16 نوفمبر 2012

نكهات الخوف في غزة



غزة - الرأي أونلاين - ميسرة شعبان:

يبدأ الاحتلال (الاسرائيلي) يومه الثالث من العدوان على قطاع غزة، تعددت مراحل العدوان والموت واحد فالجميع في قطاع غزة يعيش تلك الحرب وتسيطر عليه تعبيرات مختلفة.

انقشع ظلام ليلة أمس الخميس 15/11 الذي كان ليلا مرعبا لم تتوقف فيه صواريخ وقذائف الاحتلال وطائرات الأف16 عن القصف والضرب في جميع انحاء قطاع غزة، ما يزيد الوجع، كان السواد هو عنوان المكان المزركش بصوت الطائرات التي لا تفارق السماء تصرخ طفلتي ابنة العامين والنصف في الليل حين ترى سريرها يتأرجح من شدة القصف المجاور لنا، افتح النوافذ رغم برودة الجو فعلها تقينا من حدة الانفجارات المتتالية!.

ويأتي النهار ليصبح أهالي القطاع الذين لم يناموا طوال الليل على صوت سلسلة انفجارات هزت مناطق متفرقة من قطاع غزة فجر اليوم الجمعة ليبدأ الاحتلال يوماً آخرا من العدوان الذي أصبح مثار تكهنات وحديث الشارع في غزة فالجميع هنا يعيش تلك الحرب وتسيطر عليه تعبيرات مختلفة.

الخوف والقلق وتطاير الكلمات وتصارع المشاعر، مترنحة الكلمات في الذاكرة، هنا قصفت الطائرة.... وهناك نزل الصاروخ ..وفى ذاك المكان اشتعلت النيران ومن ذاك البيت تصاعدت الأدخنة وهناك سمعنا الصرخات والمناشدات، توليفه لكل المشاعر خوف من الوقت المجهول فهل سيكون المصير رصاصه غادرة أم بقايا صاروخ يختار بيتنا أو بيت جيراننا هدف له؟!! وشعور بالفخر على انجازات المقاومة والمجاهدين التي تعيد لنا ثقتنا بأن الله معنا وأن النصر سيكون لفلسطين .. ولن تضيع دماء نسائنا وأطفالنا والتي استطاعت بكل فخر من اسقاط طائرة استطلاع تعد اعلى تكنولوجيا وصل اليها الاحتلال (الإسرائيلي) وأمريكا تلك الطائرة التي تغزو سماء قطاع غزة ليل نهار، وتؤرق سكان القطاع من زنها وأزيزها.

فعلى أزيز الطائرات ننام ونستيقظ ..بات صوت يسيطر على المكان ليزيدنا إحساس بالخوف صوت لا ينقطع ليل نهار !! وهزات للمنزل بعد كل بضع ساعات لتشعر وكأن زلزلزل مر في المكان.

أرى من شرفة منزلي عند سماع سقوط الصاروخ لأشاهد  كومة اللهب التي تتصاعد من هناك يعقبها أعمدة الدخان السوداء أو البيضاء حسب المستهدف الدخان اسود فالهدف هو مبنى لوزارة الداخلية للشؤون المدنية ... الدخان الأبيض فالهدف هو منزل كان في ذاك المكان ...

أطفال يهربون عند سماع صوت الصواريخ المتساقطة بشكل عشوائي يصرخون ويبكون- طخ..طخ ...طيارة طخ – نحتضنهم بقوه نحاول إقناعهم ما لا نستوعبه نحن لا تخافوا!! نمسح على بشرتهم الرقيقة في محاوله عبثيه لتخفيف من حده الاسئلة في ذاكرتهم الصغيرة.

مر يومين والمجازر تزداد حده والدماء تنزف بغزاره وأشلاء الأطفال المحترقة تتطاير وصور المجازر لا تفارق شاشات التلفاز نسمع الحدث ونعيشه ونراه عبر شاشات التلفاز نتسمر أمامه ليزيدنا وجع على وجع لحظات حتى تنقطع الكهرباء وكلا يضع سماعته في جواله ليسمع عبر الاذاعات المحلية مكان الضربة التي استهدفتها طائرات الاحتلال وما حصدت تلك القذائف من ارواح الاطفال والنساء الأبرياء فحياتنا مادة دسمة تتناقلها نشرات الأخبار والتغطيات الإخبارية فلا تكاد تمر ساعة دون أن ترى طيارات إف16 تحلق في السماء تعقبها الطائرة ذات الصوت المرعب مرادفه لأزيز طائرات الاستطلاع ... يرافق أصابعي المترنحة على كيبورد جهاز الكمبيوتر صوت صاروخ يدوى في المكان لأتوقف عن الكتابة متسائلة بذاتي .. ما هو الهدف؟!! أم هو صاروخ عشوائي سيسقط في مكان ما حيث يشتم رائحة دماء ليزيدها تساقط، ويزيدنا وجع على وجع ونحن نذكر الله أن يلطف بنا ويخفف عنا .

ليست هناك تعليقات: