28 نوفمبر 2014

محمود سعد: الفساد في عهد السيسي عدي الركب ووصل للحلقوم



م/ محمود فوزي: إلا العقيدة يا سعد الهلالي

خرج علينا سعد الدين الهلالى الاستاذ بجامعة الأزهر بكلام خطير يمس العقيدة الاسلاميه نفسها.
فقد قال أن المسلم هو المسالم حتى ولو لم يؤمن بالرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) بل يكفيه شهاده أن لا إلة إلا الله وفقط.
وهذا أمر كارثي يجب أن يحاسب عليه فى الأزهر الشريف فلا يمكن أن يمر هكذا.
وحتى لا يلتبس الأمر على البعض فتعالوا نقرأ تلك الايات والأحاديث بدقة لنكتشف أن أول أساس من أسس الاسلام هو شهادة ان لا إلة إلا الله و أن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان )
رواه البخاري ومسلم .
وهنا نقرأ في كلام الله عز وجل في مقارنه بين المؤمنين والكافرين فى نقطه الايمان بالرسل كلهم بدون ادني استثناء
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (152)}
الآيات 150-152 من سورة النساء
وهنا توضيح أنه من قواعد الإيمان أن نؤمن بكل الرسل والأنبياء وكل الكتب السماويه الصحيحه (قبل التحريف) وبالطبع بالقرآن الكريم
{ قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) }
الآية 136 سورة البقرة
ثم نقرأ هنا الأمر بطاعة الرسول (صلى الله عليه وسلم)
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)}
الآيه 59 سورة النساء
وهنا التأكيد مرة أخرى بنبوة ورساله الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين
{ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)}
الآية 40 سورة الأحزاب
وهنا تاكيد آخر أن بوابه دخول الاسلام هى الشهادتين
عن معاذ بن جبل (رضى الله عنه) قال ( بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله
فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة
فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم
فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب )
رواه مسلم
هذه بعض الادله من القرآن الكريم والسنه الشريفه المطهره للتأكيد على أن الشهادة بأن سيدنا محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تنفصل أبدا عن الشهاده بن لا اله الا الله.
والشهادتان هما بوابه دخول الاسلام وهذا هو ما تعارف عليه المسلمون منذ أكثر من 1400 عام ولم يختلف عليه أحد.
لم أكن أتخيل أن يأتى اليوم الذي اجد نفسي مضطرا لاثبات تلك الحقيقه البديهيه التى ربما يعرفها غير المسلمين أنفسهم.
هل وصل بنا الحال بالتلاعب بالعقيده الاسلاميه نفسها لمجرد اثبات رأيه السياسي بتأييد الانقلاب؟
وللاسف هذه ليست أول كارثه لنفس الشخص حيث قال من قبل أن الله بعث السيسي ومحمد ابراهيم كما بعث موسي وهارون (عليهما السلام)
ولكن لأن الأزهر تركه و مر الموضوع بدون مشكله فتمادى وكما يقول المثل (من أمن العقوبة أساء الأدب)
ومازال البعض يصدق أمثال هؤلاء ومازال هؤلاء يتم تكريمهم ورفع شأنهم فى ظل الانقلاب.
ملحوظة أخيره:
وهى أن المسيحيين أنفسهم سيرفضون مقولته حيث أنه من الطبيعي ان يعترضوا على أن يسميهم احد ما مسلمين رغما عنهم.
وفي النهايه ادعو الناس الابتعاد عن أمثال هؤلاء فالتلاعب بالعقيده ولا يعتقدوا أن هذا شأن بسيط فكل شيء يهون إلا العقيدة ولا حول ولا قوة الا بالله.

27 نوفمبر 2014

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب : ردا على السيسى: بل هى عدونا اللدود

دأب السيد عبد الفتاح السيسى، منذ تولى الحكم، على التأكيد مرة تلو الأخرى، بمناسبة وبدون مناسبة على الإشادة بالسلام مع اسرائيل، والحرص على أمنها.
وهو يؤكد على ذلك بمواقفه السياسية، وانحيازاته الاقليمية، وقراراته الأمنية، وتصريحاته الاعلامية، متحديا وصادما لكل ما عرفناه و تعلمناه وخبرناه على مر التاريخ.
وكان آخرها حديثه مع "صحيفة كورييري ديلا سيرا" الايطالية، الذى قدم فيه اقتراحه "المريب" ((باستعداده لإرسال قوات مصرية الى الدولة الفلسطينية بعد قيامها كضامن لأمن اسرائيل ولطمأنتها، وانه تحدث طويلا مع نتنياهو فى هذا الِشأن)). وهو الاقتراح الذى أخشى ما أخشاه أن يكون تمهيدا لدور عسكرى مصرى فى غزة.
وسبق أن قال لقناة فرنسا 24 منذ بضعة أيام ((لن نسمح ان تستخدم اراضينا لشن هجمات على اسرائيل جارتنا))
وقال ان ((انشاء المنطقة العازلة كان ضرورة قديمة تأخرت كثيرا))
كما قال فى ذات الحديث ((من كان يتوقع منذ 40 سنة ان السلام بين مصر واسرائيل سيستقر بهذا الشكل))
ومن قبل قال تصريحه الشهير فى لقائه مع الصحفيين((ان السلام مع اسرائيل اصبح فى وجدان المصريين وأنه لا يوجد عبث فى هذا الكلام))
***
1) أما عن رفضه لاى تهديد لاسرائيل من سيناء، فهو فى ذلك لم يأتِ بجديد، وانما يؤكد التزامه الامين والمخلص والعلنى بما جاء فى المادة الثالثة من المعاهدة الذى ينص على ((يتعهد كل طرف بان يكفل عدم صدور فعل من افعال الحرب او الافعال العدوانية وافعال العنف او التهديد بها من داخل اراضيه او بواسطة قوات خاضعة لسيطرته او مرابطة على اراضيه ضد السكان او المواطنين او الممتلكات الخاصة بالطرف الاخر ، كما يتعهد كل طرف بالامتناع عن التنظيم او التحريض او الاثارة او المساعدة او الاشتراك فى فعل من افعال الحرب او الافعال العدوانية او النشاط الهدام او افعال العنف الموجهة ضد الطرف الاخر فى اى مكان كما يتعهد بان يكفل تقديم مرتكبى مثل هذه الافعال للمحاكمة))
وربما كان الجديد الوحيد فى هذا الامر هو ان يدلى رئيس الدولة بنفسه بمثل هذا التصريح الذى كان فى الماضى يترك لأحد المتحدثين باسم الخارجية، لرفع الحرج عن رئيس مصر قائدة الامة العربية، الذى لا يصح ان يعبر صراحة عن حرصه على امن اسرائيل .
***
2) أما استخدام كلمات مثل الجارة والجيران والجيرة لوصف اسرائيل، فهو صادم وغريب ومناقض لكل الحقائق التاريخية والثوابت الوطنية.
كما ان فيه ارتقاء بمرتبة اسرائيل ومكانتها وعلاقاتنا معها بضعة درجات عما كان الوضع عليه ايام مبارك او حتى السادات.
فلقد كانت الرواية الرسمية قبل السيسى عن السلام مع اسرائيل هى نظرية ((مجبرٌ أخاك لا بطل))؛ وخلاصتها أن اسرائيل لا تزال هى العدو الرئيسى لمصر، ولكننا يجب ان نقبل بوجودها والسلام معها مكرهين ومضطرين وعلى مضض نظرا لان الولايات المتحدة وأوروبا ومجتمعهم الدولى يرعوها ويدعموها ويهددون كل من يعتدى عليها او يهدد وجودها او امنها.
اما الرواية المستقرة فى الضمير الوطنى الشعبى والتى تمثل احد أهم ثوابتنا الوطنية بعيدا عن الانظمة والحكومات والرؤساء والمعاهدات فخلاصتها ان اسرائيل ليست جارتنا بل هى عدونا اللدود، وهى ليست دولة طبيعية لشعب طبيعى يعيش على ارضه التاريخية مثل باقى دول العالم، بل هو كيان استعمارى استيطانى احلالى عنصرى ارهابى اغتصب فلسطين وطرد وذبح وأباد وحاصر واسر شعبها.
وعليه فانها لا يمكن ان تكون جارة طبيعية مثل ليبيا وفلسطين والسودان والأردن والسعودية، بل هى مشروعا وكيانا عدوانيا يستهدف مصر والأمة العربية بقدر استهدافه لفلسطين.
كما انها قاعدة استعمارية استراتيجية وعسكرية متقدمة للغرب الاستعمارى بقيادة الولايات المتحدة الامريكية.
أما السلام معها فهو لم يستمر و"يستقر" الا بالخوف والإكراه والتواطؤ والاستبداد. ولو اطُلق سراح الشعب المصرى والشعوب العربية، لما ظلت فلسطين محتلة حتى اليوم.
***
3) أما القول بان المنطقة العازلة هى ضرورة قديمة تأخرت كثيرا، فإنه يطرح استنتاجا فوريا و مباشرا، هو ان مصدر ضرورتها الوحيد والفعلى قبل ظهور اى عمليات ارهابية فى سيناء، هو امن اسرائيل وحصار غزة ومنع تهريب السلاح الى المقاومة.
وهو الامر الذى يتأكد يوما بعد يوم، لان من يريد ان يحمى الامن القومى لمصر عليه ان يغلق الانفاق تحت الارض ويفتح المعبر فوق الارض ويعامله معاملة أى معبر آخر مثل معبر السلوم من حيث الاجراءات والقوانين المنظمة لحركة الافراد والبضائع.
ولكن هدم الانفاق مع اغلاق المعبر فى ذات الوقت هو لحماية امن اسرائيل، والمشاركة فى حصار غزة، وتنفيذا للاتفاقية المصرية الاسرائيلية الموقعة عام 2005 والمعروفة باسم اتفاقية فيلادلفيا والتى تشترط عدم فتح المعبر الا بموافقة اسرائيل.
بالإضافة الى ان الامن القومى المصرى يفترض تامين الحدود المصرية(الاسرائيلية) بذات القدر، ان لم يكن اكثر، لتأمين الحدود المصرية الغزاوية، وان يتم تجميد دخول (الاسرائيليين) من معبر طابا ومكوثهم فى سيناء اسبوعين بدون تأشيرة. وقبل ذلك وبعده أن نسعى حثيثا لتحرير سيناء من قيود كامب ديفيد.
***
4) أضف الى كل ذلك حملات الشيطنة لكل ما هو فلسطينى، وتجنب اى ذكر لدور محتمل لاسرائيل فى العمليات الإرهابية، والانحياز المصرى لها فى عدوانها الاخير على غزة، وفى تعليق الاعمار على شرط نزع سلاح المقاومة، وفى رفع الدعوات القضائية ضد حركات المقاومة بعد ان كنا نرفعها سابقا ضد اسرائيل والمعاهدة وقيودها والتطبيع وتصدير الغاز .
ناهيك عن التصريحات الاسرائيلية الرسمية والصحفية المتكررة والمستمرة التى تعبر عن ارتياحها البالغ للعلاقات المصرية الاسرائيلية الحالية والتى يصفونها بانها لم تتعمق ابدا الى هذا الحد منذ توقيع المعاهدة.
فلأول مرة منذ كامب ديفيد توصف العلاقات المصرية الاسرائيلية بالسلام الدافئ والحار، بعد ان كان القادة الصهاينة يشتكون منذ 35 عاما من كونه سلاما باردا.
***
5) وبالإضافة الى كل ما سبق فان من أخطر آثار مثل هذه التصريحات الدائمة والمستمرة والمقصودة والموجهة هو اختراق الرأى العام المصرى لإعادة تشكيل وعيه و ثوابته، وترويضه على القبول والتعايش مع اسرائيل التى تسالمنا ولا تهددنا والتى يربطنا معها سلام مشترك وامن مشترك ومصالح مشتركة وعدو مشترك.
ويا له من ثمن باهظ لنيل الرضا والاعتراف الدولى الكامل من بوابة اسرائيل.
*****
القاهرة فى 27 نوفمبر 2014

فيديو .. بوش قتل المسلمين في العراق ..فدخل الاسلام بيته


26 نوفمبر 2014

"المسلمون" تنشر قصة أمير سعودي على رصيف محطة "لايدن" بهولندا

أثناء محاضرة لي في مارس الماضي لبعض العاملين في متحف "رايكس ميوزيام" بمدينة لايدن بهولندا، وعلي رصيف أحد الشوارع في هولندا ناحية محطة القطار في مدينة "لايدن" الثقافية في الشتاء البارد، اقتربت منه قليلا ونظرت إليه أحسست أني أعرفه، اقتربت منه وجدته إنسانا مثقفا يتحدث العربية بعظمة وثقة الملوك والأمراء ويرفض المساعدة .
تحدثت معه فهو أب لثلاثة اطفال ومتزوجا ببكستانيه ويقول لي انه كان يركب احسن السيارات ويسكن احسن القصور، و يأكل اشهي واطيب المأكولات، ولكنه فقد الاسرة والمال بل وفقد تقريبا حياة الرغد والعيش وقال انه هنا منذ مايقرب من ١٥٠ يوما.
وانه فقد كل شئ وأباه اخذ من حسابه في البنك في سويسرا عشرة ملايين دولارا وخسرها كلها في البورصة.
هذا الرجل هو الأمير محمد بن طلال وينتمي الى عائلة آل راشد التى حكمت السعودية سنوات طويلة.
 ولكن الاسرة خرجت وخرج هو معها لاسباب معينة من السعودية، وكان يصرف له معاشا كبيرا، وقد عاش منه طوال السنوات السابقة حتي توقف منذ حوالى عشر سنوات مضت، وظل ينفق مما كان يمتلكه من مال الي ان نفذت امواله كاملة.
لقد صدقته من اول وهلة تحدث فيها معي لاني شعرت من حديثه الصراحة والشموخ والرفعة في الحديث.
عاش الأمير محمد بن طلال فى العراق لمدة عشرة سنوات، ثم ذهب لأمريكا وهناك دخل الجامعة وحصل منها على دبلومة فى الإقتصاد والعلوم السياسية، وانتقل لأمستردام للحصول على الماجستير فى الخدمة الإجتماعية من جامعة أمستردام وكان يكتفى بالحصول على الإقامة الدراسية ولم يفكر يوما فى طلب اللجوء السياسى، أو الحصول على الإقامة بالزواج وكان يمكنه بسهولة الحصول على ذلك ولكنه رفض ذلك نهائيا لأنه يفتخر بكونه "برنس" سعودي .
كما رفض أن يعمل بشهادته لنفس السبب والان هو بدون عمل ولاجواز سفر ولامال ولايستطيع حتى أن يشترى لنفسه زجاجة ماء.
تركته وتواصلت مع محافظ لايدن وتحدثت عنه ولفت النظر، الا انهم لم يلتفتوا الي ذلك، وعاودت الاتصال الى ان ذهبوا اليه وعرضوا عليه المساعدة الا انه رفض المساعدة، وظل يقيم في مكانه رغم شدة البرد.
إلا انه اراد ان تتدخل الحكومة الهولندية في عودة ماله المنهوب من بنوك سويسرا وان تصرف له الحكومة مرتبا شهريا، وان يقيم في سكن كبقية الناس، وسيعطيهم المال بعدما يستعيد ثروته.
عرضت الموضوع علي الصحف والجرائد الهولندية والبلجيكية الذين وجدوا ان الخبر يستحق الدراسة لانه مادة دسمة اعلاميا .
فهو لايحمل جوازسفر، ولم يحصل على تصريح للإقامة، لامال ولاسقف، ولا غطاء ولا دواء وبالرغم من هذا البرد انه يكسب احترام من يلتقى بهم ويكسب احترامهم وتعاطفهم معه فهو الأمير النبيل الذى يمتلك المال ولايستطيع الحصول عليه!
السؤال هنا الي منظمات حقوق الإنسان بل والمسئولين في هولندا "آرحموا عزيز قوم ذل".. لماذا تتركون هذا الأمير بالذات على هذا الوضع المخزي؟
ننتظر الاجابة من الحكومة الهولندية نفسها، بل ومن الاتحاد الاوربي !!

الشاعرعبدالرحمن يوسف يكتب: المذيعون الشرفاء

يصف النظام العسكري الحاكم في مصر بلطجيته وشبيحته الذين يقتلون بالنيابة عنه بأنهم "المواطنون الشرفاء"، وهو مصطلح إن دل على شيء فيدل على قدرة هذا النظام الفاجر على تصوير الليل البهيم نهاراً منيراً، أو على جعل الشياطين ملائكة، أو على تحويل الخيبات إلى فتوحات، لذلك لا يستغرب المرء حين ارتفعت أصوات إعلامنا تبشر المواطنين بسقوط تل أبيب، بينما الحقيقة أن العدو لو أراد دخول القاهرة لدخلها، وبعد ذلك لم يسمِّ ما حدث هزيمة، بل سماها "نكسة"، وهي في الحقيقة أم الهزائم، إنها هزيمة قلّ أن تجد لها نظيراً في التاريخ العسكري في العالم كله بإجماع الخبراء (باستثناء الخبراء الشرفاء). 
الكاتب المصري الشاب محمد طلبة رضوان سار على المنهج نفسه، وكتب منذ أيام مقالة بعنوان "المعارضون الشرفاء"، وهم من فصيلة "المواطنين الشرفاء"، بلطجية فكر، مرتزقة سياسة، محترفو خطابة، تجار وطنية، يؤدون دورهم القذر في مساعدة النظام العسكري. 
أنا أسير في هذه المقالة على خطى محمد طلبة رضوان، وأتحدث عن "المذيعين الشرفاء"! إنهم مذيعون ومذيعات تحت الطلب، تُسَيِّرُهُم رغبات أجهزة الأمن، بعضهم لا ينتظر التعليمات، بل يعرفها ويشم رائحتها قبل أن تصل له. 
قدراتهم المحدودة، وفشلهم التعليمي، وانحطاطهم الأخلاقي، وتواضع إمكاناتهم المهنية، تجعلهم يزايدون على أجهزة الأمن نفسها، فإذا قيل لهم "اضربوا فلاناً"، تراهم قد تبرعوا بضربه هو وأبيه، وأمه، وإخوته، وأخواته، وزوجته، وأقاربه، ومعارفه، وجيرانه، وإذا قيل لهم هاجموا رئيس الدولة الفلانية، تراهم يهاجمون رئيس الدولة، وزوجته، وأبناءه، ووزراءه، وسفراءه ... إلخ. 
هؤلاء "المذيعون الشرفاء" هم أول من تُسَعَّرُ بهم نار الثورات، فوجوههم معروفة، واختفاؤهم صعب، وحين يثور الناس تجد ألف هاتف يطالب بإعدام آخر مذيع بأمعاء آخر خبير استراتيجي! 
لا أتمنى الشر لأحد، ولا أحرض على أحد، ولكني أنبه على أن تصدير أمثال هؤلاء لكي يطعنوا في شرف كل من يبدي رأياً مخالفاً في أي موضوع من المواضيع ليس إلا دعوة صريحة للعنف، خاصة أن هؤلاء يطالبون دائماً بقتل المعارضين وبلا رادع. 
يتحدث الفنان خالد أبو النجا عن أداء الرئيس السياسي، فترى هؤلاء يتحدثون بالزور عن السلوك الجنسي للمتحدث، ويصفونه بالخائن. 
يتحدث الفنان الشاب محمد عطية في السياسة، فترى هؤلاء يتحدثون عن شرف المتحدث وعرضه. 
المعارضون يوجهون أحاديثهم إلى أدمغة الناس، فترى هؤلاء الحثالة لا يردون إلا إلى أدبار خصومهم ! 
الغريب أن هؤلاء "المذيعين الشرفاء" لا يخضعون أنفسهم لهذا المعيار الأخلاقي الصارم الذي يقيمون غيرهم وفقاً له، بل لا يبدو أنهم يخضعون أنفسهم لأي معيار أخلاقي أصلاً، ورغم ذلك يهاجمون كل معارض بما فيه، وبما ليس فيه، ويتهمون الناس باتهامات هي السب والقذف بعينه، ولكن دولة العسكر لا تعرف القانون إلا حين يكون في صالحها، أو في صالح مواطنيها الشرفاء. 
لكل مجال شرفاؤه، فترى في الإعلام "المذيعين الشرفاء"، وفي الشريعة "الشيوخ الشرفاء"، وفي الأدباء "الشعراء" والروائيين" و"النقاد" ... الشرفاء طبعاً، وفي الصحافة "الكتاب الشرفاء"، وفي الرياضة، والتجارة، والسياسة ... في سائر مجالات الحياة، ترى "شرفاء" معروضين للبيع والإيجار، لا عمل لهم سوى تشويه المعارضين، والتحريض عليهم، والكذب في سيرتهم، وتلفيق الأخبار المسيئة عنهم. 
لو فكر هؤلاء في مصيرهم حين تنقلب الآية، وحين يعز الله الذليل، ويذل العزيز، سوف يطبق الناس فيهم سائر ما طالبوا به اليوم، فمن طالب بالقتل دون محاكمة لا يستبعد أن يحكم عليه بما طالب به، ومن طالب بالتهجير، أو مصادرة الأموال، أو الاعتداء على الأعراض، أو إسقاط الجنسية ... كل هذه الاقتراحات قد تطبق عليهم، ورُبَّ كلمةٍ تقول لصاحبها دعني! 
من أسوأ ما ابتليت به مصر خلال حقبة الحكم العسكري التي توشك على الرحيل، أن أجهزة الأمن هي التي توظف كل الناس، فالتقرير الأمني هو الذي يحدد من يصبح فَرَّاشاً في مصلحة حكومية، وهو الذي يعين رئيس الوزراء، وبالتالي يحدد التقرير الأمني من يبتلينا الله به على الشاشة لكي يصبح مذيعاً! 
نهاية هذا العهد الأسود سيكون بعدها عهد يصل الناس فيه إلى مواقعهم بطريقتين، إما بالكفاءة (مثل المذيعين)، أو بالانتخاب (مثل سائر المؤسسات المنتخبة). 
حتى ذلك الوقت، سيبقى "المذيعون الشرفاء" يبصقون علينا بذاءاتهم ليل نهار، ولكن من يدري ... لعل في ذلك خيراً كثيراً لا نعلمه. 
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين.

وزير العدل الأسبق .. بطلان التحفظ على ممتلكات الإخوان يربك الحكومة

المصريون كتبت ـ رانيا طلحة
قال قضاة إن الحكم الصادر ببطلان قرار التحفظ على أموال جماعة "الإخوان المسلمين" جاء تأييدًا لحكم سابق، ما يؤكد مخالفة قرار التحفظ على أموال الجماعة للقانون والدستور، قائلين إن هذا الحكم سيربك قرارات الحكومة بالتحفظ على أموالهم.
وقال المستشار محمد عطية، وزير الشؤون القانونية والنائب الأول لرئيس مجلس الدولة سابقًا، إن الأحكام الصادرة من محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، بوقف تنفيذ قرار لجنة التحفظ وإدارة أموال جماعة الإخوان المسلمين بالتحفظ على أموال عدد من مدارس وشركات الجماعة، تكرار للحكم الصادر من قبل بذات المحكمة، مشيرًا إلى أن قرار التحفظ مخالف للقانون والدستور لصدوره من محكمة غير مختصة.
وأضاف إن "حكم محكمة القضاء الإداري ببطلان قرار التحفظ على أموال ثمانية عشر شخصًا من المنتمين لجماع الإخوان المسلمين، استند إلى أن القرار الصادر بالتحفظ على أموال الجماعة لم يصدر متفقًا مع أحكام القانون والدستور"، معربًا عن اعتقاده بأن "هذا يمكن أن يربك قرارات الحكومة بالتحفظ على أموال الإخوان".
وأكد وزير الشؤون القانونية، والنائب الأول لرئيس مجلس الدولة سابقًا، أن هذه الأحكام ستنفذ بالنسبة للأشخاص الذين أقاموا الدعاوى فقط، موضحًا أن الحكم استند إلى القاعدة القانونية المضمنة بقانون الإجراءات الجنائية المتعلقة بإصدار قرارات المنع من التصرف في الأموال من المحاكم الجنائية المختصة فقط، مما يعنى عدم اختصاص محكمة الأمور المستعجلة بهذا الأمر. وقال عطية إن لجنة إدارة أموال الجماعة المنبثقة من وزارة العدل، والتي أصدرت قرار التحفظ ستلجأ لجميع الطرق القانونية لعرقلة تنفيذ الأحكام من خلال 3 طرق قانونية، أولها التقدم باستشكال على الحكم أمام ذات الدائرة التي أصدرته، ليترتب على ذلك وقف تنفيذ الحكم، والطريق الثاني أن تطعن اللجنة على الحكم أمام المحكمة الإدارية العليا، وتطلب بصفة مستعجلة بوقف تنفيذ الحكم،. وتابع عطية: "أما بالنسبة للطريقة الثالثة التي ستلجأ إليها، وهي القيام بتصحيح الوضع القانوني بالنسبة لقراراتها، من خلال عرض تلك القرارات على محكمة جنائية مختصة لإصدار حكم بالتحفظ على هذه الأموال.
من جانبه، أكد المستشار عادل فرغلي، رئيس محاكم القضاء الإداري وقسم التشريع سابقًا، أن صدور أحكام بوقف التنفيذ لأي قرار إداري، يمثل وقفًا عينيًا، بمعنى أن أحكام وقف التنفيذ والإلغاء تتعلق بالقرار ذاته وليس الأشخاص أصحاب الدعوى فقط، لأن المحاكم تزن القرار بميزان المشروعية، فإذا كان القرار غير مشروع تحكم المحكمة بإلغائه وما ترتب عليه من آثار على جميع من شملهم.
وأشار إلى أنه من ضمن الآثار المترتبة على الأحكام عودة الأموال التي تمت مصادرتها بغير سند قانوني، من جميع الأشخاص الذين تعرضوا للمنع من التصرف في أموالهم، أيًا كان عددهم. وأوضح فرغلي أن الأسباب التي تؤكد حكم محكمة القضاء الإداري أن محكمة الأمور المستعجلة التي أصدرت حكم حظر أنشطة جماعة الإخوان المسلمين والتحفظ على ممتلكات أعضائها، واتخذته لجنة حصر أموال الإخوان وسيلة في إصدار قراراته الباطلة بحكم المحكمة، هي محكمة غير مختصة بنظر تلك القرارات.
وقال إن آليات التنفيذ المثالي لهذه الأحكام تقتضى تدخل كل مَن تعرض للمنع من التصرف في أمواله، في قضية التحفظ على أمواله من خلال التقدم بطلب تنفيذ مقتضى الحكم عليهم، ويكفيهم ذلك دون الحاجة إلى إقامة دعاوى منفصلة، ويترتب على ذلك أن تتوقف الحكومة تمامًا عن التصرف في الأموال أو العقارات أو المحال أو البضائع المتحفظ عليها من تاريخ صدور الحكم، لأن المحكمة ستبطل أي تصرفات للحكومة في تلك الأموال، حيث لا يجوز التعامل عليها بأى شكل من الأشكال.
وتابع: إن الحاصلين على الأحكام الصادرة من محكمة القضاء الإداري لصالحهم يمكن لهم استخراج الصيغة التنفيذية للحكم، ثم يتوجهون به إلى مقر لجنة إدارة أموال الجماعة في وزارة العدل لتنفيذه، موضحًا أن أي حكم صادر من القضاء الإداري نهائي وواجب النفاذ طالما لم يتم وقفه في دائرة فحص الطعون بالإدارية العليا.
كانت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، قد أصدرت حكمًا قضائيًا برئاسة المستشار يحيى دكروري، نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين عبدالمجيد المقنن، وسامي درويش، نائب رئيس مجلس الدولة في جلستها المنعقدة اليوم، بوقف تنفيذ قرار لجنة التحفظ وإدارة أموال جماعة الإخوان المسلمين بالتحفظ على أموال جماعة الإخوان.
واستندت المحكمة في حيثيات حكمها إلى "أن الإعلان الدستوري الصادر بتاريخ 8يوليو من العام الماضي، والذي صدر القرار المطعون فيه في ظل العمل به، تضمن التأكيد على أن "الملكية الخاصة مصونة ولا يجوز فرض الحراسة عليها إلا في الأحوال المبينة بالقانون وبحكم قضائي، وأنه لا جريمة ولا عقوبة إلا بقانون".. كما أكد أن سيادة القانون أساس الحكم في الدولة. وأشارت المحكمة إلى قرار رئيس الجمهورية بالقانون رقم 162 لسنة 1958 بشأن حالة الطوارئ والذي أجاز له أن يتخذ التدابير المناسبة للحفاظ على الأمن والنظام العام، ومن هذه الإجراءات الاستيلاء على أي منقول أو عقار تبعًا للأحكام المنصوص عليها في قانون التعبئة العامة.
وأسست حكمها على أن جهة الإدارة (لجنة التحفظ وإدارة أموال الإخوان) لم تستند في إصدار القرار المطعون فيه إلى أي قانون يخولها سلطة إصداره، وإنما استندت إلى حكم محكمة القاهرة للأمور المستعجلة رقم 3215 لسنة 2013 ف

صلاح بديوي يكتب : سر اتهام بشر بالتخابر لصالح واشنطن

وجهت نيابة أمن الدولة العليا المصرية، للدكتور محمد علي بشر وزير التنمية المحلية السابق، يوم السبت تهمة التخابر مع كل من الولايات المتحدة، والنرويج، فأنكرها، وطلب التسجيلات التي تزعم ذلك.
ويعتبر هذا الأمر تطورا خطيرا في مسار العلاقات المصرية الأمريكية، لأنه منذ توقيع اتفاقات كامب ديفيد في 26مارس من عام 1979م، وما تبعها من إبرام اتفاقات تعاون إستراتيجي ما بين القاهرة وواشنطن، لم يتجرأ أي حاكم مصري علي توجيه تلك التهمة لأي مواطن مصري أو غير مصري يقيم علي أرض مصر.
ولعلنا لا نذيع هنا سراً عندما نشير إلي أن الأجهزة الأمنية المصرية كانت قد أعدت اتهاما للرئيس المصري المختطف الدكتور محمد مرسي بالتخابر لصالح الولايات المتحدة فيما عرف بقضية الكربون الأسود، إلا أن المجلس العسكري بعد اطلاعه علي عدة تقارير من قبل أجهزة سيادية قرر استبعاد هذا الاتهام، خشية من تدهور علاقاته مع واشنطن حال توجيه هذا الاتهام، وتم استبداله بالاتهام المهزلة للرئيس الدكتور محمد مرسي و المتعلق بالتخابر لصالح حماس .
وحتي عندما أمسكت الأجهزة المعنية بالأمن القومي في مصر أدلة، وقرائن حقيقية فيما عرف بقضية التمويل الأجنبي، وقالت ان تلك المنظمات والشخصيات المتهمة تهدد الأمن القومي لمصر، لم تتجرأ تلك الأجهزة علي الإطلاق أن تحيل المتهمين أو بعضهم أو حتي افراد منهم للمحاكمة بتهمة التخابر مع الولايات المتحدة.
وكُلنا يتذكر كيف صدم المصريون عندما قام جنرالات المجلس العسكري بالسماح لطائرة أمريكية أن تهبط في مطار القاهرة، وتقل المتهمين الأمريكيين في قضية التمويل الأجنبي الي الولايات المتحدة، وذلك علانية، عقب أن قام قادة المجلس العسكري بتسخير إحدى "دوائر الشامخ" في إتمام تلك المهزلة.
والملفت للانتباه أنه في يوم الثلاثاء الموافق 12نوفمبر من العام الماضي، ذكر اللواء محمد فريد التهامي مدير المخابرات العامة المصرية في تصريحات خاصة أدلى بها إلى الكاتب الأمريكي ديفيد إجناتيوس ونشرت في صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية :" أن التعاون بين أجهزة المخابرات المصرية والأمريكية يجري في قناة مختلفة تمامًا عن القناة السياسية". وقال التهامي: "إنني على اتصال دائم مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي أي أيه) جون برينان ومدير المحطة المحلية أكثر من اتصالي بأي أجهزة مخابرات في العالم".
وجاء ذلك في وقت أشارت فيه صحيفة "هارتس" الإسرائيلية إلى وثيقة إسرائيلية تتعلق بالتخطيط الإستراتيجي الأمريكي الإسرائيلي ضد مصر خلال عهد الرئيس مرسي، وتحدثت الصحيفة عن عمق التعاون بين جهاز المخابرات الأمريكية والإسرائيلية من خلال وصف تكليف واشنطن للوحدة 8200 بالجيش الإسرائيلي بالتجسس على مصر بـ"المهمة"، والتي تعنى في عالم المخابرات "جمع المعلومات الحيوية". كما أن هذا اللفظ يتم اللجوء إليه عادة بين أجهزة المخابرات التي تنتمى للدولة الواحدة.
وقامت أجهزة الأمن المصرية بتسليم مواطنين أمريكيين إلى واشنطن لقيامهم بأعمال تجسسية، ولم توجه إليهم الأجهزة الأمنية المصرية أية اتهامات تذكر في ذات السياق، مكتفية بتسليمهم.
ولقد شاهدنا جميعا في مصر بالنسبة للمواطنين المصريين كيف عجز نظام مبارك عن توجيه تهمة التخابر لهم لصالح الولايات المتحدة، وهنا أتوقف لأذكر كل من الدكتور ايمن نور والدكتور سعد الدين إبراهيم، إذ تمت محاكمتهم وحبسهم باتهامات أخري مشينة كالتزوير وتلقي تمويل أجنبي، ووقتها اكتفت صحف النظام بالتشهير بهم في ذات السياق واتهامهم بموالاة واشنطن.
وثمة شق آخر في ذات السياق أن رموز النظام الانقلابي في القاهرة -والذين يرمون شرفاء الوطن بتهمة التخابر لواشنطن- هم أول من تطالهم الاتهامات لأمريكا، لأن ثمة فارقا ما بين قيام هؤلاء المسئولين وفق الدستور، والقانون والمواثيق الدولية بالتعاون لصالح مصر مع الولايات المتحدة، وأية دولة أخري في العالم، وبين قيامهم بأعمال تخابر أو ربط مصر بحالة تبعية لواشنطن تتسبب في تهديد الأمن القومي المصري .
والمعروف أن الجيش المصري يتلقى من الولايات المتحدة 2مليار دولار سنويا منذ أكثر من 30 عاما مضت، وتقوم الولايات المتحدة بتسليحه وتدريب قياداته منذ ذلك التاريخ، وهو ما أثمر مؤخرا عن تغيير هويته واستراتيجيته، وبات عدوه وهمي يسمي الإرهاب, وهدفه حماية أمن إسرائيل، وهو ما أكده بوضوح قائد الانقلاب في القاهرة مؤخراً.
وتعتبر واشنطن الجيش الضامن الوحيد في مصر لاتفاقات كامب ديفيد، وتراهن دوما علي قياداته.
ولذلك فإننا لا نستبعد أن اتهام محمد علي بشر لم يكن ابدا بعيدا عن أصابع الإدارة الأمريكية للأسباب التالية : 
أولاً : لأن محمد علي بشر كان أبرز من يتفاوضون مع أعلي المسئولين الذين يوفدهم كل من الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية لوضع نهاية لما يحدث في مصر ،وتمكين عبد الفتاح السيسي ورفاقه من الأمور مقابل بعض الإصلاحات الديمقراطية.
ثانياً: لأن بشر رفض عرضا توصلت إليه واشنطن مع نظام السيسي بأن يؤلف بشر حزبا يضم قيادات الإخوان الذين يرضي عنهم الأمن، علي أن تخصص لهذا الحزب نسبة في البرلمان، وأن يتم الإفراج عمن يختارهم بشر لمساعدته في هذا الحزب من الإخوان داخل السجن .
ثالثا: لأن بشر بدا ينسق مع قوي المجتمع المدني من ثوار25يناير، ووقع بيانا بتوحيدهم لمواجهة الانقلاب، وهو ما أصاب الأجهزة الأمنية بالجنون فقررت اعتقاله، وأظن أنها قامت بذلك بعدما تباحثت مع السفارة الامريكية بالقاهرة، وأخذت الضوء الأخضر من واشنطن، بتوجيه تهمة التجسس لصالح واشنطن للدكتور محمد علي بشر إلى جانب النرويج كممثل للاتحاد الأوروبي .
وفي اعتقادي أن واشنطن تحاول من خلال موافقتها علي اتهام بشر بالتجسس لصالحها تعزيز الفكرة التي يروج لها نظام الانقلاب بأن الإخوان أيضا قريبين منها، وذلك علي خلاف الحقيقة، وهو تخطيط مخابرات مصرية أمريكية عالي المستوي، في إطار التنسيق الإستراتيجي بين الطرفين.

«هيومن رايتس»: تقرير تقصي الحقائق «غير واقعي وتضمن متناقضات»



اعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، أن تقرير لجنة "تقصي حقائق 30 يونيو"، "غير واقعي" في تناوله لأحداث فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة"، مشيرة إلى أنه تضمن بعض الحقائق "المتناقضة".
وقال المتحدث باسم المنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فادي القاضي لوكالة "الأناضول": "تعليقنا الأولي على تقرير لجنة تقصي الحقائق أنه قدم صورة غير واقعية لطبيعة ما جرى في اعتصامي رابعة والنهضة (بالقاهرة)، لأنه أولاً ركز بشكل مفرط على أفعال المعتصمين، وقدم صورة أقل وضوحاً بشأن مسؤولية قوات الشرطة، والدولة والجهات السيادية التي تصدر أوامرها فيما يتعلق بالتعامل مع الاعتصامات".
واعتبر أن التقرير بهذه الصورة، "أمر مؤسف بالنسبة لنا؛ كونه من المفترض أن يصدر من جهة تستهدف استخلاص الحقائق، لكنه حمل المسؤولية لطرف واحد، دون الآخر، وتعامل معه دون أن ينظر إليه باعتباره جزءا من الدولة، ومواطنين لهم حقوق في مواجهة جهة سياسية منظمة وهي قوات الشرطة".
وقال القاضي، إن "النقطة الثانية تتعلق بأن التقرير تضمن حقائق تتناقض مع تصريحات سابقة لمسؤولين حكوميين عن طبيعة فض الاعتصامين، ومثال ذلك ما أورده بشأن ضبط 51 بندقية في أيدي المعتصمين في فض اعتصام رابعة، في الوقت الذي قال فيه وزير الداخلية محمد إبراهيم في تصريحات سابقة إنه تم العثور على 15 بندقية، وهو ما يدفعنا للسؤال عن الجهة التي تمتلك المعلومات".
وأضاف المتحدث باسم المنظمة ومقرها نيويورك: "في تقريرنا الماضي، أشرنا إلى وجود بعض الأسلحة النارية القليلة في أيدي المتظاهرين، لكنه لا يبرر سقوط أعداد كبيرة من القتلى خلال الاعتصامين".
وكانت "هيومن رايتس ووتش"، قد نشرت، في 14 أغسطس الماضي، مع الذكرى الأولى لفض اعتصام ميدان رابعة العدوية، تقريرا عما وصفته بـ"القتل الجماعي في مصر خلال شهري يوليو، وأغسطس عام 2013"، قالت فيه إن "قوات الأمن المصرية نفذت واحدة من أكبر عمليات قتل المتظاهرين في العالم خلال يوم واحد في التاريخ الحديث"، وذلك خلال فضها اعتصام رابعة العدوية، وهو التقرير الذي لاقي اعتراضا واسعا في الوسط المصري الرسمي.
أما النقطة الثالثة، والأخيرة، بحسب القاضي، فهي أن "تقرير لجنة تقصي الحقائق خلا تماماً من التوصيات بالمساءلة والمحاسبة للمسؤولين عن أعمال العنف".
وبشأن ما إذا كانت "هيومن رايتس" قدمت للجنة، الشهادات والوثائق التي تضمنتها في تقريرها السابق حول فض اعتصامي رابعة والنهضة، قال القاضي: "لم تخاطبنا لجنة تقصي الحقائق بشكل رسمي، ونرى أن التعاون المثالي يتلخص في النظر بتفاصيل التقرير الذي أصدرناه".
وكانت لجنة تقصى الحقائق التي شكلها الرئيس السابق عدلي منصور، حملت، في تقريرها الصادر في وقت سابق اليوم، جماعة الإخوان، المسؤولية عن معظم أعمال العنف التي وقعت عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، في 3 يوليو 2013، وهو الأمر الذي رفضه قياديان بالجماعة، حيث وصفا التقرير بأنه "غير محايد" وقالا إن مظاهراتهم "سلمية".

محمد رفعت الدومي يكتب : تونس .. ابعدي عني هذه الكأس!

 في وطن يحدق سكانه النظر في القراءة بعيون مستهترة، أو علي أوفر التقديرات حظاً، يعتبرون القراءة ترفاً، هل يجوز لي أن أستعير أصابع شاعر مثل "قيصر باييخو" في إطار الحديث عن قضية يكترث لها حتي بسطاء القوم وهو من أوفر الشعراء حظاً في التجسس علي الأصوات التي كانت تنبض في أعماقه وترجمتها علي الورق غموضاً، نعم، ترجمتها غموضاً بكل معني الكلمة؟
ربما، إلي هذا السبب وحده، تنخفض العلة التاريخية لعظمة "باييخو"، وإلي هذا السبب وحده، وبنفس القدر، أحصي الرجلَ كلُّ من لمس عالمه العميق في طليعة الشعراء الأكثر التباساً وعسراً علي الإطلاق..
فإن مما هو في حكم المؤكد ألا شاعراً خاطب المتلقي بتلك الخصوصية شاهقة الارتفاع جداً كما فعل شاعر "ألبيرو" الفادح هذا، بلغت هذه الخصوصية حداً ليس من السهل أبداً أن يستطيع المتخصصون حتي تصميم جسور تربط بين متاهات عالمه الشعري دون السقوط في حفر التأويلات المتعسفة للنص الشعري، وهذا أمر غريب يندر حدوثه..
لا يجوز هذا أعتقد، غير أنني سأفعل، أقصد، سوف أستعير أصابع هذا الشاعر العسير، بل أستعير شعره في ذروة النقطة، حين رق وصفا واستحال رموزاً مغلقة أمام الأذهان، مع ذلك، هي مرشحة لاستقطاب المتعة، تطرب لها الصدور تماماً كما تطرب الصدور لأغنية بلغة أجنبية لا نفهم معاني كلماتها لكنها توقظ أشجاناً نائمة في مناطق بكر ٍمن أعماقنا لم نكن قبل سماع تلك الأغنية ننتبه إلي وجودها أصلاً!
في أجمل دوواوينه وأشدها التصاقاً بالألم الإنساني، وأعظم ديوان مكتوب باللغة الإسبانية في زمانه وفي ما قبل زمانه، ولعله آخر دواوينه، ديوانه (اسبانيا.. ابعدي عني هذه الكأس)، يقول:
يا أطفال العالم، إذا ما سقطت "اسبانيا"، - أعني، هو خاطرٌ فحسب-، إذا ما سقطت "اسبانيا"، نازلةً من السماء، أوثقوا ساعدها، في لجامٍ، بلوحتين أرضيتين!، أيها الأطفال، أي عمر هو عمر الرؤوس الفارغة!، كم باكراً في وضح النهار ما كنت أقوله لكم!، كم قريبة في صدوركم الضوضاء العتيقة!، كم قديمة سنواتكم الاثنتين في مفكراتكم!
من الواضح جداً أنه كان أثناء الكتابة يلتقط أصواتاً من داخله ويسجلها كما هي في لحظتها الحارة المجردة، واضح أيضاً أنه كان يكتب تحت وطأة إحساس بالقلق يمزق روحه، سوف يستدير هذا الكلام في أذهاننا عندما نعلم أن توقيت كتابة هذه القصيدة هو توقيت اندلاع الحرب الأهلية في "أسبانيا"، وطنه الأم، حدث هذا في (17-يوليو - 1936)، وشغلت بال كل الناطقين بالإسبانية في جنبات العالم حتي (1-أبريل - 1939)..
كان مجموعة من العسكر بقيادة الجنرال "مولا" في الشمال، والجنرال "فرانكو" في "المغرب" والجنرال "كييبو دي يانو" في "أندلسيا" وجنرالات آخرين قد انقلبوا علي الشرعية في "مدريد"، وكان هذا كافياً لاندلاع تلك الحرب الضروس بين الجمهوريين والقوميين، ودون تفكير، انحاز "قيصر باييخو"، ككل المثقفين الجوهريين في "اسبانيا" والدول الناطقة بالإسبانية في ذلك الوقت ضد العسكر، وهذا انحياز في سياقه الطبيعيِّ بطبيعة الحال، فمتي وأين، ولا متي ولا أين، ولدت حرية من رحم دولة يحكمها عسكر؟..
يقول أيضاً:
يا أطفال العالم، أمنا "اسبانيا" وبطنها على كتفيها، معلمتنا بعصيِّها، هي الأم والمعلمة، الصليب والخشب، لأنها منحتكم الرفعة، الدوار والتقسيم و الإضافة، يا أطفال، هي مع نفسها، آباء منصفون!
إذا ما سقطت "اسبانيا"، -أقصد، هو محض خاطر- إذا ما سقطت "اسبانيا"، نازلة من الأرض، يا أطفال، كيف لكم أن تكفوا عن النمو!، كيف للسنة أن تعاقب الشهر!، كيف لن يكون أبداً أكثر من عشرة أسنان لكم!، كيف للإدغام أن يبقى في سكتة، الميدالية في دموع!، كيف سيستمر الحمَل مقيداً من ساقه إلى محبرة كبيرة!، كيف ستهبطون درجات الأبجدية نحو الحرف الذي ولد فيه الألم!
طلاسم، هذا واضح، لكن الحقيقة أن تلك الحرب كان لديها أثر كبير علي نضج تجربة هذا الشاعر الكبير، ذلك الأثر يلمع كالخنجر في كل ما نزف من شعر بعد اندلاعها، لقد توقف في الحقيقة، تعقيباً علي تلك المأساة، عن أن يكون ذلك الشاعر الذي كانه قبلها، كان قد التحم تماماً بالمطلق، وذاب فيه، فشفت روحه واحتدت بصيرته حتي أنه، وهذا ثابت، تنبأ بموته في "باريس"، بل تنبأ أن موته سيكون يوم "خميس" ممطر، وله في هذه النبوءة شعر، الغريب، أن هذا هو ما قد حدث فعلاً، وبحذافيره!!
ويستأنف طلاسمه:
يا أيها الأطفال، يا أبناء المحاربين، في هذه الأثناء، اخفضوا أصواتكم، لأن "اسبانيا" في هذه اللحظة توزعُ طاقتها على مملكة الحيوان، الزهور الصغيرة، المذنبات و الرجال..
اخفضوا أصواتكم، لأنها في عظمة شدَّتِها، لا تعرف ما هي فاعلة، و في يدها الجمجمة تتحدث وتتحدث و تتحدث، الجمجمة، بالضفيرة، الجمجمة، على قيد الحياة!
هذا كلام يصعب استيعابه علي نحو دقيق، أعرف هذا وأتعايش معه، لكن، لماذا قلتُ ما قلتُ، أو قلتُ ما قال "باييخو" علي وجه الدقة؟ 
الإجابة "تونس"، نعم، قلته من أجل "تونس" طبعاً، ذلك أن نذراً سوداء توحي بأن البلد الذي كان الحجر الذي بني عليه الربيع العربيُّ كل فرضياته عقب "ثورة الياسمين" هناك، الآن فقط، هناك نذر سوداء توحي بأنه مقبل علي أمر عظيم!
قد يقول قائل:
- أهل "تونس" أدري بشعابها..
هذا صحيح، لكن عذري الوحيد هو أنني حين أحاول أن أتجسس علي مخاوفي من الخطر المتربص بـ "تونس" إذا استقرت الأوضاع في الإطار الذي تفضحه الأخبار التي ترد من هناك حول ترجيح فوز مرشح حزب "نداء تونس" المحسوب علي نظام "زين العابدين بن علي" برئاسة هذا البلد، عقب فوزالحزب بأغلبية مقاعد "برلمان" هذا البلد، أقول:
إذا استقرت الأوضاع، القلقة حتي الآن، في هذا الإطار، فلابد أن يختل إيقاع التوازن الضروري بين القوي السياسية عقب الثورات علي وجه الخصوص، لابد أيضاً أن خطراً داهماً سوف يولد بين الأجنحة السياسية المتصارعة قد يعصف بالثورة من الأمام ومن الخلف ومن الجانب الآخر، بل قد يتطور الصراع في بلد داخل دائرة الفقر وملتهب الحدود مثل "تونس"، بالإضافة إلي أنه يقع تحت طائلة الكثير من المؤامرات الإقليمية في الوقت نفسه، وهذا هو الأهم، قد يتطور الصراع إلي حرب أهلية، وهذا فقط هو كل ما يعنيني.. 
ذلك أنه سوف يولد من سقوط "تونس"، لا قدر الله، في الحفرة التي سقط فيها من قبل كل بلدان الربيع العربي، دليل لا يقبل القسمة علي اثنين علي فشل فرضيات الثورات العربية كلها، ثم، أنا أيضاً، كالتونسيين، لدي دراية بشعاب "تونس"..
أدرك أن أداء الرئيس التونسيَّ " المنصف المرزوقي" كان هزيلاً وضحلاً، دفع الكثيرين من التونسيين، الشباب خاصة، إلي الإحباط، وتخثرت بفضله الكثير من الأحلام البيضاء التي كانت تراودهم عقب الثورة..
أدرك أيضاً أن "جماعة الإخوان المسلمين" في نسختها التونسية، علي الرغم من كون المنتمين إليها أشد دهاءاً وأرقي فكراً وأكثر انفتاحاً من أعضاء " جماعة الإخوان المسلمين" في "مصر"، أبداً لم يستوعبوا الحالة التونسية علي نحو صحيح، ولم يدركوا أبداً أن دغدغة مشاعر القطيع بالخطاب الديني فقط، بعد أن جرت مياه كثيرة في نهر الإنسانية، توقفت عن أن تكون كافية للعبة سياسية ناجحة..
أدرك كذلك، وهذا هو الأهم، أن المتربصين بالتجربة التونسية، للأسباب التي لمستها من قبل، كثرٌ، بل كثرٌ جداً، وهوية هؤلاء، هوية القبيلة والخيمة والوتد وحنين النوق، معروفة، معروفة جداً.. 
وهؤلاء ما زالوا هناك، ومن المؤسف أن أصابعهم الملطخة بالزيت بمقدورها الوصول إلي رئة تونس والعبث بأنفاسها حتي الاختناق، لهم أساليبهم أيضاً، ولهم امتداداتهم من مرضي القلوب من التونسيين، و"الموساد" لهم أيضاً، ليت التونسيين يضعون هذه الحقيقة في بالهم كجمرة في البال!
في النهاية..
ثمة سؤالٌ يتراقص علي مقدمة لساني منذ ساعات لم يجف بعد، أود، لو كان هذا بإمكاني، أن أوجهه إلي كل تونسيٍّ علي حدة:
- ما دام الأمر هكذا، أما كان من الأولي أن تدَّخروا المال الذي بذرتموه في الإنفاق علي الاستحقاقين الإنتخابيين لبناء مكتبات ومستشفيات ومدارس بعد أن تحسموا منه فقط ثمن عدة مقاعد في طائرة تقل "زين العابدين بن علي" وأفراد أسرته من "السعودية" إلي دولة ما قبل "17 - ديسمبر- 2010"؟!
رحم الله "محمد البو عزيزي"، ذلك الرجل الذي استوعب أكثر من أي شخص آخر، وعن غير عمد، نظرية الأواني المستطرقة!
علي أية حال، هناك دائماً شئ رقيق للغاية ودقيق للغاية يولد من خلال الدهشة، فلقد أكدت الحالة التونسية أن اللعبة السياسية في هذه البقعة الرديئة من العالم تعتمد علي أدوات ثابتة لا تتغير، ووفق نسب ثابتة أيضاً:
1- إعلام مضلل = 75 %
2- مال سياسي = 24 %
3- سياسة = 1 %
علي أية حال، يجب علي جميع الأطراف في "تونس" أن تذعن لما تقول الصناديق، فلا معني للحديث عن الديمقراطية إلا باحترام لهجة الصناديق، كما أن بديل عدم الإذعان هو الهاوية بكل تجلياتها وصورها، لذلك أقول:
تونس.. ابعدي عني هذه الكأس..

حزب الاستقلال : ليكن 28 نوفمبر.. يوم البراءة من العبودية لأمريكا واليهود



لن نستعيد هويتنا الاسلامية الحقيقية إلا إذا تحررنا من العبودية لأمريكا واليهود الذين يحكمون أمريكا واسرائيل، لن تحل مشكلات مصر المستعصية إلا بجلاء القوات الأمريكية عن الأراضي المصرية.
الخديعة الكبرى أن معظم المصريين لايعلمون أن القوات الأمريكية متواجدة بصورة دائمة على الأراضي المصرية، في 4قواعد ثابتة بالاضافة للتسهيلات العسكرية المفتوحة في كل مطارات وموانئ مصر، وأن قناة السويس مُسخرة للجيش الأمريكي وأن البحرية الأمريكية عندما تمر في القناة يصبح لها الأولوية ويتم وقف حركة مرور السفن حتى تمر، ويكفي الاخطار فحسب، وهذا امتياز لاتتمتع به أي دولة أخرى، وهو ما يتعارض مع اتفاقية القسطنطينية التي تنظم عمل القناة .
أمريكا هي التي توافق على الرئيس المصري، وهي التي وافقت على رئاسة مرسي ثم سحبت موافقتها، وهي توافق الآن على رئاسة السيسي. وقد وصف السيسي في آخر حديث صحفي له العلاقات مع أمريكا بأنها (صداقة كبرى).
لاتوجد دولة محترمة في العالم تحصل على المعونات بصورة مستمرة منذ40 سنة من دولة بعينها ثم تدعي أنها دولة مستقلة. لاتوجد دولة محترمة تحصل على سلاحها بنسبة 70% من الحليف الاستراتيجي لعدوها التاريخي (اسرائيل). لاتوجد دولة محترمة تعتمد على التصدير لأمريكا عبر موافقة اسرائيل (500 مصنع في اتفاقية الكويز). كيف نتحدث عن هوية اسلامية أو مصرية أو عربية ونحن بكل هذا الخضوع لأمريكا عدوة العرب والمسلمين والداعم الرئيسي للكيان اليهودي الصهيوني.
لابد أن نعلن بأعلى صوت ضرورة إسقاط معاهدة الذل والعار، التي تبيح وجود قوات أمريكية في سيناء وتبيح التدخل اليومي لإسرائيل في أمن سيناء والعبث به .
نحن لم نأخذ من الصداقة الأمريكية الاسرائيلية إلا أنهم سرقوا بترولنا وغازنا، وأصبحنا نحن نتسول الغاز من اسرائيل. نحن لم نأخذ من أمريكا إلا محلات الماكدونالدز (للأكل غير الصحي) والمياه الغازية، والقضاء على الصناعة الوطنية لحساب السلع الأمريكية والغربية (تجميع السيارات ولا نقول صناعتها على سبيل المثال). أمريكا وراء جريمة الخصخصة وتشريد العمال، التي تستمر الآن تحت شعار إعادة الهيكلة، وهذا سبب إضرابات الحديد والصلب والمضارب والنسيج.
ولكن الاعلام الفاجر يخفي الحقيقة ويصور كل هذه المشكلات وكأنها مشكلات محلية. أمريكا هي مصاصة دماء الشعب المصري وهي التي ساعدت اسرائيل عل نشر السرطان والفشل الكلوي والكبدي من خلال التطبيع الزراعي الاجباري.
وقد أسقطنا مبارك من أجل ذلك.. ونناضل من أجل اسقاط السيسي لهذا السبب لأنه امتداد لمبارك، ولنفس السبب أيضا لا نطالب بعودة مرسي لأنه يرفض مواجهة أمريكا واسرائيل وقد طالبناه بذلك مراراً وتكراراً دون مجيب، نريد حكماً وطنياً مستقلاً.. ومن حقنا أن نحلم بهذا الحلم ونحققه كما حققته عشرات الأمم في كافة أركان الأرض.
------------------------------------------------------
شوقى رجب
عضوالامانة العامة لحزب الاستقلال
امين الاعلام الالكترونى
تويتر
فيس بوك
سكاى بى
shawkyra
00201117580059
00201021442136

«مليونية صلاة الفجر».. أولى فعاليات مظاهرات 28نوفمبر


دعت "الجبهة السلفية"، صاحبة دعوة "انتفاضة الشباب المسلم" في أولى فعالياتها إلى مليونية صلاة الفجر يوم الجمعة العظيم 28 نوفمبر الجاري في كل مسجد ومنطقة، طلبًا لما ذكرته بأنه "نصرة لله واستعدادًا للخروج العظيم من جميع مساجد مصر بعد صلاة الجمعة من أجل إعلاء الهوية ورفض التبعية وإسقاط الأنظمة العسكرية".
وقالت الجبهة في بيان لها حصلت "المصريون" على نسخة منه: "حانت ساعة القبول وقد أوشك فجر الحرية أن ينبلج وقد حان موعد اﻷذان؛ فحي على الفلاح، فقد كاد النور أن يشرق؛ ليشع على أمتنا نفحات الرحمة، وأنوار الانعتاق من رق الذل والظلم والتبعية؛ في صباح الإسلام المشرق الجميل".
وأضافت: "آن للخائفين أن يؤوا إليه، وآن للجائعين أن يطلبوا الرزق فيه، وآن لطلاب الحرية والكرامة أن يفيئوا إلى ظلاله، وآن للذين أخرجوا من ديارهم إلا أن يقولوا ربنا الله أن يعودوا إليها أعزة كراما، وآن لمصر أن تعود كما كانت سلاما للعالمين وأمانا للداخلين وسيدة للأمم ورائدة للحضارة".
وتابعت الجبهة: "ليخرج عمال مصر والفلاحون مع صلاة الفجر ليوقدوها ثورة ضد رأس المال وتوحش رجال الأعمال بطانة النظام؛ من أجل حقوقهم فلا يرجعون إلا بها".
واستكملت: "لتنتفض جموع الطلبة من أجل كرامة أجيالها ومستقبلها ضد شركات المرتزقة وميليشيات الظلم العسكري، وليخرج أهل العشوائيات والمقابر ليستعيدوا إنسانيتهم المهدرة التي استغلها النظام فجند بعض أولادهم لأعماله القذرة ثم ألقاهم في السجون واتهمهم بالبلطجة، ولينفجر بركان الغضب في سيناء ضد من قتلوا أبنائها ثم قتلوا الجنود فيها".
واختتم البيان: "لتخرج مصر كلها وكل من تضامن مع "انتفاضة الشباب المسلم" في أولى فعالياتها في مليونية صلاة الفجر يوم الجمعة العظيم 28 نوفمبر القادم كل في مسجده ومنطقته طلبا لنصر الله واستعدادا للخروج العظيم من جميع مساجد مصر بعد صلاة الجمعة من أجل إعلاء الهوية ورفض التبعية وإسقاط الأنظمة العسكرية".

25 نوفمبر 2014

معلومات قيمة .. حول علاقة الغرب بالفن بالسلطة في مصر

نشر الدكتور ايمن امام الفقي عبر صفحته على الفيس بوك تدوينة ملفتة حول مدى التصاق الفن بالسطة باليهود في مصر .. ونظرا لأهمية ما تضمنته التدوينة من معلومات .. نحن ننشرها هنا مجددا كما هى دون اى تدخل منا.

تاريخك فى صور
انشر لك قائمه اوليه لهذه الاسماء وتلك الصور
1- عاطف صدقى ## رئيس الوزراء فى عهد مبارك= زوجته راقصه الباليه اليونانيه نيللى مظلوم
2- النبوى اسماعيل #‫#‏وزير‬ الداخليه فى عهد مبارك= زوجته فايده كامل المطربه
3- اسامه الباز #‫#‏زوجته‬ نبيله عبيد- وينتسب الى ابو حصيره حفيد موسى بن ميمون– احد الشخصيات البارزه والذى الف العديد من الكتب فى مجملها تصب فى فكر الكابالاه اليهودى
4- الملكه نازلى #‫#‏ام‬ فاروق حفيدة سليمان باشا الفرنساوى واسمه الحقيقى جوزيف انتيلمى
5- لاظوغلى #‫#‏منفذ‬ مذبحتى القلعه ينتهى نسب نازلى اليه ايضا
6- حمدى زقزوق## وزير الاوقاف فى عهد مبارك زوجته المانيه
7- الفنان حسين فهمى## جده محمد باشا فهمى الذى خان عرابى
8-هدى شعراوى ## ابنه محمد باشا فهمى الذى خان عرابى
9- احمد عز #‫#‏حفيد‬ الشيخ الصيادى الرفاعى وهو الذى الف العديد من الكتب فى كرامات الرفاعى حيث ذكر انه كان يمشى على الماء ووو وقد اشارات اليه اصابع الاتهام بقتل عبد الرحمن الكواكبى
10- جيهان السادات### انجليزيه
سوزان مبارك ##‫#‏انجليزيه‬
زوجه عبد الناصر### تحيه كاظم حفيده اكبر مرجع شيعى ايرانى
11- صفيه زغلول ##‫#‏ابنه‬ مصطفى باشا فهمى عميل الانجليز بشهادة كل المراجع التاريخيه
12-عباس باشا ##‫#‏ابن‬ محمد على شاذ جنسيا
13-بطرس بطرس غالى####
وزير الخارجيه ثم الامين العام للامم المتحده - الام ارمينيه- 
زوجته :- ليا نادلر - يهوديه وشقيقتها متزوجه من شامير رئيس الوزراء الاسرائيلى الاسبق
وهو حفيد المعلم غالى المسئول عن جمع الضرائب فى عهد محمد على وجده ايضا بطرس غالى الذى اضاع فلسطين والذى اغتيل بسبب خيانته
14-الببلاوى ‫#‏رئيس‬ الوزراء الانقلابى حفيد الشيخ الببلاوى نقيب الاشراف فى عهد فاروق وهو الذى كذب وادعى ان فاروق من النسل الشريف
15-احمد ماهر# وزير الخارجيه فى عهد مبارك حفيد احمد ماهر باشا عميل الانجليز
16- زقزوق #وزير الاوقاف فى عهد مبارك زوجته المانيه
هذه القائمه هى القائمه الاولى

فيديو رائع .. لواعظ شيعى يرفض الطائفية التى أسس لها الامريكان والمالكى في العراق


فيديوهات .. شطحات الاستغلال السياسي للدين عند سعد الهلالي


سعد الهلالي كل من قال لا إله الا الله وكفر بـ محمد ويؤمن بالمسيح هو مسلم

سعد الهلالي :الاخوان مشركين والله ارسل رسولين السيسي وابراهيم ليخلصنا منهم
سعد الهلالي :الراقصة شهيدة والبيرة حلال
سعد الهلالي : لا يحق للزوج أمر زوجته بالحجاب
سعد الهلالي : الله خاطب النار بأن تكون بردا وسلاما على حبيبنا وزير الداخلية
سعد الهلالي يبيح اتيان المرأة من الدبر
سعد الهلالي : الاغانى حلال
سعد الهلالي : ما فيش منع من ان تجيز الدولة زواج المتعة
سعد الهلالي : كشف المرأة لشعرها ورجليها ليس حراما
سعد الهلالي يجيز فتح الملاهى الليلية والكباريهات
سعد الهلالي يتهم الرسول بالقبول بالربا 
سعد الهلالي : استمارات قناة السويس "ربا حلال"
سعد الهلالي : الحوينى جاهل لانه يحرم شهادات قناة السويس
سعد الهلالي :لما يتعارض الدين مع القانون ..نختار القانون طبعا
سعد الهلالي :مصر تؤخر قيام القيامة

سعد الدين الهلالي: المصريون كلهم مسلمون ومش شرط تؤمن بمحمد أو عيسى

فيديو .. سفير مصر بالسعودية .. يسب المصريين هناك




هشام يونس: الإرهابى الحقيقي هو أحمد موسى.. وليس صحفيي الحرية والعدالة


شن عضو مجلس إدارة نقابة الصحفيين وعضو لجنة القيد هشام يونس –رئيس تحرير بوابة الأهرام- هجوما لاذعا علي الإعلامي الانقلابى أحمد موسى، علي خلفية الحملة التي شنها الأخير على صحفيّ جريدة الحرية والعدالة فى النقابة.
وقال يونس –عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"- : "الزميل هيثم محمد عضو نقابة الصحفيين عن جريدة الحرية والعدالة تلقى استدعاء من القوات المسلحة باعتباره في فترة الخدمة الاحتياطية، وعندما أنهى فترة الاستدعاء في الجيش المصري ومدتها "15 يوما" عاد ليجد "أحمد موسى" قد قدم وصلة تحريض ضد صحفيّ الحرية والعدالة وضد نقابة الصحفيين التي ضمت "هؤلاء الصحفيين" ووصفهم بالإرهابيين".
وتابع يونس: "كذلك امتد التحريض للمجلس الأعلى للصحافة الذي يقوم بصرف البدل للصحفيين، وكان هيثم بين 8 صحفيين قد تعطلت إجراءات قيدهم لأسباب لا ذنب لهم فيها".
واعترف عضو نقابة الصحفيين: "أنه بعد أن تم اتخاذ قرار في المجلس الأعلى للصحافة بصرف، البدل -وفقا لتصريح السيد نقيب الصحفيين- فإن النتيجة أن البدل لم يتم صرفه، فيما تم صرف البدل للزملاء في جريدة الشارع وحالتهم مماثلة لحالة الزملاء في الحرية والعدالة".
وتساءل يونس: "إذا كان هيثم إرهابيا كما قذفه أحمد موسى، فلماذا تم استدعاؤه للجيش؟، وهل يستدعي الجيش الإرهابيين؟، وإذا كان هيثم وطني ومحب لبلاده وليس متآمرا عليها فلماذا يتم التعامل معه باعتباره «طابور خامس»؟".
يونس نقل تعليق سابق للزميل هيثم محمد، معلقا: "هيثم رفض "يطنش" استدعاء الجيش ونشر صورته مع دفعته في الجيش وكتب من شهر ونصف، على صفحته البوست الآتي :في ناس كتيرة قالوا لي انت استلمت الاستدعاء ليه؟!، وقالوا لي برضه كنت نفضت أو ما استلمتهاش !!
قولت لهم ماينفعش أتأخر على بلدي في أي وقت، مش خوف من محاسبة أو محاكمة أو غرامة ولكن أنا أديت الخدمة العسكرية الحمد لله.. واتعلمت كتير خلالها ومش خايف من أي حاجه .. عشان متوكل على ربنا في كل شيء".
واختتم يونس تعليقه: "طبعا أحمد موسى مش هيعجبه حاجة غير "إننا نولع في هيثم"، مضيفا: "الإرهاب الحقيقي هو ما يفعله أحمد موسى".

محمد العمدة يكتب : هتلر يقلد السيسي في الغاية والوسيلة

يحرق"الرايخستاج" ليفرض الطوارئ ويقضي علي معارضيه

تحت عنوان (Rise of Hitler: The Reichstag Burns ) ومعناه ( صعود هتلر : الرايخستاج يحترق )، نشر موقع" The History Place" الأمريكي مقالا مأخوذا عن قصة" Hitler: The Rise of Evil" ومعناه" هتلر : صعود الشر"
والتي كتبها /"جون بيلميير" الكاتب المسرحي والسينارست الأمريكي.
تحولت القصة التاريخية إلي فيلم حصل علي جائزتين "إيمي"، وكان من العبارات الخالدة للكاتب والتي كتبها علي ستار النهاية "الشيء الوحيد الضروري لانتصار الشر هو أن يمتنع الرجال الأخيار عن فعل أي شيء" .
فإذا عدنا إلي المقال سالف الذكر "صعود هتلر : الرايخستاج يحترق" - الرايخستاج هو البرلمان الألماني – يقول الكاتب :-
" أدولف هتلر" المستشار الجديد لألمانيا لم تكن لديه نية الالتزام بقواعد الديمقراطية، كان ينوي فقط أن يستخدم هذه القواعد ليجعل من نفسه – وفي أسرع وقت – ديكتاتورا علي نحو قانوني من الناحية الشكلية ليبدأ بعد ذلك الثورة النازية.
قبل أن يؤدي "هتلر" اليمين الدستورية لتولي منصبه، عمل علي تحقيق هذا الهدف بطلب انتخابات برلمانية مبكرة، بينما ينتظر الرئيس الألماني/ "هيندنبيرج" بفارغ الصبر في غرفة أخري .
دخل"هتلر" في جدال مع الزعيم المحافظ / "هوجنبرج" والذي عارض فكرته بشدة، ارتكزت خطة"هتلر" علي إنشاء أغلبية نازية منتخبة داخل "الرايخستاج" لكي تصبح بمثابة الختم المطاطي الذي يمرر له ما شاء من القوانين التي يرغب في إصدارها وعلي نحو يجعل الأمر في إطار قانوني تماما من الناحية الشكلية.
وفي أول يوم له كمستشار استطاع "هتلر" أن يؤثر علي الرئيس / هيندينبرج وإقناعه بحل الرايخستاج والدعوة للانتخابات البرلمانية المبكرة التي أرادها والتي تمت فيما بعد بتاريخ 5/3/1933.
في المساء حضر "هتلر" العشاء مع هيئة الأركان العامة للجيش الألماني وأخبرهم أن ألمانيا سوف تعيد تسليح نفسها كخطوة أولي لاستعادة وضعها السابق في العالم، كما أعطاهم تلميحات قوية لأشياء سوف تحدث في المستقبل القريب، حيث أخبرهم بأنه سوف يتم غزو الأراضي الشرقية وفرض الهيمنة الألمانية علي الأقاليم المحتلة بلا رحمة .
أكد "هتلر" للجنرالات أنه لن تكون هناك محاولة لاستبدال الجيش النظامي بجيش من قوات العاصفة أل (S A)، فقد كان الجنرالات في حالة من القلق لعدة سنوات من هذا الأمر، حيث أرادوا الحفاظ علي وضعيتهم في السلطة والحفاظ علي التقاليد العسكرية بحالتها.
لقد بلغت قوات العاصفة الخاصة بهتلر والحزب النازي مستويات جديدة من السلطة وبدأت سلسلة من الإرهاب سوف تستمر طالما استمر الرايخ الثالث ( أحد أسماء ألمانيا في عهد النازية ) .
لقد سقط الرئيس الألماني/ هيندينبرج في فتنة هتلر، حيث كان يوقع علي أي شيء يوضع أمامه، لقد وقع الرئيس علي مرسوم للطوارئ جعل"بروسيا" الولاية الألمانية في قبضة المقربين من" هتلر" - " بابين" نائب المستشار و" جورينج" الذي شغل منصب وزير داخلية بروسيا ليتحكم في شرطتها .. بروسيا هي الولاية الألمانية الأكبر والأكثر أهمية والتي تضم العاصمة" برلين" .
قام" جورينج" وزير داخلية بروسيا علي الفور باستبدال مئات من ضباط الشرطة الذين يدينون بالولاء للجمهورية بضباط من النازيين الذين يدينون بالولاء لهتلر، كما أمر الشرطة بعدم التدخل في عمل قوات أل (SA ) وقوات أل (SS ) تحت أي ظرف من الظروف، وهذا يعني أن أي شخص سوف يضيق عليه أو يضرب أو حتى يقتل بمعرفة النازيين لن يجد أحدا يرجع إليه بالشكوى .
كما أمر" جورينج" رجال الشرطة بعدم إبداء أي رحمة مع هؤلاء المعادين للدولة وهو يقصد في الحقيقة المعادين لهتلر وخاصة الشيوعيين .
كذلك أصدر" هيرمان جورينج" قرارا مفاده ( أن رجال الشرطة الذين يستعملون الأسلحة في تنفيذ واجباتهم سوف يكونون في حمايتي، أما من يفشلوا في أداء واجبهم فعليهم أن يتوقعوا إجراءات تأديبية ) .
في 22/2/1933 أسس" جورينج" قوة من الشرطة المساعدة قوامها خمسين ألف رجل، معظمهم من قوات أل (SA ) و أل (SS ) والفاحشين ومحترفي المشاجرات ( البلطجية )، فالآن تمتلك قوات العاصفة النازية القاتلة سلطة الشرطة النظامية .
بعدها بيومين داهمت هذه القوات مقر الشيوعيين في" برلين"، وزعم" جورينج" زيفا أنه كشف خطط الشيوعيين أثناء هذه المداهمة، ولكنه في الحقيقة كشف عن قائمة أعضاء الحزب الشيوعي وقرر القبض عليهم جميعا رغم أنهم قرابة الأربعة آلاف عضو .
ويضيف الكاتب قائلا : -
Göring and Goebbels, with Hitler's approval, then hatched a plan to cause panic by burning the Reichstag building and blaming the Communists. The Reichstag was the building in Berlin where the elected members of the republic met to conduct the daily business of government.
وترجمته : -
" جورينج" و" جوبلز" وبموافقة" هتلر" وضعوا خطة لنشر الذعر من خلال حرق مبني الرايخستاج وإلقاء الاتهام علي الشيوعيين، والرايخستاج هو مبني البرلمان الذي يقع في برلين ويجتمع فيه الأعضاء المنتخبين لإدارة المهام الحكومية اليومية".
وللمصادفة العجيبة كان يوجد رجل شيوعي مختل في برلين، إنه مشعل الحريق" مارينوس فان دير لوب"، عمره 24 عام، من هولندا ، لقد ظل يتجول في برلين لمدة أسبوع يحاول أن يحرق المباني الحكومية ليحتج علي الرأسمالية .
في 27/2/1933 قرر أن يحرق مبني الرايخستاج وحمل معه أدوات الحرق، وقضي اليوم بأكمله يترصد حول المبني قبل أن يقتحمه حوالي الساعة التاسعة مساء، فخلع قميصه وأشعل فيه النار ثم ذهب ليستخدمه في إشعال الحريق .
تسلسل الأحداث لا يمكن لأحد الإحاطة به علي وجه الدقة، ولكن قوات العاصفة النازية وبتوجيه من"جورينج" كانت متورطة في إحراق المكان، لقد ناصروا مشعل الحريق وشجعوه ليحرق مبني الرايخستاج في هذه الليلة .
قوات العاصفة التي يديرها القائد"كارل إيرنست" استخدمت نفقا تحت الأرض والذي يربط مقر جورينج بسرداب داخل الرايخستاج، لقد دخلوا المبني، وسكبوا البنزين والمواد المساعدة علي الاشتعال وسارعوا بالعودة من خلال النفق .
لقد خطف وهج الاشتعال الأحمر أعين الرئيس /"هيندينبرج" ونائب المستشار"بابن" والذين كانا يتناولان العشاء في نادي يقع في مواجهة المبني، لقد وضع بابن هيندينبرج العجوز في سيارته الخاصة وأخذه إلي موقع الحادث .
"هتلر" كان في شقة"جوبلز"، فانطلقا إلي مكان الحادث حيث قابلا"جورينج" والذي كان يصيح زيفا بالاتهامات ويطلق التهديدات ضد الشيوعيين .
وللوهلة الأولي وصف" هتلر" الحريق بأنه منارة من السماء، وقال للموجودين معه : أنتم الآن شهود علي بداية حقبة عظيمة في التاريخ الألماني، النار هي البداية، وأبلغ" هتلر" تقريرا إخباريا من موقع الحادث .
وبعد مشاهدة الخسائر عقدت الحكومة اجتماعا طارئا، وعندما تم اخطار" هتلر" بالقبض علي مشعل الحريق الشيوعي"مارينوس فان دير لوب" أظهر غضبا مفتعلا قائلا :
"The German people have been soft too long. Every Communist official must be shot. All Communist deputies must be hanged this very night. All friends of the Communists must be locked up. And that goes for the Social Democrats and the Reichsbanner as well!"
وترجمته : -
" الشعب الألماني ظل ناعما لزمن طويل، الآن كل شيوعي يجب أن يطلق عليه الرصاص، كل النواب الشيوعيين يجب أن يعدموا، كل أصدقاء الشيوعيين يجب أن يسجنوا" .
ترك" هتلر" مكان الحادث وذهب مباشرة إلي مكاتب صحيفته ليراقب تغطيتها للحريق بنفسه، وظل بمقر الصحيفة طوال الليل مع" جوبلز" يضعا معا صفحة كاملة مليئة بالحكايات عن مؤامرة الشيوعيين للاستيلاء علي السلطة في" برلين" باستخدام العنف.
وفي اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد صباح 28/11/1933 طلب المستشار/ هتلر مرسوما للطوارئ للتغلب علي الأزمة، فوجد مقاومة ضئيلة من أعضاء مجلس الوزراء من غير النازيين .
في المساء ذهب "هتلر" و" بابن" للرئيس/ هندينبرج، فوقع الرجل الكبير المرتبك علي المرسوم بحجة حماية الشعب والدولة.
فرض مرسوم الطوارئ قيودا علي الحرية الشخصية، وعلي الحق في التعبير عن الرأي شاملا حرية الصحافة، وعلي الحق في الاجتماع وتكوين الجمعيات . كما فرض المرسوم أحكاما تمثل انتهاكا لخصوصية البريد والاتصالات التليفونية والتلغرافية، وإعطاء الصلاحية للشرطة لتفتيش المنازل دون إذن، كما أعطي الصلاحية لجهة الإدارة لمصادرة الملكيات الخاصة وفرض القيود عليها، فأصبحت جميع هذه الأمور مصرح بها دون حاجة لمراعاة الشروط القانونية المنصوص عليها.
وفي الحال بدأوا تنفيذ أول حملة اعتقالات نازية ضخمة، حيث توجهت شاحنات قوت أل (SA ) و أل (SS ) وهي تطلق زئيرها في الشوارع المكتظة بالشيوعيين والمعروفة بدخول الشيوعيين إليها وخروجهم منها وكذلك في منازلهم الخاصة.
الآلاف من الشيوعيين والاشتراكيين الديمقراطيين والليبراليين تم اعتقالهم في ثكنات قوات العاصفة حيث يتم ضربهم وتعذيبهم.
أعلن" هيرمان جورينج" في 3/3/1933 أنه غير قلق بشأن العدالة، وأن مهمته تنحصر فقط في التدمير والإبادة لا أكثر.
واحد وخمسون من مناهضي النازية قتلوا، ومنع النازيون كل الأنشطة السياسية والاجتماعات ووسائل الإعلام الخاصة بالأحزاب غير النازية، حتى الحملات ضد النازية أصبحت في الواقع مجرمة .
Hermann Göring. Declared ; "Every bullet which leaves the barrel of a police pistol now is my bullet. If one calls this murder, then I have murdered. I ordered this. I back it up. I assume the responsibility, and I am not afraid to do so," declared Hermann Göring.
وترجمته :
أعلن" جورينج" أن كل رصاصة تخرج من فوهة مسدس رجل الشرطة هي رصاصتي، ولو سمي أحد هذا قتلا فإنني أنا القاتل، أنا الذي أمرت بهذا وأعضده، وأتحمل المسئولية ولا أخشي أن أفعل ما تقدم.
الصحف النازية واصلت نشر الأدلة الكاذبة علي مؤامرات الشيوعيين، وتزعم أن هتلر والنازيين فقط هم القادرون علي منع الشيوعيين من الوصول إلي السلطة.
"جوزيف جوبلز" الآن يتحكم في الإذاعة التي تديرها الدولة، وينشر الدعاية النازية وخطب هتلر بين أفراد الأمة .
وبعد كل ما تقدم وجه النازيون انتباههم ليوم الانتخابات 5/3/1933، وتم وضع كل موارد الدولة اللازمة لتحقيق الفوز الكبير تحت تصرف جوزيف جوبلز .
كل كبار رجال الصناعة الذين ساعدوا "هتلر" للوصول إلي السلطة خصصوا ثلاثة ملايين مارك بسعادة ، ممثلون عن" ذخائر كروب" و "المجموعة الدولية فاربن" كانوا من بين هؤلاء الذين أجبروا علي التبرع تحت إصرار"جورينج" .
قال" جورينج": (إن التضحيات التي نطلبها من السهل تحملها إذا أدركنا أن الانتخابات القادمة سوف تكون الأخيرة خلال العشر سنوات القادمة، وربما تكون الأخيرة خلال المئات من السنوات القادمة، إن توفر المال بالإضافة إلي سلطة الدولة وخلفهما الحملة الانتخابية الشرسة التي يقودها النازيون سوف توفر لهتلر الأغلبية التي يطلبها) .
في 5/3/1933 عقدت آخر انتخابات حرة بألمانيا، ولكن الشعب رفض أن يمنح" هتلر" الأغلبية حيث أعطاه 44% من جملة أصوات الناخبين بالرغم من حملة الدعاية الضخمة والقمع الوحشي .
حصلت الأحزاب الأخرى علي حصتها، فقد حصل حزب الوسط علي أربعة ملايين صوت انتخابي، كما حصل الحزب الديمقراطي الاجتماعي علي سبعة ملايين صوت، ورغم فقد الشيوعيين لكثير من الأصوات إلا أنهم حصلوا علي أكثر من أربعة ملايين صوت.
انتهي مقال" الرايخستاج يحترق" - المنشور علي موقع" مكان التاريخ" الأمريكي والذي كشف لنا العديد من الأمور :
- كيف سعي هتلر ليتحول إلي ديكتاتور ........
- كيف سعي إلي أن يحكم مجتمعا خاليا من المعارضة، بل خاليا ممن يفتح فمه ....
- ولكي يحقق ذلك لجأ إلي نشر الذعر بين الناس بحرقه الرايخستاج" مبني البرلمان الألماني" ليستخدم هذا الحادث الإرهابي الذي اصطنعه في إصدار مرسوم للطوارئ يصادر به جميع الحقوق والحريات العامة، ويتمكن باستخدامه من القضاء علي الشيوعيين أقوي المنافسين له، ثم امتدت حربه لتشمل جميع المعارضين دون استثناء .
- وعقب حريق الرايخستاج أسس"هتلر" و"جورينج" قوات أل" Hilfspolizei" - " هيلفس بوليساي" - والتي تقول عنها الموسوعة الحرة :
The Hilfspolizei (abbreviated Hipo; literally: auxiliary police) was a short-lived auxiliary police in Nazi Germany in 1933.
The Hilfspolizei was created on February 22, 1933 by Hermann Göring, newly appointed Interior Minister of Prussia, to assist regular police in maintaining order and persecuting communists in the wake of the Reichstag fire.[1] The organization quickly spread from Prussia to other German states and endorsed by Hitler in the Reichstag Fire Decree
وترجمته :
"باختصار أل ( هيلفس بوليساي )هو جهاز الشرطة المساعدة، والذي كان عمره محدودا بحقبة ألمانيا النازية التي بدأت منذ عام 1933، وتأسست بتاريخ 22/11/1933، ومؤسسها" هيرمان جورينج" المعين حديثا كوزير داخلية لولاية بروسيا الألمانية لمساعدة البوليس النظامي في الحفاظ علي النظام واضطهاد الشيوعيين، وانتشرت الشرطة المساعدة بعد ذلك في جميع الولايات الألمانية، وأقرها هتلر بعد ذلك في مرسوم حريق الرايخستاج".
وقد مر علينا قبل ذلك كيف أضاف" جورينج" لهذه الشرطة المساعدة أعدادا كبيرة من الفاحشين ومحترفي المشاجرات ( البلطجية )، ولاشك أن هتلر أراد بإنشاء الشرطة المساعدة أن يقلد السيسي وحكومته فيما أقدموا عليه من إنشاء شرطة مجتمعية في مصر لتقنين أوضاع البلطجية المسخرين لمعاونة الشرطة من عهد مبارك.
- أنشأ "هتلر" و" جورينج" جهاز أل" Gestapo" – "البوليس السري"، وتم منحه حصانة قانونية من المحاسبة ليرتكب من الاغتيالات السياسية ما شاء دون حساب أو عقاب.
- استخدم" هتلر" رجال الأعمال لتمويل حملاته الانتخابية ودعمه مقابل منحهم المزايا الحكومية التي تعوضهم بأضعاف ما أنفقوه.
- احتكر وسائل الإعلام وصادر إعلام سائر الأحزاب والمعارضين مصادرة كاملة، فلم يعد في ألمانيا سوي صوت هتلر وحربه علي الإرهاب الشيوعي وإرهاب سائر المعارضين..
أعتقد أن أوجه تقليد الزعيم "هتلر" للزعيم" السيسي" يسهل إدراكها واستخراجها مما ذكر ولا أري أنني بحاجة لرص المتشابهات جنبا إلي جنب .
ثمانون عام بين "هتلر" 1933 و"السيسي" 2013 ورغم ذلك تطابقت الأفكار والأعمال، كل منهما أراد أن يحكم بلا شريك فسعي للخلاص من معارضيه، فوسوست لهما الشياطين بخلق حرب علي الإرهاب كل ما تحتاجه جريمة هنا أو هناك والفاعل مجهول، ثم تسن القوانين والسكاكين.
لقد نجح "هتلر" بالفعل في التخلص من خصومه والقضاء عليهم وقهر الشعب الألماني والقضاء علي أي صوت يمكن أن يعارض أفكاره أو سياساته، فما هي النتيجة؟
النتيجة هي الحرب العالمية الثانية التي خلفت ستين مليون قتيل في بعض التقديرات بخلاف المفقودين والمصابين والمشردين، ودمرت معظم دول أوربا وأعادتها قرونا إلي الوراء، ودمرت ألمانيا والشعب الألماني دون أن تميز بين المهللين لهتلر والمعارضين له ممن التزموا الصمت حيال جنونه وهوسه.
وقد شاءت المقادير أن يطبق "هتلر" عقوبته الدنيوية علي نفسه بيده، حيث انتحر لينتقل من الدنيا إلي سوء العذاب الذي ينتظره، ليظل خالدا لا يموت فيه ولا يحيا.
لن أطلب من المستبد الظالم أن يعتبر ويرجع عن استبداده وظلمه لأن هذا الطلب فيه من الهوان ما لا تقبله ضمائر الكرام، ولكني سأذكر الشعب المصري العظيم بالعبارة الخالدة لكاتب قصة (هتلر وصعود الشر) حين قال :
"الشيء الوحيد الضروري لانتصار الشر هو أن يمتنع الرجال الأخيار عن فعل أي شيء".

رانيا بدوى: احنا فى دولة فاشية والبلد ماشية فى طريق غلط واللى فرحان بكده دلوقتى بكره هيجى عليه الدور


المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب : القضية "الاسرائيلية"

كنا فيما مضى نسميها بالقضية الفلسطينية، وكنا نقصد بها قضية تحرير فلسطين من الاغتصاب الصهيونى، وتطهير الارض العربية من الكيان الصهيونى، وإنقاذ المستقبل العربى من المشروع الصهيونى. وكنا نعتبرها قضية العرب المركزية، وكانت على امتداد ربع قرن 1948 ـ 1973 هى القضية الأولى فى جداول أعمال القمم العربية، وفى برامج الأحزاب والقوى والتنظيمات السياسية العربية.
ولكن اليوم حلت محلها "القضية الاسرائيلية"، التى أصبحت هى عامود الخيمة الرئيسى فى كل الاستراتيجيات والسياسات والمواقف الدولية والإقليمية و العربية، بعد أن نجحت الولايات المتحدة واسرائيل على امتداد أربعة عقود من استقطاب الانظمة والحكام العرب واحدا تلو الآخر، الى التحالف معهم من أجل تصفية القضية الفلسطينية لصالح وجود واستقرار وأمن اسرائيل.
وحين كنا نعتبرها "القضية الفلسطينية"، كنا نبحث كيف نحارب وكيف نتسلح، وكيف نتوحد او نتضامن او نتشارك فى الدفاع عن فلسطين وعن بعضنا البعض. وكنا ندعم المقاومة ونسلحها ونحميها ونحتفى بعملياتها ونحرض على تكرارها ونؤبن شهداءها. وكنا نقاطع حلفاء اسرائيل و داعميها. و نحشد ونعبئ شعوبنا من اجل هذه المعركة المصيرية الطويلة. وكنا نرفض الاعتراف بشرعية اسرائيل، ونرفض التفاوض أو الصلح معها. وكنا نغضب على أى حاكم او نظام او حزب او حركة او مثقف نشتم فيهم رائحة تلميح ولو عابر عن الرغبة فى السلام مع اسرائيل أو الاعتراف بها أو الاعتراف بالقرارات الدولية التى تعترف بها. وكنا نتهم أمثالهم بالجبن والخيانة والرجعية والصهيونية. وكنا نعتبر اصدقاء امريكا من الانظمة العربية هم الطابور الخامس بيننا. وكنا نحترم من القيادات أكثرهم عداءً وتحديا لاسرائيل. وكنا نسعى الى توطيد علاقاتنا الخارجية بأى دولة تعادى امريكا والاستعمار. وكنا نحرض شعوب و دول العالم على تبنى قضيتنا والانحياز الى مواقفنا.
***
أما منذ أن اصبحت قضيتنا المركزية هى "القضية الاسرائيلية"، قضية الحفاظ على وجود اسرائيل وأمنها، منذئذ، اصبحنا نتبارى فى توقيع معاهدات الصلح معها والاعتراف بشرعيتها والاستسلام لشروطها والرضوخ لقيودها على جيوشنا وتسليحنا وانتقاصها لسيادتنا على أراضينا المجاورة "لحدودها". ونتسابق فى طرح المبادرات والتصريحات التى تنفى تطرفنا وتصنفنا فى قوائم المعتدلين عند السيد الامريكى ومجتمعه الدولى. وأصبحنا نتبارى للارتماء فى أحضان الولايات المتحدة الامريكية، صانعة اسرائيل وحاميتها الرئيسية، ونتحالف معها ونشترى سلاحها من الفرز الثانى والثالث. ونمتثل لأوامرها فى تحديد وتقييد قواتنا وأسلحتنا نوعا وكما وتوجيها واستخداما. ونخضع لرغبتها فى الحفاظ على التفوق العسكرى الاسرائيلى النوعى على كل دولنا العربية مجتمعة. ونصالح من يصالحها ونعادى من يعاديها. ونحتشد وننفض وفقا لرغباتها. ونستأذنها فى كل قراراتنا وسياساتنا. وأصبحنا نُحكَم بالإكراه من اكثر القيادات مهادنة وخوفا و"اعتدالا" مع اسرائيل.
وأصبحنا نضغط على الفلسطينيين لكى يستسلموا "لاسرائيل" ويعترفوا بحقها فى الوجود على ارض فلسطين التاريخية. ونعمل على كسر إرادة من يتصلب منهم، ونشارك فى حصاره وحظر السلاح اليه، ونبارك صراحة او ضمنا الاعتداءات الصهيونية عليه، ونحرص على توقيف واعتقال من يقع تحت أيدينا من مقاومته. ونصادر أسلحته ونغلق معابره ونهدف أنفاقه. ونهاجمه ونشوهه ونعاديه. وأصبحنا نرتعب وننزعج وندين اى عملية للمقاومة بمجرد وقوعها، ونسخر ونسفه قيم الصمود والبطولة والاستشهاد، ونتهمها بالطوباوية وباللاواقعية وبالتطرف والتشدد والإرهاب.
وأصبحنا نضلل شعوبنا، ونكذب عليها، ونزيف وعيها، بان إسرائيل قطر شقيق و جار مسالم وأمر واقع. وأصبح التنسيق والتعاون والشراكة الأمنية معها ضرورة وحق وواجب وعمل وطنى وعاقل وحكيم. وأصبحنا نفتح حدودنا ومعابرنا للصهاينة، ونرحب بهم فى بلادنا وعلى شواطئنا، ونحرمها على الفلسطينيين الذين أصبحوا هم الأشرار و الخطر الأكبر على أمننا القومى.
وأصبحنا نطارد كل الكتاب والكتابات والأفكار والمفكرين والأحزاب والتنظيمات السياسية و القوى والتيارات الوطنية التى ترفض الاعتراف بإسرائيل، والصلح والتطبيع معها وتناصر فلسطين والمقاومة الفلسطينية، ونحظر أنشطتها ونغلق منابرها ونعزلها ونطارد عناصرها.
***
انه النظام الرسمى العربى فى أسوأ مراحله وأظلم عصوره، ظلام لا يكسره سوى عبقرية الصمود الفسطينى وبطولاته وانتصاراته.
*****
القاهرة فى 25 نوفمبر 2014