سيد أمين
ما يحدث في مصر الآن وصراع العسكري مع الإخوان المسلمين لا يتعدى أن يكون واحدا من أربعة احتمالات:
الاحتمال الأول أن يكون الأمر مجرد مخطط لإعادة " تحشيد القوي " والاستقطاب وإعادة الثقة الشعبية بقدرة المجلس العسكرى سواء أو الإخوان كل فيما يخصه على حشد الجماهير المنفضة عنهما مجددا لصالح اى منهما وان اى قرار لأى منهما لم يعد مبنيا لصالح الفئة الأخرى كما كان .. وهو بالطبع ما يعود بالفائدة على الطرفين.. حيث ستلجأ القوى المدنية "مجبرة" بالوقوف مع صف العسكرى رغم إنها صاحبة النزاع الأطول معه.
الاحتمال الثاني أن يكون الأمر "انقلابا ناعما " من قبل المجلس العسكرى على الثورة مستفيدا فى ذلك من لعبة "ضرب القوى بعضها البعض" وإنهاكها وفض عامة الشعب من حولهم وهى اللعبة التي قام من خلالها باستعمال التيار الاسلامى لفترة طويلة منذ اندلاع الثورة عبر انحيازه السافر لها فى ضرب القوى المدنية "قوميين ويساريين وليبراليين " وحينما تحقق الحنق الكبير ضد تلك القوي , راح يقلب يديه ويستعملها ضد الإسلاميين وبالقطع وجد التيارات المدنية تقف معه.
الاحتمال الثالث أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية قد غيرت سياستها فى المنطقة العربية وتوقفت عن إنشاء التكتل الاسلامى "المؤقت" فى مواجهة التكتل الشيعى فى الخليج وإيران.
خاصة ان الولايات المتحدة كانت تبغى من إقامة هذا التكتل عمل حائط صد يحول دون التغلغل الايرانى فى المنطقة العربية لحين قيامها بتدمير النظام الايرانى ضمن مسرحية "الربيع العربي" وبالتالي تعود مجددا لتدمير تلك النظم الإسلامية عبر استعمالها كذرائع لإثارة النزعات الطائفية والدينية مما يتيح للقوى الغربى التدخل العسكري لضرب الإسلاميين وتقسيم العالم العربي.
ولعل الغرب عدل من خطته تلك اثر عدم وثوقه في نوايا الإسلاميين من ناحية او بعد تأكده إن الحلف الذي يجمع بين سوريا وإيران ولبنان عصى على الانهيار مع الصمود الروسي والصيني معهم وهو الحلف الأهم المراد تدميره فى عالمنا العربي .. وكذلك بعدما دعت قوى دولية مناوئة لأمريكا إلى إنشاء دولة كردستان المستقلة الأمر الذي بالقطع سيضير"تركيا" الحليف الاستراتيجي.
إزاء كل ذلك فكان يجب تعديل المخطط وهو بالقطع ما انعكس على موقف العسكري من الإسلاميين بشكل مفاجئ فى مصر, وما يعزز تلك الرؤية ان فرنسا رفضت دخول القرضاوي إليها وتلاه قيام دولة الإمارات العربية بشن حملة عدائية ضخمة ضده وضد الإخوان وهو بالقطع موقف حصل على الإشارة الأمريكية الخضراء.
الاحتمال الرابع أن يكون هناك اختلافا بين العسكري والإسلاميين فى مصر على مرشح الرئاسة نجم عنه تخوف الإسلاميين من قيام حكومة الجنزورى بتزوير الانتخابات "عبر حاسوب وزارة الداخلية " لصالح المرشح الرئاسي المدعوم من العسكري وبالقطع سيقوم هذا المرشح بعد فترة من توليه السلطة بحل البرلمان والعمل على منع الإسلاميين من دخوله مجددا بعدما استعملهم العسكري في تفتيت وحدة الثوار طوال العام المنصرم ولما تسنى له ذلك حان الوقت له يعلمهم درسا من دروس "سنمار" ويلقى بهم فى سلة المهملات.
هذه هى الاحتمالات الاربعة لما يحدث فى مصر الان .. ولكن علينا ان نتأكد من ان المجلس العسكرى لن يترك بأى حال من الاحوال الفرصة لأي مرشح رئاسي غير الذي يرضاه هو بالحصول على هذا المنصب وانه إذا تأكد له صعوبة حدوث ذلك قد يلجأ الى افتعال مشاحنات حدودية مع إسرائيل ينجم عنها اكتساح اسرائيلى لمناطق على الحدود المصرية وبالتالي يقوم المجلس بإلغاء الانتخابات الرئاسية وفرض الأحكام العسكرية وحل مجلس الشعب تحت زعم حماية الوحدة الوطنية وإتاحة الفرصة لمنع الاختلاف والصراع السياسي الداخلي.. وهنا سنصل إلى المشهد الأخير من مشاهد الثورة المصرية التي تم إجهاضها .. حيث سيتم تبرئة جميع المتهمين من رجال مبارك وستلفق التهم لجميع الثوار والنشطاء وهنا سنصل الى المشهد الأخير من مشاهد مسرحية "ترميم نظام مبارك "ولكن بدون مبارك.
ولانقاذ الموقف : فاذا كان الإسلاميون جادون فى مسعاهم الأخير فعليهم ان يتنازلوا عن خطة الإقصاء للاخر , وقتها سنقول عفا الله عما سلف وتبدأ جميع القوى من أول السطر لاستكمال الثورة التى عصفت بها الريح فى حرب القبائل والشيع والاحزاب.
Albaas10@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق