30 مارس 2015

محمد رفعت الدومي يكتب: أخيتاتون - ميدان التحرير.. أو.. كاهنة تيتانيك!

الجمال يولد من رحم المأساة أحيانًا، ولكل شئ نظنه اعتباطياً جذور ينسحب إليها، علي سبيل المثال، لولا غرق السفينة "تيتانيك" ما كان لـ "سيلين ديون" أن تجد وعاءًا تعتق فيه للخلود كلماتٍ ككلمات "My Heart Will Go On"، أنا أيضًا، لولا غرق "تيتانيك"، ولولا أن التاريخ دائري يستطيع كل من أراد أن يصل مباشرة إلي أي حدث تاريخي أراد انطلاقًا من أي حدث تاريخي، وكل حدث، ودون أن يضل، ما كان لي أن أجد ذريعة لأبدأ كلامًا عن الثورتين المضادتين اللتين لا ثالث لهما في تاريخ مصر بكلام عن "سيلين ديون"، فالعلاقة وإن بدت غريبة وطيدة جدًا، أو، هكذا يخيل إليَّ!
في ربيع العام 1912 غرقت السفينة "تيتانيك"، كانت مأساة يعرفها الآن حتي الأطفال، أضاف إليها بعض العلماء مؤخرًا تفاصيل بكر، مذهلة! 
لقد اكتشفوا أن "تيتانيك" كانت تحمل على متنها مومياء فرعونية لكاهنة "إخناتون" مكتوبًا تحت رأسها تعويذةٌ تقول:
(انهض من سُباتك يا أوزوريس، فنظرةٌ من عينيك تقضى علي أعدائك الذين انتهكوا حرمتك المقدسة) 
كانت مومياء الكاهنة قد اكتشفت في معبد العيون بـ "تل العمارنة" في محافظة المنيا، أول بقعة علي ظهر الكوكب دق بها إنسانٌ لا مراء في وجوده أجراس وحدانية الله، "إخناتون" طبعًا!
كان قبطان السفينة المنكوبة " إدوارد جون سميث" خوفاً علي مومياء الكاهنة قد وضع التابوت خلف غرفة القيادة، وأكد الكثيرون ممن كرّسوا وقتهم لتوثيق تلك النهاية المؤسفة للسفينة وملابسات غرقها علي ضوء ما تمكنوا من الوصول إليه من شهادات بعض الناجين أن القبطان "سميث" أصيب قبل ساعات من وقوع الكارثة بالهذيان، ولقد سمعه بعضهم وهو يصرخ:
- الأشباح، العفاريت.. كلّا، إنني سيد هذه الجزيرة العائمة أفعل بها ما أشاء!
أعرف أن مثل هذه الحكايات تروق المزدحمين بيقين ممتلئ في صحة ما تعارف الناس علي تسميته بـ "لعنة الفراعنة"، لست من هؤلاء، مع ذلك، أعلم أن شخصًا آخر أصيب بالهذيان لمدة أسبوعين سقط علي إثرهما في الفجوة التي لابد له منها، أقصد، مات، عندما اكتشف دودة البلهارسيا في مومياء فرعونية، إنه العالم الألماني العظيم "تيودور بلهارس"!
"جان فرانسوا شامبليون" الرجل الذي أيقظ لهجة المصريين القدماء من سباتها بعدما اعتقد العالم أنها ذهبت إلي المجهول كما ذهبوا لم يسلم من مصير مشابه، لقد أصيب هو الآخر بالهذيان وبالشلل قبل أن يموت في شرخ شبابه، لكن، هذا الأمر لا يرتقي أبدًا لأن يحصي كأنه ظاهرة!
في ربيع العام 1912 غرقت السفينة "تيتانيك"، وفى ربيع العام 1912 أيضًا، عثرت إحدي البعثات الألمانية على رأس الملكة "نفرتيتى" الشهير بين أطلال "تل العمارنة"! 
وفيما بدا أن روح الثورة التي أججها "إخناتون" في "أخيتاتون" التي هي الآن "تل العمارنة" أوحت إلي النحات "تحتمس" بأن يخصص أوقات فراغه لإبداع ما يليق بالخلود ويرج أعماق المؤجلين بقسوة، حتي تلك الأعماق العامرة بالشر، كان تأمل ذلك الرأس الشهير الذي أبدعه "تحتمس" هو أول طقوس "أدولف هتلر" الصباحية! 
فإن مما هو الآن في حكم المؤكد ألا شيئًا جعل الدموي "هتلر" يقف فعلاً علي مشارف الجنون كما فعل رأس "نفرتيتي"، واسمها يعني : الجميلة أقبلت، لم تنعكس الروح التي كانت تهيمن علي "تل العمارنة" علي أصابع "تحتمس" وحده، إنما، كان ثمة إيقاعات جديدة تتحرك في أعماق كل المبدعين هناك نستطيع أن نلمسها بوضوح في كل ما وصل إلينا من فنون تلك الحقبة وأدبها، ذلك التمرد الإيجابي علي الفن القديم وتجاوزه، تلك الوجوه الطولية المسالمة، النظرات الإسكاتولوجية السائلة، فضلاً عن البساطة التي تجعل العيون لا تري في "إخناتون" وعائلته إلا مجرد مواطنين مصريين لا عائلة حاكمة تعيش في عزلة عن العوام! 
أيضًا، هي هي روح "أخيتاتون" التي، في واحدة من أوائل السرقات الأدبية في التاريخ، جعلت بعض اليهود يخصصون أوقات فراغهم للسطو علي أناشيد "إخناتون" حرفيّاً وينسبونها إلي أنفسهم في كتابهم الأدبي المعروف بـ "مزامير داود"، لكن، من الجيد أن كل العالم الآن يعلم الجذور الحقيقية التي ينخفض إليها أدب اليهود، ولقد انحاز الصواب إلي "سيجموند فرويد" تمامًا عندما قال:
- إن الحضارة المصرية هي عقدة اليهود التاريخية!
ثمة بابٌ آخر مفتوحٌ علي مصراعيه للدخول إلي "تل العمارنة" من تلقاء غرق "تيتانيك"!
لقد ورد في التعويذة المكتوبة علي مومياء الكاهنة اسم "أوزوريس"، وهو إله جوهري لأشياء كثيرة من بينها الزراعة، والسماد من أشياء الزراعة المفصلية، وهناك حكايتان شهيرتان كان البحث عن السماد بدايتهما وانتهت كلتاهما بضجةٍ تناثر غبارها علي كل القارات وجعلت الكثير من الافتراضات التي اجتهد المؤرخون لكي يملأوا بها الفراغات الزمنية لبعض الأحداث التاريخية الملتبسة بلا قيمة!
هاتين:
في أحد صباحات العام 1945، كان الفلاح " محمد السمان" يبحث عن سماد لأرضه بالقرب من مدينة "نجع حمادي" بصعيد مصر، فوجد أثناء الحفر علي بعد أمتار من دير "القديس باخوم" جرة خزفية عندما كسرها وجد بداخلها 13 مجموعة من لفافات البردي، هي التي تعرف الآن بمخطوطات "نجع حمادي" أو مكتبة "نجع حمادي"، وبفضل ذلك الاكتشاف غير المقصود أصبح العالم الآن يعرف أدق تفاصيل أول معركة شعواء بين الغنوصية والمسيحية القويمة، كما أصبحت الأناجيل التي تصنفها الكنيسة علي أنها أناجيل منحولة ظنت أنها نجحت في إخفائها إلي الأبد تباع الآن علي الأرصفة في كل مكان، ألا إن الكنيسة لم تجد ذرة من الرحمة في قلب العم "محمد السمان"!
وفي أحد صباحات العام 1887، كانت امرأة مسنة من قرية "الحاج قنديل" القريبة من "تل العمارنة" تبحث أيضًا عن السماد بين أطلال "أخيتاتون"، كعادة أهل القرية جميعًا، عندما ارتطمت أصابعها وهي تملأ وعاءها بالسماد بجسم صلب أخرجته فشهقت من فرط الدهشة، لقد أدركت علي الفور أنها عثرت علي كنز عليها أن تبحث علي الفور عن تاجر يشتريه، كانت قد عثرت علي قوالب من الطوب المحروق عليها نقوش، الطريف، أن تاجرًا مدلسًا اشتري من المسكينة كنزها بعشرين قرشًا فقط! 
عندما شاع الخبر في قرية "الحاج قنديل" أصيب أهلها بما يشبه الجنون، وانتشرت بينهم حمي البحث عن قوالب الطوب، ووجدوا الكثير منها، بل وجدوا جدارًا من طوب أصفر وأحمر وأسود رصت بطريقة منظمة فى صفوف، حملوها على حميرهم وعادوا إلى القرية، ولم تمض على ذلك أيام حتى كانت هذه القوالب بين أيدى التجار فى "أخميم" و "ألاقصر" و "القاهرة"، كانت المرأة بكل بساطة، ومن بعدها أهل قريتها، قد اكتشفت رسائل "تل العمارنة"، وهي مراسلات دبلوماسية مكتوبة بالخط المسماري من حكام كثر إلي "إخناتون"، تلك الرسائل تمثل أول شكل للعلاقات الدبلوماسية في العالم!
وكما كانت أول دعوة للتوحيد في العالم، وأول سرقة أدبية في العالم، وأول شكل للعلاقات الدبلوماسية في العالم من نصيب "أخيتاتون" ، ذهب الكثيرون من علماء المصريات إلي أن أول اغتيال سياسي في العالم كان من نصيب الفرعون الشاب "توت عنخ آمون" ابن "إخناتون" كما أكدت اختبارات الحامض النووي، ولعلَّ العثور علي آثار صريحة لعدة كسور فى عظام فخذه وجمجمته، بالإضافة إلي زواج وزيره بأرملته الطفلة بعد وفاته وتنصيب نفسه فرعونًا، يجعلنا غير محتاجين أن نتوغل في التنقيب عن الذي وقف خلف ظلال نهايته المريبة!
الغريب أن "توت عنخ آمون" أشهر الفراعنة علي الإطلاق لم يسجل التاريخ له إنجازًا واحدًا يوازي شهرته أو يؤكدها، كان السبب الوحيد لذيوع صيته، في واحدة من وثبات الصدفة الحيوية، هو، فقط، وصول عالم الآثار "هوارد كارتر" إلي مقبرته وكل كنوزه ليضعه في قلب الديمومة قبل وصول لصوص المقابر إليها، لقد وجدها سليمة لم يُلحقِ الزمن بأي من محتوياتها التلف، بدت للوهلة الأولي كأنما أغلقها عمال المقابر قبل قليل وانصرفوا إلي مراقدهم في الأبدية، هذا تمامًا ما ذكره "كارتر"، وهذا غريبٌ، لماذا؟
مما لا شك فيه أن تلك القوة التي تصدي بها "إخناتون" لإرث آمون المقدس وجرأته عليه وعلي كسر ما اعتبره غيره قانونًا طبيعيًا للحياة، وذلك الجموح في معركته العصبية التي خاضها ضد الكهنة، أيقظ في صدور الكثيرين من العوام شدوًا مريبًا؛ كما ألهمهم إمكانية ميلاد عالم جديد بقوانين أخري، ألهمهم؛ أيضًا، الحاجة الملحة إلي ميلاد هذا العالم، هؤلاء العوام؛ بدورهم، تحت ضغط تلك المشاعر الجديدة التي تتحرك في أعماقهم، استهانوا بتراث آبائهم؛ وبكل شئ، وهم، وهذا هو الأهم؛ أحسوا أنهم يستحقون واقعًا أفضل من ذلك الواقع الذي بذَّرَ آباؤهم فيه أعمارَهم متوارين في الظلال الكبيرة لحزمة من اللصوص والكهنة الفاسدين يسرقون مقدراتهم وحرياتهم بإسم "آمون" وقوانينه؛ وهم، أيضًا؛ عقب موت "إخناتون"، عندما أدركوا استحالة ميلاد عالمه الأبيض مع صلابة العضلة الأمنية للدولة قرروا أن يسرقوا حياة اللصوص الآخرة؛ لم تردعهم التعاويذ السحرية علي مقابر السادة ولا تهديدات الكهنة، لم يردعهم شئ عن انتهاك حرمة كل مقبرة وأي مقبرة تطالها أيديهم وسرقة محتوياتها وبيعها لمن يجود بأي ثمن، أي ثمن! 
كانوا، لأول مرة، قد لمسوا فعلاً القانون العميق للحياة!
مقبرة "توت عنخ آمون"؛ فقط، حتي يجد جديد، هي المقبرة الوحيدة التي هربت من نقمة العوام، ولهذا سبب!
لموته المفاجئ، وغير المتوقع، ربما، يبدو أن قرارًا صدر بحفر مقبرة "توت عنخ آمون" علي عجل، كما يبدو أن الاختيار وقع علي مكانها ارتجالًا لم يكن بناءًا علي أفكار مسبقة، علي الرغم من ذلك، يبدو أن حزمة من البنائين والفنانين المشتعلين بروح الثورة التي بثها أبوه في الصدور بددوا في بنائها الكثير من إبداعهم وإخلاصهم، عندما فرغوا من بنائها وتلوينها ونقشها واكتملت طقوس التحنيط والجنازة وأغلقوا علي الفرعون أبوابها، حدث، بالصدفة، أن مقبرة أخري لإمرأة من الأسرة الحاكمة كان يتم تشييدها إلي جوار مقبرة "توت عنخ آمون" فألقي العمال تراب الحفر علي الباب المفضي إلي مقبرة "توت"، ذلك التراب كان درعًا إضافيَّاً عن غير عمد حمي "توت" من غارات العوام، وهذا كل شئ!
بصرف النظر عن أهمية المآلات في الحكم علي الناس، كان "إخناتون"، قائد أول الثورات البيضاء في تاريخ الإنسانية، واحدًا من أصحاب العقول الممتازة بعرض التاريخ الإنسانيِّ وعلي طول التحفظ الصحيِّ؛ مع ذلك، كان، أيضًا، وبنفس القدر، واحدًا من السلبيين العظام، فهو، علي الرغم من استيعابه التام الدوائر لما يمتلكه كهنة "آمون" من أدوات القوة ولما لصلابة مفاصل دولة "آمون" من عمق غائر، لم يحاول أبدًا أن يغضب، وأن يمطرَ في أوجاعهم العائلية بقوة السلاح، كان كل ما فعله فقط، ومتأخرًا جدًا، عندما أفرطوا في رجمه بالمكيدة تلو المكيدة فأوجعوه فعلاً، هو أن قام بهدم صنم "آمون" وتمزيق صوره في كل مكان، وما من شك في أن وجود الفن القديم ونجاته من الدمار حتي ذلك الوقت كان من العوائق التي واجهتها الروح الثورية في تسللها من نفس إلي نفس!
كان "إخناتون" خطأ نفسه وارتكاب ذاته، ذلك أنه عندما احتدم الصراع وبلغ ذروة النقطة ارتكب أكبر حماقاته علي الإطلاق وقرر في العام السادس من حكمه الرحيل عن العاصمة التاريخية "طيبة"! 
وفيما بدا أنه كان قد اتخذ ذلك القرار قبل تنفيذه بوقت طويل لم يفكر طويلاً قبل أن يقع اختياره علي "أخيتاتون"، "تل العمارنة" الحالية عاصمة بديلة لدولته؛ تلك اللحظة، كان منحني ثورته قد بدأ في الانهيار تدريجياً، وحتي النهاية!
إن المرء الآن ليعجب كيف لامرئ في رجاحة عقل "إخناتون" أدرك القانون العميق للحياة لم يفطن إلي أنه كان يخوض معركة حقيقية، ومفتوحة علي مصراعيها لكل الأساليب، ومن كل جانب، وبلا قوانين تحكم الطرف الآخر الذي يعتبر كل من يحاول الاقتراب مما يظنه ملكًا له ولعائلته من بعده هدفًا مشروعًا للقتل والتنكيل، كيف؟!
أعتقد أن وجه التاريخ المصري كان سوف يكون أجملَ ملامحًا وأكثرَ وسامةً لو أن "إخناتون" التقي في ذلك الوقت "فريدريك نيتشه"، أو، قرأ كتابه "هكذا تكلم زرادشت"، أو هذه الجملة من "هكذا تكلم زرادشت" علي الأقل:
"بعض الناس لا يحقُّ لك أن تمدَّ يدك إليهم؛ بل كفَّ الوحش؛ وأريد أن تكون لكفك مخالبُ أيضًا"
نعم؛ متي أردت العصف بفكرةٍ ما لا يلزمك سوي أن تقدِّسها، لكن، يجب عليك أن تفعل الكثير لضخ نقاط الدم في وجه فكرة شحب لونها، لا أقل من ترميم جراحها المشرعة للرجم حتي لا يجد الطاعنون موطئًا للدخول بأحذيتهم إلي قلبها؛ ولا أقل من أن يكون لك درعًا يحميها لوقت الحاجة، فالعالم كريه كوجه بلادي الكريه؛ ولا يحترم إلا الأقوياء!
لقد نجحت الثورة المضادة، أول ثورة مضادة في التاريخ؛ بعد أن نجح الكهنة في تصميم سيناريو الدولة الفاشلة للنيل من "إخناتون" وتأليب القلوب عليه، لا جديد تحت شمس مصر، لكن المفارقة المثيرة أن حدثًا إقليمياً هو الذي لعب الدور الجذريَّ في إنزال الهزيمة بمشروع "إخناتون" وجعله طللاً مفتوحًا علي مصراعيه لآخر غارات الكهنة، لقد انهارت المملكة الآسيوية علي يد الحيثيين، وبطبيعة الحال؛ راجت تعليقًا علي ذلك الحدث تجارة الكهنة في كل عصر، لقد بعثروا الشائعات في كل مكان بأن سقوط المملكة الآسيوية هو انتقام "آمون"؛ حيلة بسيطة ومستهلكة، لكنها تنجح، لا تلمسوا شيئاً!
إذًا، لقد انتصرت الآمونية، وعاد القطيع من تلقائه إلي حظيرته الأولي، لكن "إخناتون"، قام بآخر تجلياته العظيمة وأنزل بالكهنة آخر لطماته الموجعة ليثبت فعلاً أنه كان داهية بطقس بسيط، لقد مات! 
انتقامًا منه، نشط الكهنة في العمل علي طمس اسمه تمامًا من كل السجلات الملكية المكتوبة أو المنقوشة حتي أنَّ ذلك أحدث التباسًا لدي علماء المصريات ظل قائمًا لعقود حول وجوده من عدمه، كما نشطوا في تأليب العوام والهمج علي عاصمته فخربوها واعتبروها تلالاً ملعونة ظلت أطلالاً مهجورة حتي مجئ الرومان وحتي استوطنتها بعد رحيل الرومان قبيلة "بني عمران" ومن هؤلاء اكتسبت اسمها الذي الآن تحمله "تل العمارنة"! 
ولأنه لا شئ يولد من تلقائه، ولأن الفراغ لا ينحسر إلا عن فراغ، ذهب الكهنة إلي هوامش قذرة في ذاكرة التاريخ، وبقي "إخناتون" في القلب، عظيمًا ونقيًا وجميلاً كحلمه العظيم النقي الجميل، وبقيت الفكرة حية ودافقة وبيضاء تلهم الكثيرين، هذا جعله سرًا مغلقًا وشخصية غامضة ومنفتحة علي الكثير من التأويلات، هذه بعضها: 
ذهب البعض إلي أن النبي "إبراهيم" لم يأت من مدينة "أور" فى شمال العراق إنما من "تل العمارنة"، وأنه هو هو "إخناتون"! 
وأكد آخرون أن النبي "موسي" ما هو إلا الإسم العبري لـ "إخناتون"!
العالم الكبير "سيجموند فرويد" كان أقل تهورًا من هؤلاء، فهو فقط يرد الريادة في فكرة وحدانية الله إلي"إخناتون"، لكنه، يري أن "موسي" قد اطلع علي أفكاره وفلسفته وآمن بها!
كل هذا الاستربتيز اللفظي لا أساس له من الصحة، وأياً كان الأمر؛ كانت تلك الأحداث هي أول انقلاب علي ثورة نظيفة في تاريخ مصر، كما كان انقلاب 30 يونيو علي ثورة يناير العظيمة هو الانقلاب الثاني علي ثورة عظيمة في تاريخها، وهذا طبيعي، فلم تحدث في مصر أبدًا ثورات حقيقة، حتي ثورة سنة 1919، أضخم انفعال جماعي استجاب له شرائح واسعة من المصريين وتزاحموا حوله لم تكن أبدًا ثورة بالمعني الذي يتحد بتعريف الثورة، يمكن أن نسميها مطالب فئوية، أو رغبة في بعض الإصلاحات والامتيازات وهذا كل شئ! 
في السياق نفسه، كان انفعال المصريين الأقل بقيادة "مصطفي كامل" عقب حادثة "دنشواي" الشهيرة مطلبًا فئويًا باستبدال اللورد "كرومر" بمعتمد بريطاني آخر ليس أكثر! 
فقط، ثورة يناير 2011 هي الأقرب شبهًا بثورة "إخناتون"، و "ميدان التحرير"، عاصمة الثورة، هو الأقرب شبهًا بـ "أخيتاتون"، وهي تعني: أفق إله الشمس!
مصرُ عادت شمسُك الذهبُ!
وكما نجح انقلاب الكهنة نجح انقلاب يونيو، وكما حاول الكهنة بكل ما في وسعهم تشويه الصورة الذهنية لـ "إخناتون" في أذهان العوام، استنفر النظام المصري كل أدواته لتشويه كل ما أو من يمت إلي "ميدان التحرير"، ويواصل، والغيوم كثيرة وحبلي بالأسود، ومفاصل النظام القديم تزداد صلابة كل صباح، والظرف العالمي ينحاز إلي جانبه، لا أحب الثعالب، لذلك سوف لا أستسلم لحذر الحكاية، وسأقول مباشرة أن ما أعرفه وما يغرد لي به البوم صباح مساء أن أدوات المعركة بشكلها الذي الآن نعرفه لا يمكن أن تسفر إلا عن المزيد من الخسائر المجانية، وأن المعركة لابد أن تتخذ شكلاً آخر وأبعادًا حادة أخري تناسب معركة صفرية، إما الدوران في هامش السيد وإما الحرية بكل تجلياتها وصورها، إما الشعب وإما العسكر، خاصة أن الصراع لم يعد مجرد صراع علي أحلام مسروقة إنما لون من ألوان الدفاع عن النفس!
لابد من جرح عريض يتناسل في دمه الجميع، لابد من إحداث فجوات تسمح بمرور كل الموتورين إلي قلب الدولة العميقة مباشرة، صفع النظام في الأطراف يزيده لياقة وقوة، كما لابد، بنفس القدر، أن نصدق، قبل كل شئ، أن النظام المصري لا يقاتل منفردًا، إنما (الوطن) العربي من الماء إلي الماء في خندقه، ولديهم أسبابهم التي نتفهمها، لون آخر من ألوان الدفاع عن النفس، بل في خندقه العالم، بل الكون من القطب إلي القطب تكريمًا لأمن "إسرائيل"، لكن، كل هذا المدد سوف لا يتبخر إلا بعد ياردتين أو أقل من الإحساس بالخطر وبسيولة المشهد، فلا أعتقد أن فأرًا بقي علي ظهر "تيتانيك" لدقائق من بداية الغرق، هذه بديهية لا تحتاج إلي الوقائعية للحكم علي صحتها!
في النهاية، أسألكم أن ترددوا معي تعويذة كاهنة "إخناتون"، وهي مسك الختام، وإنَّ المسكَ بعضُ دم الغزال:
(انهض من سُباتك يا أوزوريس، فنظرةٌ من عينيك تقضي على أعدائك الذين انتهكوا حرمتك المقدسة)

الزام "الصحف القومية" بضم فترة التدريب لأقدمية الصحفيين

 
ارست محكمة استئناف القاهرة مبدءا قانونيا هاما بالزام المؤسسات الصحفية القومية بضم مدة التدريب ( قبل التعيين ) كاملة في اقدمية الصحفيين المعينين مع ما يترتب على ذلك من اثار استنادا الي القواعد القانونية والدستورية التي تؤكد احقية الصحفيين في ضم مدة التدريب . قضت الدائرة العمالية بالمحكمة في اﻻستئناف رقم 1831 لسنة 17 قضائية بالزام مؤسسة دار التحرير الطبع والنشر بضم مدة التدريب للصحفي مصطفى عبيدو بجريدة الجمهورية ورفضت اﻻستئناف المقدم من المؤسسة علي حكم أول درجة الصادر لصالح مصطفى عبيدو كما الزمت مؤسسة دار التحرير بالمصروفات واتعاب المحاماة عن الدرجتين.
وقالت المحكمة في حيثيات حكمها ان اللائحة النموذجية للمؤسسات الصحفية لعام 2003 الصادرة نفاذا للقانون 96 لسنة 1996بشأن سلطة الصحافة أكدت احقية المتدربين في احتساب مدة التدريب في أقدمية من يتم تعيينه وضم مدة التدريب كاملة الي الاقدمية مع ما يترتب علي ذلك من اثار ولا يؤثر في ذلك تعديل القانون او اللائحة لانه في ضوء احكام النقض والاصول الدستورية المقررة ان احكام القوانين لا تسري الا علي ما يقع من تاريخ العمل بها وانه لايترتب عليها اثر فيما وقع قبلها ولا يجوز امتداد اثر القانون او اللائحة الجديدة اوالمعدلة علي ما يقع قبل العمل به من تصرفات او تحقق من اوضاع اذ يحكم هذه او تلك القانون الذي كان معمولا به وقت وقوعها اعمالا لمبدأعدم رجعية القوانين وتاكيدا لمبدأسلطان الارادة في نطاق المشروعيه اعمالا لمبدأ الاثر المباشر للقانون واحكامة والتي ابرمت علاقة العمل في ظله وبالتالي سريان احكامة علي ما يتولد من اثار مستقبلة ولو ادركها قانون جديد وان ذلك مقيد بعدم تعلق قواعد القانون الجديد بالنظام العام اما حيث تتعلق به فانها تسري باثر فوري مباشر علي ما يقع منذ العمل به من تصرفات او ينشا من اوضاع .
وقالت الحيثيات ان المادة 70 من قانون العمل رقم12 لسنة2003 المعدل بقانون180 لسنة2008 قد حددت مدد قانونية للتسوية في حال نشوء نزاع بين صاحب العمل والعامل وهو ما التزم به المدعي(مصطفى عبيدو) وأكده تقرير الخبير المنتدب في الدعوى وبالتالي يحق له ضم مدة التدريب كاملة الى الاقدمية .
واضافت الحيثيات ان من القواعد الدستورية والقانونية انه ان لم يثبت دليل علي سبق قيام المنازعه اعتبر تاريخ اقامة الدعوى هو تاريخ بداية النزاع .. وقالت محكمة اﻻستئناف ان عدم ضم مده التدريب من قبل أمر معيب يتعارض مع حقوق الصحفيين التي يجب ان تصان وﻻ يجوز النيل منها خاصة بين أبناء العائلة الصحفية اذ تقوم المؤسسات علي اكتاف أبنائها من الصحفيين فهي منهم وهم منها وﻻ يصح ان تحاول الجور علي أحد أبنائها من أجل عدة سنوات تضاف الي مدة خدمته ولن تحمل المؤسسة اﻻ الفتات مهما كانت قيمتها.
وكان مصطفى عبيدو الصحفي بالجمهورية قد أقام دعواه ضد جريدة الجمهورية أمام محكمة شمال القاهرة الابتدائية طالبا بضم مدة تدريبه قبل تعيينه بالجريدة لفترة عمله وحكمت المحكمة الابتدائية لصالحة الا ان المؤسسة استأنفت فقضت محكمة الاستئناف بالحكم المتقدم .

على القماش يكتب: دفاعا عن فهمى هويدى من قصف كتاب النظام

مواقف واقلام بعض كتاب الحكومة والصحف التى يعملون بها لم يتغير فى عدم تحمل اى صحفى معارض او كاتب صاحب رأى مخالف رغم كشف ثورة يناير لفضائحهم ، وان القمع اهم اسباب اشعال الثورة ، وللاسف عادت الامور الى الأ أكثرعجبا ، اذ انضمت صحف حزبية للنظام رغم مفترض انها تقدم رؤية مختلفة لافادة الوطن ، وتحقق مكسبا لها وللديمروقراطية بامكانية تبادل الحكم ، هذا وقد تحول أيضا كثير ممن كانوا معارضون بمجرد الوعد بعضوية برلمان او حقيقة وزارية .. ولعل هذا يؤكد غباء مبارك ورموز نظامه انهم لم يفطنوا الى وجود فئة غير الذين حصلوا على المنحة " ان اخذوا منها رضوا " وكان يمكن ضمان ولاؤهم لتصبح المعارضة نشاز 
ورغم عدم وجود اليوم اقلام معارضة حقيقية او مختلفة فى الرأى الا نادرا ،.. - وبالطبع ليس المقصود هنا المعارضة لمجرد المعارضة – ولكننا نشير الى مقالات أصبح رؤساء النحرير رقباء عليها ويقومون بالتدخل فيها - ومنها ما عرضنا له من قبل مقال للزميل احمد طه النقر بالاخبار ومقالات للزميل كارم يحى بالاهرام ، وابعاد المصرى اليوم والشروق وغيرهما لصحفيين ومنع كتاب بأعينهم من الكتابة - رغم هذا كله فان معاول تسفيه الاقلام المختلفة فى الرأى وتهديدها بالقصف لا يتوقف ، واكثرها ما يتعرض له الكاتب الكبير فهمى هويدى 
وأخر ما تعرض له الاستاذ هويدى كان هجوما قاسيا من" اليوم السابع " بوضع السم فى العسل ، الا ان لون وطعم السم كان واضحا للعيان ، ومنظر الطهاه ظاهر رؤى العين وهم ليسوا صحفيين فقط ! ، اذا استغلت الصحيفة موقف لمنعه من السفر ، وتظاهروا بالليبرالية والدفاع عن الديموقراطية ، فاذا بهم يمزقون كل فضيلة له الا انهم يتسترون بانهم رغم هذا يدافعون عن حقه فى السفر !
اما مجلة الاذاعة والتليفزيون فقد خصصت " مسلسل " - مازال مستمرا - من المقالات للصحفى ايمن الحكيم كلها تهاجم هويدى بضراوة دون ذكر اى فضل او مكانه له ، بل ووصفه بأوصاف وضيعه مثل محامى الشيطان ، ومزور للحقيقة ومزيف للتاريخ .. كما اشاد المذكور بالكاتب الصحفى جمال الغيطانى بدعوى انه اكتشف دوره الخطير مبكرا ، كما سفه ما يكتبه – اى هويدى – بدعوى انه اخذ جزء ممن كتبه القرضاوى ونسبه لنفسه ثم القى بالاتهام على عدم تنبه سكرتير التحرير حيث حذف سهوا اشارته للمصدر
ولاننى أرى أن من واجبى الدفاع عن الاستاذ هويدى ، فهو كاتب ومفكر عف اللسان ، ويبتعد عن الاسفاف ، وأسلوبه سهل ومتميز يجذب القارىء ويجعله أقرب للحوار معه دون ملل ، كما ان أبسط حقوقه الكتابة والرأى سواء كنت مختلفا معه او متفقا عليه او على بعضه ، والا كنت " ضيق الآفق " لا استحق القلم والخلاف فى الرأى ، كما اننى ارى اننى مدينا للرجل بقراءتى لعشرات الكتب التى قدمها للمكتبة المصرية والعربية ولم ار تزويرا للحقيقة او تزييفا للتاريخ حتى لو كنت لا انتمى للاخوان ، بل اعارضهم تماما فى كثير من الادبيات التى تميزهم ، وأولها السمع والطاعة العمياء وكثير من الاستعلاء ، واستنكر موقفهم العدائى الدائم لكل مواقف عبد الناصر رغم ان كثير من المواقف والانجازات لا يختلف عليها – فى تقديرنا - اى وطنى عاقل مثل تأميم القناة وبناء السد والثورة الصناعية ومناصرة الفقراء ومعاداة الامريكان واسرائيل ، وانه كبشر له انجازات واخفاقات ، ولكننا اصبحنا ما بين من يمجدونه حتى التأليه – استغفر الله – وما بين التسفيه حتى التحقير ، وكلاهما اساء للحق والحقيقه
ونفس الآمر فى تسفيه كثير من الاخوان لنصر اكتوبر، وهو ما ذكره كثيرين منهم واخرهم متحدث فى مؤتمر عقد بتركيا للدفاع عن حماس ، و اذا كانت اسرائيل نفسها اعترفت بالهزيمة ، واعتبرته يوم خزلان وحتى اليوم تعترف بذلك ، وانه لولا بكاء جولدا مائير لامريكا لتدخلها لضاعت اسرائيل الى الآبد .. ولدى قادتهم اعترافات ببطولات الجيش المصرى التى ابهرتهم ومنها اعترافات عساف ياجورى الذى تم اسره ، فهل الاخوان أولى من الاسرائليين فى انكار هزيمتهم وانتصار مصر ؟
اما عن اتهام هويدى بانه اخوانى فمن الواضح وجلى انه يدافع بقوة عن حق الاخوان ، ولكننى اعتقد انه لا ينتمى اليهم مباشرة مثله مثل المفكر الكبير محمد عمارة والدكتور كمال ابو المجد والمستشار طارق البشرى ، وبالطبع موقف كل هؤلاء وامثالهم ليس خوفا من الآمن أو غيره ، بل ارى ان هذا يعزو الى اهم اخطاء الاخوان وفشلهم بانهم قوة طاردة وليست جاذبه ، ولذا فضل هؤلاء الابتعاد عن الجماعة والتنظيم حتى لو دافعوا عنهم 
أما عن الاستشهاد بالكاتب الصحفى جمال الغيطانى فكم كنت ارجو من الكاتب ان يسأل نفسه او يرجع للارشيف ، وقد اصبح الانترنت " كاشفا لكل الآمور ، وليقرأ تسعة مقالات – عرضنا لها فى تقرير للاداء النقابى – كلها تمتدح بصورة عجيبة لسوزان ومبارك 
أما عما سماه فضيحة نسب ما نشره القرضاوى لنفسه والقاء الاتهام على سهو سكرتير التحرير ، فأيهما احرى بالدفاع عن هذه السرقة المزعومة .. اليس القرضاوى الذى نقل فقرات من كتابه ، وسكرتير التحرير الذى قيل انه غفل عن الاشارة للمصدر .. وكلاهما لم يعترض وهما احياء يرزقون حتى اليوم ؟
اما عن التنوير وتزوير الحقيقة وتزييف التاريخ فأشير الى نموذج واحد لما كتبه هويدى ، وهو انتقاده بشده لتجاهل جابر عصفور – وقت وزارته للثقافة – وكذلك من معه من المسئولين عن معرض الكتاب الاخير ، اذا اعلنوا ان عنوانه " التنوير والخطاب الدينى " واشادوا بالامام محمد عبده ، وفى الوقت نفسه تجاهلوا اية دعوة للكاتب الكبير محمد عماره رغم انه اكثر واهم من كتب وأعد دراسات وابحاث عن الشيخ محمد عبده .. فما رأى من يتحدثون عن التنوير وبالآدق يتاجرون به كما يتاجرون بالليبرالية ؟
اننى اذكر للصحفى اسامه سرايا قوله - وقت ان كان رئيسا لتحرير الاهرام- ان الاهرام يزيد من طباعة العدد الذى يكتب فيه فهمى هويدى نحو 40 ألف نسخه .. واعتقد ان سرايا – وكذلك الشروق الآن – لم ينشروا لهويدى حبا او ترويجا للاخوان ، وان هذه القفزات فى التوزيع بسبب هويدى ليست لان قراءه فقط من الاخوان ، بل من كافة الاتجاهات حتى الذين يختلفون معه تماما فى الرأى ،ولكنهم لديهم قلوب صافية تترفع عن الصغائر و الاحقاد ، وعقول متفتحه تتسع للرأى الآخر ، ووعى يجعلهم يعرفون مهام الآمن وحدودها.

29 مارس 2015

أيات عرابي تكذب "وطن" مجدى الجلاد بالادلة وتقول : كيف أكون اخوانية وادعم تمرد؟.. واين استمارة توقيعى؟


هالة سالم السيدة التى كانت تمسك بالاستمارة في الورة: ايات رفضت حركة تمرد

التقرير المصري
تقرير#فارس_العربي
 سخرت المناضلة السياسية والاعلامية الكبيرة أيات عرابي من قيام احدى الصحف التابعة لنظام الانقلاب في مصر بنشر صورة لها مع سيدات احداهن تمسك باستمارة "حركة تمرد" التى اسستها المخابرات لتشكيل ظهير شعبي مؤيد للانقلاب.
 وعلقت ايات عرابي على هذه الصورة قائلة ان هذه الصورة صحيحة بالفعل وانها صورتها في منزلها اثناء حفلة تخرج ابنتها وان احدى المشاركات في الحفل قامت بحمل استمارة تمرد وقامت بتعنيفها عليها بعدما علمت بالامرمتسائلة كيف اكون اخوانية وادعم تمرد كما جاء بالخبر؟ واذا كنت ادعم تمرد واقيم لها حفلا في منزلى فبالقطع اننى سأكون قد وقعت على تلك الاستمارة فاين استمارة توقيعى؟
 وقالت ايات عرابي في تغريدة لها عبر صفحتها على الفيس بوك ان قصة الصورة كالتالي :
 في حفلة تخرج ابنتي دعوت عددا من اعضاء الجالية ومنهم المدعوة هالة سالم, ونظراً لانشغالي مع المدعوين لم ألحظ انها تحمل تلك الاستمارات وفوجئت بالصورة على صفحتها في اليوم التالي وتحدثت معها هاتفياً ودارت بيني وبينها مشادة عنيفة بكت على اثرها واعتذرت بعد ان نشرت الصورة للايحاء انني ادعم تمرد ضد الرئيس د. مرسي والحقيقة انها دخلت الكادر اثناء استعدادنا لالتقاط الصورة.
 وكل الجالية في نيويورك تعلم انني كنت ضد حملة تمرد منذ البداية واسخر منها والملاحظ على الصورة الآتي :
هي ترفع الصورة تحت مستوى نظري وأنا انظر للكاميرا ولا أرى الصورة - وهي ترفع الصورة خلسة حرصا على ألا اراها - وسؤالي الآن قبل أي شىء, هل انا اخوانية أم ادعم تمرد؟
 والسؤال الثاني : اللي بيدعم حملة تمرد في منزله, مش لازم يكون وقع استمارة لتمرد؟
 واثباتاً لما اقول : اتحدى المخابرات التي تقف خلف تلك التصرفات أن ينشروا استمارة تمرد تحمل توقيعي .. واعطيهم مهلة 24 ساعة لنشرها.
 وقالت ايات في التعليق .. المفاجأة بقى :
 سانشر بعد قليل تسجيلاً صوتياً لممثلة حملة تمرد التي تظهر في الصورة تعترف فيه بأن الحفل لم يكن له علاقة بتمرد وبأنني لا علاقة لي بهذا التهريج المسمى تمرد."وهو ما نشرته بالفعل طبقا للفيديو بالاعلي"
 واضافت ايات : مشكلة بتوع المخابرات انهم فاشلين فعلا.
وكانت جريدة الوطن التى يرأسها مجدي الدقاق  قد نشرت تحت عنوان" بالصور| "الجيش الإلكتروني" يكشف دعم "الإخوانية" آيات عرابي لـ"تمرد" ونشرت هذه الصورة في الوقت الذي لا يعرف معه كيف تكون أيات اخوانية وتدعم تمرد بحسب ما جاء في الخبر. 
فيما نشرت ايات عرابي فيديو للسيدة التى كانت تحمل استمارة تمرد تؤكد فيها ان ايات عرابي ترفض التوقيع على استمارة تمرد

رابط جريدة مجدى الجلاد:
http://www.elwatannews.com/news/details/696775

"قوميون وناصريون ضد المؤامرة" تدعو لحل الجامعة العربية وتقول :اى تحالف عربي لا يكون موجها ضد العدو الصهيونى فانه بالقطع سيكون مساندا له

 
ترفض حركة "قوميون وناصريون ضد المؤامرة" كافة اشكال التدخل العسكري من اى دولة عربية في الشأن الداخلى لأى دولة عربية اخري تحت اى دعاوى او مزاعم وانه يجب على الشعوب حل خلافاتها الداخلية بالحوار والمسار الديمقراطى وليس اعتمادا على تدخلات خارجية
وتستهجن كل محاولات صناعة انشقاق عربي عربي على اساس طائفي او مذهبي وتعتبر من يقف بجوار هذه التوجهات خادما لاهداف اعداء الامة.
وتشير الحركة الى استهجانها الشديد من التحالف المزعوم لضرب ما يسمى بتنظيم الدولة في العراق والشام وفي ذات الاطار وبنفس الحجم تستهجن تشكيل تحالف مماثل لضرب جماعة الحوثي في اليمن, مؤكدة ان مثل هذه التحالفات تعطى نموذجا قبيحا للتدخلات الامبريالية في شئون الدول العربية وقد تكون ذريعة لفتح المزيد من ابواب الفوضى في امتنا العربية التى نكبت بكافة اشكال التطرف من كافة الاتجاهات وفي كل المذاهب الدينية وامتد هذا التطرف ليلحق بكل الاحزاب والجماعات السياسية العربية من كافة التوجهات الفكرية.
وتحذر الحركة من ايادى اثمة خفية تحاول توسيع رتق الاختلافات الطبيعية في امتنا العربية وتسكب النار عليها خاصة بين السنة والشيعة محاولة صناعة استقطاب كبير يؤدى لفتح أتون عملاق يفنى فيه شباب امتنا ولا يخرج منه منتصرا الا العدو الصهيونى.
وتؤكد حركة "قوميون وناصريون ضد المؤامرة " ان اى تحالف عربي او تحالف دولى تشارك فيه نظم عربية ولا يكون موجها ضد العدو الصهيونى فانه بالقطع سيكون مساندا له.
وكذلك تشير الحركة ان اى قوة عربية مشتركة لا توجه نيرانها الى العدو الصهيونى فهى قوة تخدم اهدافه وربما تشكلت تلبية لارادته ولتحقيق اغراضه في توسيع الانقسام والوقوع في بئر المهاترات بين النظم العربية التى هى في الغالب موالية له ما يوقع امتنا في ديمومة الفعل ورد الفعل.
وتدعو الحركة الجامعة العربية الى حل نفسها نظرا لفشلها الذريع والدائم في حل اى نزاع عربي عربي فضلا عن عجزها عن حل اى نزاع عربي خارجى بل انها صارات اداة من ادوات الفرقة والتمييز بين الدول والشعوب العربية , وصارت الجامعة مجرد صدى صوت لمطالب ورغبات نظام احدى الدول العربية دون عداها.
حركة قوميون وناصريون ضد المؤامرة
القاهرة - 29 مارس 2015

27 مارس 2015

اللجان الاليكترونية للثورة المضادة: ابتدعها الحزب الوطنى وتحكمت فيها المخابرات ومولتها الامارات

الاف الحسابات الوهمية يديرها شباب تعرضوا لغسيل مخ
والاجر اليومى يصل الى 350 جنيه

تقرير#فارس_العربي
اللجان الاليكترونية هى وسيلة تقوم بها اجهزة مخابرات الدول لخلق حالة من المزاج العام عبر الشبكة العنكوبتية لتأييد او رفض موقف معين او قرار ما , او مهاجمة خصم معين او تشويه وهو على الارجح ما حدث ضد الاخوان المسلمين من اجل تبرير الانقلاب العسكري على الرئيس الشرعى المنتخب.
ومن ابرز وقائع اللجان الاليكترونية في خلق حالة ما من الرفض او الرضا ما كشفت عنه مؤخرا ادارة شركة سيمانتك، المتخصصة في تقدم الحلول الأمنية، عن نجاح شخص واحد في إدارة نحو 75 ألف حساب على تويتر بمفرده، مستغلا إياها في إطلاق حملة ترويجية عبر تغريدات مزعجة "سبام" لــ "حبوب حمية إعجازية".
وأوضحت الشركة الأمنية في ورقتها البحثية أن الحملة الاحتيالية استمرت لمدة عام، قبل أن يلاحظها القائمون على موقع تويتر، ويقرروا التصدي لها وإيقافها، بحسب موقع "إنترناشونال بيزنس تايمز".
وسلطت سيمانتك في تقريرها الضوء على الأساليب التي اتبعها الشخص لعدم اكتشاف أمره، فقد أنشأ حسابات مزيفة لقنوات تلفزيونية ومواقع إلكترونية شهيرة، كان يستغلها في الترويج لحبوب الريجيم التي تحمل اسم "Green Coffee Bean Extract"، نظير عمولة من الشركة المنتجة.
وأشار تقرير الشركة أن هذه الأساليب ساهمت في نجاح الحملة في الإفلات من الآليات والتدابير التي يستخدمها تويتر لتعقب مثل هذه الحملات الخبيثة، وهو ما أبقاها موجودة طوال سنة كاملة.
وفي نهاية التقرير قدمت سيمانتك مجموعة من الطرق والأساليب لمسؤولي تويتر، والتي يمكن الاستعانة بها لتفادي ظهور حملات ترويجية احتيالية أخرى مستقبلا.
ورغم ان الشبكة العنكوبتية تحدثت كثيرا عن ما اسمته "اللجان الاليكترونية للاخوان" الا انه بقليل من البحث عبر وسائل التواصل الاجتماعى ستكتشف ببساطة ان هذه الصورة الذهنية عن النفوذ الكبير للجان الاليكترونية للاخوان المسلمين هى في حد ذاتها نتائج جهد دعائى كبير جدا للجان اليكترونية تابعة للعسكر واجهزة الامن التى تناصب تلك الجماعة العداء منذ ثورة يناير ضمن من ناصبتهم العداء من ثوار25 يناير.
واستخدمت بعض الشركات التجارية اللجان الالكترونية بهدف إيهام الناس بأن منتجاتها تحقق مبيعات كبيرة وأن الجمهور يطلبها بشكل مستمر بهدف الترويج للسلعة واكتساب مشتريين متوقعين، وعلى الجانب الآخر استخدمتها باسلوب الدعاية السلبية لتشويه منتجات شركات منافسة، كالترويج لوجود خطورة في استخدام هذه المنتجات على الصحة والمجتمع، وكان يستخدم ذلك من خلال عرض معلومات وموضوعات مجهولة المصدر في صفحات شبكات التواصل الاجتماعي بشكل مكثف والتي يتم تناقلها بالمواقع الإخبارية والمتخصصة كشائعات أو حقائق في بعض الاحيان، فيحدث حالة من التشتت لدى الجمهور المستهدف تجاه سلعة أو خدمة محددة فيقرر بالتالي الابتعاد عنها لحين ظهور الحقيقة، وكان ذلك يؤثر سلبا على الشركات والمؤسسات الخدمية ويجعلها في حاجة إلى حملات إعلامية مستمرة لتحسين الصورة الذهنية ومحاربة الشائعات.
وذكرت احصائية لشركة «سوشيل باكرز» المتخصصة في مراقبة أداء الشبكات الاجتماعية إن مصر تعتبر من أكبر دول العالم التي تمتلك عدد حسابات وهمية ما بين حسابات غير مفعلة أو مكررة أو حسابات تستخدم للقرصنة وزيادة عدد أرقام المعجبين، وهذه الاحصائية يمكن الربط بينها وبين انتشار اللجان الالكترونية على شبكات التواصل الاجتماعي بعد ثورات الربيع العربي، والتي استخدمت في مصر بكثافة شديدة مستفيدة بتقنيات الإعلام الجديد ونظريات الدعاية الرمادية بهدف توجيه الرأي العام أحيانا وتضليله في أحيان كثيرة.
وبعد ثورة يناير مباشرة برز دور تلك اللجان الاليكترونية للمخابرات بشكل فعال وكان ما أن ينشر مقال يتناول مبارك، المجلس العسكري، شباب الثورة، المظاهرات الاحتجاجية ومختلف الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر، حتى ينهال سيل من التعليقات لتحية مبارك والدفاع عن المجلس العسكري والهجوم على شباب الثورة والحديث المستفيض عن الآثار السلبية لثورة الخامس والعشرين من يناير، وما يلفت الأنظار هو سرعة الردود، بعد دقائق من نشر المقال، وحجمها الكبير، وقبل أي شيء آخر، حدة اللهجة، واستخدام الألفاظ الجارحة ، ثم يتوقف هذا النوع من الردود، بعد قليل، لنقرأ ردودا تبدو طبيعية تتراوح بين الموافقة والمعارضة وبلهجة أكثر اعتدالا.
وكان هذا النشاط بالقطع يتبع اللجان الإلكترونية للحزب الوطني المنحل، وهي لجان تم تشكيلها للرد ومهاجمة "الأفكار الشريرة"على حد تعبير أمين الإعلام في الحزب الوطني «علي الدين هلال» كان ذلك قبيل ثورة يناير، وعادت اللجان لتعلن عن حل نفسها بعد قيام الثورة بصورة رسمية ولكن الناشطين الحقوقيين لا يصدقون ذلك، ونشر موقع «شايفينك» الحقوقي انذاك أن اللجنة الالكترونية للحزب الوطني عادت للعمل، شارحا أسلوب عملها تقنيا، حيث تعتمد وفق موقع «شايفينك» على مواقع تسمح بإنشاء أعداد كبيرة من حسابات البريد الإلكتروني دفعة واحدة وبكلمات مرور موحدة، ليستخدمها هؤلاء الأشخاص من اللجنة الالكترونية في التصويت على الفيس بوك مثلا، أو إرسال التعليقات المختلفة.
ويؤكد موقع «شايفينك» أنه تم، على سبيل المثال إنشاء أكثر من خمسين ألف عنوان بريد إلكتروني تتألف من رقم متسلسل تليه علامة @ ثمcaira.uk.com، وأن كافة هذه العناوين لها كلمة مرور أو كود وحيد هو واحد اثنين ثلاثة أربعة خمسة ستة، عناوين تتمتع بحسابات على فايس بوك.
ويلاحظ مراقبون عبر شبكة الانترنت ان تشكيل تلك اللجان أمر شديد التنظيم ويتمتع بقدر من التمويل لا نعرف حجمه الحقيقي.
ونشرت صحيفة الأهرام الرسمية في اكتوبر 2011 ،وكان الحراك الثوري انذاك قويا , شهادة أو اعترافات أحد الناشطين من مدينة الإسكندرية في اللجنة الإلكترونية للحزب الوطني الذي استقال بعد قيام الثورة، عما حدث قبل وبعد الخامس والعشرين من يناير، عن قيام قيادات الحزب بتنظيم وحدات من الشباب، في اللجنة التي كان دورها تشويه صورة من ينضمون إلى مواقع ومجموعات المعارضين وتسفيه أفكارهم والسخرية منها، بمقابل مادي أو مقابل الحصول على امتيازات واستثناءات في كثير من مصالح الدولة، وبعد الثورة تلقى أعضاء اللجنة مهمة الدعوة إلى مظاهرات مؤيدة للرئيس والنظام، مقابل مادي، ووعود بمناصب حزبية لتلك القيادات، وشقق ووظائف فور انكسار الثورة واستباب الأمر، مع التأكيد على أن بعضا من رجال الشرطة وأمن الدولة بشكل خاص سيؤمنون تلك المظاهرات، هذا فيما يتعلق بالشهادة التي نشرتها صحيفة الأهرام الرسمية.
وهناك ايضا شهادة أخرى، كان قد نشرها «وائل قنديل» اثناء رئاسته تحرير جريدة الشروق، شهادة طالب فنى صناعي يروي كيف تلقى مع زملائه عرضا لكتابة تعليقات ضد الثورة وشبابها وضد البرادعى وايمن نور... مقابل ثلاثمائة وخمسين جنيه يوميا وتوصية لمعاهدهم للنجاح بتقديرات، ويواصل الشاهد موضحا انه بعد عشرة أيام تلقوا ثلاثمائة جنيه، وبعد أسبوعين تلقوا خمسة وأربعين جنيه لكل يوم.
ولاحظ المراقبون، ان هذا النوع من التعليقات يتميز بالكثير من البذاءة والألفاظ الجارحة والاتهامات المرسلة دون أدلة، ولا يبذل المعلقون أدنى الجهد لتقديم حجج لما يقولون، ويقتصر الأمر على مقولات من نوع «مبارك بطل الضربة الجوية»، «ولا يوم من أيامك يا مبارك»، «حركة السادس من إبريل تتلقى ملايين الدولارات من الخارج»، والعشرات إن لم نقل المئات من هذه التعليقات شديدة الذكاء .. وهو ما يقولونه الان من "الخرفان المسلمين" و"الخروف مرسي" و"33 مليون نزلوا يشيلوا مرسي" وغيرها من اتهامات واستنتاجات غبية ولا ترقي الى مستوى التفكير.
واذا كان دور اللجان الاليكترونية قديما الدفاع عن مبارك وعصابته وانشاء الاف الصفحات المؤيدة له فان نفس تلك اللجان تعمل وبنفس الاسلوب ولكن لتأييد رئيس مخابرات مبارك الذي اغتصب السلطة من خلال انشاء الاف الحسابات لدعم السيسي ودعم كل موقف يقوم به , فضلا عن انشاء حسابات وهمية للتعليق طبقا للتوجهات على كل موقف تتخذه السلطة وبالطبع سينخدع كثير من البسطاء في تلك الحسابات والتعليقات وينجرف مع هذا التيار.
ورصد مراقبون لن هناك ثلاثة توجهات رئيسية لتلك الصفحات ومنها صفحات كانت تدعم مبارك وتحولت الان لدعم السيسي وتمجيد اعماله.
وصفحات اخري تدعم مرؤيدى الانقلاب وتعلى من شأنهم بعدما كانت تدعم شخصيات النظام السابق الذى عاد الان ليحكم من جديد.

وثالثة تهاجم الثوار والاخوان المسلمين مثل "انا اخوان ..انا مقطف بودان" وهى الصفحة التى اكتشف من خلال التتبع لها في عهد الرئيس محمد مرسي ان من يديرها هو امين شرطة قبطى يقطن في مدينة اسيوط , وكذلك صفحات الهجوم على رموز الثورة والتى اهمها حركة 6 ابريل حيث انشئ لها صفحات عديدة منها «كذبة 6 إبريل»، «معا ضد 6 ابريل» وغيرها.
واشارات مدونة "مخلص الامارات" على "بلوجر" انه : في مصر طبعا توظف الصحف المصرية الخاصة وعلى راسها صحيفة اليوم السابع المصرية وغيرها عددا من الموظفين الذين بالاضافة الى اعمال اخرى يقومون بها يعملون على نشر هاشتاج معين بتوجيه من المخابرات المصرية… وتتكفل الامارات بدفع رواتب هؤلاء الذين يتم استغلالهم لاداء مهمات اخرى. ولكن في اغلب الحالات تبدو هذه الجهود غبية لان اعضاء اللجان الالكترونية يقومون بنسخ العبارة ذاتها او الشتيمة ذاتها دون اعادة صياغة احيانا, فتنكشف اللعبة,
ان الجهة الموظفة في مصر توهم الممولين في الامارات بان لديهم عدد كبير من الموظفين لكي يدفعوا اكثر بينما يكون عدد الموظفين الحقيقيين اقل مما ينعكس سلبا على الاداء والذكاء في نفس الوقت. وهو ما يتم نقاشه حاليا على جدوى وجود تلك اللجان وكل الاموال التي تدفع لهم بعد تقصيرهم في التصدي لـ ‫#‏انتخبوا_‬ العرص
ويقول صلاح عبد الصبور "نقيب الصحفيين الالكترونيين وأمين عام الاتحاد العربي للصحافة الالكترونية":
ورغم أن ثورة يناير أكدت غباء النظام السياسي في مصر وضعف الأجهزة الأمنية وعدم قدرتها على فهم ما يدور في اروقة اللجان الالكترونية وما يتم تداوله عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي إلا أنها مالبثت هذه الأجهزة أن وضعت ميزانيات لتشكيل لجان الكترونية تستخدم نفس الاسلوب لمحاربة المعارضين، فعملت الأجهزة على توفير الامكانيات التقنية والمادية لدعم غرف مهمتها الترويج للأفكار والمعلومات التي تود تصديرها للرأي العام الافتراضي على شبكة الانترنت بعدما تأكدوا من تأثيرهم الكبير على تشكيل أفكار وتوجهات الشارع، واستخدمت نفس الاسلوب السلبي للترويج باستهداف شخصيات والنيل من سمعتها وتشويهها، ولعل أبرز من تعرض لذلك الدكتور محمد البرادعي المعروف بأنه من أكثر الشخصيات السياسية الذي كان يحرك مؤيديه من خلال تغريداته على تويتر".
ويقول وليد عباس "لا يجب أن نتخيل أن لجنة الكترونية، في أيامنا الحالية، هي مجموعة من الشباب تجلس أمام بضعة أجهزة كومبيوتر بصورة عشوائية لإطلاق الدعايات المختلفة بصورة عشوائية، ذلك أن بعض الشهادات التي بدأت تنتشر لعاملين سابقين في هذه اللجان، يؤكد أننا أمام ما يشابه صناعة حقيقية، أو على الأقل شركات حقيقية، تبدأ باستدراج الشباب بإعلاناتك في الصحف للعمل في مواقع الكترونية، ليجدوا أنفسهم في مقرات شركات حقيقية في صالات تنتظم فيها صفوف العاملين وراء أجهزة الكومبيوتر، حيث يتولى كل صف منهم مسئول يقوم بتكليفهم بمراقبة هذه الصفحة أو تلك لشخصية سياسية كما يستخدم كل مسئول شاشات كبيرة مثبتة على الحائط لكي يضع الجمل والعبارات التي ينبغي أن ينشرها أفراد المجموعة التي يشرف عليها، كل عبر حسابه على الصفحات المختلفة، سواء لسباب شخصية معينة وتشويهها أو الرد على الخصوم، وهو ما يفسر أننا نجد الكثير من التعليقات المتطابقة.
ولا يبدأ هؤلاء الشباب عملهم بصورة اعتباطية، وإنما يتلقون تدريبا لمدة حوالي الأسبوعين، يشمل عملية غسيل دماغ، لإقناعهم بأنهم يقومون بذلك خدمة للوطن ضد الخونة والعملاء، وضرورة التكتم وعدم الإفصاح عن طبيعة عملهم، ويتلقون رواتب تتجاوز ألف وخمسمائة جنيه شهريا".

25 مارس 2015

يفسر موقفها من ثورات الربيع العربى: الامارات العربية ..شعب مستورد .. حول قواعد غربية

جدول يوضح التأمر المستمر في نظام حكم الامارات
رئيس الوزراء الاماراتى يستقبل الرئيس الفرنسي لافتتاح قاعدة عسكرية فرنسية في الامارات
افتتاح قاعدة فرنسية فى الامارات
التقريرالمصري - فارس العربي
الامارات العربية كما هو الحال في دول المدن العربية كلها مجرد مشاريع استعمارية بريطانية حيث تم خلق الدولة اولا وتمت بعدها صناعة الحاكم ثم تم استيراد الشعب لاحقا .. وهذه ليست مزحة ابدا .. فقد تم استيراد الشعوب لهذه المدن عبر عملية طويلة ومعقدة وسياسات بريطانيا العظمى التى لا تغيب عنها الشمس كانت قادرة على فعل مثلل تلك المعجزات بما لها من خبرة ونفوذ وثروة فهى تستعمر الامارات العربية مكما تستعمر الدول التى الاسيوية والافريقية , وتنقل جزءا من سكانها الى اى مستعمرة اخري تقع تحت سيطرتها وتفعل تماما كما فعلت في نقل الافراقة الى العالم الجديد في امريكا.
فاغلق البرتغال ومن بعدهم الانجليز الامارات لسنوات طويلة عن العالم الخارجى حتى ظهرت تلك الواحات باشكال جديدة وارقام سكانية تبدوا مبالغ فيها ..فلك مثلا ان عدد سكان ابي ظبي عام 1950 كان 148 شخصا فقط فوصل بعد ثلاثين عاما اى في 1968 الى 20 الف شخص وقفز في 1995 الى 750 الف شخص ثم الى 3 ملايين شخص الان بنسب زيادة قد تبدو غير منطقية بالمرة. 
وهذا مجرد نموذج لامارة من الامارات .. فعدد سكان الامارات العربية كان عام 1990 يبلغ مليون شخص فقط بينما تضاعف خمسة اضعاف في عام 2005 ليصل الى 5 ملايين وبعد مرور عشرة سنوات فقط يتضاعف هذا الرقم ليصل الى 10 ملايين نسمة.. وذلك ببساطة لان اصحاب القرار في هذه البلاد هم الامريكان الذين يمارسون سياسة تذويب هويته العربية وفرض سياسات استيراد سكان من مناطق بعينها بحجة العمالة.
ويروى المؤرخون ان معظم الجيل الاول من سكان ابوظبي كانوا يعيشون في البراري و الخيام كمشردين وكانوا لايعرفون العربية اطلاقا 
ويرى خبراء الاجناس ان الامارات العربية تعود الى خمسة مكونات عرقية:
أولاً : العرب.. وهم السكان الأصلييون للإمارات ، وقد نزحوا إليها عن طريقين رئيسين ، هما : 
الطريق الجنوبي من اليمن والطريق الشامي وتؤكد الاكتشافات والدراسات الأثرية على اعتبار المنطقة الوسطى في الإمارات من أقدم مناطق الاستقرار ، وانتشرت هذه القبائل على ساحل المنطقة الساحلية للخليج العربي لتكون مدناً ، مثل : رأس الخيمة ،وأم القيوين ، وعجمان ، و الشارقة ، و دبي ، و أبوظبي . 
ويجمع المؤرخون على أن الكثير من القبائل العربية هاجرت من المنطقة إلى الجزر الموجودة في الخليج العربي وذلك بسبب الاضطرابات السياسية التي كانت أيام القرامطة في البحرين و الاضطراب السياسي بين السلطة العباسية في بغداد و بين أئمة عمان ، وقد اختارت القبائل المهاجرة هذه الجزرلبعدها عن مناطق النزاع ، وكونها مناطق استراتيجية للتجارة ، كما يسهل توفير الغذاء فيها بنقله إليها من المناطق المجاورة في إيران وباكستان . 
ثم عادت هذه القبائل إلى الانتقال من جديد والعودة إلى مناطق الإمارات .
ويطلق على هذه القبائل اسم ( الهوله ) ، ومعناها : ( الحوله أي المتحوله ) ، فكما نعرف أن الإيرانيين لا ستطيعون نطق حرف الحاء فقلبوه إلى هاء وتعرف هذه القبائل حاليا في الإمارات باسم : الفوارس / أو عرب فارس .
ثانيا- الافاراقة .. يسكن الامارات كثير من الأفارقة السود وقد جلبهم الاستعمار البريطانى بمختلف الطرق من شرق افريقيا بالذات مثل زنجبار واثيوبيا أثناء القيام بالسفر بين موانئ الخليج العربي و عُمان و شرق افريقيا بهدف التجارة.
وقد أستخدم الأفارقة في مختلف المهن في الماضي و يذكر أن أي بيت لم يخلو من العبيد و بعض العائلات الكبيرة و التجار كان لديهم العشرات منهم و قد دربوهم على الغوص في الصيف و السفر إلى المراكز التجارية في الشتاء و تزوجوا منهم .
ثالثا : العجم..سيطر العجم عدة مرات على ساحل الامارات و عُمان وطردوا عدة مرات أيضاً و آخر طرد لهم كان عام 1630م على يد الامام ناصر بن مرشد اليعربي إمام عُمان . 
ومعظم العجم الذين نزحوا إلى شواطئ الامارات كانوا يسكنون الساحل الايراني المقابل و خصوصاً ميناء لنجة وجزيرة الجسم و كانت من المراكز التجارية العربية التي حكمها العرب من بني معين والقواسم. 
واعتبار أنفسهم من رعايا القواسم سهل لهم الأمر في التنقل في المراكز القاسمية التجارية المختلفة في مختلف مناطق الخليج حيث هاجروا إلى المركز القاسمي الرئيسي في رأس الخيمة ثم المركز القاسمي الجديد في الشارقة في القرنين 18، 19 الميلاديين. 
ويذكر أن أول فئة وصلت إلى الشارقة هم (( اللوبارية )) حيث رحب بهم القواسم و اسكنوهم قرب حصن الشارقة ----> ثم رحلت فئة منهم إلى منطقة (( حتى )) بدبي الآن . ثم توالت الفئات الأخرى مثل اللارية و العوضية و الكراشية و الهرموزية و الكوخردية و الزرعونية و الاشكنانية والبستكية في الوصول إلى الإمارات. 
وقد كانت هجرة الإيرانيين إلى ساحل الإمارات هجرتان ، إحداهما اقتصادية كانت بسبب تضييق الحكومة الايرانية على الرعايا الايرانيين في الجزر من الناحية التجارية ، والثانية بدوافع دينية هي المسماة في الامارات بكشف الحجاب عندما طبق السفور بقوة القانون في عهد الملك رضا شاه حيث اعتبره المتدينون من الشيعة والسنة خروجا على الاسلام فهاجروا إلى منطقة الساحل العربي. 
رابعا : البلوش.. يعيش بين سكان الامارات اليوم فئة كبيرة من البلوش ، تعرف منطقتهم الأصلية باسم (بلوجستان)) ،حيث تتقاسمها كل من جمهورية ايران و جمهورية باكستان و هم شعب لهم ثقافتهم و لغتهم الخاصة وتعد سنة 1735م أول تواجد للبلوش في عُمان في العصر الحديث . 
حيث جاؤوا إلى المنطقة عندما طلب أمير عمان المخلوع (( سيف بن سلطان الثاني )) جيشاً من بلوش مكران لمنازلة ابن عمه الإمام الجديد (( بلعرب بن حمير )) . 
واستقر البلوش بعدها في بلدة المازم ثم انتشروا في مختلف مناطق عُمان و نتيجة قربها
من حدود الإمارات فإنهم دخلوها عن طريق العين و البريمي وهى المنطقة التى تنازعت عليها الامارات والسعودية وسلطنة عمان في عام 1952 فيما يعرف بحرب البريمي، بقيادة الشيخ صقر بن سلطان آل حمود النعيمي حاكم البريمي آنذاك متحالفًا مع عدة قبائل؛ إلا أن حداثة أسلحة الإنجليز مكنتهم من السيطرة على المنطقة وذلك في أكتوبر 1955، وإنهاء الحرب بترسيم الحدود بين الدول.
خامسا : البانيان .. وهم فئة من الهنود غير المسلمين و دياناتهم الرئيسية البوذية ، وقد ذكرهم القائد البرتغالي البوكيرك في مذكراته أثناء قصفه لمدينة خورفكان ((الشارقة)) حوالي سنة 1507م. وقد كانوا متعاونين مع البرتغاليين أثناء سيطرتهم على مسقط . 
وانتشر البانيان على ساحل الباطنة أول وصولهم و في الجزر حول مضيق هرمز و استمروا في الانتشار----> حتى وصلوا إلى البصرة، و ما زال لهم أسواق تعرف بأسمائهم في البصرة و الشارقة و دبي. 
و قد ذكر الشاعر الإماراتي ((ابن ظاهر)) في أحد أبياته المشركين حيث يقول:
سبعون ألف في المعيريض برهدوا *** مشروكة ما بين مسلم و كورها
و تشمل كلمة الكور المشركين من البرتغاليين و البانيان أيضا ، فكلمة (كورا) بالأردية تعني الحصان 
أو البقرة وهى الاله المفدس عندهم.
سادسا: الأوروبييون .. وهو الجنس الناجم عن العلاقة بين التناسل بين المستعمر البرتفالى وسكان الامارات.
ورغم ان القاسم المشترك لكل دول الخليج هو وجود قواعد امريكية على اراضيها الا ان الامارات راحت تضيف على القواعد الامريكية قواعد اخري فرنسية وبريطانية بل ومراكز تشهيلات وتجسس اسرائيلية" بحسب الاندبندنت البريطانية".
(المدهش انه في يوم 26 مايو 2009 استيقظ العرب على خبر غريب يملأ الصحف الرسمية عادة ما كانت النظم العربية تتكتم نشره مفادة وصول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى ابو ظبي في زيارة رسمية إلى دولة الإمارات، يفتتح خلالها أول قاعدة عسكرية لقوات بلاده في الشرق الأوسط."!!!"
بل وكان في مقدمة مستقبلي ساركوزي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان و وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ووزير الخارجية و السفير الإماراتي في باريس والسفير الفرنسي في الإمارات وعدد من المسؤولين.
واعتبر الرئيس الفرنسي أن "هذا الحدث سيشكل لحظة هامة (...) وإن هذه القاعدة أنشئت بناء على طلب من السلطات الإماراتية لتشكل بحق مرحلة تاريخية في علاقات الصداقة بين البلدين).
واستشرافا للسعى المتنامى لدى حكام الامارات لاحتضان القواعد الغربية راحت ايران عام 1971 وقبيل استقلال الامارات بايام تحتل جزر "طنب الكبري والصغري وابو موسي" الاماراتية ويقول المحللون السياسيون لأن الامارات كانت تذمع اهدائها لامريكا لعمل قواعد عسكرية دائمة لها قبالة ايران.
وبينما يشيع حكام الامارات انهم مع القومية العربية الا ان الامارات كانت رأس الحربة لاسقاط كل النظام القومية تحت الاحتلال الغربي بدءا من صدام الى القذافي.
وتماهيا مع المشهد التغريبي الذى يتم فرضه على شعب الامارات اعتبرت مراكز الابحاث والدراسات الاوربية بل والاسرائيلية ان "دبي" هى عاصمة الدعارة العربية نظرا لوجود ما لا يقل عن 35 الف عاهرة في شوارعها.. يمارسن البغاء بشكل علنى ومحمى.قانونا من حكومة الامارات التى تستهلك  نحو 10مليون لتر خمر سنويا لتحتل الركز الاول في العالم في استهلاك الخمور حسب تقرير منظمة الصحه العالمية.
الامارات .. انها قصة نوع جديد من الاستعمار بالوكالة.

المفكرالقومى محمد سيف الدولة يكتب: لماذا يخشون صلاح الدين؟

Seif_eldawla@hotmail.com
فى شهر مارس من عام 2015، وفى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء ابراهيم محلب ووزير التربية والتعليم محب الرافعى، تم الغاء درس "صلاح الدين الايوبى" من منهج اللغة العربية للصف الخامس الابتدائى، فى اطار تغييرات أخرى تستهدف تطهير المناهج التعليمية من الموضوعات التي يمكن أن تحث على العنف أو تشير إلى أي توجهات سياسية أو دينية أو أي مفاهيم يمكن أن تستغل بشكل سيئ،.
ولكن لماذا تم الغاء هذا الدرس بالتحديد؟
هذا ما سنحاول البحث عن اجابته معا، بعد ان نقرأ معا نص الدرس الملغى فيما يلى :
((بعد تناول العشاء جلست أسرة أمير أمام التليفزيون تتابع نشرة الأخبار وفى أثناء الاستماع للنشرة دارت تعليقات ومناقشات وفجأة صمت الجميع وارتفعت أصوات الطلقات النارية والانفجاريات المدوية، وتصاعدت ألسنة اللهب من المنازل، وتوالت صور الأطفال في عمر الأزهار وقد قتلوا وشردوا، وشيوخ وعجائز لا حول لهم ولا قوة سقطوا صرعى . تأثر أفراد الأسرة تأثراً بالغاً بمناظر القتلى والجرحى، وأمير وأميرة يتابعان المشاهد بحزن شديد، وجذب انتباه أمير وأميرة رسالة قصيرة من أحد المشاهدين مكتوبة في أسفل شاشة التليفزيون (أين أنت يا صلاح الدين؟)
سأل أمير والده : من صلاح الدين ؟ 
قال الأب: صلاح الدين الأيوبي بطل عظيم من أبطال المسلمين، ولد في عام 532ﻫ (خمسمائة واثنين وثلاثين) من الهجرة بقلعة تكريت ببلاد العراق، وقد نشأ على حب الفروسية ومكارم الأخلاق، واهتم بالعلم والعلماء، وتحصين البلاد ضد الأعداء من الصليبيين فحين داهموا الأرض العربية في الشام، واحتلوا مدينة القدس، استطاع أن يوحد صفوف العرب من مسلمين ومسيحيين، وهزم الصليبيين في موقعة (حطين) في عام 583ﻫ (خمسمائة وثلاثة وثمانين) من الهجرة، وخلص البلاد العربية من خطر هؤلاء الصليبيين، وأعاد القدس إلى أهلها.
قال أمير: أريد يا أبى أن أعرف المزيد عن حياة هذا البطل.
قال الأب: إن حياة صلاح الدين مليئة بالمواقف الرائعة. فمن هذه المواقف: أنه بعد أن انتصر في موقعة حطين وقع كثير من الرجال والنساء الصليبيين في الأسر فعفا عن النساء والأطفال والشيوخ وسمح لهم بمغادرة البلاد وقبل أن يغادروا بيت المقدس جاءت مجموعة من الأميرات وتشبثن بردائه وبكين وطلبن منه أن يعفو عن أزواجهن، فرق لحالهن وعفا عن الأسرى.
أضاف الأب: إن صلاح الدين الذي تتجسد في شخصيته مبادئ الحضارة العربية الإسلامية التي تنادى بالحب والسلام والصفح والتسامح.
إن سلوك صلاح الدين مع هؤلاء الأميرات ينبئ عن حسن خلقه وتمسكه بالمبادئ الإسلامية.
قالت الأم : المواقف كثيرة يا أمير فابحث في المكتبة عن سيرة هذا البطل؛ لتعرف المزيد.
علقت أميرة قائلة: وأنا يا أمي سأبحث عن أبطال آخرين لا يزالون يدافعون عن القدس مثل صلاح الدين.))
***
انتهى الدرس، والسؤال الآن هو ما هى يا تُرى تلك المعانى التى رأت وزارة التعليم المصرية، خطورتها على تكوين شخصية ووعى الطفل المصرى ؟
· هل لطمس القضية الفلسطينية وحقيقة ان هناك عدوا اسرائيليا مجرما وبربريا لا يزال يقتل الفلسطينيين ويحتل اراضيهم؟
· هل لان صلاح الدين حارب من اجل فلسطين رغم انه من تكريت العراق، بما يرسخ قاعدة خطيرة ومحظورة فى هذا العصر وهى ضرورة دفاع العرب والمسلمين عن بعضهم البعض؟
· هل لأنه قاتل وانتصر على الذين احتلوا بلاده، مما يعلى من قيم الوطنية والتحرر والاستقلال والايمان بحتمية النصر، التى لا تتناسب مع حالة الهوان والاستسلام والتبعية والهزائم المتتالية لأنظمة الحكم العربية؟
· هل لأن صلاح الدين حارب "اسرائيل عصره" ولم يعترف بها؟
· هل لما ذكره الدرس من إعادته القدس الى "اهلها"، بما يتناقض مع الرواية الصهيونية بان القدس ارض يهودية منذ آلاف السنين؟
· هل لأن في الدرس تحريض للشباب على المشاركة فى تحرير فلسطين، وهو ما يهدد امن اسرائيل ويضر بالعلاقات المصرية الاسرائيلية "الحميمة" و يتعارض مع نصوص اتفاقيات كامب ديفيد؟
· هل لما ذكره الدرس من تجسيد شخصية صلاح الدين لمبادئ الحضارة العربية الاسلامية، التى اصبحت اليوم حضارة سيئة السمعة متهمة بالحض على الارهاب؟
· هل بهدف تجريد الاجيال المصرية الجديدة من الوعى بحقيقة دور مصر ومسئوليتها التاريخية فى قيادة الامة والدفاع عنها؟
· أم لتجريدهم من الوعى بالهوية والتاريخ العربي والاسلامي، والروابط الوثيقة بين مصر و فلسطين، فى زمن يتم فيه شيطنة كل ما هو فلسطينى؟
· هل لما جاء فى ختام الدرس من بحث "أميرة" عن أبطال آخرين لا يزالون يدافعون عن القدس فى اشارة ضمنية الى المقاومة الفلسطينية التى يعتبرها النظام المصرى واسرائيل وامريكا، جماعة ارهابية؟
· أم انهم يريدون التماهى مع المطالبات الاسرائيلية الامريكية الحثيثة، بإعداد جيلا جديدا لا يعادى امريكا واسرائيل؟
***
لقد قام دواعش العراق بالاعتداء على آثار حضارتها القديمة وتدميرها، فهل يسعى النظام فى مصر هو الآخر الى محو هويتنا الحضارية وتزييف التاريخ؟
ايا كانت أسبابهم ودوافعهم، فانه مما لا شك فيه أنه صلاح الدين سيبقى ويعيش أطول منهم جميعا.
*****

24 مارس 2015

فاطمة رضا تكتب : شيماء الصّباغ ... أنحل من أن تعيش

حقيقة علمية جديدة، مفادها أن الطلق الناري الذي أصاب الناشطة السياسية المصرية شيماء الصبّاغ "غير قاتل"، وأن السبب المباشر لوفاتها أنها "جلدة على عظم".
في ظلّ الاكتشاف العلمي الجديد الذي طالعنا به مدير عام الطب الشرعي لدار التشريح في مصر الدكتور هشام عبد الحميد، لا بد من مراجعة حقيقية لجميع المواقف المتضامنة مع الشابة التي سقطت وقوفاً. كيف لأحد أن يتضامن مع أمّ استهترت بالأمن القومي، إلى درجة شكّل نحول جسدها خطراً على الخرطوش وحوّله إلى فتّاك قاتل؟
خلُص عبدالحميد، في مقابلة تلفزيونية، إلى أن وفاة شيماء في هذه الظروف "حالة نادرة وشاذّة"، والدليل أن أحد المشاركين في التظاهرة أصيب برقبته ولكنه لا يزال على قيد الحياة، إذ ساعدت طبقات الشحم المتراكمة على رقبته في إنقاذه من الموت بطلق ناري. هكذا ببساطة، الاعجاز العلمي الجديد يقول إن "طلقة الخرطوش التي أصابت ظهر شيماء محدثة تهتكاً في الرئتين والقلب، والتي انتشرت شظاياها على مساحة 50 سنتمتراً من ظهرها، لم تكن لتقتل الشابة لو لم تكن الأخيرة "نحيلة"، وقد سبب جسدها الضئيل بتسرّب 4 الى 5 شظايا إلى رئتيها وقلبها ما أدى إلى وفاتها". كان يجب على شيماء الصبّاغ أن تتغذى جيداً، قبل أن تفكّر في أن تكون ناشطة سياسية. كان يجب عليها أن تفكّر بوحيدها قبل أن تنزل إلى الشارع في تظاهرة سلمية من دون أن تنتبه إلى أنها بـ"خفة الريشة". كان يتوجّب على الشابة التي هوت بخرطوش الشرطة أن تتحصّن بـ"شطيرة" واقية من الرصاص.
أسهب المتحدث الرسمي بإسم الطب الشرعي في الشرح عن جهود الطب الشرعي والنيابة العامة في مصر في الكشف عن هوية المجنّد الملثّم الذي أطلق النار، واللواء الذي أصدر الأوامر مرتكزاً على تسجيلات فيديو تؤكد أن النار أطلقت من بعد 8 أمتار وهي المسافة التي كانت تفصل بين القتيلة وقاتلها. معطيات تُثبت مهنية وتفاني الطب الشرعي في التحقيق، هو نفسه المصدر الذي يروّج بشكل غير مباشر إلى "القتل غير المتعمّد"، إذ أنه بحسب الفيديو الذي شرح على أساسه الواقعة، فقد "تفاجأ" الضابط من سقوط شيماء لأنه "طبعاً فإن من هذه المسافة من المستحيل أن يقتل الخرطوش". كم سيتمنى طفلك يا شيماء لو أنك تغذيت جيداً، كم ستتحسّر والدتك لأنها لم تنتبه أنك خرجت من البيت على معدة خاوية. كم من مصري سيتمنى لو أن جسدك النحيل لم يواجه الخرطوش بهذا العنف، ويضع قضاء بلاده مرّة جديدة في مواجهة مصيرية.
بمقتل شيماء الصبّاغ، التقطت الكاميرات صورة مختلفة للقتيل. فالناشطة السياسية المضرّجة بدمائها، فارقت الحياة وقوفاً، بعينين شاخصتين الى السماء، وفم مفتوح على فراغ راسماً تأوهاً عميقاً. عينا شيماء الصبّاغ اللتان توقّفتا على مشهد ما، ظهرتا أكثر حياة من العيون المحيطة بها. تلك العيون التي أشاحت بنظرها عمّا تراه، راسمة صورة قاسية عن مجتمع بات متخماً بالعنف والظلم والخوف... لَو علِم هؤلاء أن الذي قتل شيماء هو "جسدها النحيل" هل كانوا ليهبوا إلى مساعدتها؟

محمد عبد القدوس يكتب: حديث عن وزير داخلية الأوقاف!

وزير داخلية الأوقاف تعبير جديد في قاموس حياتنا السياسية أطلقته لأول مرة على الدكتور محمود زقزوق، الذي استمر سنوات عدة في منصبه وزيرا للأوقاف في العهد البائد، ووجوده لفترة طويلة على رأس وزارته لا يرجع إلى كفاءته، بل لخضوعه تماما لسيطرة أمن الدولة، وقيامه بتأميم المساجد على نطاق واسع لم يحدث من قبل، وتأميمها يعني ضمها إلى حظيرة الأوقاف دون رغبة الأهالي.
وبعد قيام ثورتنا استبشرت خيرا وتوقعت أن تتلاشى تلك القبضة البوليسية الخانقة، وهذا ما جرى بالفعل، لكن بعد الانقلاب عادت الأمور إلى الأسوأ، وجاء وزير داخلية جديد للأوقاف أسوأ من زقزوق مليون مرة، ويتميز عهده ببلاوي عدة أهمها ما يلي:
1-إغلاق العديد من المساجد.
2-فصل آلاف من الدعاة بحجة أنهم غير مؤهلين رغم أن بعضهم يحفظ القرآن الكريم بالكامل.
3-مئات من الأمة في السجون حاليا.
4-فرض خطبة موحدة على الجميع.. مما يتنافى بطريقة صارخة مع حرية التعبير، وكل من يعترض على ذلك ولا يلتزم يتم وقفه عن الخطابة وتحويله إلى عمل إداري، وهذا ينطبق أيضا على كل من يتحدث عن الأوضاع الجارية، فالمطلوب أن تكون خطبة الجمعة في واد وأحوال بلدنا في واد آخر.
5-استمرار تدهور الأحوال المعيشية للعاملين بالأوقاف، فظروفهم المعيشية صعبة جدا رغم أن الوزارة تملك أموالا طائلة.
وآخر أخبار وزير داخلية الأوقاف تلك المقابلة التي جرت مع نائب عام الانقلاب وأحيطت بالسرية الكاملة ولم تعرف أسبابها، ولم أقل لعله خير أو أنه ذهب للمطالبة بالإفراج عن العلماء المعتقلين، بل قلت أخشى أن تكون هناك مصيبة جديدة يُعدّونها معا.. استر يا رب

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب: الاقتصاد الحر و سنينه

الرأسمالية، الاقتصاد الحر، اقتصاد السوق، ريادة القطاع الخاص، طمأنة رجال الاعمال، تشجيع الاستثمار، تسهيلات للمستثمرين.
هذه الاسطوانة المشروخة التى يرددها السيسى وحكومته ونظامه ورجال اعماله و إعلامه وضيوف مؤتمره الاقتصادى من صندوق النقد والبنك الدوليين، والشركات متعددة الجنسية، ومنظمة التجارة العالمية، وشبكات المصالح الأجنبية والعربية، ومنظمات التصنيف الائتمانى، وغرفة التجارة الامريكية، وكل لصوص العالم الذين حضروا مؤتمر شرم الشيخ، مدينة السلام، مدينة كامب ديفيد، المدينة الأكثر أمانا وتأمينا فى مصر، لقربها من "اسرائيل" ولكونها الشاطئ المفضل لسائحيها.
هذه الاسطوانة أو النظرية أو السياسة أو التوجه أو الرؤية أو الانحياز أو المدرسة، سمها ما شئت، التى أبلانا بها السادات منذ 1974، ورسخها مبارك، تحت رعاية وتعليمات الولايات المتحدة الامريكية.
انه الانفتاح الاقتصادى إياه، الذى خرب بيوت المصريين والذى فتح الابواب لرؤوس الاموال الاجنبية لتخترق الاسواق المصرية وتضرب وتصفى القطاع العام وتدمر الصناعات الوطنية وتنهب مقدرات البلاد، وتغرق مصر فى الديون، وتصنع طبقة رأسمالية مصرية تابعة ووكيلة وشريكة، تحتكر مع رجال السلطة الثروة والنفوذ فى خدمة المصالح الاجنبية، وتزرع التبعية والمعاناة والفقر والبطالة والعشوائيات والمرض والجهل.
***
فى السبعينات مع تسليم مصر من بابها للولايات المتحدة، ومع الصلح مع اسرائيل، تم ضخ مليارات الدولارات والريالات والاستثمارات فى مصر، اضعاف مضعفة مما يتحدثون عنه اليوم فى المؤتمر الاقتصادى، وكانت النتائج كارثية.
· ومع الانفتاح الاقتصادى تم منح سيل من الاعفاءات الضريبية والجمركية للمستثمرين، فماذا حصد المصريين؟
· وبعد حرب الخليج الثانية 1991 كوفئت مصر مبارك على قيامها بدور المُحَلل والمِحرِم للقوات الامريكية لاحتلال الخليج واختراق المنطقة تحت ذريعة تحرير الكويت، بإلغاء مليارات الدولارات من ديونها للأمريكان ودول الخليج ونادى باريس، ورغم ذلك استمر الخلل الاقتصادى والظلم الاجتماعى فى أبشع صوره.
· وفى العشرين عاما الماضية، تم بيع وخصخصة القطاع العام بالمليارات، فأين ذهبت هذه الاموال؟
· ان قصص نهب المال العام أراضي البلاد وثرواتها وقروض البنوك، فى ظل سياسات وتوجهات وريادات المستثمرين ورجال الاعمال والقطاع الخاص واقتصادهم الحر، أصبحت موثقة ومعروفة ومنشورة فى كل مكان، فهل نسينا ؟!
***
ان النظام الرأسمالى عموما وفى مصر على وجه التأكيد هو نظام اقتصادى مفترس و قاتل وطبقى ومستغل ومصاص لدماء الشعوب، و ليس له قلب ولا وطن ولا دين ولا عقيدة ولا اخلاق ولا ضمير ولا رحمة. بل له اله واحد هو "الربح" والمكسب بأى وسيلة، وبرنامجه وأدواته فى ذلك معلومة ومحفوظة :
· حرية السوق بأقل ضوابط.
· وبلا خطة إنتاج وطني.
· وبلا التفات او اهتمام او مراعاة للاحتياجات الرئيسية للمجتمع او للمواطنين.
· ربح بلا أى أولويات وطنية أو اجتماعية او شعبية .
· فقط الربح والربح ثم الربح .
· وسوق استهلاكي بلا ترشيد.
· وبيع بلا تسعيرة .
· وإلغاء للحماية الجمركية للصناعات الوطنية، وللعملة الوطنية (تعويم الجنيه).
· وحرية للتملك بلا حدود ولا ضوابط.
· و دخول وثروات بلا أسقف وبلا ضرائب إضافية او تصاعدية .
· وحرية مطلقة فى تجارة الأراضي والعقارات وتأسيس المنتجعات والقرى السياحية والمشاريع الترفيهية.
 وحق الاقتراض لنخبة محددة ومحدودة من رجال الاعمال، من البنوك بأقل ضمانات.
· مع حق التصالح بدلا من المحاكمات فى اى جرائم مالية او فساد.
· وحرية الاستيراد بلا ترشيد للاولويات أو للعملة الصعبة وبلا ترشيد للاستهلاك.
· وحرية الاستثمارات الأجنبية بلا حدود وبأقل ضوابط .
· مع رفع اى قيود على تحويل الأموال الى الخارج.
· وحق التوكيلات لأى منتجات أجنبية ولو كانت تضرب الصناعات الوطنية المماثلة.
· وحق الاستثمار والتجارة والبيزنس حتى مع (اسرائيل) فى الكويز والغاز والبترول وغيرها ولو كانت ضد المصالح الوطنية والقومية.
· والاحتفاظ بسوق من العاطلين للتحكم فى الأجور، لخلق بطالة مقصودة ومنهجية.
· والحق فى التعيين بلا عقود.
· والحق فى الفصل بلا قيود أو تعقيب.
· والانحياز الكامل للقطاع الخاص على حساب القطاع العام.
· وبيع أو تخريب و افساد ما تبقى من القطاع العام ليفقد القدرة على المنافسة.
· ومنع الدولة من الدخول بثقلها لتأسيس او دعم أو حماية اى صناعات وطنية.
· وإغراقها فى قروض وديون دائمة ومستمرة.
· وأن يقتصر دورها على تقديم الخدمات التى لا تغرى القطاع الخاص.
· والخضوع الكامل لتعليمات نادى باريس ودوله، ومؤسسات الاقراض الدولى، والالتزام بقائمة من المحظورات من أمثال :
· لا دعم للسلع والخدمات.
· لا علاج مجانى للمواطنين.
· انهاء وتصفية التعليم المجانى بالتدريج الا فى المراحل الأساسية.
· لا بناء لمساكن الفقراء.
· لا لتعيين موظفين جدد، بل عليها ان تتخلص من الحاليين او تقليص اعدادهم.
· ولا تصدى أو مواجهة للفوارق بين الطبقات.
· ولا حدود قصوى او دنيا للأجور، فالسوق والقطاع الخاص هما الذين يحددوها.
· الخ...
· أى بالمختصر المفيد، لا للعدالة الاجتماعية، لأنها تهدد حرية السوق و قوانينه، وتغضب مؤسسات الاقراض الدولى، وتخيف المستثمرين وتقلل ارباحهم.
***
لقد هَرِمَ مفكرو مصر وكتابها وقواها الوطنية وتياراتها السياسية على امتداد اكثر من 40 عاما، وهم يناضلون ضد هذه الانحيازات الاقتصادية والطبقية، وصدرت مئات الكتب والدراسات والبرامج والتصورات والرؤى والبدائل من مفكرين راحلين و باحثين معاصرين مرموقين، ضد هذه السياسات العقيمة المعادية لمصالح وحقوق واحتياجات غالبية المصريين. و لذلك جاء هدف العدالة الاجتماعية، على راس اهداف وأحلام ثورة يناير.
واذا بجرة قلم وتحت ذريعة هيبة الدولة وأمنها القومى، وفى غياب اى رقابة برلمانية او حياة سياسية وديمقراطية، يتم العصف بكل ذلك، ويتم تجديد البيعة مرة أخرى الى هذا الإله/الصنم، الشرير و الفاشل، المسمى بالاقتصاد الحر.
***
ربما كان هذا مفهوما ومتوافقا مع طبيعة النظام الذى لم يسقط ولم يتغير، ولكن العجب العجاب هو حالة الصمت التى ضربت أولئك الذين وهبوا حياتهم للنضال ضد استغلال الرأسمالية والنظام الراسمالى والرأسماليين.
وسبحان مغير الاحوال.
*****
موضوعات مرتبطة :

23 مارس 2015

المفكر الاسلامى د. محمد عباس يكتب: الوعى ينزف من ثقوب الذاكرة …!!

لا تبرح مخيلتى تلك الصورة المفزعة لفقير هندى يصلح كرمز لحال عالمنا الإسلامى … شاهده فى رحلة إلى الهند أحد كتابنا ، كان الفقير المسكين راقدا بجوار حائط متهدم يمكن أن ينقض عليه فى أى لحظة، عاريا تحيطه أوساخ لا حصر لها، هيكل عظمى مكسو بجلد مهترئ يكاد يختفى خلف جحافل من ذباب، وقد عجز تماما عن أن يحرك حتى إصبعا ليبعد الذباب عنه، ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد مر بالهيكل البشرى المسكين كلب ضال أخذ ينهش من لحمه والرجل ليس عاجزا عن الحركة كى يبعد الكلب الشرس فقط، بل هو أيضا عاجز عن الصراخ، ولولا لمعة عين مفعمة بالعجز واختلاجة جفن مشحونة بالألم لظنه من ينظر إليه مجرد جيفة …
ولكى تكتمل الصورة ، فإننا نزعم أن الرجل فاقد الذاكرة أيضا، أو أن ذاكرته قد تشوهت بصورة مفزعة، فلقد تمزقت شذر مذر، فقد احتفظ منها بما يلغى عنده أى عزيمة لتغيير وضعه، واحتفظوا له من التذكرات بما يشاءون …
لطالما تساءلت: هل الرجل عاجز عن الصراخ فعلا أم أنهم بعد السيطرة الكاملة عليه قد غرسوا فى وجدانه وعقله أن الصراخ عيب وهمجية وتخلف … ثم أنه إرهاب…
***
إننا نتعرض منذ هزيمتنا الحضارية الشاملة لأبشع عمليات غسيل المخ فى التاريخ …
تخيل أيها القارئ أننى ذهبت إلى ألد أعدائك وجعلته مرجعى الوحيد فى وصفك ..
ثم تخيل بعد ذلك أننى أجريت لك عملية غسيل للمخ فأقنعتك بأن تتبنى أنت نفسك رأى عدوك فيك …
لكننا فعلنا ما هو أسوأ من كل هذا …. لأنه ليس على مستوى فرد بل على مستوى الأمة .. الأمة كلها …
لقد اعتمدنا تاريخنا الذى يكتبه عدونا …. وصدقناه ….
اعتمدنا قيمه وثقافته وصدقنا آلته الإعلامية الجبارة … جبارة فى حجمها … جبارة فى كذبها … جبارة فى اتساع مساحتها … جبارة فى إزاحة كل ما سواها…
***
لقد انفطر قلبى حين جاءتنى ابنتى تبكى قهرا … ففى اللجنة الثقافية فى كليتها الجامعية كانت تتحاور مع إحدى زميلاتها حول فلسطين … و إذا بتلك الزميلة تصرخ فيها :
إسرائيل منذ وجدت دولة ديموقراطية مسالمة يحيطها العرب الهمج الذين بدءوا جميع الحروب ضدها وعلى ذلك فهم يستحقون جميع ما يحدث لهم … لماذا لا نتركها وحالها …
ونظرت ابنتى إلى بقية الزميلات والزملاء مستنجدة بهم فإذا بمعظمهم على رأى زميلتها …!!
انفطر قلبى وقلت لنفسى ماذا تنتظر من جيل له كتاب ككتابنا وصحف كصحفنا وتليفزيون كتليفزيوننا… ماذا تنتظر من جيل كأن كل أجياله قد عقمت وكل كتابه قد ماتوا وكل وطنييه قد اندثروا فلم يجدوا كتابا للتربية الوطنية يقررونه فى المدارس سوى كتاب للدكتور عبد العظيم رمضان…!!.. وهذا ليس اختيارا مجردا … ولا احتمال علاقة خاصة تربط مسئولا بكاتب … الأمر أبعد و أخطر … ولا ريب عندى أنه متعلق بتلك اللجان الأمريكية التى أشرفت وتشرف على تطوير التعليم فى مصر … ولطالما جال بخاطرى.. أن عمليات التطوير هذه.. ليست إلا الطبعة العصرية لعمليات تطويع العبيد.. لأنها ضد الوطن.. وضد القومية.. وضد الأمة.. وإعلان للحرب على الله..
وانفطر قلبى و أنا أناقش عشرات من المفترض أنهم مثقفون فإذا بهم يفتقدون معلومات أولية…
معلومات أولية لكن التليفزيون لم يعرضها فى فوازيره فى رمضان ولا نشرتها الصحف فى كلماتها المتقاطعة…
معلومات أولية مثل : متى انتهت الحروب الصليبية ولماذا؟..
ومعلومات أولية مثل : أين توجد كوسوفا وما هو تاريخ الإسلام فى البلقان …؟!
وانفطر قلبى و أنا أقرأ فى أكبر صحفنا و أكثرها وقارا من يتبنى بحماس وجهة نظر الصرب … ضد المسلمين …
وانفطر قلبى و أنا أقرأ فى الكتاب الذى عربه عادل المعلم و أصدرته دار الشروق للكاتب الأمريكى نعوم تشومسكى : "ماذا يريد العم سام" ، انفطر قلبى و أنا أقرأ تعقيب المعرب : " …… كذلك كثف الإعلام العالمى التركيز على قضية تيمور الشرقية والمظاهرات بها لتنال حكما ذاتيا ( جزيرة فى شرقى إندونيسيا احتلها البرتغاليون عدة قرون حتى انسحبوا منها فى منتصف السبعينيات فعادت لإندونيسيا. جلبت البرتغال كثيرا من البرتغاليين والأفارقة ليستوطنوا المستعمرة على حساب سكانها الأصليين، وهى وراء الحركات التى تنادى بانفصال الجزيرة عن إندونيسيا أو حصولها على الحكم الذاتى، ويتزعم تلك الحركات قس برتغالى، لم تفته جائزة نوبل، وفى الجزيرة أكبر تمثال فى العالم للعذراء) …" ويواصل عادل المعلم فى ألم ذبيح :" حتى جريدة الأهرام نشرت فى الشهر الماضى خبرا عنها نقلا عن وكالات الأنباء، وذيلته بأن البرتغال استعمرت تيمور الشرقية، وخرجت منها عام 1975 لتحتلها إندونيسيا….!!! وهذا شبيه بأن نقول : إسرائيل احتلت سيناء ثم خرجت منها فى منتصف الثمانينيات لتحتلها مصر ….."… 
و انفطر قلبى عندما جمعنى لقاء بمواطن إندونيسى يكره سوهارتو كما كنت أكرهه … لكنه يكشف لى من الأمر ما جهلت … حين يقول فى أسى يائس : لقد كان فاسدا فى البداية والنهاية لكنه لم يعزل بسبب فساده … لم يُعزل بسبب فساده … إنه بالاسم مسلم لكنه عندما جاء إلى الحكم لم يكن يعرف عن الإسلام شيئا … على الإطلاق … لم يكن يعرف مثلا كم صلاة مفروضة فى اليوم بله عدد الركعات فى كل صلاة … وفى إندونيسيا التى يشكل المسلمون 90% من سكانها كان 80 % من الوزراء والقيادات والجيش والشرطة غير مسلمين … ويضيف المواطن الإندونيسى : لم يطرأ أى تغيير على سلوك سوهارتو فى الفترة الأخيرة … لكن معلوماته عن الإسلام قد زادت بسبب علاقات أبنائه التجارية بعدد من أمراء العرب … وقد أدى التنافس الاقتصادى الشرس بين رجال أعمال من حاشية الرئيس وحوارييه – يقودهم أبناء الرئيس وهم بالوراثة مسلمون – وبين طوائف الأقليات الأخرى – من غير المسلمين - التى كانت تستحوذ على 80% من السلطة والثروة … وتصادف أن ذلك كله واكب حركة صحوة دينية كان السبب الرئيسى فيها حملة تبشير هائلة تنبأ المراقبون أنها سوف تنجح فى غضون أعوام قليلة فى تنصير 200 مليون مسلم إندونيسى… لكن الإسلام – ذلك الأسير المهجور العزيز الغالى- سرعان ما انتفض مستخرجا كامن قواه ليقلب كيدهم .. وحدث مثلما حدث فى مصر بعد الهزيمة المروعة فى 67 … حيث شكل الالتزام الدينى السياج الواقى للهوية من الاندثار… وفى صدفة نادرة توافق هوى رجال الأعمال المسلمين مع هوى الشعب الإندونيسى مع توازن يحقق العدل فكانت آخر وزارة شكلها سوهارتو قبل عزله مشكلة من 80% من المسلمين( 90% من السكان) و20% من غير المسلمين( 10% من السكان ) …. وهنا… هنا فقط تحركت المخابرات الأمريكية والمرابون اليهود لإحداث الانهيار الاقتصادى وما ترتب عليه من مظاهرات استغلتها أمريكا لتعزل سوهارتو ليس بسبب فساده بل بسبب تنافس اقتصادى أدى إلى تحقيق قدر من التوازن فى السلطة..
انفطر قلبى وأنا أتساءل : يا إلهى : كم يضللنا إعلامنا … لماذا لم يشرح لنا الأمر على حقيقته … وكيف يمكن لأى واحد منا أن يكون رأيا إذا كانت المعلومات التى تصلنا مزيفة مشوهة ومغشوشة … صكها أعداؤنا … أعدى أعدائنا … 
انفطر قلبى … لكننى فهمت بعد ذلك ما أوردته قناة الجزيرة الفضائية وقناة ANN – توقفت من زمن طويل عن متابعة قنواتنا - عن استعداد الحكومة الجديدة فى إندونيسيا للانسحاب من تيمور الشرقية .. وعن بوادر إعادة العلاقات المقطوعة مع البرتغال منذ قيام إندونيسيا باسترداد جزيرة تيمور الشرقية…
إن قضية إندونيسيا كأى قضية أخرى تصلح كنموذج مروع لما يمكن أن تفعله آلة الإعلام الغربى الجبارة فينا … وكيف تدفعنا بالكذب والتضليل إلى ما تشاء من مواقف هى فى الحقيقة ضد مصالحنا تماما … وضد وجودنا …
و انفطر قلبى ألما وعتابا لقناة الجزيرة التى أوقعتنى فى خطأ دفعنى للإحساس بالعار والخجل والجهل، كنت أجلس مع أحد أبناء كوسوفا ( وهى التسمية الإسلامية التى يطلقها أهلها المسلمون عليها ويبلغ عددهم 90% من سكانها)، وأثناء الحوار نطقت باسم البلد كما ينطقه مذيعو قناة الجزيرة: كوسوفو، وهو الاسم الذى يطلقه المحتل الصربى عليها ، واشتعل الرجل بالأسى وهو يقول :
عندما تتجاهل اسمها الحقيقى وتستعمل الاسم الذى يطلقه العدو الغاصب عليها فكأنك اتخذت موقفا مسبقا بالوقوف فى صفهم وليس فى صفنا …
ثم واصل فى مرارة :
هذا يشبه أن تتجاهل اسم "محمد" لتنطقه مخمد( بالخاء) أو مهمت أو موهامات !!!…
وغرقت فى خجل لم يلبث الرجل أن غرق فى خجل مثله … كان يحدثنى عن تقاعس العرب عن نجدة كوسوفا التى استشهد منها حتى الآن ألفا شهيد ، وهو عدد كبير من شعب يتجاوز تعداده المليونين بقليل، فسألته :
- هل تعرف عدد من قتلهم العرب من العراقيين بالاشتراك مع أمريكا فى ضرب وحصار العراق حتى الآن …؟
- لا …
- مليونان …
ونظر الرجل إلىّ مذهولا ، واغرورقت الدموع فى عينيه ، فانفطر قلبى …
ولم أجرؤ على سؤاله إن كان دموعه من أجلنا.. لأنه وجدنا – نحن الذين راوده الأمل أن يستنجد بهم- أحق بالنجدة والغوث..
وانفطر قلبى و أنا أسمع أمجد ميقاتى وهو فلسطينى الجنسية صربى الهوى يحاور الدكتور محمد خليفة فى قناة الجزيرة فيتهم العزل الأبرياء الضحايا فيقول فى ثقة وعنجهية أن الأمور لم تتفجر إلا بعد أن اختطف مسلمو كوسوفا ثمانية ضباط من الجيش الصربى، و أن الجيش الصربى لم يدخل إلى العاصمة إلا بعد حادث الاختطاف… ويرد الدكتور محمد خليفة فى وقار حزين لقدرة الشياطين على كل هذا الكذب قائلا: 
- إذا كان الجيش الصربى لم يكن موجودا كما تقول إلا بعد حادث الاختطاف… فكيف تم الاختطاف من جيش غير موجود…؟!!
وانقضت الصاعقة على رأس أمجد ميقاتى لكنها لم تؤثر فيه ، وأغلب الظن أن برأسه جهازا إسرائيليا مانعا للصواعق، لكن الصاعقة أصابت – فيما أصابت قلبى فانفطر…
و انفطر قلبى أيضا و أنا أترقب رد شيخ الأزهر على ندائى وتوسلى له أن يبايعنا على الموت فأمة لا إله إلا الله محمد رسول الله تقهر فإذا به يصدر بيانا بالشجب والإدانة … لا للفجار والجلادين بل لصدام حسين… و إذا به يحمل المسئولية كلها لصدام والعراق ..
وانفطر قلبى إذ انداحت إلى مخيلتى ذكرى ذلك الهندى الفقير الذى عجزت يده عن الدفاع عن عينه .. وساقه الدفاع عن ساقه الأخرى..
وحتى أنت أيها القارئ … ما جدوى عشرات الأرقام الدامية حين أرويها لك دون أن توضع فى سياقها التاريخى… لا لمجرد أن أرتق فى ثقوب الذاكرة لديك ما يقنعك بأن الفقير الهندى ليس أخاك فقط … بل لأبصرك أيضا أن ما حدث له بالأمس وما يحدث له اليوم سيحدث لك غدا… ولكننا لا نستطيع أن نضعها فى سياقها التاريخى دون أن نرمم ونصلح ونصحح ذاكرة تم اغتصابها وانتهاكها …هل يفيدك أيها القارئ لكى تتخذ موقفا أن أذكر لك أن كوسوفا لم تكن أبدا صربية كما تدعى آلة الإعلام الغربية ، الآلة المجرمة التى تسمى أصحاب البلاد الأصليين منذ فجر التاريخ بالإرهابيين .. بل احتلها الصرب لمائتى عام حتى استنجد أهلها بالعثمانيين ودخلوا فى دين الله أفواجا وظلت دولة إسلامية لستمائة عام ، إسلامية لدخول أهلها فى الإسلام حتى قبل ظهور العثمانيين… فهل كان يفيدك – دون أن نرتق سويا ثقوب الذاكرة - أن أقول لك أن تعداد الشعب فى كوسوفا يبلغ مليونان ونصف المليون هاجر منهم نصف مليون ، و أن 90% منهم ألبان و 92% مسلمون.. وأنه قد سقط منهم 2000 شهيد و 5000 مفقود… هل يمكن أن تفهم معنى ذلك دون أن تدرك معنى صرخة الجزار ميلوسيفيتش عام 1989 : الآن انتهت معركة كوسوفا … وهو بذلك يشير إلى معركة كوسوفا عام 1389 … ماذا تعرف عنها أيها القارئ… ماذا يعلم عنها أبناؤنا … بل كبار مثقفينا ؟؟ …
هل يفيدك بعد ذلك أيها القارئ أن تعرف ما حدث للطبيب أحمد ليتسى من ألبان كوسوفا و عضو منظمة أطباء بلا حدود، حين ذهب مع إحدى مجموعاتهم للإشراف على تلقى مواد الإغاثة فى مدينة كاتشانيك ، لم يكن فى الجبهة، لم يكن يقاتل، لكنهم قبضوا عليه، ضربوه ضربا مبرحا لفترات طويلة، سألوه عن اليد التى يعمل بها فأجابهم أنها اليد اليمنى فبتروها، ثم بدءوا باستخراج عينيه وتقطيع جسده أشلاء وهو حى … حتى مات… يحكى الحكاية لمنظمة العفو الدولية الدكتور باول براون : الطبيب البريطانى..
هل يفيدك أن تعرف أيا من ذلك دون أن تعرف لماذا يفعلون ذلك؟ و دون أن تجيب عن السؤال الذى طرحته عليك فى البداية: متى انتهت الحروب الصليبية.. 
اسأل الجميع ، وسوف تكون الإجابة اليقينية الواثقة : عام 1291 ميلادية …
لكن الإجابة خطأ فاحش …فالحروب الصليبية لم تنقطع يوما واحدا ، و أنهم حين توقفوا عن مهاجمتنا فى 1291 ميلادية لم يتوقفوا لأن الله هداهم ولا لأن الشيطان ابتلعهم بل لأنهم انشغلوا أربعة قرون فى حروب صليبية هائلة مع الدولة العثمانية انتهت بالاحتلال المباشر لمعظم العالم الإسلامى، وهو الاحتلال الذى انتهى بالأصالة ليبدأ بالوكالة وما يزال ..
إنها حرب مستمرة لم تنته بعد …
إن ما يحدث فى كوسوفا هو بعينه ما يحدث فى فلسطين وميلوسيفتش ليس إلا مستنسخا من نتنياهو وباراك و أرناط وريتشارد… لكن آلة الإعلام الجبارة الكاذبة تريدك أيها القارئ أن تنظر إلى قضية كوسوفا كقضية أجنبية، لا تشعر معها أن لحمك أنت هو الذى يُنهش، وأنت لا تملك أيها القارئ حتى ترف أن تتجاهل ما يحدث لكوسوفا ما دمت أنت بعيدا … فكوسوفا التى تُذبح اليوم ليست إلا عضوا فى قطيع سيذبحه الجزار كله …
سوف أحاول إذن أيها القارئ فى المقالات التالية أن أرتق بعض الثقوب … و أن أحكى لك الحكاية كاملة … كى تدرك أى مستقبل مروع ينتظرنا… ما دمنا ننتظر الذبح كالخراف … ننتظر دون فهم أو وعى … ننتظر … وننزف تاريخنا ودنيانا و آخرتنا ومستقبلنا من ثقوب الذاكرة….ينتظرنا… ما دمنا ننتظر الذبح كالخراف … ننتظر دون فهم أو وعى … ننتظر… وننزف تاريخنا ودنيانا و آخرتنا ومستقبلنا من ثقوب الذاكرة

22 مارس 2015

سيد أمين يكتب: صحفي بدوافع أمنية

يتحرج الصحفي الوفى من انتقاد أبناء مهنته, خشية أولئك المتحفزين الواقفين على قارعة الطريق دائما دفاعا عن استمرار "الجيتوهات"- أى جيتوهات- , ومن ثمَّ يتهمونك بخيانة شرف مزعوم لم يحددوه للمهنة, ولكن في المقابل فإن الصحفي الأمين لا يمكنه ابدا تغليب مصلحته الفئوية على المصلحة القيمية العامة للمجتمع, لأنه لو سعى لتغليب قيمة الصداقة والزمالة فإنه قطعا يجورعلى القيمة الأقدس منها وهى "الحقيقة" المكلف بنقلها. 
والحقيقة أن الفساد في المشهد الصحفي المصري هو تابع لمشهد فاسد أكبر في المشهد الإعلامى العام , والذى هو بدوره جزء من حالة فساد أوسع تعيشها كل مؤسسات الدولة دون استثناء. 
ولقد دخلت حسابات السياسة نقابة الصحفيين منذ زمن بعيد, فأفسدت ثالوث النقابة والمهنة والصحفي بل والقارئ أو المتلقي أيضا, فما عادت نقابة الصحفيين المصريين ملاذا للحريات والحقوق ,وما عادت المهنة تبحث عن الحقيقة أو تدافع عنها , وما عاد الصحفي راغبا في الدفاع عن المظلومين ولا مؤمنا بالحرية والمسألة تحولت بالنسبة له إلى مجرد "سبوبة", فيما أدرك القارئ أو المتلقي هذا الحال البائس الذى تحولت إليه المهنة فراح يسيطر عليها عبر الدفع والتمويل سواء للصحيفة أو الصحفي , وسواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر. 
وبرزت حسابات السياسة التى أفسدت المهنة في السنوات العشر الاخيرة من عصر مبارك , حينما ظهرت حركات الرفض لمبارك ونجله والتى كانت تتخذ من نقابة الصحفيين ظهيرا لها , فيما انتمى عدد كبير من الصحفيين إليها – أزعم اننى منهم - الأمر الذى دفع النظام الى تبنى سياسة "تعويم" و"اختراق" النقابة عبر قيد آلاف الاشخاص من غير ممتهنى المهنة في جداولها , وهو الأمر الذى تحقق بقرارات هلل لها البعض بوصفها تحمل إطلاق حق إصدار الصحف الحزبية والمستقلة بـ"شروط معينة", فانطلقت الشخصيات المحسوبة على الحزب الحاكم أو الأحزاب الكرتونية التى صنعتها أجهزة أمن الدولة أو المخابرات آنذاك بتمويل عناصرها لإنشاء تلك الصحف , وبالطبع يتم الترخيص لها دون عداها استغلالا لتلك "الشروط المعينة", ومن خلال هذه الصحف التى سريعا ما تتعثر وتغلق أبوابها بعد أن تكون قد أدت مهمتها وقد تم قيد آلاف الصحفيين بنقابة الصحفيين, وما بقي من هذه الصحف ثبت للعيان أنها مجرد نشرة للحزب الحاكم ورجال أعماله أو نظائره الديكورية. 
وفي ظنى أن هدف النظام الحاكم من الزج بعدد ضخم من الصحفيين الموالين له أو على الأقل من قليلى الثقافة والوعى هو إحداث توازن أمام المجتمع ليبدو للعيان أنه إذا كان هناك صحفيون يهاجمون التوريث فهناك صحفيون أيضا يدعمونه , فيما قام جهاز المخابرات على الأرجح باختراق تيار رفض التوريث من الصحفيين بتقديم وجوه جديده تبدو غير محسوبة على نظام مبارك استعدادا للحظة الثورة عليه. 
وبنظرة تقريبية سريعة على أعداد المقيدين في جدول القيد بنقابة الصحفيين نكتشف أن عدد أعضاء تلك النقابة طيلة 68 عاما كان منذ إنشائها في عام 1941 حتى 2008 قرابة 5000 عضو مشتغل وتحت التمرين , فقفز هذا العدد في عام 2011 ليصل إلى 8 آلاف عضو ويواصل الآن قفزاته ليصل إلى 12 ألف عضو بما يتخطى الضعف في سبعة سنوات فقط. 
وقد تسببت تلك السياسة فى إفساد دور النقابة وتحويلها إلى ملجأ للهاربين من طابور البطالة الذى يغتال الشباب المصرى , ونحن هنا لسنا ضد توسيع باب العضوية ولكن المشكلة أن كثيرا من الصحفيين يفتقدون الصفات الواجب توافرها فى الصحفى من خبرة وثقافة ووعى وموقف. 
ولك أن تتصور أن العديدين من هؤلاء لا يجيدون القراءة والكتابة كما أن هناك صحفاً مستقلة تقوم بتعيين رجال الإعلانات والإداريين والعاطلين مقابل مبالغ مادية تحصل عليها إدارتها نظير إلحاقهم بنقابة الصحفيين وممارسة عمليات النصب والابتزاز مما يدر عليهم أرباحاً مهولة تجعلهم يعوضون ما دفعوه فى أشهر معدودات ويبقى لهم بعد ذلك بدل التكنولوجيا وخدمات النقابة التى باتت جراء هذه الممارسات هزيلة جدا. 
فى حين تقوم صحف أخرى – وهى فى الواقع معظم الصحف المستقلة والقليل من صحف الأحزاب الوهمية – بإجبار منتسبيها على تحرير استقالات مبكرة قبل قيامها بتثبيتهم والتأمين عليهم وتسخيرهم للعمل لديها بدون أجر لمدد طويلة نظير إعطائهم فرصة الالتحاق بالنقابة وبعد ذلك تتركهم ليزيدوا من معاناة النقابة المريضة أصلاً . 
ولن أكون مبالغا إذا قلت إن المعايير التى يتم تعيين الصحفيين على أساسها فى معظم الصحف لن تخرج عن ثلاثة, فإما أن يكون هذا الصحفى يحمل توصية من رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات المعلنة فى هذه الصحيفة , أو أن يكون حاملا توصية من جهة أمنية ,أو أن يكون قريبا لرئيس التحرير ليحظى باستحسانه, وقد يحدث فى أحيان نادرة أن يتم تعيين الصحفى على أساس الكفاءة والمثابرة. 
المشكلة أن الصحفيين الذين تم تعيينهم على أى من الأسس الثلاثة السابقة عادة ما تكون خبراتهم فى غاية الضحالة وهو السبب ذاته - يا للعجب- الذى قد يؤهلهم لاعتلاء أرفع المناصب فى هذه الصحف. 
فيما تتعمد بعض الصحف الحزبية والخاصة إجبار الصحفي على توقيع استمارة استقالة كشرط لتعيينه وإلحاقه بنقابة الصحفيين وليس ذلك فحسب بل إن بعض هذه الصحف تقوم بجانب ذلك بإلزام الصحفى بالتوقيع على إقرار يفيد بأنه مسئول مسئولية كاملة عن كافة أثاثات المؤسسة مع تحريره إيصال أمانة على بياض وذلك فى محاولة لإجباره على التزام الصمت بعد تعيينه وعدم اللجوء للشكوى!! 
ومهنيا , فكثير من الصحفيين لا سيما المتدربين يقومون بتسليم الموضوعات الصحفية إلى إداراتهم ويفاجئون بأن ما نشر كان مغايرا تماما لما كتبوه , كما أن آخرين يقصرون الطريق فيبذلون جهدهم في تكييف كتاباتهم لما يتوافق مع سياسة تحرير صحفهم خصما من حساب الحقيقة , ناهيك عن أخطاء في الديسك والإملاء واللغة وأخطاء تنم عن عدم الوعى والجهل , وبالطبع كل ذلك يذوب في مغسلة"الديسك". 
أنا هنا استرسلت في ذكر مثالب الصحافة والصحفيين ولكن هناك أيضا شرفاء كثيرين , ولكنهم كعادة كل جميل في بلداننا , لا نراهم لأنهم غيبوا عمدا مع سبق الأصرار والترصد ضمن تدخلات السياسة.

20 مارس 2015

محمد رفعت الدومي يكتب: محمد منير.. دميمٌ أنتَ في الستين.. جدًا!

 
في ذاكرة كلٍّ منا حتمًا أصداءٌ شاحبة لتلك الغرفة المحرمة، هي عادةً الغرفة رقم "7" التي لا ينسي الساحر أو لا تنسي الساحرة أن تحذر قبل اختفائها بطل الحكاية الأسطورية من دخولها تحديدًا دون الإفصاح عن سبب التحذير، إغراءٌ من نوع آخر، وبطبيعة الحال، لأن الإنسان الأسطوريَّ كالإنسان كائن فضولي لا يهدأ قلب السندباد أو غيره قبل أن يتخلي عن تردده ويفتح الباب المغلق علي المجهول ليرتطم بالأشكيف أو الأميرة الأسيرة أو أي شئ آخر، فنحن الذين لا نخجل من الحديث عن قومية واحدة لم نتفق بعد، ولن نتفق، علي الوحدة الموضوعية لأساطيرنا الخاصة حتي!
ثورة الخامس والعشرين من يناير، كما يليق بثورة كلاسيكية عظيمة، لم تكن أبدًا مفتاح باب الغرفة المحرمة، إنما كانت المعول الكبير الذي نسف الجدران التي واظب الجلادون علي حراستها حتي آخر قتيل صمَّم أن يموت ليشتري بدمه للآخرين واقعًا أقلَّ عهرًا ليكتشف المصريون قطيعًا من اللصوص الضالة يدير شئون مصر بحصانة السياط منذ عقود طويلة يسكن الغرفة!
هذا الاكتشاف وحده يضع ثورة يناير في صدارة لائحة أعظم الثورات علي طول التاريخ وعرضه!
لم يبق في مصر قناعٌ لم يسقط، ولا حنجرة كان المصريون يظنونها مسكونة بالرفض لم يُكتشف من يعزف أجنداته السامة علي أوتارها، ولا دمٌ لم يُعرف من أراقه، ولا مؤامرة لم يتعري من نسجها، كل سرٍّ يشتعل الآن كفضيحة!
لا ألوم الأوغاد علي نذالتهم، فالنذالة هي خرزتهم التي اختاروها من العقد، وهم فعلوا أقصي ما يستطيعون في خداع القطيع حتي سكنوا أصنامًا من غبار لحسن الحظ أنها الآن انهارت، أو تواصل الانهيار، كان آخر صنم منهار من نصيب "محمد منير"، وهو الحدث الذي وضع المصريون الأصليون بوضوح أمام العمق المروع لقدرة الإنسان علي إبداع الخداع، وأنزل بالكثيرين الألم في الحقيقة!
قناعٌ آخر قد تمزق عن وجه دميم، (نحسي)، وهو الاسم الذي تعارف عليه المصريون القدماء عَلَمًَا علي النوبيين وأخذه عنهم العبرانيون، ويعني، صاحب الوجه القاتم، وحتي وقت قريب كان اسم (نحسيو) هو الترجمة المعتمدة لمفردة (زنجي)، لا أقصد هنا لون البشرة، إنما لون القلب!
العرب أيضًا لمسوا هذا المعني، كما لمسه القرآن في سورة القمر: 
(إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ)..
من الجدير بالذكر أن "محمد منير" لم يقل يومًا أنه من دعاة التغيير، ولا نزل يومًا ميدان التحرير، حتي الحفل الذي روج البعض عقب الثورة بقليل أنه سيحييه في الميدان اعتذر عنه، وهو، كغيره من الفنانين، أفرط في حديثٍ لا نعلم شيئًا عن مدي صحته عن مضايقاتٍ تعرض لها من أمن الدولة عقب عشاء جمعه بالدكتور "محمد البرادعي"!
نحن إذًا من شنق المنطق، لقد حاصرنا نبض الرفض في أغاني "منير" بانطباع عنه كثائر مطبوع، وهذا انطباع مختلّ، إن الإشادة بالإنسان فعلٌ لا كلام مجاني يصدر من حناجر مكيفة، ولو كان الكلام المجاني يصلح لتربية انطباعات حقيقة لجاز لنا أن نعتبر "عادل إمام" النسخة المصرية من "جيفارا"، لولا أفكارنا المسبقة عنه كأداة رخوة من أدوات نظام "مبارك" لتمرير رسائل سياسية محددة عندما حاول لأول وآخر مرة أن يكون حقيقيّاً ويتجاوز الرقيب في فيلم "رسالة إلي الوالي" جلدوه عما شهور قليلة بصناعة بديل مزيف من مجرد كومبارس باشروا تربية الضوء الغير مبرر في اسمه حتي ترهل فعلاً، عندما استوعب "عادل إمام" الرسالة جيدًا وتاب وأناب، عاد "محمد هنيدي" إلي نقطته الأولي أو يكاد!
حدث آخر في سياق آخر يصب في نفس الإطار..
عام 1991، عقب احتلال العراق للكويت وقف "عبد الله الرويشد" علي خشبة أحد مسارح القاهرة وغني بانفعالاتٍ مسائية كأنها حقيقية:
ياااا الله، يا أمة الإسلام، خلص مني الكلام، لا عين شايفه حق، ولا شايفه ملام، بيتي وبيقول بيته، بيتي وبيقول بيته، اللي جه يعتدي، ومسجد لله بنيته، ومسجد لله بنيته، بيقول ده مسجدي!
بكائية أدمت ذاك المساء الكثير من القلوب المرهفة، "ومسجد لله بنيته" علي وجه الخصوص، لكن، في الساعات الأولي من صباح نفس الليلة، عندما كانت قلوب الكثيرين تجتر هذه الكلمات وتأخذها علي محمل الجد، حدث أن تم إلقاء القبض علي "عبد الله الرويشد" ولاعب الكرة "جمال عبد الحميد" يمارسان الجنس مع "فلة الجزائرية"، وتم منع الأخيرة تعقيبًا علي تلك القضية من دخول مصر!
أيُّ جين ردئ ذلك المسئول عن سمك الجلد عند الإنسان؟
لا تصدق كل ما تسمع، وافهم، قبل كل شئ، أن شارع "محمد علي" ليس شارعًا محددًا، وأن الكباريهات ليست أمكنة، وأن ذاكرة المكان تهرب أحيانًا إلي القلوب المسكونة بمشاعر رخيصة ومبتذلة، وأن كثيرين ممن يعيشون في أرقي الأمكنة يحملون في قلوبهم ذاكرة شارع "محمد علي"!
والآن..
تحولات "محمد منير" الأخيرة قادتني إلي ذكري حقيقةٍ عن كاتب أيرلندا العظيم "برنارد شو"، لقد رفض جائزة نوبل عندما اختارته وبرر رفضه بقولته الشهيرة:
- إن هذا طوق نجاة يلقى به إلى رجل وصل فعلاً إلى بر الأمان، ولم يَعُدْ عليه من خطر!
"منير" أيضًا كان قد وصل فعلاً إلي الساحل وتجاوز الخطر، فلا أعتقد أن هناك في مصر فنان آخر سوي "عمرو دياب" يزاحم اسمه في السيرة الذاتية المصغرة لنصف حسابات المصريين تقريبًا علي تويتر والفيسبوك اسم "محمد منير"، وبكل تأكيد، لذلك، كان يليق بـ " محمد منير" ما لم يقف إلي جانب هؤلاء، فلا أقل من يقف علي مساحة واحدة من كل أطراف الصراع، لا إلي هؤلاء ولا إلي هؤلاء، بسيطة! 
فما هي العلة التي ينخفض إليها الخلل في تصرفاته المتعاقبة الأخيرة، هل وجد أخيرًا مصر التي كان يكرز لها في أغانيه، أي جائزة يا تري يمكن أن تسد الفجوة التي أحدثها بينه وبين رعيته السابقة، كملك معزول؟
وهل حاور "منير" هواجسه عن إحساس شاب يسمر حبه له علي حائطه في تويتر أو الفيسبوك قُتِلَ صديقه أو أخوه أو جاره في كرنفال القتل المجاني في مصر عندما يراه وهو يعلن أن مذيعه المفضل هو "أحمد موسي"، وهذا ليس اسمًا بقدر ما هو وظيفة، أو، دمية تحرض علي القتل لابد أنها ساهمت بشكلٍ أو بآخر في انهيار جزء مهم من ذاكرته بفقدان عزيزه، هل حاور هواجسه؟
أو، عندما، يراه، وهو يغازل ابنة دميةٍ أخري لا تقلُّ انحطاطًا ويصفها بعد فراغها من فاصل من رقص البطن بقوله:
- إنتي مشروع لوحدك!
تكهن البعض بأن "منير" يتصرف هكذا تحت طائلة السُكْر، أي بمنطق "المتنبي":
نال الذي نلتُ منهُ منِّي / لله ما تصنعً الخمورُ!
وهذا هراء، فهو قديم العهد بتعاطي الخمور، وجدًا؟!
كما أن في نهج أغانيه مؤخرًا تحول مريب، وشديد الوضوح، فماذا يحدث؟! 
هل ثمة ضغوطٌ مورست ضده، وهل لهذه الضغوط علاقة بزواجه من شابة نوبية لأقل من شهرين فقط، هذا الأسلوب طرقه أمن الدولة أيضًا منذ سنوات لإخضاع الفنان "عبد العزيز مخيون"، ربما، وربما، هو أراد فقط بزواجه القصير من نوبية أن يسجل موقفًا يلمع كالخنجر في أدب النوبيين وفنهم، يدركه بسهولة كل من لمسهم عن قرب، إنهم يعتبرون زواج النوبي من غير نوبية أو العكس هو خيانة للهوية النوبية!
مما لا شك فيه أن التحولات الفكرية العنيفة لا تطرأ فجأة، لذلك، إما أن يكون (الملك المعزول) ضليعًا في أساليب الحرباء، وأن القدرة علي التلون بعض مواهبه، وإما أنه يتصرف هكذا وفوهة فضيحة كبري مصوبة إلي ظهره!
في الحالتين، يؤسفني والله أن أقول أن "طلعت زكريا"، حاحا، صار الآن في العيون أكثر استحقاقًا للتقدير من "منير"، فالرجل لم يتنصل أبدًا من موقفه تجاه "مبارك"، بل واظب علي حراسة موقفه من 25 يناير مرورًا بأكثر الأوقات عصبية وحدة وحتي النهاية!
يا ملكنا المعزول، لقد ألقيت نردك علي الرقم الخاسر، لا تغرنك حصانة اللحظة، رويدًا، إن غدًا لناظره قريب!