ان الاحداث المتلاحقه على الساحه المصريه لا تترك لذوى العقول فرصه للتفكير وانما تشبه العجله الضخمه التى تدور بقوه فتصيب راكبها بالدوار الشديد والذى يفقده القدره على التفكير فيصبح لا هم له الا ان ىوقف الدوار وينسى التفكير فى كيفية الخروج من هذه العجله وتاثيراتها , وعلى ذلك فأن الجميع الان لا يفكر الا فى ايقاف السيناريو المفروض عليه سواء تصور انه هو نفسه من صنعه ام اعتقد ان احدا اخر يتربص به فقام بصنعه له , وقد فقد الجميع القدره على الخروج من الازمه المتربصون والمتربص بهم , واننى ازعم ان هذه الازمه بدأت منذ تناحى الرئيس السابق عن الحكم وتسليمه مقاليده للمجلس العسكرى , خلافا لاحكام الدستور ولكن قد نجد مبررا لهذا بأن الثوره اسقطت الدستور مع سقوط الحاكم , ولابد ان نعترف انه منذ استلام المجلس العسكرى لمقاليد الامور بمصر فى الحادى عشر من فبراير 2011 بدأت لعبه كبيره جدا اطرافها التيارات السياسيه المختلفه القديم منها والجديد ويدير اللعبه المجلس العسكرى , وقد بدأت اللعبه منذ اليوم الاول لجلوس المجلس العسكرى على عرش مصر , فقد بدا اعضاءه فى لقاء كل القوى والتيارات السياسيه واصحاب الرأى والخبراء من كافة الاطياف المصريه , واننى اعتقد ان المجلس العسكرى قد اتخذ قرارا بالجلوس على عرش مصر لمدة خمس سنوات على الاقل , والمجلس العسكرى وجد امامه امرين لابد ان يقبل بهما ويتعايش معهما اولاهما العزف على اوتار الثوره وثانيهما التعاطف مع رموز وقيادات النظام القديم واخراجهم مما هم فيه , فاختار الخيارين وقرر اللعب على كل الحبال وساعده فى ذلك الدوله العميقه من ناحيه والطفوله السياسيه لكافة الاحزاب والقوى السياسيه بالاضافه الى الاطماع التى اغرى بها كل الاطياف السياسيه والتى ظن قادتها انتهاء النظام السابق من ناحيه اخرى , وعلى الرغم من ان تلك القوى قد اكتشفت انهم ضحايا سندان الدوله العميقه ومطرقة المجلس العسكرى , ولابد ان نعترف بأن المجلس العسكرى ادار مرحلته باقتدار شديد فقد استطاع ان يمتص كل الصدمات وان يخرج من كل المآزق سالما غانما , ولم يضره ابدا التراجع التكتيكى فى مواقفه بدعوى الاستجابه لمطالب الميدان واخرى بدعوى الامتثال لارادة الشعب , هذا من ناحية الثوار اما من ناحية النظام القديم فقد استطاعوا ان يهربوا اموالهم ويحصنوها تحصينا متينا وقام المجلس العسكرى بادخالهم الى السجون ليعيشوا داخله عيشة الملوك ويحصلوا عل البراءه تلو البراءه ولم تتجاوز الادانه الا عددا قليلا لايتجاوز عدد اصابع اليدين ساعده فى ذلك المتخندقون من انصاره والمستفيدون منه فى النيابه والشرطه والقضاء وعندما استطاع الرئيس المنتخب اقصاء المجلس العسكرى من سدة الحكم , وبدأ المعارضون من الاحزاب ذات الاقليه الشعبيه فى الظهور على السطح , وفى نفس التوقيت كان النظام السابق يقود الاعلام لكى يشكك فى كل شىء وراحوا يحاولون احراق خصومهم ويحاولون اسقاطهم حتى لو احترقت مصر او سقطت فذلك امر لا يهم , وكان من المتوقع ان يقود رئيس الدوله المسيره كربان ماهر , لكن يبدو ان التيار كان اكبر من قدراته القياديه, ففى ظل الازمه المجتمعيه البغيضه التى يؤجج نارها المعارضون للاخوان المسلمين والذين يعترضون على كل شىء ويحاولون اسقاط كل شئ حتى وان كانت مصر , المهم عندهم اسقاط الاخوان المسلمين والرئيس المنتمى اليهم حتى وان كان قد جاء عبر صناديق الانتخاب , فالديموقراطيه فى عالمنا الثالث لا تعتبر ديموقراطيه الا ان كانت فى صالحنا اما اذا اتت بخصومنا السياسيين فليست بديموقراطيه ,ولا يفوتتنا الدور الذى يلعبه اذناب النظام السابق بتسخير الاموال المنهوبه من الشعب لاسقاط اى احد مستخدمين فى ذلك جيوش من البلطجيه والذين يكونون عنصر فاعلا فى كل مناسبه سيئه فى هذا الوطن , ومازالت النخب السياسيه المعارضه حتى هذه اللحظه تلعب بالنار ولا يهمها ان تحرق الوطن المهم ان تزيل الرئيس المنتمى الى الاخوان المسلمين والغريب ان كل خطابهم يتجه نحو اقصاء خصومهم والذين اختارهم الشعب فهذه هى الديموقراطيه التى يؤمنون بها , اما الرئيس المنتخب فحتى الان ظهر فى غاية الضعف ادعاءا منه بانه يتعامل بالحب , فحتى الان لا يستطيع ان يجابه خصومه بالقانون فيتم سبه ليل نار والتشهير به والاساءه اليه فى جميع وسائل الاعلام الحكوميه التى تمتلكها الدوله والذى هو على قمتها وهو الرئيس المباشر لها وهى سابقه لم تحدث فى التاريخ سواء فى مصر او فى خارجها حيث يحكم القانون علاقة الرئيس بالمرؤسين وكأن الرئيس المنتخب لا يعلم شيئا عن القانون ولا حتى معاونيه , اما الاعلام الغير حكومى فهو فى كل ثانيه يقوم بتمريغ سمعة وكرامة الرئيس فى الوحل ولا يستضيف الا المعارضين ممن فقدوا حياءهم وهم يتكلمون عن رئيس منتخبا من الشعب , واننى ازعم ان الرئيس قد اضر ضررا بالغا بمقام رئاسة مصر وقد شجع هذا كارهى مصر من بعض البلاد المجاوره والذين قد احتضنوا كثيرا من رموز النظام السابق فذهبوا يتطاولون على مقام الرئاسه المصريه التى اكبر من اى احد سواء من يشغلها الان او من غيره فالتطاول عليها تطاولا على شعب مصر , وهذا التطاول من الداخل والخارج تنامى لضعف الرئيس تحت مسمى الحلم , واننى ادعوا الرئيس المنتخب ان يراجع تاريخ الحكام العظام الذين يقف التاريخ لهم اجلالا ويخلد ذكرهم هل كان فيه واحد بهذا الضعف الذى اظهره الرئيس , عندما يحرق المقر الرئيسى لحزب الرئيس وجنود الشرطه يحرسون البلطجيه فليس أقل من رأس وزير الداخليه تطير فى هذا الحدث لاننا نعرف وندرك ان الذين احرقوا المقر العام لحزب الرئيس ليسوا من المعارضه وانما هم بلطجية النظام السابق وقد بلغ عددهم بثلاثة الاف بينما كان عدد رجال الشرطه الذين وقفوا متفرجين يزيد عن هذا العدد , فكيف يترك وزير داخليه فشل فى الحفاظ على أمن المنشأت وقصر فى القبض على البلطجيه من أذناب النظام السابق , ان الرئيس بضعفه وتخازله قد خذل مؤيديه وجرء معارضيه على زيادة سقف مطالبهم , ان ما يفعله الرئيس من ادعاءا بضبط النفس فى ظل ما يردده هو نفسه عن وجود مؤمرات تحت يديه تفاصيلها , اننى اعتقد ان تنامى الاحداث على نفس الوتيره لا بد أن يؤدى فى النهايه الى زيادة حدة الخلاف فى الشارع السياسي المصرى وقد يؤدى الى ما هو أكثر من الخلاف , ويبدو ان الرئيس قد اثرت على صياغة فكره مرات الاعتقال والسجن الذى تعرض له فى ظل النظام السابق فبات يكره مثل هذه الاجراءات والقرارات ولذلك يحجم عن فعلها حتى ولو كان فعله فى الصالح العام , واذا استمر هذا الامر فاننى ادعى بان الرئيس قد يحوز لقب اضعف رئيس مصرى فى التاريخ لذا انصح مشفقا السيد الرئيس بأن يعمل القانون على كل المتطاولين وكل الذين فجروا الموقف سواء اكانوا معارضين ام مؤيدين , ويترك القانون يأخذ مجراه , اما السير على نفس الخطى السابقه فستكون كارثه يحترق بها الجميع ولن ينجو منها احد " ربنا لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا " و " رب اجعل هذا البلد امنا ".
خبير بجامعة الدول العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق