منذ فترة لم نلتقي ،اليوم بعد ما أثير بشأن القناة ومكاتبها بالقاهرة ،أتصلت به مرة وأتنين لكنه لم يجيبني ،وثالث مرة أعطاني هذا الرقم غير متاح ،وبالطبع شعرت بقلق بالغ ،لكون أن الزميل الأستاذ عبد الفتاح - فايد مدير مكتب قناة الجزيرة بالقاهرة - لم يكن زميل سكن وعمل بجريدة الشعب فقط من قبل ،إنما تربطني به صداقة عمر واعرفه واعرف اسرته في بمحافظة الغربية ،ومراراً ذهبت معه الي بيتهم وأكلنا عيش وملح معا ،وعبد الفتاح رجل خلوق وكريم ،بل ومن الرجال القلائل الذين قابلتهم بحياتي واكن لهم مودة واحتراماً .
ولذلك قررت ان اتوجه مباشرة لمكتب قناة الجزيرة بميدان عبد المنعم رياض وعندما ذهبت أستقبلني المسئول عن الأمن بالعمارة التي عليها حراسة مشددة ربما لوجود عدة مكاتب للفضائيات بها ،وقال لي يا أستاذ قناة الجزيرة مكتبها تم اغلاقه نهائياً وعبد الفتاح بالطبع لايحضر للمكتب ،وكان من الممكن ان اتوجه لمنزله او لبيتهم بالغربية بحثاً عنه،لكن الأمر الذي جعلني أطمئن عليه أنه يظهر من فترة الي أخري علي شاشة قناة الجزيرة معلقا علي الأحداث في مصر .
وما سبق وذكرناه يفضح الإنقلاب علي الثورة المصرية ثورة 25 يناير ،هذا الإنقلاب الدموي الذي قتل الاطفال والنساء وحرق جثثهم وحرق المساجد والطنائس واعتقل الالاف ،والذي صادر كل منبر اعلامي يقول كلمة حق فأغلق صحف وأغلق فضائيات وأعتقل اعلاميين وأعتقل حملة الاقلام الي جانب اصحاب الرأي واتهم الكل بأنهم أرهابيون وداعمون للإرهاب ،وكل من يعترض علي أهواء عبد الفتاح السيسي وشلته الارهابية بالجيش المصري يتحول الي ارهابي ولابد ان يقصف قلمه وتصادر وسيلته الاعلامية ويتهم بالارهاب ويعتقل وتتم عمليات اهانة وتنكيل له غير مسبوقة .
والفقير لله عاني علي امتداد 13 عام من اغلاق المنبر الاعلامي المفترض انه ينتسب اليه ويتقاضي راتب منه وهو جريدة الشعب "الاصلية "لسان حال حزب العمل ،هذه الصحيفة اغلقها مبارك وشرد اكثر من مائة صحفي وكاتب وعامل بها في 20 مايو من عام 2000م ،وكانت منبراً حراً يقول الحقيقة ويدافع عن الحريات ،وربما كانت الصحيفة الوحيدة التي دافعت عن التيار الاسلامي عندما رماه حسني مبارك بالارهاب واعتقل من ابناءه اكثر من ربع مليون مواطن ،وسخر امن الدولة لتصفي اعداد كبيرة من الاسلاميين جسديا ً ،وعندما ضاق مبارك زرعا بجريدة الشعب اغلقها وحبس عدد من كتابها تشرفت ان اكون واحد منهم ومكثت بالسجن ما يقرب من عامين ودفعت غرامة 30 الف جنيه بتهمة سب التطبيع مع العدو الصهيوني ورموزه بالحكومة المصرية.
ولأنني أؤمن تماما بالمثل الذي يقول اكلت يوم اكل الثور الابيض ،لذلك فور حدوث انقلاب 3يوليو وتعطيل صحف وفضائيات وبدء اعتقال رجال اعرف انهم ابرياء تحت مزاعم وتهم ملفقة ،كان لابد ان أنحاز فورا للديمقراطية وللشرعية ايا كانت تحفظاتي علي الاخوان وايا كانت مرارتي منهم لانهم لم ينصفونا كصحفيين بالشعب وبدلا من اعادة صحيفتنا وتعويضنا ومنحنا حقوقنا قالوا لنا تريدون ان تقبضوا ثمن نضالكم،قلنا لهم حاشا لله بل هي حقوقنا ، قالها لنا رئيس مجلس الشوري ورئيس لجنة الثقافة به والاثنين في الحبس الان لو كانوا انصفونا كصحفيين بالشعب كنا علي الاقل وجدنا منبر مؤثر كصحيفة الشعب الاصلية دافعنا عنهم من خلاله كما كنا ندافع ايام مبارك عنهم ودافعنا عن الثورة من خلاله ايضا ، لكن الاخوان بمجلس الشوري فضلوا نظرتهم القصيرة والان يدفعون الثمن من حريتهم ونحن ندافع عن المبدأ ونتعالي عن الظلم الذي الحقوه بنا عندما اكملوا تنكيل مبارك بنا.
وعموما انني بصفتي مؤسساً لحركة صحفيون ضد الانقلاب العسكري ،وبصفتي عضوا بنقابة الصحفيين ،وبصفتي ناشطا بمجال الحريات اعلن عن ادانتي لكل الإجراءات التي اتخذت بحق قناة الجزيرة العزيزة لكون انها تحرص علي المهنية وعلي نقل الصورة كاملة للمشاهد ،ونقول للانقلابيين ولاعلام الدعارة والعار بالقاهرة المنحاز للانقلاب الدموي ستبقي قناة الجزيرة ورجالها نموذج سيدرس في اكاديميات الاعلام بالمنطقة والعالم الحر وستعد حول هذا الصرح الاعلامي "الجزيرة" رسائل علمية ،وستبقي مصدرا يعود اليه المؤرخون عندما يريدون ان يكتبوا التاريخ بموضوعية ،اما انتم فسينساكم التاريخ وتنساكم الناس وسيفوق الشعب وسيسحقكم تحت نعاله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق