04 نوفمبر 2012

حبيتك بالصيف .. حبيتك بالشتا - سارة طالب السهيل



غنت المطربة العظيمة ، ذات الصوت الذى يجري في المسامع كالغدير، فيروز : « حبيتك في الصيف ، حبيتك في الشتا » فقد كان حينها الناس يستمتعون بالفصول الأربعة ، ويتذوقون برد الشتاء تذوقهم للكستناء التى تشوى على تلك المواقد القديمة ، التى تلتف حولها الأسرة بدفء عائلي وجو حميمي ، في حين يستمتعون بالصيف وبأشعة الشمس البراقة المنبعثة في شمس الحرية بعد سنة دراسية مليئة بالأحداث والواجبات ، فيلتقي الأطفال على الرمال يبنون قصور أحلامهم المستقبلية ، ويكتسبون صحة وجمالاً لحصولهم على الفيتامين (D) والألوان البرونزية الجميلة .أما اليوم مع التكنولوجيا والتطور وظهوروسائل الترفيه والتسهيل على الناس في مواجهة العوامل الجوية وتقلبات الطقس ، فأصبح لايوجد شتاء ولاصيف !!
تستغرق الأرض 365 يوماً أي عاماً كاملاً لتكمل دورتها حول الشمس ، وفي هذه الأثناء تأخذ الفصول الأربعة مداراها حيث تدورالأرض فى نفس الاتجاه برحلة طولها 950 مليون كيلو متر، حيث إن نصفي الكرة الأرضية يواجهان الشمس مرة ثم يدوران بعيداً مرة أخرى بالتناوب ، وهكذا يحدث الصيف والشتاء .
والغريب جداً .. أن الناس أصبحت لاتفرق بين الشتاء والصيف ، فتجدهم بالصيف يشغلون المكيفات بطريقة لايمكن فهمها ، وبدرجات حرارة قريبة من تحت الصفر!! حيث لايمكن لأى مخلوق أن يصدق أننا بفصل الصيف فعلاً !! وأنا أتعجب من تذمربعضهم حيث يسافرون إلى البلدان الباردة جداً ، أو القطب الشمالي ،  ويرتدون كل ما لديهم من ملابس لتحمل شدة تلك البرودة الطبيعية غيرالمصطنعة ، أما في الشتاء فتبدأ المدافئ تعمل ليل نهار لتشعرك بأنك في أدغال أفريقيا فى عزالصيف الحارق هناك !! عجيبة هذه الناس . فهل الإنسان دائماً يريد ما ليس بمتناول يده ، ويبحث دوماً عن الممنوع أو غيرالمتاح ؟! وعندما يحصل عليه يبحث عن نقيضه ؟!
وهل هؤلاء الناس لم يسمعوا بأن الله سبحانه وتعالى خالق الكون ومدبره له في خلقه شؤون !! وأنه جعل الليل لباسا وجعل النهارمعاشا وجعل للصيف وللشتاء وتبادل الفصول الأربعة حكمة أيضًا لما لها من تأثيرعلى صحة الإنسان وبناء جسمه وقوته وطاقته الطبيعية !!
أتمنى أن نعود للطبيعة بكل عاداتنا فلن نكون أدرك من خالقنا بنا : ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ لايَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ ( الآية 164 : من سورة البقرة ) .
وأنا هنا لا أزعم بأنني لا استعمل هذه الآلات الحديثة ، ولكنني أنصف باستعمالها ،  فلا أجعل من الصيف زمهريراً ، ولا الشتاء ناراً وسعيراً .

كاتبه عراقيه
 alsouhail@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: