14 مايو 2013

وقفة رمزية أمام السفارة البريطانية فى ذكرى نكبة فلسطين



أ.ش.أ

ينظم مجموعة من الناشطين المصريين من ذوي التوجهات السياسية المختلفة وقفة رمزية أمام السفارة البريطانية في القاهرة غدًا الأربعاء بمناسبة ذكرى "نكبة فلسطين".

ويأتي ذلك لمطالبة الحكومة البريطانية بالعمل على إصلاح الجريمة التي ارتكبتها بريطانيا عندما عملت خلال فترة الانتداب على تمكين الصهاينة من تأسيس دولتهم على الأراضي الفلسطينية.

ووفقا للشاعر سيد أمين فإن المشاركين في الوقفة الرمزية سيقومون غدا بتسليم السفير البريطاني مذكرة احتجاج باللغة الإنجليزية يطالبون فيها بريطانيا بإصلاح ما أفسدته سياساتها المنحازة للصهاينة منذ عقود طويلة.

وقال أمين - الثلاثاء - إن نحو 60 شخصية مصرية من مختلف التوجهات الفكرية والسياسية وقعوا على بيان طالبوا فيه الحكومة البريطانية بعدم إرسال النسخة الأصلية من وعد بلفور المشئوم إلى الكيان الصهيوني (إسرائيل) كما أعلن في لندن مطلع شهر أبريل الماضي.

وأضاف أن الموقعين على البيان أكدوا أنه بعد مرور 96 عاما على وعد بلفور و65 عاما على احتلال واغتصاب أرض فلسطين، فإن الشعوب العربية والإسلامية وعلى رأسها الشعب الفلسطيني صاحب الأرض لم ولن تنسى حقوقها في أرضها، لأن من صميم عقيدة المسلمين والعرب أن أرض فلسطين عربية خالصة ولن يتمكن الاحتلال بكل سطوته من تهويدها وطمس هويتها العربية والإسلامية.

من أبرز الموقعين على البيان الدكتور إبراهيم يسري، المهندس محمد سيف الدولة، المهندس أبو العلا ماضي، الدكتور سمير عليش، الدكتور يحيى القزاز، مجدي أحمد حسين، عبد العظيم مناف، الدكتور رفعت سيد أحمد، الدكتور محمد مورو، الدكتور عبد العظيم المغربي، الدكتور محمد شرف، الدكتور حسني كحلة، دكتور محمود ابو الوفا ، كارم يحيى، وأحمد حسن الشرقاوي.


اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - وقفة رمزية أمام السفارة البريطانية فى ذكرى نكبة فلسطين

http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=14052013&id=bd1f4167-b56a-4f1c-8213-286fd0150350

http://maktoob.news.yahoo.com/%D9%88%D9%82%D9%81%D8%A9-%D8%B1%D9%85%D8%B2%D9%8A%D8%A9-%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D9%8B-%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%89-080030224.html

http://www.emaratalyoum.com/politics/news/2013-05-15-1.574985

http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1066112&SecID=319

http://www.dar.akhbarelyom.com/issuse/detailze.asp?mag=&akhbarelyom=&field=news&id=111160

http://shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=15052013&id=ede3708b-ba44-4b3c-9186-4e6b800e2c59

http://www.almessa.net.eg/main_messa.asp?v_article_id=31425

http://www.farah.net.au/index.php?mod=news&id=31838
http://new.akhbarelyom.com/news/newdetails/167646/1/%D9%88%D9%82%D9%81%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D9%86%D9%83%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86.html
http://forums.fatakat.com/thread4377061
http://www.moheet.com/news/newdetails/658406/1/%D9%86%D8%B4%D8%B7%D8%A7%D8%A1-%D9%8A%D8%AA%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%83%D8%A8%D8%A9%C2%BB.html
http://www.akhbarak.net/news/2013/05/14/2569539/articles/12426972

فى الذكرى الخامسة والستين : النكبة... لاتزال حاضرة فى زمن الثورات بقلم دكتور رفعت سيد أحمد


* من أسباب الهزيمة التى لاتزال قائمة حتى اليوم :
* فقدان الحشد القومى العسكرى – غياب الاستراتيجية والتعاون العربى – غياب عنصر المفاجأة للعدو – انهيار الاقتصاد العربى وتبعيته للغرب – غياب القيادة الواحدة القادرة على الصمود والمواجهة غلبت القرار السياسى على القرار العسكرى .
* من أسباب الهزيمة أن إجمالى الجيوش العربية السبعة التى خاضت حرب 1948 لا يتعدى 25 ألف جندى فى حين كانت القوات الإسرائيلية 70 ألف مقاتل بأحدث الأسلحة والتقنيات القتالية !!
* العدو الصهيونى مهد للنكبة بسلسلة من المجازر داخل فلسطين فأصاب الفلسطينيين بالهلع (مثل مجزرة دير ياسين) .
* أبرز نتائج النكبة :
- تهجير 800 ألف فلسطينى من أصل مليون ومائتى ألف أى 60% من الشعب الفلسطينى.
- ارتكاب 34 مذبحة مروعة ضد الفلسطينيين .
- تدمير 400 قرية ومدينة وتهويدها بالكامل.
- فقدان 78% من أرض فلسطين التاريخية .
* المقاومة هى وحدها الحل لاسترداد فلسطين ، والثورات الجديدة لا قيمة ولا مستقبل لها من غير موقف حاسم من العدو الإسرائيلى – الأمريكى !!
دراسة بقلم د. رفعت سيد أحمد
* يمر اليوم 65 عاماً على نكبة 1948 ، وتأتى الذكرى وثورات الربيع العربى تحولت فى أغلبها – للأسف - إلى ثورات أمريكية بامتياز ، وتفككت دول كانت بالأمس موحدة ، وركب حلفاء الغرب على مصير دول أخرى بعد ثورات لم يشاركوا فيها ولم تعد فلسطين لوحدها هى الدولة المحتلة بل صارت دول عربية أخرى محتلة وتابعة وذليلة وكله للأسف باسم الثورات ، والثورات من هذا الحال البائس ، براء ، لقد نسيت الثورات الجديدة فلسطين وأسقطتها من حساباتها وفى ظنى أنه لا قيمة ولا مستقبل لتلك الثورات من غير موقف حاسم من العدو الإسرائيلى – الأمريكى رفضاً له ودعماً للمقاومة هكذا تنبئنا قضية الصراع العربى الصهيونى منذ النكبة وحتى اليوم 2013 ، وبعودة إلى ذكر النكبة يحدثنا التاريخ أن خلاصة حرب ١٩٤٨ تقول سطورها إنها بدأت منذ العام ١٩١٧ عام وعد بلفور، ثم جاءت الحلقة الثانية عام ١٩٢٠ - عندما وضعت بريطانيا فلسطين تحت الحكم العسكرى فى نهاية يونيو ١٩٢٠، ثم حولتها إلى الحكم المدنى، وعينت اليهودى الصهيونى هربرت صمويل أول «مندوب سام» لها على فلسطين «١٩٢٠ - ١٩٢٥»، حيث شرع فى تنفيذ المشروع الصهيونى ميدانيًا على الأرض،وتابع المندوبون «السامون» المسيرة نفسها، غير أن أكثرهم سوءًا ودهاء ونجاحًا فى التنفيذ كان «آرثر واكهوب» «١٩٣١ - ١٩٣٨»، حيث وصل المشروع الصهيونى فى عهده إلى درجات خطيرة، ويذكر المؤرخون أن فلسطين عاشت تحت الاحتلال البريطانى مؤامرة رهيبة، فحرم أهل فلسطين من بناء مؤسساتهم الدستورية وحكم أنفسهم، ووضعوا تحت الحكم البريطانى المباشر، وأعطى المندوبون السامون صلاحيات مطلقة. وضيقت بريطانيا على الفلسطينيين سبل العيش وكسب الرزق، وشجعت الفساد، وسعت لتعميق الانقسامات العائلية والطائفية وإشغال أبناء فلسطين ببعضهم، وفى المقابل شجعت الهجرة اليهودية، فزاد عدد اليهود من ٥٥ألفًا«٨٪ من السكان» سنة ١٩١٨ إلى٦٥٠ ألفًا «٣١٪ من السكان»سنة ١٩٤٨.
ويحدثنا التاريخ أنه رغم الجهود اليهودية البريطانية المضنية للحصول على الأرض، فإن اليهود لم يتمكنوا من الحصول سوى على نحو ٦.٥٪ من فلسطين بحلول عام ١٩٤٨ وكان معظمها إما أراضى حكومية أو أراضى باعها إقطاعيون غير فلسطينيين كانوا يقيمون فى لبنان وسوريا وغيرهما من البلاد العربية، وقد بنى اليهود على هذه الأراضى ٢٩١ مستوطنة.
وفى الوقت الذى كانت فيه السلطات البريطانية تسعى حثيثًا لنزع أسلحة الفلسطينيين، وتقتل أحيانًا من يحوز سلاحًا ناريًا، بل تسجن لسنوات من يملك رصاصات أو خنجرًا أو سكينًا طويلاً، فإنها غضت الطرف، بل شجعت سرا تسليح اليهود لأنفسهم، وتشكيلهم قوات عسكرية وتدريبها، بلغ عددها مع اندلاع حرب ١٩٤٨ أكثر من سبعين ألف مقاتل «٦٤ ألف مقاتل من الهاجاناه، وخمسة آلاف من الأرجون، وألفين من الشتيرن.. وغيرها»، وهو عدد يبلغ أكثر من ثلاثة أضعاف الجيوش العربية السبعة التى شاركت فى حرب ١٩٤٨ (كان إجمالى عدد كل الجيوش العربى لا يتجاوز 25 ألف جندى) .
***
مسلسل الهزيمة
أما بالنسبة لتسلسل وقائع الحرب ومقدماتها فيحدثنا التاريخ بأنها تمت على النحو التالى:
١- صدور قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين يوم ٢٩/١١/١٩٤٧ حين وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرار رقم ١٨١ الذى يوصى بتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة فلسطينية ولقد رحب الصهاينة بمشروع التقسيم، بينما شعر العرب والفلسطينيون بالإجحاف فرفضوه.
٢- تصاعدت حدة القتال بعد قرار التقسيم، وفى بداية عام ١٩٤٨ تم تشكيل جيش الإنقاذ بقيادة فوزى القاوقجى، وبحلول يناير ١٩٤٨ كانت منظمتا الأرجون وشتيرن قد لجأتا إلى استخدام السيارات المفخخة «٤ يناير تفجير مركز الحكومة فى يافا، مما أسفر عن مقتل ٢٦ مدنياً فلسطينياً»، وفى مارس ١٩٤٨ قام المقاتلون الفلسطينيون غير النظاميين بنسف مقر الوكالة اليهودية فى القدس، مما أدى إلى مقتل ١١ يهوديًا وجرح ٨٦.
٣- استشهاد عبدالقادر الحسينى فى القسطل يوم ٨/٤/١٩٤٨.
٤- مذبحة دير ياسين يوم ٩/٤/١٩٤٨، التى قتل فيها ٢٥٣ فلسطينياً وهجر الباقون مع تدمير البيوت والحقول، الأمر الذى أصاب العديد من المدن والقرى بالرعب فسقطت تباعًا «طبريا وحيفا يوم ١٩/٤/١٩٤٨ - بيسان وصفد ويافا ٢٢/٤/١٩٤٨ ثم توالى السقوط».
٥- فى ١٢ أبريل ١٩٤٨ تقر الجامعة العربية بزحف الجيوش العربية إلى فلسطين، واللجنة السياسية تؤكد أن الجيوش لن تتدخل قبل انسحاب بريطانيا المزمع فى ١٥ مايو، وكان الانتداب البريطانى على فلسطين ينتهى بنهاية يوم ١٤/ مايو / ١٩٤٨، وفى اليوم التالى أصبح إعلان قيام دولة إسرائيل سارى المفعول، ومباشرة بدأت الحرب بين الكيان الجديد والدول العربية المجاورة.
٦- المعارك فى فلسطين بدأت فى مايو ١٩٤٨ بعد انتهاء الانتداب البريطانى على فلسطين وإعلان العصابات الصهيونية قيام دولة إسرائيل على المساحات الخاضعة لسيطرتها فى فلسطين، وتدفقت الجيوش العربية فى مصر وسوريا والعراق وإمارة شرق الأردن ولبنان على فلسطين، ونجحت القوات العربية فى تحقيق انتصارات كبيرة،وفى السادس عشر من مايو ١٩٤٨ اعترف رئيس الولايات المتحدة (هارى ترومان) بـ(دولة إسرائيل) ودخلت أول وحدة من القوات النظامية المصرية حدود فلسطين وهاجمت هذه القوات مستعمرتى كفار داروم ونيريم الصهيونيتين فى النقب، كما عبرت ثلاثة ألوية تابعة للجيش الأردنى نهر الأردن إلى فلسطين، واستعادت القوات النظامية اللبنانية قريتى المالكية وقدس على الحدود اللبنانية وحررتهما من عصابات الهاجاناة الصهيونية.
٧- استمرت المعارك على هذا النحو حتى تدخلت القوى الدولية وفرضت الهدنة الأولى «من ١١/٦ - ٨/٧/١٩٤٨» ثم اشتعلت المعارك لتعقد هدنة ثانية من «١٨/٧ - ١٠/١١/١٩٤٨»، ثم عاد القتال ليستمر حتى ٧/يناير/١٩٤٩ موعد الهدنة الثالثة وما بين هذه الهدن كانت إسرائيل تتسلح وتتسع وتقوى والعرب يتفرقون ويتراجعون لتنتهى الحرب بتوقيع مصر لاتفاق هدنة فى ٢٤ فبراير ١٩٤٩ تليها لبنان ٢٣ مارس ١٩٤٩ ثم الأردن فى ٣ أبريل ١٩٤٩ فسوريا ٢٠ يوليو ١٩٤٩، ودائمًا كانت مصر هى البادئة سواء بالحرب أو بالاستسلام وحتمًا سيتبعها العرب حتى يومنا هذا (زمن الثورات العربية التى ركبتها واشنطن !!) ، وكان من نتائج هذه الحرب سهولة احتلال الصهاينة لأغلب مدن الشمال الفلسطينى مع اللد والرملة والنقب، الذى كان يشكل لوحده نصف مساحة فلسطين، وذلك نتيجة انكسار الجيوش العربية بعد الأشهر الستة الأولى من القتال، التى عانت فيها العصابات الصهيونية، ثم استطاعت أن تستعيد زمام المبادرة وتنتصر نتيجة التفرق العربى وعدم التنسيق بين الجيوش، وعدم الاستعداد الجيد للقتال وغلبة القرار السياسى على القرار العسكرى وغيرها من الأسباب «الدروس» التى سنتحدث عنها لاحقًا.
ومن النتائج المؤلمة أيضًا لهذه الحرب إجبار حوالى ٨٠٠ ألف فلسطينى على الفرار والهجرة القسرية من ديارهم من أصل مليون ومائتين وتسعين ألف فلسطينى أى نحو ٦٠٪ من أهل فلسطين، وذلك نتيجة ارتكاب الصهاينة ٣٤ مذبحة مروعة، أثرت سلبًا على روحية الصمود الفلسطينى، وكان من النتائج الخطيرة لهذه الحرب – أيضاً - سقوط ٧٨٪ من أراضى فلسطين فى أيدى الصهاينة، فضلاً عن دمار قرابة الـ٤٠٠ قرية ومدينة مع تهويدها بالكامل.
***
إلا أن السؤال الآن، وبعد ٦5 عامًا من الحرب والصمود والمقاومة وبعد ٩ حروب متتالية مع هذا العدو، ما هى القراءة التاريخية الصحيحة لها فى ضوء أحداث وتطورات السياسة العربية اليوم والتى تتسم بالفوضى والتشرذم باسم الثورات للأسف ، سوف نحاول هنا أن نعيد القراءة بهدف أخذ العبر من خلال محاولة الإجابة عن سؤالين رئيسيين الأول: ما هو المشهد السياسى العربى قبل بدء الحرب مباشرة عام ١٩٤٨، وما هى أوجه تشابهه مع المشهد السياسى العربى الراهن 2013 ؟ والسؤال الثانى: ما هى الدروس المستفادة من حرب ١٩٤٨ من المنظور المعاصر، الذى نعيشه اليوم فى العام 2013 ؟ وفى الإجابة عن هذين السؤالين قد نكتشف الحقيقة الضائعة وقد تستفيد الثورات الجديدة - خاصة الثورة المصرية - من عبر ودروس الهزيمة حتى تعمل للتخلص منها .
***
الأمة عشية الحرب مسرح وأسرار العمليات
يمكن إجمال العوامل التى أثرت على الموقف العسكرى والاستراتيجى لحرب ١٩٤٨ بوجه عام قبل بدء العمليات مباشرة، من وجهة النظر الرسمية، التى تشكل سيناريو عاما «لمنطق الهزيمة عسكريًا» فى الآتى:
١- رفض الحكام العرب لفكرة بدء العمليات الحربية فى داخل فلسطين قبل يوم ١٥ مايو ١٩٤٨، نظرًا لبقاء فلسطين تحت سلطة الانتداب البريطانى حتى ذلك التاريخ، مما يجعل تدخل أى قوات عربية قبله «من وجهة نظر الحكام» اعتداء على الدولة صاحبة الانتداب «انظر كيف هى العمالة المبكرة للغرب والتى لاتزال حاضرة بنفس الأداء فى جميع قضايانا حتى بعد ثورات ما سمى بالربيع العربى والتى تحول حكامها الجدد إلى حلفاء لواشنطن والغرب ولكن بلحية !! ولنتأمل جيداً الحالتين المصرية والسورية تحديداً وكيف واستراحت واشنطن وتل أبيب على رأس (الثوار الجدد) وجعلتهم طيعين للغاية ومنفذين بإخلاص لأهدافهما فى كلا البلدين !!.
٢- إن الأسطول البريطانى كان يقوم بحراسة شواطئ فلسطين وحوض شرقى البحر الأبيض المتوسط، مما يجعل وصول إمدادات من الأفراد أو المعدات للصهاينة على نطاق واسع من قبرص وفرنسا أو إيطاليا، وغيرها من دول البحر المتوسط أمرًا متعذرًا وفق تصور الحكام العرب وقتذاك، وهو حسن نية مفرط لايزال حكامنا يتمتعون به إزاء واشنطن ودول الغرب.
٣- رأى القادة العرب الانتظار حتى تنتهى حراسة الأسطول البريطانى لحوض شرقى البحر المتوسط بمجرد انتهاء الانتداب وبدء العمليات فور انتهائه، وأن تتخذ هذه العمليات صفة خاطفة غرضها الاستيلاء على موانئ فلسطين لتعطيلها ولمنع الصهاينة من استغلالها.
٤- إن القادة العرب رأوا أيضًا أن تردى الأوضاع والآراء داخل الأمم المتحدة،بعد الموافقة على تشكيل هيئة إشرافية لفلسطين فى نوفمبر ١٩٤٧،ثم اختلاف الدول العظمى وقتذاك على طريقة تنفيذ وتشكيل هذه الهيئة، يشجع على القول بأن دخول قوات عربية فى فلسطين،عقب انتهاء الانتداب مباشرة وقبل قيام الهيئة الدولية المزمع تشكيلها للإشراف على فلسطين لن يعتبر انتهاكًا لحرمة ميثاق هيئة الأمم المتحدة «طبعًا وفق التصور الساذج للحكام العرب وقتذاك».
٥- كان من الحسابات المحتملة عسكريًا (والتى ثبت خطؤها فيما بعد) أيضًا أن عدد السكان اليهود فى فلسطين فى ذلك الوقت الحالى هو حوالى ٧٠٠ ألف نسمة يمكن تجنيد ٦٠ ألفًا منهم فى جميع أنحاء المستعمرات الصهيونية، وكان المحقق أن لديهم ٢٥ ألف مقاتل من الهاجاناة علاوة على جماعات إرهابية أخرى أهمها «أرجون زفاى لئومى» بين ٣٠٠٠ و٥٠٠٠ مقاتل وعصابة «شتيرن»، التى لا يتجاوز عددها بضع مئات، وتتركز معظم قوات اليهود الرئيسية حول تل أبيب والقدس وحيفا،وأن معظم أسلحة اليهود «رشاشات - مدافع هاون - سيارات مصفحة لنقل المؤن والذخائر»، وكان عدد الأسلحة الثقيلة محدودًا للغاية ومستعمراتهم محاطة بالأسلاك الشائكة والألغام، الأمر الذى رتب حسابات خاطئة لدى القادة العرب منها أن الصهاينة لن يقوموا بحرب نظامية بل حرب عصابات،لذا كان من المقدر لديهم أنه إذا دخلت القوات المصرية مجهزة بكميات كبيرة من الأسلحة الآلية والأسلحة المعاونة كالمدفعية ووحدات المهندسين وغيرها لتفوقت على العدو فى قوة النيران، كما قدر أيضًا أن أقل تشكيل يجب أن يشترك فى القتال هو مجموعة من لواء مشاة مستقل متماسك حتى لا يتعرض لأخطار لا مبرر لها من حرب العصابات الصهيونية، وكان من المفترض أن يتدخل عرب فلسطين لمساندة القوات المصرية. كل هذا لم يتم ولذلك وقعت الهزيمة !! .
٦- والأهم من كل هذا أنه كان من المقدر أن تتعاون الدول العربية جميعاً بالتدخل بقواتها النظامية فى عملية تحرير فلسطين، مما استوجب التفكير فى تخصيص قطاع للقوات النظامية لكل دولة منها وضرورة تنسيق الجهود لضمان الحصول على التفوق النهائى على قوات العدو المشترك.. طبعًا كل هذا لم يتم وبالتالى كانت الهزيمة.
***
خلافات الجيوش أدت للهزيمة
٧- من الثابت تاريخيًا أنه لم تكن هناك خطة عسكرية واحدة بين الجيوش العربية كافة، ويكفى أن نقوم باستعراض عام لخطة كل جيش على حدة لنلاحظ الانفصال العام بين خططهم خلال حرب عام ١٩٤٨.
أ. الجيش المصرى: كانت خطته هى الاحتشاد على الحدود فى منطقة العريش وكان هدفه هو قطاع غزة، على أن يناط بالبحرية المصرية واجب مراقبة السواحل الفلسطينية وفرض حصار عليها مع القوة الجوية المصرية «الطريف المؤلم هنا أن الحقائق تؤكد أن إجمالى قوة مصر الجوية كان يتكون من ٦ طائرات مقاتلة وطائرة للاستكشاف والتصوير وخمس طائرات نقل داكوتا» مما يعنى الضعف الكبير لإمكانات الجيش المصرى رغم شجاعة رجاله واستشهاد المئات من جنوده وضباطه (ملحمة أحمد عبد العزيز نموذجاً) .
ب. الجيش الأردنى: كانت خطته تقوم على تقوية فرقته المرابطة فى جسر الشيخ ياسين لتأمين الدفاع عنها ويوجه قواته كالآتى: لواء مشاة وهدفه نابلس - لواء ميكانيكى وهدفه رام الله - لواء ميكانيكى فى الاحتياط وهدفه منطقة خان الأحمر.
ج. الجيش العراقى: كانت مهمته أن يحتشد فى المنطقة الكائنة بين أربد والحدود، وهدفه التقدم على رأس أربد - جسر الجامع، وتطهير المنطقة من المستعمرات اليهودية واحتلال رأس جسر عبر الأردن فى منطقة جسر الجامع.
د. الجيش السورى: كان من المفترض أن يحتشد فى منطقة فيق، وكان هدفه التقدم على محور الحمة - سمخ، وإنشاء رأس جسر عبر نهر الأردن.
هـ. الجيش اللبنانى: كانت مهمته أن يحتشد فى منطقة الناقورة، وهدفه «نهاريا»، وتطهير المنطقة الكائنة بين الحدود، وأيضًا تدمير المستعمرات اليهودية الموجودة فيها كافة.
٨- إن أى محلل استراتيجى لديه أدنى إلمام بأدبيات الحرب يدرك إذا ما تأمل الوضع العام لخطط الجيوش العربية «كما حددناها آنفًا» مضافًا إليها تردى الأوضاع السياسية العامة فى المنطقة، وقبول أغلب القادة العرب وقتذاك لمنهج بيع القضية والخوف من الصدام مع قوات الانتداب البريطانى، مثل هذا المحلل سيدرك أن كل هذا سيؤدى حتمًا إلى انتصار إسرائيل بعد الهدنة الثالثة والأخيرة يوم ٧ يناير ١٩٤٩.
***
الانهيار الأخير
إن ثلاثة عوامل-كما يروى من عاشوا القضية-هى التى عجلت بالنهاية الدرامية لأحداث ١٩٤٨:
أ. تواطؤ بريطانى مع الصهاينة بتسليمهم بعض المناطق الاستراتيجية دون قتال.
ب. تآمر بعض الملوك العرب «الملك عبدالله ملك الأردن نموذجًا» مع القادة الصهاينة وتسليمهم بعض المناطق الاستراتيجية، بالإضافة إلى عدم الالتزام وغياب التنسيق بين الجيوش العربية كنتيجة لطبيعة التآمر.
ج. تصاعد الضغوط الدبلوماسية الأمريكية والغربية من جراء القدرة الصهيونية على استثمار الوضع الدولى العام لصالحها، خاصة داخل الأمم المتحدة «وهو ذات الموقف المعاصر اليوم بعد ثورات ما سُمى زيفاً بالربيع العربى التى ركبتها واشنطن وتل أبيب وانحرفت بها عن مساراتها الحقيقية والمأمولة !! مع خلافات شكلية بسيطة فى المواقع والأسماء والخنادق!!».
* إن ما يجرى هذه الأيام، سواء فى مصر أو فى غيرها من بلاد العرب من فوضى وركوب أمريكى (بقشرة إسلامية) للثورات العربية ، يؤدى إلى تكرار سيناريو النكبة فى فلسطين وإن بأشكال مختلفة ، إن حكام ما بعد ثورات الربيع العربى تماماً مثل حكام حرب 1948 آخر ما يفكرون فيه هو فلسطين،لقد نسوها تماماً،وبأوامر أمريكية وخليجية تابعة لواشنطن وتل أبيب .
***
عشرة أسباب للهزيمة
ولكى نبرهن على هذه النتيجة دعونا نتأمل ومن واقع وثائق حرب فلسطين وملفات العسكريين المصريين التى أعددناها وأصدرناها قبل سنوات فى كتابنا الموسوعى «وثائق حرب فلسطين - مكتبة مدبولى - القاهرة - ١٩٨٧»، أبرز الدروس والعبر المستفادة من تلك الحرب التاريخية فى مسار الصراع العربى الصهيونى، يمكننا بلورة هذه الدروس التى تفسر وتجيب عن السؤال المركزى الذى لايزال حاضراً وطازجاً ومراً: «لماذا هزمنا؟» فى عشرة أسباب رئيسية على النحو التالى:
١- غياب الغرض الاستراتيجى من الحرب:لقد أدى التدخل السياسى المستمر فى هذه الحرب إلى أن تسير دون غرض استراتيجى محدد، فالحكومة المصرية وقتذاك لم تبين بوضوح لرئاسة هيئة أركان حرب الجيش، فى أى وقت من الأوقات، الغرض الحربى من هذه الحرب، بل كانت الأغراض المؤقتة تعطى للقيادة فى الميدان تليفونياً أولاً بأول،وقد نتج عن ذلك ارتباط القائد بالأراضى التى احتلها حيث إنها أصبحت الغرض الوحيد الواضح أمامه، وتعرضت القوات العربية للاشتباك فى عمليات لا لزوم لها إلا المحافظة على هذه الأراضى، كما كان الجنود يسألون دائماً عن الغرض من الحرب خصوصاً فى الفترات الأخيرة من العمليات وقد كان لذلك تأثيره السلبى على الروح المعنوية والمقدرة على القتال.
٢- فقدان مبدأ الحشد العسكرى والسياسى:لم تكن للحكومات العربية عام ١٩٤٨ سياسة قاطعة حيال المشكلة الفلسطينية قبل انتهاء الانتداب البريطانى على فلسطين،ومع ذلك أنشئ معسكر للتدريب بالعريش فى أكتوبر ١٩٤٧،وكانت القوة التى تعمل به عبارة عن كتيبة من المشاة وكتيبة مدافع ماكينة، وعندما ظهرت بوادر تخلى الحكومة البريطانية عن انتدابها فى فلسطين طلبت رئاسة الجيش فى شهر مارس ١٩٤٨عدة طلبات حتى يمكنها تجهيز قوة مجموعة لواء كاملة للتدريب استعداداً للتدخل فى فلسطين١٥مايو ١٩٤٨ ولكن جميع هذه المطالب لم تجب فى الوقت المناسب لها، بسبب عدم البت فى خطة سياسية ثابتة للحكومة فى ذلك الوقت.والغريب أنه قد تقررت سياسة الحكومة المصرية-على سبيل المثال- حيال مشكلة فلسطين،أو على الأقل أخطرت رئاسة الجيش رسمياً بهذه السياسة قبل التدخل العسكرى الفعلى بأربعة أيام فقط، وبذلك لم يتسع الوقت لإجراء أى حشد لقوات الجيش عدا مجموعة لواء ناقصة التسليح والتدريب،جمعت على عجل من مناطق مختلفة، ثم أمرت بدخول فلسطين.
٣- انهيار مبدأ خفة الحركة:نتج عن قصر المدة التى جرت فيها التجهيزات أن دخلت القوات العربية المعركة دون أن يكون لديها وسائل الحملة الميكانيكية الكافية أو وحدات الاستطلاع والوحدات المدرعة الأخرى، وقد ظل هذا النقص ملموساً من أول العمليات حتى انتهائها.
نتج عما سبق عجز القوات عن تطبيق مبدأ خفة الحركة خصوصاً فى المراحل الأخيرة من العمليات، وبالتالى فقدت ميزة المبادأة التى انتقلت للعدو، وأصبح الجيش يعمل على خطوط مواصلات طويلة مهددة لا تمكنه من خفة الحركة، بينما يعمل العدو على مواصلات داخلية قصيرة آمنة تمكنه من تطبيق هذا المبدأ على أوسع مدى ممكن.
٤- فقدان مبدأ الأمن:فرضت «السياسة التى ينتهجها الحكام العرب على قادة القوات العربية بفلسطين التقدم السريع فى أول الحرب، فتقدمت القوات المصرية إلى غزة ثم إلى المجدل وأسدود، وإلى الخليل وبيت لحم، ثم احتلت خط المجد إلى الخليل، ثم اضطرت القوات تنفيذاً لذلك إلى ترك عدد كبير من المستعمرات ومواقعه القوية خلف خطوط المواصلات مما كان محل تهديد دائم لهذه الخطوط، ثم فرضت السياسة أيضاً دوام احتلال هذه المناطق بأى ثمن فى الوقت الذى لم تتمكن فيه من إحضار أسلحة أو عتاد جديد، وتمكن العدو فيه من زيادة قوته أضعافاً مضاعفة، وإكمال تسليحها وتدريبها تماماً،وبذلك انقلب الأمر وأصبحت القوات المصرية مهددة تهديداً أساسياً فى المناطق التى يحتلها بدلاً من أن تهدد مواقع العدو فيها، ونفس الأمر ينسحب على باقى القوات العربية مما أدى إلى فقدان تام لمبدأ الأمن الاستراتيجى، وانهيار خطط الدفاع العربية أمام هجمات حرب العصابات اليهودية وقتذاك.
٥- فقدان مبدأ الاقتصاد فى القوة:اضطرت السياسة العربية الحاكمة قادة القوات بفلسطين إلى احتلال مناطق واسعة، وكانت هذه المناطق أكبر بكثير مما يسمح به حجم القوات، وبذلك اضطر القادة إلى احتلالها كلها بقوات صغيرة ذات دفاعات رقيقة متباعدة غير متماسكة، ولم يتمكنوا فى أى وقت من تجميع أى قوة لازمة لأى عملية يضطرون للقيام بها أو لاستخدامها لإيقاف هجمات العدو وتهديده لخطوط مواصلاتها.. تمكن «العدو» بناء على ذلك من جعل القوات العربية فى حالة تيقظ تام واستعداد مستمر باستخدامه قوات صغيرة خفيفة الحركة للقيام بأى هجوم على النقط الضعيفة فى دفاعاتها، وقد تمكن من اختراق هذه الدفاعات عندما توفرت لديه القوة اللازمة لذلك، أى أن «العدو» طبق هذا المبدأ تماماً فى حين أن القوات العربية عجزت عن تطبيقه.
٦- غياب مبدأ العمل الهجومى التعرضى:تمكنت القوات العربية من تطبيق هذا المبدأ فى الأيام الأولى من العمليات فقط، حيث كانت لديها ميزة المبادأة والتفوق فى التسليح والسيادة الجوية، وبذلك أصبحت متمكنة من مهاجمة العدو وتهديد مستعمراته المتعددة وقواه المتفرقة، التى لم تكن لديه الوسائل الكافية للدفاع عنها بأجمعها.ولكن الحال انعكست بمجرد أن أرغمت المطالب السياسية الحاكمة القوات العربية على احتلال أراض واسعة والدفاع عنها،فارتبطت القوات بالأرض واضطرت للدفاع عن مناطق كبيرة متباعدة،وانتقلت ميزة المبادأة بالعمليات إلى العدو الذى قصرت خطوط مواصلاته،فزال التهديد عن مستعمراته المنعزلة التى لم تكن لدى العرب قوات كافية لمحاصرتها أو الاستيلاء عليها.
٧- مبدأ المفاجأة:جاء قرار الحكومات العربية بالتدخل عسكرياً فى فلسطين فى آخر لحظة قبل بدء التدخل فعلاً،وبذلك كانت المفاجأة لرئاسات الجيوش العربية وليست للعدو وكانت رسائل المخابرات فى ذلك الوقت بالغة النقص،وظلت كذلك أثناء العمليات،ولم يكن لديها لا الوقت ولا الوسائل اللازمة لجمع المعلومات عن العدو وعن قواته وتحصيناته ومواقعه،وقد كانت قوة تحصينات العدو وأسلحته مفاجأة تامة للقوات العربية،بل إن مواقع بعض المستعمرات كانت مجهولة للقوات.
٨- غياب مبدأ التعاون محلياً وعربياً:تمكنت القوات المصرية - فقط وإلى حد ما - من تطبيق هذا المبدأ بين أسلحتها البرية والبحرية فى أغلب العمليات التى اشتركت فيها، وقد يرجع السبب فى ذلك إلى أنه المبدأ الوحيد الذى لا يتأثر بالعوامل السياسية.أما التعاون بين القوات المصرية والقوات العربية الأخرى فقد كان فى حكم المنعدم تقريباً، لعدم وجود قيادة موحدة تشرف على العمليات جميعها، ولعدم صفاء النية نحو الغرض المشترك.فالقوات الجوية المصرية كانت تقدم المعاونة التى يطلبها الجيش الأردنى فى المراحل الأولى من العمليات دون تردد،وكذلك زحفت القوات الأرضية واحتلت«عجور وعرطوف»معاونة للأردنيين، ولكن لما جاء الدور على الجيش الأردنى لتخفيف ضغط العدو على القوات المصرية بالهجوم على جبهته لم يتم تحقيق المعاونة المطلوبة.هذا وقد كان للتدخل السياسى آثاراً أخرى ضارة بمسار الحرب،فقد اضطرت القوات العربية إلى قبول مواقف ومعارك كان من الأصوب تلافيها.
٩- عدم استكمال الشؤون الإدارية للجيوش:لقد أضيفت الشؤون الإدارية كمبدأ مهم إلى مبادئ الحرب المعروفة – وقت حرب 1948 وتحديداً كان ذلك عقب الحرب العالمية الثانية وذلك نظراً لتأثيرها على العمليات.وعندما بدأت حملة فلسطين فى ١٥ مايو ١٩٤٨، لم تكن الجيوش العربية مستكملة للشؤون الإدارية، فعلى سبيل المثال نجد أن الوحدات جميعاً كانت تنقصها الحملات الميكانيكية بشكل واضح ومؤثر، ولم تكن هناك وسائل كافية لنقل الوقود والمياه، كما كانت المطابخ الميدانية قليلة. وعندما اتسعت رقعة العمليات وتعددت الوحدات زاد الضغط على طلبات الذخيرة والأدوات الدفاعية والمخازن الميدانية جميعاً، ولذلك ركنت القيادة العامة فى مصر «على سبيل المثال» إلى عمليات الاستيلاء على المركبات المدنية لتواجه النقص الملموس فى الحملات الميكانيكية وفى غيرها من الأفرع الإدارية.
١٠- انهيار الروح المعنوية:يتفق المحللون العسكريون على أن الروح المعنوية الطيبة إذا ما توافرت تعتبر من أكبر الدوافع لإحراز النصر، وقد ظهر ذلك جلياً منذ فجر التاريخ فى جميع الحروب.ولقد دخلت القوات العربية وفى مقدمتها القوات المصرية - على سبيل المثال - فلسطين، وكانت الظروف تتماشى مع وجود روح معنوية قوية، الأمر الذى كان يعوض إلى حد ما النقص فى النواحى الأخرى واستمرت الحال على هذا المنوال حتى فترة الهدنة الثانية.
ولما تبدلت الظروف وعمد الاستعمار الغربى «البريطانى - الأمريكى» إلى معاضدة الصهاينة الذين تدفقت عليهم الأسلحة من كل مكان، تبدلت الحال وتأثرت الروح المعنوية للقوات، ولم يكن مستطاعاً السيطرة التامة على هذه الروح، لا سيما أن الحال لم تكن لتؤهل لذلك، فكان لهذا كله الأثر البالغ فى نتيجة العمليات فى الفترة الأخيرة، وقد صحبت ذلك كله مشاكل الأسلحة والذخائر الفاسدة التى تفجرت قضاياها فى مصر والبلاد العربية !! ، وما إلى ذلك، وأدى هذا جميعه إلى التدرج النفسى فى قبول الهزيمة أمام الصهاينة.
***
ما بعد الحصاد
* وبعد: إن الدروس المستفادة إذن من حرب ١٩٤٨ من وجهة النظر الاستراتيجية والسياسية، تدور حول فقدان مبادئ:المحافظة على الغرض-فقدان الحشد العسكرى والسياسى-خفة الحركة الاستراتيجية–الغياب الكامل لاستيعاب مفهوم الأمن-الاقتصاد فى القوة-العمل الهجومى التعرضى-المفاجأة لإرباك العدو - الدعم المنظم للشؤون الإدارية-الروح المعنوية-وأخيراً غياب مفهوم التعاون العربى محلياً وإقليمياً. إنها الأسباب التى لاتزال قائمة وخاصة بعد ثورات ما يسمى بالربيع العربى والذى تركبه الآن واشنطن ، وتـقوده تل أبيب–للأسف-خاصة تلك الثورات التى تفكك وتدمر الاقتصاد وتطمئن إسرائيل وتسمى قادتها (أصدقاء) .
* الخلاصة هى أن حرب 1948 وفقاً لما قال ذات يوم القائد الصهيونى (شارون) : لم تنته بعد! نعم إنها تدور بأدوات أخرى ، لكن جوهرها لايزال كما هو ، أوطان محتلة وإرادات مشلولة ونخب تابعة ، وحكام خونة ، وثورات كانت رائعة وجميلة تحولت إلى فوضى ودمار ، كل هذا وفلسطين غائبة ، لقد نسيناها تماماً ، إن لم تكن قد سقطت بالجملة من أجندة هذا الربيع العربى الكاذب ، والذى نحسبه ، بثوراته وثواره الجدد ، لن يكون له مستقبل من غير إعادة الاعتبار للمقاومة ولفلسطين ، والله أعلم .




Email:yafafr@hotmail.com

13 مايو 2013

د. معتز عبد الفتاح يكشف تناقضات جبهة - لا مؤاخذة - الانقاذ



تلويث سورية باليورانيوم بعد العراق بقلم عبد الحق العاني


نشرت إحدى الصحف الإسرائيلية خبرا مفاده أن إسرائيل استعملت اليورانيوم المنضب في هجومها الأخير على دمشق. ورغم أنه ليس بين يدي تفاصيل استعمال اليورانيوم وما إذا كان قد استعمل في القنابل أم في الصواريخ إلا أن المهم بالنسبة لي هو أن هذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها إسرائيل باستعمالها لليورانيوم المنضب في سورية.
كما ان نشر الخبر له أهمية أخرى حيث إنه لم يلاق الإهتمام الإعلامي العربي في وقت يهتم به هذا الإعلام بتوافه الأمور والأخبار. وقد يكون نشر الخبر مقصودا من الناحية العسكرية والمخابراتية لتقدير رد الفعل قبل تقرير مدى استعماله مستقبلا.
إن استعمال اليورانيوم المنضب في سورية، هو كما كان الحال في إستعماله في العراق في حرب 1991 ثم بشكل أوسع في غزو 2003 حين سكت العراق والعالم عن استعماله، يشكل أخطر حلقة في المؤامرة على سورية وعلى الأمة. وقد سمعنا وقرأنا عن العدوان الإسرائيلي الأخير على سورية التحليلات من عدد من الكتاب العرب الذين اصبح لدينا منهم جيش ممن يسمون خبراء "استراتيجية" وهم يملؤون أسماعنا ويسودون عيوننا بحديث يبعث على الغثيان عن "الإستراتيجية" و "التكتيك" و"اللوجستية" وما شابهها من ألفاظ مستوردة وهم لا يعرفون معنى لها في العربية ولا يعرفون أصلها باللاتينية...لكنهم في عالم يسود ويفتي فيه البهيمة الوهابي يكادون يكونون علماء!
فلم يحدثنا أحد من خبراء التحليل "الإستراتيجي" عن معنى وخطورة استعمال اليورانيوم المنضب، هذا إذا افترضنا أنه يعرف أولاً ما هو اليورانيوم هذا وماذا يفعله قبل أن يتمكن من الحديث عن معنى وخطورة استعماله.
ولا بد قبل الحديث عن استعمال إسرئيل لليورانيوم المنضب أن نعرف شيئاً عن ماهية هذه المادة. فنقول ان اليورانيوم الموجود في الطبيعة يحتوي على نسبة من أحد نظائره المشعة لكن تلك النسبة واطئة وعليه فإن الحاجة لرفع نسبة النظير المشع تقود لعملية تخصيب اليورانيوم والذي لا بد وقد سمع عنه الجميع قدر تعلق الأمر بموضوع قيام الجمهورية الإسلامية في إيران بالتخصيب وإصرار الدول النووية على محاولة منع إيران من ذلك رغم أن هذا هو حق طبيعي لها وفق اتفاقية منع إنتشار النووي. فالتخصيب ضروري لحاجات عدة منها انتاج السلاح النووي ومنها إعداد الوقود لمحطات الكهرباء ومن النظائر المشعة للعلاج. ونتيجة للتخصيب هذا تبقى فضلة اليورانيوم وهي ما تسمى اليورانيوم المنضب.
ونسبة الإشعاع في اليورانيوم المنضب متوسطة وهذا يعطي الذين يستعملونه حجة في أن خطره محدود. وهذه ليست الحقيقة كاملة. ذلك لأن اليورانيوم المنضب إذا ترك باردا فليس هناك من ضرركبير يترتب عليه لأن الإشعاع الصادر عنه يمكن حجبه بورقة.
لكن الأمر يختلف تماما حين يحترق اليورانيوم المنضب ويتطاير كما سأوضح لاحقاً!
لقد نتج عن عملية التخصيب في العالم خزين بآلاف الأطنان من اليورانيوم المنضب والذي حار فيه منتجوه. ذلك لأنهم لا يستطيعون مجرد تركه أو دفنه بشكل عادي. إذ أنهم يدركون خطورة الإشعاع المتوسط الناتج عنه مما يعني أن دفنه في مدافن اسمنتية عميقة تحت الأرض سوف يكلف الكثير فاهتدوا أن أرخص طريقة هي استعماله في صنع غلاف الطلقات والقنابل. فهم بذلك يحققون هدفين أولهما التخلص من هذه المادة الملوثة بالقائها على شعوب العالم المغلوبة على أمرها مثل العراق ولبنان وأفغانستان وسورية، وثانيهما الحصول على معدن طلقات وقنابل خارقة رخيصة.
وهنا يكمن الخطر الحقيقي ذلك لأن اليورانيوم حين يحترق يتطاير على شكل أوكسيد بذرات متناهية في الصغر وتحمله الريح الى مسافات بعيدة وشاسعة. فلا يعود معدنا مستقرا في موضع ثابت. وكل ذرة من هذه الذرات إذا استنشقت أو أبتلعت أو دخلت من خلال جرح فإنها تبقى في الجسد مشعة لمدة أربعة بلايين سنة. وفي ظل هذه الحقيقة درج الساسة وبعض الإختصاصيين في الدول التي استعملت اليورانيوم في الذخيرة على الإدعاء بأن إستعماله آمن، لكنهم لم يقدروا يوماً أن يشرحوا سبب وضعهم التشريعات والأنظمة والضوابط المتشددة في بلدانهم حول التعامل مع اليورانيوم المنضب خصوصاً إذا ما وقع أي تسرب. فإذا كان استعماله آمناً فلماذا يشرعون للسيطرة عليه ومعاقبة من يخالف ذلك بعقوبات جزائية في بلدانهم إذن؟ وإذا كان تسرب اليورانيوم في بلدانهم يشكل خطراً على الصحة فكيف يكون استعماله من قبلهم في دول أخرى آمنا؟
وكان أول استعمال واسع لليورانيوم في غزو العراق الأول عام 1991 فقد قدر عدد من الأوساط العلمية أن ألفي طن استعملت في تلك الحرب من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا. أي أن ألفي طن من اليورانيوم احترق ونشر فوق العراق ودخل أجساد الناس في الهواء والغذاء ودخل العشب وأكله الحيوان وهو يشع داخل عشرات الآلاف ويعمل على تشويه الأجنة القادمة.. وسكتت كل الدنيا عن تلك الجريمة خصوصاً لأن كل العرب كانوا قد شاركوا في خراب العراق وقتل أهله!
وقد عانى العراقيون ضمن ما عانوه من الحرب والحصار وماتوا بصمت في الوقت الذي كان العرب من حولهم إما مساهمون أو متفرجون... ومن بين نتائج غزو 1991 أزدياد مخيف في الولادات المشوهة وسرطان الأطفال خصوصاً في محافظة البصرة. وحيث إن تلك الآثار ظهرت بعد فترة الحضانة المقدرة من قبل العلماء لظهور آثار إشعاع اليورانيوم وأنها تركزت في المناطق التي جرى فيها استعمال اليورانيوم بشكل مكثف، فإن الربط بين النتيجة والسبب ليس غريباً...
وقد جرت محاولات محدودة من قبل بعض المهتمين لدراسة ظاهرة إرتفاع السرطان وتشوه الخلقة في الولادات... إلا أن الحقيقة هي أن أمرا كهذا يحتاج لقدرات دول وقد كان عراق البعث ممنوعا من استيراد ما يحتاجه لبحث هذا الموضوع الخطير.... وبعد غزو العراق عام 2003 واحتلاله من قبل المجرمين الذين أغرقوه مرة أخرى بجحيم اليورانيوم عند الغزو الثاني تجاوز ما استعمل في الغزو الأول ولا يعرف أحد نتائجه حتى الآن، فقد حكم العراق بعض من خدام هؤلاء المجرمين من "اللطامة" و "الصحوة" و "البيشمركة" وليس بين اي من هؤلاء من يهمه ما حدث أو يحدث في العراق فكيف يهتم من يخون أهله بما يحدث لهم من أذى فلو فكر في ذلك لما خان اصلاً، كما أنه حتى إذا كان بينهم من يمتلك ذرة من الحرص فإنه لا يمتلك أن يسأل ولي نعمته عن جريمته!
وقد كانت لي مساهمة متواضعة حيث كتبت كتابا باللغة الإنكليزية ضمنته ما توفر من بحث وقياس عن التلوث الذي وقع في العراق ودخل دائرة الماء والغذاء وأجساد البشر وامتد من البصرة حتى الموصل، وظهر في كل موقع استعملت فيه ذخيرة اليورانيوم. ثم أوضحت كيف أن استعمال اليورانيوم مخالف لقوانين الدول التي استعملته وللقانون الدولي. ولا أريد التوسع في هذا ومن أرارد المزيد أمكنه أن يراجع الكتاب في الواصل المبين في آخر هذا المقال. ولم ينل الكتاب رغم أهميته، وكونه أحد الكتب القليلة التي كتبت حول الموضع، الإهتمام العربي المنشود، كما أني لم أوفق في ايجاد ناشر عربي يرغب في نشر ترجمته العربية!
وبعد مختبر التجارب في العراق وسكوت العالم قامت دولة اسرائيل باستعماله في لبنان عام 2006 وقد قام زميلنا العالم البريطاني الدكتور "كرس بزبي" بتوثيق ذلك الإستعمال وتلوث البيئة في لبنان.
وأخيرا وليس آخرا قال لنا الصهاينة أنهم بدؤا بتلويث سورية فهل سنسكت عن ذلك كما سكتنا عن العراق ولبنان لأننا مشغولون "بالإستراتيجية" و"التكتيك" و"اللوجستية" و"المعطيات" و"التداعيات" و"التقاطعات" وما سواها من كلمات تافهة لا معنى لها أصلا وإذا كان لها معنى فهي تستعمل خطأً.
أترى سنصحو أم أننا سنسلم أرضنا ملوثة لمن يأتي بعدنا من الأجيال بعد أن فقدنا كل شيء لأننا ما زلنا نناقش بيعة السقيفة كما كان البيزنطيون يناقشون صفة الملائكة حين كانت القسطنطينة تسقط!

فيديو: الفيلم الممنوع بأمريكا جرائم غزو العراق وإغتصاب الصغيرات

أرض كنعان/ بيروت/ نسخة منقحة..فيلم المخرج الأميركي الكبير بريان دي بالما، والذي يعرض لقطات حقيقية وتمثيلية لغزو العراق وخاصة جريمة اغتصاب وقتل الطفلة العراقية عبير قاسم الجنابي -14 عامًا- اضافة الى قتل أمها وأبيها وشقيقتها الصغرى ذات الخمس سنوات في المحمودية جنوب بغداد في مارس اذار سنة 2006م. 
يعتبر الفيلم صادم، ومخيف، ومؤلم، ومرعب، وما إلى هنالك من صفات لها أن تمضي إلى ما لا نهاية، وتحديدًا في الجزء الأخير من الفيلم، ويكاد كل من شاهده أن يداهمه ألم يظل يتزايد. وقد تسبب هذا الفيلم فعليًا في مقتل اثنين من افراد سلاح الجو الامريكي في مطار فرانكفورت بالمانيا في الثاني من مارس اذار سنة 2011م من قبل مواطن ألماني من اصل ألباني مُسلم كان قد شاهد الفيلم على اليوتوب وودَ الانتقام للجنابي، حسب التلفزيون الالماني.
أراد دي بالما تسجيل موقفه من الحرب على العراق، والغزو الأميركي، وممارساته الوحشية في بلاد الرافدين، دون أن يكون على صعيد فني حاملاً لتلك الصفات السابقة، بمعنى أن التقنية التي بنى فيها دي بالما فيلمه كانت مميزة إلى أبعد حدّ، لكنها لم تكن صارمة ومحكمة بقدر يتناغم مع صرامة الموقف، والرصد لممارسات الكتيبة "ألفا" في مدينة سامراء شمال بغداد.
بداية الفيلم بطيئة ومتوترة، لا تفارق نقطة تفتيش لتلك الكتيبة سابقة الذكر، ويستعين الفيلم، الذي جمع مادته دي بالما من مواقع انترنت، بتقنية وثائقية وإخبارية، جعلت من الأفلام القصيرة التي يشاهدها المرء على الإنترنت مادة أساسية في فيلمه، إضافة للمراسلين الصحافيين، ووسائل الإعلام، وعليه يختلط الروائي بالتسجيلي، ويتعرف المرء الى الجنود الذين شكلوا شخصيات العمل الرئيسة من خلال جندي يهوى التصوير، ويستعمل الكاميرا بوصفها مفكرة يوثّق بها أيام خدمته في العراق.
يقول الفيلم بطريقة مباشرة لا تستدعي أي شك: إن العراق هو جهنم الجيش الأميركي، وإنهم هناك يخافون من كُل شيء، وسؤال دائم يتردد على ألسنة الجنود "ما الذي نفعله هنا؟!" ماداموا يعتبرون كل مواطن عراقي عدوا لهم، ويغدو ذلك تصاعديًا، فمن المشهد الذي يرى فيه المرء كيف يقوم الجنود بتفتيش السيارات، والصلافة التي يعاملون بها المواطنين العراقيين، وصولا إلى اطلاقهم النار على سيارة تتخطى الخط الأحمر المُعدّ لتقف السيارة عليه، وبالتالي قتلهم امرأة حامل، والريبورتاج الصحافي لإحدى الصحفيات الذي يقول فيه سائق السيارة إنهم أشاروا له أن يمضي لا أن يتوقف، في إيضاح لإشارات الجنود الأميركيين الملتبسة بالنسبة إلى المواطن العراقي، وليكون ثمن أي التباس مفارقة الحياة.
الجندي الذي يقتل تلك المرأة لا يشعر بأي ذنب، ليتوالى بعد ذلك -ومن خلال كاميرا الجندي الذي يوثق حياته- استعراض عشرات الأفكار الغائمة والملتبسة التي يحملها الجنود نحو العراقيين، مثل "أقزام علي بابا"، "المسؤولون عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر ايلول"، "لنستعمل الأسلحة النووية ونهدم هذا البلد بأكمله"...إلخ.
ومن جهة أخرى، يقدم الفيلم خلفية بعض الجنود، مثل ذلك الجندي الذي يقول إنه لو لم يتطوّع بالجيش لكان إما جائعًا أو في السجن.
يصل المرء في النهاية إلى القصة الأكثر إيلامًا، ألا وهي إقدام جنديين على معاودة مداهمة بيت سبق أن دهماه واعتقلا والدا عراقيًا، لا لشيء إلا لاغتصاب ابنته، فتاة في الرابعة عشرة من عمرها يراقبها الجنود تذهب إلى مدرستها وتعود إلى بيتها.
يأتي قرار الجنديين بداية كمزحة تتطور إلى حقيقة، على اعتبار ذلك انتقامًا لزميلهم الذي قُتل بانفجار عبوة، ومع ممانعة الجنود الآخرين القيام بذلك، إلا أن الجنديين يقومان بالتناوب على اغتصاب الفتاة، ومن ثم حرقها بعد قتل جميع أفراد عائلتها، في مشهد صادم، يشج القلوب، وعلى شيء من توضيح عميق لبدائية متوحشة لا تعرف الرحمة.
الرد من المقاومة يأتي من خلال اختطاف الجندي صاحب الكاميرا وقطع رأسه في مشهد مروّع، لكنه وكما يبدو أن دي بالما أراده، أن يبدو طبيعيًا مقارنة بما ارتكبه الجنود الأميركيون. ينتهي الفيلم بمجموعة من الصور الحقيقية المروّعة للقتلى في العراق، وتتضمن صورًا للمرأة الحامل، والفتاة المغتصبة وجثتها المحروقة.
جرى تصوير الاحداث الرئيسية للفيلم في الاردن خلال سنة 2007م، وجرى عرضه في الولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الاسبوع الا انه لم يحضى بمشاهدته سوى عدد قليل من المواطنين الامريكيين ضمن عائدات تقدر بنحو 25.628 ألف دولار فقط مقابل ميزانية انتاج الفيلم والتي تقدر بنحو 5 ملايين دولار، ولسوء الحظ ايضًا حجب موقع اليوتوب الفيلم في امريكا وبعض البلدان الاوروبية ليبقى العراق ضحية الحرية الغربية.

فظيع - مسلح يقتلع قلب احد السوريين ويأكله

أول أغنية للرئيس محمد مرسى جميلة جدا

بيان فى الذكرى الخامسة والستين لاغتصاب فلسطين ووقفة امام سفارة بريطانيا تنديدا بوعد بلفور

من فعاليات الرسم الجرافيتى اليوم الاثنين عند سور السفارة البريطانية ناحية الكورنيش

بيان فى الذكرى الخامسة والستين لاغتصاب فلسطين

نتوجه نحن الموقعين ادناه الى الشعب المصرى العظيم والى العرب من المحيط الى الخليج لكل القطاعات والفئات من مفكرين وكتاب وسياسيين , عمال وفلاحين وموظفين , اعلاميين وصحفيين , فنانين ورياضيين . نقابيين ومهنيين , تنفيذيين وتشريعيين وقضاه , اباء وامهات , ابناء وبنات .. 
اننا نذكرانفسنا وإياكم بان الجرح الغائر فى جسد امتنا العربيه والذى خلفه وعد بلفور المشئوم والذى عمل الانجليز على تحويله الى واقع اليم يكتوى به كل عربى آبى ويعانى ويلاته فى كل ثانية اخواننا فى كل شبر من الارض المقدسه بفلسطين , تلك النكبه التى حلت بنا فى 15 مايو 1948 , والتى لم تترك بيت من بيوت العرب الا وتركت به شاب شهيد , وطفل يتيم , وزوجة ارمله , وام ثكلى , واب مكلوم , وملايين الاسر المشرده الحزينه , بينما يبتهج الغاصبون ويقيمون فى هذا اليوم الاحتفالات الضخمه فيما يسمونه يوم الاستقلال!!! .؟ 
يا أهلنا فى مصر وفى عالمنا العربى لايكفينا فى هذا اليوم الصمت الذليل أو الانكار العقيم بالاساليب التقليديه التى ما عادت تؤثر فى احد ولا تحرك ساكنا , فلنحتج فى هذا اليوم ( 15 مايو) على البريطانى الاثيم الذى اعطى ما لا يملك ونحتج ايضا على المجرم اليهودى الذى سلب ما لا يستحق , ان وقفتنا امام السفاره البريطانيه فى يوم 15 مايو وتقديم مذكرة احتجاج الى السفير البريطانى على ما اقترفته بريطانيا من جريمه فى حق العرب والفلسطينيين ومطالبته بعدم ارسال النسخه الاصليه من وعد بللفور المشئوم الى الكيان الصهيونى كما وعدتهم الحكومه البريطانيه فى مطلع شهر ابريل 2013 وإن احراق علم بريطانيا وعلم الكيان الصهيونى لهو خير رساله نبعثها لكلا الاثمين فى حقنا ونذكرهم بأن ست وتسعون سنه من الوعد المشئوم وخمس وستون سنه من إحتلال واغتصاب الارض لم ولن تنسينا حقنا فى ارضنا وان من صميم عقيدتنا ان ارض فلسطين عربية خالصه , يقينا لن يتزعزع مهما مرت عليه السنون ومهما علاه صدأ الضعف والتخازل من الانظمة المرتميه فى احضان الاعداء. 
اننا نؤمن ان الارض ستعود لاصحابها وان البادئه هى ثورات ربيعنا العربى وان نبل هذه الثورات ووضوح رؤيتها ودقة بوصلتها هى الموجه الى التحرر من الاستعمار الامريكى والغربى والصهيونى واعوانهم وذيولهم من الخونه والمنبطحين . 
فليكن يوم 15 مايو ثورة على التبعيه والتخاذل والمهادنه والإرتماء فى احضان اعدائنا الذين سعوا جاهدين لتدمير بلادنا ولتكن رسالتنا لاولئك جميعا ان الشعب المصرى والعربى الآبى مازال به جذوة من سعير لن يخبو وميضها مهما تعاقبت عليه الحوادث أو حاصرته اليد الجانية الاثمة . 
القائمة الأولية للموقعين 
دكتورة هدى حجازى 
دكتور ابراهيم يسري 
مهندس محمد سيف الدولة 
أسامة غريب 
مهندس أبو العلا ماضى 
دكتور سمير عليش 
دكتور زكريا حداد 
دكتور محمود أبو الوفا 
الروائى فؤاد قنديل 
دكتور يحيي القزاز 
دكتور يحيي فكري 
عبد القادر ياسين 
د.هشام الحمامى 
مجدى أحمد حسين 
عبد العظيم مناف 
دكتور رفعت سيد أحمد 
عبد العزيز الحسينى 
كارم يحيي 
د محمد مورو 
محمد السخاوي 
د محمد شرف 
دكتور حسنى كحلة 
د عبد العظيم المغربي 
نجوي طنطاوى 
خالد محمود 
سيد امين 
احمد حسن الشرقاوي 
دكتور محمد دراج 
محمد الاشقر 
جمال سلطان 
محمود سلطان 
محمد القدوسي 
لواء وئام سالم 
دكتور ماجدة أنور 
دكتور محمد هشام 
عمر عبد الهادي 
معاذ ابراهيم 
خضر البرعى 
عامر عبد المنعم 
محمد القدوسي 
طه خليفة 
الشاعر أسعد الغريري 
احمد الدبش 
خالد محمد على 
احمد حسان 
حنان عبد الفتاح 
مهندس محمد سعد الدين 
دكتور أشرف رشوان 
دكتور طه سيف الله 
عبد الرازق احمد الشاعر 
جمال البشبيشى 
محمد جميل 
اسلام فوزى 
اميرة احمد
محمد عبد الشكور


ملحوظة:

المتظاهرون الممثلون لكل التيارات الفكرية سينظمون وقفة رمزية امام السفارة البريطانية في الساعة الحادية عشر صباح الاربعاء  مايو وسيسلمون السفير البريطانى مذكرة احتجاج مكتوبة بالانجليزية يطالبون فيها بريطانيا باصلاح ما افسدته

12 مايو 2013

رحلات شيخ الأزهر للخليج – فهمي هويدي


الزيارات الخليجية التي يقوم بها شيخ الأزهر مصطحبا معه بعض العلماء تبعث على الحيرة والقلق بأكثر ما تبعث على الارتياح، ذلك أن الشيخ ليس رجل دولة تحكمه الأعراف والمجاملات التي يقتضيها تبادل المصالح السياسية، ولكنه رجل دعوة يحتل موقعه على رأس مؤسسة عريقة أدت رسالتها التاريخية بجدارة باعتبارها جامعا وجامعة، تدرس الدين وتبلغه للناس كافة. 
قد تحقق زياراته بعض النتائج الإيجابية، لكن تلك النتائج تظل خارج الدائرة التي تتوجه إليها رسالة الأزهر.
إن شئت فقل إنها تصب في هوامش مهمته وليس في صلبها. 
إنني أشم في تلك الزيارات رائحة السياسة التي هي في طبيعتها مشكوك في براءتها.
ذلك أن شيخ الأزهر حين يدعى إلى مناسبات لا علاقة لها بالدور العلمي أو الدعوي الذي تقوم به المؤسسة الكبرى التي يرأسها، فإن ذلك لابد أن يثير العديد من علامات الاستفهام والتعجب. 
وحين يدعى الشيخ إلى بلد على غير صفاء أو وئام مع الدولة المصرية التي ينتمي إليها، فإن ذلك يفتح الباب لاحتمالات عدم البراءة،
ومن ثم الشك في أهداف الزيارة التي قد يظن أن المراد بها فصل الأزهر عن الدولة. 
وحتى إذا كان ذلك الاحتمال الأخير مبالغا فيه ويحمّل الأمر بأكثر مما يحتمل، فالذي لاشك فيه أن الشبهة قائمة، وثمة قرائن عدة تؤيدها.
وحرىٌّ بشيخ الأزهر ألا يضع نفسه في ذلك الموضع.
ثم حين تتزامن زيارات الإمام الأكبر للدول الخليجية مع حملة الإبادة التي يتعرض لها المسلمون في ميانمار مثلا،
وتنشر له صور مع أكابر القوم ووجهائهم في الخليج جنبا إلى جنب مع صور جثث ودموع أولئك المسلمين البؤساء.
فربما عذرنا من توجه إليه بالعتاب قائلا إنه يقف في غير مكانه ويغيب حيث يجب أن يوجد. 
لست أشك في أن شيخ الأزهر يسعى في الخير ويتحرى المصلحة حيث يذهب.
ولست بحاجة إلى الحديث عن صدق نواياه في هذا الصدد.
لكنني أتحدث عن الحسابات والاعتبارات المعقدة التي ينبغي أن تراعى في ترتيب زياراته، كي لا يستدرج إلى ساحات غير تلك التي ينبغي أن تستأثر باهتمامه، وحتى لا يوظف دور الأزهر ووزنه بعيدا عن دوره كمنارة هادية على أصعدة المعرفة والتجديد والتبليغ. 
ليس سرا أن جهات عدة تحاول استثمار دور الأزهر في المعادلة السياسية.
وذلك أمر ليس جديدا على تاريخه.
فمنذ قام علماؤه بعزل الوالي التركي خورشيد باشا من منصبه حاكما على مصر وعينوا محمد علي باشا مكانه وألبسوه «خلعة الولاية» في عام 1805،أدرك الحاكم الجديد خطورة تلك المؤسسة فعمل على احتوائها والسيطرة عليها هو وخلفاؤه الذين جاءوا من بعده. ولم يختلف الأمر كثيرا بعد ثورة عام 1952. وكتاب الدكتورة ماجدة علي صالح «الدور السياسي للأزهر»، الذي أصدره مركز البحوث والدراسات السياسية بكلية الاقتصاد في جامعة القاهرة يؤرخ لتلك المرحلة بشكل مفصل، خصوصا أنه يغطي السنوات ما بين عامي 1952 و1981. 
وعقب ثورة يناير 2011 قام الأزهر بجهد معتبر في تحقيق الإجماع الوطني من خلال بعض المبادرات، إلا أن بعض العناصر والشخصيات السياسية حاولت استدراجه لكي يصبح طرفا في التجاذب السياسي،
إذ ذهب إلى المشيخة قبل أسابيع نفر منهم عقب حادث تسمم طلاب مدينة البعوث الإسلامية، مدعين أن ثمة «مؤامرة» ضد شيخ الأزهر من جانب الإخوان، وأنهم جاءوا للتضامن معه في مواجهة تلك «الهجمة»،
إلا أن الشيخ لم يتجاوب مع رغبتهم وفوت على القادمين مسعاهم الذي أرادوا به إدخاله في لعبة التجاذب ودفعه إلى الاشتباك مع الإخوان،ولا أستبعد أن يكون هؤلاء على دراية بأن الإمام الأكبر يقف على مسافة منهم، وأن علاقته بالإخوان لم تكن إيجابية دائما. 
وكان ذلك واضحا أثناء رئاسته لجامعة الأزهر، حين أثيرت مسألة ما سمي بميليشيات طلاب الأزهر الإخوانية (عام 2006)، التي تعامل معها الدكتور أحمد الطيب بشدة لم يكن الموقف يقتضيها. 
وسواء تم ذلك استجابة للضغوط الأمنية أو تأثرا بخلفيته الصوفية كواحد من أقطاب الطريقة «الخلوتية» التي تقودها أسرته في صعيد مصر، فالشاهد أن ذلك أسهم في توسيع الفجوة بينه وبين الإخوان. 
لا أعرف إلى أي مدى أثرت تلك الفجوة في علاقة الشيخ بالسلطة القائمة في مصر التي يعد الإخوان طرفا أساسيا فيها.
إلا أن المراقبين يستطيعون أن يرصدوا بعضا من أصدائها، خصوصا حين جاء الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ضيفا على القاهرة،
وفوجئ الجميع بأنه هوجم وجرى إحراجه حين زار شيخ الأزهر. 
وليس بمقدوري أن أعرف مدى إسهام تلك الخلفية في الدعوات التي وجهت إلى الشيخ لزيارة بعض الدول الخليجية المستاءة من الثورة والأشد استياء من الإخوان.
إلا أنني أزعم أن السلطة في مصر إذا كانت قد حاولت في الماضي استخدام الأزهر للقيام بدور في الخارج فضلا عن الداخل، فإن الدعوات الخليجية المتلاحقة التي وجهت لشيخ الأزهر تمثل تطورا جديدا وغير مسبوق، يحاول من خلاله الخارج أن يوظف الأزهر للقيام بدور في الداخل، وهو استنتاج أرجو أن تثبت الأيام أنه ليس صحيحا.

لماذا يذبح العرب امنهم القومي بايديهم...؟! *نواف الزرو



حسب المشهد العربي الراهن، فان العرب هم الذين يقومون بذبح امنهم القومي بايديهم، لصالح الامن القومي الاسرائيلي، على خلاف كل شعوب الدنيا التي تعمل من اجل حماية امنها القومي ومستقبلها، فحينما تنزع الجامعة العربية الشرعية عن سورية الدولة، وتبيح الحرب عليها وتدميرها، وتتواطؤ مع الحلف الشيطاني من اجل تفكيكها، فان حصاد ذلك يكون على حساب الامن القومي العربي ومستقبل الامة، ولذلك ايضا، وحينتما يبتهج المبتهجون بقصف بالعدوان الاسرائيلي على دمشق، فكيف يمكن ان ندين الرئيس الاميركي اوباما عندما يحول العدوان الاسرائيلي الارهابي الاخيرعلى سورية بمنتهى البساطة الى "حق لاسرائيل في ان تعمل على حماية نفسها"، من نقل اسلحة سورية الى حزب الله، مضيفا :"لا اريد التعليق على ما حدث في سورية، الا انني ما زلت اعتقد ان على الاسرائيليين، وهو امر مبرر، حماية انفسهم من نقل اسلحة متطورة الى منظمات ارهابية مثل حزب الله"، وبالتالي يوفر الرئيس الامريكي اوباما مرة اخرى التزاما امريكيا جديدا ب"الحفاظ على امن اسرائيل "، واعتبار هذا "الالتزام قويا وغير قابل للاهتزاز او الطعن"، ويأتي هذا الالتزام بعد سلسلة لا حصر لها ليس من الالتزامات الامريكية فقط، وانما بعد "حروب امريكية واسعة شاملة متصلة من اجل أمن اسرائيل"، دون ان تكترث الولايات المتحدة للامن والحق العربي في الدفاع عن النفس امام الارهاب الصهيوني...؟!
ينقلنا هذا الالتزام الامريكي الجديد لأمن الدولة الصهيونية مباشرة الى جملة لا حصر لها من الاسئلة والتساؤلات الملحة دائما على كل الاجندات العربية والدولية مثل :
- لماذا يكون "امن اسرائيل" دائما وابدا على قمة الاجندة السياسية والاستراتيجية الامريكية والغربية ...؟!!!
- لماذا كل هذه الحروب الامريكية ضد امتنا واوطاننا وحضارتنا وعلمنا وتقدمنا ومستقبلنا من اجل "امن اسرائيل"...؟!
- لماذا تقترف المجازر والجرائم المستمرة بالجملة والمفرق في فلسطين والعراق وسورية ولبنان ...الخ، ولماذا تذبح شعوبنا دون ان يهتز للعالم جفن هكذا ..."من اجل امن اسرائيل"...؟!

-لماذا ينتهك الامن القومي العربي برمته "من اجل امن اسرائيل"...؟!

- والاهم والاخطر دائما : لماذا يتفرج العرب هكذا على ذبح امنهم القومي مسلوبي الارادة والقرار والقدرة حتى على "الدفاع عن النفس"...؟!

- ولماذا تنهار المناعة القومية العربية هكذا، وكأن العرب في مأساة اغريقية...؟!

- بل واخطر الاسئلة: لماذا يقوم العرب بذبح امنهم القومي بأنفسهم "خدمة للأمن القومي الاسرائيلي"...؟!

كان الرئيس بوش ايضا قد اعلن في عهده في واحد من اخطر خطاباته الحربية العدوانية "انه مستعد لاستخدام القوة العسكرية لحماية امن اسرائيل"، ولكن في الوقت الذي اعلن فيه بوش ذلك كان البروفسوران - الباحثان الامريكيان ستيفن وولت وجون مارشهايمر قد فجرا قنبلتهما في وجه الادارتين الامريكية والاسرائيلية حينما اكدا :"ان اسرائيل تقف وراء الحرب على العراق "، فلنتوقف ونتذكر نحن بدورنا ايضا بان الحرب على العراق كانت من اجل اسرائيل ...؟
في هذه العلاقة الاستراتيجية ما بين الادارتين الامريكية / الاسرائيلية كتب قطب السلام الاسرائيلي اوري افنيري يقول :" العبرة من قضية العراق هي ان العلاقة الامريكية –الاسرائيلية تصل الى ذروتها عندما تمتزج المصلحتان الامريكية والاسرائيلية فيما بينهما كوحدة واحدة، تستخدم امريكا اسرائيل للسيطرة على الشرق الاوسط وتستخدم اسرائيل امريكا للسيطرة على العالم ".
ولذلك نثبت بدورنا، انه اذا كانت هناك وراء العدوان على العراق اولا، واليوم سورية، أهداف استراتيجية أمريكية، فان هناك بالتأكيد بنك أهداف استراتيجية صهيونية تتعلق بالعراق وفلسطين وسورية ولبنان والمنطقة ، تستند الى أرضية عريضة من الأدبيات الأيديولوجية الدينية والسياسية الصهيونية / الإسرائيلية التي تتحدث عن " أرض إسرائيل " و /أو عن " إسرائيل الكبرى " و/أو عن " إسرائيل العظمى " و/أو عن " إسرائيل الكبرى والعظمى معاً " وكافة همبكات واضاليل ما يسمى بعملية المفاوضات لا تلغي هذه الحقائق الكبيرة ...! .
ولذلك لا دهشة بذلك الكم الكبير من التصريحات والوثائق التي تتحدث عن "ان اسرائيل تحتل قمة الاجندة السياسية / الاسترتيجية الامريكية ومحور مشروع الشرق الاوسط الكبير، ولا غرابة عندما يعلن المفكر الأمريكي مايكل كولينز بايبر في محاضرة له أمام مركز زايد في أبو ظبي مؤكداً :"أن خطة شن الحرب على العراق تتصل بأرض إسرائيل الكبرى".
فاين العرب العرب من هذه الاجندة الاستراتيجية الامريكية الشرق اوسطية التي تستهدف اهدار الامن القومي العربي بلا رحمة واستباحة كافة الحرمات العربية لصالح "امن اسرائيل" الى ابد الآبدين...؟!
واين المجتمع الدولي كذلك من هذه الحروب والانتهاكات الامريكية لكافة المواثيق والاعراف والقوانين الدولية ....؟!!
لقد آن الاوان من زمن لان يتحرك العروبيون ليقوموا بمسؤولياتهم التاريخية والحضارية والمصيرية، من اجل اعادة الاعتبار للامن القومي العربي الذي يذبح في سورية بأيد عربية ...؟!!

صحفيون يطالبون بالتحقيق مع صحيفة "الوطن" لفبركتها حوارا مع الرئيس المخلوع ونشرته كأنه انفراد



لجنة الاداء النقابى تطالب بالتحقيق مع جريدة " الوطن " حول " فبركة " خبر حوارها مع مبارك


فى سياق تجاوزات الصحف والصحفيين لميثاق الشرف الصحفى والذى يدين " الفبركة " الصحفية بنشر اكاذيب غير حقيقية أو منطقية والزعم بانه سبق وانفراد صحفى 
نشرت جريدة " الوطن " والتى يمتلكها المليونير محمد الامين - الراعى الرسمى لمجدى الجلاد - عن انفرادها بحوار مع الرئيس " المخلوع " مبارك ، وقد قامت وكالات الانباء العالمية بنقل الخبر 
ونظرا لانه من الواضح من الخبر الكذب البين ، اضافة الى استحاله حدوثه ، ويبدو ان الجريدة اعتقدت ان مبارك فى وضع لا يسمح له بالتعقيب على الخبر ونفيه ، الا ان محاميه فريد الديب قام بنفى الخبر تماما وتكذيبه
وفى هذه الحالة فان الخبر والذى نقلته وكالات الانباء العالمية لايسىء للجريدة فحسب ، بل يسىء لسمعة ومصداقية جموع الصحفيين والصحافة فى مصر ، سواء لدى الشارع المصرى والذى أصبح - نتيجة تراكم نشر مثل هذه الاخبار - يردد مقولة " كلام جرائد " تعبيرا عن مثل ما نشرته " الوطن " من اكاذيب، فضلا عن الاساءة البالغة للاعلام المصرى امام وكالات الانباء العالمية خاصة التى قامت بنقل الخبر
ونظرا لتكرار قيام جريدة " الوطن " بنشر العديد من الاخبار الكاذبة ليس اخرها ما نشرته عن وفاة المرحوم الدكتور محمد يسرى سلامة مسموما ، وهو ما نفته اسرته ، وقد قامت كافة الصحف والمواقع الاعلامية بنشر رد الاسرة عدا جريدة " الوطن " التى تعالت عن " النشر بالمخالفة للقانون
تطالب " لجنة الاداء النقابى " مجلس نقابة الصحفيين بالتحقيق الفورى مع محرر جريدة " الوطن " الذى نشر الخبر ، ورئيس تحرير الجريدة الذى أكد فى حوار تليفزيونى مصداقية ما نشرته الجريدة
وفى هذا السياق تطالب " لجنة الاداء النقابى " ايضا قيام مجلس النقابة باجراء تحقيق داخلى حول ما نشره بعض الصحفيين ضد الرئيس مرسى وان كانت " الرئاسة " تنازلت عن القضايا ، الا ان التنازل لا يمنع من التحقيق و بحث مدى وجود تجاوزات فى مصداقية ما نشر وتناسب الالفاظ المستخدمة
وفى حالة تقاعس مجلس النقابة عن التحقيق بسبب " التربيطات الانتخابية " او الانتماءات السياسية ، نطالب شيوخ المهنة والجمعية العمومية بتشكيل لجنة للتحقيق ، ونشر النتيجة - على الاقل - لتكون رادعا ادبيا للصحيفة والصحفى الذى ارتكب الخطأ 
ان التمسك بتطبيق ميثاق الشرف الصحفى والمعايير المهنية حماية للمهنة ، ومكانة النقابة ، وقدسيته الكلمة
مع تحيات لجنة الاداء النقابى

11 مايو 2013

السيسي: صناديق الاقتراع أفضل من تدمير البلاد


استبعد وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي أي احتمالية لتدخل القوات المسلحة في الساحة السياسية مجددا، داعيا الأطراف المختلفة إلى الاحتكام إلى صناديق الإقتراع بدلا من مطالبة الجيش بالتدخل.
وقال السيسي: "القوات المسلحة لا تفكر في النزول إلى الشارع، والجيش ليس حلا، والوقوف أمام صناديق الاقتراع...أفضل من تدمير البلاد."
ووجه حديثه إلى القوى السياسية المصرية في كلمة ألقاها بالمنطقة المركزية العسكرية السبت: "لا بد من وجود صيغة للتفاهم فيما بينكم، فهذا الجيش نار، لا تلعبوا به ولا تلعبوا معه."
واستدرك السيسي قائلا: "لكن الجيش ليس نارا على أهله، لذلك لابد من صيغة للتفاهم بيننا، البديل في منتهى الخطورة."

وقال السيسي أنه مع كل التقدير لكل من يطالب الجيش بالنزول "لو حصل هذا لن نتكلم عن مصر لمدة 30 أو 40 سنة للأمام".

وقال الفريق أول عبد الفتاح السيسي 'لست ضد الإعلام ولا ضد الحديث، لكن أي حد بيسيء للقائد العام يسيء للجيش'، مشيرًا إلي غضب الضباط والجنود من الإساءة للمؤسسة العسكرية ولشخصهم ولقاداتهم'.
وقال لقواته: 'إذا كان يكفيكم الاعتذار مني علي أي إساءة وجهت لكم، من فضلكم اقبلوا اعتذاري، ولا يوجد شيء ينال من روحنا المعنوية'، واستطرد قائلا: 'شرف لي أن أتذلل للشعب واستعطفهم، وإذا فهمتوا كلامي جيدًا تجدوه شرف لي أن أكون ذليلا لله وللشعب، 'وقال لن نتجبر إن شاء الله'.
ورد علي من يردد أنه عاطفي: 'قال بيقولوا عليا راجل عاطفي طيب ماشي.. من فضلكم اعرفوا ثقافة الجيش الكلمة تخدشه.. والنار لا تخدشه.. أيوة الكلمة من أخوه وأهله تخدشه'.
وناشد السيسي الإعلام بالحديث عن الجيش دون أن يجرحه، وقال: 'كنا قبل الثورة نراجع كل ما ينشر عن قواتنا لأننا نعلم معنوياتهم وبنائهم المعنوي هام جدًا'. 
وأضاف السيسي: 'فيه ناس قالوا إني بتذلل للشعب، بقول لهم أيوة أنا باتذلل للشعب.. هل يمكن أن نتجبر علي أهلنا.. أتجبر علي أعدائي أما جناحي فلأهلي'. 
وأضاف موجهًا كلامه للحضور من الفنانيين والإعلاميين والشخصيات العامة: 'مشاركتكم اليوم لطمأنة الشعب أن جيش مصر قوي جدًا، وقادر جدًا، وسيظل الشعار المرفوع دومًا، هو الجيش والشعب إيد واحدة، متسائلًا: هل ممكن لأي أحد أن يقتل نفسه؟. وأجاب: لا يمكن أن نفعل ذلك.
وقال القائد العام ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، إن القوات المسلحة تسابق الزمن، لزيادة الكفاءة القتالية بعد عودة القوات إلي ثكناتها. 
جاء ذلك خلال إجراءات استعداد قتالي في اللحظة، وهي ما يطلق عليه بالتعبير الاستراتيجي 'تفتيش حرب' بمقر 'الفرقة التاسعة المدرعة التابعة للمنطقة المركزية العسكرية' بدهشور، في إطار عمليات رفع الكفاءة التدريبية للقوات، بحضور عدد من الفنانيين والإعلاميين والشخصيات العامة.

نحو ذاكرة للوطن " نخاسة الاوطان " بقلم د محمود ابوالوفا




لقد كانت مهنة النخاسة على مدار التاريخ مهنة قبيحة ومن يعمل بها يصير محل احتقار من البشر, ومرجع ذلك ان النخاسين كانوا يتاجرون فى البشر الذين كرمهم الله , فهى مهنة الساقطين والفاشلين وعبدة المال ممن خربت ضمائرهم من بنى البشر , وقد كان النخاسون يتاجرون فى آحاد الناس , ولما اختفت واندثرت تلك المهنه الحقيره , الا ان الحقراء الذين تهوى نفوسهم هذه المهنه طوروه لتصبح النخاسه فى الاوطان والشعوب بدلا من ان تكون فى آحاد الناس , وعلى امتداد التاريخ عاش نخاسوا الاوطان لكنهم خلعوا رداء النخاسة التقليدى ولبس اغلبهم رداء السياسيين , ولم يكن لهولاء النخاسين وطن او مله معينه بل كانوا بامتداد الاعراق والاوطان والازمنه والمهن , والغريب ان كثير منهم دار حوله الجدل حيث استطاع ان يخفى جرائمه فى نخاسة الوطن فافتتن به عوام الناس والسذج من المتعلمين , لكن الة القهر او الة الاعلام او كريزما القياده التى امتلكها البعض منهم استطاعت ان تخدع كل المفتونين والمنبهرين بنخاسى الاوطان , وتصل الماساة ذروتها عندما يكتب اسم البعض منهم بحروف من ذهب على صفحات تاريخ بعض الاوطان , حيث يزور التاريخ – وكم من احداث زورت بمصرنا الغاليه على امتداد تاريخها المجيد - لان نخاس الوطن استطاع ان يخدع جميع الشعب حتي الصفوة منهم , وربما غطى الكذب والضلال على الحقيقه ودفنت رفات الحقيقه فى صندوق محكم الاغلاق ومات سرها مع بعض سدنتها الذين لم يستطيعوا ان يعلنوها واضحة للشعب المخدوع او المغلوب على امره , ولقوا نفس مصير الحقيقة بأن عاشوا وماتوا ولم يسمع بهم احد , انتظارا لمحكمة العدل الآلهيه يوم يقوم الناس لرب العالمين , ودائما ورغم الجرم الذى يرتكبه النخاسون الا ان جرمهم يظل محفورا فى ذاكرة الشعوب لكن اسمائهم تذوب من ذاكرة الشعوب .

فمثلا اذا سألت إى مصرى عن حادئة دنشواى ستجد الكثير منهم يتذكرها كاملة لكن إن سألته عن أسماء نخاسى الوطن فى دنشواى ستجد صعوبه فى أن يتذكر القليل منهم أسم إبراهيم الهلباوى ذلك المحامى الذى وافق على انتداب الأنجليز له كنائب عام فى القضيه والتى إنبرى لها الهلباوى ليصورها على انها صراع بين ضباط إنجليز خيرين طيبين شجعان وبين فريق من الهمج المتوحشين ، ضباط ينتمون لجيش الاحتلال الانجليزي الذى "حرر" المصري وبين هؤلاء السفله من فلاحى دنشواى ... هكذا ترافع الهلباوي وأنبرى جلاد دنشواي فى لعبته وخان بنى جلدته وصدر الحكم فى اليوم التالى إعدام أربعه وجلد اثنى عشر اشغال شاقة للباقين لقد قتل الهلباوي شعبه كله , وهل يتذكر احد رئيس محكمه دنشواى بطرس غالى او أحمد فتحى زغلول إحد اعضاء المحكمه والذى كان رئيسا لمحكمة مصر الابتدائية ؟ و يروي لنا كتاب "حكايات من دفتر الوطن" كيف بذل إبراهيم الهلباوي جهداً ضخماً في تفنيد كل ما جاء في أقوال المتهمين والشهود ليهدم كل واقعةٍ يمكن أن تتخذ ذريعةً للتخفيف عن المتهمين الأبرياء في حادثة دنشواي ، وليثبت للمحكمة أن الحادثة أرتكبت عمداً ومع سبق الإصرار ، بل إنه فند التقارير الطبية التي قالت إن الضحية الوحيدة في الحادثة وهو الكابتن البريطاني بول ، قد مات متأثراً بضربة شمس ، حيث استطاع ان يحول الحق ليجعله دليلا للباطل , فانظر المهزله التى ساقها ليدلل بها على ان المتهمين هم من قتلوا بول , فقال " ان موت بول بضربة شمس لا ينفي أن المتهمين هم الذين قتلوه لأنهم هم الذين ضربوه ، وألجأوه إلى الجري تحت أشعة الشمس اللاهبة " فهل بعد هذا من نخاسه ؟ أضف إلى ذلك أن الهلباوي اتهم المتهم البريء حسن محفوظ بأنه "لم يكدر قريةً بل كدر أمةً بأسرها بعد أن مضى علينا 25 عاماً ونحن مع المحتلين في إخلاصٍ واستقامة وأمانة.. أساء إلينا وإلى كل مصري..فاعتبروا صوتي صوت كل مصري حكيمٍ عاقل يعرف مستقبل أمته وبلاده" !!!!!!
وساكتفى بهذا المثال من بين أمثلة كثيره لنخاسى الاوطان , ولكن أريد للقارئ إن يعرف أن مناسبة هذا المقال هو ما نشاهده من كثرة نخاسى الاوطان فى بلادنا .. ففى كل يوم تخرج علينا اسماء - يحسبها الناس كبيره - لاهم لها الا ان تهدم الاخرين , وفى سبيل ذلك لايهمهم ان يتلاعبوا بأمن هذا الوطن وباستقراره وبمستقبله ولا يمنعهم ذلك من إن يمارسوا مهنة نخاسة الاوطان , فكم الكذب والمغالطات والتطاول على الاخرين الذى يطل علينا ليلا نهار من الة الحقد والضلال الاعلامى الجباره والمغالبات القضائيه الفجه التى تتعارض مع كل منطق سليم , ولا تلمح وسط كل هذا الطوفان الا نخاسى الاوطان يمارسون دورهم بهمة تامه , والاغرب من هذا ان كل المتصدرين للمشهد لايوجد دليل واحد انهم يؤمنون بالديموقراطيه , وجميعهم يلوون اعناق الادله ليدللوا على صحة منطقهم العقيم , فى كل البلاد التى بها نظم ديموقراطيه ونخب تؤمن بالديموقراطيه توجد دائما منطقه وسطى تلتقى عندها الايدلوجيات والافكار والتنظيرات لمصلحة الوطن , لكن ان يكون الحال على مدار عامين او اكثر انقسام واحتقان كبير فيجب علينا ان نفتش فى هذا الجو الكئيب عن نخاسى الاوطان الذين لا هم لهم الا ان يحققوا اغراضهم الخاصه ويعيشوا حتى وان مات الشعب كله , واننا ابشركم بأنه – كالعاده – سيختفى كل هذا العفن وتنتصب مصر مرة اخرى متبؤة لمكانتها التى تستحقها وسط الامم .
*خبير بجامعة الدول العربية
maw01000@yahoo.com

ادم بين التوراة والقران - بقلم عبد الله الزق *


تتساقط الدلالات التوراتيه على التفسير الاسلامى فيما يتعلق بكثير من الاحداث والمفاهيم ومن بينها مفهوم ادم فى الدين حيث كانت الدلالات التوراتيه سائده ومهيمنه وفرضت نفسها على الفهم الاسلامى سواءا فى التفسير او غيره من الكتابات التاريخيه
حصل هذا وشكل لنا ازمه بسبب اختلاط المفاهيم التوراتيه وظاهر النص القرانى او منهجيته حيث شكلت ظاهرة الاسرائيليات مشكله كان من الصعب على المسلمين ان لا يتاثروا بها
فادم فى التوراه وما علق فلا الاذهان بفعل سطوة الفكر اليهودي المستمد اصلا من خليط من الاساطير البابليه وغيرها هو اول الخلق البشري فى الوجود بينما كان يعيش فى الجنه سقط على الارض بفعل الاغراء الشيطانى الذي لم يصمد فيه ادم فاكل من تفاحه الشجر المحرمه عليه وربما اسهمت حواء مع ابليس فى هذه الخطيئه لتترك اثرا سلبيا على تصور الجنس البشري لدور حواء وتسكنها النفس الانسانيه فى داخلها كحيه وليس كحياه لتحمل السمه السلبيه فى التاريخ
هذا التصور الذي خلقته التوراه عند المسلمين لم يكن هو التصور الذي يراد للمسلمين ان يعتقدو به ولا منهج القران يريد ان يتأسس عليه الوعى الاسلامى
اذن ما هو ادم فى المنهج القرانى
يمكن الاطلاله على الامر من خلال جمع كل الايات وقراءتها فى سياقاتها الطبيعيه كوحده مفهوميه شامله لنرى ادم القرانى يختلف تماما عن ادم التوراتى
ادم التوراتى هذا هو وحده يتحمل المسؤوليه عن هذا التناقض المر بين العلوم فى تطوراتها وبين القصه التوراتيه الغبيه الجاهله
اذن ادم التوراتى هو الذي احدث بدوره هذه الازمه النكده بين الدين والعلم حيث لم يصمد الوعى الدينى امام العلم وتطوراته فسقطت الرؤيا الدينيه لصالح تطورات العلوم والبحث التاريخى بينما كانت تطورات البحث العلمى تعلن انتصارها وللاسف لا على التصور اليهودى التوراتى وانما على الدين كله
فهل يتحمل الاسلام مسؤوليه الهزيمه الدينيه ام ان الوعى المنهجي لقصه ادم القرانى تكشف مدلولات ادميه اخرى تجعل النظريات العلميه نفسها فى قفص الاتهام وليس الاسلام بينما تطرد ادم التوراه من الفهم الدينى كله وتحيله الى مرحله الفهم الاسطوري المنتى فاعليته
ادم فى الرمزيه الدينيه هو من طين حيث نفس العناصر الكونيه موجوده فى ادم بينما النفس الادميه كغيرها من نفوس الكائنات الحيه جزء من تركيبة العالم المادي الذي تحول الى نفخه الحياه التى تميز كل الكائنات الحيه عن الاشياء الماديه التى لا حياه فيها فالنفس هنا ليست الروح وعند الموت لا تخرج الروح كما يشاع خطأ ولم يقل محمد والذي روح محمد بيده وانما نفسه كما ان الايه القرانيه قالت ياايتها النفس المطمئنه ارجعى الى ربك راضيه مرضيه
ادم اذن كائن حى كأى كائن حى يتنفس ويعيش ويلبي رغبات النفس الادميه كاى حيوان اخر او حتى نبات اخر
ادم هذا الكائن الحى قرر الله فى لحظة من لحظات تطوره البيولوجى والعقلي تكليفه بمهمات الخلافه على الارض والخلافه هنا عن الله وبالتالي كان لادم ان يمنحه الله من روحه هو ما يجعله قادر على مهمه الخلافه عنه اذن كان الحديث عن ادم فى احد لحظاته مع الملائكه لم يكن عن طبيعة خلقه ولا زمنيه هذا الخلق وانما كان الحديث عن التكليف والمسؤوليه وهى عمليه فارقه ومهمه فى نفس الوقت فالخلق الادمى قد تم قبل الجعل الادمى التى تتحدث عنه الايه الكريمه ( اذ قال ربك للملائكه انى جاعل ) ولم يقل انى خالق (فى الارض خليفة قالو اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) وكلامهم صحيح فى لحظات زمانيه موغله فى القدم كانت الملائكه تعرف ادم ككائن حى متوحش يسفك الدم ولا يعرف سوى لغة الغابة فى الحياه حيث لا تستقيم هذه اللغه مع لغة العدل فى الارض والبناء فيها ونشر قيم الحريه وخلق القانون المجتمعى مما يحدث الفساد فى الارض كما فهمت الملائكه بينما كان الرد الالهى انى ( اعلم ما لا تعلمون )
ادم اذن فى التصور القرانى ليس الانسان الاول فى الخليقه ولكنه المكلف الاول بالنبوة وتحمل مسؤوليه الخلافه عن الله بما احدث فيه خلقيا وخلقيا وعقليا ما تهيأ له القدرة على تقبل النفحه الالهيه كجزء من روح الله
الخلق الادمى اذن جاء قبل الجعل الادمى (خلقك فسواك فعدلك فى اي صورة ما شاء ركبك )فالخلق لا نعرف س ر اللحظه الزمنيه التى جاء فى اطارها بينما الجعل هو بالتاكيد تطور عبر صيرورة زمنيه ربما احتاجت الى قرون او مئات القرون او الافها وربما الملايين لا ندري ولكننا سنترك للعلم تحديد كم من الزمن احتاجها ادم فى عمليه التطور منذ بدايات خليقته الى تهيأة جسده لتحمل المسؤوليه التى سيلقيها الله عليه وهذا يعنى تطورات نوعيه على صعيد النفس والعقل والجسد (فسواك فعدلك)و (حتى اذا سويته ) فما بين لحظه الخلق ولحظة التسويه كان ادم يعيش حياة اي حيوان يسفك الدم ويفسد فى الارض وهى مناط الاحتجاج الملائكى او الاستفسار الملائكى من الله عن مبررات المسؤوليه الادميه وليست مبررات الاحتجاج على الخلق (اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) (قال انى اعلم ما لا تعلمون ) اذ ما لا يعلمه الملائكه هو الامكانات الادميه الجديده على صعيد التخلق الجسدى عبر الاعتدال والتسويه والتركيب القادر على احتواء الروح الالهيه فى داخله
كانت الملائكه يحترمون انفسهم فصبرو الى ان انكشف الامر امامهم على ادم الانسان القادر على الوعى بجوهر الاسماء وليس الاسماء كمفردات اذ لا يعقل ان ادم كان لديه العلم بكل مفردات الاسماء وبالتاكيد فان الملائكه تعرف بعضها
لكن الفارق هنا فى المعرفه هى القابليه للتطور المستمر والمتراكم عبر الارتكاز على بديهيات العقل وهى ميزة مهمه من اجل ان يتحمل المسؤوليه التى سينوء عن حملها كل مفردات الوجود
اذم من حيث الخلق كان من طين بينما كانت الملائكه ارفع شانا منه من حيث الماده المكونه لخلقها الا انها لاحظت ان ادم ارفع شانا من حيث الطارئ عليه وهى الروح التى هى ارفع شانا من الطين والنار والنور بينما ادركت سر التمايز مجموعات الملائكه فشل ابليس فى الاختبار ونظر النظره الماديه لمكونات الخلق فراي بمنطق المرجعيه الذاتيه ان ناره المخلوق عبرها ارفع من طين ادم فرفض السجود وتمرد على الامر الالهى بينما كان ادم يتهيأ لممارسه دوره الانسانى بعد ان كان بشرا قبل الولوج الروحى فى كيانه
فاذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعو له ساجدين
المهم ان هناك ادم التوراتى الذي سقط فى اختبار التطور العلمى بينما كان ادم القرانى ينظر بنور المنهج القرانى على النظريات العلميه وهى تتجادل ظنياتها بعيدا عن انسانيته دون ان يمسه طائف من النقد او النقض
*مناضل فلسطينى امضى 20 عاما في سجون الاحتلال الصهيونى ولعائلته تضحيات غزيرة

دور الدولة الغائب والصندوق يخرب اقتصادنا - بقلم عامر عبد المنعم


أخطر ما تواجهه مصر في معركة النهوض الحضاري، هو تغييب دور الدولة في عملية التنمية، والاستمرار في السير في ذات الطريق الذي تسبب في انهيار الاقتصاد المصري خلال العقدين الماضيين.
لا يمكن أن تنهض مصر بالاعتماد على الخارج، أو بالخضوع لمؤسسات التمويل الدولية، أو بالاستثمارات الأجنبية التي تعمل لأهداف ليست في صالح استقلالنا ونهضتنا، أو حتى من خلال دائرة ضيقة من رجال الأعمال المرتبطين بدوائر خارجية، وستفشل أي تجربة لا تعتمد على الدور الرئيسي للدولة كمحرك وموجه لعملية التنمية.
ما تعاني منه مصر من أزمات اقتصادية متنامية يرجع لاختفاء الدولة وغياب الحكم الذي يقف أمام الهجمات العابرة للقارات التي تعمل على استمرار الهيمنة الخارجية على مقدراتنا واستنزاف ثرواتنا، والقضاء على أحلامنا.
ونفس الخطأ نراه في اتجاه صناع القرار إلى الشرق بذات التفكير وفتح الأبواب للصين وغيرها بدون ضوابط، الأمر الذي قد يتسبب في كوارث أكبر مما نعاني منه الآن، فالمنتجات الغربية نوعية بينما المنتجات الصينية شاملة وتقضي بلا شك على كل صناعة وتكتسح أمامها أي محاولة محلية للمنافسة على الأرض المصرية.
ما وصلنا إليه من شل يد الدولة والسعي المتواصل لإلغاء وجودها وجعل صناع القرار يعتمدون على اقتصاديين مرتبطين بشكل أو بآخر بمؤسسات التمويل الدولية سيؤدي بنا إلى الدولة الفاشلة التي يخطط لها من لا يريدون خيرا لمصر.
للأسف، ورغم ثورتنا المجيدة لازال لوبي صندوق النقد والبنك الدولي، يعمل كي نضع رقابنا تحت مقصلة القوى الدولية التي تستخدم المؤسستين الماليتين لاستمرار السيطرة على بلادنا. هؤلاء يروجون إلى أننا مضطرين للخضوع للصندوق من أجل الحصول على شهادة بحسن السير والسلوك، رغم أن الصندوق والبنك كان لهما الدور الأكبر في تدمير الاقتصاد المصري خلال العقدين الماضيين من خلال سياسات أفضت إلى إضعاف دور الدولة وإبعادها عن توجيه الاقتصاد الوطني وفرض سياسات شجعت على إيجاد نموذج رأسمالي مستنسخ من الرأسمالية الأمريكية المتوحشة، التي جعلت المواطن المصري يعيش في معاناة متواصلة لا أمل في الخروج منها إلا بالثورة.
فالدولة باعت المصانع والشركات وبددت ممتلكات الشعب، في وقت لم يكن في مصر رأسمالية وطنية تحافظ على مقدرات البلاد، فدخلت شركات لها أغراض أخرى، وصار البعض وكلاء لشركات دولية احتكارية تحارب الصناعة الوطنية، وواجهات لا تعمل من أجل صالح مصر وشعبها، فضاع القطاع العام وتشرد العمال، وأغلقت المصانع وتم تفكيك الآلات وبيعت أراضي المصانع في عملية فساد رهيبة.
هذا التخريب المخطط أنهى دور الدولة فضاع المواطن البسيط، وسقطت الطبقة الوسطى في براثن الفقر، واختل المجتمع فتفشى الفساد، وضاعت القيم وانهارت قلاعنا الصناعية الواحدة تلو الأخرى وتفكك المجتمع وأصبح الفقر هو السائد. 
ومع تجريد الدولة من ممتلكاتها ضربها الفقر، وتخلت عن دورها في التوظيف فتعطل الشباب المتخرج من الجامعات بالملايين، وتخلت الدولة عن دورها في بناء المساكن، فظهرت مشاكل الإسكان والذي ترتب عليه توقف قطار الزواج فزادت العنوسة والعزوبية، وظهرت مشاكل اجتماعية بالغة التعقيد.

يا سادة: قروض صندوق النقد والبنك الدولي ليست مجرد قروض بفائدة بسيطة كما يحلو للمروجين، إنما هي منظومة جهنمية تعمل على استبعاد الدولة وإنهاء دورها وعزلها، وصناعة قطاع خاص جشع مرتبط بالخارج، لا هدف له غير الربح، يدوس في طريقة القيم والمواطنين، ويدمر الحاضر والمستقبل.
وهذا الخلل في بوصلة الحركة إن لم يتم تصحيحه، فإن ما يتصوره البعض من فرص سيتحول مع الوقت إلى إخفاقات، وتجارب فاشلة لن تزيد أوضاعنا إلا سوءا.
لدينا امكانات هائلة، وفرص حقيقية، ولكن الأمر يحتاج إلى عقول ذكية فاهمة وقلوب مخلصة، تعمل على استعادة دور الدولة الغائب وتسخير الاقتصاد لخدمة المواطن وليس تسخير الدولة والمجتمع من أجل المستثمرين الأجانب والشركات الدولية العابرة للقارات.

---------------------------
رئيس تحرير جريدة الوادي