لا
أعرف حتى الآن، المقصود من الضجة التي أثيرت حول من وصفت بـ "الصحفية
الأمنجية" التي قيل إنها "وشت" بزميلها المصور في الزميلة "التحرير"..
وبلغت عنه ضابط الشرطة المكلف بحراسة محاكمة مرسي في أكاديمية الشرطة: "الحقوا
إنه إخواني"!
في
البداية.. فإنها "محررة عرفية" بمعنى أنها غير مقيدة في نقابة الصحفيين،
وبالتالي فهي لا تمثل إلا نفسها "بنت أمنجية" وحسب.. وإن كان ذلك لا
ينفي وجود نماذج مشابهة لها داخل الجماعة الصحفية.. بل إن صحفيين وإعلاميين من
الوزن الثقيل وملء السمع والبصر، يعملون "مرشدين" عند الأمن.. وبعضهم
يُطلق عليه رتب تتدرج من رتبة "مخبر" إلى رتبة "لواء".. وذلك
تندرًا على ما آل إليه حالهم البائس من مهانة.
لماذا
أماني الأخرس وحدها؟!.. وبالمناسبة لقد اتهمها ـ منذ عام تقريبًا ـ زميل مصور في "المصريون"
بأنها بلغت عنه الأمن بأنه يعمل في صحيفة "إخوانية".. تقصد "المصريون"..
وأثيرت وقتها ضجة تعاطف محدودة مع صحفي "المصريون" على شبكات التواصل
الاجتماعي، وحضرت الأخرس إلى الجريدة واعتذرت للصحفيين وانتهى الأمر.
لماذا
النفخ فيما نسب إليها مع مصور "التحرير".. سؤالي لا يعني أنني أدافع
عنها أو عن سلوكها "الرخيص" حال ثبوته.. وإنما هو من قبيل السؤال: لماذا
التشدد معها والتسامح مع الأمنجية الحيتان الكبيرة على الفضائيات؟!
منذ
شهور عاد إعلامي شهير على "أون تي في"، من رحلة "طواف وعمرة" في
الإمارات.. لينظم حملة أمنية عاتية على "المصريون" ويحرض عليها الأمن
وتساءل: لماذا لم تغلق؟.. واستضاف مساعد وزير الداخلية المسؤول عن الإعلام
هاتفيًا، وفي مفارقة مدهشة: قال له الضابط: نحن ملتزمون بالقانون.. فيما راح "الإعلامي
ـ الحوت".. يحرض على "البلطجة" ضد الصحيفة خارج القانون.. ويعد
الضابط: "اعملها ومالكش دعوى سنتفق مع كل زملائي الإعلاميين بعدم الدفاع عنها"!!..
يعني استبيحوها وها نخليها ضلمة!
ما
الفرق بين أماني الأخرس.. وهذا الإعلامي؟!.. طبعا هناك فرق وهو أنه "مش كل
الطير يتاكل لحمه"!.. طبعًا توجد أمثلة أخرى كثيرة، ويكفي أن إعلاميًا
شهيرًا، خصص حلقة كاملة شتم فيها الصحفية "الأمنجية".. هو نفسه يتهمه
زملاؤه بأنه "صحفي أمنجي"!
بالإضافة
إلى التوقيت.. فالنفخ في موضوع أماني الأخرس.. جاء بالتزامن مع صدور قانون الإرهاب..
الذي يفوق خطورته على المهنة آلاف المرات من تصرفات أماني الأخرس.. إذ يجعل من
الصحافة جريمة وسيحيل الصحفيين إلى عمال نظافة لتنظيف دورات مياه السادة الضباط في
أقسام الشرطة.. وفيما كان الإعلاميون "اللي عاملين نفسهم مش أمنجية".. مشغولين
بأماني الأخرس.. كانت منظمات حقوق الإنسان الأجنبية، مصدومة وقد روعها القانون.. وبدا
لي وكأن المسكينة أماني الأخرس قد استخدمت للشوشرة على القانون ولإحكام شد حبال
المشانق على أعناق الصحفيين.. حتى النقابة ذاتها ـ رغم جهودها المشكورة ـ تركت
القانون وجريت وراء أماني الأخرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق