21 يناير 2015

هيومن رايتس ووتش: وثقنا مقتل 9 سجناء تحت وطأة التعذيب

اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان السلطات المصرية الأربعاء 21 يناير/كانون الثاني بسوء معاملة السجناء ما يتسبب غالبا بحالات وفاة.
وقالت المنظمة إنها سجلت تسع وفيات في السجون منذ منتصف عام 2013 عندما شنت أجهزة الأمن المصرية حملة على مؤيدي الرئيس المصري السابق محمد مرسي.
واستنادا إلى مقابلات مع أقارب المحتجزين ومحاميهم قالت المنظمة إن كثيرين لقوا حتفهم بسبب احتجازهم في زنازين مكتظة إلى حد كبير، أو لعدم حصولهم على الرعاية الطبية الكافية بالإضافة إلى تعرضهم للتعذيب.
من جانبها، نفت الحكومة المصرية الاتهامات الموجهة إليها، وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية هاني عبد اللطيف إن هذا الكلام عار عن الصحة وهذه الاتهامات غريبة ولم تصدر قط من جهة أخرى من قبل.
وجاء في تقرير المنظمة
(نيويورك) ـ عشرات المصريين توفوا في عهدة الحكومة في 2014، مع تكدس الكثيرين منهم في أقسام الشرطة في ظروف تهدد الحياة. ومع ذلك فإن السلطات لم تتخذ حتى الآن أية خطوات جدية لتحسين ظروف الاحتجاز أو للتحقيق المستقل في وفيات المحتجزين.
ويبدو أن بعض المحتجزين قد توفوا بعد التعرض للتعذيب أو الإساءة البدنية، كما اكتشفت هيومن رايتس ووتش. لكن الكثيرين توفوا على ما يبدو بسبب احتجازهم في زنازين شديدة الاكتظاظ أو عدم حصولهم على الرعاية الطبية الكافية في أمراض خطيرة.
وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "تفيض السجون وأقسام الشرطة في مصر بأنصار المعارضة الذين اعتقلتهم السلطات، فيجري احتجاز الأشخاص في ظروف لاإنسانية من الاكتظاظ الشديد، والنتيجة المتوقعة هي حصيلة الوفيات المتصاعدة".
وقد قامت هيومن رايتس ووتش على نحو مستقل بتوثيق 9 وفيات أثناء الاحتجاز منذ منتصف 2013 استناداً إلى أدلة قدمها أقارب الضحايا ومحاموهم، علاوة على شهادات طبية. وفي إحدى الحالات، بدا أن المحتجز تعرض للضرب ثم توفي في زنزانة شديدة الاكتظاظ بقسم شرطة. وفي بقية الحالات، كان المحتجزون مصابين بأمراض القلب أو السرطان أو غيرها، وحرموا إما من العلاج الطبي الضروري أو من الإفراج لأسباب صحية، وفي بعض الحالات تم احتجازهم في ظروف من الاكتظاظ أدت إلى تفاقم مشاكلهم الصحية.
وقد أدت حملة اعتقالات موسعة تستهدف الإخوان المسلمين، الذين أعلنتهم الحكومة تنظيماً إرهابياً، وغيرهم من معارضي حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الضغط على السجون المصرية، ودفع تدفق عشرات الآلاف من الأشخاص بالسلطات إلى إيواء العديد من المشتبه بهم في مرافق احتجاز مؤقتة.
وبحسب تحقيق نشرته صحيفة "الوطن" في ديسمبر/كانون الأول واستند إلى إحصائيات لمصلحة الطب الشرعي التابعة لوزارة العدل، توفي ما لا يقل عن 90 محتجزاً في مرافق الشرطة في محافظتي القاهرة والجيزة وحدهما أثناء الاحتجاز في الشهور العشرة والنصف الأولى من 2014.
وقد وجد تقرير لمركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، وهو منظمة غير حكومية مصرية، تولى فحص المئة يوم الأولى من حكم السيسي، أن ما لا يقل عن 35 شخصاً توفوا أثناء الاحتجاز ـ ومعظمهم في أقسام الشرطة ـ بين أوائل يونيو/حزيران وأوائل سبتمبر/أيلول. وفي الحالات الـ15 التي حدد المركز فيها سبب الوفاة، انطوت 13 منها على الاكتظاظ أو الإخفاق في توفير الرعاية الطبية، وانطوت اثنتان على الإساءة البدنية.
ولم تكشف الحكومة عن أعداد الوفيات أثناء الاحتجاز على مستوى البلاد، لكن الأعداد التي سجلتها مصلحة الطب الشرعي في القاهرة والجيزة كانت تمثل زيادة تقترب من 40 بالمئة مقارنة بالوفيات الـ65 التي سجلتها المصلحة نفسها في 2013، بحسب تقرير "الوطن". وقد نقلت الصحيفة عن هشام عبد الحميد الناطق باسم مصلحة الطب الشرعي قوله إن الاكتظاظ بسبب موجة المحتجزين الجدد هو السبب الأساسي في ارتفاع الوفيات. كما انتظمت منظمات إخبارية على نقل أخبار حالات الوفاة في مقرات الاحتجاز بمحافظات أخرى، ما يوحي بأن العدد الإجمالي على المستوى الوطني قد يكون أعلى بكثير.
والسلطات المصرية ملزمة بموجب القانون الدولي بتوفير نفس مستويات الرعاية الصحية للمحتجزين ومطلقي السراح على السواء، وبموجب المعايير الدولية لا ينبغي استخدام الحبس الاحتياطي إلا كإجراء أخير.
أما المادة 55 من الدستور المصرى الذي تم تبنيه في 2014 فتحظر تعذيب المحتجزين أو الإساءة إليهم بدنياً، وتلزم السلطات بمعاملة كل محتجز "بما يحفظ عليه كرامته" واحتجازه في مرافق "لائقة إنسانياً وصحياً". وتقرر المادة أن مخالفة هذه الأحكام جريمة. كما تقرر المادة 56 أن السجون وأماكن الاحتجاز تخضع للإشراف القضائي، و"يحظر فيها كل ما ينافي كرامة الإنسان أو يعرض صحته للخطر".
ورغم العدد المتصاعد من الوفيات والتقارير واسعة الانتشار عن إساءة المعاملة وغياب الرعاية الطبية والاكتظاظ الشديد، إلا أن النيابة لم تتقدم ضد الشرطة إلا بقضية واحدة مرتبطة بوفاة محتجزين منذ منتصف 2013. وقد نبعت القضية من واقعة في 18 أغسطس/آب 2013 توفي فيها 37 محتجزاً بعد قيام الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع داخل عربة ترحيلات كانوا محبوسين فيها بسجن أبو زعبل. وأدان أحد القضاة 4 من رجال الشرطة، لكن محكمة الاستئناف أمرت في يوليو/تموز بإعادة محاكمتهم، وتقررت الجلسة التالية في 22 يناير/كانون الثاني.
وفي رسالة إلى هيومن رايتس ووتش تم تهريبها من سجن طرة في مارس/آذار 2014، قال أحد السجناء إن فرق النيابة كانت تزور السجون لكنها رفضت الاستماع إلى شكاوى السجناء. وقال السجين: "كل ما فعلوه هو دخول كل زنزانة وإلقاء نظرة سريعة، وإحصاء الأسرّة وتدوين الأسماء بكل زنزانة".
قالت هيومن رايتس ووتش إن على السلطات التحقيق في حالات الوفاة أثناء الاحتجاز وملاحقة رجال الشرطة وغيرهم من المسؤولين المشتبه في ارتكابهم للإهمال أو الانتهاكات. وعلى النائب العام المصري الإفراج عن جميع المحتجزين لمجرد ممارسة حقوقهم المكفولة دستورياً في التظاهر السلمي أو التعبير عن الرأي السياسي. كما يجب على النائب العام استحداث عملية لمراجعة ممارسات الحبس الاحتياطي، مع استبعاده مبدئياً في جميع الحالات، وضمان الإفراج الفوري عن جميع المحتاجين إلى رعاية طبية غير متاحة في الاحتجاز.
قالت سارة ليا ويتسن: "لقد بدت السلطات المصرية راضية عن نفسها إلى حد صادم في وجه هذا العدد الكبير من وفيات المحتجزين. وعليها أن تضمن التحقيق المستقل في جميع تلك الوفيات وكذلك في مزاعم الانتهاكات، وإقرار وإنفاذ ضمانات فعالة لحماية كل من يوجد في عهدة الدولة".

وفيات أثناء الاحتجاز

رغم أن السلطات المصرية لا تنشر إحصائيات عن نزلاء السجون إلا أن أعداد السجناء قد ارتفعت كثيراً على الأرجح منذ قام الجيش بعزل مرسي، أول رئيس مصري ينتخب بحرية، في يوليو/تموز 2013، وشروعه في حملة قمعية على الإخوان المسلمين. احتجزت السلطات ما لا يقل عن 41 ألف شخص، بحسب إحصائية تستند إلى تقارير إعلامية نشرها المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وهو منظمة مستقلة. ويقدر الإخوان عدد المعتقلين من أعضائهم أو مؤيدي تنظيمهم المحتملين بـ29 ألفاً.
في ديسمبر/كانون الأول أعلن أحد مسؤولي وزارة الداخلية أن السلطات اعتقلت في 2014 10 آلاف شخص متهم بالشغب أو الاعتداء على أقسام الشرطة أو الانتماء إلى تنظيم إرهابي أو تخريب خطوط السكك الحديدية، وأوحى بارتباطهم جميعاً بالإخوان. وفي يوليو/تموز قالت وزارة الداخلية للجنة تقصي الحقائق الرئاسية التي تحقق في الأحداث المحيطة بعزل مرسي إن ما يزيد على 7000 شخص ممن اعتقلوا أثناء تلك الأحداث ما زالوا رهن الحبس الاحتياطي.
وأفادت صحيفة "الوطن" بأن هشام عبد الحميد الناطق باسم مصلحة الطب الشرعي قال إن فريقاً من المصلحة قام بمسح أقسام الشرطة في محافظتي القاهرة والجيزة ووجد أن الاكتظاظ هو السبب الرئيسي لتزايد الوفيات. وقال عبد الحميد إن السجون تفتقر إلى السعة اللازمة لاستيعاب تدفق السجناء لفترات قصيرة، ومن ثم اضطرت السلطات إلى احتجاز السجناء في أقسام الشرطة المكدسة وغيرها من المرافق حيث يخصص لكل سجين، في المتوسط، نصف متر مربع من المساحة فقط.
وقد نقل عن عبد الحميد قوله إن تصاعد درجات الحرارة في الصيف وانتشار الأمراض في الشتاء قد أديا إلى زيادة "طبيعية" في وفيات المحتجزين، وإنها نتجت عن "حالات طبية" ولم تثر أية "شبهات جنائية". قالت "الوطن" إن مصدراً مجهولاً داخل مديرية أمن القاهرة أبلغ الصحيفة بأن السلطات قامت بتركيب أجهزة تكييف لتحسين الظروف في بعض المرافق الشرطية في القاهرة والجيزة.
وقد رفض عبد الحميد، الذي تم الاتصال به هاتفياً في ديسمبر/كانون الأول، الرد على استعلامات هيومن رايتس ووتش عن وفيات المحتجزين أثناء الاحتجاز والإساءة إليهم. ولم يرد مكتب هشام بركات، النائب العام، على خطاب لـ هيومن رايتس ووتش بتاريخ 8 يوليو/تموز يستعلم عن أية تحقيقات جارية في حالات الوفاة أثناء الاحتجاز أو في انتهاك حقوق المحتجزين على مدار العام الماضي. وفي 1 يوليو/تموز قال الناطق باسم وزارة الداخلية، اللواء عبد الفتاح عثمان، في برنامج حواري تلفزيوني إن الروايات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي عن ممارسة الشرطة للاغتصاب والتعذيب "ليس لها أساس من الصحة"، ووصف السجون المصرية بأنها "مثل الفنادق".
ونادراً ما تظهر تقارير عن تعويض محتجزين تم انتهاك حقوقهم أو إساءة معاملتهم. في 14 يناير/كانون الثاني، في حكم نادر، حكمت محكمة إدارية بالإسكندرية بأن تدفع وزارة الداخلية مبلغ 75 ألف جنيه مصري (10341 دولار أمريكي) لسجين سابق تعويضاً عن الدخل المفقود نتيجة بتر ذراعه بعد إصابتها بالعدوى من حقنة تلقاها من محقن ملوث. وقد سبق للمنظمة العربية للإصلاح الجنائي في سنوات سابقة الفوز بأحكام مشابهة، لكن وزارة الداخلية أخفقت في السداد في بعض تلك القضايا، بحسب صحيفة "الأهرام".
الحق في الصحة
رغم واقعة أبو زعبل وبعض الروايات عن حالات وفاة أثناء الاحتجاز انطوت على التعذيب أو الإساءة البدنية، إلا أن عدداً كبيراً من حالات الوفاة التي راجعتها هيومن رايتس ووتش في الإعلام والتقارير الصادرة عن منظمات غير حكومية ـ علاوة على أغلبية الحالات التسع التي تحققنا منها على نحو مستقل ـ تبدو ناجمة عن نقص الرعاية الطبية، التي فاقم منها ظروف الاكتظاظ.
وتنص مبادئ الأمم المتحدة الأساسية لمعاملة السجناء، التي تبنتها الجمعية العامة في 1990، على أنه "ينبغي أن توفر للسجناء سبل الحصول على الخدمات الصحية المتوفرة في البلد دون تمييز على أساس وضعهم القانوني". كما أن الحق العالمي في "التمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه" كما تصفه وتعترف به مختلف الاتفاقيات الدولية، ومنها الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وقد صدقت مصر على كليهما، ينطبق أيضاً على السجناء.
علاوة على هذا، وبموجب المعايير الدولية، لا يجوز استخدام الحبس الاحتياطي إلا عندما يكون ضرورياً لضمان نزاهة الإجراءات الجنائية، مع مراعاة احتمالات فرار المحتجز. وينبغي لصحة المحتجز وقدرة نظام السجون على توفير الرعاية الملائمة أن تولى اعتباراً أساسياً في الحبس الاحتياطي.
ويعمل قانون السجون المصري لسنة 1956 وقرار وزارة الداخلية رقم 79 لسنة 1961 على فرض الرعاية الكافية من جانب أطباء السجن، وسرير لكل نزيل، بمن فيهم المحبوسون احتياطياً، لتجنب الاكتظاظ. لكن في الحالات التسعة التي تحققت منها هيومن رايتس ووتش دأبت السلطات على تجاهل وانتهاك تلك الأحكام. كما دأبت سلطات السجون على تجاهل اشتراط إبلاغ الأقارب فوراً بوفاة أي سجين، واستهانت باشتراط إبلاغ النيابة كلما توفي أحد السجناء "فجأة" أو نتيجة لحادث أو فعل جنائي.
وقد وجد تقرير عن الرعاية الصحية في السجون ومرافق الاحتجاز، أصدرته المبادرة المصرية للحقوق الشخصية في 2014، أن الظروف بصفة عامة لا تلبي الاشتراطات الدنيا المتعلقة بالحق في الصحة والتي يكفلها القانون الدولي ـ رغم أن جودة الرعاية تباينت بحسب الموقع ـ وأن خدمات الطوارئ العاجلة كانت "شديدة المحدودية عادة".
وقال محتجزون سابقون أجرت معهم المبادرة مقابلات إنهم نادراً ما كانوا يحصلون على رعاية طبية، إن حصلوا عليها، من الممارسين العموم قليلي الخبرة المثقلين بالأعباء الذين يشغلون مناصب أطباء السجون. وقال المحتجزون إنهم عالجوا أنفسهم بأدوية جلبها أقاربهم أو أوصى بها زملاؤهم من النزلاء. وكثيراً ما كان مأمورو السجون يتدخلون في نصائح الأطباء الطبية وتوصياتهم عند إتاحتها، على حد قول السجناء.
وقال سجناء للمبادرة إن الاكتظاظ، مقترناً بسوء التهوية، يجعل الزنازن والعنابر باردة في الشتاء وحارة لدرجة لا تطاق في الصيف.
في سبتمبر/أيلول أدخلت وزارة الداخلية تعديلات على قرارها لسنة 1961، لكن التعديلات كانت قاصرة عن تلبية المعايير المصرية والدولية، كما قالت المبادرة، حيث أنها لم تلزم بتناسب عدد الأطباء في كل سجن مع عدد نزلائه، ولا حددت العدد الأقصى الذي يمكن استيعابه من السجناء في كل زنزانة. ولم تتصد أيضاً لأوجه قصور أخرى حددتها المبادرة في لوائح السجون، من قبيل تمتع مأموري السجون وغيرهم من المسؤولين الإداريين بسلطة التصديق على توصيات الأطباء بالعلاج أو الإفراج.

حالات الوفاة أثناء الاحتجاز

أحمد إبراهيم: آثار تعدي بالضرب
توفي أحمد إبراهيم، 23 سنة، في ساعة مبكرة من صباح 15 يونيو/حزيران 2014 في قسم شرطة بحي المطرية في القاهرة. وكان إبراهيم يدرس تركيب أنظمة التكييف والتدفئة قبل الحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات للسرقة في 2012. وكانت سلطات السجن قد نقلته إلى قسم شرطة المطرية في 14 يونيو/حزيران لإنهاء إجراءات الإفراج المبكر عنه. وقال والده، محمد إبراهيم، لـ هيومن رايتس ووتش إنه رأى أحمد حياً للمرة الأخيرة عندما أخذ له بعض الطعام إلى قسم الشرطة مساء ذلك اليوم. وقال إن نجله كان محتجزاً في زنزانة شديدة الحرارة مساحتها 4 أمتار في 4، مكدسة لدرجة أن السجناء اضطروا للبقاء وقوفاً.
وقال محمد إبراهيم لـ هيومن رايتس ووتش إنه تقدم بشكوى لنقيب الشرطة المسؤول عن القسم من أن ظروف الاحتجاز لاإنسانية، لكن الضابط لكمه وقال له أن يبحث عن طبيب ما دام هذا رأيه. تحدث إبراهيم مع نجله لفترة قصيرة، فطمأنه الأخير إلى أنه سيعيش حتى الإفراج المنتظر. ومع ذلك ففي نحو الواحدة صباحاً تلقى إبراهيم مكالمة خلوية من أحمد الذي قال: "أبي، إنني أموت"، كما قال الأب لـ هيومن رايتس ووتش.
قال إبراهيم إنه طلب عربة إسعاف لكن عند ذهابه إلى القسم في صباح اليوم التالي، أبلغته الشرطة بوفاة أحمد أثناء نقله بالإسعاف إلى مستشفى بينه وبين القسم مسافة قصيرة. وفي المشرحة شاهد إبراهيم آثار دماء على شفتي نجله وكدمات على وجهه ورأسه ـ وهي الإصابات المدونة في تقرير الطبيب الشرعي، الذي وجد أيضاً أن رئتي أحمد بهما تورم وآثار نزيف.
قال إبراهيم لـ هيومن رايتس ووتش إنه يشتبه في تعدي الشرطة بالضرب على نجله. وقال إنه قدم شكوى للنيابة المحلية، التي لم توجه اتهامات. وبحسب تحقيق صحيفة "الوطن" في ديسمبر/كانون الأول، توفي 8 محتجزين في قسم شرطة المطرية في 2014، وهو أعلى رقم وسط جميع المواقع في القاهرة والجيزة.
الدكتور طارق محمد الغندور: الرفض لرعاية طبية كان من شأنها إنقاذ حياته
توفي الدكتور طارق محمد الغندور، أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة عين شمس والقيادي المحلي بجماعة الإخوان المسلمين، في صباح 12 نوفمبر/تشرين الثاني في وحدة الرعاية المركزة بمعهد الكبد التابع لجامعة المنوفية، الذي كان قد نقل إليه قبل ساعات.
وقد وقعت وفاته من مرض الكبد عقب ما يقرب من عام من الاحتجاز الذي حرمته السلطات أثناءه من الوصول إلى الرعاية الطبية اللازمة، بحسب عائلة الغندور وأصدقائه.
اعتقلت الشرطة الغندور في 18 ديسمبر/كانون الأول 2013 من منزله في حي مدينة نصر بالقاهرة، واتهمته النيابة بعدة جرائم تتعلق بعضويته في جماعة الإخوان، وفي أبريل/نيسان أدانه قاض بتهمة المشاركة في مظاهرة غير مشروعة وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات، رغم أدلة على وجوده في مقر نقابة الأطباء طوال يوم المظاهرة المعنية، كما قالت زوجته لـ هيومن رايتس ووتش.
ورغم معاناة الغندور من فيروس الالتهاب الكبدي "سي"، وتشمع الكبد وغيره من المشاكل، واحتياجه لزراعة الكبد من متبرع توصلت إليه أسرته، إلا أن السلطات واصلت احتجازه أثناء نظر الاستئناف الذي تقدم به في الحكم بسجنه، ولم تنقله إلى مستشفى يمكنه إجراء زراعة الكبد فيه. وبحسب المبادرة المصرية للحقوق الشخصية وشهود أجرت معهم هيومن رايتس ووتش المقابلات، فإن مستشفيات السجون المصرية غير مجهزة للجراحة، وكثيراً ما تضغط السلطات على المستشفيات العامة لإعادة سجناء دخلوها بأقصى سرعة، مما يمنع متابعة العلاج أو النقاهة أحياناً.
قامت عائلة الغندور بإبلاغ النيابة بحالته الصحية وطلبت الإفراج عنه من أجل زراعة الكبد، وكتبت زوجته مناشدات مماثلة إلى الرئاسة والمجلس القومي لحقوق الإنسان ذي الصفة شبه الحكومية.
وفي 28 أبريل/نيسان كتب مكتب نيابة شرق القاهرة إلى سلطات السجن مطالباً بتوقيع الكشف الطبي على الغندور لتحديد مدى احتياجه للجراحة واتخاذ خطوات أخرى "وفق مقتضى القانون"، وهذا بحسب خطاب قدمته عائلة الغندور. وفي 4 مايو/أيار قام طبيب السجن بإرسال تقرير طبي إلى سلطات السجن يوصي بنقل الغندور إلى المستشفى التخصصي لجامعة عين شمس لإجراء زراعة الكبد، ويحذر من تدهور صحته إذا لم يتم هذا. تم تهريب التقرير إلى عائلة الغندور، التي قدمته إلى هيومن رايتس ووتش.
في النهاية قال مسؤولو السجن الإدرايون إنهم سيحققون، بحسب عائلة الغندور، لكنهم كانوا في ذلك الوقت قد نقلوا الغندور إلى سجن، ومن بعده إلى سجن آخر. ففي أواخر أكتوبر/تشرين الأول نقلته السلطات إلى سجن شبين الكوم بمحافظة المنوفية بسبب قربه من المعهد القومي للكبد. وسمحت سلطات السجن بإجراء جراحة له في المعهد استلزمتها حالة تشمع الكبد، لكنها أصرت على عودته الفورية إلى السجن بعد الجراحة بدون السماح له بالنقاهة. وقال ابن عم الغندور، وهو طبيب أمراض جلدية أيضاً، لـ هيومن رايتس ووتش إن بقاءه مدة أطول كان ضروريا.
وقال لـ هيومن رايتس ووتش: "أعرف أن جميع المستشفيات بصفة عامة لا تقبل السجناء السياسيين بسهولة، فلديهم تعليمات بعدم قبولهم. قال الطبيب وقتها إن من الصعب عليهم قبول سجناء سياسيين لأنهم يجلبون الكثير من المشاكل لهم وللمستشفى".
وفي 9 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد ما يقرب من عام من اعتقال الغندور، قامت لجنة طبية شكلها السجن بمراجعة قضيته وطلبت فحص الكبد المتشمع بالموجات فوق الصوتية، كما قالت زوجته. وأجرى الغندور فحص الموجات فوق الصوتية في 10 نوفمبر/تشرين الثاني. وفي ساعة مبكرة من صباح اليوم التالي بدأ يتقيأ دماً. فنقلته سلطات السجن إلى مستشفى جامعة المنوفية، حيث وضع تحت حراسة الشرطة وطوال 3 ساعات تقريباً لم يتلق علاجاً يذكر بخلاف نقل الدم، كما قال أقارب له كانوا قد شاهدوه لـ هيومن رايتس ووتش. قال شقيق الغندور وابن عمه، اللذان وصلا إلى المستشفى من القاهرة بعد تلقي العائلة لمكالمة من أحد الأطباء، إنهما وجداه منتبهاً وقال لهم: "لقد تقيأت دلواً من الدماء".
رفضت الشرطة نقل الغندور إلى معهد الكبد، فساعده شقيقه وابن عمه على قطع المسافة التي تستغرق نحو 10 دقائق على قدميه. ووافق أحد مديري المعهد على دخوله، وبدأ الأطباء في إجراء منظار، لكنه ظل ينزف بغزارة، وتوقف قلبه ودخل في غيبوبة. ونقله الأطباء إلى وحدة العناية المركزة، حيث توفي في الصباح التالي.
وبعد يومين دعا حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، وزير الداخلية والنائب العام للتحقيق في وفاة الغندور، لكن أياً منهما لم يعلن عن فتح تحقيق.
محمود عبد الرحمن المهدي: نوبات قلبية متكررة
توفي محمود عبد الرحمن المهدي، 51 سنة والموظف الحكومي، أثناء الاحتجاز بمستشفى السويس العام يوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني بعد احتجازه طوال شهور في زنزانة سجن مكتظة، ومعاناته من نوبات قلبية على ما يبدو.
وقد اعتقل ضباط الأمن الوطني المهدي، وهو أحد مؤيدي الرئيس المعزول، يوم 19 يناير/كانون الثاني 2014 من مكتبه في السويس. واتهمته النيابة بحيازة أسلحة نارية والتحريض على العنف والانتماء إلى جماعة محظورة ـ هي الإخوان المسلمين. وأمرت باحتجازه لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيق، ثم جددت أمر الحبس عدة مرات حتى أغسطس/آب، حين برأه أحد القضاة. استأنفت النيابة حكم البراءة، وأمر القاضي بالإفراج عن المهدي بكفالة قدرها 10 آلاف جنيه (1400 دولار) إلا أن ضباط الأمن الوطني تقدموا بمزاعم جديدة دفعت النيابة إلى تقديم اتهامات جديدة بحقه واستبقائه في الحبس الاحتياطي.
واحتجزت السلطات المهدي بسجن عتاقة في السويس، في زنرانة بها نحو 50 نزيلاً آخرين وصغيرة لدرجة أنهم كانوا يتناوبون على النوم، كما قالت ابنة المهدي لـ هيومن رايتس ووتش. بدأ المهدي يعاني من آلام في الصدر ونقل إلى مستشفى السويس العام 3 مرات، بحسب ابنته. ورتبت الأسرة زيارة من مفتش وزارة الصحة للمهدي في السجن، فأوصى المفتش بنقله الفوري إلى مستشفى، رغم رفض المستشفى لقبوله. ويبدو أن كثيراً من الأطباء يترددون في قبول السجناء الذين يعتبروا سياسيين لأنهم لا يريدون تحمل المسؤولية القانونية، كما قالت ابنة المهدي.
وقالت أيضاً: "في الواقع، كان أبي في الفترة الأخيرة يرفض الذهاب إلى المستشفى عند شعوره بالمرض، لأنه يعتبره جهداً لا طائل من ورائه".
وفي عصر أحد الأيام في أواخر أكتوبر/تشرين الأول، قبل وفاة المهدي بأيام قليلة، اشتد عليه الألم حتى بدأ بعض زملائه المسجونين في طرق قضبان الزنزانة لطلب المساعدة، كما قالت ابنته، لكن الأمر استغرق 10 ساعات حتى نقلته سلطات السجن إلى مستشفى السويس العام، حيث شخص الأطباء ارتفاع ضغط الدم ومستوى السكر في الدم، وقالوا إنه ربما يعاني من نوبة قلبية. أدخل الأطباء المهدي إلى وحدة العناية المركزة لمدة تقل عن 12 ساعة، ثم نقلوه إلى عنبر السجن بالمستشفى، وهو مرفق بدا أنه يفتقر إلى أبسط المعدات، بما فيها قناع الأكسجين، كما قالت ابنة المهدي.
وفي 2 نوفمبر/تشرين الثاني تعرض المهدي لنوبة أخرى من نوبات آلام الصدر، وأخذه الأطباء إلى وحدة العناية المركزة لوضع قناع الأكسجين وإجراء تخطيط القلب الكهربي. ورغم أن المهدي قال إنه مريض ولا يستطيع التنفس، كما قالت ممرضات وآخرون لابنته، إلا أن الأطباء أعادوه إلى عنبر السجن، حيث توفي بعد ساعات قليلة.
وبموجب معايير الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، ينبغي نقل السجناء المرضى المحتاجين إلى علاج تخصصي إلى مؤسسات متخصصة أو مستشفيات مدنية. ورفض المستشفى قبول سجين مريض لا يعفي سلطات السجن من واجب توفير الرعاية الكافية للسجين، مثل نقله إلى مستشفى آخر، بحسب هيومن رايتس ووتش.
أبو بكر أحمد حنفي: استمرار الاحتجاز رغم مرض النزع الأخير
توفي أبو بكر أحمد حنفي، المحاسب والقيادي بجماعة الإخوان في محافظة قنا، بسجن أسيوط يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني بعد أكثر من 10 شهور من الاحتجاز. وكانت الشرطة قد اعتقلته في الأول من يناير/كانون الثاني 2014 من مكتبه بمحافظة قنا، واتهمته بالتورط في أعمال شغب أتلفت محطة القطار الرئيسية بقنا في يوليو/تموز 2013.
أمرت النيابة باحتجاز حنفي على ذمة المحاكمة، وفي يوليو/تموز بينما كان حنفي في سجن قنا، بدأ يعاني من آلام في المعدة وقيء، كما قالت زوجته لـ هيومن رايتس ووتش. وبعد عدة أسابيع أرسله أحد أطباء السجن إلى مستشفى جامعة قنا لإجراء فحوصات. وقال طبيب هناك إن أعراضه نفسية جسمية، وأمر بإعادته إلى السجن.
ونقلته سلطات السجن إلى مستشفى السجن عندما استمر في التقيؤ، ثم قامت بتغذيته وريدياً لأنه عجز عن تناول الطعام، بحسب زوجته. وبعد ذلك أعادته إلى المستشفى الجامعي، حيث شخص الأطباء سرطان الكبد والبنكرياس، وقدروا أن الباقي من عمره 3 شهور فقط، كما قال شقيق حنفي السجين بنفس المنشأة لزوجته.
وفي 7 سبتمبر/أيلول وافقت سلطات السجن على نقل حنفي إلى مستشفى أسيوط الجامعي لإجراء أشعة الرنين المغنطيسي، لكن النقل استغرق 10 أيام. وأكد فحص الرنين نتائج الفحوصات السابقة، لكن الأطباء طلبوا عينة من النسيج الحي. وفي هذه الأثناء طلب محامي حنفي الإفراج عنه لمعاناته من مرض الموت، لتلقي العلاج. وفي جلسة للمحكمة بتاريخ 20 سبتمبر/أيلول بعد بدء المحاكمة، أمر القاضي بالمزيد من الفحوص الطبية. وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول، بدلاً من الإفراج عن حنفي، أمر بنقله إلى المستشفى.
وبعد يومين أرسلته السلطات إلى مستشفى قنا الجامعي أولاً، ثم إلى مستشفى أسيوط الجامعي، حيث استبقاه الطبيب لمدة 13 يوماً في عنبر السجناء، الذي خضع فيه للحراسة وكان مقيد اليدين طوال الوقت تقريباً، كما قالت زوجته. خضع حنفي لعينة النسيج الحي، لكن لأن سلطات السجن خلطت بين نتيجته ونتيجة سجين آخر، اضطر حنفي للعودة لإجراء عينة أخرى، مما أخر ظهور نتيجة العينة إلى الأسبوع الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني أمر الأطباء بخروج حنفي، ووصفوا له أدوية وأمروا بنقله إلى مستشفى قنا الجامعي. لكن أحد ضباط السجن أصر على أخذه إلى سجن أسيوط أولاً حيث تناقش الضابط والمأمور، بحسب زوجة حنفي، في ما إذا كان يجب استمرار احتجازه. في النهاية أمر المأمور باحتجازه في انتظار النقل إلى قنا.
وفي 13 نوفمبر/تشرين الثاني قال حراس السجن لزوجة حنفي إنها لا تستطيع زيارته. وفي اليوم التالي سمحوا لابن شقيق حنفي بالدخول، فاكتشف وفاة حنفي. وقال شقيق حنفي السجين إن الحراس عثروا على حنفي متوفياً في زنزانته ونقلوا جثمانه إلى عربة إسعاف. وكتبوا في شهادة الوفاة إنه توفي في مستشفى.
إن إعادة مريض في حالة حرجة مثل حنفي إلى السجن على الرغم من توصيات الأطباء بإرساله إلى مستشفى آخر كانت ترقى على الأرجح إلى مصاف المعاملة اللاإنسانية والمهينة بموجب القانون الدولي.
عبد الرحمن الرزاحي: الإخفاق في السماح بالرعاية داخل السجن
توفي عبد الرحمن الرزاحي، الموظف الذي يبلغ من العمر 43 عاماُ والقيادي بجماعة الإخوان من محافظة أسيوط، يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول 2013 أو بعده بقليل، في سجن طرة في القاهرة.
اعتقلت الشرطة الرزاحي في 17 أغسطس/آب 2013 بعد 3 أيام من تفريق قوات الأمن الوحشي للاعتصامين المؤيدين لمرسي في العاصمة وقتل ما يزيد على 800 شخص معظمهم من مؤيدي الإخوان المسلمين. اتهمت النيابة الرزاحي بالتجسس لحساب حركة حمماس الفلسطينية والفرار أثناء ثورة 2011 من سجن وادي النطرون ـ حيث كان يجري احتجاز العديد من قادة الإخوان أثناء انتفاضة يناير/كانون الثاني 2011.
وقد احتجزته السلطات في البداية في الحبس الانفرادي في قسم مشدد الحراسة من ليمان طرة. وحين رأته زوجته بعد أكثر من شهر من اعتقاله، كان الرزاحي قد فقد بعض وزنه وأصابه المرض والقيء، كما قالت. وقالت إن خيرت الشاطر، القيادي الإخواني البارز المحتجز مع الرزاحي، كان قد طلب من إدارة السجن السماح بعرض الرزاحي على طبيب، لكن المأمور رفض، وأضافت أن حراس السجن كانوا أحياناً يلقون بأدوية يجلبها شقيق الرزاحي إليه. تدهورت صحة الرزاحي، بحسب زوجته، وطلب طبيب عيون يشاركه الزنزانة من السلطات نقله إلى المستشفى. فرفضت السلطات ولم تسمح لطبيب العيون إلا بطلب تحاليل للرزاحي. ولم تكشف التحاليل عن أي شيء غير طبيعي، كما قالت.
قالت زوجة الرزاحي لـ هيومن رايتس ووتش إنها كانت تعتقد أن النيابة ستفرج عن الرزاحي لعدم وجود أي أدلة على سجنه في وادي النطرون، لكن ضباط الأمن الوطني قدموا شهادة لمنع الإفراج عنه. وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول 2013، أمر قاضي التحقيق بالإفراج عن الرزاحي بدون كفالة لأسباب صحية، ووصلت عربة إسعاف لنقله إلى منزله في أسيوط. لكن النيابة استأنفت قرار الإفراج، وأمر القاضي باحتجاز الرزاحي لمدة 45 يوماً أخرى على ذمة التحقيقات، كما قالت زوجته.
وفي 13 أكتوبر/تشرين الأول، وصل شقيق الرزاحي إلى السجن لزيارته، فوجد المنشأة في فوضى. وقال له الحراس إن أحد السجناء توفي وأمروه بالانصراف. اتصل شقيق الرزاحي بمحاميّ العائلة، الذين اكتشفوا وفاة الرزاحي وأن السلطات نقلت الجثمان بالفعل إلى مشرحة زينهم في القاهرة. قال شقيق الرزاحي إن عمال المشرحة أبلغوه بأن ضباط الأمن الوطني أمروهم بالامتناع عن تأكيد وجود الجثمان هناك. وعند السماح لشقيق الرزاحي بأخذ الجثمان أخيراً، سأله مسؤولو المشرحة عما يريد كتابته في شهادة الوفاة. فرد بأنه لا يهم، فكتبوا "هبوط حاد في الدورة الدموية".
قالت زوجة الرزاحي لـ هيومن رايتس ووتش إن مسؤولي ليمان طرة لم يجروا أي فحوص طبية لزوجها، لكن طبيب السجن أبلغها بأنه يشتبه في إصابته بقرحة المعدة.

الأمين العام لـمنظمة العفو الدولية: الوضع الحقوقي في مصر "قاتما للغاية"

قال الأمين العام لـمنظمة العفو الدولية سليل شاتي، إن العام المنصرم 2014 كان عاما مروعا في مجالات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.وأعرب عن شعوره بالإحباط العميق مما يجرى في مصر.
وأضاف شاتي في لقاء له علي قناة الجزيرة إن غالبية المواطنين العرب يرون أن قياداتهم المحلية خذلتهم، وكذلك على مستوى العالم، مبررا حالات انتهاكات حقوق الإنسان بـ"القيادات التي لا تحاسب في المنطقة.. والإفلات من العقاب".
وأشار إلى وجود تقارير بشأن استخدام التعذيب من جانب قوات الأمن على نطاق واسع.
وقال إن آفاق الوضع الحقوقي في مصر "تبدو قاتمة للغاية"، مشيرا إلى صدور أحكام بالإعدام على ما يقرب من مائتي شخص بتهمة الهجوم على رجال الشرطة، في حين يحصل الرئيس المخلوع حسني مبارك على البراءة من جرائم قتل المتظاهرين، ويقبع العديد من الصحفيين في السجن، ومن بينهم صحفيي الجزيرة- لا لشيء إلا لممارستهم عملهم.

قوميون وناصريون ضد المؤامرة : اختمرت الثورة في النفوس ويجب على الجيش ان يحميها

تحل علينا الذكرى الرابعة لثورة يناير المجيدة وقد طالها ما طالها من فعل قوى الثورة المضادة التى عملت بليل وحاكت ما حاكت من المؤامرات والدسائس فتمزق شمل الثوار وتفرقت بهم السبل واضمحلت الاحلام الشعبية العريضة التى حلمها المصريون انذاك , وراح اعلام الثورة المضادة يفعل مفعول السحر, مشاركا
في اكبر عمليات التدليس في التاريخ , مستهدفا بسطاء الناس ممن لم ينالوا قدرا من الوعى السياسي ,وفعل ما تفعله كل نظم الاعلام الموجه ففرق بين المصري والمصري في الحقوق والواجبات وحاول غمس الناس حتى روءسهم في مشاكل الحاجيات الحياتية اليومية ونجح في ذلك لحد كبير وما كان ذلك ليحدث لولا تفرق الثوار.
واليوم وقد اتضح المشهد جليا , وطال الغبن الشديد كل المصريين دون استثناء ,واختمرت الثورة في النفوس وبدت في الافق اجواءها تلوح من جديد , فان الحركة تناشد كل المصريين عدم تفويت الفرصة التاريخية للانعتاق من الظلم والاستعباد والتبعية والمشاركة بقوة في التظاهرات السلمية المطالبة بارساء قواعد الديمقراطية والدولة المدنية الحديثة القائمة على المساواة التامة بين جميع المصريين دون اقصاء او تمييز.
وتذكر الحركة بعظمة الثورة الشعبية المهيبة التى شهدت خروج عناصر الشعب المصري ممتزجة دون تفريق او تمييز , فالمسلمون تراصوا مع المسيحيين ,والاخوان المسلمون والسلفيون تراصوا مع الشيوعيين والليبراليين في صف واحد يطالبون بتحرير مصر من طغمة الاستعباد والتبعية, وهاهى الفرصة التاريخية سانحة لنبذ جميع ما غرسته في بعضنا الثورة المضادة من اختلافات والتوحد صفا واحدا لخدمة مصرنا العزيزة وهى تنتفض ضد افظع تجارب الاستبداد التى عاشتها على الاطلاق.
وتثمن حركة "قوميون وناصريون ضد المؤامرة" الحراك الشعبي الواسع والرافض لممارسات سلطة الثورة المضادة الساعية الى دحر  واسقاط كل ما يتعلق بثورة يناير المجيدة وتطالب في الوقت ذاته شرفاء جيش مصر العظيم الانحياز الى صفوف الارادة الشعبية المطالبة بتحقيق اهداف ثورة يناير المجيدة التى جرى الانقلاب عليها, وحماية تظاهرات المصريين وليس قمعها بل والعمل على تحقيق مطالبها.
وتؤكد الحركة ان الحراك الثوري المصري لن يتوقف حتى تحقيق مطالب ثورة يناير في العدل والحرية والديمقراطية والمساواة والحياة الحزبية والسياسية التعددية السليمة , وعودة الجيش الى ثكناته , وجلوس كل المصريين على طاولة واحدة لادارة شئون بلادهم طبقا لمعايير الديمقراطية.
القاهرة
22 يناير 2015

محمد رفعت الدومي يكتب: جُزُر البحَّار "حمد"!

 غريبٌ أن يبلغ العاشرة طفلٌ ولد في "إنجلترا" قبل أن يحفظ كأنما يحفظ نصاً من الإنجيل أسطورة البحَّار "جون"، ذلك البحَّار الذي انطلق من سواحل الجزر البريطانية ليوزع المدنية علي كل الشعوب الهمجية في الأرض!
من الصحِّيِّ أن يلتف كل تجمع بشري يعيش داخل إطار جغرافي معين حول أساطيره الخاصة، من الصحِّيِّ أيضاً، وبنفس القدر، أن يسخر الآخرون من سخافة بعض تلك الأساطير، كأسطورة البحار "جون"! 
فهو رمزٌ صناعيٌّ يرمي إلي خلق دلالة تضخم في ذاكرة الإنجليز فقط دور وطنهم في مسيرة الإنسانية نحو الرقيِّ! 
والحقيقة، أن الإنجليز، بشكل خاص، لم يوزعوا علي الآخرين سوي القبح!
مع ذلك، هذه الأسطورة تقوم علي أطلال قوية لشخصية البحَّار الإيطالي "جون كابوت"! 
كان قد استوطن مدينة "بريستول" الإنجليزية، وكان يعيش هناك عندما اكتشف "كولومبوس" عام "1492" العالم الجديد!
في "مايو" العام "1497"، قام "جون" بأول رحلة بحرية من "بريستول" إلي "أمريكا الشمالية"، وهو، ربما، عندما رأي اليابسة في نهاية "يونيو"، كان قد اكتشف جزيرة "نيو فاوند لاند" في "كندا"، أو، اكتشف جزيرة "كيب بريتون" ربما، واستولي على الأرض لصالح "إنجلترا"!
عندما عاد في أغسطس أعلن خطأ أنه وصل إلى "آسيا" فلقبه الإنجليز بـ "الأميرال العظيم"!
وهو، بتلك الرحلة، ورحلة أخري في العام التالي، لم يعد منها أبداً، منح "بريطانيا" صكاً قانونياً بملكية مساحات شاسعة من الأراضي الجديدة!
لقد ضاع في البحر، وصار مصيره من أشهر نقاط الاختلاف التاريخية، لذلك، كان ضياعه رحماً صالحاً لولادة أسطورة، لقد أصبح الشخص الذي لا يطاله الموت ولا يطويه الزمن، تماماً، كـ " الخضر" في تراث المسلمين!
ليس من الصعب أن يصنع بلدٌ من حدثٍ صغير رمزاً.. 
ومن الفراغ أحياناً! 
لكن، أن يصنع حدثٌ صغيرٌ بلداً فهذا تماماً ما حدث من "شبكة الجزيرة" مع "قطر"! 
لقد كانت ولادة "الجزيرة" حدثاً أخذ "قطر" إلي مرتفعات لم تبلغها قط، كما جعل "حمد بن خليفة" المحور الذي تدور حوله سياسة المنطقة! 
أكره الذين لا يضعون عواطفهم جانباً أثناء الكتابة، لذلك، أختلف مع الذين يروجون لأن عمر "قطر" لا يتجاوز "44" عاماً، المقاس الشعبي لأحذية العرب، وأن أقدم ما في متحفها هو هاتف "نوكيا 82"، فإن لها في التاريخ نبض، حتي أن "هيرودوت" لمس اسمها في كتاباته، وفي التاريخ الحديث عوض!
عام "1850" أحكم "محمد آل ثاني" السيطرة علي الأراضي التي الآن "قطر"، وأسس لعرش أسرته الذي يسكنه الآن "تميم"!
لنسب "آل ثاني" صدي في اسم "تميم"، فهم من "بني تميم"، وهؤلاء كانوا شوكة العرب وكاهلهم، حتي دفع الغرور بشاعرهم الكبير "جرير" إلي أن قال:
إذا غضبت عليك بنو تميم ٍ/ حسبتَ الناسَ كلَّهم غضابا
من الثابت أيضاً أنهم في الجاهلية انتهكوا الكعبة وسرقوا محتوياتها فطرودوا من "مكة"!
كما كانوا يضربون المثل في الوفاء بسيد هذه القبيلة في زمانه، "حاجب بن زرارة"! 
كان قد ذهب بعدما ضربت القبيلة مجاعةٌ إلي"خسرو" - لا "كسري"، فهو خطأ شائع - وسأله الإذن بأن يسكنوا بلاده، خشي "خسرو" من غدر العرب برعيته فطلب منه ضماناً بأن يغادروا عندما ينتهي القحط فأعطاه قوسه، وأوفي بوعده، ولقد أفرط الشعراء في الضغط علي تلك الحادثة، لعل بيت "المطراني" كان أجمل ما قيل فيها:
تزهى علينا بـ "قوس حاجبها" / زهوَ تميم ٍ بـ "قوس ِ حاجبها"..
وربما كان انتشار المجوسية في قبيلة "بني تميم" هو ذكري لتلك المرحلة!
والآن..
ما هي أوسمة دولة في حجم قرص الأسبرين مثل "قطر" لتلعب ذاك الدور المفصليَّ الذي الآن ينحسر؟
ليس المال فقط، ذلك أن "الكويت"، مع الأخذ في الاعتبار ذاك الفارق الرحب بين عدد سكان البلدين من الوافدين والمقيمين معاً، أشد ثراءً! 
كذلك، ليس، إيمان "قطر" بالحرية كقيمة، فهي واحدة من دول القبيلة بكل تجلياتها، كما أن "الكويت" أكثر منها تبجيلاً للديمقراطية، وبكثير، وأزعم أن شاعراً مثل "محمد بن الذيب" ما كان ليسجن لو كان كويتياً، أو، لما مرَّ سجنه دون أن ينبه نظرية لدي كويتيين كثر!
وليس وجود "قاعدة السيلية" هناك، فالدول العربية مزدحمة بالقواعد الأمريكية! 
لكن، الإجابة هي، بالإضافة إلي كل ما سبق، وإلي تلك العلاقة الوطيدة بين حكام "قطر" وبين "البنائين الأحرار": شبكة "الجزيرة"!
لقد كان إطلاق "الجزيرة" حجراً كبيراً ألقي في المياه الآسنة فهيَّج بعد شهور قليلة كل سواحل الوطن الراكدة! 
كانت كالبحار "جون"! 
ولقد لعبت دوراً لا ينكره منصفٌ في تغيير الخريطة السياسية! 
تلك النغمة المنعزلة، واللهجة التي من المستحيل مواكبتها بالنسبة لحناجر الإعلام المسكونة بصوت أبينا الذي في المخابرات، جعل منها هدفاً مشروعاً للكراهية، كراهية حقيقية لا ذهنية! 
بين كل ما قرأت لا أجد كلاماً يعكس سبب نقمة إعلام البلاط علي "الجزيرة" سوي مسرحية روسية بعيدة في الذاكرة، اقتبسها حرفياً الكاتب "رؤوف حلمي":
لقد مرَّ جيشٌ بقرية في غيبة رجالها، فاغتصب العسكر كل نساء القرية إلا واحدة، هذه قاومت بالقدر الذي كان كافياً جداً ليغادر الجيش القرية وهي ما زالت عذراء، وهذا كان كافياً أيضاً ليتآمر عليها كل نساء القرية ويمزقن بأصابعهن غشاء بكارتها!
"شبكة الجزيرة" أيضاً، بإغلاق "الجزيرة مباشر مصر"، فقدت عذريتها! 
لقد ارتكبت "قطر" أكبر حماقاتها علي الإطلاق بذلك القرار! 
وهو قرار أفقدها أهم أوراق اتزانها القديم في قلب اللعبة السياسية وانزلقت في الشرخ الذي يلائم جغرافيتها.. 
المشكلة أن ذلك القرار قد اتخذ في لحظة سياسية شديدة الحرج، وهذا لا ينم عن وفاء!
المشكلة الأكبر أن ذلك القرار سوف يتجاوز لاحقاً مضمونه!
فسوف لا يصدق الآن أحد استقلالية الشبكة عن القرار السياسي، وهذه ذريعة لائقة لإغلاق حدود أخري في وجهها..
ولأن الخطأ الناقص هو أكبر الأخطاء علي الإطلاق، أتمني أن تغلق "قطر" كل نوافذ "الجزيرة" إلي الأبد! 
أو..
أن تتراجع عن قرارها المأساويِّ استراتيجياً، وأن ترمِّم ما نجم عنه من شروخ تنمو الآن بصوت مسموع في امتنان الكثيرين لـ "قطر"!

يحتله 15 الف جندى امريكى.. وفوكوياما: احتلال العراق كان خطأ كبيرا

تأثر الكاتب فرانسيس فوكوياما صاحب كتاب "نهاية التاريخ" في كتاباته بعالم الاجتماع العربي ابن خلدون وحاول أن يقلد نظرته، وقال إن ابن خلدون درس الحضارات المختلفة، وله نظرة تاريخية شاملة، ولم يكن يهتم بما يحدث في عصره فقط.
واعتقد فوكوياما أن نهاية الاتحاد السوفياتي السابق عبّدت طريق العالم أمام ما يوصف بـ"الديمقراطية الليبرالية". وكان فوكوياما أحد رواد ما يسمى "فكر المحافظين الجدد" الذي قاد الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش إلى غزو العراق عام 2003.
وتراجع الكاتب عن فكر المحافظين الجدد، وترجم ذلك في كتابه الجديد "الأنظمة السياسية والانحطاط السياسي" واستخدم فيه مصطلح "الدانمارك" كتعبير مجازي يرمز فيه إلى مسار بناء ديمقراطيات ليبرالية يعم فيها الازدهار و"الحكامة".
أوضح فوكوياما في حلقة الثلاثاء (6/1/2015) من برنامج "من واشنطن" أن القوة تعطي بعض الدول إحساسا بالمسؤولية تجاه المجتمع الدولي، وضرب مثلا بالاجتياح الأميركي للعراق عام 2003، وأكد أن ذهاب الأميركان للعراق عقب أحداث 11 سبتمبر/أيلول كان خطأ كبيرا.
ورأى الكاتب أن الغالبية العظمى من مهام الحكومة تعتبر روتينية مثل إصلاح الطرق والرعاية الصحية، وتوفير الخدمات المختلفة، وأوضح أن اتخاذ قرارات سياسية بعيدة النظر يعتبر الاختبار الحاسم للحكومات الناجحة، وأكد أن الحكومة الأميركية سقطت في هذا الامتحان، إضافة إلى عجزها عن معالجة ملف الهجرة، والسيطرة على السلاح وتنظيم امتلاكه.
سياسة مربكة
وأشار فوكوياما إلى أن الوضع السياسي الحالي بأميركا يمكن أن يطلق عليه مصطلح "الدانمارك". ولكنه أكد أن أميركا تعود للوراء نحو القرن الـ19، حينما كان الفساد مستشريا بالبلاد، وتم استبدال ذلك في الوقت الحالي بالطريقة الراهنة والتي بها يتم توفير المساهمات المالية بين الفاسدين لتمويل الحملات الانتخابية، حيث تحاول النخب دوما الحصول على امتيازات باستغلال النظام السياسي.
وأكد أن السياسة الخارجية لأميركا تعتبر مربكة جدا للأميركيين وأربكت ميزانيتهم، وبعد حربين مكلفتين لم تحققا أهدافهما (برؤية الأميركان). ورأى أن انسحاب أميركا من التدخل في شؤون العالم لن يجعل الأوضاع أفضل لأن بعض الدول تعتمد في أمنها بشكل أساسي على القوات الأميركية.
وعبر عن قناعته الكاملة باستحالة ديمومة نظام سياسي إلى الأبد، ولكنه أوضح أن أميركا لا يمكن أن تتعرض لانهيار سياسي في الـ25 عاما المقبلة، لأنها تتمتع باقتصاد قوي يحقق نوعا من التماسك السياسي.
وبالنظر إلى دور الإدارات الأميركية المتعاقبة بالشرق الأوسط، أكد الكاتب أن أميركا كانت تشجع الديمقراطية بالمنطقة، وأوضح أن أميركا استخدمت تبرير الديمقراطية لغزو العراق، وكانت تتوهم أن الرئيس العراقي الراحلصدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل.
وردا على سؤال بشأن موقع الخلل بين ما يعيشه الأميركان بالداخل وما تريد الحكومة تحقيقه بالخارج، قال إن الشعب الأميركي يريد توفير الغاز والأمان، ولا تجد الحكومة بأسا من التعامل مع "حكومات فاسدة" كنظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.
وضع مشابه
وكشف الحاكم المدني السابق للعراق بول بريمر، في لقاء بث بتاريخ سابق، أن الوضع بالعراق عام 2003 كان مشابها للوضع اليوم، وأوضح أن المشكلة التي واجهتهم حينها، تمثلت في إقناع جنود الجيش العراقي "الشيعة" بالعودة إلى صفوف الخدمة.
ولحل مشكلة تهرب الجنود الشيعة من الجيش، أوضح بريمر أنهم قاموا بتشكيل جيش جديد تمكن من تحقيق بعض النجاح، مشيرا إلى أنه قام باستدعاء الجيش الأميركي للتدخل بالعراق مرة واحدة إبان أزمة الفلوجة، خلال الـ14 شهرا التي قضاها حاكما مدنيا للعراق.
واستعرض الجزء الأخير من الحلقة مشاهد فيلم "الخطوط الحمراء" الذي يكشف التجاوزات غير الأخلاقية التي يقوم بها النظام السوري ضد شعبه.
الناشط السوري معاذ مصطفى (المولود بمخيم اليرموك) قال إن الشعب الأميركي لا يعرف الكثير عما يجري في سوريا، وأكد أن مهمته تتمثل في لفت النظر لمعاناة الشعب السوري وحشد الدعم المادي واللوجستي والسياسي لمساندة الثورة السورية.
زيارة السيسي لأميركا كانت أحد محاور الحلقة أيضا، إذ أكد بعض من استضيفوا أنهم وقفوا تحت المطر واحتملوا البرد في انتظار زيارة من أسموه "قائد الانقلاب" مؤكدين أنهم متمسكون بالشرعية التي يمثلها الرئيس المعزول محمد مرسي رغم إدراكهم لارتكابه العديد من الأخطاء.
ووصف بعض المصريين أن المشكلة لم تعد اختلافا في الآراء السياسية، بل الوضع أصبح معقدا جدا يمثل حاكما قتل شعبا معارضا له، ولم يحقق أي نجاح في أي مجال.
وبالمقابل، كان هناك مصريون مؤيدون للسيسي يرون أن بلادهم تسير في الطريق الصحيح، وتمنوا أن يعلم جميع العالم أن السيسي هو أملهم الذي يقود البلاد إلى المسار الصحيح.
وفق توقعات خبراء عسكريين .. عدد قوّات الاحتلال الأمريكي في العراق سيبلغ (١٥) ألف جندي خلال العام الجاري

وعلى صعيد متصل توقع خبراء عسكريون أمريكيون أن يبلغ عدد قوّات الاحتلال الأمريكي في العراق خمسة عشر ألف جندي بحلول نهاية العام الجاري 2015، بدعوى أن ذلك "يتناسب مع طبيعة المهمة".
ونقلت وكالات الأنباء تصريحات للباحث الرئيس في الشؤون الاستراتيجية بالشرق الاوسط (آنتوني كوردسمان)؛ قوله: "إن العسكريين الأميركيين يعملون ـ حاليًا ـ في قاعدتين هما معسكر التاجي وقاعدة عين الاسد الجوية وأن مركزين اضافيين سيضافا الى القائمة خلال العام الحالي"، مشيرًا إلى أن الزيادة متوقعة في أعداد الجنود الحاليين، كونها تتناسب مع المهمة، على حد تعبيره.
من جهته؛ أكّد (مايكل أوهانلون) الباحث في الشؤون العسكرية في معهد "بروكينغز" الأمريكي؛ أن رقم العسكريين الأمريكيين في العراق يمكن أن يزداد ليصل إلى (15) ألفًا خلال العام الحالي، لافتًا على أن ما وصفها بـ"مهمة" هذه القوات تتطلب سنوات عدة، دون أن يقيدها بعدد.
وتأتي هذه التصريحات، في وقت تشهد مناطق كثيرة في العراق وعلى امتداد مساحات واسعة؛ معارك عنيفة بين المسلحين والميليشيات التي تحظى بالدعم الحكومي، في ظل الغارات الجوية المكثفة التي يشننها التحالف الدولي، والتي على ما يبدو فإنها لم تضعف المسلحين، لاسيما وأنها تطال أهدافًا مدنية في الغالب.

فيديو.. شاهد ماذا قال فيصل القاسم لمجدى خليل



بدر الإبراهيم يكتب : فض الاعتذار عن "الإرهاب الإسلامي"

العربي الجديد
الصخب الذي تلا حادثة الاعتداء على صحيفة شارلي إيبدو، وقتل صحافييها، والنقاشات التي تثار بشأن الإرهاب والعنف والإسلام، تُذكِّر بنقاشات ما بعد الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، وخصوصاً أن الحكومة الفرنسية تحاول تصوير الحادثة على طريقة الأميركيين، بعد ضرب برجي التجارة في نيويورك. من المثير ملاحظة الاهتمام البالغ بحادثة باريس، في مقابل إهمال حوادث أفظع تحصل كل يوم خارج الغرب، بل وعدم الاكتراث لما قامت به فرنسا نفسها من كوارث في ليبيا ومالي، أخيراً، لكن ما يثير الاهتمام، أيضاً، هو ردة فعل ليبراليين عرب، يرددون الدعايات الغربية تحت لافتات التنوير والعقلانية، والتسامح والدفاع عن حرية التعبير.
في البداية، يلجأ هؤلاء الليبراليون العرب، على طريقة الإعلام الغربي، إلى رفض الحديث عن السياق الذي حصلت فيه الحادثة، أو فهم الأسباب التي أدت إليها، ويميلون إلى نزع إنسانية المعتدين على المجلة، واعتبارهم قادمين من خارج الحضارة، ومطالبة الجميع برفض الإرهاب واستنكاره، من دون أي كلمة أخرى، ومَن يحاول قراءة السياق، في محاولة فهم أبعاد الحادثة، يُتهم بتبرير الإرهاب، والانحياز إلى خطاب الكراهية. إن أبسط توصيف لهكذا خطاب هو أنه دوغمائي، أي أنه يصل، بتعصبه لتصور معيّن عن الحادثة ومسألة العنف، إلى حد عدم قبول النقاش أو طرح الأسئلة، على الرغم من ادعاءات العقلانية التي يروجها هؤلاء عن أنفسهم.
يتحدث بعضهم عن سياق الحادثة، لكن، وفق خطابٍ استشراقي تقليدي، فيرى أزمةً كبيرة في ثقافة المسلمين، ويعتبرها سبباً للعنف، ويؤكد أن غالبية أو كل أعمال الإرهاب في العالم من صنع مسلمين، ويطلب من العرب والمسلمين مواجهة هذه الحقيقة، ويكاد يقول إن العرب والمسلمين يحقدون على الغرب، لأنه حر ومتقدم. ليس ضرورياً، إزاء هذه المحاججة المتهافتة، التذكير بالجرائم الكبرى التي ترتكبها المؤسسات الرسمية الغربية، في كل بقاع العالم، أو القول إن العنف ينشأ ضمن ظروف سياسية واقتصادية، وفهم الدور الذي تلعبه الغطرسة الغربية في تنامي ظاهرة "العنف الإسلامي"، إذ يكفي الاستشهاد بإحصائيات جهاز الأمن الأوروبي، "يوروبول"، التي تشير إلى أن أقل من 1% من الأعمال الإرهابية (الناجحة والفاشلة) بين عامي 2006 ـ 2013، كان وراءها "الإرهاب الإسلامي"، لكن المهووسين بجَلْد الذات، والمستسلمين للدعاية الغربية، لا يرون العنف إلا في أوساط العرب والمسلمين، ويعتبرونه ثقافة عندهم، لا مسألة مرتبطة بالظروف السياسية.
الحديث عن حرية التعبير في فرنسا، والقول إنها مستهدفة بالحادثة، وأن العرب والمسلمين لا يفهمون قداسة حرية التعبير في فرنسا، ولذلك، لا يستوعبون حجم الغضبة الفرنسية، والتعاطف مع "شارلي"، أمر مضحك. في فرنسا، الهجوم على اليهود، أو التشكيك بالمحرقة مُجَرَّم قانونياً، وحين رفع مسلمون شكوى قضائية ضد المجلة لم تُقبل، في حين قُبلت شكوى من الكنيسة الكاثوليكية عام 2005 ضد إعلان للملابس مستوحى من "العشاء الأخير"، ويظهر فيه السيد المسيح بشكل امرأة، وقد اعتبرت المحكمة الإعلان عملاً عدوانياً يهين معتقدات الناس. هذه الأمثلة وغيرها، تجعل السؤال مشروعاً حول حدود حرية التعبير في فرنسا وأوروبا، والدافع وراء التمييز بين الإهانات المختلفة للمعتقدات.
حصلت الحادثة في سياق فرنسي خالص، إذ إن من ارتكبوا الجريمة فرنسيون مولداً ونشأة، وهم يعبّرون عن أزمة تتعلق بالهجرة والمهاجرين، ومدى استيعابهم ضمن الهوية الفرنسية، ويشعرون بنوع من الإهانة والاضطهاد لهويتهم الدينية في رسومات المجلة، لكن مَن تستهويهم الشعارات الرنانة من الغربيين، ومعهم ليبراليون عرب، يفضّلون الحديث عن الحرب على الحرية والحضارة، ويصرّ بعض الليبراليين العرب على اعتذار العرب والمسلمين عن الحادثة، وإظهار وجه الإسلام "الحقيقي" النابذ للعنف، معتبرين المسلمين كتلة أيديولوجية واحدة.
ليس المسلمون كتلة أيديولوجية أو سياسية واحدة، والنص الديني تتعدد قراءاته، وهو لا يفسر نفسه بنفسه، بل يحتاج إلى اجتهاد بشري لتفسيره، ومع اختلاف العقول المسلمة، تختلف القراءات والتفسيرات للنص. وهكذا، لا يكون الحديث عن "إسلام حقيقي" إلا محاولة لاحتكار النص عبر قراءة محددة. ليس هناك تأويل واحد للنص، والمسلمون ليسوا كتلة صماء، وهم، بالتالي، ليسوا ملزمين بالاعتذار عن شيء، ومطالبتهم بالاعتذار انغماسٌ في نظرية صراع الحضارات.
استنكار جريمة مثل هذه مفهوم، لكن اعتذار المسلمين لأن الفاعل مسلم، ليس إلا وجهاً من وجوه صراع الحضارات، وتفسير الصراع السياسي باعتباره صراعاً بين الأديان، تماماً مثل ترويج حوار الحضارات باعتباره حلاً للصراع، كأنما الصراع هو بين الأديان على معتقداتها، وليس صراعاً سياسياً واقتصادياً على النفوذ والموارد. والمطالبة بالاعتذار تشبه فعل من يتبنى الرواية الطائفية للصراع في منطقتنا العربية، ويطلب من عقلاء الشيعة أو عقلاء السنّة اعتذاراً أو براءة من أعمالٍ طائفية هنا وهناك، بما يكرس التفسير الديني أو المذهبي لصراعاتٍ سياسية.
لا يمكن القبول بأن يتصرف المسلمون من موقع المُتَّهَم، فلا ممارسة العنف أمر خاص بهم، ولا هم مسؤولون عن كل تأويل لنصوصهم، ولا يصح الاستسلام لهذا النقاش، بعيداً عن فهم سياقات أعمال العنف، ومع إغفال دور الحكومات الغربية في تغذية العنف حول العالم.
* كاتب سعودي. صدر له كتاب "حديث الممانعة والحرية"، و"الحراك الشيعي في السعودية .. تسييس المذهب ومذهبة السياسة".

ساينس مونيتور: السيسي سحق المعارضة وحلفائه الامريكان منزعجون

تحت عنوان "السيسي يعلن "حرية التعبير مقدسة"، قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، إنه في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قدسية حرية التعبير مازال المتظاهرون والصحفيون يذهبون إلى السجون.
وأضافت: "البعض قد يعارض الزج المستمر بالنشطاء والسياسيين الإسلاميين واليساريين في السجون الأشهر الأخيرة، وقد شهد الأسبوع الماضي جهود كندية لإقناع السيسي بتحرير ثلاثة صحفيين من قناة "الجزيرة" الإنجليزية من السجن بتهمة الإرهاب الزائفة لكنها باءت بالفشل".
وتابعت: "في أكتوبر تم سجن 23 مصريًا لمدة 3سنوات بتهمة خرق قانون التظاهر الجديد الذي يمنع الاحتجاجات العامة، ما دفع منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية لحقوق الإنسان إلى توجيه انتقادات لاذعة.
ونقلت الصحيفة عن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة قولها إنها "عودة مرة أخرى للعمل كالمعتاد في مصر مع الحكومة التي تدوس بوقاحة على حقوق مواطنيها في ظل دعم الحكومات الغربية".
وأضافت: "حكومة السيسي سوف تتجه بشكل واضح إلى سحق المعارضة الداخلية، سواء علمانية أو إسلامية".
ولفتت الصحيفة إلى أن " أكثر من 20ألف مصري تم سجنهم أو محاكمتهم لأسباب سياسية في معظمها، ما دفع منظمة العفو الدولية لتسليط الضوء عن حالة الحرية السياسية في مصر نوفمبر الماضي".
ورأت أنه وفقًا لأبحاث منظمة العفو فقد "كانت استقلالية القضاء والحيادية موضع تساؤل من قبل، كما وثقت الانتهاكات الصارخة للحقوق في المحاكمة العادلة مع المعتقلين دون وجود محام، أو القدرة على الطعن في قانونية الاعتقال، أو المشاركة الفعالة في الدفاع عنهم".
واستطردت "حتى الولايات المتحدة، الداعم العسكري والاقتصادي القوي لحكومة الرئيس السيسي أعربت عن قلقها البالغ لبعض إجراءات الدولة، خاصة في أبريل بعد الحكم بالإعدام على 683من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، واعتقال شباب من حركة "6إبريل"، والمجموعة اليسارية التي قادت ثورة يناير 2011 ضد الرئيس السابق حسني مبارك".
وتابعت: "وصفت الولايات المتحدة المسألة بجملة "غير معقول" وأنه "من المستحيل تصديق تلبية تلك الإجراءات أبسط معايير العدالة، ناهيك عن تلبية التزامات مصر بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان".
وأشارت إلى أن "السيسي حصل على ترقية في صفوف مبارك خلال فترة الـ 30عامًا التي قضاها في السلطة، وهو يعمل بجدية لاستعادة أسلوب مبارك في الحكم".

مهندس محمود صقريكتب: الإنسان .. سلعة رأسمالية رخيصة

لماذا كل هذه الضجة حول "شارل إيبدو" ؟؟
إذا كانت الحروب تعني دمار وأشلاء ودماء ، فإنها تعني أيضا تحريك لعجلة الاقتصاد ، وتوفير فرص عمل جديدة ، وتشغيل لمصانع السلاح ، وسوق جديدة لإعادة الإعمار .
الحرب تجارة رأسمالية رابحة : أرباحها بالدولار ، وخسائرها بالأرواح !
بعد سنة واحدة من غزو أمريكا للعراق نشرت صحيفة الفايننشيال تايمز : " زادت أرباح شركة هاليبرتون 80% ، وشركة بكتل 158% ، وشركة صناعة الأسلحة لوكهيد مارتن 300% ".
ولا مانع أبدا في سبيل هذه الأرباح الطائلة أن تتحالف أجهزة الإعلام المملوكة للشركات الكبري مع رموز الإدارة الأمريكية المرتبطة أيضا بتلك الشركات لتسويق الحرب من خلال 925 كذبة لإدارة بوش بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أحصاها تقرير لـ (أسوشيتد برس) وذلك لتهيئة الرأي العام لخوض تلك الحرب المربحة . 
وإذا كانت التجارة بالإنسان في سوق الحروب الرأسمالية (المتحضرة!!) مربحة ، فكذلك التجارة بالمرأة في سوق النخاسة الجنسية الرأسمالية مربحة جدا . بحسب ما ورد في كتاب (الخروج من الرأسمالية) لمؤلفه الفرنسي (Herve Kempv)
"تم بناء بيت دعارة ضخم مساحته 3000 متر مربع بجوار الاستاد الرئيسي في برلين أثناء مباريات كأس العالم لكرة القدم عام 2006 ، وتم استيراد 4000 امرأة لهذه المناسبة . ولم تكن ألمانيا استثناءا ، ففي عام 2004 سمحت اليونان بإنشاء ثلاثين بيت دعارة إضافي ، وتسهيل استقدام عشرين ألف امرأة لتلبية زيادة الطلب أثناء الألعاب الأوليمبية”!!! 
كل شيء يا عزيزي في الرأسمالية الغربية يخضع لقوانين الربح والعرض والطلب .
العالم يشتكي من السمنة المفرطة وما تسببه من أمراض ، وإعلانات الوجبات السريعة المسببة للسمنة تحيط بك في كل مكان لتسهيل تجارة : أرباحها بالدولار ، وخسائرها صحة الإنسان .
وكان بودي أن تتسع مساحة المقال للحديث عن تجارة تأجير الأرحام ، والتجارة في الأعضاء البشرية ، وتجارة بيع الأطفال بغرض التبني وأغراض أخري .
وكذلك رغبة مني في أن أصل معك سريعا إلى بيت القصيد من المقال حول جريمة الاعتداء على مقر صحيفة "شارل إيبدو".
لماذا كل هذه الضجة المثارة في فرنسا ، والتي جمعت العالم كله للمشاركة في – زفة – التنديد بالحادث الإجرامي على صحيفة "شارل إيبدو" ؟!! .
وقبل أن تجيب ، إليك السؤال الثاني : لماذا لم تقم هذه الضجة في حوادث أكثر بشاعة مثل حادث إطلاق النار في مدرسة بولاية " كونيتيكت " الأمريكية وراح ضحيته 27 شخصاً منهم 18 طفلاً ، وقبله حادث مشابه في جامعة فرجينيا راح ضحيته 32 شخصاً ؟؟!!
لأن الجريمة الأولى يراد توظيفها سياسيا في الحرب المربحة المسماة "الحرب على الإرهاب" ، حرب أرباحها لأمريكا والغرب طائلة ، ويكفي أنها حتى الآن خفضت سعر البترول لأقل من النصف ، أما خسائرها فهي بسيطة جدا .... مجرد مئات الآلاف من أرواح بشر في دول تسمى "العالم الثالث" – يعني مجرد رقم (3) بدون اسم – !!!
أما الجريمة الثانية فينبغي أن يتم معالجتها سريعا بلا ضجة ، لأن الضجة في هذه الحالة ستؤدي إلى تعديل قوانين تراخيص امتلاك السلاح ، مما يؤدي إلى خسارة في سوق صناعة وتجارة السلاح الأمريكية .!!!
إذا : لتكن الأرواح الأولي سلعة في سوق تجارة الحرب على الإرهاب ، والأرواح الثانية سلعة في سوق مافيا صناعة وتجارة السلاح !!!
هذا هو الإنسان في سوق الرأسمالية الغربية (المتحضرة !! )
نضع هذه المعلومات بين أيدينا حتى نفهم ما يدور حولنا .
وحتي تعصمنا من احتقار الذات والانسياق وراء أي جاهل أو حاقد يريد أن يحول المجرمين إلى ضحايا ، والضحايا إلى متهمين ، ثم يدعي بكل صفاقة وجهل علاقة الإرهاب بالإسلام والمسلمين .

20 يناير 2015

النائب محمد العمدة يكتب: هتلر..يقلد السيسي .. يحرق الرايخستاج ليفرض الطوارئ ويقضي علي معارضيه

تحت عنوان (Rise of Hitler: The Reichstag Burns ) ومعناه ( صعود هتلر : الرايخستاج يحترق ) ، نشر موقع " The History Place " الأمريكي مقالا مأخوذا عن قصة " Hitler: The Rise of Evil " ومعناه " هتلر : صعود الشر "
والتي كتبها / " جون بيلميير " الكاتب المسرحي والسينارست الأمريكي .
تحولت القصة التاريخية إلي فيلم حصل علي جائزتين " إيمي " ، وكان من العبارات الخالدة للكاتب والتي كتبها علي ستار النهاية " الشيء الوحيد الضروري لانتصار الشر هو أن يمتنع الرجال الأخيار عن فعل أي شيء " .
فإذا عدنا إلي المقال سالف الذكر " صعود هتلر : الرايخستاج يحترق " - الرايخستاج هو البرلمان الألماني – يقول الكاتب :-
" أدولف هتلر " المستشار الجديد لألمانيا لم تكن لديه نية الالتزام بقواعد الديمقراطية ، كان ينوي فقط أن يستخدم هذه القواعد ليجعل من نفسه – وفي أسرع وقت – ديكتاتورا علي نحو قانوني من الناحية الشكلية ليبدأ بعد ذلك الثورة النازية .
قبل أن يؤدي " هتلر " اليمين الدستورية لتولي منصبه ، عمل علي تحقيق هذا الهدف بطلب انتخابات برلمانية مبكرة ، بينما ينتظر الرئيس الألماني/" هيندنبيرج " بفارغ الصبر في غرفة أخري .
دخل "هتلر" في جدال مع الزعيم المحافظ / " هوجنبرج " والذي عارض فكرته بشدة ، ارتكزت خطة "هتلر" علي إنشاء أغلبية نازية منتخبة داخل "الرايخستاج " لكي تصبح بمثابة الختم المطاطي الذي يمرر له ما شاء من القوانين التي يرغب في إصدارها وعلي نحو يجعل الأمر في إطار قانوني تماما من الناحية الشكلية .
وفي أول يوم له كمستشار استطاع "هتلر" أن يؤثر علي الرئيس / هيندينبرج وإقناعه بحل الرايخستاج والدعوة للانتخابات البرلمانية المبكرة التي أرادها والتي تمت فيما بعد بتاريخ 5/3/1933.
في المساء حضر " هتلر " العشاء مع هيئة الأركان العامة للجيش الألماني وأخبرهم أن ألمانيا سوف تعيد تسليح نفسها كخطوة أولي لاستعادة وضعها السابق في العالم ، كما أعطاهم تلميحات قوية لأشياء سوف تحدث في المستقبل القريب ، حيث أخبرهم بأنه سوف يتم غزو الأراضي الشرقية وفرض الهيمنة الألمانية علي الأقاليم المحتلة بلا رحمة .
أكد " هتلر " للجنرالات أنه لن تكون هناك محاولة لاستبدال الجيش النظامي بجيش من قوات العاصفة أل (S A ) ، فقد كان الجنرالات في حالة من القلق لعدة سنوات من هذا الأمر ، حيث أرادوا الحفاظ علي وضعيتهم في السلطة والحفاظ علي التقاليد العسكرية بحالتها .
لقد بلغت قوات العاصفة الخاصة بهتلر والحزب النازي مستويات جديدة من السلطة وبدأت سلسلة من الإرهاب سوف تستمر طالما استمر الرايخ الثالث ( أحد أسماء ألمانيا في عهد النازية ) .
لقد سقط الرئيس الألماني/ هيندينبرج في فتنة هتلر ، حيث كان يوقع علي أي شيء يوضع أمامه ، لقد وقع الرئيس علي مرسوم للطوارئ جعل "بروسيا" الولاية الألمانية في قبضة المقربين من " هتلر " - " بابين " نائب المستشار و " جورينج " الذي شغل منصب وزير داخلية بروسيا ليتحكم في شرطتها .. بروسيا هي الولاية الألمانية الأكبر والأكثر أهمية والتي تضم العاصمة " برلين " .
قام " جورينج " وزير داخلية بروسيا علي الفور باستبدال مئات من ضباط الشرطة الذين يدينون بالولاء للجمهورية بضباط من النازيين الذين يدينون بالولاء لهتلر ، كما أمر الشرطة بعدم التدخل في عمل قوات أل (SA ) وقوات أل (SS ) تحت أي ظرف من الظروف ، وهذا يعني أن أي شخص سوف يضيق عليه أو يضرب أو حتى يقتل بمعرفة النازيين لن يجد أحدا يرجع إليه بالشكوى .
كما أمر " جورينج " رجال الشرطة بعدم إبداء أي رحمة مع هؤلاء المعادين للدولة وهو يقصد في الحقيقة المعادين لهتلر وخاصة الشيوعيين .
كذلك أصدر " هيرمان جورينج " قرارا مفاده ( أن رجال الشرطة الذين يستعملون الأسلحة في تنفيذ واجباتهم سوف يكونون في حمايتي ، أما من يفشلوا في أداء واجبهم فعليهم أن يتوقعوا إجراءات تأديبية ) .
في 22/2/1933 أسس " جورينج " قوة من الشرطة المساعدة قوامها خمسين ألف رجل ، معظمهم من قوات أل (SA ) و أل (SS ) والفاحشين ومحترفي المشاجرات ( البلطجية ) ، فالآن تمتلك قوات العاصفة النازية القاتلة سلطة الشرطة النظامية .
بعدها بيومين داهمت هذه القوات مقر الشيوعيين في " برلين " ، وزعم " جورينج " زيفا أنه كشف خطط الشيوعيين أثناء هذه المداهمة ، ولكنه في الحقيقة كشف عن قائمة أعضاء الحزب الشيوعي وقرر القبض عليهم جميعا رغم أنهم قرابة الأربعة آلاف عضو .
ويضيف الكاتب قائلا : -
Göring and Goebbels, with Hitler's approval, then hatched a plan to cause panic by burning the Reichstag building and blaming the Communists. The Reichstag was the building in Berlin where the elected members of the republic met to conduct the daily business of government.
وترجمته : -
" جورينج " و " جوبلز " وبموافقة " هتلر " وضعوا خطة لنشر الذعر من خلال حرق مبني الرايخستاج وإلقاء الاتهام علي الشيوعيين ، والرايخستاج هو مبني البرلمان الذي يقع في برلين ويجتمع فيه الأعضاء المنتخبين لإدارة المهام الحكومية اليومية ".
وللمصادفة العجيبة كان يوجد رجل شيوعي مختل في برلين ، إنه مشعل الحريق " مارينوس فان دير لوب" ، عمره 24 عام ، من هولندا ، لقد ظل يتجول في برلين لمدة أسبوع يحاول أن يحرق المباني الحكومية ليحتج علي الرأسمالية .
في 27/2/1933 قرر أن يحرق مبني الرايخستاج وحمل معه أدوات الحرق ، وقضي اليوم بأكمله يترصد حول المبني قبل أن يقتحمه حوالي الساعة التاسعة مساء ، فخلع قميصه وأشعل فيه النار ثم ذهب ليستخدمه في إشعال الحريق .
تسلسل الأحداث لا يمكن لأحد الإحاطة به علي وجه الدقة ، ولكن قوات العاصفة النازية وبتوجيه من " جورينج " كانت متورطة في إحراق المكان ، لقد ناصروا مشعل الحريق وشجعوه ليحرق مبني الرايخستاج في هذه الليلة .
قوات العاصفة التي يديرها القائد " كارل إيرنست " استخدمت نفقا تحت الأرض والذي يربط مقر جورينج بسرداب داخل الرايخستاج ، لقد دخلوا المبني ، وسكبوا البنزين والمواد المساعدة علي الاشتعال وسارعوا بالعودة من خلال النفق .
لقد خطف وهج الاشتعال الأحمر أعين الرئيس / "هيندينبرج" ونائب المستشار / "بابن" والذين كانا يتناولان العشاء في نادي يقع في مواجهة المبني ، لقد وضع بابن هيندينبرج العجوز في سيارته الخاصة وأخذه إلي موقع الحادث .
" هتلر " كان في شقة " جوبلز " ، فانطلقا إلي مكان الحادث حيث قابلا " جورينج " والذي كان يصيح زيفا بالاتهامات ويطلق التهديدات ضد الشيوعيين .
وللوهلة الأولي وصف " هتلر " الحريق بأنه منارة من السماء ، وقال للموجودين معه : أنتم الآن شهود علي بداية حقبة عظيمة في التاريخ الألماني ، النار هي البداية ، وأبلغ " هتلر " تقريرا إخباريا من موقع الحادث .
وبعد مشاهدة الخسائر عقدت الحكومة اجتماعا طارئا ، وعندما تم اخطار " هتلر " بالقبض علي مشعل الحريق الشيوعي " مارينوس فان دير لوب " أظهر غضبا مفتعلا قائلا :
"The German people have been soft too long. Every Communist official must be shot. All Communist deputies must be hanged this very night. All friends of the Communists must be locked up. And that goes for the Social Democrats and the Reichsbanner as well!"
وترجمته : -
" الشعب الألماني ظل ناعما لزمن طويل ، الآن كل شيوعي يجب أن يطلق عليه الرصاص ، كل النواب الشيوعيين يجب أن يعدموا ، كل أصدقاء الشيوعيين يجب أن يسجنوا " .
ترك " هتلر " مكان الحادث وذهب مباشرة إلي مكاتب صحيفته ليراقب تغطيتها للحريق بنفسه ، وظل بمقر الصحيفة طوال الليل مع " جوبلز " يضعا معا صفحة كاملة مليئة بالحكايات عن مؤامرة الشيوعيين للاستيلاء علي السلطة في" برلين " باستخدام العنف .
وفي اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد صباح 28/11/1933 طلب المستشار/ هتلر مرسوما للطوارئ للتغلب علي الأزمة ، فوجد مقاومة ضئيلة من أعضاء مجلس الوزراء من غير النازيين .
في المساء ذهب "هتلر " و " بابن " للرئيس/ هندينبرج ، فوقع الرجل الكبير المرتبك علي المرسوم بحجة حماية الشعب والدولة .
فرض مرسوم الطوارئ قيودا علي الحرية الشخصية ، وعلي الحق في التعبير عن الرأي شاملا حرية الصحافة ، وعلي الحق في الاجتماع وتكوين الجمعيات . كما فرض المرسوم أحكاما تمثل انتهاكا لخصوصية البريد والاتصالات التليفونية والتلغرافية ، وإعطاء الصلاحية للشرطة لتفتيش المنازل دون إذن ، كما أعطي الصلاحية لجهة الإدارة لمصادرة الملكيات الخاصة وفرض القيود عليها ، فأصبحت جميع هذه الأمور مصرح بها دون حاجة لمراعاة الشروط القانونية المنصوص عليها .
وفي الحال بدأوا تنفيذ أول حملة اعتقالات نازية ضخمة ، حيث توجهت شاحنات قوت أل (SA ) و أل (SS ) وهي تطلق زئيرها في الشوارع المكتظة بالشيوعيين والمعروفة بدخول الشيوعيين إليها وخروجهم منها وكذلك في منازلهم الخاصة .
الآلاف من الشيوعيين والاشتراكيين الديمقراطيين والليبراليين تم اعتقالهم في ثكنات قوات العاصفة حيث يتم ضربهم وتعذيبهم .
أعلن " هيرمان جورينج " في 3/3/1933 أنه غير قلق بشأن العدالة ، وأن مهمته تنحصر فقط في التدمير والإبادة لا أكثر .
واحد وخمسون من مناهضي النازية قتلوا ، ومنع النازيون كل الأنشطة السياسية والاجتماعات ووسائل الإعلام الخاصة بالأحزاب غير النازية ، حتى الحملات ضد النازية أصبحت في الواقع مجرمة .
Hermann Göring. Declared ; "Every bullet which leaves the barrel of a police pistol now is my bullet. If one calls this murder, then I have murdered. I ordered this. I back it up. I assume the responsibility, and I am not afraid to do so," declared Hermann Göring.
وترجمته :
أعلن " جورينج " أن كل رصاصة تخرج من فوهة مسدس رجل الشرطة هي رصاصتي ، ولو سمي أحد هذا قتلا فإنني أنا القاتل ، أنا الذي أمرت بهذا وأعضده ، وأتحمل المسئولية ولا أخشي أن أفعل ما تقدم .
الصحف النازية واصلت نشر الأدلة الكاذبة علي مؤامرات الشيوعيين ، وتزعم أن هتلر والنازيين فقط هم القادرون علي منع الشيوعيين من الوصول إلي السلطة .
" جوزيف جوبلز " الآن يتحكم في الإذاعة التي تديرها الدولة ، وينشر الدعاية النازية وخطب هتلر بين أفراد الأمة .
وبعد كل ما تقدم وجه النازيون انتباههم ليوم الانتخابات 5/3/1933 ، وتم وضع كل موارد الدولة اللازمة لتحقيق الفوز الكبير تحت تصرف جوزيف جوبلز .
كل كبار رجال الصناعة الذين ساعدوا "هتلر" للوصول إلي السلطة خصصوا ثلاثة ملايين مارك بسعادة ، ممثلون عن " ذخائر كروب "و "المجموعة الدولية فاربن " كانوا من بين هؤلاء الذين أجبروا علي التبرع تحت إصرار " جورينج " .
قال " جورينج " : ( إن التضحيات التي نطلبها من السهل تحملها إذا أدركنا أن الانتخابات القادمة سوف تكون الأخيرة خلال العشر سنوات القادمة ، وربما تكون الأخيرة خلال المئات من السنوات القادمة ، إن توفر المال بالإضافة إلي سلطة الدولة وخلفهما الحملة الانتخابية الشرسة التي يقودها النازيون سوف توفر لهتلر الأغلبية التي يطلبها ) .
في 5/3/1933 عقدت آخر انتخابات حرة بألمانيا ، ولكن الشعب رفض أن يمنح " هتلر" الأغلبية حيث أعطاه 44% من جملة أصوات الناخبين بالرغم من حملة الدعاية الضخمة والقمع الوحشي .
حصلت الأحزاب الأخرى علي حصتها ، فقد حصل حزب الوسط علي أربعة ملايين صوت انتخابي ، كما حصل الحزب الديمقراطي الاجتماعي علي سبعة ملايين صوت ، ورغم فقد الشيوعيين لكثير من الأصوات إلا أنهم حصلوا علي أكثر من أربعة ملايين صوت .
انتهي مقال " الرايخستاج يحترق " - المنشور علي موقع " مكان التاريخ " الأمريكي والذي كشف لنا العديد من الأمور :
- كيف سعي هتلر ليتحول إلي ديكتاتور ........
- كيف سعي إلي أن يحكم مجتمعا خاليا من المعارضة ، بل خاليا ممن يفتح فمه ....
- ولكي يحقق ذلك لجأ إلي نشر الذعر بين الناس بحرقه الرايخستاج " مبني البرلمان الألماني " ليستخدم هذا الحادث الإرهابي الذي اصطنعه في إصدار مرسوم للطوارئ يصادر به جميع الحقوق والحريات العامة ، ويتمكن باستخدامه من القضاء علي الشيوعيين أقوي المنافسين له ، ثم امتدت حربه لتشمل جميع المعارضين دون استثناء .
- وعقب حريق الرايخستاج أسس "هتلر" و "جورينج " قوات أل " Hilfspolizei " - " هيلفس بوليساي " - والتي تقول عنها الموسوعة الحرة :
The Hilfspolizei (abbreviated Hipo; literally: auxiliary police) was a short-lived auxiliary police in Nazi Germany in 1933.
The Hilfspolizei was created on February 22, 1933 by Hermann Göring, newly appointed Interior Minister of Prussia, to assist regular police in maintaining order and persecuting communists in the wake of the Reichstag fire.[1] The organization quickly spread from Prussia to other German states and endorsed by Hitler in the Reichstag Fire Decree
وترجمته :
" باختصار أل ( هيلفس بوليساي )هو جهاز الشرطة المساعدة ، والذي كان عمره محدودا بحقبة ألمانيا النازية التي بدأت منذ عام 1933 ، وتأسست بتاريخ 22/11/1933 ، ومؤسسها " هيرمان جورينج " المعين حديثا كوزير داخلية لولاية بروسيا الألمانية لمساعدة البوليس النظامي في الحفاظ علي النظام واضطهاد الشيوعيين ، وانتشرت الشرطة المساعدة بعد ذلك في جميع الولايات الألمانية ، وأقرها هتلر بعد ذلك في مرسوم حريق الرايخستاج " .
وقد مر علينا قبل ذلك كيف أضاف " جورينج " لهذه الشرطة المساعدة أعدادا كبيرة من الفاحشين ومحترفي المشاجرات ( البلطجية ) ، ولاشك أن هتلر أراد بإنشاء الشرطة المساعدة أن يقلد السيسي وحكومته فيما أقدموا عليه من إنشاء شرطة مجتمعية في مصر لتقنين أوضاع البلطجية المسخرين لمعاونة الشرطة من عهد مبارك.
- أنشأ " هتلر " و " جورينج " جهاز أل " Gestapo " – " البوليس السري "، وتم منحه حصانة قانونية من المحاسبة ليرتكب من الاغتيالات السياسية ما شاء دون حساب أو عقاب .
- استخدم " هتلر " رجال الأعمال لتمويل حملاته الانتخابية ودعمه مقابل منحهم المزايا الحكومية التي تعوضهم بأضعاف ما أنفقوه ......
- احتكر وسائل الإعلام وصادر إعلام سائر الأحزاب والمعارضين مصادرة كاملة ، فلم يعد في ألمانيا سوي صوت هتلر وحربه علي الإرهاب الشيوعي وإرهاب سائر المعارضين .....
أعتقد أن أوجه تقليد الزعيم " هتلر " للزعيم " السيسي " يسهل إدراكها واستخراجها مما ذكر ولا أري أنني بحاجة لرص المتشابهات جنبا إلي جنب .
ثمانون عام بين " هتلر " 1933 و " السيسي " 2013 ورغم ذلك تطابقت الأفكار والأعمال ، كل منهما أراد أن يحكم بلا شريك فسعي للخلاص من معارضيه ، فوسوست لهما الشياطين بخلق حرب علي الإرهاب كل ما تحتاجه جريمة هنا أو هناك والفاعل مجهول ، ثم تسن القوانين والسكاكين .
لقد نجح " هتلر " بالفعل في التخلص من خصومه والقضاء عليهم وقهر الشعب الألماني والقضاء علي أي صوت يمكن أن يعارض أفكاره أو سياساته ، فما هي النتيجة ؟
النتيجة هي الحرب العالمية الثانية التي خلفت ستين مليون قتيل في بعض التقديرات بخلاف المفقودين والمصابين والمشردين ، ودمرت معظم دول أوربا وأعادتها قرونا إلي الوراء ، ودمرت ألمانيا والشعب الألماني دون أن تميز بين المهللين لهتلر والمعارضين له ممن التزموا الصمت حيال جنونه وهوسه .....
وقد شاءت المقادير أن يطبق " هتلر " عقوبته الدنيوية علي نفسه بيده ،حيث انتحر لينتقل من الدنيا إلي سوء العذاب الذي ينتظره ، ليظل خالدا لا يموت فيه ولا يحيا .
لن أطلب من المستبد الظالم أن يعتبر ويرجع عن استبداده وظلمه لأن هذا الطلب فيه من الهوان ما لا تقبله ضمائر الكرام ، ولكني سأذكر الشعب المصري العظيم بالعبارة الخالدة لكاتب قصة ( هتلر وصعود الشر ) حين قال :
" الشيء الوحيد الضروري لانتصار الشر هو أن يمتنع الرجال الأخيار عن فعل أي شيء " .

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب: الفائزون من جريمة شارلى

لا اشك ان هناك اطرافا عديدة ستسعد لما حدث فى باريس فى الأيام الماضية، وستعتبر نفسها محظوظة بهذه الجريمة التى جاءت على هواها، والتى يمكن توظيفها لدعم مشروعاتها الاستراتيجية أو مراكزها السياسية، أو ضخ دماء جديدة فى حملاتها التعبوية والإعلامية.
على رأسها بالطبع تأتى الولايات المتحدة الامريكية التى تحشد العالم كله منذ بضعة أشهر لدعمها ومساندتها فى حملتها الاستعمارية الثالثة ضد العراق، التى تتذرع فيها بمكافحة داعش، بينما هدفها الفعلى هو حماية وجود وأمن وحدود الدولة الكردية الناشئة. وضمان ترسيم الحدود الجديدة فى العراق وسوريا وفقا لخرائطها هى، وليس لأى خرائط أخرى. بالإضافة بالطبع الى مصالحها الأصلية المقدسة فى النفط العراقى.
***
وتليها اسرائيل التى سارعت بتوظيف الحدث على عدة محاور؛أولها هو الدفاع عن جرائمها ضد الفلسطينيين بذريعة انها تحارب ذات الارهاب الذى ضرب فرنسا و الذى يضرب العراق وسوريا، وان القضية ليست بين احتلال وأصحاب ارض، وإنما بين دولة ديمقراطية متحضرة وبين اسلام راديكالى ارهابى متطرف ومتخلف. وثانيها هو استجلاب اكبر عدد من يهود فرنسا وربما اوروبا الى فلسطين.وثالثها هو اضعاف حملة التعاطف الاوروبى الاخيرة مع القضية الفلسطينية. ورابعها هو تدعيم التحالف الاسرائيلى مع عدد من الدول العربية الكبرى لمواجهة العدو المشترك المتمثل فى حماس وداعش. وفقا لما صرح به نتنياهو صراحة عدة مرات، وصدق على كلامه وزير الخارجية الامريكية جون كيرى.
***
وفى مصر، جاءت حادثة شارلى لتدعم الرواية الرسمية للنظام المصرى الجديد بقيادة عبد الفتاح السيسى، الذى أطاح بثورة يناير ومكتسباتها وثوارها من كافة التيارات بذريعة مكافحة الإرهاب، وأعاد إنتاج نظام مبارك بكل سياساته الخارجية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية مع تعديل طفيف فى بعض الرتوش.
ولتعطيه مزيدا من الرضا والاعتراف الدولى، الذى لم يتوقف منذ ان قرر ان يبحث عنه من بوابة اسرائيل. فبذريعة مواجهة خطر التطرف الاسلامى والاخوان المسلمين وحماس والإرهاب فى سيناء، قام بتعميق غير مسبوق للعلاقات مع اسرائيل، واتخذ سلسلة من الإجراءات لحماية أمنها، إجراءات سبق ان رفضها نظام مبارك نفسه؛ مثل هدم الأنفاق تحت الأرض مع اغلاق المعبر فوق الارض. وإزالة مدينة رفح المصرية من الوجود لإنشاء المنطقة العازلة للفصل بين المصريين والفلسطينيين.
***
وهناك أيضا اليمين الاوروبى العنصرى المعادى للعرب والمسلمين، والمحرض على كراهيتهم والداعى الى إغلاق أبواب الهجرة أمامهم. وهو اليمين الذى تمثله حزب الجبهة الوطنية بزعامة مارى لوبان فى فرنسا، وحركة بيديجا فى المانيا ومؤخرا فى اسبانيا، وحزب بريطانيا المستقلة، وحزب الحرية فى هولندا...الخ
ولقد سارع هذا اليمين فور وقوع الحادث وبهدف تحقيق مكاسب سياسية وحزبية على حساب خصومه السياسيين، الى شن حملات منظمة ضد الإسلام والمسلمين. مطالبا بتطهير أوروبا منهم ومطاردتهم وتقييد حركتهم والحد من حقوقهم وحرياتهم. ووصل الأمر ان طالبت بعض الحكومات الأوروبية بالفعل بإعادة النظر فى اتفاقية "شنجن" بهدف إعادة المراقبة للحدود المشتركة ووضع القيود امام حركة وانتقال المواطنين كأحد الاجراءات الوقائية فى مواجهة الارهابيين الاوروبيين المحتملين.
***
كل هؤلاء وغيرهم سارعوا بالفعل لتوظيف الحدث لدعم وتفعيل استراتجياتهم ومشروعاتهم، تحت ذريعة مكافحة الإرهاب والتطرف الاسلامى.
ولا شك ان توظيف الحوادث واختراع الذرائع للعدوان علينا وعلى اوطاننا وثوراتنا ومقاومتنا وحرياتنا وحقوقنا، هو فن رفيع تفوق فيه الغرب وأتباعه على امتداد قرون طويلة.
وفى كتب التاريخ المدرسية العربية، سنقرأ عشرات القصص عن الذرائع التى استخدمت لتبرير احتلال الاقطار العربية فى القرن التاسع عشر مثل مذبحة الإسكندرية الشهيرة عام 1882، أو حادثة "مروحة" داى الجزائر مع القنصل الفرنسى عام 1827، وقصص أخرى كثيرة.
أما فى السنوات الأخيرة وقبل جريمة شارلى ابدو، فسنجد قائمة طويلة من الاعتداءات والجرائم والانتهاكات التى ارتكبت تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، مثل تثبيت انفصال كردستان عن العراق. و مثل التدخل الفرنسى فى مالى. وتجميد الاعمار فى غزة. وإجهاض حكومة التوافق الوطنى الفلسطينى. واستباحة الطائرات بدون طيار الأمريكية لسيادة وسماوات افغانستان وباكستان واليمن بحجة مواجهة تنظيم القاعدة الارهابى.
ولكن أخطرها بالطبع كان الغزو الامريكى لأفغانستان 2001 بذريعة مواجهة تنظيم القاعدة الارهابى منفذ عمليات تفجير البرجين. أو غزوها للعراق 2003، بذريعة تدمير أسلحة الدمار الشامل التى لم يظهر لها أثر بعد الغزو. وقبلها بسنوات قليلة كان معركة تحرير الكويت 1991، هى ذريعة الأمريكان لاحتلال الخليج العربى وإنشاء عدد من القواعد العسكرية فى السعودية ودول الخليج.
اما الذرائع الصهيونية لشن الحروب والاعتداءات على فلسطين والشعوب العربية منذ 1948 ، فحدث ولا حرج.
***
لكل ما سبق يذهب كثير من المحللين الى ان الارهاب وعملياته وجماعاته وتنظيماته من القاعدة الى داعش ما هى الا صناعة مخابراتية غربية بامتياز، من كثرة ما استخدمت كذريعة للتدخل فى شئون دول المنطقة. ونفس الشئ يقال عن علاقة اسرائيل بالجماعات الارهابية فى سيناء. وفقا لنظرية "ابحث عن المستفيد."
بل يذهب البعض الى ان أنظمة الحكم المستبدة تدبر بنفسها بعض العمليات الإرهابية على أراضيها، لتتخذها ذريعة لتثبيت حكمها وفرض قبضتها والانقضاض على المعارضة ومصادرة الحريات واتخاذ الاجراءات الاستثنائية وكسب تأييد الجماهير الخائفة.
ولكن على الرغم من كل ذلك، فإننا لم ننجح، الا فيما ندر، فى كشف العلاقة المباشرة بين جماعة أو عملية ارهابية بعينها وبين اجهزة الاستخبارات الغربية او الإسرائيلية او المحلية، وهو ما ينطبق فى حالتنا على عملية شارلى ابدو.
وقد يرفض الكثيرون تماما فكرة ان الإخوة كواشى وأمثالهم فى الداخل العربى او فى الخارج الغربى، هم عملاء لأجهزة مخابرات أجنبية، فالعميل من وجهة نظرهم لا يضحى بحياته.
بينما يذهب آخرون الى أن توظيف مثل هذه التنظيمات لا يتم بالتوجيه المباشر أو باللقاء وجها لوجه، وإنما يتم على الأغلب من خلال اختراق مخابراتى للمستويات العليا فى التنظيم أو الجماعة، أو بالاستدراج والتوريط والتوظيف فى صراعات ومعارك طائفية.
على أية حال وأيا ما كانت الحقيقة، فان الآثار والنتائج المباشرة لعملية شارلى وأخواتها دائما ما تسفر عن، وتؤدى الى، مزيد من الغزو والتدخل على المستوى الخارجى ومزيد من القهر والاستبداد على المستوى الداخلى.
*****

من قصرها في مالطة ..حوار صادم لسهى عرفات لـ cnn تتهم فيه حماس بقتل الشعب الاسرائيلي


سهى عرفات تقف بجانب أبنتها زهوة عرفات (AFP)

المصدر يؤاف شاحام
بعد مرور عقد على موت زوجها، أجرت سهى عرفات، أرملة القائد الفلسطيني المتوفى، مقابلة غير معهودة وصادم لعدد كبير من العرب لشبكة البي. بي. سي. البريطانية.
لم تتوان مجرية المقابلة مع سهى، وواجهتها بحقيقة أنها تعيش براحة ورفاهية في مالطة في حين أن الشعب الفلسطيني ما زال يناضل من أجل حياته اليومية.
لكن إجابة سهى كانت جازمة: "هذا يجعلني أحس إحساسا فظيعا. أحس أنه من الصعب علي مساعدتهم لأنني لست في الجوار. حاولت المساعدة، لكن ذلك صعب علي لأنه لا يمكنني أن أكون في المنطقة، لأن هذا صعب".
"لو ذهبت إلى فلسطين مع بنتي، سيكون الكل حولنا، الكثير من الأشخاص. لا أريد ذكر أسماء، لكن لن يعجبهم هذا لو جئت مع ابنتي"
لقد أوضحت: "لو ذهبت إلى هناك مع بنتي، سيكون الكل حولنا، الكثير من الأشخاص. لا أريد ذكر أسماء، لكن لن يعجبهم هذا لو جئت مع ابنتي. يميل العالم العربي إلى التخلص من الرموز، وكان عرفات رمزا كبيرا. لقد جمع بين الفلسطينيين من كل مكان".
وفقا لأقوالها، لو كان عرفات حيا اليوم، لم يكن الانشقاق بين فتح وحماس ليستمر على ما هو عليه اليوم. وقالت في هذا السياق إنه لو أجريت الانتخابات اليوم، لم تكن حماس لتحظى بالشهرة في قطاع غزة. وفقا لأقوالها، تهدف وصاية عرفات إلى أن تكون فلسطين بلدا إسلامية لكن علمانية، خالية من التطرف، مثل لبنان أو الأردن.
كان انتقاد عرفات لحماس حادا جدا: "الإسلام دين التسامح، وما يفعلونه باسم الإسلام غير مقبول ولا معقول". وقد أضافت أن أفعال حماس التي منعت نشطاء فتح في غزة من إقامة مناسبة ذكرى موت زوجها هي أفعال مستنكرة".
"يجب أن تعترفوا بإسرائيل. لا تقولوا لي إنكم الآن ستمحون إسرائيل عن الوجود، من النهر إلى البحر"
عدا عن ذلك، استنكرت سهى عرفات قيام حماس بإطلاق القذائف من غزة، والتي ستؤدي في النهاية، لموت فلسطينيين. "حفرتم الأنفاق، ولماذا لم تبنوا الملاجئ؟ يجب أن تعترفوا بإسرائيل. لا تقولوا لي إنكم الآن ستمحون إسرائيل عن الوجود، من النهر إلى البحر".
أما فيما يخص موت ياسر عرفات، قالت سهى إنها ما زالت تعتقد أن عرفات قُتل وسُمم. كان عرفات سليما ومعافى قبل القيام بذلك. كما وواظب على تغذية متوازنة. مع ذلك، قالت إنها لا تتهم بذلك أحدا. لقد أنكرت كل الاتهامات التي تفيد أنها ورثت أموالا كثيرة من زوجها، وادعت أنها محاولة للإضرار بذكرى عرفات: "ولدت في فلسطين، عشت حياة المعاناة التي عاشها الشعب الفلسطيني، ولا أحد يمكنه أن يحاسبني".

اهالى اسنا بالاقصر يحطمون تمثالا اقامه رجال الحزب الوطنى للسيسي


تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي،" فيس بوك" و "تويتر"، مقطع فيديو يظهر تحطيم تمثال أقامه اعضاء بالحزب الوطنى في مدينة إسنا بالأقصر للرئيس عبدالفتاح السيسي، على يد مجهولين.
وقد أقام المواطن فاروق السيد جاد، بمعاونة عدد من اعضاء الحزب الوطنى ، في عام 2012 بصنع التمثال من الجبس والجير وبمواد بدائية، ثم قام بتلوينه ووضعه في وسط قرية بإسنا جنوب الأقصر، حيث يقف "السيسي" وعلى يديه اليسرى نسر، مرتديا البدلة العسكرية.

خبير قانوني: تسريب السيسي يثبت جرائم التحريض وعقوبتها تصل إلى الإعدام

قال الدكتور السيد أبو الخير -الخبير القانوني-: إن هذه التسريبات الأخيرة التي أذاعتها فضائية "مكملين" من مكتب السيسي بجانب ما تكشف عنه من هيمنة العسكر على الإعلام وتوظيفه لها بما يخدم مصالحه الخاصة، فإنها على الجانب الآخر تكشف تورط العديد من الجهات ومشاركتها فى كافة الجرائم التي إرتكبت ضد المصريين ليس فقط منذ الانقلاب العسكري، وإنما منذ قيام ثورة يناير.
أكد -في تصريحات صحفية - أنه وفقا لقانون العقوبات المصري، فإن هذا التسريب يندرج تحت جرائم التحريض والتي تصل عقوباتها للإعدام شنقًا.
وأضاف: الأذرع الإعلامية هي التي استجابت ونفذت الأوامر.. وبثت أخبارا كاذبة وحرضت على ارتكاب الجرائم وبررتها من أجل تسويغ الانقلاب العسكري، معتبرًا أن هذه التسريبات تحمل دليل إدانة للطرفين؛ المحرض وهم قيادات العسكر.. والمنفذ وهو الإعلام، الذي مارس بدوره التحريض من أجل تهييج الرأي العام وتوجيهه.
وتابع: التسريب كان بمثابة تلقين جمل نصية للإعلاميين ليمارسوا بها التضليل المباشر على الشعب، من بينها الأكذوبة التى روجها كل إعلامي الانقلاب بأن قائد الانقلاب ضحى بنفسه من أجل الشعب، وغيرها من الأضاليل الأخرى، بما يؤكد تواطئ الجميع ضد الشعب والاستهانه به، كما يكشف أمام جميع من خدعوا بأكاذيب الإعلام حقيقية المؤامرة التي قادها العسكر.

للحد من خسائر الفشل .. فيديو .. خبير دولى يطالب بسرعة ردم ما تم حفره من قناة الفنكوش


وائل قنديل يكتب: رسائل إلى الرئيس محمد مرسي

وائل قنديل
هل أعجبتك مرافعة الدكتور محمد مرسي، أمس، أمام المحكمة، وهو يشن هجوماً نارياً على قائد أكبر عملية سطو مسلّح على السلطة في مصر؟هل أحبطك الرئيس المنتخب، لأنه يكشف المستور بعد فوات الأوان؟
بالنسبة لي، لم تقدم لي المرافعة جديداً، فقط أضافت بعض العلقم على مرارات تجرّعتها الثورة، وأعادتني إلى أيام كان فيها الرئيس يبدو مطمئناً، بينما النار تحاصر الجميع.
السطور القادمة ليست ادعاءً للحكمة بأثر رجعي، هي مجموعة من رسائل كلها منشورة في حينها، وجّهتها إلى الرئيس محمد مرسي، في مناسبات مختلفة، أحذره فيها من مصير بائس ينتظره، وينتظر الثورة المصرية، إن استمرت أوضاع الحكم بهذه الطريقة.
2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012
لا أحد يدري ما إذا كان الرئيس يتابع بنفسه ما يدور من جدل في المجتمع، أم أنهم أقاموا جداراً عازلاً، مبكراً جداً، بينه وبين الجماهير، يجعله يرى الصورة وردية، على غير حقيقتها؟
إن الرئيس يبدو مستسلماً لحضن الدولة القديمة، على نحو يحجب عنه رؤية الواقع كما هو.. وهنا مكمن الخطر، ليس على الرئيس فقط، وإنما على الدولة كما حلمت بها الثورة كلها.
13 نوفمبر 2012
لقد تحدث الدكتور مرسي أخيراً عمّا سماها "مؤامرة"، لنسف هذه المرحلة بكل ما فيها، ملمحاً إلى الحاجة لثورة أخرى. ويبقى أن عليه أن يقدم على خطوات جادة وجديدة، لوأد هذه المؤامرة في أوكارها بالداخل والخارج. وهذا لن يتحقق إلا بمصارحة الشعب بما يجري، وهو كثير وخطير، ومن المفترض أن تكون سيناريوهاته قد وصلت إلى مَن يهمّه الأمر.
انتبهوا، أيها السادة، قبل أن يكون 25 يناير المقبل مأتماً للثورة، بدلاً من أن يكون عيداً ثالثاً لها.
22 نوفمبر 2012
وما دامت الإجراءات الثورية غائبة أو مغيّبة، وما دام المنهج المتبع هو التلفيق والتوفيق والتهجين بين جديد ما بعد الثورة وقديم ما قبلها وأدى لاندلاعها، فإن دماء كثيرة سوف تسفك، ونزيفاً في مصداقية النظام سوف يستمر.
24 نوفمبر 2012
لقد كان الأفضل للرئيس أن يخرج على الجماهير التي انتخبته، ببيان واضح شفاف، يعلن فيه حجم المخاطر ومصادرها، احتراماً للناس ولثورتهم، بدلاً من أن يصب على رؤوسهم زخات من القرارات التي تجعله ديكتاتوراً، ولو بشكل مؤقت، كما قال شُرّاح الإعلان الدستوري الصادم، غير أنه تصرف بالطريقة القديمة ذاتها، طريقة القائد الملهم المعلّم الذي يعتبر المصريين مجموعة من الأطفال في حضانة الثورة، وهو الوحيد القادر على حمايتهم وتأمينها.
لكن الذي حدث أن فالقاً مخيفاً أصاب جدار الحضانة، وها هو يوشك أن ينقض على الجميع.
5 فبراير/ شباط 2013
لقد كان حرياً بالسلطة ألا تستسلم لوهم قسمة مصر على اثنين، قسم لها، والآخر لجبهة أولئك الذين استنفدوا عدد مرات الرسوب، وكان جديراً بها أن تصل إلى جمهور الثورة الحقيقي، وتتواصل معه مباشرة، من دون حاجة إلى وسطاء وسماسرة، والطريق سهل وواضح: تغيير حقيقي وتطهير جاد وموضوعي لتراث الاستبداد.
قبل الانقلاب بأسبوع: 
لكن، قبل توجيه اللوم إلى ملوك الطوائف وأمراء الحرائق والخرائب، ينبغي أن يوجّه اللوم إلى الرئيس الساكن الساكت الذي يكتفي بمشاهدة ألسنة النار تعلو وتمسك بملابسه، وتحرق وطناً دون أن يحرّك ساكناً، أو يطبّق قانوناً أو دستوراً على صنّاع الموت؟
عفواً دكتور مرسي: لقد تأخرت كثيراً حتى تمكَّن الأوغاد.

خالد الآنسي يكتب : ما يجري في صنعاء..أطول وأغرب انقلاب

*ناشط حقوقي يمني
لدي مخاوف وأتمنى أن تكون غير صحيحة وأن لا يكون ما يحدث هو عرض الجزء الثاني من المسرحية، وهو التبرير للانفصال وإنهاء القسمة بين المخلوع (الحوثي) وبين هادي ...!!!
لا يوجد قائد يفتح الطريق لمن يصفها بقوى الشر ويسلمها المعسكرات والأسلحة ومؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية ثم يقرر مقاومتها بعد أن مكنها من حصاره في غرفة نومه ...
الانقلاب قد تم من قبل، وما يحدث الآن هو الإعلان عنه رسميا، الكارثة أنه انقلاب شارك فيه الرئيس الكارثة ... انقلاب على الثورة والتغيير لا على هادي ...
الأسوأ مما يحدث هو استمرار حالة الإرباك التي لا يعرف فيها الناس من غريمهم ...
ما يحدث اليوم قد يُنهي هذا الوضع الشاذ ويعطي الناس صورة واضحة عمن يحكمها ومن لا يحكمها، حتى يقرروا أن يقبلوا به أو يرفضوه.
إن كان ما يحدث هو مسرحية لتبرير الجزء الثاني من السيناريو، وهو الجزء الخاص بتقسيم اليمن بين الحوثي (المخلوع) وبين هادي، فأتمنى أن لا يكون هنالك سفك للمزيد من دماء الأبرياء ودماء الضباط والجنود لأجل لعبة قذرة متفق عليها سلفا بين طرفيها ...!!
الشخص الوحيد الذي بمقدوره أن يستقل سيارته ويدخل منزل هادي على الرغم من محاصرة الحوثيين له هو السفير الأمريكي.!
ليس بعيدا أن تكون مسرحية، المراد منها إقناع الأغبياء أن هادي كان ضحية وأنه قاتل حتى أخر لحظه قبل أن يرد الأمانة للمخلوع آو من يمثله ..!
أثناء الحرب على الدماج قلت إن الطريق إلى صنعاء يبدأ بدماج، ويوم سقطت دماج قلت إن صنعاء سقطت بسقوط دماج.
إذا كانت الأحزاب لا تزال تثق في هادي ومقتنعة أن ما يحدث هو معركة حقيقية بين الجيش وبين الموالين للمخلوع وللحوثي، فهذه كارثة.
سوف يكون انقلاب اليمن تاريخيا أطول انقلاب وأغرب انقلاب، الأطول لأنه بدأ في دماج وانتهى في صنعاء، والأغرب لأنه أول انقلاب يشارك فيه الشخص الذي يظهر في الصورة أن الانقلاب ضده ...
لكن الغرابة ستزول حين يتذكر التاريخ أن الانقلاب هو على الثورة وعلى التغيير في اليمن لا على الرئيس شخصيا، وأن الرئيس المنقلب عليه والمشارك في الانقلاب على نفسه كان عسكري مع المخلوع الذي خلعته الثورة قبل الخلع وبعد الخلع وأثناء الخلع ...
كان واضحا أن الرئيس التافه مجرد أداة من أدوات المخلوع، علي عبدالله صالح، من اللحظة التي رفض أن يجلس فيها على كرسي الرئاسة.
وما تشاهدونه، اليوم، هو فيلم (أمينة ترد الأمانة) ...!! هادي يعيد السلطة للمخلوع ويعيد المخلوع إلى السلطة تحت ستارة الحوثي ...
هذا ما يحدث ... وهذه هي نهاية قصة أمينة وأياديها الملطخة بخيانة الشعب وبالوفاء للمخلوع ...!والكارثة سببها ليس الثورة وإنما من خُدعوا بدموع هادي وتباكيه فبصموا له ووثقوا في بدويته وفي شرفه العسكري، وما فهموا أنه قضى 17 عاما نائبا بلا موقف ولا لسان ولا شرف..له أكثر من وجه وله أكثر من سمسار يبيعه ويشتريه...!

اسرائيل اليوم: تفجيرات فرنسا بداية لحرب عالمية ثالثة

بقلم: دوري غولد
اسرائيل اليوم 18/1/2015
ترجمة رأى اليوم
عضو في موقع للانترنت مؤيد لداعش قدم تفسيرا مهما لماذا كانت فرنسا هدفا للجهاد الاسلامي. كما هي العادة في عالم الجهاد، الذي يهتم باعادة الاسلام الى سابق عهده، فان التاريخ يلعب دورا مهما في عقيدتهم: “فرنسا كانت جزءً من الاراضي الاسلامية، وهي ستعود لتصبح اسلامية”. ماذا يقصد. طوال سنين فان منظمات الجهاد العالمي نشرت دعوة لتحرير الاندلس، وهو الاسم العربي لاسبانيا. وأجزاء من شبه جزيرة ايبيريا، التي كانت تحكم الحكم الاسلامي من سنة 711 حتى 1492. هذه الرسالة كانت تشكل أساسا لفيلم فيديو عن داعش.
لقد نسي الكثيرون أنه بعد احتلال فرنسا فان الجيش الاسلامي اخترق جبال الفرنائين واحتل مناطق، هي اليوم جزءً من فرنسا. الجيش الاسلامي الذي احتل بوردو هُزم في 732 على يد جيش تشارلز مارتل في الحرب على طور، ولكنه نجح في الوصول الى ليون وهدد باحتلال كل المقاطعة. مناطق فرنسية بقيت تحت الحكم الاسلامي حتى سنة 759 عندما في النهاية وقعت القاعدة الاساسية للجيش الاسلامي الغازي في أيدي الفرنسيين.
إن السعي الى تحرير مناطق كانت في الماضي تحت الحكم الاسلامي يقود منظمات الجهاد العالمي. وقد كتب حسن البنا، مؤسس حركة الاخوان المسلمين العالمية: “إن الاندلس وصقلية والبلقان وجنوب ايطاليا وجزر البحر الابيض المتوسط كانت مناطق اسلامية، ويجب أن تعود الى أيدي دولة الاسلام. يجب أن يكون البحر الاحمر جزءً من الامبراطورية الاسلامية كما كان في الماضي”. إن كتابات البنا التي هي محل تقدير معظم الحركات الاسلامية الراديكالية موجودة في الانترنت، بالعربية والانجليزية.
 هذه العقيدة الايديولوجية وجدت تعبيرها من قبل الشيخ يوسف القرضاوي، الذي يعتبر من قبل الكثيرين مرجعا روحانيا أعلى للاخوان المسلمين، قال في مقابلة مع تلفزيون قطر في 2007: “في تقديري فان الاسلام سيحتل اوروبا بدون استخدام السيف أو الحرب، ولكن باستخدام الدعوة والفكر”. ولدى حديثه عن المناطق الجغرافية للامتداد الاسلامي في اوروبا، قال القرضاوي: “إن احتلال روما، وايطاليا واوروبا، معناه أن الاسلام سيعود الى اوروبا”.
لقد ظهر القرضاوي على مدى سنوات اسبوعيا في قناة “الجزيرة”، وأعطى مباركته لمؤسسة الاخوان المسلمين الى درجة ما في فرنسا والتي تم استخدامها من قبل الاسلاميون لاعداد أئمة اوروبا. إن آلاف الشباب المسلمين تم احضارهم الى هذه المؤسسة. وفي النهاية فان المسيرة الفكرية للقرضاوي وجدت تعبيرها في منابر كثيرة من اجل نشرها على الملأ.
روما أولا
يوجد تنظيمات أخرى طورت روية القرضاوي، كبار رجال حماس، الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين، أسمعوا أقوالاً مشابهة. الشيخ يونس الأسطل سنة والذي شغل منصباً قيادياً في الهيئة الدينية العليا لحماس قال في موعظة بثها تلفزيون حماس سنة 2008: “قريباً جداً و بإذن الله، سيتم احتلال روما كما احتُلت القسطنطينية (اسطنبول) وأضاف إن “الفتوحات الاسلامية” طبقاً لنبوءة النبي محمد سينتشر في شتى أرجاء اوروبا كلها.
مسألة احتلال روما ذكر في المجلة الرسمية في الدولة الإسلامية (داعش) “دابق”. على الصفحة الاولى، للمجلة نشرت صورة لميدان القديس بطرس في روما، وعلى المسلّة الذي في مركزها أضيف بالرسم العلم الأسود لداعش. لقد اقتبست المجلة ما قاله مؤسس القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي مصعب الزرقاوي حين قال: “نحن نقاتل هنا وهدفنا هو روما ” وقبل أن يقود العمليات الجهادية في العراق ضد الولايات المتحدة وحلفاؤها فإن الزرقاوي أقام شبكة إرهاب في أوروبا .
تركيا تحت حكم رجب طيب اردوغان وحزب العدالة و التنمية (AKB) هي لاعب سياسي إقليمي أخر يتعامل مع نفس الموضوع.
شخص رسمي في وزارة الخارجية الأمريكية أرسل في سنة 2004 تقريراً لواشنطن، قال فيه بأنه في الوقت الذي أخذ فيه ال(AKB) على شارك في جلسة لطاقم التفكير الاستراتيجي المركزي ال(AKB) فقد سمع موظفاً حكومياً تركياً كبيراً يقول أن هدف ومقصد تركيا هو نشر الاسلام في اوروبا و”الانتقام للهزيمة التي لحقت بها في حصارها لفيَنّا سنة1683. هذا التقرير نشر في ويكيليكس.
يحاولون إخفاء
القادة المسلمون الراديكاليون يرون في أنفسهم بهذا أنهم يديرون حرباً ضد الحضارة الغربية.
هنالك أناس غير معنيين بعرض الصراع بهذه الطريقة ومن ضمنهم أوساط في الغرب والذين لأسباب تتعلق بالسياسة الصائبة يرفضون البحث بتهديد الاسلام المتطرف. بل إن هؤلاء يتمسكون بالعقيدة الخاطئة والتي تقول ان الإخوان المسلمين انقلبوا إلى حليف في الصراع ضد القاعدة وفروعها .
رسائل بريد الكتروني لمخرج في قناة الجزيرة، نشرت في المجلة الامريكية (national review) أظهرت محاولته للتقليل من أهمية الهجوم الارهابي الذي حلّ بباريس. “حيث أن دوافع المهاجمين غير معروفة”، حسب أقواله، ولا يجري الحديث عن هجوم ضد القيم الاوروبية بل بالعكس فقد اعتبر أن هذا رد على التدخل العسكري لفرنسا ضد داعش، في ليبيا ومالي.
وبكلمات أخرى فإن المخرج في قناة الجزيرة لم يرغب أن تعترف قناته بأن جذور العمليات مغروسة بايديولوجية أسلامية متطرفة .وعوضا عن ذلك فقد فضّل أن يوجه الاتهامات للدول الغربية التي لو كانت حقيقية لكان بإمكانها بشلّ قادة الغرب والاضرار بثقتهم الذاتية للقيام بعملية فعالة ضد الإسلام المتطرف. هذه الأقوال ليست مستغربة و لكن الجزيرة منذ منشئها اعتُبرت بوقاً للإخوان المسلمين .
ومقابل مخرج الجزيرة، فإن غسان شربل المحرر الرئيسي للجريدة العربية واسعة الانتشار”الحياة” رفض التقليل من أهمية العمليات في فرنسا أو أن يرى فيها حادثاً منفرداً: “لا يستطيع أحد بعد اليوم أن يتجاهل حجم المشكلة والتهديد” وبصورة جريئة قال الحقيقة “إن العمليات في فرنسا هي بصورة واضحة، الطلقة الاولى للحرب العالمية للمتطرفين الاسلاميين ضد الغرب وباقي العالم”.
طالما أن العالم لا يتفهم ويستبطن مغزى هذا التحذير فإن احتمال إحباط عمليات مستقبلية في اوروبا ليس كبيرا. يجب على العالم وأن يستوعب هذا التحذير بكل تداعياته من أجل أن يتصدى للتوجه الذي يرتسم مشيرا الى عمليات أخرى في اوروبا.