهو غنيمة لمن يظفر به ، ولكن أجمل ما لدينا أننا في وجه الخطر الخارجي يدُّ واحدةُّ ضده مهما كان المغير أما داخلياً فعليك بروح القبيلة واللعب الجماعي وإياك والهجمة المرتدة من أحد جيرانك ،" فالغلطة بجون "- ذل الدهر وطمع القريب والبعيد فيك -، قلت :ألا تخشى الفتيات على أنفسهن من الفجليين هجومهم عليهن ؟؟؟ قال لكل فتاة من ينصرها إن لم يكن من قبيلتها فمن أصحابها وعلى كل حال لدينا فتيات عفيفات والكل يقدرهن لعفتهن ، وأخذت أبحث عن الفجل ذلك الرمز الغريب للمعلم عنتر , ووجدت أن القليل ممن يستخدمون شبكة التواصل الاجتماعي يتسمى بهذا الاسم وكلهم من قاع هذه المستنقع الخلقي واللطيف أن منهم من سمى بروسلي ذلك البطل الأشهر في السينما بعنتر فجلة ، ولكن الواضح أن الرمز يوحي بالنحافة وأنه فتى قد مات قلبه إلا أنهم اتفقوا جميعاً أنه تعريف للمغيب في هذه الأيام أو التائه الضائع من مخدرات ولهو وبلطجة إلا أنه مجازف يحمل قلب عنتر وجسم فجله وأنا أرى أنه الضائع الذي وصفه أستاذي أحمد مطر في قصيدته صدفة بقوله: " صُـدفَـةً شاهـدتُـني , في رحلـتي منّي إِلَيْ , مُسرِعاً قبّلتُ عينيَّ , وصافحـتُ يَـدَيْ , قُلتُ لي : عفـواً .. فلا وقتَ لَدَيْ .’ أنَـا مضْطَـرٌ لأن أتْرُكَـني،.. باللـهِ، سـلِّمْ لـي عَلَـيْ ! .." , ولكن هل سيظل هذا الفجلة حبيس للعشوائيات يقضي يومه بالطول والعرض يبحث عن شهواته وملاذه دون أن يخرج خارج حدود الأزقة ؟، الحق أن السينما وبخاصة التجارية منها تلعب دوراً رئيس في فك قيود هؤلاء بل إنها تنشئ لهم في العالم الخارجي مناطق نفوذ ما كانوا ليحلموا بها , إنها تغرسهم في صميم العقلية المصرية ليشكلوا في المستقبل عصبة الأمم الفجلية والتي بدورها لا تعترف إلا بمصالحها وشعارها" فجلة الأسد ورأس فجلة’ وفجلة بالحزمة" وأخشى أننا في المستقبل القريب ، والقريب جداً سنرجع لعهود فتوات الحارة والمعلم فجلة هو من سيحدد مستقبل المنطقة ومع من تتصالح وتعادي وسيكون جواز مرورك من مكان لأخر لأي فجلة تخضع وما مدى مقدرته على بسط نفوذه وسيكون في البطايق الاسم, والسن’ والمنطقة الفجلية التابع لها ؟؟، كرات أفندي أو بقدونس بيك وهكذا سنعيش حياة في سوق الخضار ، وسنتحسر على أيام كان الفجل فيها "متلقح "على الرصيف ، ولكن "معلش" بكرة الفجل البصل يعميه ....................؟؟؟؟؟؟
تواصل معنا عبر البريد الألكتروني :_ a.elhamed29@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق