رأى الخبير الاقتصادي والسياسي الاردني الدكتور نصير الحمود ان قوى عربية ودولية تدعم بعض الاتجاهات للإطاحة بالنظام المصري الذي يسيطر عليه الإسلاميون حاليا، والذين يحضون بدورهم بدعم وتأييد دول أخرى. وجاء رأى الحمود في حوار لموقعنا. ويذكر يذكر أن الحمود، سياسي أردني يشغل نائب رئيس 'صندوق تنمية الصحة العالمية' وسفير النوايا الحسنة، المدير الإقليمي لمنظمة (إمسام) سابقاً – المراقب الدائم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة. وفيما يلي نص الحوار مع الحمود :
- هل تتوقعون هناك خلاف عربي أمريكي حول سوريا ؟
لا أتوقع حصول ذلك، في ظل عجز العرب عن ممارسة أي نوع من أنواع الضغوطات على الولايات المتحدة الأميركية من جهة وتخوف دول عربية أخرى من الآثار الجانبية التي قد يخلفها أي تدخل عسكري أميركي على صعيد أمن المنطقة وانفلاتها.الدول العربية لا تمارس دورا سياسيا أو نوعا من أنواع التوازن في علاقات المصالح مع أميركا التي دارت ظهرها للمنطقة منذ اعتلاء باراك أوباما سدة الرئاسة لانشغاله بقضايا اقتصادية داخلية وعدم رغبته في تكرار ما قامت به بلاده في العراق.كما أن واشنطن تريد أن يستقر المشهد في سوريا وفقا لرؤية تخدم تطلعاتها من جهة ومصالح إسرائيل من جهة ثانية، فهي تريد الإجهاز على المؤسسة العسكرية السورية التي تقاوم الثوار بكامل طاقتها، كما أنها تريد إذابة البنية التحتية والقدرات الزراعية والصناعية والإنتاجية في البلاد لتكون عاجزة عن تشكيل أي تهديد مستقبلي لإسرائيل في حال اختيار الشعب السوري لقيادة تمثلها وتتطلع لتحقيق أهداف المواطنين.
- لماذا عاد التوتر بمصر برأيكم؟
عاد التوتر نتيجة تضافر عوامل مجتمعة أدت لاضطراب المشهد الداخلي؟
1- محاولة القوى السياسية المعارضة تصيد هفوات الرئيس مرسي ومحاولة اغتنام أي مناسبة وطنية أو قرار قضائي لتحقيق مآربها وإشعال الفتيل من جديد.
2- عدم توفق الرئيس مرسي في اتخاذ بعض القرارات، فمنذ الإعلان الدستوري تغيرت الأوضاع في البلاد رأسا على عقب، وتلا ذلك محاصرة الإسلاميين للمحكمة الدستورية العليا وهو أمر مرفوض، كما أن التيار الإسلامي لا يزال يتعامل مع الآخرين باعتبارهم أقلية ليس من الضروري التعامل معها لأنه لن تستطيع مستقبلا تغيير مسار الحكم الذي سيظل بأيدي الإسلاميين.
3- الدور السلبي وغير البناء الذي لعبه الإعلام المصري في تأجيج مشاعر الشارع والمبالغة والتهويل لوصف ما يجري من تطورات.
4- قوى عربية ودولية تدعم بعض الاتجاهات للإطاحة بالنظام الذي يسطر عليه الإسلاميون حاليا، والذين يحضون بدورهم بدعم وتأييد دول أخرى.
- كيف ترى البرلمان المقبل؟ وهل هناك تغييرات قيادية بارزة في الأردن؟
لن يكون البرلمان المقبل بمقدار تطلعات الشارع الأردني، في ظل تكرار أسماء كانت في مجالس سابقة ولم تفلح في ثني قوى الفساد عن تحقيق مآربها والتي أودت بالاقتصاد الوطني ليدفع المواطن البسيط فاتورة باهظة نظير غياب الرقابة الفاعلة.بيد أنني لا أود الحكم مبكراً على هذه التجربة الجديدة من نوعها والتي تأتي في سياق تحرك الشارع بقوة للضغط على السلطات المختلفة لنبش وفتح ملفات الفساد التي أرهقت البلاد وجاءت على حصة الفرد من المخصصات التنموية، وهو ما أدى لتهاوي الطبقة الوسطى وتركّز الأموال والمنافع بأيدي شريحة محددة غالبيتها لا تدرك الآلام التي يعيشها المواطن الفقير.أعتقد بأن القيادات البارزة والتقليدية ستكون حاضرة في المشهد السياسي المقبل، حيث لوحظ تعيين الدكتور فايز الطراونة رئيسا للديوان الملكي وهو ما يعطي إشارات واضحة حيال عناوين المرحلة المقبلة.بيد أن ذلك لا يعني أن مجلس النواب لن يفرز شخصيات قادرة على بناء حكومة قوية، لكنها ستتحرك ضمن إطار متوازن في العلاقة مع الديوان الملكي ومجلس الأعيان والمؤسسات الأمنية.
- قدمت للشباب العربي والرياضي بالتحديد الكثير من النماذج لتفعيل دورهم في المجتمعات العربية ما هو قادمكم على هذا الصعيد؟
أتطلع لإطلاق مبادرة من شانها تعزيز النشاط الكروي الخاص بالأشبال والبراعم بالأردن، وكما يعلم الجميع فقد شهدت السنوات الماضية ظهور جيل متميز من اللاعبين الذين مثلوا المنتخب خير تمثيل، بيد أن ضعف الإمكانات المادية والمحفزات الأخرى أسهم في تثبيط هممهم وقدرتهم على المتابعة، لذا سأحرص بالتعاون مع مؤسسات محلية ودولية على إطلاق برنامج من شأنه احتضان الأشبال الصغار من ذوي القدرة والمهارة على تمثيل منتخباتنا مستقبلا، لكن هذه المبادرة لا تزال قيد الدراسة والتأسيس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق