17 أكتوبر 2013

المفكر القومى عبد الباري عطوان: "السيسي" أجهض "25 يناير" وانتصر لـ"مبارك"


اعتبر الكاتب الصحفي عبد الباري عطوان أن وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي نجح في إجهاض ثورة 2011، وانتصر للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، منتقداً موقف جبهة الإنقاذ من التطورات والأحداث التي تشهدها مصر مؤخراً.
وقال "عطوان" في مقالة له: "لم يخطر في بالي مطلقاً، أن أرى الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي أذلّ مصر والمصريين لأكثر من ثلاثين عاماً يغادر السجن بريئاً من كل التهم الموجهة إليه، وأن يذهب دم أكثر من ألف شهيد سقطوا احتجاجاً على ظلمه وفساد حكمه هدراً"، في إشارة منه إلى ثورة "25 يناير 2011"، مستطرداً: "ولكنها الحقيقة للأسف الشديد، وقد رأينا بأعيننا طائرة عمودية تنقله من سجن طرة الى المستشفى العسكري حيث جرى اعداد جناح ملكي خاص به مجهز بكل وسائل الراحة".
ورأى أن إخلاء سبيل "مبارك" هو "الهزيمة الأكبر للثورة الشعبية المصرية"، مضيفاً: "لا نبالغ إذا قلنا إنها نقطة نهاية مأساوية لها، أرادها حكم العسكر الذي أعاد بانقلابه مصر إلى الوراء أربعة عقود على الأقل إن لم يكن أكثر".
"تفويض الاجهاض"
وتطرق "عطوان" إلى ما حدث في 30 يونيو الماضي وما تلاها من أحداث دموية، قائلاً: "هذا هو التفويض الذي أراده الفريق أول عبد الفتاح السيسي من قطاع عريض من الشعب المصري، تفويض باجهاض الثورة المصرية ورد الاعتبار لرئيس لفظه الشعب كله ونظامه، لأنه سحق كرامته، ونهب ومجموعة اللصوص حوله كل ثرواته، وقزّم دور مصر، وحوّلها إلى دولة تابعة تتعيّش على الصدقات، وفتات المعونات الأجنبية".
ولا يستبعد "عطوان" الإفراج عن نجلي الرئيس الأسبق علاء وجمال وإعادة محاكمة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي المتهم في قضية قتل المتظاهرين في 2011، قائلاً: "لن أفاجأ شخصياً، وبعد هذا الافراج، وإذا ما قرأت غداً، أن النيابة العامة أمرت باطلاق سراح نجليه علاء وجمال، وإعادة محاكمة الجبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، فمثل هذه المقدمات لا يمكن إلّا أن تؤدي إلى هذه النتائج".
وكتب الصحفي الفلسطيني عبدالباري عطوان، الذي استقال من رئاسة تحرير "القدس العربي" الصادرة من لندن يوليو الماضي، في مقالة له اليوم بعنوان "أخطأنا.. وأصاب الفريق ضاحي خلفان للأسف": "إنه حكم العسكر الذي قلب المعادلات كلها في مصر وخدع شعبها، وانتزع التفويض الذي أراده، لتوفير الغطاء الشعبي والديني والسياسي لانقلابه، واستخدام هذا التفويض المزور والمغشوش لاجهاض الثورة المصرية، وتبييض صفحة رئيس فاسد ورجالاته".
وتسائل: "هل يعقل أن يصبح رئيس (مبارك) خلعه الشعب حراً طليقاً يخرج من السجن في طائرة ويبسط له السجاد الأحمر، بينما يظل رئيس منتخب (مرسي) اختاره الشعب عبر انتخابات حرة نزيهة خلف القضبان بتهم ملفقة؟ هل هذه هي عدالة العسكر؟".
جبهة الإنقاذ والانقلاب
واستنكر عبد الباري عطوان موقف جبهة الانقاذ في مصر، موجّهاً حديثه إليهم: "نسأل عن رأي القادة الليبراليين، وزعماء جبهة الانقاذ، حماة الديمقراطية، ودعاة الدولة المدنية عن رأيهم في هذه الخطوة، وهم الذين أيّدوا الانقلاب العسكري، ووفروا الشرعية "الثورية" له عن موقفهم في الانقلاب وفي هذا الافراج في الوقت نفسه.. نسألهم عن رأيهم في عودة حالة الطوارئ التي ظلوا على مدى عشرات السنوات يطالبون بالغائها".
وأعرب عن حزنه نتيجة المواقف السياسية للتيارات المدنية إزاء الأحداث التي تشهدها مصر الآن، قائلاً: "نشعر بالغصة الشديدة، ونحن نرى ردة الفعل الباردة من قبل هؤلاء تجاه تبرئة رئيس حول مصر إلى عزبه خاصة به وأولاده ومجموعة من رجال الأعمال الفاسدين... انه يوم أسود في تاريخ مصر وشعبها وثورتها... فليمد الرئيس مبارك لسانه من طائرته العمودية إلى الشعب المصري شماته واستفزازاً".

ليست هناك تعليقات: