جنين - وطن للأنباء - أيسر البرغوثي: في بيت، أو شبه بيت، متهالك خالٍ من سبل الوقاية من الحر أو البرد، يعيش يوسف اخزامية (أبو نضال) وزوجته الثانية ماجدة، التي تعرضت منذ عام لجلطة دماغية جعلتها مقعدة الفراش، عاجزة عن الحراك إلا بمساعدة الزوج.
الداخل إلى البيت الواقع وسط جنين، يظنّ أنه لا يصلح للحياة بتاتا، فالباب مجرد قطعة قماش تتلاعب بها الريح يمنة ويسرة، والجدران متآكلة، ورائحة الرطوبة تزكم الأنوف، فيما الأكياس ملقاة بكل مكان، فهي المكان الوحيد الذي يضعون فيه ملابسهم وأغراضهم،حيث لا وجود لأي خزانة أو حتى طاولة في البيت، فيما تتوزع القطع الكهربائية القديمة والخردة في كل زاوية، تلك القطع التي كان بيعها مصدر الرزق الوحيد لهذه العائلة.
بصوت حزين تخنقه العبرة كان أبو نضال يتحدث عن الظروف التي يعايشها منذ انقطع عن عمله بشكل تام، وتعرّض زوجته ماجدة - التي لم تنجب- لجلطة دماغية، فأصبح المسؤول الوحيد عن كل أعمال البيت، فيطبخ ويكنس ويغسل وحيده، إذ تخلى أبناؤه من زوجته الأولى عنه، بعد زواجه الثاني.
الأزمة بالنسبة ليوسف وزوجته، باتت أكثر تعقيدا بعد استنفاده كل طلبات المساعدة التي توجه بها للجهات الحكومية والأهلية، ولجان الزكاة في جنين، والجمعيات الخيرية، حيث قوبلت كلها بعملية مماطلة ووعود عن تقديم دعم مالي، وصل جزء يسير منه، ثم انقطع.
الظروف تزداد سوءا، بعد مطالبة صاحب البيت الذي يسكنانه، بدفع أجرته المتأخرة، إلى جانب أن الأبناء يطالبونه بمبلغ يصل إلى 29 ألف شيقل كنفقة بعد مفارقته زوجته الأولى.
ما يقدمه أهل الخير من مال أو دواء أو طعام هو باب استمرار المعيشة بالنسبة لهذه العائلة الأشبه بالمنكوبة، في انتظار طاقة فرج تُدخل نور حياة كريمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق