03 يناير 2013

قناة السويس .. كلمة السر في الصراع بين مصر والامارات

تشومسكى يؤكد ان المشروعات المزمع تنفيذها على خط القناة ..ستقفز بمصر اقتصاديا وتمحو امارة دبي.مصادر فرنسية تضيف اسبابا اخري للنزاع منها استيلاء الامارات على 7 مليارات دولار من ثروة عمر سليمان


تقرير سيد أمين
غموض يكتنف سر الصراع المتنامى بين دولة الامارات العربية وبين النظام الحاكم في مصر والذى شهد حلقات متوالية من التوتر بدءا من تصريحات متوالية يدلى بها رئيس شرطة الامارات ضاحى خلفان ضد الاخوان المسلمين وحكومة مصر داعيا الى ضرب حصار اقتصادي دولى عليها الى ما سبقها من فرار الفريق احمد شفيق اليها عقب سقوطه فى انتخابات الرئاسة ليلحق برجل الاعمال الشهير حسين سالم الذى فر اليها ابان الثورة وبحوزته قرابة المليار ونصف المليار دولار كأموال سائلة مع رجل الوزير رشيدى محمد رشيدى فيما وجه الاخوان اتهامات الى الامارات بتنفيذها خطة لادارة اللثورة المضادة في مصر وكمحاولة لتهدئة الازمة قام الرئيس مرسي باصدار تصريحات يطمئن فيها الاماراتيين بان امن مصر من امن الخليج. ووصل الصراع ذروته عقب اعلان الامارات اعتقال عدد من المصريين بينهم صحفيين واطباء ومهندسين مقيمين فى الامارات بحجة السعى لقلب نظام الحكم ومن ثم بدأت التصريحات المتوعدة من قبل الطرفين المتصارعين مع تنامى مخاوف من قيام الامارات بتسريح العمالة المصرية المقيمة على اراضيها والبالغ عددها قرابة 300 الف نسمة بناء على تصريحات السفير المصري بالإمارات، تامر منصور. مخاوف اقتصادية واعلنت الامارات عن اعتقال عدد ممن وصفتهم السلطات الإماراتية أنهم يتبعون تنظيما سريا ينتمى إلى جماعة "الإخوان المسلمين" بهدف قلب نظام الحكم فى الإمارات وجمع أموال وتحويلها إلى الجماعة الأم فى مصر. الامر الذي اثار مخاوف من ان سوء العلاقات المصرية الإماراتية سيكون له مردود سىء جدا على الاقتصاد المصرى وسيزيد من مشكلات الجنيه المصرى ونقص الدولار، خصوصا أن المصريين فى الإمارات العربية يقومون بتحويل حوالى 1 مليار دولار سنويا لذويهم فى مصر.وسيؤدى إلى حرمان السوق المصرى من الاستثمارات الاماراتية مثل مجموعة الفطيم. وراحت السلطات الاماراتية تتعمق في لعبة الشد والجذب وقالت إن التحريات والمتابعة لفترات تجاوزت السنوات لقيادات وعناصر الجماعة، أكدت قيامهم بإدارة تنظيم على أرض الدولة يتمتع بهيكلة تنظيمية ومنهجية عمل منظمة، وكان أعضاؤه يعقدون اجتماعات سرية فى مختلف مناطق الدولة، فى ما يطلق عليه تنظيمياً "المكاتب الإدارية"، ويقومون بتجنيد أبناء الجالية المصرية فى الإمارات للانضمام إلى صفوفهم، كما أنهم أسسوا شركات وواجهات تدعم الجماعة على أرض الدولة، وجمعوا أموالاً طائلة وحولوها إلى الجماعة الأم فى مصر بطرق غير مشروعة، كما كشفت المتابعة تورط قيادات وعناصر الجماعة فى عمليات جمع معلومات سرية حول أسرار الدفاع عن الدولة. لكن تلك الاتهامات بدت غير مقنعة للكثيرين , لانها تصاعدت بشكل مفاجيء ولم تشكو اى دولة اخري من تصدير الثورة "الاخوانية" اليها كما فعلت الامارات. ومن جانبه استنكر محمود غزلان المُتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، اعتقال السلطات الإماراتية 10 أشخاص من المنتمين لإخوان مصر، مشيرًا إلى أن هذا الأمر بالإضافة إلى تصريحات خلفان المتكررة ضد الإخوان المسلمين تدل على عداء حقيقي وصراع غير مبرر رغم أننا لا نتدخل في شئون البلاد الأخرى، ولا نسعى لتصدير الثورة. وأكد غزلان أنهم سيلجأون للإجراءات القانونية والدبلوماسية للإفراج عن المعتقلين في الإمارات، وربما يطلقون حملة إعلامية واسعة للتأكيد على عدم تصدير الإخوان للثورة. ووجه غزلان حديثه للإمارات قائلاً: "إن كنتم لا ترحبون بالإخوان هناك فرحلوهم ولكن لا تعتقلوهم فبلدهم أولى بهم، لأن لهم وطنًا يحتضنهم وليسوا قادمين من المريخ". وعن وجود علاقة للفريق أحمد شفيق المقيم في الإمارات منذ فترة واعتقال الإخوان قال غزلان: "لا أعلم مدى تمكن شفيق من التدخل في السياسة الداخلية للإمارات حتى يحرضهم على اعتقال الإخوان". المنظمات الحقوقية تدين ومن جانبها أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اعتقال السلطات الإماراتية لعدد كبير من المصريين المقيمين بالإمارات بزعم إدارة تنظيم محظور. وذكرت الشبكة، خلال بيان أصدرته موخرا، أن التهم الموجهة للمصريين المعتقلين بالإمارات إذا ثبت صحتها وتمت إدانتهم بها, سوف تكون العقوبة الموقعة علي هؤلاء الأشخاص تتراوح بين الإعدام أو السجن المؤبد لمدة 15 عاماً, وخاصة مع تجاهل المسئولين المصريين لهذه القضية تحت مسمي أنها قضية جنائية. وتمكنت الشبكة العربية من التوصل لبعض أسماء المعتقلين وهم : الدكتور عبد الله محمد إبراهيم زعزع، أخصائي أسنان، والصحفي أحمد لبيب جعفر، مدير مركز البحار السبع للاستشارات والتدريب، والمهندس إبراهيم عبد العزيز إبراهيم أحمد، مهندس اتصالات بشركة بترول، وأحمد طه، مدرس رياضيات بمنطقة عجمان التعليمية، والدكتور علي احمد سنبل، طبيب أخصائي باطني بوزارة الصحة، والمهندس مراد محمد حامد، صاحب شركة الفاتح للإنشاءات، و الدكتور صالح فرج ضيف الله، مدير إدارة الرقابة في بنك دبي الإسلامي، والمهندس صلاح رزق المشد، مهندس إلكتروميكانيك ببلدية دبي، وعبد الله محمد العربي، مشرف عام لمادة التربية الإسلامية بمدارس الأهلية، والدكتور محمد محمود على شهدة، استشاري أمراض نفسية بمستشفى راشد بإمارة دبي، والدكتور مدحت العاجز، مدرس بكلية الصيدلة جامعة عجمان. تشومسكى يكشف اللغز ورغم ذلك ظل ولا زال اللغز وراء هذه الحملة العدائية المتبادلة قائما الى ان القى المفكر الأمريكى الشهيرنعوم تشومسكي بعضا من الضوء حول حقيقة الصراع معزيا اليها باسباب وصراعات اقتصادية ليس بين مصر والامارات فحسب بل اضاف اليهما مدخلا ثالثا وهو قطر والصراع حول استثمارات قناة السويس التى من شأن اقامة منطقة حرة عالمية علي ضفافها اخفاء دور دبي فى المنطقة. وتحدث تشومسكى عن ثورة مصر فى ندوة بجامعة كولومبيا الأمريكية، مؤكدا أن مصر تواجه ظروفا سياسية قاسية وتحديات صعبة، بسبب دعم بعض الدول العربية لبعض المعارضين للنظام السياسى الجديد. ورصد تشومسكى، عدة أسباب تجعل دولة مثل الإمارات العربية المتحدة الصديق السابق لنظام حسنى مبارك عدوا لنظام الرئيس مرسى الحاكم فى مصر اليوم، ودعمها للمعارضة ضده . وقال أن أهم تلك الأسباب أن مشروع تطوير منطقة قناة السويس، الذى يتبناه مرسى، سيُصبح أكبر كارثة لاقتصاد الإمارات خاصة إمارة "دبى"، صاحبة الإقتصاد الخدمى الضعيف إنتاجيا، والذى يعتمد على الموانئ البحرية، وأكد أن موقع قناة السويس هو موقع استراتيجى، أفضل من دبى الموجودة داخل الخليج العربى، الذى يمكن غلقه إذا ما نشب صراع مع نظام إيران. وأضاف المفكر الأمريكى، أن حقول النفط فى الإمارات تتركز فى إمارة "أبو ظبى"، وأن كل إمارة فى دولة الإمارات تختص بثرواتها الطبيعية فقط، و"دبى" هى أفقرها فى الموارد الطبيعية، و تعتمد اعتماداً كلياً على المشروعات الخدمية، التى تقدمها للغير، ومشروع تطوير قناة السويس سيدمر هذه الإمارة اقتصادياً خلال 20 سنة من الآن. وقال المفكر الأمريكى أن الإمارات أكثر دولة عربية تعتمد سياسياً ومخابراتياً على الموساد الإسرائيلى والمخابرات الأمريكية، وخصوصاً بعد بناء المشاريع الخدمية بعد عودة هونج كونج إلى الصين، والنمو الصاروخى لاقتصاديات النمور الأسيوية، وسيضمحل هذا الاعتماد تدريجياً، حيث إن هذا الاعتماد المخابراتى كان بسبب كمية المبادلات التجارية الضخمة التى كانت تجرى على أرض الإمارات. وقال تشومسكى، إن "الإمارات تربطها علاقات تجارية واقتصادية حميمة مع إيران، ،فإذا نشبت حرب بين أمريكا وإيران، وسحب البساط التجارى من "دبى" إلى "مصر" سيعمل على ترك الإمارات دون غطاء جوى أمريكى عمداً، لكى يتم تدمير مرافقها وتأتى شركات أمريكية، لإعادة بنائه بالأموال الإماراتية المودعة فى أمريكا. وأكد المفكر الأمريكى، أن "الإمارات" هى الثورة المضادة ضد الجيش السورى الحر والثورة المصرية، حتى لا يتم نجاح التواصل بين "تركيا ومصر"، وهذا سيؤدى إلى فتح الأبواب التجارية الأوروبية للمنتجات السورية والمصرية، وستصبح الحاجة إلى مشاريع أعمار منطقة قناة السويس هى اللطمة للاقتصاد الإماراتى. وأنهى تشومسكى حديثه قائلا إذا ما نفذ مرسى هذا المشروع العملاق فى منطقة قناة السويس، فإن مصر ستنتقل إلى مصاف الدول المتقدمة اقتصادياً، وقال يجب أن يتم تطوير أنظمة التعليم والثقافة التعليمية فى مصر، كى تواكب النهضة المستقبلية. الى هنا تنتهى التصريحات وان كانت التحليلات التى توصل اليها المفكر الامريكى هى الاكثر منطقية .. الغريب ان مراقبين اضافوا على السبب السابق ايضا اسبابا اخري قد تكون اقل اهمية ومنها ان المجموعة التي اعتقلتهم السلطات الإماراتية قد رفعوا مذكرة إلي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، للتحقيق فيما نشرته مجلة «انتلجنس أون لاين» الفرنسية القريبة من الدوائر الاستخبارية عن قيام «بنك دبي» بالاستيلاء على مبلغ «7 مليارات دولار» من أرصدة اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية السابق بعد وفاته

وقالت المجلة: "إن أسرة سليمان استخدمت مكتب «برايت كايز» للمحاماة في لندن لتولي القضية بعد محاولات ودية مع بنك دبي التجاري استمرت أكثر من ثلاثة أشهر دون نتيجة تذكر"

وقدرت المبالغ المختفية من أرصدة عمر سليمان - حسب المجلة الفرنسية، بمليارات الدولارات، فيما أفادت بعض التقارير إلى أنها تزيد على سبعة مليارات دولار

ليست هناك تعليقات: