روى سامح عبد الرازق أحد شهود مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية شهادته عن المجزرة قائلا :ـ شاركت منذ يوم 29 يونيو في الاعتصام ولم أكن اتوقع أبدا أن يتم الفض بهذه الدموية والبشاعة وتوقعت أنه في أسوأ الأحوال ستتراجع الشرطة إذا سقط شهداء كما حدث في المنصة ولكن ما رأيناه فاق كل تصور.
وقال عبد الرازاق في شهادته ببرنامج "شهود المذبحة" على الجزيرة مباشر مصر: ـكنت في شارع الطيران من ناحية مصطفى النحاس حينما بدأ الهجوم فاحتمينا في عمارة تحت الإنشاء معروفة بعمارة المنايفة بعدما خاطبت قوات الأمن الأهالي أن يغلقوا أبوابهم ونوافذهم حتى لا يرى أحد إجرامهم فأيقننا أننا هذه المرة نواجه جيشا وداخلية وليس حفنة من البلطجية وما هي إلا دقائق قليلة وبدأ الشهداء يتساقطون واحدا تلو الآخر لأن الضرب كان مستمر من مدافع وليس متقطع من أسلحة فردية.
وأضاف عبد الرازق "كان في العمارة نساء وأطفالا فدافع عنهم الشباب بقذف الحجارة على قوات الأمن كي تتراجع وتتركهم لأن تقدم قوات الأمن سيجعلها في مواجهتم مباشرة وسيزداد عدد الضحايا واستمر هذا الكر والفر حتى الثانية ظهر وساعد في دعمنا وصول مظاهرات مؤيدة لنا فبدأت قوات الأمن تلتفت لمواجهتهم وتلهى عن شأننا قليلا.
وتابع بعد الثانية والنصف ظهرا هدأ الضرب الآلي ورصاص المدافع ولكن القناصة استمروا في استهدافنا فبدأنا نلتقط أنفاسنا وظننا أنهم سيتراجعوا ولكن بعد ساعة واحدة بدأ الهجوم بطلقات رصاص مكثفة جدا من كل اتجاه إلى ان حضرت أمام العمارة مباشرة مدرعة شرطة أمطرتنا بوابل من الرصاص فضلا عن الطلقات الصوتية التي كانت ترج الميدان بالكامل لبث الرعب في النفوس وساهم معهم في ضربنا طائرة برصاص حي وبالتالي انهارت مقاومة الطوب وتقدمت القوات في مواجهة الشارع الجانبي للعمارة ليصبح أمامنا 4 مدرعات كل منها تطلق النار من 4 رشاشات ليسقط مئات الشهداء وقلما وجدنا مصابا؛ ثم دخلت القوات إلى العمارة وقتلت كل من فيها إلا من نجح في استخدام السقالات للهرب من الشوارع الخلفية.
واستدرك قائلا: بعدها دخلت الجرافات والمدرعات لمطاردتنا بعد هروبنا فاتجهنا لشوارع جانبية من عباس العقاد وبدأنا نتفرق في الشوارع الجانبية حتى الخامسة والنصف عصرا؛ حيث عدنا من جديد للشوارع الخلفية فوجدنا ناس في حالة انهيار تام لأنهم تركوا الجثث والمصابين ليحرقوا في المستشفى الميداني ومن هنا وجد هذا العدد الضخم للمفقودين؛ لكن بعض الشباب انشغل بحمل بعض المصابين من المستشفى الميداني كي ينجدوهم من الحرق وكان الدخان الأوسد يلبد سماء رابعة في هذه اللحظة.
واختتم "في الواحدة و النصف زرت المستشفى الميداني فوجدت المصابين محشورين بداخله من كثرتهم و كانت القناصة تستهدف المستشفى فتم تكسير الباب بالكامل و لم استطع الخروج منه إلا زحفا على الأرض وبنفس الوضعية كنا ندخل الشهداء و الجرحى للمستشفى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق