أسمحوا لى أن أقول كلمة حق أنقلها على لسان يهودى عراقى الأصل إنه قال بأن الصهيونية العالمية مخطط إحتكارى إستعلائي بغيض وإن التاريخ أثبت بأن يهود العراق لم يكونوا في مذلة أو إضطهاد من المسلمين بل على العكس من ذلك ، وإنه زاد إيضاح في شرحه بقوله ، أن من العرب أصحاب الديانة اليهودية من هو منهم من كان شاعر ومن أبلغ العرب شعرا و كان بين أقرانه أشهرهم وهو السَمَوأل توفي 560 م هو السموأل بن غريض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث وغيره من كانوا في كنف الخلفاء العباسين ممن ملؤا الدنيا أدباً وفكراً ونحن نتسآءل أكانوا هؤلاء تحت ظروف قهر ومذلة ؟! الإجابة وبكل بساطة أبدا ورب الكعبة بل كانوا من المكرمين ولكن العنصرية الصهيونية الأوروبية المتعصبة هى التى قامت بتحريض اليهود ممن لا يعرفون سوى اللسان العربي فهو كان لسان حالهم ووجدانهم إلا وإن حملة البغض الصهيوني غيرت من مزاجهم على أبناء عمومتهم من العرب وقد برهنت الأيام بأن كل الإغتيالات التى لحقت باليهود سواء في العراق أو مصر أو سوريا أو اليمن كان من ورآءها عصابات الصهاينة كى يجبرونهم للرحيل إلى الدولة العبرية الغير شرعية التى تم إنشاؤها على أرض فلسطين وقد كتب أحد الأدباء اليهود في ( إسرائيل ) بأن الصهيونية حاصرت اليهود الذين جاءوا من البلاد العربية في معسكرات بعيدة عن يهود الإشكناز حيث تم شحنهم بالكراهية ضد العرب وقد أسهب الكاتب العراقى الأصل المتجنس بالجنسية ( الأسرائيلية ) بقوله أنه أكتشف كغيرة بأن حملة التحريض لكراهية العرب لم تكن إلا ضد أنفسهم لأنهم هم كيهود الديانة لم يكونوا سوى كونهم من العرب في اللسان والثقافة والحضارة وقال الكاتب إننا قد خسرنا أنفسنا وإن حملة التحريض لكراهية العرب كان المُتضرر و المنكسر الأول منها هم اليهود أنفسهم الذين أتوا من البلدان العربية لأنهم لم يكونوا سوى عرب قد أتبعوا الرسالة الموساوية وهكذا حدث مع من هم أتباع المسيح ... ويقول في هذا المقام أذكركم بما حدث لليهود في أوطانهم العربية هو نفسه ما يحدث اليوم مع النصارى ( المسيحيين ) العرب الذين يلقبون أنفسهم بالطائفة الأرثوذكسية بأنه توجد بين ظهرانيهم طائفة متطرفة تخدم أجندة تشبة الأجندة الصهيونية حيث إرتباطهم باللوبي الصهيو بروتستنتى الأمريكي وتلك الطائفة هى من تقوم بتحريض المسيحيين العرب على كراهية المسلمين العرب ويحاولون إفهام العامة منهم بأنهم هم غير العرب كجنس وعرق ممن يصنع الضغائن لأنه من المعروف تاريخياً أن أغلب المسلمين في مصر هم كانوا من المسيحيين فأسلموا على مر العصور بينما حملة التحريض على الكراهية يترتب عليها المزيد من الإحتقان والفرقة بين أبناء البيت الواحد وهناك من أتباع الكنيسة من هم أستجابوا لذلك التحريض البغيض وإن كان مغلف في سلوفان المشاكل الإجتماعية من الفقر والتهميش الذى كان مسؤلاً عنه الحكم العلمانى العسكرى لمصر ولا علاقة للإسلام به من قريب أوبعيد وكى تستمر الفتنة فهذا يستلزم أنهم ينبذون فكرة كونهم عرب ومن هنا يأتى الصدام الإجتماعى بين أبناء الوطن الواحد وهكذا وجدنا المتطرفين( البروتستنت الذين ينسبون أنفسهم إلى الأقباط ) يروجون على كراهية العروبة واللسان العربي فأصبح ينكر على المسيحيين بأن يُشار إليهم على كونهم من العرب و بذلك وجدنا أنفسنا يوماً بعد يوم في دوامة الحملات التحريضية لكراهية العرب ومن ثم يتم دفعهم دفعا للهجرة القصرية بحجة أنهم مضطهدين سواء في مصر أو سوريا أو العراق وهكذا يتكرر نفس المسلسل الذى قامت به الصهيونية العالمية في زرع الكراهية بين اليهود العرب وأبناء جلدتهم من المسلمين العرب وهكذا المسلسل يعيد نفسه و نجده الأن ماثل بين أيدينا مع أصحاب الديانة المسيحية من العرب فيزداد شعورهم بالغربة وسط أبناء وطنهم الواحد وفي المقابل يزداد تشكك العرب المسلمين من إنتماءاتهم التى تظهر من وقت لأخر في تصرفات غير سوية من البعض المأجور حيث تحريضهم لبلاد الغرب ضد العرب والمسلمين مما يترتب عليه الفتنة الكبرى بين أبناء الوطن الواحد حيث يصير الخاسر الأكبر هم أنفسهم كمسيحيين عرب لأنهم ينكرون على أنفسهم لسانهم العربي الذى يتحدثون به وما إذا تقبلوا غرس الأفكار التى تزيد من عزلتهم على كونهم غير عرب بينما الحقيقة غير ذلك لأنه لا يوجد لديهم لسان سوى اللسان العربي ولا ثقافة لهم غير ثقافة العرب وأنى أقول كعربي الهوية إن العرب سواء من المسلمين أو النصارى فهم شقائق وإن إختلفت عقائدهم وهذا القول يضاهى في التشبيه لحال ( النساء والرجال ) حينما وصفهم الرسول الكريم في قوله انما النساء شقائق الرجال حيث قوله ما أكرمهن الا كريم وما أهانهن الا لئيم وعلى الرغم من إختلاف الجنس ( ذكر وأنثى ) إلا وأنهم شقائق وهكذا العرب النصارى فهم شقائق العرب المسلمين ولذا أنصح الجميع بأن يفوتون مخطط الفتنة و تلك المكائد التى هى من تدابير الحاقدين والمغرضين ، فإن تلك الفئة التى تستثمر في هذا الشأن ما هم إلا أعداء لأمتنا فهم فئة من المرتزقة الذين لا دين لهم وإن غالبهم من الشيوعيين والعلمانيين الذين يكرهون كل دين ولا يعترفون برسالات السماء و واضح من سلوكياتهم الجشع والسعى الدؤوب ورآء الثراء على حساب شعوبهم المقهورة والفقيرة حيث المكاسب المادية الطائلة التى تصب في جيوبهم من جرآء خدمة المحتل القديم ( إنجليز وفرنسيين وأمريكان وصهاينة ) ولكنهم فيثيابهم الجديدة و بمعاير الإستغلال الإقتصادى ، وطالما ظلت بلادنا العربية ضعيفة ومفككة بسبب إستجابتنا للفتن التى تلاحقنا ليل نهار فلن تقوم لنا قائمة ومن ثم نعطى الفرص السانحة لأعدائنا للإنقضاض على مقدارات هذه الأمة وليعلم الجميع بأن النصارى في أغلبهم هم من العرب قد أتبعوا المسيح وقد سبقهم من هم قد أتبعوا اليهودية كدين فليس كل اليهود من أسباط يعقوب وقد جاء الإسلام العظيم فأتبعه العرب ومنهم من ظل على إعتقاده القديم سواء كان الإعتقاد اليهودى أو المسيحى وليعلم الجميع إن التعددية هى مطلب إسلامي في الصميم حيث أهم مبادئ الدين الحنيف هى لا إكراه في الدين وليعلم الجميع بأن السر في قوة إسلام يكمن في سماحته وتعاليمه التى تحث على قبول الأخر ، إذن لا خشية على الإسلام في ظل بقاء هؤلاء جميعا على عقائدهم سواء كانوا من أصحاب الديانة اليهودية أو المسيحية أو البوذية إن وُجدت أو حتى صابئة أو مجوس ، فكل هذا التنوع لا يزيد الإسلام إلا بريقاً وأنا كمسلم أقولها وبكل ثقة فلنحافظ على أبناء جلدتنا سواءً أعتقدوا في المسيحية أو اليهودية أو حتى بقوا بلا دين فإن حسابهم على الله وقد يكون المرأ مسلم فيصبح كافرا وقد يمسى المسيحى مسلما لأن الإيمان بالله ما هو إلا قناعات و من ثم يتبعها إلتزامات وتطبيقات لأن الدين ليس فقط كلمة تقال ، وقال عز من قائل ( فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق