19 مارس 2015

ممدوح الولى يكتب: مذكرات التفاهم.. وأرقام المؤتمر الاقتصادي

سألني زميل عن معنى مذكرات التفاهم، التي ترددت كثيرا في المؤتمر الاقتصادي، الذي انقضى مطلع الأسبوع الجاري بشرم الشيخ، وهنا ذكرته حين ذهبت إلى إحدى شركات بيع المطابخ بالمعادى، لاستطلاع منتجاتها من أنواع المطابخ.
حيث قامت مندوبة التسويق بالشركة بفتح ملف لي، تضمن بيانات عديدة عن عنواني وتليفوني وعملي ورغباتي وغيرها من البيانات، أعقبها جولة بالشركة لمشاهدة نوعيات المعروضات، وأسعار كل منها حسب توقيتات التسليم والشرح الفني لمزايا كل نوع.
وبعد عمل مذكرة التفاهم بيني وبين شركة المطابخ، لم أكن ملزمًا بشيء تجاه الشركة، وبسبب أسعارها المرتفعة لم أتردد عليها مرة أخرى.
وما تم مع كثير من الشركات التي حضرت المؤتمر الاقتصادي مشابه لذلك، حيث قامت الوزارات المختلفة من خلال بنوك الاستثمار، بعرض ما لديها من مشروعات، وقامت بعض الشركات بتوقيع مذكرات تفاهم حول رغبتها في شراء أو تنفيذ تلك المشروعات، دون أي التزام عليها باستكمال التوقيع على العقود النهائية.
وهم ما نبهنا إليه قبل المؤتمر، حين وقعت شركات بوزارة البترول مذكرات تفاهم مع شركات كويتية، باستثمارات بلغت 8ر6 مليار دولار، وكذلك عندما قال وزير الاستثمار في تصريحات منشورة قبل انعقاد المؤتمر، أن كل المشروعات التي ستعرضها بنوك الاستثمار خلال المؤتمر ستسفر عن مذكرات تفاهم، يمكن أن تسفر عن توقيع عقود فيما بعد، أو لا تسفر حسب ظروف المستثمرين والسوق.
وبسؤال وزير الكهرباء عن مصير اتفاقات التفاهم، الخاصة بمشروعات الوزارة التي تم الاتفاق عليها، قال إن تحويلها إلى اتفاقيات يتطلب الانتهاء من الإجراءات الفنية والمالية والقانونية المرتبطة بها، تمهيدًا لرفعها إلى مجلس الوزراء لتصبح جاهزة للتوقيع والتنفيذ وفقا لجداول زمنية للعمل.
وقال الوزير إن كل مشروع له توقيتاته، التي تتناسب والتكنولوجيات المستخدمة فيه، فالمحطة الشمسية تحتاج إلى عام، بينما تحتاج محطات الفحم إلى 4 سنوات لتجهيز الموانئ لاستقبال الفحم والطرق وتركيب مكونات المحطة.
نأتي إلى التضارب في التصريحات التي تجعلنا نتشكك في الكثير من الأرقام المعلنة، ففي اليوم الختامي لمؤتمر شرم الشيخ قال وزير الاستثمار، أن المؤتمر أسفر عن اتفاقات موقعة بنحو 33 مليار دولار، بخلاف 2ر5 مليار دولار منح ومساعدات، بالإضافة إلى 92 مليار دولار مذكرات تفاهم مع الشركات قابلة للتحول إلى عقود أو عدم التحول.
وفى نفس اليوم قال رئيس الوزراء أن المؤتمر أسفر عن اتفاقات بنحو 60 مليار دولار، موزعة ما بين 2ر36 مليار دولار توقيع عقود، و6ر18 مليار دولار اتفاق على مشروعات ممولة من الخارج، بالإضافة إلى 2ر5 مليار دولار قروض من صناديق ومؤسسات دولية، وذلك بخلاف 5ر12 مليار دولار من الدول الخليجية الثلاثة السعودية والإمارات والكويت.
- وهكذا اختلف رقم حصيلة المؤتمر ما بين وزير الاستثمار ورئيس الوزراء، كما اختلف تكييف ما تم توقيعه مع المؤسسات الدولية، هل هو منح ومساعدات أم قروض؟ وإن كنا نؤكد أنها قروض، وذلك من خلال أخبار توقيع وزيرة التعاون الدولي لتلك القروض مع البنك الإسلامي للتنمية وبنك الاستثمار الأوربي وصندوق خليفة.
- ورغم أن إجمالي ما ذكره وزير الاستثمار يصل إلى 130 مليار دولار، وإجمالي ما ذكره رئس الوزراء 5ر72 مليار دولار، فقد زادت الصحف المصرية القومية والخاصة الأمر لغطا، حيث اختلفت أرقام الحصيلة فيما بينها مابين 115 مليار دولار و130 و139 مليار و160 مليار و175 مليار دولار.
وكنا نتصور أن الاجتماع الذي عقده رأس النظام مع المجموعة الاقتصادية في اليوم التالي للمؤتمر، سيسفر عن إعلان شامل بحصيلة عقود المؤتمر من خلال إعلان أسماء الشركات الموقعة، وأسماء المشروعات التي ستقوم بها كل منها، وتكلفة كل مشروع، والجدول الزمني لتنفيذه، اتساقا مع شعارات الشفافية التى ترردت كثيرا خلال وقائع المؤتمر.
- ولكن ما نشرته الصحف يوم الثلاثاء زاد الأمر حيرة، حيث فاجأنا وزير الاستثمار بالتصريح بأن إجمالي قيمة المشروعات التي تم التوقيع عليها فعليا (لكل الجهات والوزارات المصرية) يبلغ 15 مليار دولار، بخلاف مذكرات التفاهم البالغة 92 مليار دولار.
لكن وزير الكهرباء في نفس اليوم وفى نفس الصحيفة، خالف بيانات وزير الاستثمار المسئول عن ملف الاستثمار بالحكومة، حين قال إن إجمالي الاتفاقات ومذكرات التفاهم الخاصة بوزارة الكهرباء وحدها، بلغت 70 مليار دولار، موزعة ما بين اتفاقات بقيمة 2ر37 مليار دولار وباقي القيمة مذكرات تفاهم مع شركات.
- كيف يمكن أن تكون قيمة عقود وزارة الكهرباء وحدها بقيمة 37 مليار دولار؟ بينما قيمة عقود كل الجهات حسب وزير الاستثمار، سواء كهرباء أو بترول أو إسكان أو نقل أو غيرها 15 مليار دولار؟!

د.شكري الهزَّيل يكتب: خفَّي حنين :عودة وكر شرم الشيخ الى العمل!!

خطوة خطوة ورويدا رويدا يعيد نظام عبد الفتاح السيسي مصر الى عهد نظام حسني مبارك لابل ان السيسي يستنسخ نظام مبارك بشكل كامل في النهح والمسلكيه السياسيه بالاضافه الى انه يزج بمصر في اتون تبعيه سياسيه وإقتصاديه لم تعهدها مصر في اسوأ حقباتها التاريخيه في اعقاب إمساك نظام كامب ديفيد بمقاليد ومفاصل الحكم في مصر وتحويل هذا البلد العربي الاكبر من ريادي وقيادي يقود العالم العربي الى مجرد دوله فاشله يحكمها نظام دكتاتوري وفاسد جعل من منتجع شرم الشيخ عاصمه له ومقر لمؤتمرات واجتماعات كانت جميعها معاديه للشعوب العربيه, وقراراتها كانت فتاكه ومدمره بما يتعلق بالقضيه الفلسطينيه من جهه وبما يتعلق بتمرير عملية احتلال العراق عام 2003 من جهه ثانيه وبالتالي ما جرى هو ان نظام حسني مبارك دأب منذ تسعينات القرن الماضي على عقد المؤتمرات التأمريه في شرم الشيخ بما يتعلق بقضايا المنطقه العربيه الى حد ان وكر شرم الشيخ قد وصم النضال الفلسطيني ب"الارهاب" عبر البيان الختامي لما سمي انذاك بمؤتمر شرم الشيخ لمكافحة الإرهاب عام 1996 ومن ثم توالت عملية عقد المؤتمرات المرتبطه بتطورات الاحداث في العالم العربي وكان ابرزها مؤتمر القمه العربيه في شرم الشيخ في 1.3.2003الذي كان هدفه شرعَّنة وتمرير العدوان الامريكي على العراق وإحتلاله وهو الاحتلال الذي يعاني العرب من عواقبه الوخيمه حتى يومنا هذا!!
اخطأ من ظن ان نظام حسني مبارك قد سقط في عام2011 بلا رجعه وأخطا ايضا من ظن ان الثورات العربيه وعلى راسها ثورة مصر 25يناير2011 قد فرضت تغيير ما على الواقع العربي المرير الذي تعيشه الشعوب العربيه منذعقود من الزمن في ظل التدهور المستمر لحال واحوال العرب حيث تنهش الحروب الاهليه والطائفيه اليوم جغرافيا وديموغرافيا وحدة كامل الوطن العربي من العراق الى ليبيا ومرورا بسوريا وحتى اليمن ومصر والجديد في الامر ان ايران وميليشياتها لاتحارب في العراق وتهاجم تكريت والانبار فقط لا بل تفرض نفوذها العسكري والسياسي على عدة دول عربيه من بينها لبنان وسوريا والعراق واليمن وكما هو واضح ما زال الحبل على الجرار فيما يستمر النظامَّين السعودي والمصري في قيادة العالم العربي الى مزيد من التبعيه والانبطاح للسياسه الامريكيه والصهيونيه في المنطقه العربيه...
تغيَّرت الوجوه والاشكال وبقيت الفحوى وكأنك يا "ابو زيد ما غزيت"..السيسي اطاح بمرسي واعاد نظام وكر شرم الشيخ الى الحياه فيما فرض التغيير البيولوجي والوراثي وموت ملك نفسه ليتولي اخر رئاسة نظام الحكم في السعوديه الداعم الاول لنظام السيسي في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الذي عُقد مؤخرا في اكناف الوكر سئ الذكر..عام 1996 عقد حسني مبارك مؤتمر ما يسمى بمكافحة ارهاب في شرم الشيخ وفي عام 2015 عقد السيسي مؤتمره الاقتصادي في المكان نفسه وبنفس الفحوى والعنوان المرتبط بدعم النظام المصري إقتصاديا حتى يتمكن هذا النظام من تثبيت نفسه ومحاربة ما يسمى بالارهاب في مصر والعالم العربي وهو الارهاب الذي تَّوجهه ومهَّد له السيسي نفسه بالانقلاب على مرسي ومن ثم ممارسة ارهاب الدوله ضد معارضيه وما تدمير ربع مدينة رفح وقصف القرى المصريه في سيناء وهدمها على رؤوس اهلها بحجة محاربة الارهاب الا غيض من فيض واقع حاضر وقادم نظام انقلابي دموي وما سينطوي عليه من أخطار تتربص بمصر الدوله العربيه الاكبر التي يتسول ويتسول باسمها عبد الفتاح السيسي الاعتراف به في مؤتمره الاقتصادي الاخير في شرم الشيخ والمفارقه هنا لاتكمن في المليارات "الشكليه" الذي اغدقها المشاركين في المؤتمر على نظام السيسي فحسب لا بل اعتبار توجيه مندوبي بعض الدول الاوروبيه كالمانيا وغيرها دعوه للسيسي لزيارتها في اطار الدعم او كبادره لمكرمه اوروبيه بالسماح للسيسي بزيارتها.. وسائل إعلام بعض الدول الاوروبيه اعتبرت توجيه دعوه للسيسي بزيارة هذه الدوله الاوروبيه او تلك انجاز ومكرمه كبيره... يعني ..يشكر ربه بانه حصل على دعوة زياره في ظل شكوك اوروبيه حول " ديموقراطية" نظامه وقمعه للمعارضه والحكم بالاعدام الجماعي على المئات من منتسبي حركة الاخوان؟؟
لاحظوا معنا ان جميع مؤتمرات شرم الشيخ اللتي عقدها حسني مبارك على مدى سنوات حكمه كانت تدخل في حيز التجاره السياسيه بموقف مصر مقابل دعم نظام مبارك حيث تلقى حسني مبارك دعما ماليا سخيا مقابل مشاركة قوات مصريه في حرب العدوان الثلاثيني على العراق عام 1991 ومن ثم تلقى المليارات على مواقفه التفريطيه والسلبيه من القضيه والانتفاضات الفلسطينيه عام 1987 وعام 2000 ناهيك عن شراء ذمة مصر بالمال في اعقاب معاهدة كامب ديفيد 1979 وفي اعقاب معاهدة اوسلو التفريطيه عام 1993 وشراء صمت مصر وتواطؤها مع احتلال العراق عام 2003 وتواطؤ نظام مبارك مع العدوان الاسرائيلي على الضفه وحصار عرفات عام 2002 ومن ثم تواطؤه وصمته على العدوان الاسرائلي على غزه عام 2008&2009 وقبل ذلك صمته وتواطؤه مع العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 2006 وظل مبارك يحكم مصر بنهج الفساد والتبعيه للغرب حتى نهاية حكمه عام 2011 ..!
من هنا يبدو واضحا ان عبد الفتاح السيسي يسير على خطى مبارك بعد اطاحته بمحمد مرسي وتوليه الحكم رسميا في مصر عام 2014 ومن ثم شنه حرب بلا هواده على جماعة الاخوان المسلمين من جهه وتشديد الحصار على غزه بحجة انتساب حماس لحركة الاخوان من جهه ثانيه وبالتالي كماهو حال نظام مبارك يقوم السيسي بكل ما يرضي امريكا والكيان الاسرائيلي ومنظومة الدول الخليحيه من اجل الحصول على مساعدات ماليه ومعونات وهي نفس المعونات الكثيرة التي تلقاها حسني مبارك من الخليج خلال فترة حكمه، والتي لم تُغير في وضع الاقتصاد والشعب المصري اي شئ والعكس هو الصحيح وهو ان هذه المليارات زادت ظاهرة الفساد والفقر والبطاله والعوز في مصر واسست للدوله البوليصيه التي ادارت شؤون نظام مبارك والامر نفسه يحصل الان مع تطور نظام السيسي واعتماده على المعونات الخليجيه والامريكيه لتوطيد نظام حكمه عبر"شعار" محاربة الارهاب وهو الشعار اللذي صار فضفاض ويستعمله كل من هب ودب وخاصة انظمة الحكم الدكتاتوريه في العالم العربي.. السيسي قام بتدشين عودة وكر وحلف شرم الشيخ الذي لعب اسوأ الادوار في تمريره لمشاريع الاستكبار الامريكي في العالم العربي لابل ان امريكا وحلفاءها العرب هي من تقف وراء تخريب ثورات الحراك العربي وتحويلها الى حروب طائفيه وميليشيات والاسوأ من هذا وفي ظل ضعف النظام العربي الرسمي هو تسليم امريكا بدور ايراني في العراق وسوريا واليمن ولا ننسى تغلغلها الطائفي في لبنان وكامل الدول العربيه؟؟
الجاري يثير الشك والحيره الى ما الت اليه الامور في العالم العربي من ضبابيه وغياب كامل للرؤيه وكأننا نسير في مسار يشبه الى حد بعيد ليل العميان الطويل وطرش الطرشان وخرس الخرسان الابدي التي لم تؤثر في حالته صخب الثورات العربيه من جهه ولم تنقله الى مسار العلاج والشفاء من مرض الصمت والخنوع الذي زرعه الطغاه في الجسد العربي عنوة منذ عقود مضت من جهه ثانيه وبالتالي وماهو لافت للنظر اليوم هو استمرار سيطرة الانظمه العربيه الرجعيه مثلا على جامعه غيرعربيه كانت وما زالت تشكل الاساس في نواة شرم الشيخ مبارك والان عادت هي نفسها لتشكل الاساس الداعم لنظام شرم الشيخ الجديد المتمثل في نظام حكم السيسي والعجيب في الامر ان الشعوب العربيه الثائره نادت بشعار" الشعب يريد اسقاط النظام " ولكنها حتى اليوم لم تنادي بشعار " الشعوب تريد اسقاط وكر الخيانه ".. اسقاط نظام الجامعه العربيه الحاليه التي كانت و ما زالت الاساس المؤسس لوكر شرم الشيخ الجديد والقديم....ما جرى ان الشعوب اسقطت رأس وكر شرم الشيخ والغته لفتره وجيزه ليحل مكانه من جديد نظام مصري هو نسخة طبق الاصل من نظام مبارك البارك؟!..وكر شرم الشيخ يعيش اليوم روحا وجسدا ويتجدد من جديد ومؤتمر السيسي الاقتصادي مؤخرا هو تدشين لمرحله جديده من الدكتاتوريه والدولة البوليصيه في مصر !!
تسلسل الامور يكمن في سخرية تاريخ الجامعه العربيه ووكر شرم الشيخ ودو هذا الوكر في عقد مؤتمرات توظف قراراتها لصالح المصالح الامبرياليه والامريكيه والصهيونيه في الوطن العربي.. كان وكر شرم الشيخ بقيادة المخلوع مبارك وعمرو موسى حاضنا لقرارت جامعة الاعراب واليوم صار نبيل العربي والسيسي حاضنا لهذه الجامعه وقراراتها التمريريه... ابقوا معنا..في عدوان الاربعة ايام على غزه 2012لم تحرك جامعة العربان وكر شرم الشيخ ساكنا وفي العدوان الاسرائيلي 2008&2009 على غزه تفرَّج الوكر على ذبح الشعب الفلسطيني على الهواء مباشر .. وفي عدوان اسرائيل 2006 على لبنان حدث الامر نفسه وفي كل هذه الاحداث لعب نظام حسني مبارك ووكر شرم الشيخ دور المتفرج الشامت وما جرى عام 2014 وصمت وتواطؤ نظام السيسي مع العدوان الاسرائيلي على قطاع غزه هو الامر نفسه ولم يتغير شئ!
..وكر شرم الشيخ وحسني مبارك دعموا الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003, حيث سقطت بغداد العروبه والرشيد في قبضة الاحتلال وتحولت الى مجرد " منطقه خضراء" تقطنها ثلل العملاء وجنرالات الاحتلال, والجامعه العربيه هي اول من اعترفت بالاحتلال وببريمر ومجلس الحكم العراقي الذي ما زال قائم تحت مسميات اخرى...رغم تدخل ايران السافر في الحرب في سوريا والعراق تصمت منظومة وكر شرم الشيخ وعلى راسها نظام السيسي صمت الجبن والجبان على ما يجري للعرب السنه في العراق بحجة"داعش".. وكر شرم الشيخ ما زال يعيش ويتجدد ومؤتمر السيسي الاخير في الشرم دشن عودة الوكر الى مزاولة عمله القديم الجديد!!
ما يقوم به السيسي الان هو استمراريه لنظام مبارك الذي حول مصر من دولة عربية رائدة الى مجرد دولة هامشيه تعيش على فتات المعونات الامريكيه والخليجيه... بعد كل هذه الثوره عادت حليمه الى عادتها القديمه وعاد الشعب المصري بخفي حنين والنتيجه:عودة وكر شرم الشيخ الى العمل...تسول وتوسل وتأمر...!!

18 مارس 2015

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب: الجمهوريون والديمقراطيون العرب

يظهر المشهد الدولى اليوم، على الاقل بالنسبة لنا فى الوطن العربى ومحيطنا الاقليمى، وكأن هناك ثنائية قطبية من نوع جديد تتشكل، ليست بين امريكا و روسيا هذه المرة، بل بين الحزبين الديمقراطى والجمهورى الامريكيين.
***
صحيح انهما ينتميان الى ذات الدولة العظمى، ويعبران عن ذات القوى المصالح، وينطلقان من ذات الثوابت الامريكية، ويتحركان فى اطار ذات الاستراتيجيات الرئيسية، الا انهما يختلفان فى بعض التفاصيل والتكتيكات والأساليب والأدوات. 
و تأثير كل منهما اليوم على مجريات الامور فى بلادنا، يفوق بكثير تأثير ونفوذ دولا وتكتلات كبرى بحجم روسيا أو الصين أو الاتحاد الاوروبى بدوله الـ 27، ناهيك عن ايران وتركيا.
كما ان اى مقارنة بين الدور الذى تقوم به الامم المتحدة ومجلس أمنها، فى قضايانا المصيرية، وبين دور الولايات المتحدة ادارة وكونجرس وشركات ومصالح، تؤكد هذه الحقيقة.
***
· خذ مثلا المفاوضات مع ايران حول برنامجها النووى، فرغم انها تسمى بمفاوضات (5+1) للتعبير عن اطرافها الستة الذين يتكونون من الاعضاء الخمس الدائمين فى مجلس الامن بالإضافة إلى ألمانيا، الا ان اليد الطولى فيها للولايات المتحدة، والخلاف الابرز داخلها ليس بين دول المجموعة وبعضها البعض، وانما بين الموقف الجمهورى والموقف الديمقراطى.
· ومشهد خطاب نتنياهو فى الكونجرس رغم انف الرئيس الامريكى، ثم بيان الرد عليه الصادر من عدد من النواب الديمقراطيين، ثم الخطاب الذى وجه بعض الجمهوريين الى ايران يحذرونها من توقيع اى اتفاق من ادارة اوباما، تحمل دلالات هامة على ما نقول .
· كذلك تلك المفارقة العجيبة، فبعد أن نجحت فى حشد أكثر من 60 دولة فى حملتها الجديدة فى العراق، واجهت الادارة الامريكية صعوبات من الكونجرس، حين طلبت منه تفويضا لحربها ضد داعش، فلقد خشى الجمهوريون ان يكون التفويض بمثابة خديعة من اوباما هدفها "تقاسم اللوم" معهم فيما لو فشلت الحملة، مما قد يؤثر عليهم فى الانتخابات القادمة.
· لقد تحولت قضايانا ومصائرنا، الى مجرد نقاط وقضايا تنافسية فى المعارك الانتخابية الامريكية، تماما على غرار القادة الصهاينة حين يشنون حروب ابادة ضد الفلسطينيين، لاستجلاب أصوات ناخبيهم.
***
منذ ان انفرد الأمريكان بالعالم وهم يستخدموننا كساحات للتدريب و التجريب، وحين يفشلون، يبدلون الخطط والوسائل والأدوات وقد يطيحون بحزب ليأتوا بالآخر، ولكن الخطأ الواحد منهم يعنى تدمير بلاد ومقتل الآلاف وتشريد الملايين. أما عن التفاصيل التى يختلفون فيها فهى من نوعية:
· هل كان يجب ان يتم غزو العراق و افغانستان بغطاء دولى ام بقرار امريكى منفرد ؟
· هل اصاب أوباما أم أخطأ، فى قراره بالانسحاب المبكر من العراق ؟
· هل يقتصر التدخل الامريكى الحالى فى العراق على تدريب ودعم وتسليح القوات العراقية والكردية فى اطار تعاون عربى واقليمى؟ ام بقوات برية امريكية؟
· ما هى انسب الشروط والظروف للانسحاب الامريكى من افغانستان ؟ ومتى ؟
· هل يدعمون الثورات العربية المضادة بلا تحفظ ؟ ام يدعمونها مع "بعض" الضغوط من اجل "بعض" الاصلاحات السياسية، التى قد تجنبهم مخاطر الارهاب المتولد من الاستبداد؟
· هل يجهضون الثورات العربية عنوة ام بإفشالها سياسيا ؟
· هل يجتثون الاسلاميين من المشهد السياسى العربى تماما؟ ام يشركوهم فى العملية السياسية مع اخضاعهم للخطوط الحمراء الامريكية والدولية والاسرائيلية التى وضعوها للأنظمة العربية؟
· هل يتم ترويض البرنامج النووى لايران، بالأدوات والخيارات الدبلوماسية ام العسكرية؟
· هل يدعمون التدخل العسكرى الامريكى المباشر فى سوريا ام يكتفون بتدريب المعارضة "المعتدلة" وتسليحها؟
· هل يسلحون اوكرانيا ام يكتفون بالعقوبات على روسيا ؟
وهكذا ...
***
لقد أدى هذا الاختلال البائس فى موازين القوى الدولية والاقليمية، الى هرولة و تبارى عديد من القوى المتصارعة فى مجتمعاتنا العربية، حكومات كانت أو معارضة، على السعى لنيل الاعتراف الامريكى بشرعيتها دونا عن خصومها السياسيين، مع محاولة كل منها لتوظيف، غير وطنى وغير شريف، لحلفائها أو أصدقائها من الديمقراطيين او الجمهوريين فى صراعاتها معا.
***
وتناسوا جميعا انه مهما كانت الاختلافات فى التفاصيل والتكتيكات بين "القطبين الجديدين"، فانهما يتفقان ويتوحدان على استعباد الأمة وتدميرها على النحو التالى :
· وجود اسرائيل وامنها وتصفية القضية الفلسطينية، و انهاء الصراع العربى الصهيونى لصالح صراعات داخلية؛عربية/عربية، او عربية/ايرانية/تركية/كردية، او سنية/شيعية، وهكذا..
· احتكار النفوذ والسيطرة والنفط والتسليح والاسواق فى الشرق الاوسط، ومنع اى تسرب أو اختراق روسى او صينى اليها.
· افشال ومحاصرة واجهاض كل مشروعات الوحدة والاستقلال فى المنطقة، مع الحفاظ على نظام اقليمى عربى تابع جملة وتفصيلا، و حماية عروش العائلات المالكة فى السعودية والخليج، واعادة تشكيل وتقسيم الخريطة السياسية وفقا لأسس مذهبية وطائفية.
· ادخال الجيوش العربية فى منظومة الامن القومى الامريكى وترتيباته فى المنطقة.
· استهداف وحصار كل اشكال المقاومة ضد القوات الامريكية والاحتلال الصهيونى، فى اطار ما يسمى بمكافحة الارهاب
· حظر كل القوى والتيارات و الاتجاهات الراديكالية أيا كانت مرجعيتها والحيلولة دون وصولها الى الحكم فى اى من الاقطار العربية.
· اجهاض أو احتواء اى ثورات او حركات ثورية عربية، تهدد المشروع الامريكى الصهيونى فى المنطقة.
*****
موضوعات مرتبطة :

17 مارس 2015

بالدليل.. السيساوية ادعوا أن "اسلام البحيري" مسيحى يدعى"هانى جوزيف".. واتهموها في الاخوان!!


فيما يشبه السجال .. اثارت تدوينات انتشرت على شبكة التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر تؤكد ان الداعية الاسلامى المثير للجدل بارائه العلمانية التى لا يجيزها الاسلام اسلام البحيري هو نفسه الشاب المسيحى هانى جوزيف عبد الملاك حفيظة مرتادى تلك الشبكات ما بين مؤيد لها ومعارض.
وقال محمد ابو زيد علي صفحته على الفيس بوك ان اسلام البحيرى هو الشاب المسيحى المصرى الذى يدعى "هانى جوزيف عبد الملاك" والذى تم تاجيره من "نجيب ساويرس والظهورعلى الشاشة باسم اسلامى حتى يتم محاربة الاسلام عن طريقه وحتى يشكك المسلمون فى دينهم ويكره المسيحيين الدخول فى الاسلام فهو يتبع منهج قناة الحياة المسيحية "زكريا بطرس" الذى اراد تشويه الاسلام ولن ينجح بل بالعكس الكثير من المسيحين امنوا بالاسلام فلما وجد ساويرس ان محاربة الاسلام لن تفلح عن طريق قناة مسيحية يظهر فيها كاهن مسيحى يسب الاسلام فاخترع اختراعه الجديد "اسلآم بحيرى".
وقالت صفحة "راجى المغفرة" على الفيس بوك انها ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍلسادسة ترفع ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﻭﺳتستمر ﻓﻲ ﺭﻓﻌﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻲ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﺤﺎﻙ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻋﻠﻲ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﺩﻧﻴﺎﻧﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻠﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺮ ﻓﻤﺜﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ.
وجاء في الفيديو الذى قال عنه انه تم تصويره في أحد نوادي ال Lion وكر الماسونية العالمية فتاوى اسلامية لا تتفق بداهة مع الدين الاسلامى الذى يؤمن بالتوحيد وتعدد الزوجات وحرية الاعتقاد.ورغم ان اول من كتب هذه المعلومة شخص يدعى محمد ابو زيد وتؤكد صفحته الشخصية على الفيس بوك انه "سيساوى متعصب" الا أن مواقع اليكترونية تستغل الموقف كعادتها وتوجه سهامها الى الاخوان المسلمين التى تناصبها سلطة الانتقلاب العداء بالوقوف وراء هذا الادعاء.
في حين قامت منتدى"حراس العقيدة" الاسلامى بما يشبه النفي لصحة تلك المعلومات ولكنه راح يكشف حقيقة افكار هذا الداعية الذى وصفه بالعلمانى الحاقد على الاسلام.
وقال الموقع ان إسلام البحيرى هو شاب حاصل على درجة الماجستير من جامعة ويلز في بريطانيا في تجديد مناهج الفكر الإسلامي ويعمل كرئيس لمركز الدراسات الإسلامية بمؤسسة اليوم السابع الصحفية (التابعة لنجيب ساويرس) وهو كاتب بالجريدة تمثل صفحته الأسبوعية في الجريدة نواة هامة لمشروع كبير حيث تعنون اليوم السابع الصفحة باسم "الإسلام الآخر"
وراح موقع يديره اقباط المهجر اسمه " الأهرام الكندى" يوجه السباب للاخوان المسلمين ويتهمهم بالارهاب بل وعدم احترام فكر الاخرين"!!" ومحاولة حجب صوتهم.
حيث كتب الموقع تحت عنوان تأكيدى " الإخوان: اسلام البحيرى مسيحى وأسمه هانى جوزيف وتفاصيل أخرى "
قفز الموقع الذى دأب على تلفيق الدعايات السودائ ضد مؤيدى المسار الديمقراطى في مصر من رافضى الانقلاب والثورة المضادة " ان اسلام البحيرى مفكر اسلامى يطرح رؤية نحو الدين قد تتفق او تختلف معها ، لكنها فى النهاية مجرد رؤية ، فالأختلاف رحمة ، لكن تجاوز الاخوان المسلمون هذا الخلاف وأتهموا البحيرى بأنه مسيحى وأسمه (هانى جوزيف عبد الملاك) وتم تأجيره من قبل رجل الأعمال نجيب ساويرس والظهور على الشاشة باسم اسلامى حتى يتم محاربة الاسلام وتشكيك المسلمون فى دينهم ويجعل المسيحيين يكرهون الدخول فى الدين الأسلامى ، كما أنه يتبع منهج قناة الحياة المسيحية (زكريا بطرس) الذى اراد تشويه الاسلام ولن ينجح بل بالعكس الكثير من المسيحيين امنوا بالاسلام فحينما وجد ساويرس ان محاربة الاسلام لن تفلح عن طريق قناة مسيحية يظهر فيها كاهن مسيحى يسب الاسلام فاخترع اختراعه الجديد(اسلآم بحيرى) او ….( هانى جوزيف عبد الملاك) وحسبنا الله ونعم الوكيل.
الى هنا أنتهى كلام الأخوان المسلمون ولا نجد ما نقوله سوء أن نقول ان الأخوان لا يجيدون فن الأختلاف نهائيا انما يجيدون فن التكفير".
يذكر ان معظم رجال الدين المؤيدين للانقلاب هاجموا فتاوى البحيري وقالوا انها لا تعبر عن الاسلام حيث وصف د. أحمد عمر هاشم فتاوية بانها تنم عن جهل .
ويبقي في النهاية عدم وجود تأكيد لصحة هذه المعلومات او كذبها رغم ان المؤكد ان لا علاقة لانصار الشرعية ورافضى الانقلاب بهذه المعلومات رفضا او قبولا رغم ان المراقبين اكدوا انها مجرد فرقعات تقوم بها وسائل اعلام الدولة لشغل الرأى العام ان الفشل السياسي الذى تعيشه مصر الان.ليل.. 

سعيد نصر يكتب: حكومة السيسى ليس لديها إجابات على أسئلة منطقية

من الأمور التى تدعو للقلق أن حكومة الرئيس السيسى بفرعيها مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية ليس لديها اى أجابات على كل الاسئلة المنطقية التى تدور بشان نتائج المؤتمر الإقتصادى .
فبرغم حسن النية فى الاعلان عن انجازات ضخمة يرغب السيسى فى تحقيقها ، الا انها تصطدم بعلامات استفهام تجعلها بعيدة التحقق ، بل مستحيلة التحقق ، منها كيف يريد الرئيس أن يضيف كمية من انتاج الكهرباء فى 3 سنوات تضاهى كل ما انتجته مصر من الكهرباء منذ عام 1919 وحتى الان ؟
 لا اجابة سوى انه مجرد حلم ..
وفى ذات الوقت تطرح العاصمة الادارية الجديدة سؤالا فى منتهى الاهمية والدلالة على أنها احلام يقظة لا صلة لها بالواقع المعاش ، والسؤال هو كيف سنأتى بكمية الحديد والاسمنت اللازمة لتدشين وبناء تلك العاصمة فى 5 سنوات كما يقول محافظ القاهرة ، كيف سنفعل ذلك وهناك تقرير صادر من مجلس الوزراء فى سبتمر 2014 يؤكد ان انتاج الاسمنت انخفض بنسبة 40% بسبب نقص الطاقة وكذلك الحديد ، وذلك بحسب تأكيدات محمد السويدى رئيس اتحاد الصناعات ، اذن من أين سنجد طاقة لانتاج الأسمنت والحديد لهذه العاصمة ، ناهيك عن المشاريع الضخمة الاأخرى الانشائية سواء سكنية او غير سكنية ؟ الاستثمارات فى الطاقة ، محطات الكهرباء سيتم عملها والانتهاء منها فى 4 سنوات على الاقل لتوفير الطاقة اللازمة لهذه المصانع ، وبالتالى يتبقى عام واحد على المدة الزمنية التى تحدث عنها محافظ القاهرة لانشاء العاصمة الادارية الجديدة ، وهو ما يعنى ان الأمر برمته دعاية لأمر سياسى بعيدا عن الاقتصاد ومقتضياته ..
 انا لا اريد تعصبا من أحد ، بقدر ما اريد نقاشا موضوعيا ، يكون هدفه الصالح العام ، بعيدا عن مرض التشكيك البغيض ، والذى يكون الدافع فيه هو عدم وجود اجابات منطقية لدى المشككين .

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب: يجب أن نتفهم مخاوف اسرائيل!

لم يكن هذا تصريحا اسرائيليا او امريكيا او أوروبيا، وإنما كان تصريحا لرئيس مصر العربية، السيد عبد الفتاح السيسى، فى معرض حواره مع جريدة الواشنطن بوست فى 12 مارس 2015؛
فحين سألته الصحفية "لالى ويمث" كيف يرى التهديد من جانب إيران؟ وهل يتفق على أنه لا يجب أن تمتلك سلاحًا نوويًا ؟
رد السيسى بقوله (( نفهم أن الرئيس أوباما منخرط في إجراءات عديدة لمعالجة هذا الأمر. يجب أن نعطيه وقتا … وفي هذه الأثناء، يجب أن نتفَّهم مخاوف إسرائيل))
***
· لم يتحدث السيسى عن المخاوف المصرية والعربية من السلاح النووى الاسرائيلى،
· لم يكرر ذات الموقف الرسمى المصرى الثابت والمعلن منذ عقود، وهو المطالبة باخلاء "كل" الشرق الاوسط من السلاح النووى،
· لم يهاجم ازدواج المعايير الامريكية والدولية فى اباحة النووى الاسرائيلى وتحريمه على باقى دول المنطقة،
· لم يذكر أن اسرائيل هى دولة احتلال،
· لم يتطرق الى المخاوف الوحيدة الحقيقية والمشروعة ، وهى مخاوف الشعب الفلسطينى الذى يُقتل ويُباد ويُغتصب مزيد من ارضه كل يوم،
· لم ينتقد المخاوف الاسرائيلية التى لا تنتهى من الجميع؛ وعلى رأسهم الجيش المصرى الذى حرموه، بموجب اتفاقيات كامب ديفيد، من التواجد فى ثلثى سيناء الا بإذنها،
· لم يعرب عن الغضب العربى العميق من هيستريا "الأمن الاسرائيلى" التى اكرهت دول الجوار العربى على تجريد حدودها من السلاح والقوات، لمساحات تفوق مساحة "اسرائيل" بضعة مرات،
· لم يعرب عن استيائه من الاصرار الامريكى على التفوق العسكرى الاسرائيلى على كافة الدول العربية مجتمعة،
· لم يهاجم العربدة الصهيونية بحروبها و اعتدءاتها وغاراتها الاجرامية على الاقطار العربية على امتداد ما يقرب من سبعين عاما، وآخرها حرب الابادة التى شنتها على غزة فى صيف 2014.
· لم يلمح ولو من بعيد بان لا أحد من دول المنطقة سبق ان اعتدى على الآخرين وهدد أراضيهم، سوى اسرائيل.
لم يفعل اى من هذا، بل انحاز الى ذات موقف رئيس الوزراء الاسرائيلى "نتنياهو" الذى طرحه فى الكونجرس مؤخرا. فى سابقة، خطيرة ومسيئة، لأى رئيس أو مسئول مصرى أو عربى على مر التاريخ.
ولم يكتف بذلك، بل حرص على الربط فى ذات الحديث بين الأمن المصرى وأمن اسرائيل مؤكدا على أنه ((إذا سقطت مصر فستنحدر المنطقة إلى دائرة الفوضى التي ستكون مقبرةً لكافة دول هذه المنطقة، ومعها إسرائيل؛ وسيمتد هذا إلى أوروبا أيضًا)) فى اشارة ضمنية الى الدور المصرى الحالى فى حماية أمن اسرائيل ووجودها.
ثم تأكيده على حجم الثقة التى توليها له اسرائيل بتأكيده على التواصل الدائم والمستمر بينه وبين نتنياهو، وبقوله أيضا ((نحن نحترم معاهدة السلام مع إسرائيل منذ يوم توقيعها. مثالٌ واحد يعكس ضخامة الثقة والطمأنينة بين الجانبين هو أن المعاهدة لا تسمح للقوات المصرية بالتواجد في المناطق الحدودية بين البلدين في وسط وشرق سيناء. لكن الإسرائيليين رحَّبوا بوجود القوات المصرية في هذه المناطق. يعني هذا أن الجو العدائي والتشكُّك قد تقلَّصا بوجود سلام بين مصر وإسرائيل))
ولم يكتف السيسى فى الحديث المذكور بتحدى الثوابت الوطنية المصرية والعربية فيما يتعلق باسرائيل، بل تجاوزه الى مناشدة الولايات المتحدة الى استيعاب ما اسماه بالفراغ الاستراتيجى فى المنطقة، فى استدعاء لمبدأ ايزنهاور الاستعمارى الكريه الذى طرحه عام 1957 طارحا فيه ضرورة التدخل العسكرى الامريكى لملئ الفراغ التى نشأ بتراجع النفوذ البريطانى والفرنسى فى الشرق الاوسط. وهو المبدأ الذى رفضته مصر حينذاك بقوة ووضوح واعتبرته نوعا جديدا من الهيمنة والاستعمار، وليتحول موقفها هذا الى احد اهم الثوابت الوطنية المصرية .
***
وما قاله السيسى للواشنطن بوست ليس جديدا أو "عجيبا"عليه فهو لم يكف منذ تولى الحكم عن ارسال الرسالة تلو الاخرى بمناسبة وبدون مناسبة، للترويج لنفسه ونظامه الجديد لدى الولايات المتحدة وأوروبا من بوابة اخلاصه للسلام مع اسرائيل وحرصه على أمنها.
ولكن كل العجب، من صمت الحركة الوطنية المصرية بكل مفكريها وقياداتها وتياراتها واحزابها، التى ناضلت منذ نعومة اظافرها ضد كامب ديفيد واسرائيل والاعتراف بها والتقارب والتطبيع معها.
وسبحان مغير الاحوال.
*****

16 مارس 2015

القاهرة لا تقهرها التفجيرات والحيل والمؤامرات يا من تصنعون الإرهاب زوراً هنا لتحاربوه بهتاناً هناك!

يقلم - شريف زايد
وأخيراً وصلت التفجيرات، لا بل وصل الإرهاب المحتمل - على حد تعبير السيسي الذي تنبأ بوقوعه قبل أكثر من سنة - إلى قلب القاهرة، بعد أن كان مرتعه في سيناء شرقا وعلى الحدود الليبية غرباً، وبعد أن كان يجرى ضد المصريين على يد تنظيم الدولة فيحصد أرواح المصريين خارج البلاد دون تمييز بين قبطي مؤيد لنظام السيسي وبين مسلم رافض له، هذه حقيقة نحتاج أن نقاربها ونتفحصها ثم نسلط الضوء على أسبابها ومآلاتها، فمن يا ترى يقف وراء هذا الإرهاب المزعوم؟! ومن له مصلحة فيه؟! وما الذي يريده من هذه التفجيرات؟!
وللإجابة على هذه الأسئلة لا بد أن نستعيد الذاكرة قليلاً لنقول: إن أول من أعلن الحرب على "الإرهاب" في العالم هي أمريكا، وحشدت وراءها أغلب دول العالم، إثر أحداث أيلول/سبتمبر 2001، وكلنا يعلم أن مسرح هذه الحرب دار وما زال يدور في العالم الإسلامي، ثم شاءت الأقدار أن تهب رياح التغيير في عالمنا العربي، فتساقطت على إثرها عروش بعض دولنا الكرتونية، وجاءت هذه الرياح على غير ما تشتهي إرادة البيت الأبيض، فكان نصيب مصر التابع الأكبر لأمريكا في المنطقة أن أُسقِط رأس نظامها "مبارك" وبقي النظام كما هو ممثلاً بالمجلس العسكري "أمريكي الصنع"، ولأهمية مصر في المنطقة وما ستقوم به من أدوارٍ لاحقاً سعت أمريكا إلى استقرار مصر لكي لا تفلت الأمور من أيديهم كما حصل في كانون الثاني/يناير 2011، ومن أجل ذلك سارت بمصر في ثلاثة خطوط متوازية على أن تعمل كل هذه الخطوط مع بعضها في آن واحد دون توقف، طبعا بأيدي أزلامها:
الخط الأول: يتمثل في القيام بأعمال سياسية وأمنية في غاية الخبث لتأديب هذا الشعب الثائر طلباً لحريته، فكم من جرائم ارتُكبت ودماء سُفكت في عهد المجلس العسكري وكان الفاعل على الدوام يسمى "بالطرف الثالث" الذي لم يُعرف بعد، حتى أصبحت نكتة!
أما الخط الثاني: فكان العمل على المحافظة على استقرار مصر في كل الأحوال، كي لا تنفلت الأمور ثانية، وتجلّى ذلك بعمل انتخابات برلمانية لامتصاص غضب الشارع أفرزت أغلبية إسلامية، وانتخابات رئاسية أفرزت رئيساً محسوبا على أكبر تيار إسلامي في البلاد.
وأما الخط الثالث: فتمثل في شن حملات إعلامية شرسة على التيار الإسلامي وشيطنته، منذ اللحظة التي أطيح فيها برأس النظام "مبارك" واستمر، لا بل واشتد شراسة بعد وصول الإخوان إلى الحكم، إلى أن تمكن النظام بقيادة الجيش والقضاء من حل مجلس الشعب أولا والانقلاب على ما عرف بنظام الإخوان، على يد عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع في نظام مرسي، والذي طلب صراحة من الشعب المصري أن ينزل إلى ميدان التحرير ليعطيه تفويضا لمواجهة الإرهاب المحتمل، ... وهكذا كان، بغض النظر عن حجم المانحين لهذا التفويض، وكان أول إرهاب يواجهه هو مجزرة رابعة وغيرها، فأصبح هو يدير الجريمة المنظمة، والقضاء يلفّق التهم، والإعلام يروّج لها.
ومنذ تلك اللحظة لم يهدأ الشارع المصري، ولم تجف الدماء في مصر، وبدأت الإعلانات تصدر تباعاً عن حوادث إرهابية هنا وهناك، والفاعل هذه المرة هو الجماعة المحظورة، فاختفى الطرف الثالث، وهذا ما أرادته أمريكا عن طريق أزلامها في المجلس العسكري وعلى رأسهم السيسي، الذي جيء به ليصبح رئيساً لمصر هذه المرة، صاحب نبوءة الإرهاب المحتمل، وفجأة اشتعلت سيناء بالإرهاب المحتمل وأصبحت الحدود المصرية الليبية غير آمنة.
وفجأة يعلن البغدادي قيام دولة الخلافة الإسلامية ويطلب من الجماعات الإسلامية والمسلمين مبايعته، ثم يتبع ذلك بتوجيهاته إلى أفراد جماعته في سيناء وفي ليبيا حيث يتمركز الـ"خليفة حفتر" وفجأة يظهر التنسيق بين السيسي وحفتر، ثم يتشكل التحالف ليضرب تنظيم الدولة، ويسقط الطيار الأردني الكساسبة في يد التنظيم فيضرم به النار، فتثور ثائرة الأردنيين وينجح النظام الأردني باستغلال الحادثة أبشع استغلال لتوجيه بنادق وصواريخ الجيش الأردني، إلى سوريا في دعم شعبي غير مسبوق، وتستهوي هذه المسرحية أمريكا لتلعبها ثانية مع مصر في ليبيا بعد إعلان التنظيم عن قتله 21 مصريا، وفي ظرف 24 ساعة كانت طائرات الجيش المصري تدك معاقل التنظيم في درنة، بعد أن أعلن السيسي أن مصر ستثأر لأبنائها، ثم فجأة تكتشف الشعوب العربية كلها أن ما جرى ويجري ما هو إلا أفلام ومسرحيات وأن هؤلاء ومعهم تنظيم الدولة بأعماله المخالفة للشرع يوردون الأمة مورد هلاك لا محالة، فتظهر الحاجة ثانية إلى تفجيرات أكثر قرباً من عمق مصر، فيصار إلى تفجيرات هنا وهناك في القاهرة، ليشعر الناس بالخطر فيلتفوا حول الجيش، ليسرح بأبنائهم ويمرح قتلاً وتقتيلاً، وكل هذا خدمة لسيد البيت الأبيض للقضاء على شباب أمتنا الثائر في كل مكان وخوفا من أن ينجح هذا الشباب في تأسيس دولة يلتف حولها المسلمون، ولا تقوى معها أمريكا إلا على الاستسلام.
إذاً فهم الذين يصنعون هذا الإرهاب المزعوم وهم الذين يصنعون التفجيرات، وهم الذين يصنعون لنا الأعداء، فهم المجرمون وهم أداة الجريمة وهم القاضي المحقق فيها، هم المنتجون والمخرجون والمسوّقون والبائعون المتجولون في جنبات أمتنا، وبضاعتهم سفك الدماء بلا ذنب قبّحهم الله أنى يؤفكون.
ومصلحتهم في ذلك أن يعيدونا للخوف، ليبيعونا أماناً موهوماً لا يتحقق لنا إلا بالخضوع لهم ولأسيادهم أذلاء، لنصدقهم فيقودونا ويقودوا أبناءنا في جيوشنا إلى حيث يريدون حيث الذلة والمهانة والميتة المخزية، فتستقر لهم الحال ويقوموا بدورهم المرسوم لهم حماية مصالح المستعمر الكافر والحفاظ على أمن كيان يهود.
أما ماذا يريدوا من هذه المسرحيات الدموية ومن تفجيرات القاهرة فهو بلا شك أنهم يعلمون أن الشعب المصري لم يعد تنطلي عليه ألاعيبهم وأحابيلهم، فأرادوا أن يقربوا له الموت أكثر في القاهرة؛ يفجّرون فيها فيوقعوا القتلى والمصابين ويكرسوا الخوف والذعر عند الناس، لترويضهم وإخضاعهم لكل حماقاتهم، ولكن الأمل معقودٌ وبشكل كبير على الشعب المصري الذي سيبطل مفعول كل هذه المزاعم بوعيه ونضجه رغم كثرة الأبواق التي تشوش، وإن من يعيش في مصر الآن ليستطيع أن يلحظ كم أصبح السيسي ونظامة محل تندّر عند الشعب المصري، وأضحوكة في نظره، فهو لا يراه إلا نظاماً مهزوزاً مهزوماً يلفظ أنفاسه، ولولا مساندة أمريكا له لكان في "خبر كان" منذ أمدٍ بعيد، أما القاهرة فلسان حالها يردد: أنا القاهرة التي لا تقهرني التفجيرات والمؤامرات، ولا أخضع إلا عندما تصدح مآذني الله أكبر الله أكبر الله أكبر، فأنا عصيةٌ على المارقين والمجرمين، خافضةٌ أجنحتي للرجال المؤمنين الذين صدقوا الله ما عاهدوه عليه ولم يبدلوا تبديلا، فأين أنتم أيها الأحباب أين أنتم يا صناديد الإسلام؟ أما آن أن يسوَدَّ نهارُ البيت الأبيض قبل ليله؟ أما آن لراية الإسلام أن ترفرف في سماء القاهرة؟ أما آن لكم أن تنتفضوا لله وبالله؟ فأنا وأنتم ليس لنا إلا الله، هبوا أيها الرجال لنصرة دينكم وأمتكم، فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يكيد العدا.

15 مارس 2015

السيد زهرة يكتب: من الأكثر همجية داعش أم أمريكا؟

العالم كله فزع وهب لإدانة الجريمة التي ارتكبها تنظيم "داعش" بتدمير قطع اثرية في متحف الموصل.
وبالطبع، جريمة تدمير القطع التي يعود بعضها الى آلاف السنين هي جريمة بشعة، وتستحق اوسع ادانة من كل دول العالم ومن كل المنظمات والجهات الدولية المعنية بآثار وتاريخ وحضارة وثقافة الشعوب.
لكن الغريب انه في غمرة هذه الإدانات لجريمة "داعش"، ينسى العالم او يتناسى، ما ارتكبته امريكا وقوات احتلالها للعراق من جرائم شبيهة عبر سنوات الاحتلال.
اليوم، اصبحت توجد مئات التقارير التي وثقت تفصيلا، وبالأرقام والحقائق والوقائع، سلسلة الجرائم التي ارتكبتها امريكا وقوات احتلالها، والتي طالت آثار العراق وتراثها الحضاري والثقافي.
هذه الجرائم التي ارتكبتها امريكا هي أشنع وأفظع ما تم ارتكابه بحق ثقافة وحضارة وارث العراق منذ غزو المغول.
ويكفي ان نتأمل فقط بعض حقائق هذه الجرائم، وهي كلها باتت معروفة وموثقة على نطاق واسع.
منذ اليوم الأول لدخول قوات الاحتلال الأمريكي بغداد، تعرض المتحف العراقي لأكبر عملية تدمير ونهب وسرقة في التاريخ. لعدة أيام، ظل المتحف يتعرض لهذا التدمير والسرقة تحت بصر وسمع قوات الاحتلال.
الاحصاءات تقول ان اكثر من 15 ألف قطعة اثرية تمت سرقتها من المتحف وتم تهريبها للخارج، غير القطع التي تم تدميرها.
هذا التدمير والنهب تم بشكل منظم على أيدي عصابات دولية منظمة بمعرفة الاحتلال.
وحتى اليوم، لم يتمكن العراق من استعادة سوى عدد محدود من كل هذه القطع الأثرية التي فقدها لا يتجاوز في احسن التقديرات 4 آلاف قطعة فقط.
ما تعرض له المتحف العراقي من تدمير ونهب على هذا النحو كان عملاً منظماً ومقصوداً من أمريكا وقوات احتلالها. فلم يكن الغزو والاحتلال مقصوداً به فقط إسقاط النظام، وإنما تدمير العراق تماماً كبلد وكحضارة وإذلال أهله. ألم يقل مسئولون أمريكيون قبل الغزو "أننا سنعيد العراق إلى العصر الحجري"؟
حين كان متحف العراق يتعرض لكل هذه التدمير والنهب، كانت دبابات الاحتلال الأمريكي موجودة حوله. وحين طلب من القوات الأمريكية التدخل لوقف هذه الجريمة كانت اجابتهم: ليس لدينا تعليمات من القادة.
وفي نفس الوقت الذي كان يجري فيه تدمير ونهب المتحف، كانت العديد من مكتبات العراق الكبرى في مختلف المدن تتعرض للحرق، وتم نهب المئات من المخطوطات والوثائق التاريخية النادرة وتهريبها الى الخارج.
في تلك الأيام، حين سئل وزير الدفاع الأمريكي آنئذ رامسفيلد عن هذه الجرائم بحق المتحف وبحق ارث العراق الحضاري، برر بمنتهى البرود هذ الجرائم، وأدلى بتصريحه الهمجي الشهير الذي قال فيه "الحرية عادة ما تتسم بالفوضى"، أي ان كل هذه الجرائم عادية وطبيعية تماما وينبغي الا تثير القلق او الانتقاد.
لم تقتصر جرائم الاحتلال الأمريكي على ما جرى للمتحف ومكتبات العراق، بل تواصلت هذه الجرائم في كل انحاء العراق طوال سنوات وجود قوات الاحتلال.
تقول الإحصاءات انه في سنوات الاحتلال، تعرض نحو 15 الف موقع اثري في مختلف انحاء العراق للتدمير والسرقة والنهب.
ليس هذا فحسب، بل ان مدينة أور السومرية الأثرية في جنوب العراق، والتي ولد فيها الخليل ابراهيم ابو الانبياء وكان يوجد بها 16 مقبرة ملكية اثرية.. هذه المنطقة الاثرية تحولت الى ثكنة عسكرية لقوات الاحتلال الأمريكي مما جعلها هدفا للتدمير والقصف طال مثلا متحف الناصرية.
نفس الشيء حدث في موقع بابل التاريخي الشهير، الذي يضم احدى عجائب الدنيا السبع هو حدائق بابل المعلقة، فقد استخدمته قوات الاحتلال كموقع عسكري.
هذا الذي ذكرت هو مجرد لمحة عامة عن الجرائم البشعة التي ارتكبتها امريكا وطالت آثار العراق وتراثه الحضاري والثقافي.
السؤال الآن: ما هو الفرق اذن بين الجريمة التي ارتكبها "داعش" بتدمير آثار في متحف الموصل، وبين هذه الجرائم الأمريكية؟
الجواب بالطبع هو: ما فعله "داعش" همجية، وما فعلته أمريكا همجية.
لكن أمريكا أكثر همجية من "داعش" بكثير جداً. فما فعله "داعش" على بشاعته ليس إلا نقطة في بحر آلاف الجرائم التي ارتكبتها أمريكا بتدمير تراث العراق الحضاري. وكما ذكرت، أمريكا فعلت هذا عن عمد وتخطيط مسبق.
لكن الغريب أنه في الوقت الذي تتبارى فيه دول العالم لإدانة جريمة "داعش"، لا أحد يتذكر ما فعلته أمريكا ولا أحد يتحدث عن همجيتها.
كل مجرمي الحرب الأمريكيين الذين ارتكبوا هذه الجرائم أحرار طلقاء، ولا أحد في العالم يطالب بمحاكمتهم كمجرمي حرب وإبادة.!

*كاتب وصحافي مصري مقيم في البحرين

14 مارس 2015

غسّان النجّار يكتب: ايران تعلن عن مشروع الإمبراطورية الفارسية ، والعرب نائمون

المؤامرة تبدو جلية وتتكشف يوما بعد يوم !! ايران بجيوشها وحرسها الثوري وعملائها تسرح وتمرح وتغزو وتقاتل وترتكب الجرائم في العراق وسوريا واليمن ولبنان والبحرين .
الغرب وامريكا تهلل لها بل إن تصريح المستشار الايراني أن ايران امبراطورية والعراق عاصمتها وقبلها سورية المحافظة رقم 35 لإيران ويوم أمس يندد المسؤول الايراني بنقل الرئيس اليمني العاصمة الى عدن ويهلل للاجتياح الحوثي في وقاحة وتدخل سافر ؟؟! أمام كل هذه اﻷلاعيب والمؤامرات لم أر من يتصدى لهذه العربدة الايرانية بكلمة واحدة من سائر دول العالم ، سواء العربي أو الغربي أو الاسلامي ؟! هل أصبحت ايران الصبي الاسرائيلي رقم 2 ، بوش انتفض للدفاع عن الكويت وهاجم العراق بغزو وحشي كامل تحت ذريعة كاذبة ( أسلحة الدمار الشامل ) والكويت تكافئ النظام السوري باعادة فتح سفارته ومعظم المؤتمرات المانحة لديها تذهب اعطياتها للنظام فهو معترف به والمعارضة والمناطق المحررة لاينالها من الدعم سوى قشة بعير واليوم تم استحداث داعش فقط لاستباحة الأراضي السورية والعراقية ودعم المشروع العراقي والطائفي النصيري بذريعة مكافحة الارهاب فتم قتل الآلاف من المدنيين العزل في سوريا والعراق بدم بارد دون مساءلة من المجتمع الدولي ؟! ولا تنديد من اصحاب الضمير. أكذوبة أصدقاء الشعب السوري أصبحت تندرا ومضحكة من الجميع ؛ الأستاذ هيثم المالح يبكي أثناء كلمته في مؤتمر وزراء الخارجية العرب وهو يستجدي أن تعترف هذه المجموعة العربية المسلمة السنية بمندوب يمثل الائتلاف ومندوب البحرين يهدد بالانسحاب من الجامعة في حال الاعتراف ومعه كثير من الدول الخائنة لشعوبها ؟! ماذا نقول واﻷسى يغمرنا لحال أمتنا ؟! والبكاء لا ينفعنا ؛ نعم ثورتنا ولدت يتيمة اﻷبوين والعرب والعجم والغرب خذلنا وتآمر علينا ونحن نردد ( يا الله مالنا غيرك ) مقولة واقعية ولكن هذا يدفعنا للإيمان والعمل بموجب عقيدنا ومبادئنا : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) ؟!.
ليس لنا والله إلا الثبات والصبر وأن الجهاد هو سبيل اﻷمة التي تبتغي العزة والكرامة ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها واذا جاءت آجالنا فلن نستقدم أو تستأخر ساعة واحدة والقرآن يتلو بحق أكرم مخلوق على الله ( وما جعلنا لأحد من قبلك الخلد ؛ أفإن مت فهم الخالدون) ويا فرحة الشهيد بلقاء ربه ( فزت ورب الكعبة ) !.
النصر لنا ،الحرية لنا، الكرامة لأمتنا ، طال الزمن أو قصر ؟!
عش عزيزا أو مت وأنت كريم * بين طعن القنا وخفق البنود
*الأمين العام لحركة الإصلاح والبناء (حصن)
الحدود السورية 11.3.2015

شاعر العرب الأكبر عبدالرزاق عبدالواحد يودع الشيخ المجاهد حارث الضاري

من على سرير المرض في مستشفى انتركومونال دو مونتري في باريس اختصَّ شاعر العرب الأكبر، عبدالرزاق عبدالواحد، صحيفة وجهات نظر بهذه الأبيات التي نظمها في وداع الشيخ المجاهد حارث الضاري، يرحمه الله تعالى.
الأخ العزيز
أرسل إليك الأبيات التي كتبتها ليلة أمس وأنا في المستشفى في وداع المرحوم الشيخ حارث الضاري، وهي من المرات النادرة التي كتبت فيها شعراً منذ حين..


عزيزٌ أن تروحَ أبا مثنى
وتصبح كالغريبِ اليومَ عنا
لأنا نحنُ منكَ وأنتَ منا
أعزّ سلامنا يأتيكَ منا
وتلك الهيأة الملأتْ هوانا
مدى سبعين عاماً يا مُهنّى
ذهبتَ بها بعيداً مثلَ فجرٍ
طوالَ الليلِ حتى غابَ عنا
أما للموتِ غيركَ من عزيزٍ
إلى أرواحِنا وجهاً وسنّا
فيأخذَهُ وتبقى فجرَ ضوءٍ
تُشيعُ بنا الحياةَ أبا مثنى؟!

13 مارس 2015

عامر عبد المنعم يكتب: ما وراء نقل العاصمة إلى العين السخنة في #المؤتمر_الاقتصادي

بيع بالجملة لممتلكات الدولة في القاهرة للأجانب

تمليك القاهرة لرجال الأعمال وإخراج الحكومة منها

من الكوارث التي عرضها وزير الإسكان اليوم أمام المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ نقل العاصمة الإدارية والسياسية للدولة المصرية من القاهرة إلى صحراء #العين_السخنة، في توجه غير مدروس، ويتناقض مع أي تفكير استراتيجي.
أعلن وزير الإسكان عن قرار الحكومة المصرية نقل الوزارات والحكومة والسفارات من وسط القاهرة إلى منطقة العين السخنة وبناء عاصمة إدارية جديدة بحجة ازدحام القاهرة طالبا من المستثمرين الأجانب اغتنام الفرصة.
مشروع بناء عاصمة جديدة لمصر الذي أعلن عنه في مؤتمر #شرم_الشيخ هو هو مشروع جمال مبارك الذي أطلق عليه "القاهرة 2050" مع بعض التعديل، ويهدف إلى إخلاء وسط القاهرة ونقل ملكيتها لرجال الأعمال وإخراج الحكومة المصرية منها.
كان مشروع جمال مبارك يخطط لنقل الوزارات والسفارات إلى أطراف #القاهرة مع وضع حزام أخضر وتخطيط هندسي لوقف تمدد السكان شرقا، ولكن يبدو أن الدوائر الصهيونية التي تهيمن على مصر الآن وجدت الفرصة سانحة لإعادة ملكية مصر لرجال الأعمال اليهود والأجانب.
الحكومة الحالية تريد زيادة الحصيلة التي يستهدفون جمعها، برفع قيمة الأراضي في المنطقة الشرقية بالإعلان عن هذه العاصمة الجديدة، والأهم لكي يجدوا مبررا مقنعا للمصريين لبيع ممتلكات الدولة من مباني وعقارات بالقاهرة الكبرى لبناء مقار الحكومة الجديدة، وهو ذات المبرر الذي ورد في تخطيط "القاهرة 2050". 
كان جمال مبارك قد كلف من قبل لجنة حكومية بها خبراء من الآثار والثقافة لحصر المباني والعقارات الأثرية بالقاهرة الكبرى، الخديوية والإسلامية والمسيحية لاستبعادها من عملية البيع، ولتحديد المباني التي سيتم بيعها، ومن الجدير بالذكر أن التقرير الذي انتهوا منه بشأن قوائم المباني الأثرية لم يتضمن مبنى ماسبيرو الذي سيتم بيعه، ولكن التصميمات في المخطط أوضحت أنه سيباع بشرط أن يبقى على هيئته دون هدمه.
يجب أن نعي أن الذي يخطط لنا دوائر متشابكة من قوى إقليمية، تمرر ما تريد من خلال الاختراقات الواسعة في الدوائر المحلية، فالذي أعد مشروع القاهرة 2050 وقدمه لجمال مبارك لتنفيذه خبراء يهود من خلال "برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية" بمشاركة البنك الدولي وبعض المنظمات الدولية، وطرحوه كمشروع حكومي من خلال وزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان.
ومن العجيب أن الماكينة تعمل ولا تنتظر التنفيذ الرسمي للمشروع، فأثناء المناقشات حول المشروع منذ سنوات بدأ المستثمرون الأجانب وواجهاتهم ووكلاؤهم يشترون المباني القديمة بوسط القاهرة، بعضها من هيئات حكومية، وزحفوا على بعض الأحياء مثل بولاق أبو العلا.
ما أريد التأكيد عليه أن الدوائر التي وضعت مخطط مشروع جمال مبارك هي ذات الدوائر التي وضعت مشروع المشير السيسي الذي أعلن عنه اليوم، لكن يبدو أن هناك تغييرا في ترتيب المراحل، فمشروع جمال مبارك كان يخطط أولا لتسليم قلب القاهرة للمستعمرين القدامى من الأجانب وإعادة الوضع إلى ما كان عليه أيام الاحتلال الانجليزي وتمكينهم من كورنيش النيل، ثم الشروع في بناء عاصمة جديدة غرب النيل بين المنيا وأسيوط والواحات فيما بعد، لكن يبدو أن مشروع المشير السيسي يريد تنفيذ فكرة العاصمة أولا ولكن بتغيير مكانها إلى العين السخنة ثم تفكيك القاهرة وخلخلتها وبيع ما تم تحديده من قبل، في مشروع جمال مبارك.
المشروع الذي تطرحه الحكومة أمام المؤتمر الاقتصادي لبيع الأراضي وممتلكات الدولة يأتي كمرحلة متقدمة لتنفيذ مخطط وضعته دوائر صهيونية وصليبية دولية منذ عقود لتفكيك السلطة المركزية المصرية بتجريد الدولة المصرية من ممتلكاتها لشل قدرتها على قيادة التنمية وإدارة الاقتصاد، بنقل ممتلكات الحكومة إلى مجموعات من اللصوص المصريين والأجانب لتسليم البلاد للسيطرة الخارجية.
هل يصح أن يتخذ قرار خطير بنقل العاصمة بهذه الطريقة بدون طرح الأمر على الشعب المصري؟
هل يصح نقل عاصمة #مصر إلى صحراء العين السخنة في منطقة مكشوفة أمام العدو الإسرائيلي؟
أين أمن مصر القومي وأين التخطيط الاستراتيجي؟

12 مارس 2015

نبيل الزعبي يكتب: لغتنا الجميلة، من يحمي سور حديقتها

(عندما تكون الأمة في خطر، أيستحيل على لغتها أن تكون بأفضل حال!)
المصدر
في يوم كئيب من أكثر أيام أمتنا كآبة، يوم أطبق المستعمر الفرنسي احتلاله على كامل تراب بلاد الجزائر، مستكملاً ذلك بفرض اللغة الفرنسية على أبناء هذه البلاد تحت مسمى "الفرنسة"، بهدف قطع أية صلة لهم بعروبتهم ولغتهم الأم،
كان علماء الجزائر ومثقفوها على أهبة المواجهة الفكرية والثقافية، متوجهين ومعهم أبناء البلاد إلى المساجد بغية تحقيق هدفين أساسيين:
أولهما إيماني ديني يحقق تواصلهم الروحي التعبدي مع الخالق عز وجل وما فرض عليهم من صلوات خمس في اليوم، والصلاة الجامعة ظهيره يوم الجمعة من الأسبوع، وثانيهما إيماني قومي في تعزيز تواصلهم مع القرآن الكريم المنزل بلفة الضاد حيث كان العامل الأساسي في تماسك لحمة الابقاء على روابطهم القومية الحية من خلال لغة الكتاب ومفرداتها التي شكلت ولم تزل، الوطن الثقافي الأول الذي يصنع وجدان الأمة ويعزز أواصر التواصل بين ماضيها وحاضرها وتراثها وحضارتها كذلك.
ولقد كان من حق أبناء العروبة في أقطار المغرب العربي ولا سيما بلد الجزائر، أن يفتخروا بقوميتهم بالقدر الذي يفخرون بالمليون شهيد الذين سقطوا دفاعاً عن الجزائر وحريتها ونيلها الاستقلال بعد طول عناء وقتال مرير.
حينها كانت الأمة في خطر، استشعرته في أحد أقطارها البعيدة في المغرب العربي، وكانت اللغة العربية وسيلة تواصل الفرع بالأصل، يبحثون عنها في بيوت الله، فما أدراك بما تعانيه الأمة اليوم من مخاطر أمنية وعسكرية وزلازل فكرية وثقافية، جعلت من المستحيل التنكر لحقيقة ما تعانيه في نفس الوقت من ضعف في لغتها التي يصعب عليها أن تكون بأفضل حال أيضاً، لا سيما وأن التغريب قد بدأ يفعل في تصحير هذه اللغة وابتعاد أبنائها عنها بتضاؤل المام الشباب العربي بها. ("الحياة" 26/7/2012)
فهل انتصر منطق التفرنج والتغريب وتكريس اللهجات العامية المحلية على حساب لغة العرب وفصاحتهم، ورواد هذا المنطق كثر لم يبدأوا مع سعيد عقل في لبنان ولم ينتهوا مع دعاة الأمازيغية في المغرب العربي مروراً بكل إسقاطات اللغات المحكية المحلية الأخرى، خاصة في مصر العروبة ومشرق الوطن ومغربه بما فيها دول الخليج العربي أيضاً، تلك الأخيرة التي بدأت تستدرك مدى الخطر الذي يداهم لغتها الأم والتقهقر الثقافي المرافق لها، بعد أن زحفت على عقول أبنائها اللغات الآسيوية التي تعج في قصورهم ومنازلهم وحتى خيامهم، من أبناء جالياتهم، فضلاً عن اللغة الأخرى الانكلو -ساكسونيه المطعمة باللهجة الأميركية كعرفان جميل للدولة العظمى وربيبتها بريطانيا العجوز، اللتان تنشران قواعدهما العسكرية على طول وعرض مساحات بلد أن الخليج أماناً وطمأنينة لحكامها من كل "عين حاسدة"، أو إطماع "غير مذنبة" ناتجة عن الفقر المدقع الذي يرزح فيه أشقاؤهم وأبناء جلدتهم الأقربين منهم والأبعدين.
بدورها، الثقافة الفرانكوفونية التي تبحث عن مواقع قدم ثابتة لها في أرض الخليج والمغرب العربيان تعزيزاً لمصالحها التجارية وطمعاً بخيرات هذه البلاد.
تراها اليوم ترتاح إلى الإرث المتراكم الذي تركته في بعض هذه الأقطار وتعمل على تعزيزها في البعض الآخر، دون أن تخفي سرورها المتعاظم بما حققته من اختزان هائل في العمق الثقافي الذي تركته لغتها سواء في كل دول المغرب العربي أو في شريحة واسعة من اللبنانيين أيضاً الذين لا يخفون تعلقهم "الحضاري والفكري" بلغة بلاد الأفرنسيس على حساب لغتهم العربية الأم.
إنها لمفارقة تاريخية حضارية حقاً أن ترزح بادية العرب، التي قيل فيها أنها الصانعة الأم للغة العربية، تحت كل هذا التهديد للسانها الفصيح المبين، وإن بلاد المغرب العربي التي استعانت باللغة العربية يوماً على مواجهة الفرنسة والتغريب مستنجدة بالقرآن الكريم، تعيش بروز نزعات عنصرية انفصالية واجهتها التنكر للعربية بإحياء امازيغية جديدة لا قواعد إملائية نهائية لها ولا جذور ضاربة في الأرض ومتنكرة لتاريخ مجيد صنعه الإسلام الحنيف على أيدي قادة وفاتحين عرب وبربر كبار أبرزهم طارق بن زياد.
أما لبنان، الذي يعيش اليوم حالة غير مسبوقة من التهديد للغة البيان، فكأنما دعاة التغريب قد تتكروا لكل جهود البساتنة واليازجيين الذين حفظوا العربية في أحلك أيام محاولات الغائها وهي تواجه التتريك بمختلف مستوياته، دون أن ننسى عمل الرهبان والأديرة في حفظ الكثير من الأدبيات العربية عبر كتابتها بالحرف السيرياني، وكأن ما طرحته النتائج للشهادة المتوسطة اللبنانية مؤخراً على صعيد رسوب أكثر من ستين بالمئة من طلابها في مادة اللغة العربية، يؤشر إلى أن لغتنا الأم ليست بأفضل حال، وأن المطلوب راهناً هو الانكباب على العوامل المؤدية إلى ضعفها، بحثاً عن وسائل ناجعة للنهوض في آن، فأين الخلل، وكيف يكون الاستنهاض؟
إننا ونحن نتكلم عن لغتنا الأم ونجهد في تحديد ما تتعرض له من تحديات تجعل الأجيال الجديدة في موقع الضعف أمام دراستهم لها، نجهل أو نتعامى عن أننا نمارس بدورنا بعضاً من أشكال الأضعاف لها عندما نلجأ للكتابة بعامية وركاكه ناجمتين عن تأثرنا بما يضخه الإعلام المتنوع يومياً في مسامعنا من عاميات محلية ولهجات لا تلتقي وفصاحة العربية وبلاغتها وبيانها وباتت اللغات المحلية تنافس الفصحى وتكاد تتغلب عليها في ميادين عدة، مستفيدة بدورها من شتى حالات الانكباب الجماعي على اللغات الأجنبية والاستفادة من مفرداتها العلمية والثقافية في ظل تراجع الدور العلمي والثقافي للغتنا الأم وانعكاس حالات الانهزام السياسي والعسكري الذي تعانيه الأمة، على لغتها أيضاً بشكل عام.
وإن لم تبادر الأمة إلى استنهاض نفسها بقواها الذاتية، وهي قادرة على ذلك، فإن مؤتمراً لغوياً من هنا، وندوة أدبية من هنالك، لن يفيدا في توفير عوامل النهوض المطلوبة، حتى وأن واظب العرب ومنظمة الأونيسكو والأمم المتحدة على الاحتفال في الثامن عشر من شهر كانون أول من كل عام بما تم تسميته بيوم اللغة العربية، هذه اللغة التي تم الاعتراف بها عام 1973 كلغة رسمية من بين اللغات المعتمدة في منظمة الأمم المتحدة، وبدلاً من أن تتقدم في هذه الميادين تراها تتراجع وتتكبل بالمزيد من الإضعاف والهوان التي لخص أحدهم أسباب تدهورها بجملة مفيدة اعتبر فيها أن اللغة العربية التي كانت فيما مضى لغة العالم الأول، لم تتأهل لذلك لو لم يكن العرب كأمة، هم العالم الأول أيضاً.
والأمة التي تعيش في خطر داهم يهدد مقومات وجودها وهويتها، يستحيل على لغتها أن تكون بحالٍ أفضل كذلك.
هذه اللغة التي تحتاج إلى من يحمي سور حديقتها اليوم قبل أي شيءٍ آخر.
*كاتب وصحافي من طرابلس / لبنان

تشييع جنازة فقيد الامة الشيخ حارث الضاري من مسجد الفاتح بتركيا..ومرثية حامد العلي



شاعر العرب الكبير عبد الرزاق عبد الواحد يمتدح الفقيد عام 2014
ومرثية الشيخ حامد العلي للضاري:
يريد ليَ الإخوان أن أتجلـّدا
فأصمدُ أحيانا ، وأبكي مجدَّدا
وأمسح عن عيني بكفّي دموعَها
فينزل بعد الدمعِ دمعٌ تولّدا
كفَى بفقيد العلم فينا مصيبةً
تثير من الأشجانِ ما جاوزَ المدى
لعمركَ قد كان الفقيد معلّما
كبيراً عظيماً في الأنام وسيّدا
وكان شجاعا بالمواقف قدوةً
على كلِّ طاغٍ ثائراً متمرّدا
وكم كان في شأن العراق مقامُهُ
على الناس رأيا مستنيراً ومُرشدا
زكيُّ ، وشهمٌ ، ثابتٌ في مبادئٍ
ويأبـى بقولِ الحق أن يتردَّدا
علا للمعالي حين أثبت أنهُ
كريمٌ بنفسٍ تتّقي الذلَّ بالردى
عليه ثيابُ المجد ، والعزُّ تاجهُ
ومات وما ضلَّ الطريق عن الهُدى
وما مات من أحيا بما قالَ أمةً
له الذِّكْرُ بعد الموتِ فينا مخلَّدا
له الخلْدُ في الجنّات فيها نعيمها
مديدٌ على الآباد دوماً وسرمدا
سلامٌ عليه بالحياةِ ، وبعدها
وأجملُ ذِكْرٍ ما استطيبَ وحمِّدا


بيان هيئة علماء المسلمين في العراق

CNN)-- توفي الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور حارث الضاري، الخميس، بحسب ما أعلنت الهيئة في بيان نشرته على موقعها الرسمي.
وجاء في البيان "تنعى هيئة علماء المسلمين إلى أبناء الشعب العراقي، والأمتين العربية والإسلامية، وفاة أمينها العام الشيخ المجاهد والعالم الرباني حارث سليمان الضاري - رحمه الله - وأسكنه فسيح جناته." وأشار البيان إلى أن الوفاة حدثت صباح الخميس.
وقالت الهيئة إن أمينها العام الذي توفي عن 73 عاما إثر مرض عضال ألم به، كان قد عاش "حياةً حافلة بالعطاء، ابتدأها بتحصيل العلم الشرعي، وتربية الأجيال وتخريج العلماء، والدعوة إلى الله، وأنهاها بالجهاد في سبيل الله، والوقوف بحزم أمام مخططات الأعداء الذين كانوا ومازالوا يتربصون بأمتنا الدوائر، ويسعون للنيل منها، وقاد في هذه السبيل مؤسسة كبيرة أوقفت جهدها وجهادها لتحرير العراق من الاحتلال وهيمنة الظلم، وعدوان الظالمين."
وكان الشيخ حارث الضاري من المعارضين الأشداء للاحتلال الأمريكي للعراق، كما عارض مشروع الحكومة المركزية بتقسم العراق إلى أقاليم، إذ رأى فيه "بأنه حل قاصر لن ينهي المشكلة الحقيقية التي يعاني منها أهل السنة، ولن يضع حدا لظلم ما تسمى الحكومة المركزية لاتي يظن البعض الن الأقاليم سيخلصهم من شرها." وذلك في حوار مع مجلة "المجتمع" الكويتية.
وطالما هاجم الضاري حكومة نوري المالكي، وحمله هو وحزب الدعوة الذي يترأسه، مسؤولية ما يجري في العراق منذ توليه رئاسة الوزراء عام 2006، واتهمه في تصريحات صحفية متكررة بأنه يستخدم كافة المسؤوليات الموكلة إليه ضد معارضيه "تحت ذريعة الإرهاب، حيث قتل وهجر مئات الآلاف منهم وغيّب مئات الآلاف رجالا ونساء في السجون، متوهماً أنه بصبرهم وتحملهم قد وصلوا إلى حد لا يستطيعون فيه الدفاع عن أنفسهم، وأنه يمكن القضاء عليهم واقتلاعهم من العراق كما استغل فرصة خروج أهل المحافظات الست في تظاهرات سلمية للمطالبة بحقوقهم وكف الظلم الواقع عليهم لمدة عام كامل، للتشكيك في نواياهم، وعدّ مطالبهم غير مشروعة."
وقد دعا الضاري الذي كان يقيم في الأردن، في ابريل / نيسان 2012 إلى ثورة شعبية ضد المالكي، وقالت الهيئة بين بيانها إن الشيخ حارث الضاري رئيس الهيئة كان بسبب موافقه "من أكثر علماء عصره معاناةَ، واستهدافاً، وتعرضاً للأذى، وأكثرهم ـ في الوقت ذاته ـ صبراً وعزيمة، وثقة بالله، وإصراراً على المضي قدماً في طريق الجهاد حتى تحقيق أعظم غاياته." وتعهدت هيئة علماء المسلمين بأن تبقى "متمسكة بثوابتها ومنهجها ومواصلة لمسيرة الشيخ وجهاده حتى تحرير العراق، وإعادته إلى أهله وأمته."
وختمت الهيئة بيانها بالقول "ونحن إذ نتقبل قضاء الله وقدره في هذه المصيبة الجليلة بالرضى والتسليم، فإننا نقدم التعازي والمواساة إلى الأمة الإسلامية عامة والعراقيين خاصة وإلى أسرة العلم والدعوة، وأسرة الفقيد وأقاربه وقبيلته في هذا المصاب الجلل، سائلين المولى عز وجل أن يخلفنا في مصيبتنا، ويعوض الأمة خيراً، ويلهمنا جميعاً الصبر الجميل.."

11 مارس 2015

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب: ثورة اقتصادية مضادة

نهب الدولة فى حماية هيبة الدولة.
يصيحون ليل نهار: كفاية ثورة وفوضى ومظاهرات واعتصامات وحريات وديمقراطية ومطالب فئوية ومعارضة.
ان اى معارضة للسيسى وحكومته ونظامه وقراراته هو خيانة تهدم الدولة وتهدد الامن القومى، ومن ليس معه فهو ضد مصر.
ومصير كل المعارضين من كافة التيارات والانتماءات، يجب ان يكون هو الاجتثاث والعزل والسجن والمطاردة.
هذه هى القواعد المطبقة فى مصر اليوم، وفى ظلها و تحت حمايتها، يتم تمرير أكثر السياسات والقرارات والقوانين والتحالفات المضادة لأهداف لثورة والمعادية للطبقات الفقيرة وللعدالة الاجتماعية.
***
آخرها كان مشروع قانون الاستثمار الجديد، الذى أتى بعديد من الامتيازات الاضافية لرؤوس الاموال المصرية والأجنبية، ننتقى منها أربعة أمثلة نوردها فيما يلى:
1) حق الاجانب فى تملك الاراضى لا فرق فى ذلك بين مصرى وامريكى واوروبى واسرائيلى ((يكون للشركات والمنشأت الحق في تملك الاراضي والعقارات اللازمة لمباشرة نشاطها او التوسع فيه ايا كانت جنسية الشركاء او المساهمين او محال اقامتهم او نسب مشاركتهم او مساهمتهم في راسمالها))
2) تخصيص الاراضى للمستثمرين بالأمر المباشر ((لا تسري علي التصرف في الاراضي والعقارات المشار اليها احكام قانون تنظيم المناقصات والمزايدات))
3) إجازة تخصيص وتوزيع الارض على المستثمرين مجانا ((يجوز لاغراض التنمية دون غيرها وفي المناطق التي يصدر بتحديدها قرار من رئيس الجمهورية بعد موافقة مجلس الوزراء، التصرف بدون مقابل في الاراضي والعقارات المملوكة للدولة ملكية خاصة للمستثمرين الذين تتوافر فيهم الشروط الفنية والمالية المحددة))
4) حماية الفاسدين من المستثمرين من اى عقوبة ((في الاحوال التي ترتكب فيها الجريمة باسم ولحساب الشخص الاعتباري لا يعاقب المسئول عن الادارة الفعلية))
***
انها الثورة الاقتصادية المضادة لرجال الاعمال وشركائهم من رؤوس الاموال الاجنبية، ضد أهم أهداف الشعب المصرى فى ثورة يناير، هدف العدالة الاجتماعية، وما يعنيه من تحرير ثروات البلاد من سيطرة واستئثار رؤوس الاموال المصرية والاجنبية.
انها عودة لسياسات نهب الاراضى التى سادت فى عصر مبارك، وقدرتها عديد من التقارير بـ 16 مليون فدان أو 67.2 ألف كم مربع، اضاعت على مصر 800 مليار دولار.
والتى جرت صفقاتها فى كل ربوع مصر؛ فى شمال غرب خليج السويس وشرق العوينات ومدينتى و 6اكتوبر والشيخ زايد والقاهرة الجديدة وطريق مصر اسكندرية الصحراوى والساحل الشمالى وشرم الشيخ ومرسى علم ومناطق أخرى كثيرة، لشخصيات وشركات مثلأحمد عز و مجدى راسخ وهشام طلعت مصطفى و محمد فريد خميس و محمد أبو العينين و الفطيم كابيتال الإماراتية وإعمار الإماراتية وداماك الإماراتية و QECالقطرية وآخرين.
***
انهم يعيدون الكرَّة الآن، ولكن بعد أن تعلموا درس مبارك؛ فقاموا بتحصين أنفسهم وصفقاتهم ضد رقابة الراى العام المصرى بالقانون الذى أصدره عدلى منصور فى ابريل 2014 والذى ينص على ما يلى ((يكون الطعن ببطلان العقود التي يكون أحد أطرافها الدولة .. من أطراف التعاقد دون غيرهم..)) و ((تقضي المحكمة من تلقاء نفسها بعدم قبول الدعاوى أو الطعون المتعلقة بالمنازعات المنصوص عليها في المادة الأولى من هذا القانون والمقامة أمامها، بغير الطريق الذي حددته هذه المادة بما في ذلك الدعاوى والطعون المقامة قبل تاريخ العمل بهذا القانون))
وهو التحصين الذين عادوا لتأكيده مرة أخرى فى قانون الاستثمار الجديد بموجب ما ورد فيه بالنص من انه ((تلتزم الدولة باحترام وانفاذ العقود التي تبرمها))
***
انها النسخة السيساوية من سياسات الانفتاح الاقتصادى واقتصاديات السوق والخصخصة التى انتهجها السادات ومبارك من قبله، والتى بدأت بالقرارات الأخيرة غير المسبوقة برفع الدعم عن الوقود والطاقة والتى لطالما افتخر بها السيسى فى تصريحات من أمثال :((أن السلعة يجب أن تباع بثمنها الحقيقى، وانه منذ ما حدث فى 1977 والجميع يخشى تكرار هذه القرارات)) 
و ((ان رفع أسعار الوقود هى خطوة هامة "تأخرت 50 عاما")) 
وأن ((الدعم أخطر من الفساد)) 
وذلك فى تماهى كامل مع روشتات واجندات صندوق النقد الدولى، الذى عبر، لأول مرة منذ سنوات، عن رضائه الكامل عن القرارات الاقتصادية المصرية الأخيرة برفع الدعم وتعويم الجنيه. (وما أدراك ما هو رضا الصندوق)
***
انها تعيدنا الى عصر الامتيازات الاجنبية فى القرن التاسع عشر، التى انتهت بالاستعباد المالى لمصر واحتلالها. كما انها تمثل ردة جديدة على الثوابت الوطنية المصرية ودروسها التاريخية التى استقرت على امتداد اكثر من قرن من الزمان، ناهيك على انها استخفاف بالقوى الوطنية والثورية وبرامجها ونضالاتها منذ قانون الانفتاح الاقتصادى سئ السمعة فى 1974.
***
كما ان القانون الذى يعطى لمجلس الوزراء كل هذه الصلاحيات، التى تفتح الابواب على مصراعيها للفساد والمحسوبية والرشوة، بعد ثورة قامت ضد فساد نظام مبارك وبدأت بعزل ومحاكمة وسجن وزراءه على جرائم مشابهة قبل ان تنجح الثورة المضادة فى الافراج عنهم، هو عدوان صريح على ثورة يناير وارتداد عن غاياتها وشعاراتها وبوصلتها.
***
ان التوجه الاقتصادى الذى خطه السادات، وجذَّره مبارك ويعيد السيسى احياءه اليوم، والذى ينطلق من ان تشجيع الاستثمارات الاجنبية هو الحل لكل مشاكل مصر الاقتصادية، قد ثبت فشله. فلقد دأب النظام منذ أربعة عقود على تقديم كل أنواع الحوافز والتسهيلات والاعفاءات الضريبية والجمركية للمستثمرين، وكانت النتيجة مأساوية، ننتقى منها أمثلة بسيطة :
فاقل من مائتى الف رجل اعمال يستحوذون على 40 % من ثروة مصر، بينما يعيش 40 % من المصريين تحت خط الفقر. ويحصل المستثمرون على 70 % من الناتج المحلى السنوى مقابل 30 % لباقى المصريين. وزادت جملة الديون المصرية عن تريليون جنيه، وبما يساوى 90 % من الدخل المحلى الاجمالى.
أما عن النهب والتجريف الأجنبي للثروة المصرية فيكفى للتدليل عليه، مثال بسيط؛ فوفقا لما ورد فى دراسة هامة لأحمد السيد النجار، فإن إجمالي النزح الأجنبي للموارد من مصر للخارج قد بلغ نحو 86 مليار دولار في الأعوام 2008 ، 2009 ، 2010، بينما بلغت تدفقات الاستثمارات الأجنبية لمصر فى ذات السنوات نحو مجموعه 22.6 مليار دولار. أى أنهم فى النهاية ينهبون ما يقرب من أربعة أضعاف كل ما يقدمونه لنا من استثمارات وقروض ومعونات.
*****
موضوعات مرتبطة :

10 مارس 2015

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب: يا خسارة يا عرب

حين كنت استمع الى خطاب نتنياهو فى الكونجرس، وهو يعبر عن خوفه الشديد من القدرات النووية الايرانية، ويشن عليها كل هذه الهجوم الشرس، حسدت ايران، وتحسرت على بؤس احوالنا فى الوطن العربى .
***
 لم يكلف نتنياهو نفسه عبء الحديث عنا، لم يضع "الدول العربية" فى جملة مفيدة، خلال كلمته الطويلة، وهو ما يكشف حجم الطمأنينة التى يشعر بها تجاهنا، فنحن وفيما عدا "حركات المقاومة" لم نعد نشكل اى خطر على اسرائيل. لم نعد نخيف أحدا، منذ ان أصبحنا جميعا دولا وأنظمة عربية أليفة وحليفة وشريكة.
 ورغم ان منطقتنا كانت هى موضوع خطاب نتنياهو من حيث موازين القوى العسكرية والمخاطر النووية، وهى المنطقة التى يمثل فيها العرب الغالبية العظمى، سواء من حيث عدد السكان او عدد الدول او مساحات الاراضى او الثروات والإمكانيات او المواقع الاستراتيجية. رغم كل ذلك الا اننا لم نعد طرفا رئيسيا او مهما فى تحديد مصائرها، فاللاعبون الرئيسيون بالإضافة الى امريكا واوروبا واسرائيل، هم إيران وتركيا.
 الجميع لهم أوزانهم النسبية فى المنطقة الا العرب، لم يعد لهم أى وزن.
 لقد تم تدويل كافة الملفات العربية، العراق وسوريا وليبيا واليمن، فلم نعد قادرين على ادارة علاقاتنا وصراعتنا معا، نحتاج الى مُحَكم و محرم دولى يجلس بيننا ويدبر لنا شؤوننا.
 يخشى الصهاينة والغرب من السلاح النووى الايرانى، ولكن لا احد يخشى من السلاح النووى العربى لانه لا احد من العرب يطالب به أصلا، او حتى يجرؤ على المطالبة به. 
 يقف عدونا اللدود فى الكونجرس رغما عن انف الرئيس الامريكى. وسط نوابه الذين لم يكفوا عن التصفيق له واقفين مهللين، ثم يتمسك حكامنا العرب بالرهان على الرعاية الامريكية لعملية "السلام".
 نتنياهو يكذب ويتحدث عن عراقة وقدم دولتهم المزعومة، ويقص أساطيره وأكاذيبه السخيفة عن تاريخهم المزيف، ونحن لا نرد ولا ننطق وكأنه يتكلم عن بلاد اخرى غير البلاد العربية وغير فلسطين.
 نتنياهو"يناضل" ضد من يراه العدو والخطر الأكبر على اسرائيل، ونحن لا ننطق بكلمة واحدة عن اسرائيل.
 كل الحديث اليوم يدور عن النفوذ الايرانى فى العراق وسوريا ولبنان واليمن، أو النفوذ التركى فى قطر، ولا حديث عن اى نفوذ عربى فى ايران أو تركيا.
 فى اليمن على سبيل المثال، تحتل ايران اليوم الدور والنفوذ والمكانة التى كانت لمصر فى الستينات.
 العراق وإيران فى حرب الخليج الأولى 1980- 1988، كانا رأسا برأس، واليوم اصبحت العراق مجرد ساحة للصراع بين النفوذ الايرانى والامريكى.
 اسرائيل لا تجرؤ على ضرب ايران ولكنها فعلت وتفعل فى فلسطين ولبنان وسوريا والسودان والعراق.
 نحن نستجدى الرضا الامريكى، ونستمرئ الاحتلال والخضوع والتبعية، وايران تفاوض الغرب رأسا براس وندا لند.
 ايران تدافع عن نفسها ونحن نستأجر الامريكان والناتو ليدافعوا عن عروشنا وكراسينا.
 ايران تدعم المقاومة الفلسطينية ونحن نتهمها بالإرهاب.
 ايران ترفض الاعتراف باسرائيل، ونحن نعترف بها ونصالحها ونطّبع معها.
 وجه نتنياهو فى خطابه، الشكر لاوباما وليس للادارة المصرية، على انقاذه للسفارة الاسرائيلية فى القاهرة عام 2011، من غضب وحصار المتظاهرين المصريين.
 وشكر الامريكان على دعمهم اسرائيل فى مواجهة صواريخ حماس، بينما لا يمكن لحماس ان توجه شكرا مماثلا للعرب الذين يتآمرون عليها، ويدعمون اسرائيل فى الكواليس بل أن بعضهم أصبح اليوم يدعمها فى العلن.
 الديمقراطيون انتقدوا الخطأ الجسيم فى قرار الحرب على العراق عام 2003، وهاجموا نتنياهو على تحريضه للإدارة الامريكية عليها. و الحكام العرب لم يفعلوها.
 الديمقراطيون يرفضون خيار الحرب على ايران، والعرب لا يفعلونها.
 فى المنطقة الآن ثلاثة مشروعات رئيسية فاعلة ومؤثرة: على رأسها بالطبع المشروع الامريكى الصهيونى القديم الجديد، بالإضافة الى مشروع ايراني وآخر تركي، ولكن بالقطع لا يوجد مشروع عربي وطنى مستقل وموحد، وانما هناك مواقف وسياسات للأنظمة العربية تتبع أو تتصارع مع هذا المشروع او ذاك، دفاعا عن بقائها وشرعيتها.
**
نستطيع بالطبع ان نعدد ونتحدث عن الاسباب والظروف التاريخية والسياسية، التى أدت الى تدهور الحالة العربية الى هذه الدرجة، نستطيع أن نتكلم عن سنوات الاستعمار والتجزئة والتبعية واسرائيل، عن الانقسام والاستقطاب والاقتتال والمذهبية والطائفية، عن القهر والاستبداد، عن النهب والاستغلال والطبقية، عن المخططات الخارجية والمؤامرات العالمية.
ولكن ليس هذه هى غاية هذا المقال، وانما وددت فقط أن نتشارك قليلا من خواطر الألم والغضب.
*****
موضوعات مرتبطة :
· حفلة أوباما فى الأمم المتحدة
· ديارنا الموروثة تتبدد
· كل مجلس أمن وأنتم طيبون

09 مارس 2015

علي حسن باكيريكتب: السيسي والتلويح بالورقة الإيرانية ضد السعودية

من الواضح أنّ مؤشرات تأثّر السيسي بالتحوّل الذي جرى في المملكة العربية السعودية مع وصول الملك سلمان إلى سدّة الحكم قد بدأت تظهر بوضوح شيئاً فشيئاً. 
وعلى الرغم من أنّ الرجل يحاول مقاومة هذا التحول عبر القيام بمناورات معقّدة، منها التضحية ببعض الأوراق الداخلية مثل وزير الداخلية واستبادل سبعة وزراء آخرين، ومنها تقديم عروض كموضوع القوة العربية المقترحة، ومنها التلويح بخطوات ابتزازية كالتهديد بالانفتاح على إيران، إلا أنّ هذه الخطوات لا توحي أبداً بأنه يسير في الطريق الصحيح.
وفيما يتعلق بالنقطة الأخيرة بالتحديد، ذكرت في مقالي المنشور في صحيفة العرب القطرية بتاريخ 24 فبراير 2015، تحت عنوان "السيسي من عنصر استنزاف إلى عنصر ابتزاز"، الفقرة التالية: "هناك مؤشرات أيضاً على أن السيسي قد يتّجه إلى حماية نفسه من خطوة كهذه (الضغط السعودي) بتوسيع دائرة الابتزاز لدول مجلس التعاون الخليجي، التي قد تتضمن انفتاحاً أكبر على إيران/ ومحاولة بناء أو تشكيل محور من بعض الدول العربية؛ لتأمين غطاء سياسي ومالي له يمكّنه على الأقل من تعطيل أي تحرّك فاعل في أي اتجاه لا يراه مناسبا له. كما قد يقوم السيسي بعرض خدمات عسكرية على دول المجلس لضمان استمرار الدعم..".
في 4 مارس 2015، قال الإعلامي المصري "يوسف الحسيني" في حلقة من برنامجه "السادة المحترمون" على قناة "أون تي في"، موجّهاً كلامه للملك سلمان بشكل مبطّن، ما يلي: "ليس هناك من هو وصي علينا.. لو أفقتم من النوم يوماً ما، ووجدتم أننا بدأنا نمد جسوراً مع طهران، فلا تصابوا بالاندهاش.. وفي حال تم ذلك، ليس للرياض أن تعترض على علاقتنا بطهران لأننا لا نعترض على علاقاتها مع أنقرة".
هذا الكلام لم يأت طبعاً بشكل تلقائي من الإعلامي المذكور، بقدر ما جاء من مكتب السيسي نفسه، خاصة أنّ اسم "يوسف الحسيني" كان قد ورد في تسريبات مكتب السيسي في يناير الماضي، ضمن قائمة من الإعلاميين الذين يقوم النظام بإعطائهم تعليمات ورسائل تتضمن ماذا يجب عليهم أن يقولوا ليخدموا فكرته. 
وذكره اللواء عباس كامل مدير مكتب السيسي في التسريب بينما كان يتحدث إلى العقيد أحمد علي المتحدث السابق باسم الجيش عن "الإعلاميين بتوعنا"، "العيال بتوع أون تي في"، واصفاً إياه بـ"الواد.. اللي اسمه إيه.. الحسيني".
وبالعودة إلى المقطع أعلاه، الذي ذكره الحسيني، باستطاعتنا أن نرى بشكل واضح تماماً أنّ النظام لجأ بالفعل إلى ما قلناه سابقاً من سياسات ابتزازيّة، ليحد من الضغوط السعودية عليه من جهة، وليضمن أيضاً استمرار الدعم له من جهة أخرى. 
لكنّ اللعب تحديداً بورقة إيران لابتزاز السعودية ليست لعبة مجدية حقيقة خاصة في هذا التوقيت، لعدّة أسباب أهّمها:
أولاً: ماذا سيكون موقف دول مثل الإمارات وإسرائيل؟ وهي من الدول الأساسيّة الداعمة للسيسي كما هو معروف. لا شكّ أن النظام المصري سيجد صعوبة بالغة في التوفيق بين هذه التناقضات، وسيتعرض لضغوط جديدة منهم من دون شك.
ثانياً: أنّ إيران لا تستطيع أن تعوّض مصر غياب أي دعم سعودي مفترض، فضلاً عن دعم دول أخرى قد تتراجع عندما ترى انفتاحاً مصرياً على إيران مثل الكويت. 
لو كان العراق أكثر استقراراً لقلنا إنّ الإيراني قد يعتمد على أموال العراق لدعم مصر، كما فعل عندما كان المالكي رئيساً للوزراء، إذ تم استخدام جزء كبير من أموال العراق في دعم نظام الأسد، لكن العراق في حالة سيئة اليوم، وكذلك إيران من الناحية الاقتصادية، وهي غير قادرة على النهوض باحتياجات مصر الاقتصادية والمالية، في وقت تعاني هي فيه.
ثالثاً: لطالما حاول نظام السيسي تقديم نفسه على أنه حامٍ للأمن القومي المصري والعربي، لكنّ كثيرين يرون انّه يقوّض بسياساته الرعناء والارتجالية ما تبقى من الأمن القومي المصري، ويقضي على إمكانية التوصل إلى موقف موحد مع باقي الدول العربية القائمة، إزاء التحديات الإقليمية التي تواجهها، وفي هذه النقطة بالتحديد لا نعرف كيف سيساعد انفتاح مصر على إيران في تبرير الموقف المصري من اجتياح الأخيرة لأربع دول عربية، وكيف سيوفق بين موقفه الداعي إلى محاربة الجماعات الإرهابية، بينما ينفتح على أكبر مشغّل للحركات الإرهابية الشيعية في المنطقة؟ 
وأين سيكون موقعه من الخارطة العربية إذا ما كانت علاقاته جيدة مع إسرائيل وإيران، وسيئة مع المملكة! 
النظام المصري اليوم أضعف من أي وقت مضى، والورقة الاقتصادية تدوس على رقبته، وأوراق القوّة الموجودة لدى الممكلة العربية السعودية، تمكّنها من التأثير عليه بشكل أكبر مما هو قادر على التأثير عليها. 
صحيح أن لا رغبة لدى المملكة بالدخول في صراع معه، لأنّ مصر دولة مهمّة في النهاية للسعودية وللعرب جميعاً، ولكن لا يمكن للسيسي المراهنة على هذه المعطيات للحصول على دعم مفتوح، كما ليس بإمكانه استخدام إيران لابتزاز المملكة، فهي ورقة محروقة، وضررها أكبر من فوائدها عليه بكثير. 
وعليه أن يفهم أن السبيل الوحيد لتصحيح وضعه ووضع مصر في المنطقة، هو تعديل سياساته الداخلية والخارجية، بما يتلاءم مع التحديات التي تواجه الدول العربية، وبما ينسجم مع الانفتاح السعودي – التركي، وعندها ستكون الفوائد لمصر وللمنطقة برمتها.
عربي21

07 مارس 2015

النائب محمد العمدة يكتب: العسكر بين إعدام عمال كفر الدوار وإعدام محمود رمضان

بمحض الصدفة وأثناء ترجمة مقال بعنوان "Egyptian military commands a vast business empire" ومعناه "الجيش المصري يهيمن علي إمبراطورية استثمارية ضخمة"، تم نشره بتاريخ 17/2/2011 على " world socialist web site أي "موقع شبكة الاشتراكية العالمية" الذي تصدره اللجنة الدولية (ICFI) ، اكتشفت أن العسكر أعدموا اثنين من عمال شركة الغزل والنسيج بكفر الدوار عام 1952 بأحكام عسكرية، لم أصدق ما قرأته فبحثت في المواقع العربية لأجد شيئا يتحدث عن هذه الجريمة فوجدت مقالا للأستاذ/ خالد محمود منشور بتاريخ 6/2/2014 على موقع صحيفة الشروق بعنوان "اسمي مصطفي خميس" يقول فيه :
"كم تحتاج شعوبنا من وقت لتقلب في دفاترها القديمة؟، وتضع يدها على الحقيقة في وقائع وأحداث ظلت مبهمة تركت وراءها علامات استفهام" .
السؤال كان ملحا عقب مشاهدتي للفيلم الوثائقي "اسمي مصطفى خميس" للمخرج والباحث السينمائي الكبير محمد كامل القليوبي، والذي فتح جراحا كثيرة في رحلته لإعادة رسم ما حدث قبل أكثر من ستين عاما في كفر الدوار، وأسباب إقدام السلطات في مصر بعد ثورة الضباط الأحرار على إعدام شابين، لا يتجاوز سن أحدهما الثامنة عشرة؛ بسبب اشتراكهما في مظاهرة سلمية فيما عرف بأزمة خميس والبقري.
بدأت وقائع قضية مصطفى خميس بعد نحو عشرين يوما من ثورة يوليو 1952 ففي العاشرة من مساء يوم الثاني عشر أغسطس من نفس العام أضرب عن العمل عمال مصانع "شركة مصر للغزل والنسيج" بـ "كفر الدوار"، التابعة لبنك مصر، الذي كان يرأسه حافظ عفيفي باشا رئيس الديوان الملكي السابق .
بدأ الإضراب بانضمام مجموعتين من عمال الشركة إلى بعضهما وتجمعهما في فناء المصنع، وهم يهتفون ضد إدارة الشركة، وكان عمال شركة "صباغي البيضا" المجاورة لشركتهم، قد لوحوا بالإضراب عن العمل، وقبل أن يبدؤوه، بادرت إدارة الشركة بالتفاوض معهم، واستجابت لمطالبهم، ولعل ذلك كان واحدا من الأسباب المهمة التي دفعت عمال "شركة مصر" للإقدام على إضرابهم، ظنا منهم أن النتيجة سوف تكون مشابهة لما جرى مع زملائهم في الشركة المجاورة، أي أن الإدارة سوف تسارع بالتفاوض معهم وتلبّي مطالبهم .
لكن الأمور تطورت خلاف ذلك فقد استدعت إدارة الشركة شرطة كفر الدوار يقودها مأمور القسم، وحاصرت مباني المصنع المتعددة، وأطلقت وابلا من النيران لإخافة العمال وإرهابهم، وتطورت الأمور بشكل دراماتيكي إذ برزت من بين العمال عناصر مجهولة لتحول مسار الإضراب السلمي إلى أعمال عنف وتخريب، بتحطيم مكاتب مسئولي الإدارة ومكاتب الأمن، وإشعال النيران في سيارات تابعة للشركة، والاعتداء على الفيلات التي يسكنها كبار موظفيها .
وفى اليوم التالي للاعتصام، قام عمال المصنع ممن كانوا لا يزالون خارجه، بمظاهرة ضخمة جابت شوارع كفر الدوار للمطالبة بإنهاء الحصار المفروض على زملائهم داخل المصنع، والإفراج عمن تم اعتقالهم منهم، والمفارقة اللافتة للنظر أن المظاهرة كانت تهتف بحياة قائد ثورة الضباط الأحرار ورئيس الجمهورية آنذاك محمد نجيب .
وأمام أبواب مصنع «شركة الغزل والنسيج» حاول قائد المظاهرة، منع جندي من إطلاق النار على المتظاهرين ، فألقى عليه القبض، وتبين فيما بعد أن اسمه "مصطفى خميس" وعمره 18 عاما، وانتهى الاعتصام بعد اعتقال أكثر من خمسمائة عامل من زملائه، ومقتل أربعة عمال، وجنديين من الجيش، وبعض من الشرطة، بعد احتلال قوات الجيش لكفر الدوار، وانتشار الدبابات والعربات المصفحة في أنحاء المدينة، وإحكام حصارها لمصانع الشركة .
وبسرعة شكل مجلس قيادة الثورة مجلسا عسكريا لمحاكمة العمال الذين اتهموا بالتحريض والمشاركة في الأحداث، ليفتتح بذلك صفحة محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، وبسرعة مماثلة أنهت المحكمة التي عقدت في ساحة عامة في كفر الدوار وبحضور حشود من عمال الشركة أعمالها، بعد محاكمة 29 من عمالها في يومين اثنين؛ حيث حكم على عدد من العمال بالأشغال الشاقة المؤبدة، واختصت المحكمة «خميس» و«البقرى» بحكم الإعدام الذي تم تنفيذه في السابع من سبتمبر عام 1952!
يكشف الفيلم تفاصيل مثيرة عن قصة إعدام مصطفى خميس ورفيقه خفير المصنع محمد حسن البقري، وتفيد بعض المصادر داخل الفيلم بأن مجلس قيادة الثورة اتخذ قراره بالإجماع، كما أكد ذلك عبد اللطيف البغدادي في مذكراته، بل إن حسين الشافعي قال: ما المانع من إعدام مليوني عامل لحماية الثورة؟". 
وكشف الفيلم أن ثلاثة من أعضاء مجلس قيادة الثورة آنذاك رفضوا المصادقة على قرار الإعدام، وهم خالد محيي الدين ويوسف صديق منصور وجمال عبد الناصر.
حادثة أخرى غريبة يكشفها محمد كامل القليوبي هي أن المحكمة انتدبت الصحفي موسى صبري ليترافع عن مصطفى خميس، كان صبري حاضرا لمواكبة المحاكمة باعتباره صحفيا في «أخبار اليوم» فوجد نفسه محاميا لم يقم سوى بتوريط موكله، أما خميس فدافع عن نفسه ببسالة لنصف ساعة .
مفاجأة أخرى كشفها هي أن الرئيس محمد نجيب آنذاك استقبل مصطفى خميس لنصف ساعة ، وطلب منه أن يعطيه أسماء محرضيه بل دعاه إلى أن يتهم أمين ابن حافظ عفيفي باشا رئيس المصنع فاكتفى خميس بالرد "لم أفعل شيئا"، وذهب وفد من عائلة مصطفى خميس لملاقاة نجيب ودعوته للعفو عن ابنهم، ولكن القائد الثوري الرجل الطيب بحسب تعبير أحد أفراد العائلة رفض أي تنازل .
وعلق الروائي نجيب محفوظ على واقعة إعدام خميس والبقرى، قائلا: «إنها جريمة قتل في حق اثنين من الأبرياء .
من جهة أخري رفضت دائرة الخميس "أ" بمحكمة النقض برئاسة المستشار حسام عبد الرحيم، الطعون المقدمة من 62 من أنصار الشرعية وأيدت الأحكام الصادرة ضدهم لاتهامهم في أحداث عنف بمحافظة الإسكندرية، كما أيدت المحكمة الحكم الصادر بإعدام محمود حسن رمضان عبد النبي الذي اتهمه في البداية إعلام الانقلاب بإلقاء الصبية الأطفال من أعلى عقارات منطقة سيدي جابر، وجدير بالذكر أن باقي الأحكام تراوحت بين المؤبد والسجن 15 عام و10 أعوام و 7 أعوام .
فهل تأييد حكم الإعدام علي محمود حسن رمضان يعد تكرارا من العسكر لخطة إعدام اثنين من عمال الغزل و النسيج بكفر الدوار بقصد تحقيق الردع وبث الذعر في نفوس الشعب حتي يمتنع من يخرج للتظاهر عن الخروج .
لاشك أنه من حقنا أن نسأل هذا السؤال لأن الأحداث منذ 3/7/2013 فضلا عن الأحكام الصادرة عن قضائنا الموقر، كل ذلك يؤكد أنه يتعامل مع 3/7 على أنه نتاج ثورة 30/6 العظيمة .
وفي محاولة للإجابة نقول :
نشر موقع وراء الأحداث بتاريخ 23/2/2015 تقريرًا كتبته دينا محمد تحت عنوان "براءة محمود المحكوم عليه بالإعدام في قضية سيدي بشر" تقول فيه :
دشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة للمطالبة بإنقاذ محمود حسن رمضان، المحكوم عليه بالإعدام في القضية المعروفة إعلاميًّا بـ"قضية سيدي جابر"، والتي تعود تفاصيلها إلى 5 يوليو 2013؛ حيث اتهمته قوات الشرطة بإلقاء صبية من أعلى أحد مباني الإسكندرية.
وتداول النشطاء مقاطعا مصورة تثبت براءة محمود من هذه التهمة، مؤكدين أن النيابة العامة لم تقدم دليلا واحدًا على إدانته في هذه القضية .
وذكروا أن محمود شارك في المظاهرات المناهضة للانقلاب العسكري في الإسكندرية يوم 5 يوليو 2013، حتى وصلت المظاهرة لشارع المشير بسيدي جابر؛ حيث تجمع مجموعة من الشباب المؤيدين للانقلاب العسكري على أسطح أحد العمارات، وأخذوا يقذفون المسيرة بالزجاج والطوب وكل ما يجدونه على سطح تلك العمارة، فقام المتظاهرون باقتحام العمارة وكان منهم محمود .
وأضافوا أن الشباب المهاجمين للمسيرة قاموا بالاختباء فوق خزان فوق سطح هذه العمارة وحاول المتظاهرون ومنهم محمود إنزالهم، مشيرين إلى أن أحد سكان العمارات المجاورة قام بتصوير الحادث بجودة ضعيفة؛ حيث استخدمها وسائل الإعلام لتلفيق التهمة له، حيث أنه كان الوحيد الذي كان بلحية طويلة وذات شكل مميز .
وقام الناشط الحقوقي هيثم غنيم بنشر مقاطع فيديو لنفس الواقعة بجودة أعلى تؤكد أن محمود لم يكن هو الشخص الذي ألقى بالأطفال من فوق العمارة؛ حيث بينت المقاطع أن محمود لم يقم بحمل ورمي أي طفل عكس ما أشيع، وأن شخصًا آخر يرتدي قميصًا أخضر اللون هو من قام بذلك.
وأوضح أنه لا يوجد شبهة القتل مع سبق الإصرار والترصد على أي شخص ممن صعد إلى السطح، مشددًا أن صعودهم كان نتيجة ضربهم من الشباب على السطح وبذلك يصبح اقتحام السطح هي محاولة دفاع عن النفس.
وأضاف "غنيم" أن محمود ظهر في إحدى الفيديوهات وهو يطمئن على الشباب الذين وقعوا من المنور ولم يقم بإيذائهم متسائلا: "إن كان محمود قاتل، فلماذا لم يقتل هؤلاء الشباب بدلا من أن يطمئن عليهم؟".
وأشار الناشط الحقوقي إلى أن الفيديو الذي نشرته وزارة الداخلية المصرية لاعتراف محمود، لم يتضمن تأكيدا منه بأنه قام برمي الأطفال، بل قال إنه لم يرم أحدا، وإنهم أصابوه، مشيرًا على أن أحد الأشخاص الذين صعدوا معه قام بدفع أحد الأطفال بهدف إنزاله من على السطح، إلا أنه سقط في "المنور".
الحقيقة أنني استمعت للفيديوهات فلم أجد فيها ما يثبت ارتكاب محمود حسن رمضان للواقعة محل الاتهام، وإذا افترضنا أنه فعل فإن ما شاهدته هو مشاجرة أعلى عمارة بعد أن صعد إليها المتظاهرون لمنع مجموعة من الشباب تقذفهم بالحجارة والأخشاب، وعلى ذلك وعلى فرض أن أحد المتظاهرين دفع أحد البلطجية أو طفلا من أعلى العقار فلا يمكن القول بأننا أمام قتل عمد، من يشاهد الفيديوهات سيصل إلى هذه النتيجة .
وعلي ضوء ما تقدم لازلنا نتساءل هل تأييد حكم الإعدام ضد محمود حسن رمضان هو محاولة من العسكر لاستنساخ تجربة إعدام اثنين من عمال الغزل والنسيج بكفر الدوار بعد استصدار أحكام عسكرية ضدهما.