عندما نتجاهل ونبطل مشورة أهل العلم يعني أن الجهل و انعدام الحكمة قد ساد في البلاد, ويعني أن الفوضى الاعلامية والبلبلة الفكرية قد تفشت في المجتمع .
فلم يعدهناك من يشكل و يوجه الرأي العام في مصر شخصيات حكيمة كالشيخ الشعراوي مثلا او المفكر مصطفى محمود او غيرهم ، لقد غاب اصحاب الرأي السديد عن المشهد و تصدر المنبر رويبضات من أمثال توفيق عكاشة و هالة سرحان و باقي السلسلة,هناك حالة من الضياع والتشتت يشهدها الشارع المصري الآن,فغالبية المصريين تستقي معلوماتها ونظرتها لمستقبل البلد من سحرة الإعلام الفضائي المضلل و الفنانين و أرباب الدجل الصحفي.!!
من هم ضيوف البرامج الحوارية في الأعلام المصري ؟لمن تفرد مساحات البث الطويلة في أوقات ذروة المشاهدة ؟ من هم النجوم الذين يشكلون الرأي العام في في السهرات التلفزيونية و البرامج و الندوات ، و يغسلون أدمغة الناس ، و يأسرون الشعب المصري بالقوقعة الوطني؟
كلنا يعلم أن تأثير الإعلام يشبه تأثير قطرة الماء التي تستطيع مع الزمن ان تفلق الصخرة,فلك ان تتخيل الكارثة التي تحيق بمصر عندما يوجد فيها اعلام خبيث و منحط وسخيف و مضلل إلى هذا المستوى فهل هذا يحدث بالصدفة ؟ وحتى الإعلام الخارجي ولاسيما الخليجي يساهم أيضا في ذلك لماذا -على سبيل المثال - تصر الشبكات التلفزيونية (العربية) الضخمة و الممولة خليجيا ، أن تفرد قنوات خاصة لمصر ، و كأن مصر خارج المحيط العربي ، روتانا مصرية ، الجزيرة مصر ، إم بي سي مصر ،.... الخ
مشكلة مصر لا يحلها إستبدال شخص بشخص ، فالمسألة غير هذا تماماً... فالعيب هو في المناخ العام وفي مستوى الوعي،العيب في الناس صغارهم وكبارهم...العيب في التعليم الهابط وما يفرزه من لياقات هابطة وعقليات هابطة. العيب في ثقافة التسلية وقتل الوقت والإعلام الترفيهي ومسرح الهزل وصحافة المهاترات وأغاني الكباريهات ورقص المواخير.
العيب في النمط الاستهلاكي من الحياة وما يفرزه من جشع مادي وتهالك وسلوكيات أنانية.العيب في روح السلبية والكسل وعدم المبالاة وعدم الإنتماء.استعرضوا بالله عليكم بعض الأسماء التي ساهمت في كتابة دستور مصر في السنين الاخيرة ،استعرضوا اسماء (نجوم) البرامج الحوارية في التلفزيون المصري والفضائيات ..
ستعرفون كيف انهم بالفعل ابطلوا مشورة اهل المعرفه والحكمه في مصر فصاروا يسألون العرافين و العازفين و السحرة ، وان مصر هي الآن في السنوات التي ينطق فيها الرويبضة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق