د.يحيى القزاز
المعركة الحقيقية
هى تحرير الإسلام ممن خصخصوه
قل التيار الطائفى
ولاتقل التيار الإسلامى
ونظام دولتنا الحالى
بناية معلقة
من يسعون لإقامة
الدولة المسلمة وتطبيق الشريعة يجهلون قواعد الإسلام
مرسى فشل وعليه
بأن يترك موقعه لغيره من الجماعة
أخشى على مصر من
التقسيم ليس لأسباب طائفية أو عنصرية ولكن لأسباب الفقر والهميش
كانت معركتى –منذ
سنوات- ومازالت ضد خصخصة الإسلام لصالح جماعات تسخره لأغراض سياسية. كنت ومازلت أرى
ان الإسلام هو دين سماوى أُنزل للكافة ويجب أن يكون عاما واسعا ومتسعا للجميع وليس
على مقاس طائفة تستبدل دعوته الإسلامية السمحة بالدعوة السياسية المسمومة. وقبل الاستطراد
على أن أنبه على سماسرة الدين والمتاجرين به أننى مع الدولة الإسلامية ومع تطبيق الحدود
من قبل مسلمين يتقون الله حق تقاته ولاتستغلون الدين لمصالح سلطوية، يبغون الثواب فى
الآخرة وليس أصوات الناخبين فى الدنيا، وأن دولة الكفاية والعدل هى من أساسيات الدولة
المسلمة والشرط الرئيسى لإقامة الحدود، والإسلام يعرف الإيثار ولا يعرف التناحر ولا
الكذب. وللجاهل أن يعرف والناسى أن يتذكر والمتناسى أن يفيق أن مصر كلها ثقافتها أسلامية
وغالبيتها من المسلمين، ولم تكن كافرة ولامنكرة لشرع الله منذ دخلها الإسلام. والإسلام
بدأ قويا وحضاريا ونحن فى غنى عن ذكر فضل الحضارة الإسلامية على العالم فى العلوم التجريبية
والإنسانية لأنه معروف، وبالرغم من هذا تخلف المسلمون وتقدم الغرب الموصوف بالكافر.
تقدم الغرب لأنه أعمل العقل، والباقيات السيئات حسابها عند رب المخلوقات، وتأخر مدعو
الإسلام لأنهم أرادوا إسلاما على مقاسهم ويخدم على أغراضهم، لكن أمثلة تطل برأسها على
نماذج إسلامية جيدة ترتقى الدرج وتصعد إلى أعلى مثل ماليزيا وتركيا لأنهما أرادا أن
يكون الإسلام عاما واسعا ومتسعا للجميع وليس خاصا ولا قاصرا على فئة تتاجر به.
صمتنا وابتعدنا
عن نقد مانراه من وجهة نظرنا يستحق النقد حتى نعطى الرئيس د.محمد مرسى فرصة فى إدارة
الدولة، وفى كل المواقف التى واجهته فشل فى إدارتها باستثناء خلع المجلس العسكرى من خلال "مقايضة"
شباب الجنرالات بعجائزهم برعاية السمسار الأمريكى، وسعدنا بهذا، وانتقل بنا الرئيس
مرسى من فشل إلى فشل فى إدارته للدولة واختلق أزمات صنع من أصحابها أبطالا من ورق.
وآخر انجازاته فى الفشل رسالة وخطبة؛ رسالته الرسمية فى زى عاطفى لصديقه الصهيونى
"شيمون بريز" كما تدل صيغة ووصف الرسالة الخاصة بتعيين سفير مصرى فى الكيان
الصهيونى، وماكان مقبولا قبل ثورة 25 يناير 2011 ليس مقبولا بعدها من رئيس المفترض
أنه ينتمى للثورة أو على الأقل جاء بفضلها، والرئيس يحمل درجة الأستاذية بعد الدكتوراه
وهى أعلى درجة بحثية بعد أعلى درجة جامعية، فالرئيس متعلم وليس أمى كى يوقع دون أن
يقرأ، وهو كامل الأهلية يميز بين العدو والصديق، والرسائل الرسمية والرسائل الشخصية
العاطفية. وتأتى الطامة أو المصيبة الكبرى عندما يستخدم الرئيس مرسى أيات القرأن للاستشهاد
به فى غير موضعه وبطريقة خاطئة وفيها إصرار على الخطأ عندما تشاهده وتسمعه وهو يضغط
على مخارج الحروف ويحول المفعول به إلى فاعل فى قوله تعالى "إنما يخشى اللهََ
من عباده العلماء" ونطقها "إنما يخشى اللهُ من عباده العلماء"، وفسرها
بأن الله يخشى من العلماء ليس بالخوف منهم ولكن بتقديرهم" وهذا غير صحيح حسب ماذكره
كل علماء الدين، وهو خطأ لايخطؤه مسلم بسيط فما بالك برئيس يشاع عنه أنه حافظ لكتاب
الله، إن مهام الحفظ هو النطق الصحيح حتى وإن جهل المرء التفسير فمابالنا بالخطأين:
النطق والتفسير. أغلب الظن أنه كان متأكدا بأنه لن يجرؤ أحد على مواجهته بالخطأ، وعلى
يقين من أن جماعته التى قامت بخصخصة الدين وسمت نفسها "جماعة الإخوان المسلمين"
ستبرر قوله وربما تضع له تفسيرا جديدا يسمى "تفسير ابن مرسى" على غرار
"تفسيرابن كثير". ماذا لو لو وقع فى هذا الخطأ مسلم بسيط يؤمن بالله ورسوله
وينقصه العلم؟ هل كانت ستصمت الجماعات الطائفية أم ستقيم الدنيا ولاتقعدها وتتهم الناس
بالعلمانية والليبرالية اللتان هما مرادف الكفر
وربما يطالبون بإقامة حدهم عليه؟
هذه ليست الواقعة
الوحيدة فى المعلومات الخاطئة بل سبقها وقائع أخرى منها على سبيل المثال ماقاله شيخ
"سلفى" هو عضو فى الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور يدعى "محمد بن سعد
الأزهرى" على الفضائيات لتبرير المادة الدستورية الخاصة بزواج الفتيات عند سن
9 سنوات ذكر " ان السيدة مريم العذراء تزوجت من يوسف النجار وكانت صعيرة السن
وكان هو في التسعين من عمره" وناقشه الشاعر والكاتب الصحفى أحمد عبدالحكم دياب
في هذه المعلومة المغلوطة علي صفحته فى "الفيس بوك" فأقر الشيخ محمد وبكل
بساطة بأنها "زلة لسان". السؤال
مطروح كيف تقام الدولة الإسلامية على أيادى لا أقول جهلاء بالإسلام بل تزل ألسنتهم
بما لاينبغى الزلل فيه، ولو سألت أى مصرى أمى سيقول لك إنها السيدة العذراء البتول
التى لم تتزوج، وإذا كانت هذه زلة لسان من شيخ فقيه يريد إقامة الدولة الإسلامية ويطبق
شرع الله وهو غير عارف بالآيات القرآنية التى جاءت فى حق السيدة العذراء وابنها المسيح
عيسى، فماذا يظن بسطاء الناس الذين يتبعون هؤلاء الأشاوس بغير روية؟ وماذا يظنون عن
السيدة البتول؟ وهل يظن البعض أن يوسف النجار هو والد السيد المسيح؟! لماذا لايحاسب
هؤلاء ويتعلمون صحيح الدين قبل الافتاء بغير علم؟ إنها ليست مشكلة المدعين المغرضين
أصحاب المصالح بقدر ماهى مشكلة المجتمعات المتدينة عن جهل.
كل هذه "الهرطقات"
تنتج من خصخصة واحتكارالدين فى مجتمع متدين لصالح جماعة أو جماعات، والإسلام لايعرف
إلا جماعة واحدة للمسلمين تتمسك بالقرآن والسنة. ومسمى "جماعة الإخوان المسلمين"
هو من باب احتكارالإسلام، ومعروف فى اللغة أن التعريف بــ ال يفيد التحديد لذلك فهم
يقولون "الإخوان المسلمون" ولم يقولوا جماعة من الإخوان المسلمين، وكان الأجدر
بهم أن ينتسبوا إلى مؤسسهم ومرجعهم "المرحوم حسن البنا" تقديرا له واعترافا
بفضله، وهم الذين دائما يتحدثون عن رسائل البنا وتربية الإخوان، ولو كانوا جماعة يريدون
جماعة المسلمين لكل المسلمين لكانت مرجعيتهم كتاب الله وسنته وما خصخصوا إلإسلام فى
جماعتهم، وعملوا على نشر الإسلام من الكتاب والسنة، ولو جادل البعض فى هذا فلماذا لم
ينتسب الإسلام بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سيدنا محمد ويقولون جماعة
المحمديين الإسلامية" فى ظل حروب الردة ووفروا على أنفسهم عناء كبيرا، لأنهم يريدون
أن يكون الإسلام عاما ومتسعا للجميع، أما جماعة البنا فهى تريد إسلاما محدودا على مقاسها
ينتمى إلى مؤسسهم، ولديهم فرصة أن يسموا أنفسهم بجماعة البنا أو إخوان البنا، ونفس
الشيئ ينطبق على الجماعة السلفية ومرجعيتها محمد بن عبدالوهاب، وكذلك الجماعة الإسلامية
يجب وأن تسمى الجماعة القطبية نسبة إلى مرجعيتعم المرحوم "سيد قطب". قلنا
إن الإسلام لايعرف إلا جماعة واحدة، ومن يحاول الاجتهاد فلا مانع بشرط أن يسمى جماعته
إلى مؤسسها أو مرجعيتها، كما كانت دولة العباسيين تنتمى إلى العباس بن عبدالمطلب عم
رسول الله (ص) والدولة الأموية نسبة إلى بنى أمية وهلم جرا، كل هذه الدول أو الجماعات
سميت على مؤسسيها، ومارست الإسلام وعندما أخطأت احتسب الخطأ على العباسين والأمويين
وليس على الإسلام. هى جماعات أقرب إلى الطوائف، والطائفة هى جماعة تنتمى إلى حرفة أو
مذهب، والتسمية ليست سيئة بالنسبة لمدعى الإسلام وقد جاء فى كتاب رب العالمين
"وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهم؟؟" وقد تكون الطائفة مؤمنة
أى إيمانها أعلى من غيرها.
لدينا طوائف تلعب
بالدين وتستخف بعقول الناس وتفتى بجهالة تسئ للدين، واستخدام تعبيرالتيار الإسلامى
خاطئ لأن هذا يعنى وصف هذا التيار بأنه إسلامى وماعداه كافر وهى التسمية التى تروق
للتيار الطائفى لتسويقهم للعامة بأنهم هم المسلمون وغيرهم الكفرة، ويقع فى نفس الخطأالغالبية
المسلمة غير الطائفية التى تصف تيار بالإسلامى وهذا يعنى أنها تعترف وتقر بأنها كافرة.
خصخصة الإسلام تؤدى إلى نشوء البنايات المعلقة التى تبدأ من أعلى (الرئاسة) وليس من
القاعدة التى تعتمد على الدستور، ونظام دولتنا الحالى بناية معلقة، يرتقى فيها التيار
الطائفى ويسيطر على الدولة التى سرعان ما تنقسم كالسودان لاقدر أو لاتكون مستقرة كأفغانستان
أو تابعة كالسعودية وباكستان
المعركة الحقيقية
هى معركة تحرير الإسلام الحنيف من براثن الجهل والمدعيين وأن يكون عاما واسعا ومتسعا
للجميع، وبعدها كل الخلافات والاختلافات السياسية بسيطة ويمكن حلها. لنرفع شعار
"لا لخصخصة الإسلام" ويجب أن يكون الإسلام عاما واسعا ومتسعا للجميع. وعلينا
بأن نتوقف عن أن نصف الجماعات بالإسلامية فهى
جماعات طائفية وتيار طائفى. ومن ممارسات مدعى الإسلام نكتشف أنهم لايصلحون لإقامة شلة
ولا يستطيعون العدل بينهم فما بالنا بدولة إسلامية تتحقق فيها شريعتها! الرئيس د.مرسى
هو رجل محترم وأستاذ جامعى مرموق لكنه ليس رجل دولة وأثبت فشلا زريعا وعليه بأن يترك
الحكم لغيره من "جماعة البنا" باعتبارهم حاكمين بديمقراطية القبيلة التى
تعتمد فقط على العدد فى صناديق الانتخاب بعيدا عن تكافؤ الفرص وتساوى المراكز الحزبية
والشفافية والمعرفة الذين يمثلوا الديمقراطية الحقيقية التى تأتى بأفضل العناصر بينما
ديمقراطية القبيلة لا تأـى بالأفضل وتأتى بصاحب الغلبة كما كان فى المجتمعات الجاهلية.
فى عصر الفساد
والاستبداد لم أخش على مصر من التقسيم، أما الآن وفى ظل الممارسات الطائفية من مدعى
الإسلام فإننى أخشى على مصر من التقسيم ليس بدعاوى الطائفية الإسلامية والمسيحية ولا
العنصرية، فالمصريون كلهم تأصلت فيهم المصرية الجذرية وإن تباينت بعض الرؤى، ولكن بسبب
الفقر الذى همش أطراف الدولة وجنوبها، وسمعنا عن بوادر استقلال هذه الأقاليم عن الدولة
والاستقلال يعنى الانفصال، والأعداء المتربصون يعرفون كيف يستغلون حاجة الفقراء والمهمشين
ودعم زعامات غير وطنية من هذه المناطق لتحقيق مصالح انفصالية، يحدث هذا عندما يخصخص
الدين وتعلوا النبرة الطائفية ولو باسم الدين على حساب النبرة الوطنية العاقلة التى
تعرف حق الدين والدولة. تتحلل الدول ويفقد الوطن استقلاله ويتمزق عندما تحكمه طائفة
تعمل على تمكين نفسها على حساب الوطن.
2/11/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق