22 مارس 2015

سيد أمين يكتب: صحفي بدوافع أمنية

يتحرج الصحفي الوفى من انتقاد أبناء مهنته, خشية أولئك المتحفزين الواقفين على قارعة الطريق دائما دفاعا عن استمرار "الجيتوهات"- أى جيتوهات- , ومن ثمَّ يتهمونك بخيانة شرف مزعوم لم يحددوه للمهنة, ولكن في المقابل فإن الصحفي الأمين لا يمكنه ابدا تغليب مصلحته الفئوية على المصلحة القيمية العامة للمجتمع, لأنه لو سعى لتغليب قيمة الصداقة والزمالة فإنه قطعا يجورعلى القيمة الأقدس منها وهى "الحقيقة" المكلف بنقلها. 
والحقيقة أن الفساد في المشهد الصحفي المصري هو تابع لمشهد فاسد أكبر في المشهد الإعلامى العام , والذى هو بدوره جزء من حالة فساد أوسع تعيشها كل مؤسسات الدولة دون استثناء. 
ولقد دخلت حسابات السياسة نقابة الصحفيين منذ زمن بعيد, فأفسدت ثالوث النقابة والمهنة والصحفي بل والقارئ أو المتلقي أيضا, فما عادت نقابة الصحفيين المصريين ملاذا للحريات والحقوق ,وما عادت المهنة تبحث عن الحقيقة أو تدافع عنها , وما عاد الصحفي راغبا في الدفاع عن المظلومين ولا مؤمنا بالحرية والمسألة تحولت بالنسبة له إلى مجرد "سبوبة", فيما أدرك القارئ أو المتلقي هذا الحال البائس الذى تحولت إليه المهنة فراح يسيطر عليها عبر الدفع والتمويل سواء للصحيفة أو الصحفي , وسواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر. 
وبرزت حسابات السياسة التى أفسدت المهنة في السنوات العشر الاخيرة من عصر مبارك , حينما ظهرت حركات الرفض لمبارك ونجله والتى كانت تتخذ من نقابة الصحفيين ظهيرا لها , فيما انتمى عدد كبير من الصحفيين إليها – أزعم اننى منهم - الأمر الذى دفع النظام الى تبنى سياسة "تعويم" و"اختراق" النقابة عبر قيد آلاف الاشخاص من غير ممتهنى المهنة في جداولها , وهو الأمر الذى تحقق بقرارات هلل لها البعض بوصفها تحمل إطلاق حق إصدار الصحف الحزبية والمستقلة بـ"شروط معينة", فانطلقت الشخصيات المحسوبة على الحزب الحاكم أو الأحزاب الكرتونية التى صنعتها أجهزة أمن الدولة أو المخابرات آنذاك بتمويل عناصرها لإنشاء تلك الصحف , وبالطبع يتم الترخيص لها دون عداها استغلالا لتلك "الشروط المعينة", ومن خلال هذه الصحف التى سريعا ما تتعثر وتغلق أبوابها بعد أن تكون قد أدت مهمتها وقد تم قيد آلاف الصحفيين بنقابة الصحفيين, وما بقي من هذه الصحف ثبت للعيان أنها مجرد نشرة للحزب الحاكم ورجال أعماله أو نظائره الديكورية. 
وفي ظنى أن هدف النظام الحاكم من الزج بعدد ضخم من الصحفيين الموالين له أو على الأقل من قليلى الثقافة والوعى هو إحداث توازن أمام المجتمع ليبدو للعيان أنه إذا كان هناك صحفيون يهاجمون التوريث فهناك صحفيون أيضا يدعمونه , فيما قام جهاز المخابرات على الأرجح باختراق تيار رفض التوريث من الصحفيين بتقديم وجوه جديده تبدو غير محسوبة على نظام مبارك استعدادا للحظة الثورة عليه. 
وبنظرة تقريبية سريعة على أعداد المقيدين في جدول القيد بنقابة الصحفيين نكتشف أن عدد أعضاء تلك النقابة طيلة 68 عاما كان منذ إنشائها في عام 1941 حتى 2008 قرابة 5000 عضو مشتغل وتحت التمرين , فقفز هذا العدد في عام 2011 ليصل إلى 8 آلاف عضو ويواصل الآن قفزاته ليصل إلى 12 ألف عضو بما يتخطى الضعف في سبعة سنوات فقط. 
وقد تسببت تلك السياسة فى إفساد دور النقابة وتحويلها إلى ملجأ للهاربين من طابور البطالة الذى يغتال الشباب المصرى , ونحن هنا لسنا ضد توسيع باب العضوية ولكن المشكلة أن كثيرا من الصحفيين يفتقدون الصفات الواجب توافرها فى الصحفى من خبرة وثقافة ووعى وموقف. 
ولك أن تتصور أن العديدين من هؤلاء لا يجيدون القراءة والكتابة كما أن هناك صحفاً مستقلة تقوم بتعيين رجال الإعلانات والإداريين والعاطلين مقابل مبالغ مادية تحصل عليها إدارتها نظير إلحاقهم بنقابة الصحفيين وممارسة عمليات النصب والابتزاز مما يدر عليهم أرباحاً مهولة تجعلهم يعوضون ما دفعوه فى أشهر معدودات ويبقى لهم بعد ذلك بدل التكنولوجيا وخدمات النقابة التى باتت جراء هذه الممارسات هزيلة جدا. 
فى حين تقوم صحف أخرى – وهى فى الواقع معظم الصحف المستقلة والقليل من صحف الأحزاب الوهمية – بإجبار منتسبيها على تحرير استقالات مبكرة قبل قيامها بتثبيتهم والتأمين عليهم وتسخيرهم للعمل لديها بدون أجر لمدد طويلة نظير إعطائهم فرصة الالتحاق بالنقابة وبعد ذلك تتركهم ليزيدوا من معاناة النقابة المريضة أصلاً . 
ولن أكون مبالغا إذا قلت إن المعايير التى يتم تعيين الصحفيين على أساسها فى معظم الصحف لن تخرج عن ثلاثة, فإما أن يكون هذا الصحفى يحمل توصية من رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات المعلنة فى هذه الصحيفة , أو أن يكون حاملا توصية من جهة أمنية ,أو أن يكون قريبا لرئيس التحرير ليحظى باستحسانه, وقد يحدث فى أحيان نادرة أن يتم تعيين الصحفى على أساس الكفاءة والمثابرة. 
المشكلة أن الصحفيين الذين تم تعيينهم على أى من الأسس الثلاثة السابقة عادة ما تكون خبراتهم فى غاية الضحالة وهو السبب ذاته - يا للعجب- الذى قد يؤهلهم لاعتلاء أرفع المناصب فى هذه الصحف. 
فيما تتعمد بعض الصحف الحزبية والخاصة إجبار الصحفي على توقيع استمارة استقالة كشرط لتعيينه وإلحاقه بنقابة الصحفيين وليس ذلك فحسب بل إن بعض هذه الصحف تقوم بجانب ذلك بإلزام الصحفى بالتوقيع على إقرار يفيد بأنه مسئول مسئولية كاملة عن كافة أثاثات المؤسسة مع تحريره إيصال أمانة على بياض وذلك فى محاولة لإجباره على التزام الصمت بعد تعيينه وعدم اللجوء للشكوى!! 
ومهنيا , فكثير من الصحفيين لا سيما المتدربين يقومون بتسليم الموضوعات الصحفية إلى إداراتهم ويفاجئون بأن ما نشر كان مغايرا تماما لما كتبوه , كما أن آخرين يقصرون الطريق فيبذلون جهدهم في تكييف كتاباتهم لما يتوافق مع سياسة تحرير صحفهم خصما من حساب الحقيقة , ناهيك عن أخطاء في الديسك والإملاء واللغة وأخطاء تنم عن عدم الوعى والجهل , وبالطبع كل ذلك يذوب في مغسلة"الديسك". 
أنا هنا استرسلت في ذكر مثالب الصحافة والصحفيين ولكن هناك أيضا شرفاء كثيرين , ولكنهم كعادة كل جميل في بلداننا , لا نراهم لأنهم غيبوا عمدا مع سبق الأصرار والترصد ضمن تدخلات السياسة.

20 مارس 2015

محمد رفعت الدومي يكتب: محمد منير.. دميمٌ أنتَ في الستين.. جدًا!

 
في ذاكرة كلٍّ منا حتمًا أصداءٌ شاحبة لتلك الغرفة المحرمة، هي عادةً الغرفة رقم "7" التي لا ينسي الساحر أو لا تنسي الساحرة أن تحذر قبل اختفائها بطل الحكاية الأسطورية من دخولها تحديدًا دون الإفصاح عن سبب التحذير، إغراءٌ من نوع آخر، وبطبيعة الحال، لأن الإنسان الأسطوريَّ كالإنسان كائن فضولي لا يهدأ قلب السندباد أو غيره قبل أن يتخلي عن تردده ويفتح الباب المغلق علي المجهول ليرتطم بالأشكيف أو الأميرة الأسيرة أو أي شئ آخر، فنحن الذين لا نخجل من الحديث عن قومية واحدة لم نتفق بعد، ولن نتفق، علي الوحدة الموضوعية لأساطيرنا الخاصة حتي!
ثورة الخامس والعشرين من يناير، كما يليق بثورة كلاسيكية عظيمة، لم تكن أبدًا مفتاح باب الغرفة المحرمة، إنما كانت المعول الكبير الذي نسف الجدران التي واظب الجلادون علي حراستها حتي آخر قتيل صمَّم أن يموت ليشتري بدمه للآخرين واقعًا أقلَّ عهرًا ليكتشف المصريون قطيعًا من اللصوص الضالة يدير شئون مصر بحصانة السياط منذ عقود طويلة يسكن الغرفة!
هذا الاكتشاف وحده يضع ثورة يناير في صدارة لائحة أعظم الثورات علي طول التاريخ وعرضه!
لم يبق في مصر قناعٌ لم يسقط، ولا حنجرة كان المصريون يظنونها مسكونة بالرفض لم يُكتشف من يعزف أجنداته السامة علي أوتارها، ولا دمٌ لم يُعرف من أراقه، ولا مؤامرة لم يتعري من نسجها، كل سرٍّ يشتعل الآن كفضيحة!
لا ألوم الأوغاد علي نذالتهم، فالنذالة هي خرزتهم التي اختاروها من العقد، وهم فعلوا أقصي ما يستطيعون في خداع القطيع حتي سكنوا أصنامًا من غبار لحسن الحظ أنها الآن انهارت، أو تواصل الانهيار، كان آخر صنم منهار من نصيب "محمد منير"، وهو الحدث الذي وضع المصريون الأصليون بوضوح أمام العمق المروع لقدرة الإنسان علي إبداع الخداع، وأنزل بالكثيرين الألم في الحقيقة!
قناعٌ آخر قد تمزق عن وجه دميم، (نحسي)، وهو الاسم الذي تعارف عليه المصريون القدماء عَلَمًَا علي النوبيين وأخذه عنهم العبرانيون، ويعني، صاحب الوجه القاتم، وحتي وقت قريب كان اسم (نحسيو) هو الترجمة المعتمدة لمفردة (زنجي)، لا أقصد هنا لون البشرة، إنما لون القلب!
العرب أيضًا لمسوا هذا المعني، كما لمسه القرآن في سورة القمر: 
(إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ)..
من الجدير بالذكر أن "محمد منير" لم يقل يومًا أنه من دعاة التغيير، ولا نزل يومًا ميدان التحرير، حتي الحفل الذي روج البعض عقب الثورة بقليل أنه سيحييه في الميدان اعتذر عنه، وهو، كغيره من الفنانين، أفرط في حديثٍ لا نعلم شيئًا عن مدي صحته عن مضايقاتٍ تعرض لها من أمن الدولة عقب عشاء جمعه بالدكتور "محمد البرادعي"!
نحن إذًا من شنق المنطق، لقد حاصرنا نبض الرفض في أغاني "منير" بانطباع عنه كثائر مطبوع، وهذا انطباع مختلّ، إن الإشادة بالإنسان فعلٌ لا كلام مجاني يصدر من حناجر مكيفة، ولو كان الكلام المجاني يصلح لتربية انطباعات حقيقة لجاز لنا أن نعتبر "عادل إمام" النسخة المصرية من "جيفارا"، لولا أفكارنا المسبقة عنه كأداة رخوة من أدوات نظام "مبارك" لتمرير رسائل سياسية محددة عندما حاول لأول وآخر مرة أن يكون حقيقيّاً ويتجاوز الرقيب في فيلم "رسالة إلي الوالي" جلدوه عما شهور قليلة بصناعة بديل مزيف من مجرد كومبارس باشروا تربية الضوء الغير مبرر في اسمه حتي ترهل فعلاً، عندما استوعب "عادل إمام" الرسالة جيدًا وتاب وأناب، عاد "محمد هنيدي" إلي نقطته الأولي أو يكاد!
حدث آخر في سياق آخر يصب في نفس الإطار..
عام 1991، عقب احتلال العراق للكويت وقف "عبد الله الرويشد" علي خشبة أحد مسارح القاهرة وغني بانفعالاتٍ مسائية كأنها حقيقية:
ياااا الله، يا أمة الإسلام، خلص مني الكلام، لا عين شايفه حق، ولا شايفه ملام، بيتي وبيقول بيته، بيتي وبيقول بيته، اللي جه يعتدي، ومسجد لله بنيته، ومسجد لله بنيته، بيقول ده مسجدي!
بكائية أدمت ذاك المساء الكثير من القلوب المرهفة، "ومسجد لله بنيته" علي وجه الخصوص، لكن، في الساعات الأولي من صباح نفس الليلة، عندما كانت قلوب الكثيرين تجتر هذه الكلمات وتأخذها علي محمل الجد، حدث أن تم إلقاء القبض علي "عبد الله الرويشد" ولاعب الكرة "جمال عبد الحميد" يمارسان الجنس مع "فلة الجزائرية"، وتم منع الأخيرة تعقيبًا علي تلك القضية من دخول مصر!
أيُّ جين ردئ ذلك المسئول عن سمك الجلد عند الإنسان؟
لا تصدق كل ما تسمع، وافهم، قبل كل شئ، أن شارع "محمد علي" ليس شارعًا محددًا، وأن الكباريهات ليست أمكنة، وأن ذاكرة المكان تهرب أحيانًا إلي القلوب المسكونة بمشاعر رخيصة ومبتذلة، وأن كثيرين ممن يعيشون في أرقي الأمكنة يحملون في قلوبهم ذاكرة شارع "محمد علي"!
والآن..
تحولات "محمد منير" الأخيرة قادتني إلي ذكري حقيقةٍ عن كاتب أيرلندا العظيم "برنارد شو"، لقد رفض جائزة نوبل عندما اختارته وبرر رفضه بقولته الشهيرة:
- إن هذا طوق نجاة يلقى به إلى رجل وصل فعلاً إلى بر الأمان، ولم يَعُدْ عليه من خطر!
"منير" أيضًا كان قد وصل فعلاً إلي الساحل وتجاوز الخطر، فلا أعتقد أن هناك في مصر فنان آخر سوي "عمرو دياب" يزاحم اسمه في السيرة الذاتية المصغرة لنصف حسابات المصريين تقريبًا علي تويتر والفيسبوك اسم "محمد منير"، وبكل تأكيد، لذلك، كان يليق بـ " محمد منير" ما لم يقف إلي جانب هؤلاء، فلا أقل من يقف علي مساحة واحدة من كل أطراف الصراع، لا إلي هؤلاء ولا إلي هؤلاء، بسيطة! 
فما هي العلة التي ينخفض إليها الخلل في تصرفاته المتعاقبة الأخيرة، هل وجد أخيرًا مصر التي كان يكرز لها في أغانيه، أي جائزة يا تري يمكن أن تسد الفجوة التي أحدثها بينه وبين رعيته السابقة، كملك معزول؟
وهل حاور "منير" هواجسه عن إحساس شاب يسمر حبه له علي حائطه في تويتر أو الفيسبوك قُتِلَ صديقه أو أخوه أو جاره في كرنفال القتل المجاني في مصر عندما يراه وهو يعلن أن مذيعه المفضل هو "أحمد موسي"، وهذا ليس اسمًا بقدر ما هو وظيفة، أو، دمية تحرض علي القتل لابد أنها ساهمت بشكلٍ أو بآخر في انهيار جزء مهم من ذاكرته بفقدان عزيزه، هل حاور هواجسه؟
أو، عندما، يراه، وهو يغازل ابنة دميةٍ أخري لا تقلُّ انحطاطًا ويصفها بعد فراغها من فاصل من رقص البطن بقوله:
- إنتي مشروع لوحدك!
تكهن البعض بأن "منير" يتصرف هكذا تحت طائلة السُكْر، أي بمنطق "المتنبي":
نال الذي نلتُ منهُ منِّي / لله ما تصنعً الخمورُ!
وهذا هراء، فهو قديم العهد بتعاطي الخمور، وجدًا؟!
كما أن في نهج أغانيه مؤخرًا تحول مريب، وشديد الوضوح، فماذا يحدث؟! 
هل ثمة ضغوطٌ مورست ضده، وهل لهذه الضغوط علاقة بزواجه من شابة نوبية لأقل من شهرين فقط، هذا الأسلوب طرقه أمن الدولة أيضًا منذ سنوات لإخضاع الفنان "عبد العزيز مخيون"، ربما، وربما، هو أراد فقط بزواجه القصير من نوبية أن يسجل موقفًا يلمع كالخنجر في أدب النوبيين وفنهم، يدركه بسهولة كل من لمسهم عن قرب، إنهم يعتبرون زواج النوبي من غير نوبية أو العكس هو خيانة للهوية النوبية!
مما لا شك فيه أن التحولات الفكرية العنيفة لا تطرأ فجأة، لذلك، إما أن يكون (الملك المعزول) ضليعًا في أساليب الحرباء، وأن القدرة علي التلون بعض مواهبه، وإما أنه يتصرف هكذا وفوهة فضيحة كبري مصوبة إلي ظهره!
في الحالتين، يؤسفني والله أن أقول أن "طلعت زكريا"، حاحا، صار الآن في العيون أكثر استحقاقًا للتقدير من "منير"، فالرجل لم يتنصل أبدًا من موقفه تجاه "مبارك"، بل واظب علي حراسة موقفه من 25 يناير مرورًا بأكثر الأوقات عصبية وحدة وحتي النهاية!
يا ملكنا المعزول، لقد ألقيت نردك علي الرقم الخاسر، لا تغرنك حصانة اللحظة، رويدًا، إن غدًا لناظره قريب!

19 مارس 2015

ممدوح الولى يكتب: مذكرات التفاهم.. وأرقام المؤتمر الاقتصادي

سألني زميل عن معنى مذكرات التفاهم، التي ترددت كثيرا في المؤتمر الاقتصادي، الذي انقضى مطلع الأسبوع الجاري بشرم الشيخ، وهنا ذكرته حين ذهبت إلى إحدى شركات بيع المطابخ بالمعادى، لاستطلاع منتجاتها من أنواع المطابخ.
حيث قامت مندوبة التسويق بالشركة بفتح ملف لي، تضمن بيانات عديدة عن عنواني وتليفوني وعملي ورغباتي وغيرها من البيانات، أعقبها جولة بالشركة لمشاهدة نوعيات المعروضات، وأسعار كل منها حسب توقيتات التسليم والشرح الفني لمزايا كل نوع.
وبعد عمل مذكرة التفاهم بيني وبين شركة المطابخ، لم أكن ملزمًا بشيء تجاه الشركة، وبسبب أسعارها المرتفعة لم أتردد عليها مرة أخرى.
وما تم مع كثير من الشركات التي حضرت المؤتمر الاقتصادي مشابه لذلك، حيث قامت الوزارات المختلفة من خلال بنوك الاستثمار، بعرض ما لديها من مشروعات، وقامت بعض الشركات بتوقيع مذكرات تفاهم حول رغبتها في شراء أو تنفيذ تلك المشروعات، دون أي التزام عليها باستكمال التوقيع على العقود النهائية.
وهم ما نبهنا إليه قبل المؤتمر، حين وقعت شركات بوزارة البترول مذكرات تفاهم مع شركات كويتية، باستثمارات بلغت 8ر6 مليار دولار، وكذلك عندما قال وزير الاستثمار في تصريحات منشورة قبل انعقاد المؤتمر، أن كل المشروعات التي ستعرضها بنوك الاستثمار خلال المؤتمر ستسفر عن مذكرات تفاهم، يمكن أن تسفر عن توقيع عقود فيما بعد، أو لا تسفر حسب ظروف المستثمرين والسوق.
وبسؤال وزير الكهرباء عن مصير اتفاقات التفاهم، الخاصة بمشروعات الوزارة التي تم الاتفاق عليها، قال إن تحويلها إلى اتفاقيات يتطلب الانتهاء من الإجراءات الفنية والمالية والقانونية المرتبطة بها، تمهيدًا لرفعها إلى مجلس الوزراء لتصبح جاهزة للتوقيع والتنفيذ وفقا لجداول زمنية للعمل.
وقال الوزير إن كل مشروع له توقيتاته، التي تتناسب والتكنولوجيات المستخدمة فيه، فالمحطة الشمسية تحتاج إلى عام، بينما تحتاج محطات الفحم إلى 4 سنوات لتجهيز الموانئ لاستقبال الفحم والطرق وتركيب مكونات المحطة.
نأتي إلى التضارب في التصريحات التي تجعلنا نتشكك في الكثير من الأرقام المعلنة، ففي اليوم الختامي لمؤتمر شرم الشيخ قال وزير الاستثمار، أن المؤتمر أسفر عن اتفاقات موقعة بنحو 33 مليار دولار، بخلاف 2ر5 مليار دولار منح ومساعدات، بالإضافة إلى 92 مليار دولار مذكرات تفاهم مع الشركات قابلة للتحول إلى عقود أو عدم التحول.
وفى نفس اليوم قال رئيس الوزراء أن المؤتمر أسفر عن اتفاقات بنحو 60 مليار دولار، موزعة ما بين 2ر36 مليار دولار توقيع عقود، و6ر18 مليار دولار اتفاق على مشروعات ممولة من الخارج، بالإضافة إلى 2ر5 مليار دولار قروض من صناديق ومؤسسات دولية، وذلك بخلاف 5ر12 مليار دولار من الدول الخليجية الثلاثة السعودية والإمارات والكويت.
- وهكذا اختلف رقم حصيلة المؤتمر ما بين وزير الاستثمار ورئيس الوزراء، كما اختلف تكييف ما تم توقيعه مع المؤسسات الدولية، هل هو منح ومساعدات أم قروض؟ وإن كنا نؤكد أنها قروض، وذلك من خلال أخبار توقيع وزيرة التعاون الدولي لتلك القروض مع البنك الإسلامي للتنمية وبنك الاستثمار الأوربي وصندوق خليفة.
- ورغم أن إجمالي ما ذكره وزير الاستثمار يصل إلى 130 مليار دولار، وإجمالي ما ذكره رئس الوزراء 5ر72 مليار دولار، فقد زادت الصحف المصرية القومية والخاصة الأمر لغطا، حيث اختلفت أرقام الحصيلة فيما بينها مابين 115 مليار دولار و130 و139 مليار و160 مليار و175 مليار دولار.
وكنا نتصور أن الاجتماع الذي عقده رأس النظام مع المجموعة الاقتصادية في اليوم التالي للمؤتمر، سيسفر عن إعلان شامل بحصيلة عقود المؤتمر من خلال إعلان أسماء الشركات الموقعة، وأسماء المشروعات التي ستقوم بها كل منها، وتكلفة كل مشروع، والجدول الزمني لتنفيذه، اتساقا مع شعارات الشفافية التى ترردت كثيرا خلال وقائع المؤتمر.
- ولكن ما نشرته الصحف يوم الثلاثاء زاد الأمر حيرة، حيث فاجأنا وزير الاستثمار بالتصريح بأن إجمالي قيمة المشروعات التي تم التوقيع عليها فعليا (لكل الجهات والوزارات المصرية) يبلغ 15 مليار دولار، بخلاف مذكرات التفاهم البالغة 92 مليار دولار.
لكن وزير الكهرباء في نفس اليوم وفى نفس الصحيفة، خالف بيانات وزير الاستثمار المسئول عن ملف الاستثمار بالحكومة، حين قال إن إجمالي الاتفاقات ومذكرات التفاهم الخاصة بوزارة الكهرباء وحدها، بلغت 70 مليار دولار، موزعة ما بين اتفاقات بقيمة 2ر37 مليار دولار وباقي القيمة مذكرات تفاهم مع شركات.
- كيف يمكن أن تكون قيمة عقود وزارة الكهرباء وحدها بقيمة 37 مليار دولار؟ بينما قيمة عقود كل الجهات حسب وزير الاستثمار، سواء كهرباء أو بترول أو إسكان أو نقل أو غيرها 15 مليار دولار؟!

د.شكري الهزَّيل يكتب: خفَّي حنين :عودة وكر شرم الشيخ الى العمل!!

خطوة خطوة ورويدا رويدا يعيد نظام عبد الفتاح السيسي مصر الى عهد نظام حسني مبارك لابل ان السيسي يستنسخ نظام مبارك بشكل كامل في النهح والمسلكيه السياسيه بالاضافه الى انه يزج بمصر في اتون تبعيه سياسيه وإقتصاديه لم تعهدها مصر في اسوأ حقباتها التاريخيه في اعقاب إمساك نظام كامب ديفيد بمقاليد ومفاصل الحكم في مصر وتحويل هذا البلد العربي الاكبر من ريادي وقيادي يقود العالم العربي الى مجرد دوله فاشله يحكمها نظام دكتاتوري وفاسد جعل من منتجع شرم الشيخ عاصمه له ومقر لمؤتمرات واجتماعات كانت جميعها معاديه للشعوب العربيه, وقراراتها كانت فتاكه ومدمره بما يتعلق بالقضيه الفلسطينيه من جهه وبما يتعلق بتمرير عملية احتلال العراق عام 2003 من جهه ثانيه وبالتالي ما جرى هو ان نظام حسني مبارك دأب منذ تسعينات القرن الماضي على عقد المؤتمرات التأمريه في شرم الشيخ بما يتعلق بقضايا المنطقه العربيه الى حد ان وكر شرم الشيخ قد وصم النضال الفلسطيني ب"الارهاب" عبر البيان الختامي لما سمي انذاك بمؤتمر شرم الشيخ لمكافحة الإرهاب عام 1996 ومن ثم توالت عملية عقد المؤتمرات المرتبطه بتطورات الاحداث في العالم العربي وكان ابرزها مؤتمر القمه العربيه في شرم الشيخ في 1.3.2003الذي كان هدفه شرعَّنة وتمرير العدوان الامريكي على العراق وإحتلاله وهو الاحتلال الذي يعاني العرب من عواقبه الوخيمه حتى يومنا هذا!!
اخطأ من ظن ان نظام حسني مبارك قد سقط في عام2011 بلا رجعه وأخطا ايضا من ظن ان الثورات العربيه وعلى راسها ثورة مصر 25يناير2011 قد فرضت تغيير ما على الواقع العربي المرير الذي تعيشه الشعوب العربيه منذعقود من الزمن في ظل التدهور المستمر لحال واحوال العرب حيث تنهش الحروب الاهليه والطائفيه اليوم جغرافيا وديموغرافيا وحدة كامل الوطن العربي من العراق الى ليبيا ومرورا بسوريا وحتى اليمن ومصر والجديد في الامر ان ايران وميليشياتها لاتحارب في العراق وتهاجم تكريت والانبار فقط لا بل تفرض نفوذها العسكري والسياسي على عدة دول عربيه من بينها لبنان وسوريا والعراق واليمن وكما هو واضح ما زال الحبل على الجرار فيما يستمر النظامَّين السعودي والمصري في قيادة العالم العربي الى مزيد من التبعيه والانبطاح للسياسه الامريكيه والصهيونيه في المنطقه العربيه...
تغيَّرت الوجوه والاشكال وبقيت الفحوى وكأنك يا "ابو زيد ما غزيت"..السيسي اطاح بمرسي واعاد نظام وكر شرم الشيخ الى الحياه فيما فرض التغيير البيولوجي والوراثي وموت ملك نفسه ليتولي اخر رئاسة نظام الحكم في السعوديه الداعم الاول لنظام السيسي في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الذي عُقد مؤخرا في اكناف الوكر سئ الذكر..عام 1996 عقد حسني مبارك مؤتمر ما يسمى بمكافحة ارهاب في شرم الشيخ وفي عام 2015 عقد السيسي مؤتمره الاقتصادي في المكان نفسه وبنفس الفحوى والعنوان المرتبط بدعم النظام المصري إقتصاديا حتى يتمكن هذا النظام من تثبيت نفسه ومحاربة ما يسمى بالارهاب في مصر والعالم العربي وهو الارهاب الذي تَّوجهه ومهَّد له السيسي نفسه بالانقلاب على مرسي ومن ثم ممارسة ارهاب الدوله ضد معارضيه وما تدمير ربع مدينة رفح وقصف القرى المصريه في سيناء وهدمها على رؤوس اهلها بحجة محاربة الارهاب الا غيض من فيض واقع حاضر وقادم نظام انقلابي دموي وما سينطوي عليه من أخطار تتربص بمصر الدوله العربيه الاكبر التي يتسول ويتسول باسمها عبد الفتاح السيسي الاعتراف به في مؤتمره الاقتصادي الاخير في شرم الشيخ والمفارقه هنا لاتكمن في المليارات "الشكليه" الذي اغدقها المشاركين في المؤتمر على نظام السيسي فحسب لا بل اعتبار توجيه مندوبي بعض الدول الاوروبيه كالمانيا وغيرها دعوه للسيسي لزيارتها في اطار الدعم او كبادره لمكرمه اوروبيه بالسماح للسيسي بزيارتها.. وسائل إعلام بعض الدول الاوروبيه اعتبرت توجيه دعوه للسيسي بزيارة هذه الدوله الاوروبيه او تلك انجاز ومكرمه كبيره... يعني ..يشكر ربه بانه حصل على دعوة زياره في ظل شكوك اوروبيه حول " ديموقراطية" نظامه وقمعه للمعارضه والحكم بالاعدام الجماعي على المئات من منتسبي حركة الاخوان؟؟
لاحظوا معنا ان جميع مؤتمرات شرم الشيخ اللتي عقدها حسني مبارك على مدى سنوات حكمه كانت تدخل في حيز التجاره السياسيه بموقف مصر مقابل دعم نظام مبارك حيث تلقى حسني مبارك دعما ماليا سخيا مقابل مشاركة قوات مصريه في حرب العدوان الثلاثيني على العراق عام 1991 ومن ثم تلقى المليارات على مواقفه التفريطيه والسلبيه من القضيه والانتفاضات الفلسطينيه عام 1987 وعام 2000 ناهيك عن شراء ذمة مصر بالمال في اعقاب معاهدة كامب ديفيد 1979 وفي اعقاب معاهدة اوسلو التفريطيه عام 1993 وشراء صمت مصر وتواطؤها مع احتلال العراق عام 2003 وتواطؤ نظام مبارك مع العدوان الاسرائيلي على الضفه وحصار عرفات عام 2002 ومن ثم تواطؤه وصمته على العدوان الاسرائلي على غزه عام 2008&2009 وقبل ذلك صمته وتواطؤه مع العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 2006 وظل مبارك يحكم مصر بنهج الفساد والتبعيه للغرب حتى نهاية حكمه عام 2011 ..!
من هنا يبدو واضحا ان عبد الفتاح السيسي يسير على خطى مبارك بعد اطاحته بمحمد مرسي وتوليه الحكم رسميا في مصر عام 2014 ومن ثم شنه حرب بلا هواده على جماعة الاخوان المسلمين من جهه وتشديد الحصار على غزه بحجة انتساب حماس لحركة الاخوان من جهه ثانيه وبالتالي كماهو حال نظام مبارك يقوم السيسي بكل ما يرضي امريكا والكيان الاسرائيلي ومنظومة الدول الخليحيه من اجل الحصول على مساعدات ماليه ومعونات وهي نفس المعونات الكثيرة التي تلقاها حسني مبارك من الخليج خلال فترة حكمه، والتي لم تُغير في وضع الاقتصاد والشعب المصري اي شئ والعكس هو الصحيح وهو ان هذه المليارات زادت ظاهرة الفساد والفقر والبطاله والعوز في مصر واسست للدوله البوليصيه التي ادارت شؤون نظام مبارك والامر نفسه يحصل الان مع تطور نظام السيسي واعتماده على المعونات الخليجيه والامريكيه لتوطيد نظام حكمه عبر"شعار" محاربة الارهاب وهو الشعار اللذي صار فضفاض ويستعمله كل من هب ودب وخاصة انظمة الحكم الدكتاتوريه في العالم العربي.. السيسي قام بتدشين عودة وكر وحلف شرم الشيخ الذي لعب اسوأ الادوار في تمريره لمشاريع الاستكبار الامريكي في العالم العربي لابل ان امريكا وحلفاءها العرب هي من تقف وراء تخريب ثورات الحراك العربي وتحويلها الى حروب طائفيه وميليشيات والاسوأ من هذا وفي ظل ضعف النظام العربي الرسمي هو تسليم امريكا بدور ايراني في العراق وسوريا واليمن ولا ننسى تغلغلها الطائفي في لبنان وكامل الدول العربيه؟؟
الجاري يثير الشك والحيره الى ما الت اليه الامور في العالم العربي من ضبابيه وغياب كامل للرؤيه وكأننا نسير في مسار يشبه الى حد بعيد ليل العميان الطويل وطرش الطرشان وخرس الخرسان الابدي التي لم تؤثر في حالته صخب الثورات العربيه من جهه ولم تنقله الى مسار العلاج والشفاء من مرض الصمت والخنوع الذي زرعه الطغاه في الجسد العربي عنوة منذ عقود مضت من جهه ثانيه وبالتالي وماهو لافت للنظر اليوم هو استمرار سيطرة الانظمه العربيه الرجعيه مثلا على جامعه غيرعربيه كانت وما زالت تشكل الاساس في نواة شرم الشيخ مبارك والان عادت هي نفسها لتشكل الاساس الداعم لنظام شرم الشيخ الجديد المتمثل في نظام حكم السيسي والعجيب في الامر ان الشعوب العربيه الثائره نادت بشعار" الشعب يريد اسقاط النظام " ولكنها حتى اليوم لم تنادي بشعار " الشعوب تريد اسقاط وكر الخيانه ".. اسقاط نظام الجامعه العربيه الحاليه التي كانت و ما زالت الاساس المؤسس لوكر شرم الشيخ الجديد والقديم....ما جرى ان الشعوب اسقطت رأس وكر شرم الشيخ والغته لفتره وجيزه ليحل مكانه من جديد نظام مصري هو نسخة طبق الاصل من نظام مبارك البارك؟!..وكر شرم الشيخ يعيش اليوم روحا وجسدا ويتجدد من جديد ومؤتمر السيسي الاقتصادي مؤخرا هو تدشين لمرحله جديده من الدكتاتوريه والدولة البوليصيه في مصر !!
تسلسل الامور يكمن في سخرية تاريخ الجامعه العربيه ووكر شرم الشيخ ودو هذا الوكر في عقد مؤتمرات توظف قراراتها لصالح المصالح الامبرياليه والامريكيه والصهيونيه في الوطن العربي.. كان وكر شرم الشيخ بقيادة المخلوع مبارك وعمرو موسى حاضنا لقرارت جامعة الاعراب واليوم صار نبيل العربي والسيسي حاضنا لهذه الجامعه وقراراتها التمريريه... ابقوا معنا..في عدوان الاربعة ايام على غزه 2012لم تحرك جامعة العربان وكر شرم الشيخ ساكنا وفي العدوان الاسرائيلي 2008&2009 على غزه تفرَّج الوكر على ذبح الشعب الفلسطيني على الهواء مباشر .. وفي عدوان اسرائيل 2006 على لبنان حدث الامر نفسه وفي كل هذه الاحداث لعب نظام حسني مبارك ووكر شرم الشيخ دور المتفرج الشامت وما جرى عام 2014 وصمت وتواطؤ نظام السيسي مع العدوان الاسرائيلي على قطاع غزه هو الامر نفسه ولم يتغير شئ!
..وكر شرم الشيخ وحسني مبارك دعموا الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003, حيث سقطت بغداد العروبه والرشيد في قبضة الاحتلال وتحولت الى مجرد " منطقه خضراء" تقطنها ثلل العملاء وجنرالات الاحتلال, والجامعه العربيه هي اول من اعترفت بالاحتلال وببريمر ومجلس الحكم العراقي الذي ما زال قائم تحت مسميات اخرى...رغم تدخل ايران السافر في الحرب في سوريا والعراق تصمت منظومة وكر شرم الشيخ وعلى راسها نظام السيسي صمت الجبن والجبان على ما يجري للعرب السنه في العراق بحجة"داعش".. وكر شرم الشيخ ما زال يعيش ويتجدد ومؤتمر السيسي الاخير في الشرم دشن عودة الوكر الى مزاولة عمله القديم الجديد!!
ما يقوم به السيسي الان هو استمراريه لنظام مبارك الذي حول مصر من دولة عربية رائدة الى مجرد دولة هامشيه تعيش على فتات المعونات الامريكيه والخليجيه... بعد كل هذه الثوره عادت حليمه الى عادتها القديمه وعاد الشعب المصري بخفي حنين والنتيجه:عودة وكر شرم الشيخ الى العمل...تسول وتوسل وتأمر...!!

18 مارس 2015

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب: الجمهوريون والديمقراطيون العرب

يظهر المشهد الدولى اليوم، على الاقل بالنسبة لنا فى الوطن العربى ومحيطنا الاقليمى، وكأن هناك ثنائية قطبية من نوع جديد تتشكل، ليست بين امريكا و روسيا هذه المرة، بل بين الحزبين الديمقراطى والجمهورى الامريكيين.
***
صحيح انهما ينتميان الى ذات الدولة العظمى، ويعبران عن ذات القوى المصالح، وينطلقان من ذات الثوابت الامريكية، ويتحركان فى اطار ذات الاستراتيجيات الرئيسية، الا انهما يختلفان فى بعض التفاصيل والتكتيكات والأساليب والأدوات. 
و تأثير كل منهما اليوم على مجريات الامور فى بلادنا، يفوق بكثير تأثير ونفوذ دولا وتكتلات كبرى بحجم روسيا أو الصين أو الاتحاد الاوروبى بدوله الـ 27، ناهيك عن ايران وتركيا.
كما ان اى مقارنة بين الدور الذى تقوم به الامم المتحدة ومجلس أمنها، فى قضايانا المصيرية، وبين دور الولايات المتحدة ادارة وكونجرس وشركات ومصالح، تؤكد هذه الحقيقة.
***
· خذ مثلا المفاوضات مع ايران حول برنامجها النووى، فرغم انها تسمى بمفاوضات (5+1) للتعبير عن اطرافها الستة الذين يتكونون من الاعضاء الخمس الدائمين فى مجلس الامن بالإضافة إلى ألمانيا، الا ان اليد الطولى فيها للولايات المتحدة، والخلاف الابرز داخلها ليس بين دول المجموعة وبعضها البعض، وانما بين الموقف الجمهورى والموقف الديمقراطى.
· ومشهد خطاب نتنياهو فى الكونجرس رغم انف الرئيس الامريكى، ثم بيان الرد عليه الصادر من عدد من النواب الديمقراطيين، ثم الخطاب الذى وجه بعض الجمهوريين الى ايران يحذرونها من توقيع اى اتفاق من ادارة اوباما، تحمل دلالات هامة على ما نقول .
· كذلك تلك المفارقة العجيبة، فبعد أن نجحت فى حشد أكثر من 60 دولة فى حملتها الجديدة فى العراق، واجهت الادارة الامريكية صعوبات من الكونجرس، حين طلبت منه تفويضا لحربها ضد داعش، فلقد خشى الجمهوريون ان يكون التفويض بمثابة خديعة من اوباما هدفها "تقاسم اللوم" معهم فيما لو فشلت الحملة، مما قد يؤثر عليهم فى الانتخابات القادمة.
· لقد تحولت قضايانا ومصائرنا، الى مجرد نقاط وقضايا تنافسية فى المعارك الانتخابية الامريكية، تماما على غرار القادة الصهاينة حين يشنون حروب ابادة ضد الفلسطينيين، لاستجلاب أصوات ناخبيهم.
***
منذ ان انفرد الأمريكان بالعالم وهم يستخدموننا كساحات للتدريب و التجريب، وحين يفشلون، يبدلون الخطط والوسائل والأدوات وقد يطيحون بحزب ليأتوا بالآخر، ولكن الخطأ الواحد منهم يعنى تدمير بلاد ومقتل الآلاف وتشريد الملايين. أما عن التفاصيل التى يختلفون فيها فهى من نوعية:
· هل كان يجب ان يتم غزو العراق و افغانستان بغطاء دولى ام بقرار امريكى منفرد ؟
· هل اصاب أوباما أم أخطأ، فى قراره بالانسحاب المبكر من العراق ؟
· هل يقتصر التدخل الامريكى الحالى فى العراق على تدريب ودعم وتسليح القوات العراقية والكردية فى اطار تعاون عربى واقليمى؟ ام بقوات برية امريكية؟
· ما هى انسب الشروط والظروف للانسحاب الامريكى من افغانستان ؟ ومتى ؟
· هل يدعمون الثورات العربية المضادة بلا تحفظ ؟ ام يدعمونها مع "بعض" الضغوط من اجل "بعض" الاصلاحات السياسية، التى قد تجنبهم مخاطر الارهاب المتولد من الاستبداد؟
· هل يجهضون الثورات العربية عنوة ام بإفشالها سياسيا ؟
· هل يجتثون الاسلاميين من المشهد السياسى العربى تماما؟ ام يشركوهم فى العملية السياسية مع اخضاعهم للخطوط الحمراء الامريكية والدولية والاسرائيلية التى وضعوها للأنظمة العربية؟
· هل يتم ترويض البرنامج النووى لايران، بالأدوات والخيارات الدبلوماسية ام العسكرية؟
· هل يدعمون التدخل العسكرى الامريكى المباشر فى سوريا ام يكتفون بتدريب المعارضة "المعتدلة" وتسليحها؟
· هل يسلحون اوكرانيا ام يكتفون بالعقوبات على روسيا ؟
وهكذا ...
***
لقد أدى هذا الاختلال البائس فى موازين القوى الدولية والاقليمية، الى هرولة و تبارى عديد من القوى المتصارعة فى مجتمعاتنا العربية، حكومات كانت أو معارضة، على السعى لنيل الاعتراف الامريكى بشرعيتها دونا عن خصومها السياسيين، مع محاولة كل منها لتوظيف، غير وطنى وغير شريف، لحلفائها أو أصدقائها من الديمقراطيين او الجمهوريين فى صراعاتها معا.
***
وتناسوا جميعا انه مهما كانت الاختلافات فى التفاصيل والتكتيكات بين "القطبين الجديدين"، فانهما يتفقان ويتوحدان على استعباد الأمة وتدميرها على النحو التالى :
· وجود اسرائيل وامنها وتصفية القضية الفلسطينية، و انهاء الصراع العربى الصهيونى لصالح صراعات داخلية؛عربية/عربية، او عربية/ايرانية/تركية/كردية، او سنية/شيعية، وهكذا..
· احتكار النفوذ والسيطرة والنفط والتسليح والاسواق فى الشرق الاوسط، ومنع اى تسرب أو اختراق روسى او صينى اليها.
· افشال ومحاصرة واجهاض كل مشروعات الوحدة والاستقلال فى المنطقة، مع الحفاظ على نظام اقليمى عربى تابع جملة وتفصيلا، و حماية عروش العائلات المالكة فى السعودية والخليج، واعادة تشكيل وتقسيم الخريطة السياسية وفقا لأسس مذهبية وطائفية.
· ادخال الجيوش العربية فى منظومة الامن القومى الامريكى وترتيباته فى المنطقة.
· استهداف وحصار كل اشكال المقاومة ضد القوات الامريكية والاحتلال الصهيونى، فى اطار ما يسمى بمكافحة الارهاب
· حظر كل القوى والتيارات و الاتجاهات الراديكالية أيا كانت مرجعيتها والحيلولة دون وصولها الى الحكم فى اى من الاقطار العربية.
· اجهاض أو احتواء اى ثورات او حركات ثورية عربية، تهدد المشروع الامريكى الصهيونى فى المنطقة.
*****
موضوعات مرتبطة :

17 مارس 2015

بالدليل.. السيساوية ادعوا أن "اسلام البحيري" مسيحى يدعى"هانى جوزيف".. واتهموها في الاخوان!!


فيما يشبه السجال .. اثارت تدوينات انتشرت على شبكة التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر تؤكد ان الداعية الاسلامى المثير للجدل بارائه العلمانية التى لا يجيزها الاسلام اسلام البحيري هو نفسه الشاب المسيحى هانى جوزيف عبد الملاك حفيظة مرتادى تلك الشبكات ما بين مؤيد لها ومعارض.
وقال محمد ابو زيد علي صفحته على الفيس بوك ان اسلام البحيرى هو الشاب المسيحى المصرى الذى يدعى "هانى جوزيف عبد الملاك" والذى تم تاجيره من "نجيب ساويرس والظهورعلى الشاشة باسم اسلامى حتى يتم محاربة الاسلام عن طريقه وحتى يشكك المسلمون فى دينهم ويكره المسيحيين الدخول فى الاسلام فهو يتبع منهج قناة الحياة المسيحية "زكريا بطرس" الذى اراد تشويه الاسلام ولن ينجح بل بالعكس الكثير من المسيحين امنوا بالاسلام فلما وجد ساويرس ان محاربة الاسلام لن تفلح عن طريق قناة مسيحية يظهر فيها كاهن مسيحى يسب الاسلام فاخترع اختراعه الجديد "اسلآم بحيرى".
وقالت صفحة "راجى المغفرة" على الفيس بوك انها ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍلسادسة ترفع ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﻭﺳتستمر ﻓﻲ ﺭﻓﻌﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻲ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﺤﺎﻙ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻋﻠﻲ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﺩﻧﻴﺎﻧﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻠﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺮ ﻓﻤﺜﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ.
وجاء في الفيديو الذى قال عنه انه تم تصويره في أحد نوادي ال Lion وكر الماسونية العالمية فتاوى اسلامية لا تتفق بداهة مع الدين الاسلامى الذى يؤمن بالتوحيد وتعدد الزوجات وحرية الاعتقاد.ورغم ان اول من كتب هذه المعلومة شخص يدعى محمد ابو زيد وتؤكد صفحته الشخصية على الفيس بوك انه "سيساوى متعصب" الا أن مواقع اليكترونية تستغل الموقف كعادتها وتوجه سهامها الى الاخوان المسلمين التى تناصبها سلطة الانتقلاب العداء بالوقوف وراء هذا الادعاء.
في حين قامت منتدى"حراس العقيدة" الاسلامى بما يشبه النفي لصحة تلك المعلومات ولكنه راح يكشف حقيقة افكار هذا الداعية الذى وصفه بالعلمانى الحاقد على الاسلام.
وقال الموقع ان إسلام البحيرى هو شاب حاصل على درجة الماجستير من جامعة ويلز في بريطانيا في تجديد مناهج الفكر الإسلامي ويعمل كرئيس لمركز الدراسات الإسلامية بمؤسسة اليوم السابع الصحفية (التابعة لنجيب ساويرس) وهو كاتب بالجريدة تمثل صفحته الأسبوعية في الجريدة نواة هامة لمشروع كبير حيث تعنون اليوم السابع الصفحة باسم "الإسلام الآخر"
وراح موقع يديره اقباط المهجر اسمه " الأهرام الكندى" يوجه السباب للاخوان المسلمين ويتهمهم بالارهاب بل وعدم احترام فكر الاخرين"!!" ومحاولة حجب صوتهم.
حيث كتب الموقع تحت عنوان تأكيدى " الإخوان: اسلام البحيرى مسيحى وأسمه هانى جوزيف وتفاصيل أخرى "
قفز الموقع الذى دأب على تلفيق الدعايات السودائ ضد مؤيدى المسار الديمقراطى في مصر من رافضى الانقلاب والثورة المضادة " ان اسلام البحيرى مفكر اسلامى يطرح رؤية نحو الدين قد تتفق او تختلف معها ، لكنها فى النهاية مجرد رؤية ، فالأختلاف رحمة ، لكن تجاوز الاخوان المسلمون هذا الخلاف وأتهموا البحيرى بأنه مسيحى وأسمه (هانى جوزيف عبد الملاك) وتم تأجيره من قبل رجل الأعمال نجيب ساويرس والظهور على الشاشة باسم اسلامى حتى يتم محاربة الاسلام وتشكيك المسلمون فى دينهم ويجعل المسيحيين يكرهون الدخول فى الدين الأسلامى ، كما أنه يتبع منهج قناة الحياة المسيحية (زكريا بطرس) الذى اراد تشويه الاسلام ولن ينجح بل بالعكس الكثير من المسيحيين امنوا بالاسلام فحينما وجد ساويرس ان محاربة الاسلام لن تفلح عن طريق قناة مسيحية يظهر فيها كاهن مسيحى يسب الاسلام فاخترع اختراعه الجديد(اسلآم بحيرى) او ….( هانى جوزيف عبد الملاك) وحسبنا الله ونعم الوكيل.
الى هنا أنتهى كلام الأخوان المسلمون ولا نجد ما نقوله سوء أن نقول ان الأخوان لا يجيدون فن الأختلاف نهائيا انما يجيدون فن التكفير".
يذكر ان معظم رجال الدين المؤيدين للانقلاب هاجموا فتاوى البحيري وقالوا انها لا تعبر عن الاسلام حيث وصف د. أحمد عمر هاشم فتاوية بانها تنم عن جهل .
ويبقي في النهاية عدم وجود تأكيد لصحة هذه المعلومات او كذبها رغم ان المؤكد ان لا علاقة لانصار الشرعية ورافضى الانقلاب بهذه المعلومات رفضا او قبولا رغم ان المراقبين اكدوا انها مجرد فرقعات تقوم بها وسائل اعلام الدولة لشغل الرأى العام ان الفشل السياسي الذى تعيشه مصر الان.ليل.. 

سعيد نصر يكتب: حكومة السيسى ليس لديها إجابات على أسئلة منطقية

من الأمور التى تدعو للقلق أن حكومة الرئيس السيسى بفرعيها مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية ليس لديها اى أجابات على كل الاسئلة المنطقية التى تدور بشان نتائج المؤتمر الإقتصادى .
فبرغم حسن النية فى الاعلان عن انجازات ضخمة يرغب السيسى فى تحقيقها ، الا انها تصطدم بعلامات استفهام تجعلها بعيدة التحقق ، بل مستحيلة التحقق ، منها كيف يريد الرئيس أن يضيف كمية من انتاج الكهرباء فى 3 سنوات تضاهى كل ما انتجته مصر من الكهرباء منذ عام 1919 وحتى الان ؟
 لا اجابة سوى انه مجرد حلم ..
وفى ذات الوقت تطرح العاصمة الادارية الجديدة سؤالا فى منتهى الاهمية والدلالة على أنها احلام يقظة لا صلة لها بالواقع المعاش ، والسؤال هو كيف سنأتى بكمية الحديد والاسمنت اللازمة لتدشين وبناء تلك العاصمة فى 5 سنوات كما يقول محافظ القاهرة ، كيف سنفعل ذلك وهناك تقرير صادر من مجلس الوزراء فى سبتمر 2014 يؤكد ان انتاج الاسمنت انخفض بنسبة 40% بسبب نقص الطاقة وكذلك الحديد ، وذلك بحسب تأكيدات محمد السويدى رئيس اتحاد الصناعات ، اذن من أين سنجد طاقة لانتاج الأسمنت والحديد لهذه العاصمة ، ناهيك عن المشاريع الضخمة الاأخرى الانشائية سواء سكنية او غير سكنية ؟ الاستثمارات فى الطاقة ، محطات الكهرباء سيتم عملها والانتهاء منها فى 4 سنوات على الاقل لتوفير الطاقة اللازمة لهذه المصانع ، وبالتالى يتبقى عام واحد على المدة الزمنية التى تحدث عنها محافظ القاهرة لانشاء العاصمة الادارية الجديدة ، وهو ما يعنى ان الأمر برمته دعاية لأمر سياسى بعيدا عن الاقتصاد ومقتضياته ..
 انا لا اريد تعصبا من أحد ، بقدر ما اريد نقاشا موضوعيا ، يكون هدفه الصالح العام ، بعيدا عن مرض التشكيك البغيض ، والذى يكون الدافع فيه هو عدم وجود اجابات منطقية لدى المشككين .

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب: يجب أن نتفهم مخاوف اسرائيل!

لم يكن هذا تصريحا اسرائيليا او امريكيا او أوروبيا، وإنما كان تصريحا لرئيس مصر العربية، السيد عبد الفتاح السيسى، فى معرض حواره مع جريدة الواشنطن بوست فى 12 مارس 2015؛
فحين سألته الصحفية "لالى ويمث" كيف يرى التهديد من جانب إيران؟ وهل يتفق على أنه لا يجب أن تمتلك سلاحًا نوويًا ؟
رد السيسى بقوله (( نفهم أن الرئيس أوباما منخرط في إجراءات عديدة لمعالجة هذا الأمر. يجب أن نعطيه وقتا … وفي هذه الأثناء، يجب أن نتفَّهم مخاوف إسرائيل))
***
· لم يتحدث السيسى عن المخاوف المصرية والعربية من السلاح النووى الاسرائيلى،
· لم يكرر ذات الموقف الرسمى المصرى الثابت والمعلن منذ عقود، وهو المطالبة باخلاء "كل" الشرق الاوسط من السلاح النووى،
· لم يهاجم ازدواج المعايير الامريكية والدولية فى اباحة النووى الاسرائيلى وتحريمه على باقى دول المنطقة،
· لم يذكر أن اسرائيل هى دولة احتلال،
· لم يتطرق الى المخاوف الوحيدة الحقيقية والمشروعة ، وهى مخاوف الشعب الفلسطينى الذى يُقتل ويُباد ويُغتصب مزيد من ارضه كل يوم،
· لم ينتقد المخاوف الاسرائيلية التى لا تنتهى من الجميع؛ وعلى رأسهم الجيش المصرى الذى حرموه، بموجب اتفاقيات كامب ديفيد، من التواجد فى ثلثى سيناء الا بإذنها،
· لم يعرب عن الغضب العربى العميق من هيستريا "الأمن الاسرائيلى" التى اكرهت دول الجوار العربى على تجريد حدودها من السلاح والقوات، لمساحات تفوق مساحة "اسرائيل" بضعة مرات،
· لم يعرب عن استيائه من الاصرار الامريكى على التفوق العسكرى الاسرائيلى على كافة الدول العربية مجتمعة،
· لم يهاجم العربدة الصهيونية بحروبها و اعتدءاتها وغاراتها الاجرامية على الاقطار العربية على امتداد ما يقرب من سبعين عاما، وآخرها حرب الابادة التى شنتها على غزة فى صيف 2014.
· لم يلمح ولو من بعيد بان لا أحد من دول المنطقة سبق ان اعتدى على الآخرين وهدد أراضيهم، سوى اسرائيل.
لم يفعل اى من هذا، بل انحاز الى ذات موقف رئيس الوزراء الاسرائيلى "نتنياهو" الذى طرحه فى الكونجرس مؤخرا. فى سابقة، خطيرة ومسيئة، لأى رئيس أو مسئول مصرى أو عربى على مر التاريخ.
ولم يكتف بذلك، بل حرص على الربط فى ذات الحديث بين الأمن المصرى وأمن اسرائيل مؤكدا على أنه ((إذا سقطت مصر فستنحدر المنطقة إلى دائرة الفوضى التي ستكون مقبرةً لكافة دول هذه المنطقة، ومعها إسرائيل؛ وسيمتد هذا إلى أوروبا أيضًا)) فى اشارة ضمنية الى الدور المصرى الحالى فى حماية أمن اسرائيل ووجودها.
ثم تأكيده على حجم الثقة التى توليها له اسرائيل بتأكيده على التواصل الدائم والمستمر بينه وبين نتنياهو، وبقوله أيضا ((نحن نحترم معاهدة السلام مع إسرائيل منذ يوم توقيعها. مثالٌ واحد يعكس ضخامة الثقة والطمأنينة بين الجانبين هو أن المعاهدة لا تسمح للقوات المصرية بالتواجد في المناطق الحدودية بين البلدين في وسط وشرق سيناء. لكن الإسرائيليين رحَّبوا بوجود القوات المصرية في هذه المناطق. يعني هذا أن الجو العدائي والتشكُّك قد تقلَّصا بوجود سلام بين مصر وإسرائيل))
ولم يكتف السيسى فى الحديث المذكور بتحدى الثوابت الوطنية المصرية والعربية فيما يتعلق باسرائيل، بل تجاوزه الى مناشدة الولايات المتحدة الى استيعاب ما اسماه بالفراغ الاستراتيجى فى المنطقة، فى استدعاء لمبدأ ايزنهاور الاستعمارى الكريه الذى طرحه عام 1957 طارحا فيه ضرورة التدخل العسكرى الامريكى لملئ الفراغ التى نشأ بتراجع النفوذ البريطانى والفرنسى فى الشرق الاوسط. وهو المبدأ الذى رفضته مصر حينذاك بقوة ووضوح واعتبرته نوعا جديدا من الهيمنة والاستعمار، وليتحول موقفها هذا الى احد اهم الثوابت الوطنية المصرية .
***
وما قاله السيسى للواشنطن بوست ليس جديدا أو "عجيبا"عليه فهو لم يكف منذ تولى الحكم عن ارسال الرسالة تلو الاخرى بمناسبة وبدون مناسبة، للترويج لنفسه ونظامه الجديد لدى الولايات المتحدة وأوروبا من بوابة اخلاصه للسلام مع اسرائيل وحرصه على أمنها.
ولكن كل العجب، من صمت الحركة الوطنية المصرية بكل مفكريها وقياداتها وتياراتها واحزابها، التى ناضلت منذ نعومة اظافرها ضد كامب ديفيد واسرائيل والاعتراف بها والتقارب والتطبيع معها.
وسبحان مغير الاحوال.
*****

16 مارس 2015

القاهرة لا تقهرها التفجيرات والحيل والمؤامرات يا من تصنعون الإرهاب زوراً هنا لتحاربوه بهتاناً هناك!

يقلم - شريف زايد
وأخيراً وصلت التفجيرات، لا بل وصل الإرهاب المحتمل - على حد تعبير السيسي الذي تنبأ بوقوعه قبل أكثر من سنة - إلى قلب القاهرة، بعد أن كان مرتعه في سيناء شرقا وعلى الحدود الليبية غرباً، وبعد أن كان يجرى ضد المصريين على يد تنظيم الدولة فيحصد أرواح المصريين خارج البلاد دون تمييز بين قبطي مؤيد لنظام السيسي وبين مسلم رافض له، هذه حقيقة نحتاج أن نقاربها ونتفحصها ثم نسلط الضوء على أسبابها ومآلاتها، فمن يا ترى يقف وراء هذا الإرهاب المزعوم؟! ومن له مصلحة فيه؟! وما الذي يريده من هذه التفجيرات؟!
وللإجابة على هذه الأسئلة لا بد أن نستعيد الذاكرة قليلاً لنقول: إن أول من أعلن الحرب على "الإرهاب" في العالم هي أمريكا، وحشدت وراءها أغلب دول العالم، إثر أحداث أيلول/سبتمبر 2001، وكلنا يعلم أن مسرح هذه الحرب دار وما زال يدور في العالم الإسلامي، ثم شاءت الأقدار أن تهب رياح التغيير في عالمنا العربي، فتساقطت على إثرها عروش بعض دولنا الكرتونية، وجاءت هذه الرياح على غير ما تشتهي إرادة البيت الأبيض، فكان نصيب مصر التابع الأكبر لأمريكا في المنطقة أن أُسقِط رأس نظامها "مبارك" وبقي النظام كما هو ممثلاً بالمجلس العسكري "أمريكي الصنع"، ولأهمية مصر في المنطقة وما ستقوم به من أدوارٍ لاحقاً سعت أمريكا إلى استقرار مصر لكي لا تفلت الأمور من أيديهم كما حصل في كانون الثاني/يناير 2011، ومن أجل ذلك سارت بمصر في ثلاثة خطوط متوازية على أن تعمل كل هذه الخطوط مع بعضها في آن واحد دون توقف، طبعا بأيدي أزلامها:
الخط الأول: يتمثل في القيام بأعمال سياسية وأمنية في غاية الخبث لتأديب هذا الشعب الثائر طلباً لحريته، فكم من جرائم ارتُكبت ودماء سُفكت في عهد المجلس العسكري وكان الفاعل على الدوام يسمى "بالطرف الثالث" الذي لم يُعرف بعد، حتى أصبحت نكتة!
أما الخط الثاني: فكان العمل على المحافظة على استقرار مصر في كل الأحوال، كي لا تنفلت الأمور ثانية، وتجلّى ذلك بعمل انتخابات برلمانية لامتصاص غضب الشارع أفرزت أغلبية إسلامية، وانتخابات رئاسية أفرزت رئيساً محسوبا على أكبر تيار إسلامي في البلاد.
وأما الخط الثالث: فتمثل في شن حملات إعلامية شرسة على التيار الإسلامي وشيطنته، منذ اللحظة التي أطيح فيها برأس النظام "مبارك" واستمر، لا بل واشتد شراسة بعد وصول الإخوان إلى الحكم، إلى أن تمكن النظام بقيادة الجيش والقضاء من حل مجلس الشعب أولا والانقلاب على ما عرف بنظام الإخوان، على يد عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع في نظام مرسي، والذي طلب صراحة من الشعب المصري أن ينزل إلى ميدان التحرير ليعطيه تفويضا لمواجهة الإرهاب المحتمل، ... وهكذا كان، بغض النظر عن حجم المانحين لهذا التفويض، وكان أول إرهاب يواجهه هو مجزرة رابعة وغيرها، فأصبح هو يدير الجريمة المنظمة، والقضاء يلفّق التهم، والإعلام يروّج لها.
ومنذ تلك اللحظة لم يهدأ الشارع المصري، ولم تجف الدماء في مصر، وبدأت الإعلانات تصدر تباعاً عن حوادث إرهابية هنا وهناك، والفاعل هذه المرة هو الجماعة المحظورة، فاختفى الطرف الثالث، وهذا ما أرادته أمريكا عن طريق أزلامها في المجلس العسكري وعلى رأسهم السيسي، الذي جيء به ليصبح رئيساً لمصر هذه المرة، صاحب نبوءة الإرهاب المحتمل، وفجأة اشتعلت سيناء بالإرهاب المحتمل وأصبحت الحدود المصرية الليبية غير آمنة.
وفجأة يعلن البغدادي قيام دولة الخلافة الإسلامية ويطلب من الجماعات الإسلامية والمسلمين مبايعته، ثم يتبع ذلك بتوجيهاته إلى أفراد جماعته في سيناء وفي ليبيا حيث يتمركز الـ"خليفة حفتر" وفجأة يظهر التنسيق بين السيسي وحفتر، ثم يتشكل التحالف ليضرب تنظيم الدولة، ويسقط الطيار الأردني الكساسبة في يد التنظيم فيضرم به النار، فتثور ثائرة الأردنيين وينجح النظام الأردني باستغلال الحادثة أبشع استغلال لتوجيه بنادق وصواريخ الجيش الأردني، إلى سوريا في دعم شعبي غير مسبوق، وتستهوي هذه المسرحية أمريكا لتلعبها ثانية مع مصر في ليبيا بعد إعلان التنظيم عن قتله 21 مصريا، وفي ظرف 24 ساعة كانت طائرات الجيش المصري تدك معاقل التنظيم في درنة، بعد أن أعلن السيسي أن مصر ستثأر لأبنائها، ثم فجأة تكتشف الشعوب العربية كلها أن ما جرى ويجري ما هو إلا أفلام ومسرحيات وأن هؤلاء ومعهم تنظيم الدولة بأعماله المخالفة للشرع يوردون الأمة مورد هلاك لا محالة، فتظهر الحاجة ثانية إلى تفجيرات أكثر قرباً من عمق مصر، فيصار إلى تفجيرات هنا وهناك في القاهرة، ليشعر الناس بالخطر فيلتفوا حول الجيش، ليسرح بأبنائهم ويمرح قتلاً وتقتيلاً، وكل هذا خدمة لسيد البيت الأبيض للقضاء على شباب أمتنا الثائر في كل مكان وخوفا من أن ينجح هذا الشباب في تأسيس دولة يلتف حولها المسلمون، ولا تقوى معها أمريكا إلا على الاستسلام.
إذاً فهم الذين يصنعون هذا الإرهاب المزعوم وهم الذين يصنعون التفجيرات، وهم الذين يصنعون لنا الأعداء، فهم المجرمون وهم أداة الجريمة وهم القاضي المحقق فيها، هم المنتجون والمخرجون والمسوّقون والبائعون المتجولون في جنبات أمتنا، وبضاعتهم سفك الدماء بلا ذنب قبّحهم الله أنى يؤفكون.
ومصلحتهم في ذلك أن يعيدونا للخوف، ليبيعونا أماناً موهوماً لا يتحقق لنا إلا بالخضوع لهم ولأسيادهم أذلاء، لنصدقهم فيقودونا ويقودوا أبناءنا في جيوشنا إلى حيث يريدون حيث الذلة والمهانة والميتة المخزية، فتستقر لهم الحال ويقوموا بدورهم المرسوم لهم حماية مصالح المستعمر الكافر والحفاظ على أمن كيان يهود.
أما ماذا يريدوا من هذه المسرحيات الدموية ومن تفجيرات القاهرة فهو بلا شك أنهم يعلمون أن الشعب المصري لم يعد تنطلي عليه ألاعيبهم وأحابيلهم، فأرادوا أن يقربوا له الموت أكثر في القاهرة؛ يفجّرون فيها فيوقعوا القتلى والمصابين ويكرسوا الخوف والذعر عند الناس، لترويضهم وإخضاعهم لكل حماقاتهم، ولكن الأمل معقودٌ وبشكل كبير على الشعب المصري الذي سيبطل مفعول كل هذه المزاعم بوعيه ونضجه رغم كثرة الأبواق التي تشوش، وإن من يعيش في مصر الآن ليستطيع أن يلحظ كم أصبح السيسي ونظامة محل تندّر عند الشعب المصري، وأضحوكة في نظره، فهو لا يراه إلا نظاماً مهزوزاً مهزوماً يلفظ أنفاسه، ولولا مساندة أمريكا له لكان في "خبر كان" منذ أمدٍ بعيد، أما القاهرة فلسان حالها يردد: أنا القاهرة التي لا تقهرني التفجيرات والمؤامرات، ولا أخضع إلا عندما تصدح مآذني الله أكبر الله أكبر الله أكبر، فأنا عصيةٌ على المارقين والمجرمين، خافضةٌ أجنحتي للرجال المؤمنين الذين صدقوا الله ما عاهدوه عليه ولم يبدلوا تبديلا، فأين أنتم أيها الأحباب أين أنتم يا صناديد الإسلام؟ أما آن أن يسوَدَّ نهارُ البيت الأبيض قبل ليله؟ أما آن لراية الإسلام أن ترفرف في سماء القاهرة؟ أما آن لكم أن تنتفضوا لله وبالله؟ فأنا وأنتم ليس لنا إلا الله، هبوا أيها الرجال لنصرة دينكم وأمتكم، فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يكيد العدا.

15 مارس 2015

السيد زهرة يكتب: من الأكثر همجية داعش أم أمريكا؟

العالم كله فزع وهب لإدانة الجريمة التي ارتكبها تنظيم "داعش" بتدمير قطع اثرية في متحف الموصل.
وبالطبع، جريمة تدمير القطع التي يعود بعضها الى آلاف السنين هي جريمة بشعة، وتستحق اوسع ادانة من كل دول العالم ومن كل المنظمات والجهات الدولية المعنية بآثار وتاريخ وحضارة وثقافة الشعوب.
لكن الغريب انه في غمرة هذه الإدانات لجريمة "داعش"، ينسى العالم او يتناسى، ما ارتكبته امريكا وقوات احتلالها للعراق من جرائم شبيهة عبر سنوات الاحتلال.
اليوم، اصبحت توجد مئات التقارير التي وثقت تفصيلا، وبالأرقام والحقائق والوقائع، سلسلة الجرائم التي ارتكبتها امريكا وقوات احتلالها، والتي طالت آثار العراق وتراثها الحضاري والثقافي.
هذه الجرائم التي ارتكبتها امريكا هي أشنع وأفظع ما تم ارتكابه بحق ثقافة وحضارة وارث العراق منذ غزو المغول.
ويكفي ان نتأمل فقط بعض حقائق هذه الجرائم، وهي كلها باتت معروفة وموثقة على نطاق واسع.
منذ اليوم الأول لدخول قوات الاحتلال الأمريكي بغداد، تعرض المتحف العراقي لأكبر عملية تدمير ونهب وسرقة في التاريخ. لعدة أيام، ظل المتحف يتعرض لهذا التدمير والسرقة تحت بصر وسمع قوات الاحتلال.
الاحصاءات تقول ان اكثر من 15 ألف قطعة اثرية تمت سرقتها من المتحف وتم تهريبها للخارج، غير القطع التي تم تدميرها.
هذا التدمير والنهب تم بشكل منظم على أيدي عصابات دولية منظمة بمعرفة الاحتلال.
وحتى اليوم، لم يتمكن العراق من استعادة سوى عدد محدود من كل هذه القطع الأثرية التي فقدها لا يتجاوز في احسن التقديرات 4 آلاف قطعة فقط.
ما تعرض له المتحف العراقي من تدمير ونهب على هذا النحو كان عملاً منظماً ومقصوداً من أمريكا وقوات احتلالها. فلم يكن الغزو والاحتلال مقصوداً به فقط إسقاط النظام، وإنما تدمير العراق تماماً كبلد وكحضارة وإذلال أهله. ألم يقل مسئولون أمريكيون قبل الغزو "أننا سنعيد العراق إلى العصر الحجري"؟
حين كان متحف العراق يتعرض لكل هذه التدمير والنهب، كانت دبابات الاحتلال الأمريكي موجودة حوله. وحين طلب من القوات الأمريكية التدخل لوقف هذه الجريمة كانت اجابتهم: ليس لدينا تعليمات من القادة.
وفي نفس الوقت الذي كان يجري فيه تدمير ونهب المتحف، كانت العديد من مكتبات العراق الكبرى في مختلف المدن تتعرض للحرق، وتم نهب المئات من المخطوطات والوثائق التاريخية النادرة وتهريبها الى الخارج.
في تلك الأيام، حين سئل وزير الدفاع الأمريكي آنئذ رامسفيلد عن هذه الجرائم بحق المتحف وبحق ارث العراق الحضاري، برر بمنتهى البرود هذ الجرائم، وأدلى بتصريحه الهمجي الشهير الذي قال فيه "الحرية عادة ما تتسم بالفوضى"، أي ان كل هذه الجرائم عادية وطبيعية تماما وينبغي الا تثير القلق او الانتقاد.
لم تقتصر جرائم الاحتلال الأمريكي على ما جرى للمتحف ومكتبات العراق، بل تواصلت هذه الجرائم في كل انحاء العراق طوال سنوات وجود قوات الاحتلال.
تقول الإحصاءات انه في سنوات الاحتلال، تعرض نحو 15 الف موقع اثري في مختلف انحاء العراق للتدمير والسرقة والنهب.
ليس هذا فحسب، بل ان مدينة أور السومرية الأثرية في جنوب العراق، والتي ولد فيها الخليل ابراهيم ابو الانبياء وكان يوجد بها 16 مقبرة ملكية اثرية.. هذه المنطقة الاثرية تحولت الى ثكنة عسكرية لقوات الاحتلال الأمريكي مما جعلها هدفا للتدمير والقصف طال مثلا متحف الناصرية.
نفس الشيء حدث في موقع بابل التاريخي الشهير، الذي يضم احدى عجائب الدنيا السبع هو حدائق بابل المعلقة، فقد استخدمته قوات الاحتلال كموقع عسكري.
هذا الذي ذكرت هو مجرد لمحة عامة عن الجرائم البشعة التي ارتكبتها امريكا وطالت آثار العراق وتراثه الحضاري والثقافي.
السؤال الآن: ما هو الفرق اذن بين الجريمة التي ارتكبها "داعش" بتدمير آثار في متحف الموصل، وبين هذه الجرائم الأمريكية؟
الجواب بالطبع هو: ما فعله "داعش" همجية، وما فعلته أمريكا همجية.
لكن أمريكا أكثر همجية من "داعش" بكثير جداً. فما فعله "داعش" على بشاعته ليس إلا نقطة في بحر آلاف الجرائم التي ارتكبتها أمريكا بتدمير تراث العراق الحضاري. وكما ذكرت، أمريكا فعلت هذا عن عمد وتخطيط مسبق.
لكن الغريب أنه في الوقت الذي تتبارى فيه دول العالم لإدانة جريمة "داعش"، لا أحد يتذكر ما فعلته أمريكا ولا أحد يتحدث عن همجيتها.
كل مجرمي الحرب الأمريكيين الذين ارتكبوا هذه الجرائم أحرار طلقاء، ولا أحد في العالم يطالب بمحاكمتهم كمجرمي حرب وإبادة.!

*كاتب وصحافي مصري مقيم في البحرين