14 أغسطس 2014

كتاب جدير بالقراءة حول المنظمات السرية التي تحكم العالم!!


 المنظمات السرية التي تحكم العالم!!! 

بقلم سليم مطر
يحق للراغبين استنساخ النصوص واعادة نشرها مع ذكر اسم الكاتب
الاهــداء
الى شعب العراق وشعوب الشرق الاوسط،نأمل أن يساهم هذا الكتاب في الكشف عن المستورونشر النور في الضمائر والعقول..الى صديقي الراحل (H.M)، أشكرك من كل أعماقي،لأنك تخليت عن كل مصالحك واتبعت ضميرك.
لترقد روحك بنور وسلام..
* * *
توضيــح
بعد نشر موضوعنا هذا في مواقع وصحف عديدة، أثار الكثير من ردود الفعل المشجعة والمستغربة، وتلقينا المئات من الأيميلات، وغالبيتها تطرح التساؤل التالي :
ـما هي (فيدرالية الاخوة العالمية IFB) التي تتحكم بالعالم؟!
جوابنا: انها اتحاد غير معلن، أي (فيدرالية) تضم ممثلين عن العديد من المنظمات السرية وشبه السرية الفاعلة خصوصاً في امريكا والغرب وباقي
العالم.
المحتويات
مدخل : نظرية المؤامرة العالمية، هل هي صحيحة؟!
القسم الاول :
معلومات أولية عن المنظمات السرية وشبه السرية
أولاً: المنظمات السرية الباطنية العالمية:
-الماسونية ـ (البنائون Masonic)
-الطقس الماسوني المصري (Rites maçonniques égyptiens)
-روزا ـ كروز (الوردة الصليب Rosicrucianism)
-جمعية المتنورين أو المستنيرين (Illuminati)
-جمعية الجمجمة والعظام (skull and bonds)
-النادي البوهيمي ـBohemian Club
-الشخصيات المعروفة المنتمية للمتنورين وتفرعاتهم المختلفة
-بوش وكيري أعضاء في منظمة "الجمجمة والعظام؟؟!!
-رموز الدولار الامريكي وعلاقتها بالمستنيرين!
-بلاك ووتر Blackwater Worldwide
-عائلة (روتشيلد Rothschild)
ثانياً: التجمعات النخبوية (Thik Tank) شبه السرية:
-مجموعة بيلدربيرجThe Bilderberg Group
-مجلس العلاقات الدولية The Council on foreign relations
-مقاطع من خطاب الرئيس الامريكي كندي، ويُعتقد انه سبب مقتله
-المسيحية الصهيوينة (Christian Zionism) وتأثيرها على النخب الامريكية
-جورج بوش يؤمن بـ (جوج وماجوج)!
-نظرية مؤامرة 11/9
-تأسيس اسرائيل وإزالة السلطنة العثمانية!
-كتاب الحكم بالسر (rule by secrecy) التاريخ السري بين الهيئة الثلاثية والماسونية والأهرامات الكبرى
ثالثاً: العراق وأهميته بالنسبة للمنظمات السرية العالمية:
-نظرية الاصل الفضائي لمؤسسي الحضارة العراقية!
-سرقة المتحف العراقي كانت مهيئة مسبقاً!
-ماذا كان يفعل الجيش الامريكي في موقع اور،
وقبله في موقع بابل؟!!
-حتى الآن قد استعدنا فقط 30% من آثارنا المسروقة!!
-اعتراف رسمي بدور الامريكان بقتل العلماء العراقيين!
-بوش يبعث رسالة شكر لرئيس "الموساد" على خدماته!
-عشرات الملايين من وثائق الدولة العراقية مسروقة من قبل الامريكان!
-احتلال افغانستان من اجل ارباح الافيون!
-انفلونزا الخنازير virus subtype H1N1 صناعة أمريكية لجني المليارات
القسم الثاني:
اعترافات الحكيم الأمريكي لهذه الاسباب قررنا تدمير الشرق الاوسط:
-اولا: تدمير الاسلام من خلال خلق العداء والتناحر بين الشيعة والسنة
-ثانيا: منع أي تقارب بين الجماعات القومية الاساسية التي تشكل الشرق الاوسط
-ثالثا: منع أي تقارب بين العلمانيين والمتدينين
-رابعا: منع أي تقارب بين العرب (مسلمين ومسيحيين) واليهود
-خامسا: منع أي تقارب مسيحي ـ اسلامي في الشرق الاوسط
هذه هي الأسباب السرية جداً لأحتلال العراق:
-القيمة التاريخية والباطنية العظمى للعراق
-القيمة السياسية ـ الدينية للعراق
-ستراتيجيتنا الحالية في العراق
هكذا نضعفكم، وهكذا يمكننا النهوض: -سياسة الراية الخداعة
-الاعلام أخطر أسلحتنا الحديثة
-التيار التدميري والتيار السلمي
من اجل ستراتيجية شرق أوسطية جديدة:
-أولا: على الصعيد العالمي، إقامة تحالف وحوار شعبي ونخبوي شرقي ـ غربي
-ثانيا: على الصعيد الشرق أوسطي، العمل على اقامة سوق ووحدة شرق أوسطية مشابهة للوحدة الاوربية
-ثالثا: على الصعيد العراقي، ليكن العراق مركزاً للسلام والحوار
والتقارب الشرق الاوسطي والعالمي، وليس مركزاً للمؤامرات والحروب والآيديولوجيات التوسعية والامبراطورية!
خـاتمـة
-إن الاعلان عن مقتل بن لادن، بداية استراتيجية أمريكية جديدة قائمة على دعم السلام والديمقراطية بدل العنف والحروب!
-وصايا (بريمر) حاكم العراق لـ (نيغرو بونتي) سفير امريكا الجديد!
(إن هدف (روكفولر) وأتباعه تأسيس حكومة عالمية واحدة تجمع بين الرأسمالية والشيوعية... هل أقصد من هذا ان هنالك مؤامرة؟ أقول نعم، إذ إني أؤمن بأن هنالك مؤامرة عالمية مخطط لها منذ عدة أجيال وبطبيعة
هائلة السوء!)
لورانس باتون مكدونالد (Lawrence Patton McDonald)، عضو الكونغرس الامريكي في عام 1976
* * *
‎(نحن هذا اليوم في لحظة نادرة وخارقة للعادة. إن أزمة الخليج، رغم خطورتها، إلاّ أنها تمنحنا الفرصة النادرة من اجل التوجه الى حقبة تاريخية من التعاون. ومن هذه الحقبة الصعبة، فإن هدفنا الخامس هو ان نظام عالمي جديد، يمكن أن يرى النور..)
من خطاب الرئيس الامريكي (بوش الاب) في 11/9/1990، أمام الكونغرس الامريكي
لحظة اعلانه عن انطلاق الحرب ضد العراق من اجل تحرير الكويت
* * *
(مثلما أنه لا يمكن إيقاف الحروب في العالم، فإنه لا يمكن إلغاء تجارة المخدرات في العالم، فكلاهما يدران أرباحا طائلة لجهات واحدة تعلو فوق كافة القوانين والدول).
(كونراد شتينر) الخبير الألماني في معهد الأبحاث التنموية في بون

مـدخـلنظرية المؤامرة العالمية، هل هي صحيحة؟!

هنالك موقفان متعارضان متطرفان حول هذه المسألة الحساسة جداً والخطيرة بنفس الوقت، لأنها تمس المصالح المباشرة لشعوب العالم أجمع، وخصوصاً البلدان الضعيفة والمتوترة الاوضاع وذات موقع استراتيجي وتاريخي حساس، مثل بلدان الشرق الاوسط، والعراق بالذات.
هذان الموقفان المتعارضان هما:
ـ الموقف المؤمن تماماً بهذه النظرية وبدرجة مبالغة وحرفية بحيث تبدو مثل (القدر الالهي) الذي لا يمكن أبداً مواجهته والتخلص من حتميته، وما علينا إلاّ الخنوع له والتحسر على مصيرنا المظلم. ويعاني بعض أنصار هذه النظرية من نوع الهلوسة أشبه بالخبل إذ يتصورون ان العالم محكوم بمجموعة من الشياطين الجبابرة المتلبسة بأشكال بشر.
ـ الموقف المعاكس النافي تماماً لمثل هذه النظرية، وينظر الى السياسة العالمية بنوع من السذاجة والرومانسية وكأن العالم لا يقوده إلاّ الحكماء العقلاء العلميين الذين يشتغلون بكل صراحة وعلنية، ولا يفكرون إلاّ بمصالح شعوبهم، وفي أحسن الاحوال يفكرون بمصالح العالم، وفي أسوء الاحوال يفكرون بمصالحهم الطبقية والشخصية! المهم انهم عقلاء وعلميين ومشاريعهم مكشوفة، وان كل ما يطرح في وسائل الاعلام هو صحيح تماما ويعبر عن حقيقة السياسة العالمية.
الحقيقة في الوسط
كما تعودنا في (فلسفتنا الوسطية)، ان نبحث عن الحقيقة في الموقف الوسطي بين موقفين متطرفين، فنقول:
نعم هنالك (مؤامرة عالمية) وهنالك قوى سرية تخطط بالسر للتحكم بسياسة العالم، ولكن هذه القوى:
ـ لا تتكون من شياطين وكائنات خارقة، بل هم بشر مثلنا تجمعهم (المصالح)، ولكن خصوصا تجمعهم (العقيدة). يكفي مطالعة المكتبات ومواقع الانترنت لنجد أن هنالك العديد من هذه المنظمات السرية العالمية المعروفة بصورة رسمية ومن أبرزها (الحركة الماسونية Maconic) و (حركة المستنيرين Illumunati) و(الجمجمة والعظام Skull and bonds)، وغيرهم. (طالع القسم الاول).
ـ بما ان هذه المنظمات تتكون من بشر، فهي إذن مثل كل المنظمات، عرضة للأختلافات الداخلية والتطورات العقائدية بين أعضائها. وهذا يعني ان هنالك منظمات تتراجع وتضعف مثل (الماسونية)، وغيرها تتخذ أشكالاً جديدة وتنشط وتسيطر، مثل (المستنيرين).
ـ ان النشاط السري عبر التاريخ، كان ولا زال من أولويات نشاط أية دولة: (أجهزة المخابرات والتجسس)، بل حتى المؤسسات الاقتصادية والعلمية: (التجسس التقني والعلمي). من دون النشاط السري وفنون التعتيم والخداع، لا يمكن لأية دولة أن تستمر وتضمن أمنها داخلياً وخارجياً. لهذا فأن دول الغرب الكبرى، ومع قوتها العالمية في جميع النواحي العسكرية والاقتصادية والثقافية والتقنية، فأن فنون القيادة والتأثير والعمل السري، قد تطورت فيها الى حد بعيد بصورة تفوق التصور.
ـ يبقى أن نأخذ بنظر الاعتبار هذه الحقيقة المهمة جداً: ان هذه المؤامرة العالمية، مهما كانت مسنودة مخابراتياً واقتصادياً وتقنياً واعلامياً، فأنها بصورة مطلقة ويقينية، يستحيل عليها التأثير على أي بلد من دون تواطئ وتعامل وشراء ذمم النخب الفاعلة لهذا البلد. ان قوة هذه المؤامرة العالمية الخارجية تكمن في انقسام الشعب وفساد نخبه وضعف وحدته وهويته الوطنية. إذن، هذه (المؤامرة العالمية) ليست قوة شيطانية جبارة لا يمكن الفكاك منها، بل يمكن بسهولة لو قرر الشعب ونخبه فعلاً العودة الى الضمير الوطني و (الكفاح الشعبي السلمي ـ الثقافي) من اجل الحرية والكرامة. فمن الحمق والسذاجة الاعتقاد بأن (المقاومة المسلحة) قادرة على مواجهة هذه المؤامرة، بل العكس تماماً، لأن من أول أساليب هذه المؤامرة انها تشجع العنف والعمل المسلح في الشعب المعني من اجل تبرير ممارسة القوة ضده وتفريقه وبث روح العنف والخراب في صفوفه، وهذا بالضبط الذي حصل في بلادنا، ليس فقط بعد الاجتياح الامريكي عام 2003، بل قبل ذلك بسنوات طويلة، حيث كانت النخب العراقية، الحاكمة والمعارضة، جميعها متواطئة وفاسدة ومعدومة الضمير الوطني.
دور اليهود
نظرية المؤامرة العالمية ارتبطت دائماً بفكرة (دور اليهود القيادي فيها). ولكن مراجعة تفاصيل وتاريخ هذه المؤامرة يعطينا النتيجة التالية:
إن دور اليهود في قيادة المؤامرة، مضخم جداً ومصطنع، بل هو مقصود لكي تلقي تبعيات هذه المؤامرة على اليهود. أفضل تشبيه لنا لتوضيح هذه الاشكالية الحساسة، مسألة (الاسلام المتطرف والقاعدة). فمن المعلوم ان هذه (القاعدة وبن لادن) هي صناعة المخابرات الامريكية، لكي يكونوا حجة دامغة لتشويه سمعة الاسلام والمسلمين، وتبرير غزوهم واضعافهم بأسم مكافحة الارهاب.
نفس الحال بالنسبة لـ (الحركة الصهيونية واسرائيل)، بالاضافة الى إبراز بعض الاسماء اليهودية الفاعلة مثل (آل روتشيلد)، لكي تكون واجهة لتسليط الاضواء على دور اليهود في قيادة الغرب والمؤامرة العالمية.
تتوضح لنا خفايا هذه (المؤامرة الخفية ضد اليهود)، لو طالعنا عقيدة (التيار المسيحي الصهيوني) المؤثر جداً في امريكا، والذي يلعب دوراً أساسياً في دعم اسرائيل والتحالف مع اليهود (طالع القسم الاول - الملحقات). فأنه بالوقت الذي يدعم قيام اسرائيل، يؤمن كذلك بحتمية تدميرها من اجل تحقيق نبوءة التوراة وظهور السيد المسيح، وتحول جميع اليهود الى مسيحيين! إذن وضع اليهود في الواجهة، غايته توريطهم وبث الاحقاد ضدهم وتهيأة أجواء خراب دولتهم المصطنعة وإجبارهم على التخلي عن اليهودية!
الموقف من الغرب وامريكا


من أكبر أخطاء غالبية من يؤمنون بهذه النظرية، الاعتقاد بأن معاداة الغرب وامريكا من أولويات الكفاح الوطني. وهذا أيضاً تصور ساذج تشجعه المؤامرة نفسها، من أجل حرمان الشعوب المغلوبة من أنصارها الحقيقيين من أبناء الشعوب الغربية ونخبها. يتوجب الادراك، بأن هذه المؤامرة لا تبتغي فقط شعوب العالم الثالث، بل هي تمارس أيضاً ضد شعوب اوربا وامريكا نفسها، من خلال مسخها اقتصادياً وثقافياً وروحياً والابقاء عليهم كقطعان من جيوش عملية الانتاج القاسية والمهلكة نفسياً وإنسانياً، وجعلهم عبيداً للاستهلاك يلهثون بلا انقطاع من اجل اشباع الغرائز.

لهذا فأن هنالك قطاعات واسعة ومتنامية من أبناء هذه الشعوب وسياسييه ومثقفيه ورجال الدين، ممن يدركون حقيقة هذه اللعبة الجهنمية ويكافحون بكل الطرق من أجل فضحها وإيجاد المشروع الانساني البديل لها. إذن المطلوب هو خلق التعاون بين القوى الايجابية الناشطة ضد هذه المؤامرة العالمية في كل من الاوطان النامية وفي اوربا وامريكا.
القسـم الاولمـعلومات أولية عن المنظمات السرية وشبه السرية
أولاً: المنظمات السرية الباطنية العالمية:
* الماسونية ــ (البنائون Masonic)
* الطقس الماسوني المصري (Rites maçonniques égyptiens)
* روزا ــ كروز (الوردة الصليب Rosicrucianism)
* جمعية المتنورين أو المستنيرين (Illuminati)
* جمعية الجمجمة والعظام (skull and bonds)
* النادي البوهيمي ــBohemian Club
* الشخصيات المعروفة المنتمية للمتنورين وتفرعاتهم المختلفة
* بوش وكيري أعضاء في منظمة "الجمجمة والعظام"!!
* رموز الدولار الامريكي وعلاقتها بالمستنيرين!
* بلاك ووتر Blackwater Worldwide
* عائلة (روتشيلد Rothschild)
ثانياً: التجمعات النخبوية (Thik Tank) شبه السرية:
* مجموعة بيلدربيرجThe Bilderberg Group
* مجلس العلاقات الدولية The Council on foreign relations
* مقاطع من خطاب الرئيس الامريكي كندي، ويُعتقد انه سبب مقتله
* المسيحية الصهيوينة (Christian Zionism) وتأثيرها على النخب الامريكية
* جورج بوش يؤمن بـ (جوج وماجوج)!
* نظرية مؤامرة 11/9
* تأسيس اسرائيل وإزالة السلطنة العثمانية!
* كتاب الحكم بالسر (rule by secrecy) التاريخ السري بين الهيئة الثلاثية والماسونية والأهرامات الكبرى
ثالثاً: العراق وأهميته بالنسبة للمنظمات السرية العالمية:
* نظرية الاصل الفضائي لمؤسسي الحضارة العراقية!
* سرقة المتحف العراقي كانت مهيئة مسبقاً!
* ماذا كان يفعل الجيش الامريكي في موقع اور، وقبله في موقع بابل؟!!
* حتى الآن قد استعدنا فقط 30% من آثارنا المسروقة!!
* اعتراف رسمي بدور الامريكان بقتل العلماء العراقيين!
* بوش يبعث رسالة شكر لرئيس "الموساد" على خدماته!
* عشرات الملايين من وثائق الدولة العراقية مسروقة من قبل الامريكان!
* احتلال افغانستان من اجل أرباح الافيون!
* انفلونزا الخنازير virus subtype H1N1 صناعة أمريكية لجني المليارات!
أولاً: المنظمات السرية الباطنية العالمية (*)


إن الغاية من هذا القسم الخاص بالمعلومات الاولية، تسهيل عميلة الفهم للقسم الثاني وهو النص الاساسي المتضمن (اعترافات الحكيم الامريكي).

هنالك نقطتان أساسيتان يبتغي هذا القسم وعموم الكتاب، أن يكونا واضحين:
(*) غايتنا من هذا القسم فقط ايراد المعلومات الاولية والمتداولة رسمياً حول هذا الموضوع. نبتغي عملية تعريف عمومي وليس عملية بحث خاصة. أي فقط المعلومات العامة المساعدة على فهم موضوعنا الاساسي في القسم الثاني (كشوفات الحكيم الامريكي). لهذا نقول لمن يرغب بمعرفة المصادر وزيادة المعلومات عن كل الموضوعات التي نذكرها في ملحقنا هذا، ولتسهيل الامر عليه، يكفيه ان يضع أسم الموضوع في الانترنت، بأي لغة: عربية وانكليزية وفرنسية، لكي يحصل على كل التفاصيل. علما اننا حرصنا على وضع المسميات الاساسية باللغة الانكليزية جنب العربية، لتسهيل عمليةالبحث.
- ان عالمنا، لا تقوده فقط الحكومات والمؤسسات والاحزاب العلنية الرسمية، بل هنالك أيضاً منظمات عالمية سرية وشبه سرية، لها دور أساسي في التأثير على الحكومات والمؤسسات والاحزاب، وبالتالي التأثير المباشر على السياسة العالمية.
- تغيير تلك الفكرة السائدة المفعمة بالطيبة والسذاجة، والقائلة بأن قادة العالم الغربي، يقيناً ولا بد أن يكونوا (عقلانيين علميين) تدفعهم (المصالح المادية والسياسية). أي التوضيح بالتفاصيل كيف ان قادة العالم الغربي، مثل كل البشر، أيضاً عرضة للتأثر بالمعتقدات الدينية والاسطورية، وانهم يمكن أن يرسموا سياستهم بناءاً على هذه المعتقدات الباطنية و (الخرافية)!
المقصود بهذه المنظمات العالمية، تلك التي تتصف بالخاصيتين التاليتين:
- انها سرية، أي إن أعضائها غير مكشوفين واجتماعاتها غير مفتوحة، لا للناس ولا لوسائل الاعلام. وهذه المنظمات حتى لو كانت في بلدان (ديمقراطية) تسمح لها بالنشاط المعلن، فأنها تفضل الابقاء على سريتها من اجل الحفاظ على تقاليدها والابقاء على هيبتها.
- انها (باطنية ـ Esotérique)، وهذا يعني انها تؤمن بعقائد تعتمد الروحانية والرموز الخاصة ولها صلة عقائدية مع الطوائف الدينية الباطنية الشرقية القديمة، مصرية وعراقية، مسيحية ويهودية واسلامية. ونشدد هنا على ان وصف (باطنية) ليس من عندنا بل هي نفسها تعلن باطنيتها بصورة رسمية في كتاباتها ودساتيرها الخاصة.
- انها (عالمية)، بمعنى انها من الناحية العقائدية تؤمن وتدعوا الى توحيد العالم تحت راية مبادئها، وكذلك تعمل على نشر فروع تنظيماتها في أنحاء العالم.
والملاحظ ان جميع هذه المنظمات التي من هذا النوع، هي منظمات غربية (اوربية - امريكية)، لأنها تعبير طبيعي عن حقبة النهضة الغربية (الثقافية والصناعية والعسكرية) منذ قرون، وما صاحبها من مد استعماري وهيمنة على جميع قارات الارض. ومن أشهر هذه المنظمات:
أعضاء في المحفل الماسوني بأزيائهم الماسونية الخاصة المماثلة لأزياء الكهنة! 
الماسونية - (البنائون Masonic)
ان من أكبر مظاهر سوء الفهم السائدة عن الماسونية، الاعتقاد بأنها نوع من (الجمعية التعاونية الاخوانية) بين أبناء النخب الفاعلة في المجتمعات الاوربية، من أجل تسهيل التعاون بينهم ودعم مصالحهم. نعم ان هذه الصفة صحيحة لكنها تمثل جانب من الحقيقة، أما الجانب الاهم والغير واضح إلاّ للباحثين، بأن هذه الحركة تقوم أساساً على (عقيدة باطنية عميقة جداً)، تجمع أعضائها وتمنحهم القوة والايمان الروحاني العميق للتمسك والكفاح من اجل مبادئ الحركة. بصورة مختصرة يمكن وصف الحركة الماسونية، ليست فقط جمعية تعاونية، بل هي أقرب الى (الطائفة الدينية)
المتميزة بروحانيتها وعقيدتها الشمولية الخاصة بها.
هنالك حكايات عديدة حول جذور تأسيس الماسونية، يختلف عليها أتباع الماسونية فيما بينهم. فالبعض يرجعها الى حقب تاريخية قديمة تعود الى بابل ومصر والنبي سليمان، كذلك الى الجماعات السرية المسيحية التي تأسست من نساك القدس والجيوش الصليبية. إذ يعتقد ان عدائهم للكنيسة الكاثوليكية، رغم إيمانهم بالكتاب المقدس، يعود الى جذورهم المرتبطة بطائفة (حراس المعبد / تأسست عام 1129) الصليبية التي تم ذبح وحرق أعضائها (عام 1312) بقرار من البابا.
هرم التاريخ الماسوني 


لكن يبقى تاريخ تأسيس (الماسونية) المعقول الذي يمكن توثيقه،يبدأ في بريطانيا في عهد الملك جورج الأول (1714م – 1727م. لقد اعتبرت نفسها وريثة لجمعيات العمال والمهندسين البنائين، رغم انها عملياً تضم النخبة الفاعلة في المجتمع الانكليزي ثم الاوربي. وبذلك تمّ تأسيس (محفل إنكلترا الأعظم) أما في فرنسا فإن أول محفل تمّ تأسيسه بين آيار وتموز من عام 1728. كل المحافل كانت تحت سلطة المحفل الأكبر في إنكلترا. وفي عام 1773 تم تأسيس محفل فرنسا المستقل: الشرق الأعظم (Le grand orient).

من أبرز الشخصيات المؤسسة لمحفل انكلترا: جورج باين، والدكتور جيمس أندرسون والدكتور تيوفيليوس ديزاجيليه، عضو الجمعية العلمية الملكية البريطانية، والذي كان محبباً للملوك، وخاصة جورج الثالث، وهذا ما ساعد على انتشار الماسونية بسرعة حيث احتضنت من السلطات البريطانية في ذلك الحين.
الفكر الباطني ـ الرمزيومن دلالات وجود العقيدة الباطنية ـ الرمزية في الماسونية، انها تعتمد في كل نشاطها واجتماعاتها على مئات الرموز بعبارات وحركات ورموز بحيث إن فهمها يحتاج من العضو سنوات طويلة من التعلم والتدريب.
فمثلا يجب على المبتدئ، أن يجد طريقه الى أبواب الماسونية بنفسه وبداية هذا الطريق هو بداية إدراك الفرد لماهية الحياة، ويجب عليه عند أداءه قَسَم العضوية أن يلبس رداءاً خاصاً يزوده المقر، وحسب الماسونيين فإن الطقوس التي يصفها البعض بالمرعبة ماهي إلاّ رموز إستخدمها أوائل الماسونيين حيث كان الإنسان القديم يؤمن إن روح الإنسان تهبط من أجواء كونية قبل إستقرارها في جسد الإنسان عند الولادة، وحسب المعتقدات القديمة فإن تلك الروح تتحلى بصفات ذلك الفضاء الكوني الخاص الذي مرت به الروح أثناء رحلتها الى الجسد.
وفي الانتقال الى ترتيب بناء المحافل الذي يزعم الماسونيون أنهم يقلدون في تنظيمها هيكل سليمان كي يعمل الماسونيون بكل جهدهم لإعادة بنائه وتنظيم المحفل على مثاله ليتذكروه دوماً، نلاحظ في هذا الترتيب أن الركائز الأساسية للمحفل ثلاثة أعمدة تقوم عليهم قبة زرقاء، أما عن تفسير ما ترمز اليه هذه الأشياء. وسقف المحفل مثال القبة الزرقاء التي لا يرقى اليها إلاّ بمعراج من درجاته الإيمان والرجاء والرحمة. أما الإيمان فبمهندس الكون الأعظم، وأما الرجاء فبالخلاص والنجاة. وأما الرحمة فبالإحسان الى سائر الناس ويقوم على مدخل المحفل اثنان من
الأعمدة هما عمودا الجمال والقوة. فعمود الجمال يسمى ياكين (YAKIN) وينقش عليه الحرف (G)، ويقال أنه الحرف الأول من اسم جاكين، وهو أحد أسباط النبي يعقوب. وعمود القوة يسمى بوعز (BOUZ)، وينقش عليه الحرف (B) ويزعمون أنه الحرف الأول من أسم بوعز الجد الرابع للنبي سليمان.
من أبرز شخصيات الحركة


آدم وايزهاويت توفي 1830م ، مؤسس (حركة المتنورين).

حكام بريطانيا : الملك جورج السادس / الملك إدوارد السابع / الملك إدوارد الثامن / ونستون تشرشل.
ومن رؤوساء الولايات المتحدة الأمريكية : جيرالد فورد / جيمس غارفيلد / وورين هاردينغ / أندرو جاكسون / وليام ماكينلي / جيمس مونرو / جيمس بولك / فرانكلين روزفلت / ثيدور روزفلت / وليام هاوارد تافت / هاري ترومان / جورج واشنطن / جيمس بوكانان / جورج بوش الأب.
رؤوساء وزراء كندا : روبرت بوردون (رئيس وزراء كندا الأسبق) / جون ماكدونالد (رئيس وزراء كندا الأسبق).
الأدباء والفنانون : فرانسيس اسكوت كي مؤلف النشيد الوطني الأميركي / ولفغانغ موتزارت موسيقي كلاسيكي / روبرت بيرنز شاعر اسكتلندا الوطني / مارك توين كاتب أميركي / آرثر دويل مؤلف شارلوك هرمز / ألكساندر بوشكين شاعر روسي / فولتير الفيلسوف الفرنسي الشهير / أوسكار وايلد شاعر أيرلندي / جون سميث ملحن النشيد الوطني الأميركي / بيتر سيلرز نجم هوليود / كلارك غيبل ممثل أمريكي / بوب هوب ممثل كوميدي أميركي.
مشاهير: سيمون بوليفار (ثوري في أميركا الجنوبية) / كازانوفا (العاشق الإيطالي) / أندريه سيتروين (سيارات سيتروين) / إدوين دريك صناعة النفط / أونري جون دونانت (مؤسس الصليب الأحمر) / أليكساندر فليمنغ (مخترع البنسلين) / بنجامين فرنكلين (أحد الموقعين على الدستور الأميركي) / كينغ جيليت (شركة جيليت) / إغناس جوزيف غيوتين (مخترع المقصلة) / تشارلز هيلتون (فنادق هيلتون) / إدغار هوفر (مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي) / ملفين جونز (مؤسس أندية ليونز) / توماس ليبتون (شاي ليبتون).
وضع الماسونية الحالي


رغم الدور الحاسم للماسونية في جميع الاحداث الكبرى التي مرت على اوربا منذ القرن التاسع عشر حتى الحرب العالمية الثانية، إلاّ أن تطورات الحياة جعلتها تفقد أهميتها كثيراً حيث برزت من بين قياداتها منظمات أكثر نخبوية وسرية وباطنية هي التي تقود السياسة الغربية والعالمية.

الطقس الماسوني المصري (Rites maçonniques égyptiens)


اننا نتحدث عن هذا الطقس للكشف عن مدى حضور تاريخ الشرق القديم وحضاراته ورموزه في معتقدات هذه الجماعات الباطنية السرية. ان الحركة الماسونية تنقسم في داخلها الى تيارات متعددة، كل منها بطقس روحاني تاريخي مختلف. ومن بين أهم هذه التيارات (جماعة الطقس المصري: Le Rite de Memphis et Misraïm)، ويدَّعي معتقديه بأنهم ورثوا هذه الطقوس من مصر القديمة، حيث يحتوي على الكثير من الرموز المصرية الفرعونية وكذلك مؤثرات زهاد الصحراء مسيحيين ومسملين. وقد نشأ هذا الطقس منذ أوائل القرن التاسع عشر، أولاً بين أتباع الحركة الماسونية في ايطاليا، ثم بعدها انتشر أيضاً

في فرنسا وفي امريكا وغيرها. وقد نشأت في داخل منظمات هذا الطقس انقسامات طقسية عديدة، كل منها تدَّعي بأنها هي الاصل.
روزا- كروز (الوردة الصليب Rosicrucianism)


وهي منظمة سرية باطنية تأسست عام 1664 من قبل راهب الماني اسمه (كريستيان روسينكريوز) وقد حملت أسمه. وتعود فكرة هذه المنظمة الى جذور عقائدية شرقية عربية اسلامية مسيحية. ففي عام 1393 قام هذا الراهب بزيارة سوريا ومصر والمغرب ، وتأثر بالجماعات الصوفية والباطنية. وعند عودته الى المانيا قام بتأسيس جمعيته. تدعوا إلى التأخي بين النـاس وجعل الإنسان يصل إلى معرفة الذات والتعبير عن طبيعته الروحية الحقيقية، للمساهمة في تطور البشرية جمعاء. هذا الهدف من الممكن الوصل اليه من خلال تغيير العادات الشخصية، والأفكار والمشاعر. ويعتقد ان هذه

الجمعية قد أثرَّت كثيراً في الجمعيات السرية الباطنية التي نشأت فيما بعد منها بالذات الحركة الماسونية.
جمعية المتنورين أو المستنيرين (Illuminati)


وهي منظمة سرية باطنية متأثرة بالماسونية نشأت في ولاية بافاريا الالمانية في 1776 على يد آدم ايزهاوبت، وهو يسوعي سابق، ثم انتشرت في أنحاء اوربا وامريكا. وهم بصورة عامة يعتبرون معارضون أساساً للكنيسة والنبلاء. ويعتقد ان هذه الجمعية تمثل (النخبة داخل النخبة)، أي انها تمكنت من التسلل الى النخبة الماسونية وأخذ السلطة منها، وتأسيس جمعيات سرية تابعة لها خفية، مثل جمعية (الجمجمة والعظام) والعديد غيرها للتغلل في مختلف فئات النخب العليا. ومعظم قادة الثورة الامريكية مثل (جورج واشنطن)، هم أعضاء فيها. بل تأثيرها يمتد على كل مجالات الحياة في

امريكا، فرموزها مثل (العين المهيمنة والهرم) موجودة في الدولار. وانها هي التي أعلنت على لسان (جورج بوش الاب) النظام العالمي الجديد، من أجل السيطرة على العالم.
كانت خطتهم هي إجراء تغيير جذري للعالم، عن طريق تدمير السلطة في الأنظمة الملكية، والتي كانت تعيق آنذاك تقدم المجتمع والأفكار. فكانت الثورة الفرنسية، وتأسيس الولايات المتحدة الأمريكية نتاجاً لاستراتيجيتها. فبالنسبة للمتنورين كانت الديموقراطية السياسية هي وسيلة وليست غاية في حد ذاتها. ووفقاً له، فالشعب بطبيعته جاهل وغبي ويحتمل في طبيعته العنف. وبالتالي فإن العالم يجب أن يكون محكوماً من طرف صفوة مستنيرة. وبمرور الوقت، انتقل أعضاء هذه المجموعة من وضعية متآمرين مدمرين إلى مسيطرين استبداديين هدفهم الرئيسي هو الحفاظ على السلطة.
وبخلاف باقي منظمات (سادات العالم)، فالمتنورون ليسوا مجرد (نادي فكري) أو (شبكة للتأثير). إنما الأمر يتعلق بمنظمة حقيقية طبيعتها باطنية وغامضة. تظهر القيادات السياسية والاقتصادية في العلن على أنهم أناس عقلانيون ماديون. لكن في الحقيقة أن بعض هؤلاء الأشخاص يشتركون في احتفاليات غريبة في جمعيات سرية تكرس عباداتها لآلهة فرعونية وبابلية: إيزيس وأوزوريس، بعل، مولوخ، أو سميراميس. رمز المتنورين موجود على ورقة الدولار الواحد: هرم قمته النخبة ومضاء بالعين المهيمنة (طالع توضحينا عن الدولار في نهاية هذا الموضوع).
تنتمي الى جمعيتهم كبرى العائلات وأعرقها في اوربا، من ملوك وحكام ونبلاء ورأسماليين، مثل عائلة روتشيلد، الأريمان، الروسال، الدوبان، الوندزور، والروكوفلرز. إنهم يمتلكون أكبر الشركات العالمية، وأضخم الصناعات وأشهر الماركات في كل المجالات، ولا تشتغل مؤسسة من المؤسسات الإعلامية الأمريكية وأخرى غيرها إلاّ عن طريق الأموال الضخمة التي تتقاضاها عن الإشهارات والإعلانات الثمينة، بل وحتى معظم شركات هوليوود للإنتاج، وشركات الإم تي في الإنتاجية، وشركات الترفيه.
جمعية الجمجمة والعظام (Skull and bonds)


أعضاء الجمعية السرية ويشاهد (بوش الابن) على يسار الساعة 

وهي تابعة لجمعية (المستنيرين)، وهي أخوية سرية تأسست في عام 1832 داخل جامعة يال في امريكا بواسطة وليام راسل هانتنجتون وألفونسو تافت. وتعرف كذلك بأسم المحفل 322 أو أخوية الموت. وهي إحدى سبع أخويات سرية داخل جامعة يال وأشهر تلك الأخويات هي : اللفافة والمفتاح، الكتاب والأفعى، رأس الذئب، إلياهو، وبرزيليوس. وأهم المنافسين من بينها هي اللفافة والمفتاح.
وقد اقتصرت عضويتها في البداية على طلبة جامعة يال من أبناء عائلات بعينها في ولاية نيو إنجلاند. وكانت هذه العائلات تشترك جميعها في كونها عائلات تنتمي إلى ما يعرف بأسم الواسب (WASP)وهم ذوي الأصول البيضاء الأنجلوساكسونية من البروتستانت. وهذه العائلات كونت ثروتها من خلال التعاون مع عائلة روتشيلد (المليونير اليهودي من أصل الماني) ذو النفوذ العظيم في شؤون القرن التاسع عشر والذي عمل قريبه إدموند روتشيلد على بناء المستوطنات في فلسطين خلال الحكم العثماني وعمل على استصدار وعد بلفور الشهير. وقد تمكنت هذه العائلات من تكوين ثروات طائلة من
خلال تعاونها مع روتشيلد كشركاء صغار في تجارة الأفيون التي ازدهرت من خلال نشاط شركة الهند الشرقية البريطانية. ونتيجة لذلك قام هانتنجتون بدمج منظمته داخل ما عرف بأسم مؤسسة صندوق هانتنجتون في عام 1856.
وقد تأثرت الجمجمة والعظام بمنظمات نازية مثل جمعية ثوله التي كانت الجمعية الأم للحزب النازي والتي تأسست عام 1919، وجمعية فريل. وقد استخدمت المنظمة الأموال التي حصلت عليها في تمكين أعضائها من الحصول على مناصب نافذة في الولايات المتحدة في مجالات مختلفة مثل البنوك والسياسة والجيش. ويؤمن أعضاؤها بمبدأ الخداع البناء، وهو تضليل الأصدقاء والأعداء على السواء لكي لا يعرفوا أهدافهم الحقيقية. وهو ما نراه مطَّبقا في السياسة الأمريكية الخارجية الحالية.
النادي البوهيمي ـBohemian Club


وهي أخوية سرية تأسست عام 1872م يتكون أعضائها من الرجال فقط. أن عضوية هذا النادي أو الجماعة هي فقط لمن تنطبق عليهم شروط مثل العلو في المركز الاجتماعي والوظيفي واتساع شبكة العلاقات الاجتماعية وعلى مستوى عالي. يشترط على العضو أن لايتحدث أو يكتب أو يصور أي من الأحداث التي تعقد في الاجتماع الذي يقام سنوياً في شهر تموز ولمدة أسبوعين في مزرعة شاسعة تابعة للجماعة تقع في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية وتسمى (بوهيمين غروف Bohemian grove). كذلك يقام ضمن هذا الاجتماع السري مخيم استثنائي خاص بصفوة الصفوة والذي يسمى مخيم (ماندولاي Mandalay) الذي

يحاط بحراسة مشددة. حيث يجتمع أعضاء الجماعة من أجل الاسترخاء والراحة كما يقول أعضاء الأخوية، بينما يرى البعض أن ذلك الاجتماع هو اجتماع لنخب سياسية واقتصادية يتم فيها التخطيط لأعمال تهدف للسيطرة على السياسة والاقتصاد الدولي خارج حدود القانون والمؤسسات التشريعية والتنفيذية المراقبة من قبل الشعوب. وأن القنبلة الذرية الأمريكية قد ولدت كفكرة وصممت كسلاح من أعضاء فاعلين في هذه الجماعة. يقال بأن هذا الاجتماع الاحتفالي السري يشهد كثير من الطقوس الغريبة ينسبونها الى عبادة البابليين. فمن أهم الرموز المقدسة لديهم، بالإضافة إلى
(البوما المثل الأعلى)، هنالك : الاله (ملاك Moloch) والالهة (ليليت) وهي آلهة من بلاد النهرين. ويقال انهم يقدمون أضحية بشرية لهذه الالهة على غرار ما كانوا يفعلونه في بابل!
يتصف أغلب أعضاء الأخوية البوهيمية بأنهم رجال فوق سن الخمسين وذو خلفيات محافظة. من أشهر أعضاء هذه الأخوية: (الرئيس جيمي كارتر، والرئيس فورد والرئيس ريتشارد نيكسون والوزيرين السابقين للخارجية الأمريكية هنري كيسنجر وجورج شولتس، إضافة لوزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد، وآلن جرينسبان رئيس الاحتياطي الأمريكي السابق). راجع مثلاً : www.syti.net/Organisations/Bohemians.html
الشخصيات المعروفة المنتمية للمتنورين وتفرعاتهم المختلفة


احتفال لاعضاء النادي البوهيمي في سان فرانسسكو عام 1913 

هذه جردة سريعة بأسماء الشخصيات الغربية المعروفة المرتبطة بحركة المتنورين وبالجمعيات السرية الاخرى المرتبطة بها:
ألفونسو تافت (أحد المؤسسين): وزير الحرب الأمريكي (1876- 1880)
وليام هوارد تافت: رئيس المحكمة العليا الأمريكية والرئيس 27 للولايات المتحدة (تاريخ العضوية 1878). وهو إبن العضو المؤسس للجمجمة والعظام ألفونسو تافت.
هنري لويس ستيمسون: وزير الحرب خلال رئاسة تافت (1908-1912) وخلال رئاستي روزفلت وترومان. (1946-1940) ووزير الخارجية خلال رئاسة هربرت هوفر (1929-1933). والحاكم العام للفلبين (1926-1928). وهو الرجل الذي وقف وراء استخدام الولايات المتحدة للقنابل الذرية ضد اليابان.
أفريل هاريسمان: المصرفي ووكيل وزارة الخارجية وحاكم نيويورك والمبعوث الرئاسي إلى رؤساء الاتحاد السوفيتي: ستالين، خروتشوف، برجينيف، وأندروبوف. عضو في مجلس العلاقات الخارجية وفرسان بيثياس.
روبرت لوفيت: مساعد وزير الحرب لشؤون الطيران (1941- 1945)، نائب وزير الدفاع. وزير الدفاع (1950). والعضو الرائد بمجلس العلاقات الخارجية.
هارولد ستانلي: (تاريخ العضوية 1908) مؤسس مؤسسة مورجان أند ستانلي.
روبرت تافت: سناتور (1938- 1950).
بريسكوت بوش: مصرفي كان يشرف على حسابات النازيين. سناتور عن ولاية كونيكتيكوت. والد جورج بوش الأب، وهو جد جورج بوش الإبن.
جورج بوش(الأب): تاريخ العضوية 1948. عضو الكونجرس (1964-1970). سفير الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة. أول سفير أمريكي إلى الصين الشعبية. رئيس وكالة المخابرات المركزية (1975-1977). نائب الرئيس الأمريكي (1980- 1988). وهو الرئيس الأمريكي 41 (1988-1992). مؤسس التحالف الأمريكي ضد العراق وأول من أطلق عبارة النظام العالمي الجديد التي هي شعار النورانيين.
جورج بوش (الابن): تاريخ العضوية 1968. حاكم ولاية تكساس. الرئيس 43 للولايات المتحدة (2000 – 2008) مؤسس التحالف العالمي ضد الإسلام. والتحالف الثاني ضد العراق. وأحد المحافظين الجدد.
جون كيري: تاريخ العضوية 1966. سناتور. مرشح الرئاسة الأمريكية عن الديموقراطيين 2004.
وينستون لورد: تاريخ العضوية 1959. رئيس مجلس العلاقات الخارجية. ومساعد وزير الخارجية في إدارة كلينتون.
ريشارد جو: تاريخ العضوية 1955. رئيس شركة زاباتا للبترول.
إيفان جالبرايث: تاريخ العضوية 1950. سفير الولايات المتحدة إلى فرنسا. المدير التنفيذي لمورجان اند ستانلي.
أموري برادفورد: تاريخ العضوية 1934. المدير العام لنيويورك تايمز. وزوج كارول واربورج روتشيلد.
جون هاينز الثاني: تاريخ العضوية 1931. شركة هاينز للأغذية.
راسل دافنبورت: تاريخ العضوية 1923. محرر مجلة فورتشن. ومؤسس قائمة فورتشن للـ 500.
هنري لوسي: تاريخ العضوية 1920. مؤسس تايم - لايف.
أرتيموس جايتس: تاريخ العضوية 1918. رئيس صندوق نيويورك، وشركات تايم، بوينج، وباسيفيك يونيون.
توماس كوشران: تاريخ العضوية 1904. شريك مورجان.
هاري باين ويتني: تاريخ العضوية 1894. مصرفي. زوج جرترود فاندربلت.
بيير جاي: تاريخ العضوية 1892. أول رئيس لبنك الاحتياط الفيدرالي بنيويورك.
دافيد بورين: تاريخ العضوية 1963. سناتور.
وليام و ماك جورج بوندي: المخابرات المركزية.
دينو بيونزينو: تاريخ العضوية 1950. نائب رئيس محطة المخابرات المركزية الأمريكية في شيلي أثناء الانقلاب الذي دبرته الولايات المتحدة ضد سلفادور ألندي رئيس شيلي في أوائل السبعينات.
هيو ويلسون: تاريخ العضوية 1909. ضابط مخابرات. مستشار الولايات المتحدة في اليابان (1911-1921). وزير مفوض بسويسرا (1924-1927). مساعد وزير الخارجية. (1937 – 1938) سفير الولايات المتحدة بألمانيا (1938). المساعد الخاص لوزير الخارجية (1939-1941). رئيس مكتب الخدمات الاستراتيجية (1941-1945).
ومن رجال المخابرات نذكر كذلك: وليام بوكلي (تاريخ العضوية 1950)، فان داين (تاريخ العضوية 1949)، سولان كوفين (تاريخ العضوية 1949)، جيمس بوكلي (تاريخ العضوية 1944)، روبن هولدن (تاريخ العضوية 1940)، ريشارد مور (تاريخ العضوية 1936)، هيو كونينجهام (تاريخ العضوية 1934)، تشارلز والكر (تاريخ العضوية 1916)، أرشيبالد ماكليش (تاريخ العضوية 1915)، روبرت فرنش (تاريخ العضوية 1910)، وتروبي ديفسون (تاريخ العضوية 1918)، وهذا الأخير كان مدير شؤون الموظفين بالمخابرات المركزية في سنواتها الأولى.
من اشارات التعارف بين المستنيرين، علامة (قرن الوعل)، التي ترجع الى عبادة اله الخصب (تموز) الذي يرمز له بالوعل (رمز الفحولة). علماً بأن إشارة القرن قد نبذتها المسيحية وشوهت معناها من اجل تشويه قيمة عبادة الوعل السابقة للمسيحية! 
الأعضاء البارزون في جمعية (اللفافة والمفتاح) المرتبطة بالمتنورين:هارفي كوشينج: تاريخ العضوية 1891. أحد أعظم جراحي المخ والأعصاب في القرن العشرين. وهو أبو جراحة المخ.
فرانك بولك: تاريخ العضوية 1894. المحامي. ووزير خارجية الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الأولى. ورئيس وفد الولايات المتحدة لمؤتمر السلام الذي تفاوض على الصلح.
كول بورتر: تاريخ العضوية 1913. مؤلف موسيقي.
دين اتشيسون: تاريخ العضوية 1915. وزير خارجية الولايات المتحدة 1949-1952. مهندس السياسة الخارجية أثناء الحرب الباردة.
ديكنسون ريتشاردز: تاريخ العضوية 1917. جائزة نوبل 1956.
جون إندرز: تاريخ العضوية 1919. جائزة نوبل 1954. مكتشف لقاح شلل الأطفال.
بنجامين سبوك: تاريخ العضوية 1925. أحد رواد طب الأطفال.
جون ويتني: تاريخ العضوية 1926. ناشر الهيرالد تريبيون.
روبرت واجنر: تاريخ العضوية 1933. عمدة نيويورك لثلاث دورات. سفير لدى أسبانيا والفاتيكان.
سارجنت شرايفر: تاريخ العضوية 1938. مؤسس فيالق السلام. مؤسس أولمبياد المعاقين. مرشح لمنصب نائب الرئيس الأمريكي.
سايروس فانس: تاريخ العضوية 1939. وزير الجيش (1962- 1964). وزير الخارجية (1977- 1980).
كورد ماير: تاريخ العضوية 1943. رجل المخابرات المركزية.
جون ليندساي: تاريخ العضوية 1944. عمدة نيويورك. مرشح الرئاسة 1972.
بارت جيماتي: تاريخ العضوية 1960. رئيس جامعة يال. مفتش اتحاد البيسبول.
كالفين تريلين: تاريخ العضوية 1957. مؤلف وروائي.
فريد زكريا: تاريخ العضوية 1986. محررالنيوزويك الدولية.
* * *
بوش وكيري أعضاء في منظمة "الجمجمة والعظام"!!من طرائف وغرائب الديمقراطية الامريكية، ان المتنافسين على الرئاسة عام (2004) هما كل من (جورج بوش) عن الجمهوريين و(كيري) عن الديمقراطيين. وكلاهما عضوان في منظمة (الجمجمة والعظام)!! وهذه الحقيقة نشرتها الصحافة الامريكية وأعترف بها بوش نفسه. مثلاً ، يمكن مطالعة مقالة الصحفيان الأمريكيان (بول كولدستين Paul Goldostein و جيفري شتاينبرغJeffrey Steinberg في مقالة طويلة مشتركة لهما تحت عنوان الجمجمة والعظام والنظام العالمي الجديد Skull&Bones and the new world order :
* * *
رموز الدولار الامريكي وعلاقتها بالمستنيرين!تتضمن العملة الورقية لفئة (دولار واحد) رموز عديدة تنسب الى عقيدة (المستنيرين) الباطنية:
في جهة اليسار الهرم الذي تعلوه العين المضيئة والذي يعد أشهر الرموز الماسونية كما يعلم الجميع وقد كتبت أعلى الهرم جملةANNUIT COEPTIS والتي تعني بالعربية (مشروعنا تحقق)، كما كتب أسفل الهرم جملةNOVUS ORDO SECLORUM والتي تعني بالعربية (نظام عالمي علماني جديد)، ان جمع الجملتين يكون: (مشروعنا للنظام العالمي الجديد قد تحقق)! كما نجد في الصف الأفقي الأول من الهرم كتابة بالأحرف اللاتينية تمثل الرقم 1776 وهو تاريخ تأسيس (منظمة المستنيرين) في بفاريا الألمانية!
من المعلوم بأن جميع هذه المنظمات الباطنية السرية تقدس الرقم 13، لهذا فأننا نجد في العملة ذاتها بأن الهرم الماسوني مكون من ثلاثة عشر طبقة وبأن جملة ANNYIT COEPTIS تتكون من ثلاثة عشر حرف، كما أن الشعار الأمريكي والذي وضع على يمين العملة يتكون من ثلاثة عشر نجمة تشكلت على هيئة نجمة داوود تعلو النسر الأمريكي، والذي تظهر منه ثلاثة عشر ريشة والذي يقوم بحمل ثلاثة عشر سهماً بأحد مخالبه وثلاثة عشر ورقة تكّون غصناً يحمله في مخلبه الآخر. كما نلاحظ بأن في قلب الشعار ظهر العلم الأمريكي مكوناً من ثلاثة عشر شريطاً عامودياً!
كما أن الرقمين 32 و 33 تعد من الأرقام ذات الدلالة العميقة لدى هذه المنظمات، حيث ترمز للطبقتين الأعلى والتي تتحكم بمصير أعضاء المحفل وتقرر السياسات العامة والخطط التي تتحكم بالعالم، حيث نجد هذين الرقمين واضحين في أجنحة النسر والتي تتكون في جهة من ثلاثة وثلاثين ريشة وفي الجهة الأخرى من أثنين وثلاثين، كما يظهر طائر البوما والذي يرمز للرؤية في الظلام والحكمة في الطرف الأعلى الأيمن للعملة الورقية قرب الرقم واحد. والبوما هو شعار (البوهيميين) وهي إحدى المنظمات الباطنية السرية الأمريكية.
* * *
بلاك ووتر Blackwater Worldwideوتعني (الماء الأسود)، وكانت سابقاً (بلاك ووتر يو أس أي)، هي شركة تقدم خدمات أمنية وعسكرية أي أنها شركة مرتزقة وتعتبر واحدة من أبرز الشركات العسكرية الخاصة في امريكا. وقد قامت على أساس ديني حيث تعتبر نفسها تتمة لـ (فرسان القديس يوحنا الصليبية القديمة). قد تأسست وفق القوانين الأمريكية التي تسمح بمصانع وشركات عسكرية خاصة.
ان مؤسس الشركة (إريك برنس) وهو ملياردير أمريكي تصفه بعض وسائل الإعلام الغربية بأنه (مسيحي أصولي)، وهو من عائلة جمهورية نافذة. وقد شغل أحد المستشارين القانونين للرئيس الأمريكي السابق ريغن منصباً هاماً في هذه الشركة. أما رئيس الشركة فهو (جاري جاكسون) أحد أفراد القوات الخاصة سابقاً التابعة للبحرية الأمريكية Navy Seals وتقول الشركة أنها تمتلك أكبر موقع خاص للرماية في الولايات المتحدة يمتد على مساحة 24 كلم مربع في ولاية نورث كارولينا.
وقال رئيس شركة (بلاك ووتر) العسكرية في حديث صحفي نادر، إن الشركة توقع عقوداً مع حكومات أجنبية منها حكومات دول مسلمة لتقديم خدمات أمنية بموافقة حكومة الولايات المتحدة، كما أوضح أن شركته لا تمانع وجود الشواذ في صفوفها.
وأُميط اللثام عن نشاط (بلاك ووتر) (جيش الماء الأسود) في العراق لأول مرة عندما أعلن في 31 مارس / آذار 2004 عن قتل أربعة من جنود هذه الشركة كانوا يقومون بنقل الطعام. وفي إبريل 2005 قتل خمسة منهم بإسقاط مروحيتهم. وفي بداية عام 2007 قتل خمسة منهم أيضاً بتحطم مروحيتهم.
تعرضت هذه الشركة لانتقادات واسعة بعد نشر كتاب (مرتزقة بلاك ووتر.. جيش بوش الخفي) الذي قال إنها تدعم الجيش الأمريكي بالعراق فيما يخضع جنودها للحصانة من الملاحقات القضائية. تقدم الشركة خدماتها للحكومات والأفراد من تدريب وعمليات خاصة. ويبلغ معدل الدخل اليومي للعاملين في هذه الشركة بين 300 و 600 دولار. تتكون الشركة من ست شركات فرعية.

المصادر
نكرر القول بأن معلوماتنا هذه عامة. لكل راغب بالحصول على معلومات مفصلة عن هذا الموضوع، ان افضل واسهل وسيلة هي وضع أي من العبارات والتسميات الاساسية الواردة في موضوعنا أعلاه في موقع بحث (كوكول) باللغات العربية والفرنسية والانكليزية. كذلك نقترح مراجعة المواقع التالية :
ـ موسوعة وكيبديا، بالعربية والفرنسية والانكليزية
ـ (موقع syti.net بالفرنسي: www.syti.net/Organisations/Bohemians.html
* * *
عائلة (روتشيلد Rothschild)
عمـاد حسـيـن
في كانون الثاني 1917، أرسل وزير خارجية بريطانيا بلفور الخطاب التالي:
((عزيزي اللورد/ روتشيلد، يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالة الملك التصريح التالي، الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود الصهيونية، وقد عُرض على الوزارة وأقرَّته كما يلي : إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يُفهم جلياً إنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن يغير الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى)).
هذا هو الخطاب المعروف باسم وعد بلفور، فمن يكون روتشيلد؟
تبدأ قصة هذه العائلة بمؤسسها (إسحق إكانان)، ولقَب (روتشيلد) يعني في حقيقته (الدرع الأحمر)، في إشارة إلى (الدرع) الذي ميز باب قصر مؤسس العائلة في فرانكفورت في القرن 16، ويعتبر (ماجيراشيل روتشيلد) – تاجر العملات القديمة - هو صاحب الفضل على هذه العائلة، إذ عمل على تنظيم العائلة ونشرها في مجموعة دول، وتأسيس كل فرع من العائلة لمؤسسة مالية، وتتواصل هذه الفروع وتترابط بشكل يحقق أقصى درجات النفع والربح على الجميع. لذا فقد أرسل أولاده الخمسة إلى إنجلترا، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، والنمسا، وتم وضع قواعد صارمة لضمان ترابط العائلة
واستمرارها، فكان الرجال لا يتزوجون إلاّ من يهوديات، ولا بد أن يكنَّ من بيوتات ذات ثراء ومكانة، فمثلاً تزوج مؤسس الفرع الإنجليزي (نيثان ماير روتشيلد) من أخت زوجة (موسى مونتفيوري) الثري والمالي اليهودي، وزعيم الطائفة اليهودية في إنجلترا. بينما تسمح القواعد بزواج البنات من غير اليهود، وذلك على أساس أن معظم الثروة تنتقل إلى الرجال، وبالتالي تظل الثروة في مجملها في يد يهودية، ومن ناحية أخرى الديانة في اليهودية تنتقل عن طريق الأم، وبالتالي سينجبن يهوداً مهما كانت ديانة الأب، ووضع (ماجيراشيل روتشيلد) قواعد لـ (تبادل المعلومات في
سرعة، ونقل الخبرات المكتسبة) من التعاملات والاستثمارات بين الفروع.
ولنعلم مدى أهمية هذين الأمرين نروي قصة عن خطورة نظام تبادل المعلومات، فقد استثمرت بيوت روتشيلد ظروف الحروب النابليونية في أوربا، وذلك بدعم آلة الحرب في دولها، حتى كان الفرع الفرنسي يدعم نابليون ضد النمسا وإنجلترا وغيرها، بينما فروع روتشيلد تدعم آلة الحرب ضد نابليون في هذه الدول، واستطاعت من خلال ذلك تهريب البضائع بين الدول وتحقيق مكاسب هائلة. وحدث أن انتهت موقعة (ووترلو) بانتصار إنجلترا على فرنسا، وعلم الفرع الإنجليزي من خلال شبكة المعلومات بهذا قبل أي شخص في إنجلترا كلها، فما كان من (نيثان) إلاّ أن جمع أوراق سنداته
وعقاراته في حقيبة ضخمة، ووقف بها مرتدياً ملابس رثة أمام أبواب البورصة في لندن قبل أن تفتح أبوابها، ورآه أصحاب الأموال، فسألوه عن حاله، فلم يجب بشيء. وما إن فتحت البورصة أبوابها حتى دخل مسرعاً راغباً في بيع كل سنداته وعقاراته، ولعلم الجميع بشبكة المعلومات الخاصة بمؤسسته، ظنوا أن معلومات وصلته بهزيمة إنجلترا، ومن ثَم أسرع الجميع يريدون بيع سنداتهم وعقاراتهم، وأسرع (نيثان) من خلال عملائه السريين بشراء أكثر ما عرض من سندات وعقارات بأسعار زهيدة، وقبل الظهر وصلت أخبار انتصار إنجلترا على فرنسا، وعادت الأسعار إلى الارتفاع، فبدأ
يبيع من جديد، وحقق بذلك ثروة طائلة، وبين مشاعر النصر لم يلتفت الكثيرون لهذه اللعبة الخبيثة.
أما في جانب تبادل الخبرات، فقد كانت مؤسسات روتشيلد - على عادة المؤسسات اليهودية - تعمل بصورة أساسية في مجال التجارة والسمسرة، ولكن تجربة بناء سكة حديد في إنجلترا أثبتت فاعليتها وفائدتها الكبيرة لنقل التجارة من ناحية، وكمشروع استثماري في ذاته من جانب آخر، وبالتالي بدأت الفروع الأوربية في إنشاء شركات لبناء سكك حديدية في كافة أنحاء أوربا، ثم بنائها على طرق التجارة العالمية، لذا كان حثهم لحكام مصر على قبول قرض لبناء سكك حديدية من الإسكندرية إلى السويس.
ومن ثم بدأت مؤسسات روتشيلد تعمل في مجال الاستثمارات الثابتة، مثل: السكك الحديدية، مصانع الأسلحة والسفن، مصانع الأدوية، ومن ثم كانت مشاركتها في تأسيس شركات مثل شركة الهند الشرقية، وشركة الهند الغربية، وهي التي كانت ترسم خطوط امتداد الاستعمار البريطاني أو الفرنسي أو الهولندي أو غيره. وذلك على أساس أن مصانع الأسلحة هي التي تمد هذه الجيوش بالسلاح، ثم شركات الأدوية ترسل بالأدوية لجرحى الحرب، ثم خطوط السكك الحديدية هي التي تنشر العمران والحضارة، أو تعيد بناء ماهدمته الحرب. وبالتالي تكون الحروب استثماراً (تجارة السلاح)، وديون
الدول نتيجة للحرب استثماراً (قروضاً)، وإعادة البناء والعمران إستثماراً (السكك الحديدية والمشروعات الزراعية والصناعية)، ولذا دبرت 100 مليون جنيه للحروب النابليونية، ومن ثم موّل الفرع الإنجليزي الحكومة الإنجليزية بمبلغ 16 مليون جنيه إسترليني لحرب القرم (هذا السيناريو تكرر في الحرب العالمية الثانية). كما قدّمت هذه المؤسسات تمويلاً لرئيس الحكومة (ديزرائيلي) لشراء أسهم قناة السويس من الحكومة المصرية عام 1875م، وفي نفس الوقت كانت ترسل مندوبيها إلى البلاد الشرقية مثل: مصر وتونس وتركيا لتشجيعها على الاقتراض للقيام بمشروعات تخدم
بالدرجة الأولى استثماراتهم ومشروعاتهم وتجارتهم.
ولحماية استثماراتهم بشكل فعال، تقدموا للحياة السياسية في كافة البلاد التي لهم بها فروع رئيسة، وصاروا من أصحاب الألقاب الكبرى بها (بارونات، لوردات... إلخ). كما كان للأسرة شبكة علاقات قوية مع الملوك ورؤساء الحكومات، فكانوا على علاقة وطيدة مع البيت الملكي البريطاني، وكذلك مع رؤساء الحكومات، مثل: (ديزرائيلي)، و(لويد جورج)، وكذلك مع ملوك فرنسا، سواء ملوك البوربون، أو الملوك التالين للثورة الفرنسية، وصار بعضهم عضواً في مجلس النواب الفرنسي، وهكذا في سائر الدول، ثم نأتي إلى جانب آخر وهو الذي بدأنا به هذه السطور، وهو علاقتهم بإقامة
دولة يهودية في فلسطين، وسوف نورد دورهم في السطور التالية بإيجاز:
لم يكن بيت (روتشيلد) مقتنعاً بمسألة الوطن القومي لليهود عند بدايتها على يد (هرتزل)، ولكن أمران وقعا وغيَّرا من توجه آل روتشيلد وهما:
أولاً: هجرة مجموعات كبيرة من اليهود إلى بلاد الغرب الأوروبي، وهذه المجموعات رفضت الاندماج في مجتمعاتها الجديدة، وبالتالي بدأت تتولد مجموعة من المشاكل تجاه اليهود، وبين اليهود أنفسهم، فكان لا بد من حل لدفع هذه المجموعات بعيداً عن مناطق المصالح الاستثمارية لبيت روتشيلد.
ثانياً: ظهور التقرير النهائي لمؤتمرات الدول الاستعمارية الكبرى في عام 1907، والمعروف بأسم تقرير (بازمان) – وهو رئيس وزراء بريطانيا حينئذ – ، الذي قرر أن منطقة شمال أفريقيا وشرق البحر المتوسط هي الوريث المحتمل للحضارة الحديثة – حضارة الرجل الأبيض – ، ولكن هذه المنطقة تتسم بالعداء للحضارة الغربية، ومن ثم يجب العمل على:
- تقسيمها.
- عدم نقل التكنولوجيا الحديثة إليها.
- إثارة العداوة بين طوائفها.
- زرع جسم غريب عنها يفصل بين شرق البحر المتوسط والشمال الأفريقي.
ومن هذا البند الأخير، ظهرت فائدة ظهور دولة يهودية في فلسطين، وهو الأمر الذي استثمره دعاة الصهيونية.. وعلى ذلك تبنى آل روتشيلد هذا الأمر، حيث وجدوا فيه حلاً مثالياً لمشاكل يهود اوربا.
وكان (ليونيل روتشيلد) (1868/1937م) هو المسؤول عن فروع إنجلترا، وزعيم الطائفة اليهودية في إنجلترا في ذلك الوقت، وتقرب إليه كل من (حاييم وايزمان) - أول رئيس لإسرائيل فيما بعد – و(ناحوم سوكولوف)، ونجحا في إقناعه في السعي لدى حكومة بريطانيا لمساعدة اليهود في بناء وطن قومي لهم في فلسطين، وإمعاناً في توريطه تم تنصيبه رئيساً شرفياً للاتحاد الصهيوني في بريطانيا وأيرلندا.
ولم يتردد (ليونيل)، بل سعى – بالإضافة لاستصدار التعهد البريطاني المعروف بأسم وعد بلفور – إلى إنشاء فيلق يهودي داخل الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى، وتولى مسؤولية الدعوة إلى هذا الفيلق، وجمع المتطوعين له (جيمس أرماند روتشيلد) (1878-1957م)، كما تولّى هذا الأخير رئاسة هيئة الاستيطان اليهودي في فلسطين، وتولّى والده تمويل بناء المستوطنات والمشاريع المساعدة لاستقرار اليهود في فلسطين، ومن أهم المشروعات القائمة حتى اليوم مبنى الكنيست الإسرائيلي في القدس.
كان (إدموند روتشيلد) – الفرع الفرنسي – (1845/1934) من أكبر الممولين للنشاط الاستيطاني اليهودي في فلسطين، ودعم الهجرة اليهودية إليها، وقام بتمويل سبل حمايتها سواء سياسياً أو عسكرياً، وقد تولّى حفيده – ويسمى على اسمه (إدموند) روتشيلد من مواليد 1926م – رئاسة لجنة (التضامن) مع إسرائيل في عام 1967م، وخلال فترة الخمسينيات والستينيات قدّم استثمارات ضخمة في مجالات عديدة في إسرائيل.
وحتى نستكمل الصورة عن بيت روتشيلد، يجب أن نعلم أنهم قدموا خدمات مالية كبيرة للدولة البابوية الكاثوليكية في إيطاليا (الفاتيكان)، ومهدوا بذلك السبيل للإعلان الذي صدر عن الكنيسة الكاثوليكية بالفاتيكان (ببراءة اليهود من دم المسيح)، وبالتالي وقف كل صور (اللعن) في صلوات الكنائس الكاثوليكية في العالم.
المصادر
أحمد عطية الله: القاموس السياسي، دار التحرير، القاهرة.
عبد الوهاب المسيري: موسوعة الصهيونية، الأهرام، القاهرة.
عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، دار الشروق.
وليم غاي كار: أحجار على رقعة الشطرنج، دار النفائس.
ثانياً: التجمعات النخبوية (Think Tank) شبه السرية التي تساهم بالتحكم بالعالم
هنالك تجمعات أو كما يطلق عليها بالانكليزي حرفياً (محصنة التفكر: Think Tank)، وهي تضم نخبة قادة العالم من ملوك وزعماء سياسيين واقتصاديين ومثقفين وصحفيين. وهي لا تعتبر سرية بصورة كاملة، لأنها معترف بها رسمياً ويعرف مكان وتاريخ اجتماعها، لكن أعضائها غير مكشوفين، وتمنع وسائل الاعلام من حضور اجتماعاتها، ولا تصدر منها أي بيانات علنية. وفيها يتم التداول حول مصير العالم وتتخذ أكبر القرارات. من أكبر وأخطر هذه (المحصنات):
مجموعة بيلدربيرج The Bilderberg Group
وهي المجموعة التي يصفها المؤمنون بنظرية المؤامرة بأنها حكومة الظل والتي تحكم العالم فعلياً وعلى جميع المستويات نظراً لأهمية أعضائها ولتخصصها في البحث وبسرية مطلقة عن كل ما له علاقة في الشأن الاقتصادي والسياسي المعاصر بهدف تطويعه لصالح تحقيق أهداف المجموعة وأعضائها.
تأُسست هذه المجموعة في عام 1954 م على يد الأمير الهولندي (برنارد) وهو والد ملكة هولندا الحالية (بياتريس) وذلك بدعم كل من رجل الأعمال الأمريكي الشهير (ديفيد روكافيلر) وأبناء عائلة (روتشيلد) الغنية. وقد حملت المجموعة هذا الاسم، لأنها عقدت اجتماعها الأول في فندق (بيلدربيرج) في المدينة الألمانية الصغيرة (استربيك) وذلك لمناقشة أفضل السبل لتتمكن النخب الأوربية والأمريكية من السيطرة على مصادر الطاقة. وقد استمرت الاجتماعات منذ ذلك التاريخ وبشكل سنوي ودوري، حيث تقام في عدد من المدن الرئيسة حول العالم، لمناقشة القضايا التي لها تأثير على المشهد العالمي اقتصادياً ومالياً وسياسياً وعلاقة ذلك بسيطرتهم على منابع النفط والطاقة على وجه التحديد.
تتكون هذه المجموعة من 120 عضواً من أوربا وأمريكا الشمالية ممن يحكمون العالم اقتصادياً ومالياً وسياسياً، ومن أهم أعضاء هذه المجموعة (بياتريس - ملكة هولندا) وأبناء عائلة (روتشيلد) وعائلة (روكفيلر) ووزيرالخارجية الأمريكي السابق (هنري كيسنجر) وحاكم نيويورك (جورج بتاكي) والرئيس التاسع للبنك الدولي (جيمس ولفينسون) و(ريتشارد هولبروك) مندوب أمريكا السابق في الأمم المتحدة، إضافة لرؤساء الشركات العالمية الرائدة مثل كوكاكولا ومايكروسوفت وغيرها ورؤساء المؤسسات الإعلامية العالمية من أوربا وأمريكا وكندا.
* * *
مجلس العلاقات الدولية The Council on foreign relations
تأسس عام 1917 م حين سجلت وثائق الكونجرس ما كشفه عضو الكونجرس الأمريكي اوسكار كالاوي Oscar Callaway من أن جهات تدعم مصالح بنك (جي بي مورجانJ P Morgan) قامت بتكليف 12 من مدراء ومسؤولين في صحف أمريكية لدراسة وتحديد أسماء أكثر الصحف الأمريكية تأثيراً على الرأي العام، وكم هناك من الصحف التي يتوجب السيطرة عليها من أجل السيطرة على السياسة الإعلامية للإعلام الأمريكي بشكل عام.
توصلت الدراسة إلى أنهم بحاجة فقط للسيطرة على 25 مؤسسة إعلامية مؤثرة لتحقيق ذلك الهدف. وبالفعل تم شراء تلك الصحف وتم تعيين مسؤولي تحرير لضمان أن جميع ما ينشر يتماشى مع السياسة العامة لتلك المجموعة التي أصبحت تسمى فيما بعد (مجلس العلاقات الدولية) والتي تعرف أيضاً بـ CFR.
يحدد المجلس أهم أهدافه على أنها (زيادة وعي وتفهم العالم لأمريكا)، إلاّ أن هناك إثباتات كما يقول مؤمنوا نظرية المؤامرة في الإعلام بأن هذا المجلس يهدف إلى خلق نظام عالمي خاص من أجل السيطرة المالية وجعلها في أيدي مجموعة صغيرة من المتنفذين من أصحاب البنوك وأبناء الطبقة الارستقراطية ذات الأصول الأوربية من خلال السيطرة على النظم السياسية في جميع دول العالم. تتكون عضوية هذا المجلس من أهم الشخصيات وأكثرها نفوذاً في القطاع المالي والتجاري والسياسي وبالأخص القطاع الإعلامي حيث يوصف هذا المجلس بأنه المنظومة المؤسساتية التي تتحكم فعلياً بالولايات المتحدة الأمريكية.
* * *
مقاطع من خطاب الرئيس الامريكي كندي، ويُعتقد انه سبب مقتله. ألقاه أمام الصحافة في 27 / نيسان 1961
((إن كلمة (السرية) هي كلمة بغيضة في مجتمع حر ومنفتح، ونحن كشعب بطبيعتنا وتاريخنا نعارض الجماعات السرية والعقائد السرية والممارسات السرية. وقد قررنا منذ فترة طويلة أن أخطار التعتيم المفرط والمستمر والغير مبرر على الحقائق الاساسية يفوق مخاطر العمل المكشوف. وحتى اليوم، ليست لدينا قدرة كافية للوقوف بوجه تهديدات الجماعات السرية. ولا يمكننا الحفاظ على مكاسب أمتنا اذا لم نستطع أن نحافظ على تقاليدها العريقة هذه.
إننا نواجه في أنحاء العالم من قبل مؤامرة متراصة وقاسية تعتمد أساساً على وسائل سرية لتوسيع محيط نفوذها - وعلى التسلل بدلاً من الغزو، على التخريب بدلا من الانتخابات، على التخويف بدلاً من الاختيار الحر، على مقاتلي الليل بدلاً من الجيوش نهاراً. إنه نظام جند موارد بشرية ومادية هائلة لبناء آلة جد متماسكة ذات كفاءة عالية تجمع بين العمليات العسكرية والدبلوماسية والاستخباراتية والاقتصادية والعلمية والسياسية. استعداداتها مخفية، وليست علنية. وأخطاؤها مدفونة، وليست معنونة. ومعارضوها يتم إسكاتهم، وليس الإشادة بهم. لا أستهلاك مشكك، ولاشائعة مطبوعة، ولاهناك سر مكشوف)).
* * *
المسيحية الصهيوينة (Christian Zionism) وتأثيرها على النخب الامريكية
(المسيحية الصهيونية أو المسيحية اليهودية) هي اعتقاد بين بعض الطوائف المسيحية بضرورة عودة اليهود إلى الأرض المقدسة (جبل صهيون في فلسطين)، وتأسيس دولة إسرائيل في عام 1948، من اجل التعجيل بظهور السيد المسيح. بناءاً على النبوءة الشهيرة في (سفر النبي دانيال) وهي (نبوءة دمار المعبد)!
لكن هنالك نقطة مهمة جداً طالما غفل عنها الكثير ممن تطرقوا الى موقف هذا التيار المسيحي من (اسرائيل): ((نعم، صحيح هم مع هجرة اليهود الى فلسطين وتكوين دولة اسرائيل، من أجل التعجيل بظهور المسيح.. لكن.. وهذه نقطة خطيرة جداً: هم يؤمنون أيضاً بأن ظهور المسيح لا يتم إلاّ بعد تدمير اسرائيل على يد دولة بابل. وان اليهود المتبقين لابد أن يتحولوا الى المسيحية))! وهذا يعني انهم بقدر ما يدعمون اسرائيل، بقدرما يسعون الى تدميرها!
وهذا التيار له أصوله القديمة يعود الى ظهور البروتستانية على يد (مارتن لوثر) في المانيا. حيث أصدر كتابه (عيسى ولد يهودياً) سنة 1523 وقال فيه إن اليهود هم أبناء الله، وإن المسيحيين هم الغرباء الذين عليهم أن يرضوا بأن يكونوا كالكلاب التي تأكل ما يسقط من فتات مائدة الأسياد. إن هذه الخطوة اللوثرية تعد الولادة الحقيقية والفعلية للمسيحية الصهيونية. إن إعادة الاعتبار لليهود و (تمسيحهم) كانت نتيجة طبيعية للإيمان العميق بأهمية وجود اليهود في هذا العالم تمهيداً لظهور السيد المسيح. وأعتبرت هذه الدعوة انقلاباً جذرياً ضد موقف الكنيسة الكاثوليكية التي كانت تدين اليهود وتعتبرهم قتلة السيد المسيح والمسؤولين عن صلبه.
وقد أطلق اللورد أنطوني آشلي - كوپر إيرل شافتسبري السابع 1801-1885 م، أحد كبار زعمائها شعار (وطن بلا شعب لشعب بلا وطن) الأمر الذي أدى إلى أن يكون أول نائب لقنصل بريطانيا في القدس وليم برنج أحد أتباعها، ويعتبر اللورد بالمرستون وزير خارجية بريطانيا 1765 – 1784 م من أكبر المتعاطفين مع أفكار تلك المدرسة الصهيونية المسيحية وأيضاً فإنّ تشارلز هـ. تشرشل الجد الأعلى لونستون تشرشل (رئيس الحكومة البريطانية الأسبق) أحد كبار أنصارها. انتقلت الصهيونية المسيحية إلى أمريكا من خلال الهجرات المبكرة لأنصارها نتيجة للاضطهاد الكاثوليكي، وقد استطاعت تأسيس عدة كنائس هناك من أشهرها الكنيسة المورمونية. يعتبر سايروس سكلوفليد 1843 م الأب اللاهوتي للصهيونية المسيحية في أمريكا. لعبت تلك الكنائس دوراً هاماً في تمكين اليهود من احتلال فلسطين واستمرار دعم الحكومات الأمريكية لهم (إلاّ ما ندر) من خلال العديد من اللجان والمنظمات والأحزاب التي أنشئت من أجل ذلك ومن أبرزها: الفيدرالية الأمريكية المؤيدة لفلسطين التي أسسها القس تشارلز راسل عام 1930م، واللجنة الفلسطينية الأمريكية التي أسسها في عام 1932م السناتور روبرت واضر، وضمَّت 68 عضواً من مجلس الشيوخ، و200 عضواً من مجلس النواب وعدد من رجال الدين الإنجيليين، ورفعت هذه المنظمات شعارات: الأرض الموعودة، والشعب المختار.
تترجم حركة المسيحية الصهيونية أفكارها إلى سياسات داعمة لإسرائيل، ويتطلب ذلك خلق منظمات ومؤسسات تعمل بجد نحو تحقيق هذا الهدف. لذا قامت حركة المسيحية الصهيونية بإنشاء العديد من المؤسسات مثل (اللجنة المسيحية الإسرائيلية للعلاقات العامة) (ومؤسسة الائتلاف الوحدوي الوطني من أجل إسرائيل)، ومن أهداف هذه المؤسسات دعم إسرائيل لدى المؤسسات الأمريكية المختلفة، السياسية منها وغير السياسية. وهناك ما يقارب من 40 مليوناً من أتباع الصهيونية المسيحية داخل الولايات المتحدة وحدها، ويزداد أتباع تلك الحركة خاصة بعدما أصبح لها حضور بارز في كل قطاعات المجتمع الأمريكي. وما يقرب من 130 مليون عضو في كل قارات العالم. ويشهد الإعلام الأمريكي حضوراً متزايداً لهم حيث إن هناك ما يقرب من 100 محطة تلفزيونية، إضافة إلى أكثر من 1000 محطة إذاعية ويعمل في مجال التبشير ما يقرب من 80 ألف قسيس. وامتد نفوذ الحركة إلى ساسة الولايات المتحدة بصورة كبيرة ووصل إلى درجة إيمان بعض من شغل البيت الأبيض بمقولات الحركة والاعتراف بهذا علنياً. الرئيسان السابقان جيمي كارتر (ديمقراطي) ورونالد ريغان (جمهوري) كانا من أكثر الرؤساء الأمريكيين إيماناً والتزاماً بمبادئ المسيحية الصهيونية.
معارضة غالبية الكنائس
علماً بأن الكنيسة الكاثوليكية والارثوذكسية والكثير من الكنائس البروتستانتية لا تتفق مع (المسيحية الصهيونية). فمثلاً، قامت بطريركية القدس للاتين الكاثوليكية وبطريركية القدس الأرثوذكسية السريانية والكنيسة الأسقفية للقدس والشرق الأوسط والكنيسة اللوثرية التبشيرية في الأردن والأرض المقدسة، بالاجتماع وإصدار إعلان القدس الرافض للصهيونية المسيحية في 22 آب 2006.
* * *
جورج بوش يؤمن بـ (جوج وماجوج)!
كتاب (لو كررت ذلك على مسامعي فلن أصدقه)!
تأليف : جان كلود موريس
عرض : كاظم فنجان الحمامي
مؤلف هذا الكتاب هو الصحفي الفرنسي (جان كلود موريس)، الذي كان يعمل مراسلاً حربياً لصحيفة (لو جورنال دو ديماش) للمدة من 1999 إلى 2003. يتناول في كتابه هذا أخطر أسرار المحادثات الهاتفية بين الرئيس الأمريكي (جورج بوش الابن) والرئيس الفرنسي السابق (جاك شيراك)، والتي كان يجريها الأول لإقناع الثاني بالمشاركة في الحرب التي شنها على العراق عام 2003، بذريعة القضاء على (يأجوج ومأجوج) الذين ظهرا في منطقة الشرق الأوسط، وتحقيقا لنبوءة وردت في المقدسة.
يقول المؤلف (جان كلود موريس) في مستهل كتابه الذي يسلط فيه الضوء على أسرار الغزو الأمريكي للعراق: ((إذا كنت تعتقد أن أمريكا غزت العراق للبحث عن أسلحة التدمير الشامل فأنت واهم جداً، وان اعتقادك ليس في محله))، فالأسباب والدوافع الحقيقية لهذا الغزو لا يتصورها العقل، بل هي خارج حدود الخيال، وخارج حدود كل التوقعات السياسية والمنطقية، ولا يمكن أن تطرأ على بال الناس العقلاء أبداً، فقد كان الرئيس الأمريكي السابق (جورج بوش الابن) من أشد المؤمنين بالخرافات الدينية الوثنية البالية، وكان مهووساً منذ نعومة أظفاره بالتنجيم والغيبيات، وتحضيرالأرواح، والانغماس في المعتقدات الروحية المريبة، وقراءة الكتب اللاهوتية القديمة، وفي مقدمتها (التوراة)، ويجنح بخياله الكهنوتي المضطرب في فضاءات التنبؤات المستقبلية المستمدة من المعابد اليهودية المتطرفة. ويميل إلى استخدام بعض العبارات الغريبة، وتكرارها في خطاباته. من مثل: (القضاء على محور الأشرار)، و (بؤر الكراهية)، و (قوى الظلام)، و (ظهور المسيح الدجال)، و (شعب الله المختار)، و (الهرمجدون)، و (فرسان المعبد)، ويدَّعي إنه يتلقى يومياً رسائل مشفرة يبعثها إليه (الرب) عن طريق الإيحاءات الروحية، والأحلام الليلية.
وكشف الرئيس الفرنسي السابق (جاك شيراك) في حديث مسجل له مع مؤلف الكتاب عن صفحات جديدة من أسرار الغزو الأمريكي، قائلاً: (تلقيت من الرئيس بوش مكالمة هاتفية في مطلع عام 2003 ، فوجئت فيها بالرئيس بوش وهو يطلب مني الموافقة على ضم الجيش الفرنسي للقوات المتحالفة ضد العراق، مبرراً ذلك بتدمير آخر أوكار (يأجوج ومأجوج)، مدعياً إنهما مختبئان الآن في الشرق الأوسط، قرب مدينة بابل القديمة، وأصر على الاشتراك معه في حملته الحربية، التي وصفها بالحملة الإيمانية المباركة، ومؤازرته في تنفيذ هذا الواجب الإلهي المقدس، الذي أكدت عليه نبوءات التوراة والإنجيل.
احتفال يأجوج ومأجوج في إنكلترا
ويقول (شيراك): هذه ليست مزحة، فقد كنت متحيراً جداً، بعد أن صعقتني هذه الخزعبلات والخرافات السخيفة، التي يؤمن بها رئيس أعظم دولة في العالم،ولم أصدق في حينها إن هذا الرجل بهذا المستوى من السطحية والتفاهة، ويحمل هذه العقلية المتخلفة، ويؤمن بهذه الأفكار الكهنوتية المتعصبة، التي سيحرق بها الشرق الأوسط، ويدمر مهد الحضارات الإنسانية، ويجري هذا كله في الوقت الذي صارت فيه العقلانية سيدة المواقف السياسية، وليس هناك مكان للتعامل بالتنبؤات والخرافات والخزعبلات والتنجيم وقراءة الطالع حتى في غابات الشعوب البدائية، ولم يصدق (جاك شيراك)،
أن أمريكا وحلفائها سيشنون حرباً عارمة مدفوعة بتفكير سحري ديني ينبع من مزابل الخرافات المتطرفة، وينبعث من كهوف الكنيسة الانجليكانية، التي مازالت تقول : (كانت الصهيونية أنشودة مسيحية ثم أصبحت حركة سياسية).
يذكر المؤلف أن (جاك شيراك) وجد نفسه بحاجة إلى التزود بالمعارف المتوفرة بكل ما تحدثت به التوراة عن يأجوج ومأجوج، وطالب المستشارين بمعلومات أكثر دقة من متخصصين في التوراة، على أن لا يكونوا من الفرنسيين، لتفادي حدوث أي خرق أو تسريب في المعلومات، فوجد ضالته في البروفسور (توماس رومر)، وهو من علماء الفقه اليهودي في جامعة (لوزان) السويسرية، وأوضح البروفسور: إن يأجوج ومأجوج ورد ذكرهما في سفر (التكوين)، في الفصلين الأكثر غموضاً، وفيهما إشارات غيبية، تذكر: ((أن يأجوج ومأجوج سيقودان جيوش جرارة لتدمير إسرائيل ومحوها من الوجود، وعندئذ ستهب
قوة عظمى لحماية اليهود، في حرب يريدها الرب، وتقضي على يأجوج ومأجوج وجيشيهما ليبدأ العالم بعدها حياة جديدة))، ثم يتابع المؤلف كلامه، قائلاً: إن الطائفة المسيحية التي ينتمي إليها بوش، هي الطائفة الأكثر تطرفاً في تفسير العهد القديم (التوراة)، وتتمحور معتقداتها حول ما يسمى بالمنازلة الخرافية الكبرى، ويطلقون عليها اصطلاح (الهرمجدون).
نظرية مؤامرة 11/9..
هي مجموعة نظريات مؤامرة تحلل هجمات 11 أيلول التي وقعت عام 2001 في الولايات المتحدة الامريكية، أنها إما عمليات تم السماح بحدوثها من قبل مسؤولين في الإدارة الأمريكية أو أنها عمليات منسقة من قبل عناصر لاصلة لها بالقاعدة بل أفراد في الحكومة الأمريكية أو بلد اخر.
بعد هجمات الحادي عشر من أيلول 2001 التي طالت مبني التجارة العالميين، مبنى وزارة الدفاع الأمريكية - البنتاغون، ظهرت الكثير من التساؤلات حول الحادثة، وقام العديد من المتطوعين بتحليل الوقائع مثل حركة حقيقة 11/9 التي نشأت عنها نظريات سميت بنظريات المؤامرة. لم تظهر هذه النظريات مباشرة بعد الأحداث ولكن البعض منها بدأ بأخذ الحجج التي كان يصر عليها بعض المتضررين بعين الاعتبار ثم انضم إليها متطوعون مناصرون قادرون على تحليل الأحداث بدقة.
بدأت أول هذه النظريات في أوربا مثل كتاب: 9/11 الخديعة الكبرى، للصحفي الفرنسي تييري ميسان، وكتاب السي آي ايه و11 أيلول للكاتب الألماني أندريه فون بولو.
انتشرت هذه النظريات فيما بعد في الصحف الأمريكية وكان بعضها مأخوذ بشكل هزلي ما جعل الحكومة الأمريكية تقوم بمنعها بحجة أنها (معادية للأمريكية) وبلسان الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش: (نظريات المؤامرة المهينة والتي تحاول إبعاد اللائمة عن الإرهابيين وعن الجريمة) ومع العام 2004 توطدت نظريات المؤامرة أكثر في الشارع الأمريكي خاصة مع احتلال العراق وإعادة انتخاب جورج بوش لفترة رئاسية ثانية وازدادت هذه النظريات عام 2006 في ذكرى الحادي عشر من ايلول. انقسمت تفسيرات نظريات المؤامرة بسبب بعض الاختلافات ويمكن تلخيص نوعين من النظريات الرئيسة:
أهم حجج هذه النظرية
لقد أقامت (منظومة نوراد الدفاعية) التابعة للجيش الامريكي، قبل سنتين من حدوث التفجيرات، بتدريبات وهمية لضرب برجي التجارة ومبنى البنتاغون. وكانت هناك مناورات لاختبار عمل هذه المنظومة الدفاعية في نفس يوم وقوع الهجمات!
في ايلول 2000 وقبل استلام إدارة جورج دبليو بوش ظهر تقرير أعدته مجموعة فكرية تعمل في مشروع القرن الأمريكي الجديد، كان أبرز المساهمين فيها هم ديك تشيني، دونالد رامسفيلد، جيب بوش، باول ولفووتز، سمي هذا التقرير إعادة بناء دفاعات أمريكا، ذكر فيه أن عملية التغيير المطلوبة ستكون بطيئة جداً بغياب أحداث كارثية جوهرية بحجم كارثة بيرل هاربر التي اتخذت ذريعة لأحتلال اليابان.
في 24تشرين الاول 2000 بدأ البنتاغون تدريبات ضخمة أطلق عليها اسم ماسكال. تضمنت تدريبات ومحاكاة لأصطدام طائرة بوينغ 757 بمبنى البنتاغون.
في 1 حزيران 2001 ظهرت تعليمات جديدة وبصورة فجائية من رئاسة الأركان العسكرية تمنع أي إدارة أو قوة جوية بالتدخل في حالات خطف الطائرات بدون تقديم طلب إلى وزير الدفاع والذي يبت بالقرار النهائي بخصوص الإجراء الذي يمكن أن يتم إتخاذه.
مع تكرار النفي الأمريكي ذكرت تقارير الاستخبارات الفرنسية أن أسامة بن لادن كان قد دخل إلى المستشفى الأمريكي في دبي في 4 تموز 2001 أي قبل شهرين من أحداث 11 سبتمبر حيث زاره أحد عملاء وكالة الإستخبارات المركزية، والذي تم استدعائه بعد ذلك فوراً إلى واشنطن.
في 24 تموز2001 قام رجل أعمال يهودي أسمه لاري سيلفرشتاين باستئجار برجي التجارة من مدينة نيويورك لمدة 99 سنة بضمن عقد قيمته 3.2 مليار دولار وتضمن عقد الإيجار بوليصة تأمين بقيمة 3.5 مليار دولار تدفع له في حالة حصول أي هجمة إرهابية على البرجين. وقد تقدم بطلب المبلغ مضاعفاً باعتبار أن هجوم كل طائرة هو هجمة إرهابية منفصلة. وأستمر سيلفرشتاين بدفع الإيجار بعد الهجمات وضمن بذلك حق تطوير الموقع وعمليات الإنشاءات التي ستتم مكان البرجين القديمين.
في 6 أيلول 2001، تم سحب جميع كلاب اقتفاء أثر المتفجرات من البرجين وتم توقيف عمليات الحراسة المشددة على الرغم من التحذيرات الأمنية المتكررة من مخاطر أمنيّة.
في 6 أيلول 2001، قفز حجم البيع والتخلص من أسهم شركات الطيران الأمريكية بحجم بلغ أربعة أضعاف حجم البيع والتخلص الطبيعي لهذه الأسهم. وفي7 أيلول قفز حجم البيع والتخلص من أسهم بوينغ الأمريكية إلى حجم بلغ خمسة أضعاف حجم البيع والتخلص الطبيعي لهذه الأسهم. وفي 8 أيلول قفز حجم البيع والتخلص من أسهم شركة أميريكان أيرلاينز إلى حجم بلغ 11 ضعف حجم البيع والتخلص الطبيعي لهذه الأسهم. وحركة البيع والشراء اللاحقة بعد الأحداث وفرت أرباح وصلت إلى 1.7 مليار دولار أمريكي.
يوم 10أيلول 2001، قام العديد من المسؤولين في مبنى البنتاغون بإلغاء رحلات طيرانهم ليوم 11 أيلول بصورة مفاجئة.
يوم 10 أيلول وصل إلى ويلي براون محافظ سان فرانسيسكو اتصال هاتفي ينصحه بعدم الطيران إلى نيويورك لحضور اجتماع كان مقرراً عقده في 11 أيلول، ولم يغادر بناءً على تلك النصيحة. وإتضح فيما بعد أن المكالمة صدرت من مكتب كونداليزا رايس.
ظهرت رائحة مادة الكورودايت بصورة مميزة في مبنى البنتاغون وهو وقود للصواريخ والقذائف ولا يستعمل كوقود للطائرات.
لم يسقط البرجين الرئيسيين فقط بل وسقط برج التجارة رقم 7، والذي يحوي مقر السي أي آيه والخدمات السرية بعد عدة ساعات، بدون تفسير منطقي، وإتضح أنه مملوك بالكامل للاري سيلفرشتاين الذي كان قد استأجر باقي الأبراج. وجميع البنايات المحيطة بالبرج السابع لم تتأثر. بل حتى لم يسقط زجاجها. التفسير الرسمي هو أن شظايا نارية وصلت إلى البرج وأدت إصابته باضرار مدمرة واشتعال النار في داخله وبالتالي انهياره على شكل قد يخطئه البعض على أنه تفجير متحكم به. إذا صحت هذه النظرية يكون هذا البرج هو البرج الثالث في تاريخ البشرية يسقط بسبب الحريق، أول برجين سقطا هما برجي التجارة.
تحدث الناجون عن إنفجارات كانت تحدث داخل الأبراج. إلا أن التحقيق الرسمي تجاهل ذلك.
استغرق سقوط البرج الجنوبي 10 ثوان وهي الفترة الزمنية اللازمة للسقوط الحر من أعلى البرج بدون أي إعاقة أو مقاومة. أي أن الجزء العلوي كان يسقط في الفراغ وليس على باقي هيكل البرج الذي يقف أسفل منه.
تم تسجيل أصوات تفجيرات من البنايات المقابلة للأبراج.
وصل رجال الإطفاء إلى الطابق رقم 78 واستطاعوا مكافحة النيران في ذلك الطابق مع أنه الطابق الذي أصابته الطائرة والذي يفترض أنه قد ذاب بسبب الحرارة. منعت السلطات الأمريكية صدور شريط صوتي يؤكد هذا الأمر إلى أن تم تسريبه إلى الصحافة.
وصف الكثير من رجال الإطفاء ما شاهدوه بأنه عملية تفجير للبرجين.
اتهمت أمريكا بن لادن في الضلوع بالهجمات ولكن بن لادن علق على الحادثة فقال: انه يثني على فاعلي العملية (ولم يذكر أنه مسؤول عنها) بل قال أنه في ولاية إسلامية ولا يمكنه تنفيذ أي عمل إلاّ بإذن إمام الولاية.
أجواء الولايات المتحدة وأي دولة في العالم مغطاة بشبكه ترصد تحرك الطائرات ولم تتحرك أي طائرة من طائرات سلاح الجو الأمريكي في 28 قاعدة على مستوى أمريكا، ولماذا لم يبلغ أي كمبيوتر عن فقدان طائرة وتحولها من مسارها وأن أصلاً هذه المنطقة لا تدخلها الطائرات.
ولماذا لم تستطع منظمة civilian Air Traffic Control المسؤولة عن توجيه ورصد الطائرات المدنية أكتشاف الطائرات المفقودة.
كان هناك خمسة إسرائيليين يصورون البرجين من سطح شركتهم وهم يضحكون وقد أعتقلوا ولكن أطلق سراحهم بعد 72 ساعة.
طالبت الولايات المتحدة الأمريكية بأسامة بن لادن من حكومة طالبان، لكن طالبان اشترطت على الولايات المتحدة أن تعطيها دليل على أنه الرأس المدبر لهذه العملية.
ظهر بن لادن في شريط فيديو أظهرته الحكومة الأمريكية وتحدث ونسب العملية له، ولكن الشخص المتحدث لم يكن بن لادن بل لم يكن حتى يشابهه، وفي التدقيق بالفيديو رأى مؤيدي نظرية المؤامرة بأنه يحمل خاتم من ذهب (وهذا ما تحرمه الشريعة الإسلامية) وظهر بن لادن يكتب بيده اليسرى مع أن كل الذين يعرفوه شاهدوه يكتب باليمنى.
وقد تم توثيق ذلك من قبل بعض المهتمين بالفيلم الأمريكي الوثائقي Loose Change والذي يوضح علاقة الحكومة الأمريكية بتفجيرات 11 أيلول بشكلٍ مصور ومدعوم بالوثائق الرسمية والمقابلات الشخصية والتحليل العلمي.
* * *
تأسيس اسرائيل وازالة السلطنة العثمانية!
هذه الرسالة التي كتبها السلطان العثماني (عبد الحميد الثاني) الى شيخه الصوفي الدمشقي (محمود أبو الشامات)، بعد خلعه عام (1909) من قبل (جمعية الاتحاد والترقي) الماسكة بالسلطة والمرتبطة بالحركة الماسونية العالمية، وكذلك الحركة الصهيونية. علماً بأن مؤسسي حركة القومية العربية، من أمثال (ساطع الحصري) كانوا أيضاً من أعضاء هذه الحركة!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد رسول رب العالمين وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين إلى يوم الدين.
أرفع عريضتي هذه إلى شيخ الطريقة العلية الشاذلية، إلى مفيض الروح والحياة، وإلى شيخ أهل عصره الشيخ محمود أفندي أبي الشامات، وأقبّل يديه المباركتين راجياً دعواته الصالحة. بعد تقديم احترامي أعرض أني تلقيت كتابكم المؤرخ في 22 مايس من السنة الحالية، وحمدت المولى وشكرته أنكم بصحة وسلامة دائمتين.
السلطان عبد الحميد الثاني
سيدي : إنني بتوفيق الله تعالى مداوم على قراءة الأوراد الشاذلية ليلاً ونهاراً، وأعرض أنني مازلت محتاجاً لدعواتكم القلبية بصورة دائمة.
بعد هذه المقدمة أعرض لرشادتكم وإلى أمثالكم أصحاب السماحة والعقول السليمة المسألة المهمة الآتية كأمانة في ذمة التاريخ :
إنني لم أتخل عن الخلافة الإسلاميةلسبب ما، سوى أنني بسبب المضايقة من رؤساء جمعية الاتحاد المعروفة بأسم (جون تورك) وتهديدهم اضطررت وأجبرت على ترك الخلافة. إن هؤلاء الاتحاديين قد أصروا وأصروا عليَّ بأن أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدسة (فلسطين)، ورغم إصرارهم فلم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف، وأخيراً وعدوا بتقديم (150) مائة وخمسين مليون ليرة إنجليزية ذهباً، فرفضت هذا التكليف بصورة قطعية أيضاً، وأجبتهم بهذا الجواب القطعي الآتي :
(إنكم لو دفعتم ملئ الأرض ذهباً - فضلاً عن (150) مائة وخمسين مليون ليرة إنجليزية ذهباً فلن أقبل بتكليفكم هذا بوجه قطعي، لقد خدمت الملة الإسلامية والمحمدية ما يزيد عن ثلاثين سنة فلم أسّود صحائف المسلمين آبائي وأجدادي من السلاطين والخلفاء العثمانيين، لهذا لن أقبل تكليفكم بوجه قطعي أيضاً). وبعد جوابي القطعي اتفقوا على خلعي، وأبلغوني أنهم سيبعدونني إلى (سلانيك) فقبلت بهذا التكليف الأخير. هذا وحمدت المولى وأحمده أنني لم أقبل بأن ألطخ الدولة العثمانية والعالم الإسلامي بهذا العار الأبدي الناشئ عن تكليفهم بإقامة دولة يهودية في الأراضي
المقدسة فلسطين… وقد كان بعد ذلك ما كان، ولذا فإنني أكرر الحمد والثناء على الله المتعال، وأعتقد أن ما عرضته كافٍ في هذا الموضوع الهام، وبه أختم رسالتي هذه. ألثم يديكم المباركتين، وأرجو وأسترحم أن تتفضلوا بقبول احترامي بسلامي على جميع الإخوان والأصدقاء.
يا أستاذي المعظم لقد أطلت عليكم التحية، ولكن دفعني لهذه الإطالة أن نحيط سماحتكم علماً، ونحيط جماعتكم بذلك علماً أيضاً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في 22 أيلول 1329
خادم المسلمين عبد الحميد بن عبد المجيد
ــــــــــــــــــــــــــــ
((نشرت الرسالة أعلاه في مجلة العربي الكويتية في عددها الصادر في شوال 1392 الموافق كانون أول 1972 وأعاد نشرها رفيق النتشة في كتابه (السلطان عبد الحميد الثاني وفلسطين) والدكتور موفق بني المرجه في كتابه القيم (صحوة الرجل المريض)
والباحث محمد علي شاهين في كتابه (قضايا القرن العشرين)، أما الترجمة العربية للرسالة فقد قام بها الشيخ أحمد القاسمي الدمشقي)).
* * *
كتاب الحكم بالسر (rule by secrecy) التاريخ السري بين الهيئة الثلاثية والماسونية والأهرامات الكبرى
في هذا الكتاب المذهل يقوم الكاتب الأمريكي المشهور (جيم مارس) وكاتب صحيفة نيويورك تايمز والمبيعات الحائزة على أفضل المبيعات جيم مارس باستكشاف وتمحص أكثر أسرار العالم خفاء. وذلك بكشف الأدمغة المسيطرة المختبئة من خلال محاولة للوصول إلى جذور الحقيقة حيث يقوم بإماطة اللثام عن البراهين بأن أصحاب الأمر الحقيقيين ومحركي الأحداث في العالم هم الذين يتمكنون عادة من التسبب باندلاع الحروب وإيقافها. كما يتحكمون بأسواق الأسهم المالية ونسب الفوائد على العملات. كما يحافظون على تفوقهم الفئوي حتى أنهم يسيطرون على الأخبار اليومية. وهم يقومون
بذلك كله تحت رعاية وأنظار مجلس العلاقات الخارجية والهيئة الثلاثية والمخابرات الألمانية والـ CIA وحتى الفاتيكان. من خلال تقصيه للبراهين التاريخية. ومن خلال بحثه المحكم يقوم (مارس) بعناية بتقصي الألغاز التي تربط بين هذه المؤامرة المعاصرة لنا بالتاريخ القديم للبشرية. والنتيجة المذهلة هي تحليل رائع لمعطيات تاريخية وهي تلقي ضوءاً على المنظمات السرية التي تحكم شؤون حياتنا. هذا الكتاب (الحكم بالسر) بماضيه من طبيعة مقلقة ومثيرة وحافزة بشدة ومجبرة على التفكير يقدم لنا رؤية عالمية فريدة بإمكانها أن تفسر لنا حقيقة عالمنا. وما هي أصولناوإلى أين نتجه؟
من الأشياء المثيرة في الكتاب: ما هي منظمة الهيئة الثلاثية السرية، ما هي منظمة المعهد الملكي البريطاني، ما هي منظمة الأليومنياتي، ما منظمة دير صهيون، ما هي علاقة اليهود وأساطين عائلاتهم المصرفية الثرية بهذه المنظمات، وما هي الماسونية، وما علاقتها بهذه المنظمات ومن يحكم فعلياً أميركا، وما هي منظمة مجلس العلاقات الخارجية. آل روكلفر، آل مورغان، آل روتشيلد أسرار المال ونظام الاحتياط الفدرالي. والمعهد الملكي للشؤون الدولية (المائدة) المستديرة روديس ورسكين، وما هو جبل الحديد، الخليج العربي والحروب للسيطرة عليه، حرب الخليج 1991وأسبابها الحقيقية، بوش الجد وبوش الأب وبوش الابن والنفط ، فيتنام، كينيدي وأسباب اغتياله، الحرب الكورية – النازية، بروتوكولات حكماء صهيون، هتلر- اليابان - الحرب العالمية الثانية، الحرب العالمية الأولى، الثورة الروسية، بروز الشيوعية، الحرب بين الولايات الأميركية، منظمة الفرسان السرية الماسونية، الثورة الفرنسية، اليعقوبيون والجيمسيون، فرانس وانتلانتيس الجديدة، الثورة الأميركية، اليوميناتي، (المستنيرون) الماسونية ضد المسيحية، الروزيكروشيون، فرسان الهيكل المقدس، الحشاشون...
رابط التحميل
رابط النسخة الانكليزية
ثالثاً: العراق وأهميته بالنسبة للمنظمات السرية العالمية!
هنا عرض مختصر للافكار السائدة بخصوص العراق وتاريخه وأهميته الروحية والرمزية بالنسبة للمنظمات السرية العالمية :
نظرية الاصل الفضائي لمؤسسي الحضارة العراقية!
يكفيك أن تضع أسم (sumerien) (Anunnaki) وهو أسم آلهة سومرية، في مبحث الانترنت، حتى ينفتح أمامك عالم من المواقع والكتب والجمعيات والشخصيات والجدالات، التي تتمحور حول الاعتقاد التالي:
((ان السومريين هم من سلالة أناس قدموا من كوكب آخر، واحتلوا الارض وأسسوا أول حضارة في العراق، وبعدها في مصر)).طبعاً هذه النظرية فيها تفرعات علمية ودينية وسياسية عديدة.
الانوناكي مع بشر نياندرتال!
لم يكن على كوكبنا غير أشباه القرود (انسان نياندرتال) الذين ما كانوا بمستوى كاف من الذكاء لكي يمكن الاعتماد عليهم في العمل. لهذا قررت هذه المخلوقات الفضائية أن تصنع مخلوقات ذكية جديدة، أي الانسان العاقل الحالي بمزيج كيمياوي من جيناتهم مع (أديم الارض) أي الطين الاحمر، حيث خلق أول أنسان أسمه (آدم)! ومن هذه الحقيقة أعتبر (كلكامش): (نصفه أنسان ونصفه اله). ومع الزمن تم انقراض وذوبان الانسان الاصلي (نياندرتال) في الانسان الجديد.
بفضل التعاون بين هذا الانسان الجديد والمخلوقات الفضائية تم خلق أول حضارة على الارض هي الحضارة السومرية. لهذا فقد اطلق السومريون على هذه المخلوقات الفضائية تسمية (الأنوناكي Anunnaki) وتعني بالسّومريّة (الذين هبطوا من السّماء). (الانوناكي)، حيثاعتبروهم آلهة قادمة من الاعالي. ثم ترجمت فيما بعد الى الاكدية الى (الهو والهم) أي (العالين) وتعني مخلوقات قدمت من كوكب تطورت فيه الحياة.
سكان الفضاء كما هم في التماثيل واللوحات السومرية، وبجانبه صورة محدثة لشكلهم الممكن!
ان عرضنا لهذه النظرية، ليس برغبة الترويج والدفاع عنها، بل فقط نريد أن نقول بأن هذه النظرية موجودة منذ سنين طويلة ولها أتباع كثر وتناقش في مؤتمرات علمية. وبالتالي ليس من الغريب أبداً، أن يكون من أتباعها بعض قادة العالم وأتباع المنظمات السرية العالمية المتحكمة بالعالم. وانه ليس من نسج الخيال ان تكون هذه النظرية من بين أسباب احتلال العراق وسرقة آثاره ومخطوطاته والنبش السري لآثاره، من أجل السيطرة والبحث عن بعض الاسرار المتعلقة بالأصل الفضائي للسومريين.
وللأطلاع على هذه النظرية، لنطلع على بعض افكارها التأسيسية:
زكريا سيتشن Zecharia Sitchin
وهو من أوائل مؤسسي هذه النظرية. انه عالم بالسومريات والكتابة المسمارية، من أصل يهودي روسي - آذربيجاني، ولد في باكو (1920) وعاش طفولته وشبابه في فلسطين، ثم استقر في نيويورك، وكان رافضاً للفكرة الصهيونية بناءاً على قناعته السومرية الخاصة، حيث أصدر كتابه التأسيسي عام 1976، والمعنون (الكواكب الاثنا عشر)، وفيه يصف المعرفة والمعجزات التّقنيّة لحضارة سومر القديمة.
وملخص هذه النظرية، بأن هنالك مخلوقات متطورة جداً قدمت الى كوكبنا منذ مئات الآلاف من السنين، من كوكب مجهول أطلق عليه أسم (‎X) يدخل في مجال مجموعتنا الشمسية كل بضعة آلاف من السنين. وهذه المخلوقات المتطورة تشبه البشر تقريباً جاءوا للبحث عن المعادن النفيسة الثقيلة كالذهب والفضة والزئبق.
لهذا هناك نص سومري يتحدث عن (أرض المناجم)، وفي نص آخر يشكر السومريون الآلهه لأنهم منحوهم أسرار استخراج المعادن. كذلك تتكلم النصوص السومرية عن خطة (أنانا – عشتار) في السفر الى النصف الجنوبي من الكرة الأرضية حيث يتواجد (المعدن الراقي)، ويعتقد ان المقصود هي جنوب أفريقيا - الحالية الغنية بالذهب؟
واعتبر سيتشن ان (اسطورة الخليقة) السومرية، هي وصف لأحداث حقيقية جرت فعلاً بين الجماعات الفضائية الحاكمة والانسان الجديد الذي كان مستعبداً. وفيها وصف للمعجزات التّقنيّة التي يملكها (الأنوناكي)، والحرب الشّرسة بين جماعات (الأنوناكي) التي غادرت الأرض حوالي 1700 قبل الميلاد، الى كوكبهم الأصلي.
وتم طرح الكثير من الحجج والتفاصيل المعتمدة على الاساطير والمنحوتات النهرينية التي تدعم فكرته بحقيقة دور هذا العرق الفضائي في نشوء الحضارة النهرينية، وثم الإنسانيّة. وطور سيتشن نظريته هذه في 12 كتاب عملي تفصيلي متخصص، وكرَّس حياته لها حتى وفاته عام 2010.
قال ان هؤلاء الـ (انوناكي) بعد تأسيسهم للحضارة في بلاد النهرين أسسوا مستعمرة ثانية وهي الحضارة المصرية. وقد دعم العالم الامريكي م. شاتيلان نظرية سيتشن، وأصدر العديد من الكتب بهذا الخصوص.
وقد أثارت ولا زالت هذه النظرية الكثير من الجدل، ورفضها العلماء التقليديون وأعتبروها محض خيال. لكن هذا لم يمنع من انتشارها وتبنيها من قبل الكثير من الجماعات العلمية والباطنية والسياسية. ومنذ عام 1947، بدأت منظّمات أمريكيّة في عملية دراسة كيفيّة عمل الصّحون الطّائرة الفضائيّة التي هبطت إلى الأرض، والاتّصال مع أعراق (فضائيّة) مختلفة. ويبدو أنّ الجهود الاستخباراتيّة قد أثبتت صحّة بعض فرضيّات سيتشن. إنّ أغلب المنظّمات السّريّة الأمريكيّة والأوربيّة قد جعلت أولويّتها القصوى هي تحقيق الوصول إلى مواقع هؤلاء الفضائيّين في شمال العراق، ومعرفة التّكنولوجيا المتقدّمة التي استخدمها (الأنوناكي)، والعمل على معرفة المزيد عن الوطن الأصليّ المزعوم للـ (أنوناكي)، من اجل الاستعداد لأمكانية رجوعهم الى كوكبنا الارضي في المستقبل القريب. ومما منح المصداقية لهذه النظرية، ان في السنوات الاخيرة قد تم ملاحظة كوكب جديد دخل في مجال مجموعتنا الشمسية وهو الكوكب X الذي قد تم اكتشافه، حيث ظهر فجأة بالقرب من المجموعة الشمسية، والغريب انه يحمل نفس المواصفات التي سجلها سيتشين بالاعتماد على المخطوطات السومرية!
(الانوناكي) سكان الفضاء حسب المنحوتات السومرية
منحوتة سومرية تحدد بدقة النظام الشمسي
وقد اعتمد سيتشن على حجج علمية مقنعة لدعم نظريته، منها :
- أن معرفة السومريين الفلكية متفوقة الى حد بعيد عن الامكانيات التقنية الموجودة في ذلك العصر. فهم قد عرفوا نظام المجموعة الشمسية وشكل الأرض وتقسيم الدائرة الى 360 درجة، كما قسموا السماء الى 12 برجاً، وكانوا أول من قسم اليوم الى 24 ساعة بما يعادل 86400 ثانية. وعرفوا مواقع الكواكب السيارة وأوقات دورانها المرئية منها بالعين المجردة وغير المرئية، مثلاً كوكب (أوروان) الذي لم يكتشف إلاّ في عام 1782 وكذلك كوكب نبتون الذي أكتشف عام 1846، ثم كوكب بلوتو الذي أكتشف عام 1930.
ـ منذ عام 2008 توصل الفلكيون الى قناعة بأن النظام الشمسي يتألف من 12 كوكباً وليس 9 تسعاً، بينما السومريون قد اثبتوا ذلك، حيث كشفت ذلك رسومهم الجدارية والأختام الأسطوانية. وهذا يفسر تقديس العراقيين القدماء لرقم 12 وهم الذين أبدعوا الابراج الـ (12) التي تتحكم بمصير الانسان.
ـ كذلك اكتشف سيتشن في المتحف البريطاني رقماً مسمارياً مدوراً هو أستنساخ لنص سومري وجد في مكتبة أشوربانيبال، كان لغزاً كبيراً عجز العلم عن فك سره ومضمونه. إذ يتحدث عن رحلة فضائية للآله أنليل، وتحوي تعليمات للملاح الكوني بشأن الأقلاع عن الأرض والهبوط عليها!

- عرف السومريون بدقة المسافة الفاصلة بين الأرض عن القمر. ونحن لانعرفه أِلا اليوم وبمعونة أجهزة دقيقة. كذلك لديهم وحدة قياس مسماة -بيرو- وتعادل 10692 متر، لم يبتكرها الأنسان بل جاءت من الفضاء الكوني (الآلهة) فهي تعادل الجزء الثلاثين ألف من المسافة بين الأرض والقمر. كذلك هم قاسوا الزمن على الأرض بوحدة مسماة (سوس) وهي تعادل ستين سنة، وكل واحدة منها تتألف من 360 يوم. ولديهم وحدة أخرى أسمها (نير) تعادل ستمائة سنة، وثالثة أسمها (سار) تتألف من 3600 سنة، أي الزمن الذي يستغرقه دوران كوكب (مردوخ) حول الشمس!!
دافيد ايك David Icke
وهو كاتب وسياسي بريطاني ولد في عام 1952. وقد تبنَّى نظرية سيتشن عن الاصل الفضائي للسومريين، ولكنه طورها وأعطاها بعداً سياسياً خطيراً. حيث أثار ضجة عالمية عام 1991 بعد نشر كتابه يدَّعي فيه بأن العالم يتحكم به عرق الزواحف الفضائي الذين أسسوا سومر، ولم يعودا الى كوكبهم، بل تنكروا بزي البشر وأسسوا رابطة خاصة بهم تحت أسم : (الأخوية البابلية).
وأن الحضارة الغربية هي في الواقع امتداد للحضارة السومرية التي اخترعت كل ما يميز الحضارة الغربية الحالية: الجهاز الإداري للدولة، والمال، والتجارة، والضرائب، والجبايات، والعبودية، والجيوش المنظمة، ونظام توسعي مبني على أساس الحروب المستمرة الدائمة، واستعباد باقي الشعوب. كما كانت أول حضارة تدمر بيئتها. وبممارسة الزراعة المكثفة بعد اختراعها للري، استطاعت الحضارة البابلية والسومرية تحويل البوادي الى مروج خضراء، هي الآن العراق!
وان العالم محكوم بهذه المجموعة (البابلية) السرية، حيث يسيطر أعضائها على الجمعيات السرية والحكومات والاحزاب. فهنالك سلسلة طويلة واحدة من الجمعيات ولكن متغيرة الاشكال والاسماء:
حسب المؤلف، فان معظم قادة العالم، ومن بينهم الرئيس اوباما، هم كائنات فضائية سومرية متنكرة بزي بشر!
ففي (بابل وسومر) كانت جماعتهم تسمى (الأخوة من الأفعى) التي انتشرت في العالم باتخاذها لأشكال وأسماء كثيرة على مر العصور، مثل (الجمعيات الباطنية) الفرعونية واليونانية، كذلك تأسيسهم الكنيسة الكاثوليكية في روما ونشر المسيحية من أجل غزو روما وترسيخ قواعدهم في اوربا. وانهم المرفيج، (حيث شخصية ميروفيجيان في فلم "ماتريكس")، ثم باقي الجماعات الباطنية المسيحية. وفي القرون الوسطى كانت تشعباتهم كثيرة: روزيكروسيان، أخوية سيون، النظام العسكري والطبي ليوحنا في القدس، منظمة فرسان مالطا... ثم أخيراً (الحركة الماسونية) التي حكمت اوربا، ثم ورثهم
المستنيرون والمنظمات المرتبطة بهم. وان هذا العرق المتشكل في هذه الرابطة السرية هم الذين يحكمون العالم من خلال المنظمات السرية العالمية التي انشأوها، مثل التنظيمات الشيوعية والثورية والليبرالية والقومية وغيرها. وان أعضاء هذا (العرق البابلي) يتناسلون السلالات الحاكمة. ومن بين أعضائها البارزون في العالم، مثل: جورج بوش، والملكة البريطانية اليزابيث وكيسنجر وهيلاري كلنتون وتوني بلير وويلسن وروكفلر، والكثير غيرهم، مثل عائلة روتشيلد اليهودية المتنفذة. لقد رفض (آيك) وبشدة اتهامه بأنه معاد للسامية (اليهودية)، وأكد انه لا يدين
اليهود الحقيقيين بل عرق الزواحف الفضائي المتخفي باليهودية!
للمزيد من المعلومات طالع أسمه، وكذلك موقعه:
لوحة سومرية، يعتقد انها تمثل عملية صنع أول أنسان في المختبر (آدم) من قبل الـ (انوناكي)!

انتون باركس Anton Parks
وهو كاتب فرنسي ـ الماني، تبنى نظرية سيتشن وطورها في المجال الديني، حيث اعتبر ان التوراة هي تعبير عن العقيدة النهرينية، بينما الانجيل تعبير عن العقيدة المصرية. لمزيد من المعلومات راجع أيضاً موقع الكاتب:
سرقة المتحف العراقي كانت مهيئة مسبقاً!
د. دوني جورج / مدير المتحف العراقي السابق

د. دوني جورج
القصة بدأت قبل عام كامل من الغزو...! إذ أوضح الدكتور جورج أن ما حدث كان متوقعاً وتم اتخاذ إجراءات عراقية عديدة من حكومة ما قبل الحرب للتخفيف من آثاره لكن تقاعساً في حماية المتحف من قبل الجيش الأميركي سهل هذه السرقات وقال: قبل عام مما حصل في المتحف وفي تاريخ 10 نيسان 2002 تماماً وصلتني معلومة من إحدى الزميلات في جامعة كامبردج عن حديث جرى في جلسة متخصصين بالآثار حيث قال أحدهم أن العراقيين لا يستحقون ما لديهم من آثار ولا يعرفون كيف يتعاملون معها لذلك يجب أن نشجع السارقين أن يسرقوها ويخرجوها خارج العراق... وقال آخر في ذات الجلسة أنه ينتظر
اليوم الذي ستدخل فيه القوات الأمريكية لبغداد ليكون معها ويأخذ ما يريد من المتحف العراقي...
في يوم 10 نيسان 2003 شاهد أحد الموظفين الساكنين في مجمع المتحف مجموعة من 400 شخص مسلحين بمختلف أنواع الأسلحة ينوون دخول المتحف فذهب لدبابة أميركية تبعد 70 متراً عن مدخل المتحف وتوسل بهم كي يقوموا بحماية المتحف، لكن آمر الدبابة وبعد اتصال أجراه مع رؤسائه قال لا أمر لدينا لحماية المتحف، وأنا تأكدت من ذلك حين التقيت ذلك الرقيب... كان لدينا معلومات أن قائمة صدرت للجيش الأميركي لحماية 16 موقع في بغداد وكان الموقع رقم واحد هو البنك المركزي والموقع رقم 2 هو المتحف العراقي والموقع الأخير رقم 16 كان وزارة النفط... لكن أول ما تمت حمايته هو وزارة
النفط العراقية لدرجة أن فكاهة انتشرت تقول أن الجنود الأمريكان قرؤوا القائمة مقلوبة...
بين الدكتور دوني جورج أن التحقيقات التي أجراها وزملاؤه المختصون بعمل الآثار في 13 نيسان 2003 أي بعد يومين من السرقة، أثبتت أن السرقة كانت عملية منظمة وليست عشوائية أو نتيجة أعمال شغب وأن من قام بها مافيا كبيرة. وأن هناك تحضير وترتيب مسبق خصوصاً أن هناك قطع أثرية عديدة وصلت بعد أقل من أسبوعين من السرقة إلى أميركا وأوربا وهي فترة قياسية تدل أن من قام بذلك مافيا منظمة وكبيرة جداً. وقال: توصلنا نتيجة التحقيقات إلى أن هناك 3 مجموعات من اللصوص دخلت إلى مجمع المتحف الأولى دخلت من شباك مغلق منذ عشر سنوات وهو في إحدى زوايا البناء غير المرئية
وهي مبنية وليست مفتوحة وعليها ستار حديدي إذ تم خلع ستار الحديد والحفر خلفه للدخول للمتحف.. أما المجموعة الثانية فدخلت إلى مخازن المتحف من نقطة قريبة من سراديب المخزن وأعتقد شخصياً أن المجموعة الثانية كان لديها معلومات عما يوجد داخل المخازن إذ دخلوا عن طريق باب صغير مبنية من الداخل حتى الكثير من موظفي المتحف لا يعرفونه وأنا شخصياً لا أعرف بوجوده... دخلوا عبره وذهبوا لمجموعة من الصناديق البلاستيكية التي فيها أصغر وأثمن القطع الموجودة في مخازن المتحف ومن هذه المجاميع أخذوا أكثر من 5000 ختم اسطواني. أما المجموعة الثالثة فقد دخلت
الأبنية الحكومية والإدارية وسرقت كل شيء في غرف الموظفين وغرف الهيئة من السجلات والوثائق حتى قواطع الكهرباء. فتحوا خزانة أخرى فيها مجاميع من الأختام لكنهم اختاروا منها 9 قطع فقط وهي الأغلى... فاستنتجنا أن هناك تحضير وترتيب مسبق للسرقة.
عن محاضرة ألقاها د. دوني جورج في المتحف الوطني بدمشق 2006
* * *
ماذا كان يفعل الجيش الأمريكي في موقع اور، وقبله في موقع بابل؟!!
من بين العديد من الجرائم التي ارتكبها الامريكيون ضد التاريخ العراقي، جريمة اتخاذ المواقع التاريخية الآثارية الكبرى معسكرات لجنودهم وخلال سنوات طويلة!! وهذا واحد من أكبر الممارسات الغريبة والغامضة التي قام بها المحتلون. ليس هنالك أي تبرير منطقي وعقلاني لكي يتركوا كل أراضي العراق، ويختاروا بالذات موقع بابل وموقع اور، ليكونا معسكرات لهم. التبرير الوحيد والمنطقي والمعقول، ان هنالك أسرار تاريخية آثارية أراد الامريكان الكشف عنها بصورة متكتمة بعيداً عن الانظار. ان المعسكرات لم تكن إلاّ حجة لكي يمارسوا حفرياتهم وبحوثهم بدون أي حسيب ولا رقيب!!!!؟؟؟؟
والغريب ان لا أحد من المسؤولين العراقيين أبدى استغرابه ولا أحتجاجه على هذا السلوك المحتقر لكل القيم والاعراف الدولية ضد المواقع الأثرية. هكذا بكل هدوء نشرت الصحف العراقية يوم الاربعاء 13 ـ 5 ـ 2009 ان السلطات العراقية قد تسلمت موقع زقورة اور الاثري في محافظة ذي قار من الجيش الاميركي بعد ست سنوات على الغزو الاميركي للعراق في 2003.
* * *
حتى الآن قد استعدنا فقط 30% من آثارنا المسروقة!!
صحافة 12/12/2010
أكدت وزارة الدولة لشؤون السياحة والآثار، ان الجهود المشتركة للأجهزة الحكومية أثمرت حتى الآن عن استعادة ما نسبته 30 بالمائة من مجموع الآثار التي تعرضت الى السرقة خلال الأحداث التي رافقت سقوط النظام السابق في العام 2003.. وان عدد الآثار التي كانت موجودة في المتحف الوطني قبل أحداث العام 2003، وبقية المناطق الاثرية في المحافظات تبـلغ نحو 200 ألف قطعة أثرية، وأن ما سرق من المتحف فقط يبلغ 15 ألفاً و400 قطعة، منوهاً بعدم وجود احصائيات دقيقة بأعداد الآثار المسروقة من المواقع.
* * *
اعتراف رسمي بدور الامريكان بقتل العلماء العراقيين!
جريدة الصباح البغدادية 20/12/2010
نفى النائب عن التحالف الوطني، الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي، ما أشارت إليه وثائق ويكيليكس بخصوص تورط مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي، مع الموساد الإسرائيلي في عملية قتل العلماء العراقيين، مؤكداً في الوقت نفسه امتلاك العراق معلومات تبين اختراق الموساد لبعض الجهات في الدولة وقيامها باغتيال العلماء. وقال الأسدي في تصريح أورده موقع (السومرية نيوز):
إن (مكتب رئيس الوزراء يتعارض كليا مع الموساد الإسرائيلي)، معرباً عن استغرابه من (إشارة البعض إلى وجود تنسيق بين الطرفين في قضية قتل العلماء العراقيين). ونشر موقع ويكيليكس تقريراً أميركياً أعدته وزارة الخارجية، ورفعته الى الرئيس السابق جورج بوش شرحت فيه أن (الموساد) تمكن بأيعاز من واشنطن وبمساعدة القوات الاميركية، والميليشيات والحكومة في العراق من تصفية العلماء النوويين المتميزين وأساتذة جامعيين من الاختصاصات العلمية كافة، وان الموساد الاسرائيلي قتل 350 عالماً نووياً عراقياً، وأكثر من 300 أستاذ جامعي منذ العام 2003، بعد أن أخفقت
إدارة بوش وأعوانها في استمالتهم للعمل داخل أراضيها، فرأت أن الخيار الأمثل لها تصفيتهم. وتابع الأسدي (لا أحد يستطيع النفي 100 بالمئة، أو تزكية مكتب رئيس الوزراء، الذي يحتوي على دوائر تضم أكثر من 500 موظف، من مستشارين لكل المكونات العراقية، إضافة إلى القادة الأمنيين المرتبطين بالمكتب بشكل مباشر، ولا يمكن لكل هؤلاء أن يكونوا ملائكة) وفقا لتعبيره. وأكد الأسدي (امتلاك العراق معلومات تبين اختراق الموساد الإسرائيلي لبعض الجهات الموجودة بالدولة العراقية وتسخير إمكانياته لذلك من خلال اعترافات بعض المعتقلين لدينا)، لافتاً إلى أن (هذا
الأمر يمكن أن يقال عن مكاتب عراقية أخرى، لكن مكتب رئيس الوزراء أمر أشبه بالمستحيل) وفقا لرأيه. وأشار الأسدي إلى (وجود علامات واعترافات تؤكد تورط الموساد الإسرائيلي في اغتيال العلماء العراقيين والأساتذة، كما تؤكد ضلوعهم بأحداث الفتنة والبلبلة في الشارع العراقي).
* * *
بوش يبعث رسالة شكر لرئيس "الموساد" على خدماته!
صحافة 2011-01-15
بعث الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، رسالة شكر لرئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) المنتهية ولايته مائير داغان، على العمل الذي قام به أثناء فترة خدمته التي امتدت تسع سنوات.
وتلا رئيس الوزراء (الإسرائيلي) الأسبق إيهود أولمرت نص رسالة الشكر التي شكلت مفاجأة كبيرة خلال الاحتفال الذي أقيم بجامعة تل ابيب لتكريم (داغان) على فترة خدمته، بحضور العديد من الشخصيات السياسية الرسمية ومن بينهم رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو، والرئيس شيمون بيريز.
وأضافت الصحيفة، إن الرسالة تضمنت شكراً كبيراً لداغان من قبل بوش على العمل الذي قام به أثناء توليه رئاسة (الموساد)، في إشارة إلى تدمير المشروع النووي السوري والذي أتى الرئيس الأمريكي السابق على ذكره في الكتاب الذي أصدره مؤخراً.
التحالف الطبيعي بين القيادة العنصرية الكردية والقيادة العنصرية الصهيونية
* * *
عشرات الملايين من وثائق الدولة العراقية مسروقة من قبل الامريكان!
صحافة 20/1/2011
كنعان مكية، أحد سراق الوثائق العراقية!
قال وكيل وزارة الثقافة طاهر الحمود أن الوثائق العراقية المسروقة لدى الجانب الأمريكي تتمثل في ثلاثة أصناف من الوثائق والتي يتجاوز عددها عشرات الملايين، فمنها ما يتصل بالجانبين الأمني والسياسي والتي كانت قد أخذته وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، والمخابرات السي آي ايه عقب الإستيلاء على مقرات حزب البعث ومؤسساته الأمنية.
أما الجانب الثاني من الوثائق المسروقة فيتمثل في الأرشيف اليهودي، الذي عثر عليه في مبنى المخابرات العراقية، وكانت القوات الأمريكية قد نقلته بموجب محضر رسمي مع (هيئة الآثار والتراث) العراقية، ويتمثل الجانب الثالث من الوثائق في أرشيف حزب البعث الذي كانت نقلته القوات الأمريكية لمصلحة مؤسسة الذاكرة العراقية غير المسجلة رسمياً بهذا الاسم في العراق والتي يرأسها الدكتور كنعان مكية .
* * *
احتلال افغانستان من اجل أرباح الافيون!

هنا نورد مثالاً يكشف عن ان قادة العالم الغربي ليسوا (عقلانيين وديمقراطيين) بالمستوى الذي يدَّعون به. وهذا ما فعلوه في افغانستان عندما غطوا على غايتهم الحقيقية بالاستحواذ على مليارات الافيون والهيرويين، بحجة الديمقراطية ومكافحة الارهاب!
جنود أمريكيون يحرسون حقول الافيون
من المعلوم ان تجارة المخدرات كانت ومازالت الأعلى عالمياً في نسبة الأرباح، وتعادل أو تفوق عائدات البترول! ورغم تحريم المخدرات ومحاربتها في جميع دول العالم إلاّ أن تجارتها تخضع لهرم تصاعدي تجلس في أعلاه قوى عالمية أقوى من الدول ولا تخضع لأية قوانين دولية أو داخلية، وهي ما يطلق عليه المافيا العالمية للمخدرات. وقد ورد في مجالات عديدة الحديث عن العلاقات الوطيدة بين مافيا المخدرات وعمالقة تجارة السلاح والنفط في العالم، وكتب الخبير الألماني (كونراد شتينر) في معهد الأبحاث التنموية في بون / ألمانيا يقول: (مثلما أنه لا يمكن إيقاف الحروب
في العالم فإنه لا يمكن إلغاء تجارة المخدرات في العالم، فكلاهما يدران أرباحاً طائلة لجهات واحدة تعلو فوق كافة القوانين والدول).
معروف أن أفغانستان تحتل المركز الأول عالمياً فيما يخص بيع المخدرات. وحسب معلومات إدارة الأمم المتحدة لشؤون تجارة المخدرات تبلغ عائدات تسويق المخدرات 320 مليار دولار سنوياً. ومن نصيب أفغانستان 90 بالمئة من توريدات (الأفيون) المخصص لإنتاج (الهيرويين) على الصعيد العالمي. لكن هذه العائدات المليارية تذهب أساساً لشبكات المخدارت العالمية الامريكية المتحكمة بهذه التجارة، ولا يحصل الافغان سوى على 1% منها! وحسب أرقام الامم المتحدة - الهيئة الدولية لمكافحة الجريمة (UNODC)، في عام 2001 قبل الغزو الامريكي، فان أنتاج افغانستان من الافيون بلغت
الصفر، بسبب منع (طالبان) لزراعتها. ولكن بعد الغزو الامريكي، عادت زراعة الافيون بشكل كبير ومضاعف حتى بلغت عام 2009 أكثر من 700 طن، أي ما يعادل 90% من الانتاج العالمي. وتشكل أكثر من نصف الاراضي المزروعة في افغانستان! وتتم هذه الزراعة بأشراف شبكات داخلية تابعة للرئيس (حميد كرزاي) وحاشيته، أما التصدير الى العالم فيتم بأشراف من قبل الامريكان!
إذن إن أرسال القوات الامريكية، لم يكن بداعي مكافحة الارهاب وتحقيق الديمقراطية، بل من أجل الاستيلاء على المليارات من أرباح الافيون ونشر المخدرات في العالم.
المصادر:
ـ طالع كلمة (Opium) في موقع (ويكيبديا) بالانكليزي أو الفرنسي.
* * *
انفلونزا الخنازير virus subtype H1N1 صناعة أمريكية لجني المليارات!
نورد هنا مثالاً آخراً عن مدى الانحطاط في ضمائر قادة العالم، عندما يلجأون، بالاضافة الى الحروب والمخدرات، كذلك الى نشر الاوبئة في العالم من أجل جني المليارات.
ولكن بفضل الكفاح الكبير الذي شنه أصحاب الضمائر من الاوربيين والامريكيين عبر وسائل الاعلام الخارجة عن سيطرة أصحاب المال والسلطة، أي في مواقع الانترنت البدائلية، لفضح هذه اللعبة الجهنمية القائمة على أساس قرار (منظمة الصحة العالمية) بأعتبار (انفلونزا الخنازير) وباءاً خطراُ يتوجب على دول العالم مكافحته من خلال اللقاح الخاص به. وبهذا تمكنت شركات تصنيع الادوية الامريكية والسويسرية من ارعاب شعوب العالم وجني المليارات عبر بيع هذا اللقاح.
أخيراً بعد أكثر من عام اضطرت الجمعية البرلمانية لمجلس اوربا(APCE) في منتصف 2010 الى الاعتراف بأن خطورة وباء (أنفلونزا الخنازير) تم المبالغة فيه (بشكل فاضح) من طرف منظمة الصحة العالمية. وهذا هدر للأموال العامة و(مخاوف لا مبرر لها). وأثناء تقديم التقرير في العاصمة الفرنسية باريس، رئيسة تحرير المجلة الطبية البريطانية " Medical Journal،Fiona Godlee ، شرحت أن دراسة من طرف مجلتها أظهرت أن (العلماء الذين حضروا وحددوا المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية فيما يخص تخزين اللقاحات ضد هذه (الأنفلونزا) كانوا مدفوعين الأجر من (مجموعات صناعة الأدوية).
وقبلها كان وزير الصحة الفنلندي السابق رافني كيلدة، قد فجر مفاجأة من العيار الثقيل، عندما كشف عن المخطط الأميركي الذي دبره وزير خارجية أميركا الأسبق هنري كيسنجر للقضاء على نصف سكان العالم عبر لقاح إنفلونزا الخنازير. واعتبر مصل تلقيح المرضى المصابين بفيروس إنفلونزا الخنازير الذي روّجت له أميركا، إنما هي حيلة يحاول الأميركان من خلالها القضاء على نصف سكان العالم. وشدد كيلدة على أن أميركا اتخذت هذا القرار الخطير، بإيعاز من كيسنجر في اجتماع (مجموعة بيلدربرج) العالمية شبه السرية الذي عقد في 15 آيار 2009. وكانت صحيفة (بيلد) الألمانية قد
كشفت النقاب عن أن شركة (جلاكسو سميث كلاين)، عقدت اتفاقاً سرياً مع الحكومة الألمانية لإنتاج عقار مضاد لإنفلونزا الخنازير في عام 2007 قبل ظهور الوباء بعامين تقريباً، ما أثار تساؤلات عديدة عن حقيقة الفيروس وخلفياته، وأسباب انتشاره!
علماً بأن عالم الفيروسات أدريان جيبس، أسترالي الجنسية قد كشف قبل مدة عن أن فيروس إنفلونزا الخنازير قد أُنتج في أحد المعامل أو في مركز لتصنيع الأمصال، وأكد جيبس وجود تلاعب بشري جرى لتصنيعه، ولم تقم الطبيعة بتحويره، وذلك في دراسة له نُشرت في صحيفة (فيرولوجي) وهي مجلة علمية متخصصة في الفيروسات. وكانت صحافية نمساوية متخصصة في الشؤون العلمية قد فجرت في شهر ايلول 2010 قنبلة مدوية بكشفها عن أن ما بات يعرف بفيروس إنفلونزا الخنازير الذي اجتاح بلدان العالم في ظرف قياسي، ما هو إلاّ مؤامرة يقودها سياسيون ورجال مال، وشركات لصناعة الأدوية في
الولايات المتحدة الأميركية. واتهمت الصحفية النمساوية منظمة الصحة العالمية وهيئة الأمم المتحدة ومجموعة من اللوبي المسيطر على أكبر البنوك العالمية، وهم ديفيد روتشيلد، وديفيد روكفيلر، وجورج سوروس، بالتحضير لارتكاب إبادة جماعية.


القسم الثاني


اعترافات الحكيم الامريكي
* لهذه الاسباب قررنا تدمير الشرق الاوسط:
-أولا: تدمير الاسلام من خلال خلق العداء والتناحر بين الشيعة والسنة
-ثانيا: منع أي تقارب بين الجماعات القومية الاساسية التي تشكل الشرق الاوسط
-ثالثا: منع أي تقارب بين العلمانيين والمتدينين
-رابعا: منع أي تقارب بين العرب (مسلمين ومسيحيين) واليهود
-خامسا: منع أي تقارب مسيحي ـ اسلامي في الشرق الاوسط
* هذه هي الأسباب السرية جداً لأحتلال العراق:
-القيمة التاريخية والباطنية العظمى للعراق
-القيمة السياسية ـ الدينية للعراق
-ستراتيجيتنا الحالية في العراق
* هكذا نضعفكم، وهكذا يمكننا النهوض:
-سياسة الراية الخداعة
-الاعلام أخطر أسلحتنا الحديثة
-التيار التدميري والتيار السلمي
* من اجل ستراتيجية شرق أوسطية جديدة:
-أولا: على الصعيد العالمي، إقامة تحالف وحوار شعبي ونخبوي شرقي ــ غربي
-ثانيا: على الصعيد الشرق أوسطي، العمل على اقامة سوق ووحدة شرق أوسطية مشابهة للوحدة الاوربية
-ثالثا: على الصعيد العراقي، ليكن العراق مركزاً للسلام والحوار والتقارب الشرق الاوسطي والعالمي، وليس مركزاً للمؤامرات والحروب والآيديولوجيات التوسعية والامبراطورية!
لهذه الاسباب قررنا تدمير الشرق الاوسط؟
هذه الاسرار الخطيرة كشفها لي صاحبي (الحكيم الامريكي) وهو على فراش الموت. إنه أحد زعماء (فيدرالية الاخوة العالمية IFB) وهي المنظمة السرية التي تتحكم بالعالم من خلال سيطرتها على قيادات أمريكا والكثير من الدول الغربية. طلب مني أن أفعل كل ما يمكنني لكي أبلغكم هذه الحقائق التي تجهد قيادات أمريكا لأخفائها رغم إنها متداولة بين العديد من قادة الغرب والمختصين بمتابعة السياسة الامريكية.
نعم ثمة مشروع سري يخص الشرق الاوسط تقوده هذه (الفيدرالية العالمية) يجري تطبيقه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. يهدف هذه المشروع الى منع أي استقرار وسلام وتطور في المنطقة من خلال حروب أهلية ودولية تبقيها دائماً ضعيفة متوترة متخلفة. واللجوء أحياناً الى التدمير الشامل لبعض البلدان حسب النموذج العراقي، لكي يتم فيما بعد إعادة بنائها بالصورة الملائمة تماماً لمصالح أمريكا، حسب المبدأ المعروف: النظام ينبثق من الخراب: (Ordo ab chao).
هنا مختصر المشروع :
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تم الاتفاق السري بين القوى الغربية على أن ترث أمريكا المستعمرات الاوربية الانكليزية والفرنسية، ولكن بطرق استعمارية جديدة تتميز بالتخطيط البعيد المدى، وتعتمد أساساً الوسائل الثقافية والسياسية والمخابراتية أكثر من اعتمادها على الجيوش.
بالنسبة لمنطقة شرق البحر المتوسط (البلدان العربية وتركيا وايران)، فقد توصلت القيادات الامريكية الفاعلة، العلنية والسرية، الى القناعة التالية:
ان هذه المنطقة الواسعة الواقعة شرق البحر المتوسط، شكلت عبر التاريخ المركز الحضاري الخطير المنافس للمركز الحضاري الاوربي (غرب البحر المتوسط). وهي بكل بساطة المنطقة المجاورة مباشرة لأوربا، حيث تمتد من مضيق البسفور التركي الى مضيق جبل طارق المغربي - الاسباني. وهذه المنطقة هي التي تفصل اوربا عن باقي العالم القديم (قارتي آسيا وأفريقيا). وفيها تشكلت أولى حضارات التاريخ: العراق ومصر وسوريا. ومنها جاءت الى اوربا غالبية المعارف والمكتشفات مثل الابجدية، وكذلك العقائد والاديان، ومن أبرزها المسيحية واليهودية والاسلام. ومن هذه المنطقة
انطلقت القوى الغازية لأوربا: فينيقيون ثم عرب ثم أتراك. وكانت الامبراطورية العثمانية آخر القوى العالمية الشرقية التي احتلت شرق اوربا وظلت تهدد سلامتها لعدة قرون. ولحسن الحظ نجح الغرب بتدمير هذه الامبراطورية من خلال التأثير في النخب العثمانية نفسها وجعلها تتبنى الثقافة الغربية وتتبنى الفكر
ان العالم العربي مع تركيا وايران، يمكن ان يحقق وحدة مصالحية مثل الوحدة الاوربية
القومي التقسيمي الرافض للوحدة الاسلامية العثمانية.
خارطة الاحتلالات المتبادلة بين ضفتي البحر المتوسط (الاوربي ـ الشرقي) منذ اليونان ثم القرطاجيون وهانيبعال (هانيبال)، ثم الرومان وبعدهم العرب ثم العثمانيون وأخيراً الاستعمار الحديث وتكوين اسرائيل.. 
ولخطورة وأهمية هذه المنطقة بالنسبة لأوربا، فأنه طيلة التاريخ جهدت القوى الاوربية الفاعلة من اجل اضعافها والسيطرة عليها: الرومان، الصليبيون، ثم الفتوحات الاستعمارية في القرون الاخيرة، حتى سياسة التغلغل والاضعاف والسيطرة الممارسة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى الآن!
بالاعتماد على هذا الفهم لتاريخ العلاقة بين الشرق والغرب، فأن (IFB) وضعت استراتيجيتها التي تتمحور حول الهدف الرئيسي والنهائي التالي:
منع أية إمكانية لتوفر شروط ثقافية ودينية وسياسية واقتصادية مستقرة وآمنةتسمح لشعوب المنطقة بأن تتقارب وتتعاون وتبني قوة حضارية كبيرة قد تشكل مستقبلاً امبراطوية خطرة تهدد سلامة الغرب، ومصالح أمريكا بالذات!! بأختصار شديد، ان سلامة الغرب وأمنه يستوجب الضمان الأكيد بوجود أنظمة ملائمة ومتحالفة مع الغرب ومع أمريكا بالذات. وليس هنالك أية امكانية لتحقيق هذه الضمانة إلاّ باللجوء الى المبدأ المعروف (النظام ينبثق من الخراب)، أي العمل على تهيأة جميع الاسباب لتدمير المنطقة بكاملها من اجل إعادة بنائها، دول وشعوب وثقافات وقناعات ومصالح،
بما ينسجم تماماً مع مصالح الغرب...
ان هذا الهدف الاستراتيجي للتدمير الكامل يعتمد على توفير العامل الأساسي التالي:
خلق التوتر والعداء والتعصب بين الجماعاتالأساسية التي تتكون منها مجتمعات الشرق الاوسط.
صحيح ان هنالك ما لايحصى من الدول والجماعات السياسية والقومية والدينية، إلاّ ن باحثينا قد توصلوا الى تحديد جماعات فعالة تعتبر أساس مجتمعات الشرق، وهي:
ـ المسلمون السنة، المسلمون الشيعة، العلمانيون، المتدينون، اليهود، المسيحيون، بالاضافة الى الجماعات القومية المختلفة من عرب وأتراك وفرس وأكراد، وغيرهم.
أما التطبيق الفعلي فقد تركز على المبدأ التالي:
نحن لا نختلق المشكلة... بل نعثر عليها ونساعد على استفحالها. نحن مثل المنقبين عن النفط، لا نصطنعه بل ننَّقب عنه وما أن نعثر عليه حتى نحفر الآبار من أجل تفجيره واستثماره!
بناءً على هذا المبدأ شرعت لجاننا المختصة التي تضم العديد من الباحثين من أبناء الشرق الاوسط وغيرهم في مختلف المجالات، للتنقيب عن المشاكل الكبرى الكامنة تحت الارض والمعتم عليها، من اجل إظهارها وإنضاجها وتفجيرها.
عليه فقد رسمت إستراتيجيتنا على المحاور الأساسية التالية:
أولا، تدمير الاسلام من خلال خلق العداء والتناحر بين الشيعة والسنة:
ان هذه النقطة تعتبر من أهم وأخطر أهداف إستراتيجيتنا الكبرى في إضعاف المنطقة وإنهاكها وتغذية روح الضغينة والحروب بين شعوبها.
يتوجب التوضيح الى اننا نمتلك نظرة الى الاسلام والمسلمين لم نتجرأ ان نفصح عنها بصورة علنية. لقد اقتنعنا بأن الاسلام، وبعد هزيمة الشيوعية، ظل هو العقيدة الوحيدة في العصر الحديث التي تمتلك هذه الطاقة الروحية العجيبة في مواجهة الحضارة الغربية بكل جبروتها وعنفوانها. أكثر ما يثير دهشتنا في المسلمين، انهم مهما اعترفوا بضعفهم وتخلفهم الحالي، إلاّ أنهم يصرون على امتلاك تلك القناعة الدينية العميقة بأن (الله والحق) معهم. ومهما اعترفوا بأن الغرب حالياً هو الغالب والمهيمن والمالك للحضارة والعلم، إلاّ أنهم رغم ذلك يصرون على التمسك بـ(ماضيهم التليد) و (مجتمعهم السالف العظيم) الذي حسب اعتقادهم، يفوق بعدله وعظمته الحضارة الغربية الحالية! وبالتالي هم يمتلكون كل المبررات للنظر بعين الاحتقار لحضارتنا الحالية، من أجل بناء حضارتهم الأسلامية الموعودة.
لهذا فأننا قررنا اللجوء الى الحل السحري المعروف لتدمير أية عقيدة عنيدة، أي من خلال المؤمنين بها أنفسهم. نعم تدمير الاسلام من خلال المسلمين أنفسهم. منذ أعوام الخمسينات ونحن نشتغل على هدفنا هذا بصورة هادئة وحساسة باذلين الجهود والاموال الطائلة، حتى نجحنا أخيراً في بلوغ مرحلة متقدمة. لقد توصلت لجان باحثينا التي تضم مسلمين ومختصين بالاسلام، الى أهم خطوة من أجل ذلك، وتكمن بخلق قطبين متناحرين يشقان الاسلام والمسلمين في الصميم. هكذا في نهاية أعوام الخمسينات، وقع اختيارنا على ان تكون العربية السعودية مركز القطب السني، وايران مركزالقطب الشيعي. لقد اشتغلنا بمهارة ودبلوماسية على الدولتين. فمن ناحية، أوحينا وشجعنا السعودية على نشر الفكر الوهابي بين الحركات الاسلامية وخصوصاً الاخوان المسلمين وبناء الجوامع والمؤسسات الوهابية في أنحاء العالم الاسلامي والجاليات المسلمة، وتشجيع الافكار السلفية والمتعصبة ضد الشيعة خصوصاً. من ناحية ثانية، إستعنّا بحليفنا شاه ايران لكي يدعم تأسيس الأحزاب والمؤسسات الدينية الشيعية في العراق ولبنان وباكستان وغيرها من البلدان. لكننا للأسف إضطررنا للتخلص من حليفنا الشاه عندما بلغنا المرحلة الثانية من المشروع، إذ دعمنا ولا
زلنا ندعم خفية سلطة الملالي في ايران لكي تكتسب مشروعية أقوى كزعيمة دينية طائفية لشيعة العالم، مرادفة للعربية السعودية كزعيمة سلفية للسنة.
في أعوام السبعينات استفدنا كثيراً من ردود فعل المسلمين ضد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، وبالتعاون مع حليفتنا السعودية، استثمرنا الكثير من العناصر الشابة المسلمة الثائرة التي وافقت على التعاون معنا لمكافحة الوجود السوفيتي، وشرعنا من خلال عملائنا بتأسيس الحركات السلفية الأسلامية وعلى رأسها الطلبان والقاعدة. من يصدق بأن (ثقافة العمليات الانتحارية الأسلامية) نحن من أبدعها بواسطة لجاننا المختصة، ثم نجحنا من خلال عملائنا ببثها بين الأسلاميين الجهاديين لكي يمارسونها في عملياتهم الارهابية ضد اخوتهم المسلمين أنفسهم!
كانت ذروة نجاحاتنا في هذا المجال، ما يسمى بـ (كارثة 11 سبتمر 2001). نعم ان عملية تدمير البرجين في نيويورك كانت من صنع (القاعدة)، لكننا نحن من صَنَعَ القاعدة، ونحن من هيأ كل أسباب نجاح هذه العملية. فبأسم مكافحة الارهاب الأسلامي، تمكنّا من استعادة كل قوانا وتنظيم صفوفنا وإبعاد وتصفية كل المعارضين لنا في داخل القيادات الامريكية والغربية، وحركنّا أساطيلنا لغزو العالم بدءً من افغانستان ثم العراق.
لا زالت هذه الحركات السلفية تخدم مشروعنا بصورة مباشرة أو غير مباشرة من خلال مساهمتها الفعالة في تدمير العالم الأسلامي وتأجيج التناحر الدامي مع الشيعة. إننا تمكنّا من خلق شبكات بعيدة عن الشبهة رغم تبعيتها السرية لنا، لكي تغذي وتدعم مالياً وعسكرياً ومخابراتياً هذه الحركات الاسلامية العنفية، لأننا ندرك انها بالحقيقة مهما صدقت بمعاداة الغرب وأمريكا ومهما نجحت بقتل بعضاً من جنودنا، إلاّ أن مهمتها الأولى والكبرى تبقى محصورة في تدمير العالم الاسلامي وإضعافه من الداخل، ومنحنا كل التبريرات لكي نبعد معارضينا ونمارس هيمنتنا علىالعالم بحجة مكافحة الارهاب!
وكانت الخطوة الاخيرة في مشروعنا التدميري للاسلام، تتمثل في احتلال العراق لتحويله الى ساحة للصراع الدامي والشامل بين القطبين الشيعي والسني.
(هذه النقطة العراقية الخطيرة سوف نفصلها فيما بعد).
ثانيا، منع أي تقارب بين الجماعات القومية الاساسية التي تشكل الشرق الاوسط:
إن مشاريع تقسيم المشرق العراقي ـ الشامي الى دويلات عرقية ودينية هو مشروع غربي اسرائيلي قديم 
من خلال دعم التيارات القومية العرقية المتعصبة ذات الاحلام الامبراطورية والتوسعية، مثل التيارات القومية العربية والايرانية والتركية والكردية. فتيار القومية العربية مثلاً، قد لعب دوراً كبيراً في تأسيس وبث ثقافة الحقد القومي المتعصب ضد جيران العرب من أتراك وايرانيين، وكذلك فرض ثقافة العزل والتغريب للجماعات القومية غير العربية التي تتعايش مع العرب في ذات أوطانهم، مثل الاكراد والتركمان والزنوج وغيرهم. لقد نجحنا في منع أي تفاهم وسلام بين الاكراد وشركائهم في أوطانهم، من خلال دعم الجماعات القومية الكردية المتعصبة والانفصالية
ومدها بالسلاح والدعم المعنوي والأعلامي. ان لجاننا المختصة هي التي صنعت للأكراد تلك الفكرة الرومانسية عن (كردستان الكبرى) وضخت في متعلميهم تلك الأساطير القومية والأوهام الكبرى عن تراث قومي عظيم، ليس له أي أساس من الحقيقة إلاّ في داخل لجاننا المختصة. بهذه الآيديولوجية القومية المتعصبة غذَّينا تلك الاحزاب والحركات التمردية الانفصالية في بلدان الشرق الاوسط من أجل إضعاف أي حكومة قوية قادرة على توفير السلام والاستقرار. لحسن حظنا ان الاكراد، رغم كل هذه التجارب الطويلة والكوارث المستمرة، لم يدركوا حتى الآن إن الرابح الوحيد من كل
هذه التمردات، نحن وحدنا، بالاضافة الى تلك القيادات القومية المدعومة من قبلنا. لا زالوا حتى الآن بكل حماس يقدمون أنفسهم كوقود للمحارق القومية التي نطبخ عليها مشاريعنا.
ثالثا، منع أي تقارب بين العلمانيين والمتدينين، من خلال دعم الاتجاهات المتعصبة والمتطرفة لدى الطرفين:
إننا بالوقت الذي سخرنا كل إمكانياتنا الاعلامية والثقافية والسياسية من اجل نشر الثقافة الغربية وتشجيع النخب العلمانية الحداثية، فإننا بنفس الوقت وبصورة غير مباشرة دعمنا دائماً التيارات السلفية والمتعصبة من خلال التركيز الاعلامي على رموزها ونشاطاتها والتحالف مع العربية السعودية مركز السلفية الوهابية في الشرق. بل إننا كثيراً ما دعمنا التيارات اليسارية والماركسية لأنها بعدائها المتعصب للدين تساهم بصورة فعّالة في تغذية الانشقاق العلماني ـ الديني وتعميق التطرف.
قد تكون تجربة الاسلاميين الاتراك أنجح حل واقعي للجمع بين الاسلام والحداثة 
فمؤسستنا الاعلامية والثقافية هي وراء انتشار تلك الفضائيات المتحاربة والمتطرفة في العالم العربي: أما دينية سلفية ظلامية، أو حداثية تتبنى آخر الصرعات الغربية فنياً وثقافياً واجتماعياً.
رابعا، منع أي تقارب بين العرب (مسلمينومسيحيين) واليهود.
ان الواقع الجغرافي يحتم العودة لمشروع(دولة واحدة لشعبين فلسطيني ـ يهودي) 
ان أي تقارب عربي ـ يهودي يمكن أن يشكل أكبر خطر على الهيمنة الغربية. يجب تذَّكر الحقيقتين التاليتين:
ـ ان اليهود شرقيين بديانتهم وثقافتهم وانتمائهم وأصلهم. بالاضافة الى انهم ظلوا خلال القرون الطويلة في تقارب وتحالف مع المسلمين وساهموا في صنع حضارتهم.
ـ ان الجاليات اليهودية في بلدان الغرب نشطة ومهمة، وأي تقارب عربي - يهودي، يعني أن تتحول هذه الجاليات اليهودية الى جاليات شرقية فعالة تخدم مصالح الشرق وحضارته المنافسة للغرب.
لهذا فأن غايتنا الاولى والكبرى من تكوين اسرائيل ودعم وجودها وقوتها، أن تقوم بدور القوة الشريرة المانعة لأي تقارب عربي - يهودي. إننا نبذل كل امكانياتنا لكي نخلق التوتر الدائم بين الطرفين، وندعم بصورة خفية العناصر المتعصبة، ونغذي القوى العسكرية الحربية لديهما ونشيع النميمة والأحقاد في وسائل الاعلام. فنحن الذي كنّا ندعم بصورة غير مباشرة الجماعات الفلسطينية المتطرفة من أمثال أبو نضال، الذي ساعدنا بتصفية الكثير من الكوادر المثقفة والسلمية الفلسطينية. ونحن أيضاً جهدنا بكل إمكانياتنا لكي نفشل انتفاضة الحجارة لأنها كانت سلمية
ومناقضة لكل سياستنا بتأجيج العنف، وأقنعنا اسرائيل لكي تتفق مع عرفات، حتى نجحنا أخيراً بتسهيل عملية فوز حماس الاسلامية والاستحواذ على غزة لكي يدوم الصراع الفلسطيني ـ الفلسطيني، والاسرائيلي ـ الفلسطيني. لكننا بنفس الوقت نحرص على أن نوحي للجميع بأننا نفعل المستحيل لكي نقارب بينهما، وبين حين وآخر نمارس مسرحية دبلوماسية اعلامية للتوسط بينهما، تنتهي عادة بالفشل وديمومة الصراع! بفضل سياستنا هذه، نجحنا في منع أي تقارب عربي يهودي، وبنفس الوقت تخلصنا من ازعاجات اليهود وعدائهم التاريخي للمسيحية وللغرب من خلال تحويل هذا العداء ناحيةالعرب، اخوتهم في الدم والتاريخ.
خامسا، منع أي تقارب مسيحي ـ اسلامي في الشرق الاوسط:
وخصوصاً في (لبنان، والعراق، ومصر)، وذلك من خلال دعم العناصر المتعصبة لدى الطرفين، وتشجيع التوترات والحروب والمذابح بينهما. والعمل على خلق نخب مسيحية دينية وعلمانية مرتبطة تماماً بالغرب وتشعر بأن مسيحيتها تعني بأنها غربية وليست شرقية. وكذلك تشجيع الهجرة المسيحية الى بلدان الغرب وفتح الابواب لهم. للأسف اننا لم ننجح بتنفيذ مشروعنا بتكوين دولة مسيحية في لبنان لتكون مركز تجمع مسيحيي الشرق، على غرار اسرائيل.
ان عمليات قتل المسيحيين في بغداد كانت بدفع كردي ـ إسرائيلي من اجل تكوين منطقة خاصة بهم في سهل نينوى ضمن المشروع التقسيمي للعراق 
بصورة لم نتوقعها تراجع القادة المسيحيين عن اتفاقاتهم معنا. إن هدفنا النهائي من هذه السياسة يهدف الى تفريغ مجتمعات الشرق من الوجود المسيحي (بعد أن أفرغناها من الوجود اليهودي بتكوين اسرائيل)، وكذلك من باقي الاقليات الدينية، لكي يصبح شرقاً مسلماً بكل معنى الكلمة. ان وجود اليهود والمسيحيين وباقي الجماعات الدينية وتعايشهم مع المسلمين، يصَّعب علينا كثيراً مواجهة الشرق واتهامه بالتعصب والتخلف ومعاداة الغرب لأننا مجتمعات مسيحية ويهودية! إننا نبتغي أن يتحول الشرق الى اسلامي 100% لكي تسهل علينا مهمة إقناع شعوبنا ونخبنا بمواجهة هذاالشرق ومعاداته باعتباره قوة اسلامية كاملة خطرة.
هذه هي الأسباب السرية جداً لأحتلال العراق!
لا أحد يدرك كم (العراق) مهم بالنسبة لنا نحن في (IFB). لقد نجحنا بالتضليل على السببين الأكبرين لاحتلالنا له، من خلال التركيز على السببين المعروفين الذين اتفق عليهما الجميع:
1ـ ان العراق، جغرافياً هو مركز الشرق الاوسط. السيطرة عليه تعني السيطرة على قلب الشرق الاوسط، جغرافياً وعسكرياً وحضارياً.
2ـ وهو كذلك اقتصادياً يمتلك أكبر خزين نفطي، بالاضافة الى النهرين والكثير من المعادن المهمة المكتشفة وغير المكتشفة.
لكن بالحقيقة ان هذين السببين ثانويين في استراتيجيتنا الخفية. فلو كانا هما الأساسيين كما أوحينا للجميع، لما اضطررنا أبداً لاحتلال العراق، لأن صدام حسين كان مستعداً لتقديم كل التنازلات لنا، يمنحنا حق استثمار البترول كما نرغب، وكذلك التعاون العسكري الكامل معنا بما فيه إنشاء قواعد عسكرية مشتركة في أنحاء العراق.
تشييد سفارة أمريكية في بغداد، تعتبر أضخم سفارة في التاريخ! 
لكن طموحاتنا إزاء هذا البلد أكبر من إمكانات صدام مهما أراد التنازل لنا، إذ تتجاوز الى حد بعيد المصالح النفطية والعسكرية، الى مصالح استراتيجية سياسية وعقائدية وتاريخية تعتبر هذا البلد من أخطر المناطق في استراتيجيتنا الكبرى للسيطرة على العالم، وبالتالي تتطلب حضورنا المباشر في أرض العراق:
1ـ سياسياً ـ دينياً، وهذه نقطة مهمة جداً : ان شعب العراق يتنوع الى شيعة وسنة (بالاضافة الى الاكراد والتركمان والمسيحيين وغيرهم)، ويقع مباشرة وسط القطبين الاسلاميين المتصارعين: القطب الشيعي الايراني والقطب السني السعودي. وهذا يعني انه البلد الوحيد المهيأ جغرافياً وسكانياً، لأن يكون ساحة للصراع بين القطبين المتحاربين وتعميق الشقة في العالم الاسلامي أجمعه بين الشيعة والسنة. (سنفصل هذه النقطة بعد قليل).
2ـ رمزياً وباطنياً، وهذه النقطة تعتبر واحدة من أكبر أسرارنا التي نجهد لأخفائها : إن للعراق أهمية روحية تاريخية خطيرة بالنسبة لنا نحن أعضاء (IFB)، لحسن الحظ لم ينتبه لها أحد غيرنا. ليس صدفة أبداً إن رئيسنا بوش اختار يوم اعلان الحرب الاولى على العراق عام 1991 ليعلن عن نهاية نظام القطبين المتنافسين وانبثاق (النظام العالمي الجديد) أي ميلاد أول حضارة عالمية موحدة في التاريخ.
القيمة التاريخية والباطنية العظمى للعراقتدَّعي التوراة إن خراب بابل كان انتقاماً لعذابات اليهود! 
إننا نؤمن من خلال قناعاتنا الباطنية السرية الموروثة بأن الكون تتحكم به قوى جبارة خفية مجهولة، لغتها هي الرموز الكونية المعروفة، من أهمها أبراج النجوم. ان هذه القوى الجبارة منذ خلق الارض قد اختارت بعض المناطق لتكون مقرات ثابتة لها. يبدوا أنها قد اختارت الشرق الاوسط ليكون موطنها وأرض نشاطها وابداعها التاريخي والحضاري. وقد اختارت عاصمتين لها: (العراق) ليكون مركز الابداع الناري الفعال والاجتياحي والتوسعي. و(مصر) لتكون مركز الابداع المائي الانكفائي والمستقر. لهذا فأن هذين البلدين بقيا مركزا حضارة وتاريخ الشرق الاوسط وعموم العالم القديم طيلة آلاف الاعوام. ليس صدفة أبداً انهما كانا مقراً لأولى وأعظم حضارات البشرية، لأن تلك الحضارات كانت من صنع تلك القوى الجبارة المجهولة.
من المهم التوضيح: أن الحضارة المصرية لا تخيفنا لأنها طيلة التاريخ ظلت حضارة مسالمة، لم تنبثق فيها دولة توسعية ولم تمارس الغزو الخارجي إلاّ لأسباب دفاعية، إذ ظلت دائماً معتكفة على ذاتها وعلاقتها مع الجيران قائمة على الحماية والدفاع وليس التوسع والغزو. إنها حضارة روحانية أخروية جوهرها تقديس الحياة الأخرى، لهذا فأن أعظم رموزها هي (الاهرام)، ألتي هي أساساً قبوراً للملوك، وكتابها المقدس هو (كتاب الموتى) الذي فحواه كيفية تجاوز يوم الحساب وبلوغ الآخرة!
بينما الحضارة النهرينية هي النقيض تماماً، انها مادية دنيوية لا تؤمن بالحياة الاخرى ولا بجنة موعودة، بل غايتها الدنيا والمتعة، لهذا فأن أعظم رموزها هو (برج بابل والجنائن المعلقة) وهي رموز دنيوية غايتها العظمة والمتعة، أما كتابها المقدس فهو (قصة كلكامش) الذي أعلن صراحة استحالة بلوغ الخلود وإن غاية الانسان هو التمتع بالدنيا. نعم إن الروح العراقية نقيض الروح المصرية، لأنها نارية استحواذية توسعية، فكان العراق مقراً لامبراطوريات كبرى توسعية منذ البابليين والآشوريين، وصولاً لأخطرها امبراطورية العباسيين التي حكمت نصف آسيا وشمال افريقيا طيلة قرون. بل ان هذا البلد كان كذلك مقراً وعاصمة لامبراطوريات أجنبية كبرى، مثل امبراطوريتا الاسكندر المقدوني ثم الساسانيين الذين اختاروا المدائن عاصمة لهم.
لهذا فأننا في (فيدرالية الاخوة العالمية) قد آمنا بأن الحضارة المصرية لا يمكنها أن تنافسنا، فبقينا دائماً في علاقة ايجابية معها بل جعلناها ركناً مقدساً في عقيدتنا الباطنية وتبنينا الكثير من رموزها الدينية. ونجهد دائماً لتسليط الاضواء عليها في وسائل الاعلام والمؤتمرات والجامعات والمتاحف والمكتبات.
أما الحضارة العراقية فهي منافسنا الاكبر لأنها الاقرب الينا، فحضارتنا الغربية هي صورة محدثة عنها، أي ذروة الحضارة المادية الدنيوية. إننا نعرف ونعترف بأن جذور الحضارة الغربية ترجع الى بابل، ونحن لا نتنكر لها، بل نخشى أن نعلن عن ذلك صراحة لألاّ تسرقنا هذه الحضارة وتستولي علينا، فتصبح (بغداد) هي (باريس ولندن ونيويورك). انها الروح التي نحتاجها ونقدسها في أعماقنا، لكننا لا نريد أن نعترف بها، إلاّ بعد التيقن من قدرتنا على السيطرة عليها. نحن مثل الابناء اليافعين، نحتاج الى الكثير من النضج والاستعداد لكي نتصالح مع معلمنا الاول ونتمكن من التفاهم الايجابي معه والاستفادة من خبراته وثرواته. ان العراق حضارة خطيرة بقدر ما هي جبارة وغنية وعظيمة. انه أشبه بالحيوان الحيّال المفترس الذي يحتاج الى الكثير من القوة والسيطرة والمراوغة والتركيع والتجويع من أجل تدجينه وترويضه. ان أي ضعف من قبلنا إزاء هذه الروح العراقية النارية المتحفزة سوف يمنحها الفرصة التاريخية المنتظرة لكي تثب علينا وتلتهمنا مثلما التهمت غيرنا من قبلنا. انظروا الى صدام، كان يكفي بعض الغفلة والدعم والتساهل من قبلنا، حتى يشرع فجأة بتنفيذ مشروعه الامبراطوري الشرق الاوسطي، من خلال التوغل في ايران ثماحتلال الكويت للسيطرة على العربية السعودية لينفث حلمه الامبراطوري الموروث والمتجذر في أرض موطنه!
لهذا فأننا منذ سنوات طويلة تمحورت سياستنا إزاء هذه الحضارة الخطرة في ناحيتين:
ـ التعتيم عليها في جميع وسائل الاعلام والمؤسسات المعنية، رغم تقديسنا السري لها. بل العمل على تشويهها من خلال التركيز على الموقف التوراتي منها ومسألة (سبي اليهود) ونقمة الله على بابل وتدميرها. والتعتيم أيضاً على دور العرب والمسلمين والحضارة العباسية في تنوير اوربا. وجعل (ألف ليلة وليلة) وحكايات العبيد والجواري هي الصورة الاعلامية الوحيدة الشائعة في الاعلام العالمي.
ـ بنفس الوقت، فأننا نجهد بكل إمكانياتنا للتعمق في معرفة تواريخ وتفاصيل وخفايا هذه الحضارة من خلال النبش والتنقيب والدراسات السرية، على أمل فك أسرارها والسيطرة عليها والاستعداد لمواجهة كل مفاجآتها الغير منتظرة. إننا نؤمن ان هنالك أسرار كبرى تحت الارض تركتها القوى الجبارة المؤسسة لها والمتحكمة بالكون. بل ربما هنالك أدواراً مفترضة لقوى معينة قادمة من كواكب أخرى قد ساهمت بتأسيس الحضارة في سومر وبابل. لهذا فأن من أهم غايات اجتياحنا العراق والسيطرة عليه، أن نستحوذ على آثاره المهمة وننقب بصورة سرية عن بعض الآثار الخاصة التي تقودنا الى تلك الاسرار المخفية الخطيرة. ليس صدفة ان أولى خطواتنا في أول يوم لسيطرتنا على العراق، إننا هيئنا لسرقة المتحف العراقي وتدميره من أجل التعتيم على استيلائنا على بعض الآثار المهمة. كذلك قمنا بالسيطرة على الموقعين الأثريين لمدينتي (بابل) و(اور)، وحولناهما الى معسكرين خلال عدة سنوات من أجل التغطية على عمليات التنقيب السرية بحثاً عن بعض الآثار الهامة التي ستساعدنا على فك أسرار هذه الحضارة الجبارة والسيطرة عليها.
نعم صحيح تماماً إدعائنا بأننا أتينا لكي نبني العراق، ولكن ما لم نقله بوضوح، إننا سوف نبنيه بعد أن ندمره ونفكك مفاصله وندرسه ونفهم أسراره ونضمن تماماً كل مفاجآته ووثباته الغادرة. فبسيطرتنا الروحية التاريخية على العراق نضمن سيطرتنا الفعلية على الشرق الاوسط كله، وبالتالي عموم العالم.
القيمة السياسية ـ الدينية للعراق
إن موقع العراق في وسط الشرق الاوسط جعله دائماً مقراً لنوعي الصراع الاقليمي: قومي (عربي ـ ايراني ـ تركي)، وطائفي (شيعي ـ سني) في مطلع الألفية الثانية اقتضت المرحلة الأخيرة من مشروعنا التدميري القائم على التقسيم الطائفي للعالم الاسلامي، أن نفرض الممارسة الفعلية لهذا الصراع، أي بلوغ مرحلة الحرب الدامية بين الطرفين. وقد وقع اختيارنا على العراق حيث تتوفر فيه أفضل الشروط الملائمة للصراع الشيعي - السني. فهنالك طائفة شيعية قوية عددياً ومظلومة تاريخياً ومجاورة للقطب الشيعي الايراني، يقابلها طائفة سنية قليلة عددياً لكنها فعالة ومتمرسة بالحكم ومدعومة طائفياً من الجوار العربي وخصوصاً من قبل القطب السني السعودي. إذن موقع العراق الجغرافي المجاور لأيران
والسعودية خصوصاً ثم باقي المشرق العربي بالاضافة الى تركيا، وانقسامه الطائفي الواضح جعلنا نختاره كأفضل ساحة للصراع الشيعي الايراني - السني السلفي السعودي!
طبعاً هنالك أسباب مكملة داعمة أخرى، فهو ليس فقط ملتقى القطبين الطائفيين، بل أيضاً ملتقى التنوعات القومية لبلدان الشرق الاوسط: عرب، اكراد، تركمان، مسيحيون، وغيرهم..
هكذا، إننا بعد أن قمنا بإضعاف وخنق العراق حربياً واقتصادياً وبشرياً طيلة أعوام التسعينات، نجحنا بفضل دعم أصدقائنا القادة الاكراد والاسرائيليين والايرانيين والسعوديين، أن نقنع قادة شيعة العراق وباقي الناقمين على صدام من السنة، أن يكونوا أداة طيّعة في مشروعنا التدميري للعراق وللعالم الاسلامي بأجمعه، بحجة مكافحة الدكتاتورية وبناء الديمقراطية!
يتوجب التنويه بدور صديقنا صدام، فهو قد خدمنا منذ صعوده الى السلطة عام 1979، إذ قام بإعدام القادة البعثيين المناوئين لسياستنا وتخريب الوحدة مع سوريا، ثم دخول الحرب التدميرية مع ايران، ثم اجتياح الكويت، وتوفير كل الحجج لنا بضرب العراق وحصاره وتجويعه وإذلاله حتى اجتياحه واحتلاله. بل ان المسكين قد خدمنا دون قصد حتى بعد إطاحتنا به، إذ نجحنا من خلال مسرحيات محاكمته التلفزيونية أن نخلق منه بطلاً عربياً سنياً راح ضحية المتعصبين الشيعة، وهذا الامر لعب دوراً حاسماً في تغذية الصراع الطائفي!
منذ عام 2003 تمكنا بصورة تفوق التوقع أن نجعل من العراق ساحة مكشوفة ومثال فاضح لكل المسلمين للصراع الدامي المحتدم بين القطبين الشيعي - السني. بل جعلنا منه أرضا لعذابات المسيحيين والصابئة وباقي الجماعات، بالاضافة الى أسطورة عذابات الاكراد قبل ذلك. نعم طيلة عقدين من الزمان جعلنا من العراق أرض الخراب ومركزاً للظلام الذي ينتظر المنطقة بأجمعها. آملين أن نجعل منه فيما بعد أرض النظام والاستقرار والبحبوحة ومركزاً لشرق أوسط ديمقراطي منسجم تماماً مع مصالحنا.
ستراتيجيتنا الحالية في العراق
إن الغرب واسرائيل يدعمان المشروع القومي الكردي الامبراطوري (كردستان الكبرى) الذي يحلم بتكوين دولة كبرى على أجزاء مهمة من العراق وايران وتركيا وسوريا 
ان خلاصة سياستنا الحالية في العراق، أن يبقى لسنوات طويلة قادمة تحت سيطرتنا الكاملة (مباشرة وغير مباشرة) سياسياً وعسكرياً. والعامل المهم الذي نجحنا بتأسيسه ونعمل على إبقائه، إننا جعلنا الدولة العراقية منقسمة طائفياً وقومياً، بحيث لايمكنها أن تكون دولة مركزية قوية، وهي عرضة سهلة لتفجيرها والتحكم بها. فترانا دائماً عندما يستقوي الاكراد ويضعف العرب نبادر الى خلق الخلافات بين الاكراد وتسهيل ضربهم من قبل دول الجوار. وما أن يستقوي العرب حتى نبادر الى تأجيج الصراع الطائفي بينهم ونعطي المجال لبروز الدور الكردي واستخدام ورقة كركوك.
وإذا ما لا حظنا توحد الاطراف العراقية كلها وبروز نوع من الثقة بالدولة والشعور بالاستقرار وبروز ميول الوطنية المعادية للأمريكان، حتى نبادر بتحريك عملائنا وتسهيل الامر للارهابيين للقيام بعمليات تدميرية تزعزع هيبة الحكومة وتحيي الاحقاد الطائفية وتشجع هجرة الشباب والكوادر، وبالتالي تبرير الاعتماد علينا من اجل حمايتهم من الارهابيين!
هل تعلم، بأننا نحن من يشجع التغلغل الايراني في العراق ونعمل اعلامياً على تضخيمه أضعافاً أضعاف، من أجل إخافة الدول العربية وتركيا ودفعها لكي تتصارع في أرض العراق، وأيضاً إخافة العراقيين ودفعهم للتمسك بنا لحمايتهم من الخطر الايراني.
خذ مثلاً، مسألة تأخير تكوين الحكومة خلال أشهر طويلة. كان يكفي منا بعض الضغوط البسيطة على قادة الاطراف المتنازعة لكي يضطروا للاتفاق والموافقة على تكوين الحكومة المناسبة. لكننا تقصدنا الحيادية ولعب دور الأب الناصح الطيب الذي لا يمتلك سلطة حاسمة إزاء الضغوط الايرانية والسعودية والسورية.. كل هذا من اجل أن يدوم ضعف الدولة ويفقد العراقيين ثقتهم بنخبهم وقادتهم ويدعم شعورهم الطفولي بأنهم بحاجة لدورنا الأبوي الناصح والحامي لأمن البلاد!
ومن أكبر دلائل نجاحنا الكبير في التحكم بعقول العراقيين وباقي العالم، إننا أوهمناهم بأننا عازمون على ترك العراق بعد أن فشلت سياستنا به. وبين حين وآخر نجري مسرحية اعلامية عن انسحابات عسكرية خداعة. بينما يكفي القليل من الحكمة للتفكير بالأمر التالي:
إننا شيدنا في المنطقة الخضراء في بغداد أكبر وأضخم وأقوى سفارة في تاريخ البشرية. مساحتها 104 هكتار وتعد أكبر بستة أضعاف من مجمّع الأمم المتحدة في نيويورك، وبعشرة أضعاف من سفارتنا في بكين. كلفتها حوالي مليار دولار وتكلفة إدارتها السنوية مليار دولار. فيها 20 مبنى و1000 موظف، وهي تعتبر مدينة مستقلة حيث تضم السكن والأسواق وكل وسائل الترفيه ومولدات الطاقة والتنقية والتصفية، حتى يمكنها العيش مستقلة تماماً لعدة أعوام!
فكيف يصدق انسان حتى لو كان له عقل طفل، إننا نشيد مثل هذه السفارة الاسطورية في بلد ندَّعي بأننا في الطريق لمغادرته؟!
هكذا نضعفكم، وهكذا يمكننا النهوض
سياسة الراية الخداعة
طبعاً إننا ما بلغنا هذه النجاحات الكبرى في تدمير العراق خصوصاً كنموذج لبلدان الشرق الاوسط، إلاّ لأننا استعنّا بخلاصة تجاربنا السابقة التي نفذناها في العالم، والتي أطلقنا عليها تسمية (سياسة الراية الخداعة ـ False Flag) والتي تعني قيامنا نحن أنفسنا بعمليات أرهابية ضد مصالح بلادنا وننسبها الى خصومنا لكي نعطي التبرير لأعلان الحرب عليهم. وقد أنجزنا عمليات ناجحة كثيرة في هذا الخصوص، من أبرزها هجومنا نحن ضد أسطولنا (Pearl Harbor) عام 1941الذي منحنا الحجة لمهاجمة اليابان وإلقاء القنبلتين الذريتين عليها ثم احتلالها. وكذلك التخطيط لعملية (opérationNorthwoods) عام 1962 بتكوين ميليشيات كوبية تقوم بعمليات ارهابية ضد قاعدتنا في كوبا من أجل إعطاء الحجة لمهاجمة كوبا واحتلالها. لكن الرئيس كندي اعترض، ثم اعترض كذلك على مشروع مهاجمة فيتنام، فاضطررنا للتخلص منه ونسبنا اغتياله الى شخص معتوه.
كذلك تجربتنا بتنظيم ميليشيات سرية في أنحاء اوربا بعد الحرب العالمية الثانية تحت اسم (Stay-Behind) من اجل مكافحة النفوذ الشيوعي وتنفيذ عمليات ارهابية تنسب الى اليسار المتطرف، فتمنح حجة لتدخلنا وتجبر الحكومات الاوربية للأعتماد علينا. وضمن هذا السياق في أعوام الستينات والسبعينات طبقنا خصوصاً في ايطاليا وتركيا سياسة أسميناها (ستراتيجية الاضطراب ـ Strategy of Tension) خلقت التوتر والعنف من خلال العمليات السرية ودعمت أنصار أمريكا وبررت تدخل العسكر لتحجيم اليسار وقمعه.
وكانت ذروة نجاحاتنا في تطبيق سياسة (الراية الخداعة) في الشرق الاوسط، هي عملية تدمير برجي نيويورك عام 2001 وخلق اسطورة (بن لادن والقاعدة)، ثم نجاحنا الفائق في العراق بتأجيج الحرب الطائفية ونشر العنف والاحقاد، من خلال فرضنا سياسة (اجتثاث البعث) التي كانت لأجتثاث الدولة العراقية نفسها. بالحقيقة نحن ليس لدينا أي مشكلة مع البعث، فهو كان حليفنا السري لسنوات طويلة، وكان من السهل جداً الابقاء عليه مع بعض التغييرات الشكلية بالاسم والشعارات، ليلعب دوراً إيجابياً ضمن الدولة الجديدة، كما حصل في الانظمة الاشتراكية السابقة حيث أبقي على الشيوعيين ضمن الخارطة الجديدة. لكننا كنا ندرك ان الابقاء على البعث يعني الابقاء على الدولة وعلى البلد قوياً مستقراً، وهذا خطر علينا لأنه يعني سهولة تمكن العراقيين من توجيه حقدهم علينا وتخريب مشروعنا. لهذا أقنعنا عملائنا وحلفائنا بتبني سياسة الاقصاء والاجتثاث، ثم تنفيذ عمليات الاغتيال للكوادر والعلماء والقادة العسكريين والحزبيين من خلال (فرق الموت الشيعية) المدعومة من قبلنا، بذلك تهيأت الاجواء الكاملة لـ (الميليشيات السلفية السنية) لكي تلعب دورها الارهابي المطلوب. وقد ساعدنا حلفائنا القوميين الاكراد كثيراً في تنفيذ سياستنا هذه لقاء فرضنا على (الارهابيين) عدم شمول المنطقة الكردية بعملياتهم التخريبية.
الاعلام أخطر أسلحتنا الحديثة
كما قال رئيسنا (ريغان) : (ان فشلنا بحرب فيتنام كان بسبب فشلنا بأستخدام الاعلام)! لهذا فأننا شرعنا منذ أعوام الثمانينات، ثم مع الثورة التكنولوجية العظمى في مجال الاعلام في أعوام التسعينات، دخلنا بقوة بأستخدام وسائل الاعلام في التأثير الحاسم على الحكومات والتحكم بمواقف الشعوب. وقد نجحنا الى حد كبير في المزج العلمي الفائق الدقة بين (فن الاعلام) و(فن المخابرات)، إذ خلقنا شبكات سرية واسعة من العملاء والمنتفعين في معظم بلدان العالم، وخصوصاً في الشرق الاوسط، تتكون من الصحفيين والمثقفين المرتبطين بالاعلام بما فيهم الكتابوالسينمائيين وغيرهم. وخصصنا ميزانيات كبرى في تشييد المؤسسسات الاعلامية المرتبطة سرياً بنا: (صحف وفضائيات ومواقع أنترنت ووكالات أنباء ومراكز دراسات، وغيرها)، ودعم وشراء الكوادر النشطة في الاعلام من أجل تنفيذ سياستنا الاعلامية ـ الثقافية ونشرها على أوسع نطاق.
إن أعظم الخدمات التي لم تكن محسوبة، قدمتها لنا تلك الفضائيات التلفزيونية التي دعمنا اقامتها في منطقة الخليج، والتي بحجة تفعيل الديمقراطية وحرية الرأي، تمكنت من تأجيج الصراعات من خلال التركيز على العناصر المتطرفة من كل التيارات، وخلق الجدالات الفضائحية العنفية وبث أخبار الحركات السلفية والطائفية والبرامج ذات (الاتجاهات المعاكسة) المبتذلة المحرضة المؤججة للتطرف والأحقاد بكل أنواعها. فمثلاً، إننا بفضل هذه الفضائيات تمكنّا من إقناع العالم كله بحقيقة دور (القاعدة) وأسطورة (بن لادن) من خلال نشرها تلك البيانات والتسجيلاتالصوتية والصور المفبركة. كذلك فضائياتنا هي التي جعلت من (نصر الله وحزبه) أسطورة بطولية عربية اسلامية بوجه اسرائيل، لكي نبرز رموزاً شيعية قوية تابعة لأيران تخيف وتحفز القوى السلفية السنية التابعة للسعودية. كذلك تمكنا من تهيأة وتغذية أجواء الحقد والصراع الطائفي في العراق من خلال تسليط الأضواء على الشخصيات المتطرفة من كلا الجهتين، وخلق الجدالات العنيفة وإبراز الأخبار والمشاهد المؤججة للمشاعر.
التيار التدميري والتيار السلمي
هنالك حقيقة مخفية مزعجة لنا لا يدركها إلاّ قادتنا، وهي ان هنالك تياران مختلفان في داخل فيدراليتنا كما في عموم النخب الامريكية والغربية السياسية والثقافية، أقواهما (التيار المتعصب) الواضع والمدافع عن هذه الستراتيجية التدميرية، وهو الغالب والمتحكم بالدول والمؤسسات العسكرية والمخابراتية والاعلامية، ثم (التيار السلمي المعتدل) وهو الاضعف، لكنه الأكثر شبابية وحيوية وطموح. لقد نجح (التيار المتعصب) أن يفرض ستراتيجيته التدميرية الخاصة بالشرق الاوسط، بالاعتماد على الحجة التالية: ((ان شعوب الشرق الاوسط بطبعها وتاريخها عنفية حقودة متصارعة، ولا يمكن تجنب شرها ضد نفسها وضد العالم وضد المصالح الغربية، إلاّ بإضعافها من داخلها ومنعها من التوحد والاستقواء))! 
إن دعم التطرف الاسلامي والقاعدة من أهم محاور استراتيجية التوتير الامريكية والمشكلة ان هذا التيار المتعصب، نجح باستمرار أن يغذي حجته هذه، من خلال تشجيعه لروح وثقافة الاحقاد والعنف والارهاب في الشرق الاوسط. فكلما حاول (التيار السلمي) أن يطالب بالانسانية والتعقل مع شعوب الشرق، صرخ المتعصبون بحجة الاحقاد السائدة والعمليات الارهابية المنتشرة.
لكن (التيار السلمي) لا يكل عن محاولة الدفاع عن أطروحته بضرورة مساعدة الشرق الأوسط على تحقيق السلام والاستقرار، بناءً على المبررات التالية:
لنفترض حقاً ان شعوب الشرق الاوسط حقودة ومتصارعة وعنفية، لكنها مهما بالغت فأن تاريخها يثبت بأنها أقل عنفاً وتطرفاً وحقداً من شعوب اوربا الغربية التي فقط خلال الحربين العالميتين، قتلت حوالي ستين مليون أنسان اوربي بأيادي اوربية مع تدمير مدن وأوطان اوربية بكاملها واقتراف عمليات إبادة منظمة لملايين اليهود والغجر، ناهيك عن التاريخ الاستعماري والعبودي الطويل ضد الشعوب الضعيفة. لكن مع كل هذا فأن أمريكا، ومن أجل ضمان سلامة مصالحها وإبقاء اوربا بجانبها، جهدت من اجل مساعدتها وبنائها وتحقيق الوحدة السلمية الانسانية بين هذه الأوطان التي ظلت على مدى التاريخ متصارعة الى حد الابادة: المانيا وفرنسا وانكلترا! إذن لماذا لا تستحق شعوب الشرق الاوسط مثل هذه الجهود لكي تبني أوطانها وتحقق وحدتها وتتحالف إنسانياً وسلمياً مع جارتها اوربا وكذلك أمريكا؟!
من اجل ستراتيجية شرق أوسطية جديدة
بعد هذه الاعترافات والكشوفات الخطيرة لصاحبي الحكيم الامريكي، من الطبيعي أن يطرح أبناء الشرق الاوسط السؤال المشروع التالي:
ـ اذن، ما العمل، أمام هذه الستراتيجية الجهنمية التي نعيشها ونعاني منها منذ سنوات طويلة. هل هي قدر خارق ومحتوم علينا الخضوع له، أم ماذا؟
بعد مداولات وجدالات طويلة وعميقة مع هذا الحكيم، يمكنني بكل ثقة وقناعة أن أخبركم بالخلاصة التالية:
لا أبداً، ان هذه الستراتيجية الشيطانية ليست قدر محتم، بل هي بكل بساطة لعبة خطيرة يقوم بها بشر مثلنا، لهم مصالحهم وعقيدتهم ونقاط قوتهم وضعفهم، مثل كل البشر. ونستطيع نحن الضحايا أن نجد الستراتيجية المضادة التي تساعدنا على الخلاص. يمكن اختصار وتحديد هذه الستراتيجية المقترحة على الاصعدة التالية:
أولا: على الصعيد العالمي، إقامة تحالف وحوار شعبي ونخبوي شرقي ـ غربي
ان أشد ما يخشاه (التيار المتعصب) الماسك بالـ (IFB) أن تدرك شعوب ونخب الشرق الأوسط حقيقة هذه الستراتيجية الخفية. لهذا يتوجب على النخب والقيادات والحكومات الشرق أوسطية أن تعمل كل مستطاعها لكشف وفضح خفايا هذا المخطط الجهنمي الذي يقوده (التيار الغربي المتعصب)، والتقرب والتحالف مع (التيار الغربي السلمي) ومع جميع القوى والنخب السلمية والانسانية الامريكية والاوربية، الثقافية والحزبية والحكومية والدينية والاجتماعية. أي التخلص من تلك السذاجة والثقة الخنوعية التي تمارسها حكوماتنا ونخبنا بتصديق الخطاب الامريكي - الاوربي الدبلوماسي الذي يدَّعي جلب الديمقراطية والتحضر للشرق الأوسط. كذلك العمل على كشف كل المخططات السرية الجارية وفضح جميع المؤسسات والاحزاب والشخصيات والحكومات المتورطة فيها. وبنفس الوقت، العمل على اقامة شبكة واسعة من العلاقات مع كل الاطراف والمؤسسات واللوبيات والشخصيات الامريكية والاوربية التي تؤمن بصدق بضرورة اقامة علاقة سلم وتعاون وتحالف بين الشرق والغرب.
على القوى العلمانية الليبرالية واليسارية في الشرق الاوسط أن تدعم علاقاتها مع القوى الليبرالية واليسارية الغربية التي تحترم خصوصية المجتمعات الشرقية ولا تبرر التدخل السياسي والهيمنة الثقافية الغربية على الشرق.
كذلك أن تشرع القوى والنخب الدينية الاسلامية الى الانفتاح على جميع القوى والنخب الدينية الغربية، مسيحية ويهودية وغيرها. من أكبر الخطايا التي ترتكبها المؤسسات والنخب الدينية الاسلامية انها لم تنتبه الى القيمة الحاسمة للتحالف مع النخب والكنائس المسيحية في اوربا وأمريكا. لأن هذه النخب المسيحية، وخصوصاً الكنيسة الكاثوليكية، تعاني كثيراً من الحروب الاعلامية والثقافية التي تشنها ضدها القوى الشيطانية المتطرفة المتحكمة بالغرب التي تدَّعي العلمانية والعلم والالحاد، لكي تحرم المجتمعات الغربية من بقايا الروحانية وسلطة الله،
وبالتالي تسَّهل عملية إخضاعها بشكل كامل لسلطة المال وثقافة النهم والتفسخ النفسي والاجتماعي وتقديس الاستهلاك الوحشي. لقد نجح المتعصبون في الشرق والغرب حتى الآن من منع أي تقارب (مسيحي – اسلامي - يهودي) عالمي من خلال دعم القوى السلفية الاسلامية المعادية للمسيحية وبنفس الوقت تعزيز مخاوف المسيحيين واليهود من الاسلام والمسلمين من خلال التشديد على معاناة المسيحيين (واليهود) في الشرق الأوسط، وعلى الخطر الارهابي الاسلامي ضد شعوب الغرب.
ثانيا: على الصعيد الشرق أوسطي، العمل على اقامة سوق ووحدة شرق أوسطية مشابهة للوحدة الاوربية
على شعوب ونخب الشرق الأوسط أن تتخلص من تعصبها القومي الانعزالي وتحتذي بتجربة الوحدة الاوربية، التي رغم كل الاحقاد والحروب العالمية المدمرة بينها، واجهت الحقيقة التالية: أما أن تستمر بخضوعها للمنافسة التاريخية القومية وشن الحروب المدمرة بينها، أو أن تتوحد! وقد اضطرت أن تختار الحل الثاني. ان الوحدة العربية قد فشلت وستفشل دائماً لأنها قائمة على أساس قومي عرقي يعزل ويخيف أهم دول الشرق الأوسط غير العربية: ايران وتركيا واسرائيل، كذلك الجماعات القومية الأخرى التي تعيش مع العرب: أكراد وتركمان وسريان وأقباط وبربر وأفارقة، وغيرهم..
لقد نجح المتعصبون في الشرق والغرب، بمنع أي توحد شرق أوسطي من خلال الابقاء على الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني، وجعله العقبة الكبرى أمام أي سلام وتقارب. وتمكنوا من فرض العقيدتين التاليتين: جعل غالبية النخب العربية ترفض بصورة مطلقة أي حوار وانفتاح وتقارب مع المجتمع والنخب الاسرائيلية واليهودية. وبنفس الوقت، تقديم الدعم بكل الوسائل السرية للتيار اليهودي المتعصب الذي يبتغي طرد جميع الفلسطينيين وبناء المستوطنات في كل مكان. ونجحوا خصوصاً بجعل الفلسطينيين والاسرائيليين يرفضون ذلك الشعار الواقعي والوحيد القادر على حل المشكلة: (دولة
واحدة لشعبين، يهودي وفلسطيني). ثم اعتبار الوسيلة الوحيدة للحوار العقيم بين اليهود والعرب هي الحكومات وحدها، مع الاشراف الكامل من قبل أمريكا لضمان عدم نجاح الحوار.
لهذا، فأن الحوار الشعبي والنخبوي المباشر بين العرب واليهود عموماً، والفلسطينيين والاسرائيليين خصوصاً، وحده القادر على تحقيق السلام الحقيقي. حوار شعبي ونخبوي مباشر على كل الأصعدة الثقافية والسياسية والدينية والاقتصادية والسكانية، من دون تدخل ولا إشراف الدول الغربية. ان هذا الحوار والسلام هو الذي سيكون أساس تحقيق الحل الوحيد الممكن: (دولة واحدة لشعبين)، ثم استقرار وتوحد بلدان الشرق الأوسط، على الطريقة الاوربية.
ومن المهم جداً ضمان الموقف الايجابي للغرب من هذا المشروع. ان التجربة التركية أفضل نموذج ناجح لبلدان الشرق الاوسط. فهي تتميز بخصال عديدة تمنحها قوة وشمولية نادرة: مركز عسكري علماني ماسك بالدولة ويلعب دور الضامن لحسن سير العملية الديمقراطية، مع حزب اسلامي تجديدي ومعتدل يجمع بحذاقة بين الاصلاح الديني والتعددية الديمقراطية، مع سياسة وطنية توحيدية واستقلالية تتوافق بحنكة مع انتماء تركيا لحلف الاطلسي!
ثالثا: على الصعيد العراقي، ليكن العراق مركزاً للسلام والحوار والتقارب الشرق الاوسطي والعالمي، وليس مركزاً للمؤامراتوالحروب والآيديولوجيات التوسعية والامبراطورية!
إن موقع العراق وسط الشرق الاوسط، حتم عليه دائماً، إما أن يكون محتلاً من قبل قوة اقليمية، أو هو الذي يتوسع نحو جيرانه ليضمن سلامته! 
إن طبيعة العراق، تاريخياً وجغرافياً، فرضت عليه دائماً أما أن يكون محتلاً من قبل الجيران أو هو الذي يحتلهم. لهذا فأن الروح والحضارة العراقية، (عكس الروح المصرية الوطنية الانغلاقية)، ظلت دائماً توسعية خارجية من جميع النواحي: ثقافياً وسياسياً وسكانياً وعسكرياً. وهذه الطبيعة الانفتاحية الخارجية، هي سر العبقرية العراقية وسر الخراب أيضاً. فهي التي منحت العراق والعراقيين هذا الخصب الأبداعي والدور الحضاري الحاسم في التاريخ، ولكن هي أيضاً التي جلبت على العراق والعراقيين هذه التبعية للقوى الخارجية وسهولة التخلي عن الهوية الوطنية والانقسام والتصارع بتأثير هذه التبعية.
ان هذه الروح الخارجية العراقية سليقة لا يمكن أبداً التخلص منها. لكنها طاقة، مثل أي طاقة، يمكن استخدامها للتدمير أو للبناء، حسب وعي النخب وقدرتها. ومشكلة العراق منذ تأسيس الدولة في العصر الحديث هي أن نخبه لم تنتبه لهذه الخاصية التوسعية التاريخية، بل خضعت لها بصورة سلبية وغير واعية، من خلال رفض مفهوم (الهوية الوطنية والامة العراقية) وتبني آيديولوجيات قومية ودينية وأممية توسعية امبراطورية تدعو للحروب والتعصب والسيطرة على دول الجوار. فليس صدفة أبداً، ان جميع القوميات العراقية تبنَّت بشكل صريح دعوة الغاء الحدود العراقية الحالية وبناء دول قومية كبرى على حساب دول الجوار: الوطن العربي الأكبر، كردستان الكبرى، الخ. كذلك الاسلاميين الشيعة والسنة، كل منهم يدعوا الى دولته الاسلامية الكبرى. ناهيك عن الشيوعيين الذين قدسوا الاممية العالمية بصورة خنوعية وتبعية كاملة لعواصمهم المقدسة، مثل موسكو وبكين والبانيا وكوبا، وهلم جرا. بالأضافة الى عقائد تقديس العنف المسلح وشن الحروب الصبيانية بأسم تحرير كردستان وفلسطين والجولان والاحواز والاسكندرونة والكويت والصومال وزنجبار، وهكذا دواليك. حتى بدى العراق في العصر الحديث وكأنه سوق شعبية كبرى لبيع وشراء العقائد والشعارات الثورية الامبراطورية العنفية والمؤامرات الداخلية والاقليمية!
آن أوان النخب العراقية أن تدرك هذه الحقيقة: إن آيديولوجيات التوسع والامبراطوريات القومية والاسلامية والاممية، هي التي جلبت كل هذه الكوارث الى بلادنا، وهي التي تخيف جيراننا الايرانيين والاتراك والسعوديين والكويتيين والسوريين والاردنيين، كذلك اسرائيل وباقي القوى الغربية، وتدفعها لعمل المستحيل من أجل التدخل في العراق وشراء ذمم قادته ونخبه وتدبير المؤامرات وتأليب بعضهم ضد البعض وتوريطهم بحروب داخلية وخارجية.
آن أوان النخب العراقية أن تجعل من (ثقافة الهوية الوطنية) محور كل برامجها وأفكارها، وبنفس الوقت تعمل على تحويل الطاقة التوسعية الخارجية العراقية الى طاقة إيجابية للتوسع السلمي الانساني الصداقي والمصالحي. لنجعل من شعار: (السلام والحوار مع اسرائيل)، و (الوحدة السلمية الديمقراطية لشعوب الشرق الاوسط) شعاراتنا الكبرى المقدسة الثابتة التي نكتبها بكل صراحة في برامجنا الحزبية ودستورنا، ونتبناها رسمياً وشعبياً ونجهد بكل صدق لتحقيقها. نعم ان سلام ووحدة الشرق الأوسط وحده فقط الكفيل بتحقيق السلام والاستقرار في بلادنا. لتكن ثقافة السلام واحترام حدود الوطن والسلم مع الجيران ثقافة سائدة في المدارس ووسائل الاعلام. وأن يصبح من العار والخيانة لأي حزب يتبني شعارات قومية ودينية توسعية تحتقر حدود الوطن وتبرر الحروب مع الجيران، كشعار (كردستان الكبرى) و (حق تقرير المصير) الذي يعني بكل بساطة وصراحة حق تقسيم العراق ودول الجوار وشن الحروب القومية الانفصالية ضدها، وبالتالي تغذية المخاوف والتوترات والأحقاد بين شعوب الشرق الأوسط!
hrdata-mce-alt="- وصايا (بريمر) حاكم العراق لـ (نيغرو بونتي) سفير امريكا الجديد!" class="system-pagebreak" title="- وصايا (بريمر) حاكم العراق لـ (نيغرو بونتي) سفير امريكا الجديد!" />
خـاتمـة
إن الاعلان عن مقتل بن لادن، بداية استراتيجية أمريكية جديدة قائمة على دعم السلام والديمقراطية بدل العنف والحروب!
بالحقيقة ان هذا الكشف الجديد لم يبح لي به صاحبي (الحكيم الامريكي)، فكما أخبرتكم انه قد توفى منذ زمن. لكني بالأمس (بعد الاعلان عن مقتل بن لادن بيومين، في 3ـ 5ـ 2011) تلقيت هذه الرسالة ـ التقرير من أحد المقربين منه. ولطولها فقد اقتطعت منها المعلومات المهمة التالية :
كما كشف لك أخينا الراحل (H.M) في اعترافاته، بأن هنالك (تيار سلمي) في داخل فيدراليتنا الاخوية يكافح من اجل الحد من جموح التيار المتشدد المسيطر الذي يصر على فرض سياسة القمع والحرب على بلدان الشرق الاوسط بحجة مكافحة خطر القاعدة والتطرف الاسلامي، المدعوم سراً من قبل امريكا نفسها!
منذ فترة بدأ هذا التيار المتشدد الغالب على منظمتنا يفقد حججه أو ربما بدأ يتعب من سياسة التهييج والتدمير والحروب هذه. وبدأ يتقبل بالتدريج مشروعنا نحن التيار السلمي الداعي الى اتباع ستراتيجية مغايرة تعتمد تشجيع التيارات السلمية والديمقراطية في منطقتكم. ان الازمة الاقتصادية التي تعاني منها امريكا، وتنامي الخطر الصيني - الروسي، اقتصادياً وعسكرياً، كان سبباً مهماً لموافقة الغالبية في فيدراليتنا على تبني هذه السياسة السلمية الجديدة، من اجل كسب الشعوب والبلدان العربية والاسلامية وجعلها بجانب مصالحنا.
ان انتخاب (اوباما) لم يكن صدفة أبداً.ما كانت إلاّ الخطوة الاولى من اجل وضع سياسة جديدة بمسحة انسانية عالم ثالثية، اسلامية عربية. فكما تعرفون ان اوباما نصفه افريقي ومن أصول اسلامية ويحمل إسماً عربياً (باراك حسين). ان خطابه الشهير في القاهرة (6- 4- 2009) كان بمثابة الاعلان عن البدأ بسياستنا الجديدة في العالم العربي والشرق الاوسط.
نموذج بلدان المعسكر الاشتراكي السابق
ان جوهر سياستنا الجديدة، يمكن إيجازه بالعبارة التالية: تطبيق ما نجحنا بتطبيقه في بلدان اوربا الشرقية بعد نهاية الاتحاد السوفيتي. أي تحويلها الى دول ديمقراطية ليبرالية تدور في معسكرنا بصورة أو أخرى. وقد استفدنا خصوصاً من النموذج التركي، حيث هنالك حكومة يقودها اسلاميون ديمقراطيون مع عسكر متحالفين معنا وفي عضوية الحلف الاطلسي.
أي التقليل الى حد كبير من استخدام الجيوش وعمليات التدمير العنفي، والاعتماد على القوات الامنية والعمليات السرية والكسب الثقافي والشعبي. لهذا فأن النقطة المحورية التي يعتمد عليها مشروعنا، تتمثل بسحب الدعم السري عن منظمة القاعدة والحركات المسلحة الاسلامية، وتشجيع التيارات السلمية والمطالبة بالديمقراطية. بالتنسيق مع حلفائنا في الخليج والسعودية وتركيا تم التفاهم مع الاخوان المسلمين لتقبل الديمقراطية وتشجيع الميول الاسلامية الانفتاحية.
ضمان امن اسرائيل والحكومات الحليفة شرط أساسي
من المهم جداً التوضيح، بأن التيار المتشدد الغالب على منظمتنا، لم يوافق على تبني هذه السياسة الجديدة إلاّ بعد الاتفاق على توفير الضمانات التالية:
1ـ ان الانظمة الديمقراطية الجديدة هذه يجب ان توافق على السلام الدائم مع اسرائيل وإدخالها في سوق مشتركة عربية ـ شرق أوسطية. طبعاً تم الضغط على اسرائيل من قبلنا لكي توافق على التعاون أو على الاقل الصمت عن هذه التغييرات الديمقراطية الجارية في العالم العربي. فمن المعلوم ان هنالك في النخب الاسرائيلية اتجاهات عنفية متعصبة ترفض تماماً أي استقرار وسلام وديمقراطية في المنطقة، فهي تريد أن تبقى واحة الديمقراطية الوحيدة في صحراء الدكتاتورية والعنف العربي الاسلامي.
2ـ ضمان سلامة الحكومات المتحالفة معنا والداعمة لهذا المشروع، مثل العربية السعودية وإمارات الخليج والمملكة المغربية. وقد وافقنا على قمع أية محاولة من شعوب هذه البلدان بالتمرد على هذه الحكومات الحليفة، كما حصل مثلاً في البحرين. أما بالنسبة لمملكة المغرب فإننا سكتنا عن تمثيلية التفجير الذي قامت به الحكومة والذي نسب الى القاعدة، بعد أيام من المظاهرات الشعبية الكبرى.
3ـ ضمان وجود قواعد عسكرية امريكية ثابتة في بعض بلدان المنطقة لتكون قريبة من الوضع وتقف بوجه أي محاولة لأبعاد هذه الانظمة عن معسكرنا وخصوصاً بوجه أي نفوذ روسي - صيني. إننا نجهد لاقناع القادة العراقيين بالابقاء على وجودنا، وكذلك نجحنا بتأجيج الاوضاع في ليبيا بطريقة تسمح لنا بخلق وجود عسكري مقبول من قبل النظام القادم.
التخلص من القاعدة وتعاون العسكر
لقد تم اختيار (روبرت غيتس) وزيراً للدفاع، قبل وصول اوباما ببضعة أشهر ثم استمر معه، من اجل الاشراف على المهمتين التاليتين:
أولاً ـ الاشراف المباشر على التخلص من ملف القاعدة، لأن (غيتس) هو الذي يعرفه جيداً حيث أشرف شخصياً على تأسيس القاعدةبالتعاون مع بن لادن، من خلال عمله في أوائل التسعينات كمدير لوكالة المخابرات الامريكية. وقد نجح في مهمته هذه، إذ تم في العامين الاخيرين تفكيك الشبكة الرئيسية وسحب الدعم المالي والعسكري والمخابراتي الذي كنّا نقدمه لها بصورة سرية. إن تدبيرنا منذ يومين لتمثيلية مقتل (بن لادن) ماهو إلاّ اعلان عن غلق ملف القاعدة. فكما يعلم الكثيرون ان (بن لادن) ليس له أي وجود سياسي منذ سنوات عدة، وكنّا نحن نغذي الاعلام بين حين وآخرببياناته وخطاباته المزيفة، بالتنسيق مع بعض قادة القاعدة وفضائية الجزيرة.
ثانياً - الاشراف المباشر على عملية التنسيق مع القيادات العسكرية والامنية في الدول العربية الحليفة لنا، مثل مصر وتونس واليمن من اجل المساعدة على تغيير الحكام وتقبل التغيير الديمقراطي الجماهيري.
أما الناحية السياسية والحزبية والدعائية فقد جهدنا في العامين الأخيرين من أجل التفاهم مع الكثير من قادة النخب العربية من قادة حزبيين ودينيين ومثقفين واعلاميين، بصورة مباشرة أو غير مباشرة عبر مؤسسات امريكية واوربية مختلفة، لدفعهم ودعمهم الاعلامي والسياسي والمادي للقيام بهذه النهضة الشعبية الديمقراطية في البلدان العربية والشرق أوسطية. وقد اتفقنا مع محطة الجزيرة لكي تقوم بهذه المهمة على أكمل وجه، بالاضافة الى الدعم الكبير والحاسم من قبل اعلامنا الامريكي والعالمي.
ما العلاقة بين غيتس وبانيتا وبترايوس، والقذافي وبن لادن؟
يتوجب الاعتراف، بأن تمثيلية مقتل (بن لادن) لم تكن متقنة وفيها الكثير من النواقص الاعلامية المفضوحة، بسبب الاستعجال الذي تمت به. والحقيقة إننا اضطررنا لهذه العجلة بسبب ظرف طارئ فوجئنا به. إن القذافي بعد مقتل ابنه وأحفاده في قصفنا لطرابلس (قبل يوم واحد من مقتل بن لادن)، خرج عن طوره وشرع بتنفيذ خطوة لم نكن نتوقعها: بالتعاون مع عناصر من المخابرات الباكستانية والسعودية العليمة بأسرار علاقتنا بالقاعدة، أراد الاتصال بقادة القاعدة الميدانيين الذين يجهلون تماماً ارتباط قادتهم بنا، ليعطيهم الدليل القاطع بأن (بن لادن) ليس له أي وجود حالي، وإن (الزعيم الظواهري) الذي يدَّعي انه يلتقي به، ما هو إلاّ كاذب وعميل تابع لنا. وهذا يعني بكل بساطة تمرد الفروع الميدانية وخروجها عن سيطرتنا بصورة تامة. لهذا اضطرننا للاستعجال بتنفيذ تمثيلة مقتل (بن لادن) لكي نتمكن بسرعة من غلق ملفه، مع الابقاء على إمساكنا بالخيوط الرئيسية والاستمرار بعملية تفكيكها بصورة سليمة دون خطر تمرد بعض فروعها.
لهذا فأن (غيتس) ترك منصبه بالدفاع قبل أيام من مقتل (بن لادن)، بسبب عدم قناعته بأمكانية نجاح التمثيلية. وقد حل محله (بانيتا) رئيس المخابرات المركزية، تعبيراً عن البدء بالمرحلة الجديدة القاضية بمنح الجيش الامريكي دوراً مخابراتياً يتلائم مع السياسة الجديدة. كذلك تم تعيين الجنرال (بترايوس) القائد السابق للقوات في العراق ثم في أفغانستان، رئيساً للمخابرات المركزية، لأنه يمتلك خبرة طويلة بالتعامل مع شعوب الشرق الاوسط، ثم انه سبق وأن نجح بأمتياز بدفع جيوشه الى مزاولة النشاط المخابراتي (الشعبي والسياسي) بتأسيس الصحوات العشائرية والمحلية المناصرة للوضع القائم في البلدين.
الوضـع العراقـي
بالحقيقة ان الوضع العراقي لا زال يواجه بعض المصاعب لضمه الى مشروعنا الديمقراطي الجديد. فهنالك أطراف عديدة علينا اقناعها أو إجبارها لتتفق مع سياستنا الجديدة. والمشكلة اننا خلال السنوات السابقة قد خلقنا على أرض الواقع العراقي الكثير من المؤسسات الحزبية والميليشيات والعصابات السرية (من ضمنها القاعدة)، لكي تساهم كلها بتنفيذ مهمة واحدة: إتمام المرحلة الاخيرة من مشروع تخريب العراق، والتي بدأت منذ أعوام الثمانينات مع اقناع صدام بالحرب ضد ايران، ثم حرب الكويت وفرض الحصار، ثم الاحتلال وتدمير الدولة ونهب الثروات واطلاق الحرب الطائفية. وقد جهدت ادارتنا المتحكمة في العراق لاختيار أسوء العناصر السياسية والحزبية لتتسلم قيادات الدولة والجيش والبرلمان والاحزاب والاعلام وقيادات الاقليم الكردي. وقد ركزنا خصوصاً على مؤسسات استثمارات النفط.
هكذا خلال أعوام نجحنا بخلق طبقة عراقية واسعة تضم مختلف التيارات والاتجاهات والفئات والمرجعيات الدينية الخاضعة تماماً لنا وتتقبل سياستنا لقاء سماحنا لها بممارسة كل أنواع الفساد والسرقة والشذوذ. بل حتى قادة المعارضة بأنواعها البعثية والسنية تمكنّا من شراء ذمم الكثير منهم لكي يمارسوا دورهم التخريبي المطلوب بأسم المقاومة.
خلاصة القول لقد نجحنا بإفساد غالبية قيادات العراق ونخبه بأموال العراق نفسه، حتى أصبحوا يتنافسون بينهم مثل البغايا الرخيصة من اجل إرضائنا وتنفيذ أوامرنا. والآن نكتشف كم من الصعب علينا أن ندجن هذه القوى الفاسدة المتوحشة التي خلقناها نحن ومنحناها السلطان المطلق على شؤون العراق، وأن نقنعها بأن تغير سياستها الفاسدة القديمة وتتبنى سياستنا الاصلاحية الجديدة.
رأينـا؟
قد يفهم من التقرير السري أعلاه، بأن ما يحدث في العالم العربي من نهضة شعبية مطالبة بالكرامة والديمقراطية، بأنها عملية مفبركة غايتها خدمة مصالح امريكا والغرب واسرائيل! لهذا نقول بأننا نفهم هذا التصريح كالتالي:
إن هذه النهضة الشعبية الديمقراطية في العالم العربي، ليست من صنع امريكا أبداً، بل هي نتيجة طبيعية لسنوات طويلة من تراكم التجارب الفاشلة منذ الخمسينات وحتى الآن: قومية ويسارية واسلامية، قائمة على الانقلابات العسكرية والعنف المسلح: (إبتداءاً من الانقلابات العسكرية المتتالية ثم المقاومة الفسلطينية والحروب الصحراوية والكردية وغيرها، حتى الجهاد المسلح للقاعدة وفروعها). لهذا كان من الطبيعي جداً أن تتوصل غالبية النخب والشعوب العربية الى هذا الاختيار الشعبي الديمقراطي السلمي، لأنه بكل بساطة آخر الحلول بعد الخيبات المتتالية من كل الحلول العسكرية والعنفية والمثالية القومية واليسارية والدينية.
يمكن القول بكل ثقة أن دور امريكا والغرب لم يكن بالحقيقة في صنع هذه النهضة الشعبية، بل كل ما في الامر ان الغرب من خلال مراقبيه ومختصيه استشرف قرب هذه النهضة ودرسها وتفهمها وأدرك أهميتها المستقبلية، لهذا فأنه جهد لتغيير سياسته التخريبية السابقة القائمة على تشجيع العنف والانقلابات، الى سياسة تشجيع النهضة الشعبية السلمية على أمل تبنيها والتحالف معها.
إذن يمكننا أن نعلنها بكل ثقة وضمير: نعم لهذه النهضة الجماهيرية للشعوب العربية وجميع شعوب الشرق الاوسط. نعم للكفاح السلمي الشعبي والثقافي من اجل الكرامة والديمقراطية. نعم للتيار الاسلامي المعتدل والديمقراطي. نعم لتحقيق السلام العادل مع اسرائيل وتشجيع مشروع (دولة واحدة لشعبين فلسطيني ويهودي). نعم للسلام العالمي والتحالف العادل والصريح مع امريكا والغرب (على طريقة تركيا) من اجل الاستفادة منهم وتجنب مؤامراتهم. نعم من اجل خلق وحدة ديمقراطية بين دول شرق البحر المتوسط (الدول العربية وايران وتركيا) على غرار الوحدة الاوربية.
إنتبهوا أيها الديمقراطيون!
وتبقى النقطة المهمة التي يجب أن تنتبه لها جميع النخب العربية والشرق الاوسطية الباحثة عن الكرامة والديمقراطية: إياكم إياكم من تكرار ما حصل في العراق. فبأسم الديمقراطية ومكافحة أزلام النظام السابق، صعدت طبقة فاسدة عميلة بلا ضمير ولا أخلاق ولا وطنية ولا رجولة ولا انسانية، بل هي طبقة لا تستحق حتى تهمة التعصب القومي والطائفي: فلا قادة الاكراد رحموا الاكراد، ولا قادة الشيعة رحموا الشيعة، ولا قادة السنة رحموا السنة، وجميعهم لم يرحموا العراق. فهم بكل بساطة عبارة عن وحوش كاسرة دمروا الوطن وأسالوا الدماء وتقحبوا لجميع المخابرات الاقليمية والعالمية، فقط من اجل أن يسرقوا براحتهم!
الحاكم بريمر، وهو الثاني من اليسار، مع بعض قادة العراق 

ملحق توضيحي
وصايا (بريمر) حاكم العراق لـ (نيغرو بونتي) سفير امريكا الجديد!
إن ما يذكره الحاكم الامريكي في وصاياه هذه، يمثل الحقيقة بأقبح وجوهها. إذ يكشف بكل صفاقة عن ان هذه الطبقة الفاسدة لم تكن فقط نتاج طبيعي لأوضاع العراق، بل هي خصوصاً نتاج سياسة امريكية واعية ومبرمجة اعتمدت منذ أيام (معارضة لندن) على تفضيل العناصر الضعيفة الفاسدة، وإفساد العناصر المترددة، والتخلص من العناصر الجيدة بمختلف الطرق الجهنمية التي تبلغ حد الاغتيال، كما حصل مع السيد (محمد باقر الحكيم) والقيادي في الدعوة (عز الدين سليم) الذين تم تصفيتهما امريكياً بأسم القوى السلفية، لأنهما ترددا بالقبول بلعبة الافساد الامريكية.
هذه هي الوصايا حسب ما أوردتها الواشنطن بوست والصحف الامريكية:
1ـ إياك أن تثق بأيّ من هؤلاء الذين آويناهم وأطعمناهم. نصفهم كذّابون، والنصف الآخر لصوص.
2ـ مخاتلون لا يفصحون عما يريدون ويختبؤون وراء أقنعة مظللة.
3ـ يتظاهرون بالطيبة واللياقة والبساطة، والورع والتقوى، وهم في الحقيقة على النقيض من ذلك تماماً، فالصفات الغالبة هي: الوضاعة والوقاحة وإنعدام الحياء.
4ـ إحذر أن تغرَّك قشرة الوداعة الناعمة، فتحت جلد هذا الحمل الذي يبدوا حميمياً وأليفاً ستكتشف ذئباً مسعوراً، لا يتردد من قضم عظام أمه وأبيه، ووطنه الذي يأويه. وتذكر دائماً إن هؤلاء جميعاً سواء الذين تهافتوا على الفتات منهم أو الذين التقطناهم من شوارع وطرقات العالم هم من المرتزقة ولائهم الاول والأوحد لأنفسهم.
5ـ حاذقون في فن الاحتيال وماكرون كما هي الثعالب، لأننا أيضاً دربناهم على أن يكونوا مهرجين بألف وجه ووجه.
6ـ يريدون منا أن لا نرحل عن العراق ويتمنون أن يتواجد جنودنا في كل شارع وحي وزقاق وأن نقيم القواعد العسكرية في كل مدينة، وهم مستعدون أن يحولوا قصورهم ومزارعهم التي اغتصبوها إلى ثكنات دائمية لقواتنا، لأنها الضمانة العملية الوحيدة لاستمرارهم على رأس السلطة، وهي الوسيلة المتوفرة لبقائهم على قيد الحياة. لذلك تجد أن هذه الوجوه تمتلئ رعباً ويسكنها الخوف المميت لأنها تعيش هاجساً مرضياً هو (فوبيا انسحاب القوات الامريكية) الذي لا ينفك عنها ليلاً ونهاراً، وقد أصبح التشبث ببقاء قواتنا أحد أبرز محاور السياسة الخارجية لجمهورية المنطقة الخضراء..


7ـ يجيدون صناعة الكلام المزوق وضروب الثرثرة الجوفاء مما يجعل المتلقي في حيرة من أمره، وهم في الأحوال كلها بلداء وثقلاء، ليس بوسع أحد منهم أن يحقق حضوراً حتى بين أوساط زملائه وأصحابه المقربين.

8ـ فارغون فكرياً وفاشلون سياسياً لن تجد بين هؤلاء من يمتلك تصوراً مقبولاً عن حل لمشكلة أو بيان رأي يعتد به إلاّ أن يضع مزاجه الشخصي في المقام الأول تعبيراً مرضياً عن أنانية مفرطة أو حزبية بصرف النظر عن أي اعتبار وطني أو موضوعي.
السفير نيغرو بونتي مع وزير الخارجية زيباري 
9ـ يعلمون علم اليقين بأنهم معزولون عن الشعب لا يحظون بأي تقدير أو أعتبار من المواطنين لأنهم منذ الأيام الأولى التي تولوا فيها السلطة في مجلس الحكم الإنتقالي المؤقت أثبتوا أنهم ليسوا أكثر من مادة إستعمالية وضيعة في سوق المراهنات الشخصية الرخيصة.
10ـ يؤمنون بأن الاحتيال على الناس ذكاء، وأن تسويف الوعود شطارة، والاستحواذ على أموال الغير واغتصاب ممتلكات المواطنين غنائم حرب، لذلك هم شرهون بإفراط تقودهم غرائزية وضيعة. وستجد أن كبيرهم كما هو صغيرهم دجالون ومنافقون، المعمم الصعلوك والعلماني المتبختر سواء بسواء، وشهيتهم مفتوحة على كل شيء: الاموال العامة والاطيان، وإقتناء القصور، والعربدة المجنونة، يتهالكون على الصغائر والفتات بكل دناءة وامتهان، وعلى الرغم من المحاذير والمخاوف كلها....
فإياك أن تفرّط بأي منهم لأنهم الأقرب إلى مشروعنا فكراً وسلوكاً، وضمانةً مؤكدة، لإنجاز مهماتنا في المرحلة الراهنة، وإن حاجتنا لخدماتهم طبقاً لاستراتيجية الولايات المتحدة، مازالت قائمة وقد تمتد إلى سنوات أخرى قبل أن يحين تاريخ انتهاء صلاحيتهم الافتراضية، بوصفهم (مادة استعمالية مؤقتة) لم يحن وقت رميها أو إهمالها بعد.

alim Matar

ليست هناك تعليقات: