13 أكتوبر 2013

المفكر القبطى د.رفيق حبيب: المرحلة الأخيرة لدولة الاستبداد ومصير الثورة والديمقراطية صار رهنا بنجاح الاخوان


أعاد الانقلاب العسكري، دولة الاستبداد مرة أخرى، وبصورة قمعية بوليسية، وهي العودة الأخيرة للاستبداد. فهذه المرة، عاد الاستبداد بعد ثورة، وبعد مرحلة تحول ديمقراطي، شهدت واقعيا حالة من الحرية، غير مسبوقة في التاريخ المصري المعاصر. وبعد مرحلة من الديمقراطية، استمرت حوالي عامين ونصف، يعود الاستبداد من جديد، في محاولة لتأسيس دولة عسكرية، تستمر لعقود قادمة.
ومع استمرار الحالة الثورية، واستمرار حركة مناهضة الانقلاب واستعادة الثورة، تواجه عودة الدولة البوليسية مقاومة واضحة، مما يجعل استمرارها لعقود أمرا غير محتمل. فلقد شكلت الثورة الشعبية حالة جديدة، وأبرزت رغبة عامة الناس في الحرية، كما أنها كسرت حاجز الخوف، وأصبحت استعادة حاجز الخوف بالكامل، أمرا صعبا. مما يعني، أن مصر تعيش في حالة ثورية، تضعف وتقوى، ولكنها لا تختفي، كما أن الربيع العربي كله، يقوى ويضعف، ولكنه لا يختفي.
وإذا كان الربيع العربي، قد أصبح بالفعل مرحلة تاريخية جديدة، فإن استعادة الدولة المستبدة، يصبح انكسارا مؤقتا للربيع العربي، حتى إذا استمر لسنوات. مما يعني، أن نجاح الثورة المضادة، أدى إلى عودة الدولة المستبدة، لتحارب معركتها الأخيرة، ضد الحالة الثورية الشعبية، التي فجرها الربيع العربي.
رغم أن الدولة البوليسية قد تستمر لفترة تطول أو تقصر، فهي في كل الأحوال، المرحلة الأخيرة لدولة الاستبداد والفساد، والتي تستمر، حتى تستعاد الثورة والديمقراطية والحرية من جديد. وبعد نجاح حركة مناهضة الانقلاب العسكري، في كسر الانقلاب، واستعادة مسار الثورة والحرية، تنتهي عمليا دولة الاستبداد، وإن ظلت بقاياها تحارب التحول الديمقراطي والحرية والثورة، حتى تختفي.
فالثورة المضادة، تنجح لمرة واحدة، ولا يمكن نظريا أن تعود الديمقراطية مرة أخرى، ثم يعود الاستبداد بعد ذلك، ثم تعود الديمقراطية، وهكذا. فالثورة تتعثر مرات، ولكنها تحقق نجاحا في النهاية، وتقضي على دولة الاستبداد، حتى إن تم ذلك على مراحل. فمصر بعد الانقلاب العسكري، دخلت مرحلة
النضال الثوري ضد الثورة المضادة، ومع تحقق نجاحات للثورة، على عدة مراحل، تطوى صفحة الاستبداد، وتبدأ مرحلة النضال من أجل تحقيق التقدم والنهوض والاستقرار، وغيرها من أهداف الثورة.
ولأن الثورة المضادة نجحت سريعا، فإنها بذلك اختصرت كل معاركها مع الثورة مرة واحدة، وأصبحت المواجهة مع الانقلاب العسكري، هي عمليا، المواجهة الأخيرة مع دولة الاستبداد.

ليست هناك تعليقات: