كنت آمل مثل كل
التونسيين الذين قاموا بالثورة وطردوا بن علي وأصهاره من البلاد وانتخبوا حكومة شرعية
أن تقوم الحكومة بما أوكل اليها من مهام الا أنها فشلت فشلا ذريعا في كل الملفات من
ايقافات بالجملة لثوار سيدي بوزيد الذين طالبوا بحقهم في الشغل فكيلت لهم التهم جزافا
ولم ينقذهم من ذلك سوى الرد على اجراءات الحكومة التعسفية سوى بالأمعاء الخاوية فتحقق
نصر جزئي لهم وهو كشف الحكومة وضعفها وعدم قدرتها على ايجاد الحلول اضافة الى ما حصل
من السلفيين من تعديات على المقامات وصولا الى تحدي وزراء في الحكومة وفي بث مباشر
قد يكون تمثيلية سخيفة تم أداؤها باتقان كبير أو تأكيد على مزيد من فشل الحكومة اضافة
الى الملفات الساخنة في مختلف المناطق شمالا وجنوبا دون ان تجد لها حلا وكذلك محاولة
تدجين الاعلام وختمت هذه الحرب بشن الاعلاميين اضراب 17 اكتوبر الماضي فكانت ثورة الاعلام
وتلوح في الأفق ثورة المدرسين للثانوي والعالي مما يجعل الحكومة في مواجهة مفتوحة مع
كل القطاعات.
كما فشلت في الحد
من غلاء الأسعار وتراجعها عن معظم الاتفاقيات التي ابرمتها مع عديد القطاعات المهنية
كما لم تتمكن من محاسبة الفاسدين أو قتلة شهداء الثورة ولا استعادت الهاربين باموال
الشعب بحيث كان مآلها الفشل الذريع على جميع الواجهات
بحيث ان الخارجية
لها من الفضائح التي لا تحصىوآخرها مدة تاشيرة السيد الوزير في الولايات المتحدة الامريكية
وفشل الداخلية ليس في حماية مقر السفارة الامريكية بل وصل الامر الى احراق عديد المراكز
الامنية وكان الرد اغتصابا وتعذيبا وارهابا للمواطنين عبر العصي والغاز وصولا الى القتل
تحت التعذيب واما التربية فنصيبها من الفشل في بداية السنة الدراسية بدون مديرين ولا
اساتذة وتراجع عن الاتفاقيات المبرمة مع القطاع
........
وهكذا اذا سردنا
كل الوزارات فسوف نكتب صفحات عديدة ولا نغطي كل فشل الحكومة وكنا نامل ان تنهي وزارة
الثقافة هذه السلسلة من الفشل باقامة معرض للكتاب يليق بتونس الثورة وعلى الأقل يكون
في مستوى معارض الكتاب لسنوات السبعينات حيث كانت دور نشر شهيرة ومعروفة بكتبها التقدمية
والثورية كدار المسيرة والطليعة الذين غابا بعد الثورة وكان المعرض عبارة عن 90 بالمائة
من الكتب التي تضمنها تضم كتبا في معظمها كتب فقه وتفسير وتداوي ببول البعير وتركيز
على عصور الحريم والجواري والغلمان وزواج الصغيرة وكتب التمائم والشفاء بالدعاء فقط
دون اتخاذ الأسباب الموضوعية للشفاء من المرض كما هو وارد في ديننا فاننا نقول لك ياسيد
وزير الثقافة ان الكم الهائل من هذه الكتب لا علاقة لها بالدين لانها نتاج بشري في
القرون الاولى للهجرة ولا حاجة لنا بها اليوم بحيث افتقدنا الكتب الفكرية التنويرية
والعلمية وغابت وسائل التطور الحديث في التعامل مع الكتاب بحيث بحثت عن مجموعة من الكتب
الالكترونية والتي كانت موجودة في معارض سابقة وغابت هذه السنة
لقد تنقلت يوم
الاحد الماضي خصيصا للعاصمة وكان يحدوني أمل أن أرى معرضا نوعيا شكلا ومضمونا فان الذي
اثار انتباهي الجناح السعودي الضخم حوالي 180 متر مربعا ووقوف الناس في صف طويل جدا
لتسلم هداياهم المتمثلة في صورة للكعبة ومصحف فلماذا يذل التونسيون بهذه الطريقة الفظيعة
بحيث كان الجناح السعودي مميزا عن غيره فلماذا يقدمون لنا الف عنوان هذه السنة هل نحن
في تونس بحاجة الى فظاعات الوهابية وفكرها الرجعي الهدام.
ا ن اول مظهر يقابلك
عند الدخول للمعرض ذلك الملتحي الذي اقام بضعة قوارير للطب البديل ويبيع اوهاما للناس
بطريقة توحي وان تونس تراجعت قرونا الى الوراء فكيف يكون ذلك هو العنوان لقد كان ذلك
فعلا عنوانا معبرا عما بالداخل حيث كدست كتب الفقه والتفسير والاصول والسيرة النبوية
في غياب واضح للكتب الفكرية المتميزة فهل ستعود تونس الى الوراء قرونا يا ترى.
وتلك الخيمة التي
تبيع الخبز التقليدي لم تضف شيئا للمشهد الثقافي والفولكلوري سوى التاكيد ان تونس تراجعت
في ظل هذه الحكومة قرونا عديدة فهلا تستحون على انفسكم وتقدموا استقالاتكم وتتركوا
الامر لمن يحسن التدبير بعد فشلكم في جميع المجالات حتى في الحج
الناصر خشيني نابل
تونس
Email
Naceur.khechini@gmail.com
Site
http://naceur56.maktoobblog.com/
facebook
http://www.facebook.com/reqs.php?fcode=9d34d7041&f=693791089#!/profile.php?id=1150923524
groupe
http://groups.google.com/group/ommarabia?hl=ar
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق