الإعلام رسالة إنسانيّة مقدّسة ،حين يقوم بدوره السليم الذى نشأ من أجله فى تثقيف وتنوير الرأى العام وتزويد المجتمع بالصدق والحقائق الخالصة من أجل تكوين رأى عام لمجتمع راقي، أركانه الحب والمودّة والسلام الاجتماعي والإنتاج، وكل عناصر بناء مجتمع قوى سليم يواكب التقدّم الثقافى والعلمى والحضاري منافساً لكل دول العالم المتحضّر، وذلك سرّ القداسة العلميّة للإعلام الحرّ السليم الذى كانت مصر فى أشدّ الحاجة إليه،
الإعلام السليم المنزّه عن الأغراض الدنيئة، الإعلام الموجّه لبناء المجتمع والإنسان المصرى الطيب العظيم الذى يستحقّ الخير،والحب والحريّة والبناء،فلقد عانى الشعب المصرى عقوداً من الظلم والطغيان والظلام والفساد والقهر، حين تحالفت عليه قوى الفساد والديكتاتوريّة على مدار العصور الفاسدة مدعومة بجحافل الفساد الإعلامى ومنابر النفاق سدنة الطواغيت، بالطبل والزمر و" الرقص الإعلامى" و" الوضع السياسي " ومواليد السّفاح المجتمعي .
ورغم كلّ ذلك، حانت لحظة التغيير،وتفجّرت ينابيع الحرّية تهتك ستائر الظلم والفساد الذى بلغ مداه، إنها لحظة 25 يناير2011 المجيدة ،انتفض الشعب ثائراً على الظلم والفساد، وأساطين الإعلام الحكومي والخاص تنكر كل شئ بكلّ فجور،حتى الإعلام العالمي اتخذ مواقف ليست بحجم عراقته ،وتأتى الجزيرة لتكتب ميلاداً جديداً على يد الشعب المصرى،وتنحاز لثورة 25 يناير، وتتحمّل فى ذلك الكثير من التّضحيات الماديّة والبشريّة وتتهم من كل الغوغاء وراقصي الإعلام،والساسة والنخبة ، والنكبة.
وتنجح الثورة فيعيد العالم حساباته، بأن ثورة الشعب المصرى السلميّة لابد أن تدرّس للعالم كله، وأن قناة الجزيرة تفوّقت على الجميع ، حتى من حاول منافستها من المؤسسات الإعلاميّة الكبرى، لقد اعترف الغوغاء بعد أن ثبت للعالم فوز الجزيرة وتفوّقها إعلاميّاً، ومهنيّاً ، وإنسانيّاً ، فقالوا فيها شعراً ونثراً ،
وتتسارع خطوات الزمن ولم تمضى شهور،وتبدأ غيوم المؤامرة على ثورة يناير فى سماء مصر،وتتوالى الأزمات الموروثة، وتصنع أزمات جديدة على يد النخبة المعارضة المتآمرة التى تعترض على كل شئ ، وتنسحب من كل ايجابي وتحاربه، وإعلامهم الموجّه يستكمل الخطّة المدروسة بعناية،
مهنيّة الجزيرة كانت دائماً عقبة فى طريق زخم إعلامى راقص متلوّن متآمر على بسطاء الشعب المصرى ضمن خطة سياسيّة إعلاميّة كبيرة متكاملة، لأنها محايدة ولديها مصداقيّة وموضوعيّة ومهنيّة بارعة، تفوّقت كثيراً جداً على إعلام الجميع ،إعلام القنوات الدّينيّة لم يكن على مستوى المنافسة والجذب الجماهيري لضعف الإمكانيات العمليّة والعلميّة والخبرات المهنيّة المحدودة والنّمطيّة التى جعلت رسالته الإعلاميّة محدودة جداً ،
والجزيرة بقنواتها ومواقعها الإليكترونيّة ماضية فى طريقها بخطى ثابتة محايدة متوازنة مهنيّاً فكان ذلك فاضحاً لأساليبهم وفاسداً لمؤامراتهم، مخيّباً آمالهم، فلم يستطع منافسيها المتآمرين عليها وعلى الشعب المصرى إلا ملاحقتها والتضييق عليها و حرق مقرّها واستهداف طاقمها، والتشويش عليها وضرب إشارتها على القمر الصناعى رغم أن هذا مكلّف جداً ماديّاً وخلقيّاً، لأنه مخالف لكل الأعراف والمواثيق الإعلاميّة والقانونيّة ، ولا تقوم دولة به إلا ضد دول العدوّ فى الحروب ،فما سرّ الحرب على الجزيرة؟ وعلى حرّية الشعب المصرى؟ وتحديد ما يقرأ وما يشاهد، وشنّ حرب قذرة غير أخلاقية عليه، آخرها ما صرّحت به وزيرة الانقلاب المؤقت" بأن الجزيرة غير مرغوب فيها، ولا ضيوفها، ولا حتى من يشاهدها" ، ما هذا ؟؟؟ هذه سياستهم لحرّية الرأى والإعلام ؟؟ إنّها القناة الوحيدة التى تتمتع بالحياد والمهنيّة، ولديكم أسطول من إعلام الطبل والرقص والدجل الإعلامى ، هل تؤلمكم الجزيرة لهذا الحدّ ؟
أساتذة الإعلام المحترم فى كلّ بقاع العالم .... أناديكم ، كفاكم صمتاً، كفاكم مشاهدة ، مصر بحاجة إليكم، بل العالم يناديكم
علماء شرفاء ، إعلاميين ، صحفيين ، متخصصين ، باحثين ،
هذا دوركم وعصركم، الكلمة لكم ، فما ظهرت الغوغاء إلا حين صمت العلم عنهم و لم يكشفهم ، ويفضحهم، ما تطاول الظلم إلا حين صمت عنه الحق ، أين أقلامكم سيوف الحقّ ؟
أين منابركم العلميّة ؟ التى تظهر الحقيقة وتوضّح الحقائق؟
أين رسائلكم ؟ بحوث علميّة ؟ دراسات إعلاميّة وسياسيّة ،عن كلّ صغيرة وكبيرة ليعرف الشعب الطريق الصحيح ، ويفهم المواقف ، هذه مسئوليتكم للعلم الذى فى عقولكم ، والشعب أمانة فى أعناقكم ،مصر تستحقّ منّا كلّ تضحية ،
الأقلام الكاذبة انتشرت وتطاولت،فنشرت الأكاذيب والفتن والإشاعات والكراهية والتحريض فسالت دماء المصريين، لكن الأخطر هو جمود المشاعر أمام دماء شهداء مصر، بل الشماتة والكراهية ،والخوف والفزع ،ما الذى أوصلنا لذلك؟ هذا ما يفعله المأجورون وأعوانهم، بل محاربة الشرفاء لإسكات صوت الحق وطمس الحقائق لتزييف التاريخ ،ويسابقون الزمن فى ذلك بشتى الطرق من نشر أكاذيب و أخبار مشبوهة ، نشر إحصائيات كاذبة ،نشر صور مفبركة ، اجتزاء الأخبار وإخراجها من سياقها، وكثير من الأساليب الإعلاميّة الغير أخلاقيّة ، يقع فيها عامة الشعب ، ولا يفطن لها إلا قليلاً ، لكن أحرار مصر و علماؤها بخير، الفيلم الوثائقي الرائع " صناعة الكذب " يؤكد بعض ما أعنيه وما نحتاجه لتفنيد الكذب وتوثيق الحقائق ونشر الحقيقة، وهذا دور الشرفاء، مصر تناديهم تحتاجهم، أنقذوني ،
"كلام" صديقى و أستاذى الدكتور محمود خليل رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة :
( نظام مبارك قامت ضده ثورة 25 يناير، وفكرة تتبلور حولها فلسفة حكم دولة يرتكز على آلة بوليسية قمعية تستخدم كل طاقتها في إسكات أصوات معارضي النظام،
وإعلام مضلل يلعب بالبيضة والحجر،
ورجال أعمال يحتكرون كل احتياجات المواطن، حتى الماء والهواء،
ورجال سياسة يعملون بمنطق السماسرة والمنتفعين الذين يراكمون الثروات الحرام من خلال التحالف مع رأس المال. إنها الفكرة المقيتة للحكم التي قامت ضدها ثورة 25 يناير.
ويخشى البعض من أن تعود الشرطة إلى أدائها القمعي، وأن يتم إحياء الدولة البوليسية التى ترى أن دورها الرئيسى يتمثل فى حماية النظام، وسحق وإذلال الشعب. والخوف الأكبر يأتى من المؤسسة العسكرية التى يقدّر البعض أنها تنوى العودة ثانية إلى الحكم، بعد أن لعبت دوراً لا يستطيع أن ينكره أحد فى التخلص من النظام الإخوانى الغشوم، وأننا بصدد العودة إلى الحكم العسكرى من جديد، رغم أن ثورة يناير رفعت من ضمن أهدافها: إقامة دولة مدنية حقيقية. ( انتهى "كلام" صديقي و أستاذى الدكتور محمود خليل رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة ،كاتب مقالات الرأى القدير بجريدة " الوطن" برئاسة تحرير" مجدى الجلاّد" مشرف صفحة "آسفين يا ريّس" ، وداعم "حركة تمرّد" ،،،،
مرتبطة بموضوع الإعلام
http://www.facebook.com/MqalatHazemMehanny
hazem.mehanny@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق