رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر الإثنين 17 ديسمبر أن دعوة جبهة الإنقاذ الوطني لمليونية حاشدة يوم غد الثلاثاء لإبطال الدستور الجديد، بزعم أن المرحلة الأولى للاستفتاء عليه شابها العديد من المخالفات برغم موافقة ما يقرب من 57% من الناخبين وفقا للنتائج الأولية، تنطوي على احتمالات إدخال مصر من جديد في نفق الفوضى عقب عدة أيام من الهدوء النسبي.
وأوضحت الصحيفة- في تعليق لها أوردته على موقعها الإلكتروني- أن الناخبين الذين صوتوا لصالح الدستور إنما هدفوا بذلك إلى إعادة الاستقرار لبلدهم من جديد عقب ما يقرب من عامين غلبت فيها الفوضى وعدم الاستقرار على مجريات الأمور في مصر.
وذكرت أن رد فعل المعارضة في مصر- بتنظيم هذه المليونية- هو دليل على ما يبدو أنه هزيمة لهم في الاستفتاء الذي جرت مرحلته الأولى يوم أمس الأول ، وربما يقضي على الآمال بأن الدستور الجديد سيعيد الهدوء والاستقرار إلى البلاد عقب أسابيع من الخلاف السياسي حول جوهره والسرعة التي صيغ بها.
وأشارت الصحيفة إلى النصر الذي وصفته بـ"الضيق وغير المتوقع" الذي حققه المؤيدون للدستور وعلى رأسهم الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين ، وتناولت ما أعلنه حزب "الحرية والعدالة"- الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسملين- في بيانه الذي علق فيه على عملية الاستفتاء بأن "الشعب المصري عبر خلال المرحلة الأولى من الاستفتاء عن إرادته الكاملة".
ولفتت الصحيفة الأمريكية- في ختام تعليقها- إلى حالة الانقسام التي لا تزال تخيم على المصريين في الوقت الراهن حول ما سيؤول إليه الدستور المصري الجديد وذكرت أنه في الوقت الذي يسعى فيه المصريون لإرساء دعائم الاستقرار فإن أي محاولة لعودة التظاهرات إلى الشارع المصري من شأنها تشكيل مخاطر جسيمة على صفوف المعارضة التي أثبتت نجاحها في إقناع الآلاف بالخروج إلى الشارع لمعارضة النظام ، ثم أظهرت عقب ذلك نجاحا أقل في جذب ملايين الناخبين للتصويت بـ"لا" في صناديق الاقتراع"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق