منذ ساعات مضت وانباء تنتشر هنا وهناك عن مصرع الفريق اول عبد الفتاح السيسي علي ايدي الحرس الخاص له ،أو إصابته إصابة خطيرة ،والإنقلابيون الآن يحاولون ترتيب الأمور قبيل الأعلان عن خبر وفاته او تعرضه لتلك الإصابة القاتلة ،ومن المفترض أن يخرج علينا المتحدث بأسم الإنقلاب لينفي تلك الأنباء ويظهر الفريق اول عبد الفتاح السيسي يتمتع بالصحة والعافية مؤكدا انه ها هنا يصر علي مواصلة انقلابه ،وذلك خلال الساعات القليلة المقبلة ،من اجل اخراس تلك الاشاعات التي بدات في التنامي تلك الإشاعات التي تدمر معنويات الانقلابيون ،وفي الواقع القوات المسلحة ليس لديها مخرج من الوضع الراهن الا بإختفاء الفريق اول السيسي والثلاثة او اربعة افراد الذين ورطوا الجيش في تلك الكارثة ،ونحن إذ نؤكد رفضنا لإراقة الدم المصري عبر قانون الغاب وخارج إطار القانون وبغير النفس ،نهيب بإنصار الشرعية ان لايلتفتوا لهذا النبأ لأن الإنقلاب في النهاية ليس فرد انما افراد يفرضون بحكم مواقعهم هيمنتهم علي المؤسسة العسكرية .
ومن جهتنا ليست لدينا اية انباء عن اغتيال الفريق اول عبد الفتاح السيسي او اصابته ونفضل محاكمته ونرفض العنف بجميع اشكله ضد اي مصري ايا كان موقعه ،وإن كان لدينا انباء مؤكده عن تنازل الانقلابيون تباعا عن تشددهم الي حد ما وتكثيفهم الإتصالات بأنصار الشرعية من اجل وضع نهاية للأوضاع الخطيرة التي تشهد ها مصر الان ،وتلك مؤشرات ايجابية ندعمها بشدة علي قاعدة عودة الشرعية و ربما لاعلاقة لها بتعرض الفريق اول السيسي لأي مكروه ،بل ربما تكون نوعاً من التضليل والخداع الإستراتيجي يمارسه الإنقلابيون مع أقتراب محاكمة السيد الرئيس المختطف محمد مرسي .ويستهدف هذا الخداع أمتصاص حماس الثوار وبث اخبار تتعلق ب امال كاذبة ،تعودت اجهزة امن مبارك مراراً عليها ،وكلنا يذكر كيف كانوا يسربون اخبار حول مرض مبارك وانه اصيب بشلل وانه يحتضر ،وننشر تلك الاخبار ثم نفاجأ بمبارك يظهر ويتحدانا مثل حصان طراوده ربما يكررون ذلك مع السيسي الان في محاولة منهم لحمايته واحباطنا عبر منحنا املاً كاذباً بأنه أنتهي.
ومن بديهيات الامور ان يمتد الانقسام الحادث في الشارع المصري الي صفوف القوات المسلحة وان يوجد داخلها كثيرون يرفضون هذا الإنقلاب ،وحتي وان بدت المؤسسة العسكرية العزيزة متماسكة من الخارج وهو مطلوب بالنسبة لنا كلنا كمصريين ان نحافظ علي هذا التماسك لكن الانقسام المستتر الذي سببه الانقلابيون في داخل صفوفها بات خطرا علي الامن القومي المصري ،هذا الانقسام والذي تقول التسريبات بانه اتخذ شكل تصفيات جسدية واحكام بالحبس علي رافضي الانقلاب ورافضي قتل الثوار داخل القوات المسلحة ،ومن ثم فليس شعبنا العزيز هو في حاجة ليكون شعب واحد فقط انما جيشنا ايضاً في امس الحاجة للإنقاذ.ولقد طفي الصراع داخل اجنحة السلطة بشكل خطير خلال الساعات الماضية وهو ما يؤكد ان عبد الفتاح السيسي ربما تعرض لمكروه او علي الاقل يواجه مخاطر جمة ومن بينها الاعتقال علي ايدي رفاقه مع من يدعمون انقلابه ،لا احد الان يعرف الحقيقة ،وكل ما يأتينا مجرد تسريبات تحتمل الخطأ أكثر من الصواب.
وأكثر الناس إدراكا لتلك المخاطر الانقلابيون الذي يهيمنون علي مقاليد الأمور ببلادنا ،لكون ان الصورة واضحة تماما امامهم ،ويدركون المخاطر التي تتعرض لها مصر ،وعلي الرغم من ذلك لايريدون ان يعترفوا بأنهم اخطأوا وعليهم ان يتراجعوا عن هذا الخطأ .ومن هنا يقودون الوطن نحو مخاطر جمة ويعرضون انفسهم قبيل غيرهم لمخاطر جسيمة.
*خبير ستراتيجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق