26 يوليو 2014

يعرض لأول مرة هذه هي اخلاق ثوار العشائر الابطال في مدينة الموصل

مصطفى منيغ يكتب: بلا أساس "السيسي" لها ساس

باستثناء المتفاني، في الرضوخ للركن المنحني، المُخَصَّص لاستقبال التهاني، من مالكي (خارج الأرض المحتلة) أعلى المباني، المصطفين (مَن هم مثله) عن مذلة الأول بعد الثاني، ولا أحد منهم يستحق أن يكون فلسطيني ، فالأخير تهابه جدران الحِصْنِ المُحَصَّن ، المحروس بأشرس ذئاب المغلقة أبوابه بأغلى مزلاج ابتكرته تكنولوجية اليابان ، أزراره عيون تنقل لمن في الداخل صورة وما تحت هندام هذا الهزبر المغوار الإنسان ، وتخشاه بنادق مصوبة نحو جبهته المرصعة بالتقوى والإيمان ، وترتعش من سماع صوته طبول دواخل الآذان ، وتفر من حياله ما تفتخر به دولة إسرائيل من فرسان ، وتصطك عوارض وزراء في حكومة لا عمل لها غير التخطيط بالمكر وما يفرز من سموم كلما اتجه بقسَّامه يذكرها بالاختيار الوحيد المتروك لها رغما عن أنفها: فتح المعابر ، أو أن تحفر لنفسا بنفسها ألعن القبور في أحقر المقابر .
... الجو تغيَّر ، "كيري" عاد لواشنطن حيث المقر ، والاستقرار على ما اتخذته السعودية من قِبَلِ حليفها "نظام السيسي" كقرار ، أن تُتْرك "غزة" ب"حماسها"حتى تنهار ، أو ترضخ لمبادرة هي المحور، ليس قبلها أي خيار ، الإخوان عليهم بالاندثار ، أن يذوبوا ولا يُتْرَك لهم أثر، مصر السيسي قالت بهذا ولا تريد لحكمها المطلق لا جدال ولا معارضة ولا حوار، ولا توقف لإطلاق النار .
..."كيري" قدَّم خدمة للعرب دون أن يدري بقيمتها ، وبغير أن ينتبه لأبعادها حتى"السيسي"(لقربه من الحدث وهندسة ما يعطيه الشرعية الدولية في التدخل كقوة إقليمية تتهيأ لأخذ زمام الأمور حينما يستقر "الشرق بلا وسط" في خريطته المستقبلية ، الظَّاهِرُ منها يؤكد التغيير الجذري في المساحات الأرضية، وشكل الحكم المناسب لتلك المرحلة، التي لن يكون فيها من شاخ عظمه ولا من لا يتحرك حتى لسانه للنطق بجمل صحيحة) بالرغم مما يحيط به من فلاسفة ومحللين وخبراء مدنيين وعسكريين ، رحل كيري دون أن يعلق بكلمة يبرر بها للمراقبين سبب رفع اليد الأمريكية عن ملف "غزة"، وهذه المرة بالكامل ، الضربة المدروسة بعناية "مخابراتية" جيدة ، موجهة للسيسي دون غيره ليحُدَّ من كيفية معالجته للأمور بفرض المزيد من الليونة حتى تتم المسرحية المشخصة بالأطراف الثلاثة ( السعودية / مصر/ إسرائيل) ، وأن تُحترم أمريكا في إخراجها للعمل الدرامي ، بكيفية تجعل المتفرج لا يمل ، مهما كان وكيفما كان ، من الحركة التدميرية على الأرض الفلسطينية بشطريها الضفة والقطاع ، وأشلاء الأطفال والنساء والشيوخ تتطاير بفرط مجازر تُرتكب والأمين العام لهيأة الأمم المتحدة حاضر على جزء منها في را م الله يحتسي القهوة المطبوخة كما يريدها عباس، الظاهر على محياه أنه ينام جيدا خلافا لصديقه نتنياهو، الذي إن ركزت في وجهه تهيأ لك أنه سيسقط أرضا من قلة النوم ، إذ الورطة التي وضع نفسه وكل يهود العالم فيها ، لم تحسب ل "القسَّام" عظمته وتفوقه وغالبا انتصاره على جيش جرار تصرف أمركا وأوربا المليارات تلو المليارات على تسليحه ومده بما يزيد عن حاجاته، ليكون مستعدا وقادرا على جعل الشرق العربي يدين بملة أمريكا وحلفائها ، خاضعا عن مذلة لعربدة إسرائيل ، صامتا عن رغباتها في التوسع على حساب الفلسطينيين أولا ، ولو لمسافة كيلومتر واحد في السنة . (للمقال صلة)
*مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية
عضو الأمانة العام ة لحزب الأمل
المحمول : 00212675958539

مجازر غزة… أين العروبة؟ أين الدين؟ أين الانسانية؟

رأي القدس
وسط صمت اقرب الى التواطؤ، وللمرة الرابعة قصفتاسرائيل الخميس مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لجأ اليها نازحون في بيت حانون (شمال غزة) ما اسفر عن مقتل حوالي 15 فلسطينيا واصابة 200 آخرين.
واكتفى الاتحاد الاوروبي بالدعوة الى «تحقيق سريع»، وليس واضحا اي تحقيق يريدون خاصة بعد التصريحات الواضحة لمدير الاونروا بيتر كراهنبول التي قال فيها «ان هذه المأساة تظهر مجددا انه ليس هناك اي انسان في امان في غزة». اي ان ما يحصل في غزة اصبح نوعا من الابادة الجماعية. بالاضافة الى ان القانون الدولي يجرم اي قصف لمناطق مدنية حتى وان ثبت وجود اسلحة فيها، وهو ما تنفيه المقاومة، ولم يتوفر اي دليل عليه.
فيما اعلنت السعودية عن مساعدة قيمتها 100 مليون ريال (25,7 مليون دولار) مخصصة لمواجهة اعباء نقص الادوية والمستلزمات الطبية العاجلة لعلاج الجرحى والمصابين في قطاع غزة، لكنها لم توضح كيف سيتم توصيل هذه المساعدة في ظل العدوان واغلاق البنوك والحدود معا. 
اما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فالقى خطابا مرتجلا استغرق عشرين دقيقة بمناسبة ليلة القدر بعد ساعات قليلة من المجزرة، الا انه لم يتسع لبضع كلمات يدين فيها ذبح ابناء غزة، بالرغم من ان شيخ الازهر الذي سبقه في الحديث كان ادان المجازر بوضوح وقال: «الكيان الصهيوني ما كان يجرؤ على المجازر لشعب غزة لو أن العرب كانت لهم كلمة واحدة وكانت فلسطين تحت راية واحدة، وعلى هذا الكيان المتغطرس أن يعلم أن القضية الفلسطينية ليست حكرًا عليهم، وإنما الهم الأول للعرب والمسلمين».
اما الرئيس الفلسطيني الذي «عدل خطابه السياسي» ليتفق مع نهج المقاومة قبل يومين، ونجح في توحيد المطالب الفلسطينية في ورقة واحدة، فمازال مطلوبا منه اتخاذ اجراء لمحاسبة اسرائيل على ما ترتكبه من جرائم حرب في غزة.
وحسب خبراء قانونيين فان المطلوب من عباس هو ان يوجه خطابا رسميا الى المحكمة الجنائية الدولية يمنحها فيه حق الولاية القانونية على ما يحدث في غزة. وحينئذ يستطيع الشعب الفلسطيني بما يملك من كوادر قانونية وحقوقية كفوءة ان يفتح ابواب الجحيم القضائية على المسؤولين الاسرائيليين، بفضل ما يملك من توثيق قانوني للجرائم والمجازر الاسرائيلية.
للأسف لقد فشل العالم، في اتخاذ موقف قانوني او اخلاقي انصافا لأهل غزة الذين قدموا اكثر من ثمانمئة شهيد وخمسة الاف جريح حتى الآن واغلبهم من الاطفال والنساء والمسنين. اما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فلم يكتفيا بسقوطهما الاخلاقي، بل جعلا الضحية في مكان الجاني، وأدانا الصواريخ الفلسطينية بينما مازالا يغضان الطرف عن نتائج هذا «الهولوكوست الاسرائيلي» في غزة. 
لكن هل يجب ان نلوم العالم او الغرب حقا بينما بعض العرب والمسلمين، كادوا ان يكونوا متورطين في هذه المجازر، إما بالصمت والتعتيم الاعلامي والسياسي، أو المواقف السياسية السلبية التي تمنح اسرائيل غطاء اخلاقيا لجرائمها؟
لن نتحدث هنا عن قيام عباس بحل السلطة والغاء مسار أوسلو العقيم الذي منح اسرائيل رخصة للقتل، أو سحب السفيرين المصري والاردني من تل ابيب، او طرد سفيري اسرائيل من القاهرة وعمان او حتى «ازعاجهما» بمجرد استدعاء بروتوكولي لابلاغهما بالاحتجاج على قصف البيوت ومدارس الاونروا في غزة، ولن نتحدث عن موقف عربي موحد أو شبه موحد بمطالبة أو حتى مناشدة حلفاء اسرائيل للضغط عليها. لكن فقط نسأل ما الذي ينتظره العرب لاقامة جسر اغاثة جوي لاغاثة غزة وقد اصبحت منطقة منكوبة، خاصة بعد ان طالبت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة باقامة ممر انساني لاجلاء الجرحى وتقديم الادوية والعلاج اللازم.
أي أمة عربية أو اسلامية هذه التي تتفرج على بعض ابنائها يذبحون في هذه «الأيام المباركة» التي من الواجب فيها على كل مسلم ان يهتم بالضعفاء والمظلومين والمحتاجين. اي «ليلة القدر» يحتفل بها بعض القادة العرب، فيما يصمون آذانهم عن المذبحة القريبة في غزة، بل وماذا بقي من الدين نفسه و«الجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو..» ؟ واذا لم يبق لدينا دين ولا عروبة، فهل جفت الانسانية والنخوة في العروق الى هذا الحد؟
رأي القدس

مقابلة الموت في غزة بالتشفي والنكاية والصمت وقلب الحقيقة رأساً على عقب

 
بقلم نواف ابو الهيجاء
ما يجري من ردود أفعال يرقى الى مستوى الفضيحة على الأصعدة كافة، عربياً وإسلامياً وإنسانياً. ولذا، فالمعايير تنقلب،
وعلى الفلسطينيين التصرف وفق المعطيات التالية: لهم ان يقاتلوا وان يموتوا دفاعا عن النفس في مواجهة حرب الإبادة، وألا ينتظر أي منهم موقفا قوميا جدياً من أي جهة، فمن كان يستطيع مشغول بمشكلاته الداخلية. ومن كان لا يريد تحمل المسؤولية، وجد عذرا أقبح من ذنب ليتنصل منها.
بعد نحو أسبوعين من «عرس الدم» الفلسطيني في قطاع غزة، يظل عنوان ردود الفعل العربية محصورا بالتشفي والصمت أو حتى بقلب الحقيقة رأساً على عقب. فمنهم من تصرف على أساس ان أهلنا في القطاع كلهم «حماس» وبالتالي كلهم «إخوان مسلمون»، ولا بأس من درس دموي جديد يتلقاه الفلسطينيون بأولادهم وأطفالهم ونسـائهم وشيبهم وشبانهم، ومنهم من اكتفى بقمع أي ردة فعل ممكنة في عواصم عربية عرفـت تاريخـيا بكونها مناصرة للحق العربي في فلسطين.
لم تكن ردود الأفعال «العربية» الرسمية في السابق (وقبل ما يسمى «الربيع العربي») لتصل الى ما وصلت اليه اليوم في ظل نتائج هذا «الربيع العجيب» الذي استل من العروبة عربها ومن الإنسانية إنسانها واكتفى إما بكلمات تافهة وباردة تدين الطرفين القاتل والمقتول، وإما بالصمت الدال على التشفي. ولم ترف جفون أي من الحكام وهم يرون صور القتل والمجزرة وتحول أهل القطاع الى أشلاء ممزقة وبيوتهم الى أكداس من رماد.
حتى الحس الإنساني فقد لدى الكثير من الأدعياء. وارتقى موقف بعض الأوروبيين والأميركيين الى أعلى من مواقف بعض العواصم «العربية»، كما أن تغطية الحدث إعلاميا كانت في حالات كثيرة أكثر موضوعية من الإعلام المحسوب علينا كعرب.
واذا توقفنا عند مصر، لرأينا العجب في الإعلام وفي المواقف، من إحكام الحصار على المليون وثمانمئة الف فلسطيني من أهلنا في القطاع، والسلطة هناك تحسبهم كلهم ليس على حركة «حماس» فحسب، بل على جماعة «الإخوان المسلمين» ايضا. وهذا أمر ينسحب على مواقف عرب الخليج والمحيط كذلك.
الدم الغزي رخيص جدا هذه المرة. ورائحة الشماتة والنكاية تفوح وتزكم الأنوف. أما «الجامعة العربية»، فهي بحركتها اليوم تمنّي النفس المريضة بمزيد من الدمار والموت لأهل القطاع، ولا مانع لديها من رفع السقف المتهاوي لتساوي بين الفلسطيني المذبوح والصهيوني الغازي.
والمؤلم أن الفلسطيني وجد نفسه اليوم في موقف لم يتصوره حتى في أحلك الظروف، انه وحيد مثل مركز دائرة. وعليه أن ينافح ويتلقى سهام الموت من هنا وسهام الغدر من هناك وسهام الصمت من كل صوب. حتى السلطة الفلسطينية تتصرف وفق حسابات الربح والخسارة: السلطة والكرسي والمنفعة في جانب، وكسب أصوات الشارع في جانب، وعدم التفريط بما تمنحة الدول الاجنبية من مساعدات في جانب ثالث، وعدم التخلي عن اشتراطات «اوسلو» والتعاون الأمني في المقدمة من جانب رابع.
ما يجري من ردود أفعال يرقى الى مستوى الفضيحة على الأصعدة كافة، عربياً وإسلامياً وإنسانياً. ولذا، فالمعايير تنقلب، وعلى الفلسطينيين التصرف وفق المعطيات التالية: لهم ان يقاتلوا وان يموتوا دفاعا عن النفس في مواجهة حرب الإبادة، وألا ينتظر أي منهم موقفا قوميا جدياً من أي جهة، فمن كان يستطيع مشغول بمشكلاته الداخلية. ومن كان لا يريد تحمل المسؤولية، وجد عذرا أقبح من ذنب ليتنصل منها.

خليفة جاب الله يكتب : المتآمرون على غزة

حالة من الغثيان والاشمئزاز والصدمة انتابتنى وأنا أتابع ردود أفعال بعض الإعلاميين والصحفيين المصريين إزاء العدوان الإسرائيلى على أشقائنا فى قطاع غزة، فلم أكن أتصور أن يأتى اليوم الذى أرى أو أسمع فيه إنسان مصرى أو عربى وهو يعلن انحيازه الكامل وتأييده للعدوان الصهيونى الوحشى على إخواننا فى غزة، مهما كانت توجهاته السياسية ومهما بلغت درجة كرهه لحركة حماس.
تبارى بعض هؤلاء الإعلاميين فى إعلان تشفيهم وسعادتهم بالعدوان الإسرائيلى على أهل غزة، دون خجل، وكأنهم يشاركون فى ماراثون للتحريض ضد إخواننا الذين يتعرضون لحرب ابادة وتطهير عرقى.
مذيعة فى إحدى القنوات الفضائية اعتبرت أن الواجب يحتم على الجيش المصرى أن يهرع لمساعدة الجيش الإسرائيلى فى القضاء على حركة حماس، وأخرى اعتبرت أن ما جرى هو لعبة من حماس التى استفزت إسرائيل، لكى تحصل على تعاطف العرب والمسلمين وقالت: دماء الفلسطينيين الأبرياء فى رقبة قادة حماس، دون أن تتفوه بكلمة واحدة ضد قوات العدو الصهيونى.
الطامة الكبرى أن إحدى مذيعات التليفزيون المصرى الرسمى، الذى يعبر عن موقف الدولة والنظام الحاكم الذى أفرزته أحداث 30 يونيو 2013، قالت موجهة حديثها لأهالى غزة: «ما تتقتلوا ولا تروحوا فى داهية ..واحنا مالنا». وانتظرنا أن يتم تحويل هذه المذيعة للتحقيق، ذرا للرماد فى العيون، على ما اقترفت من جرم، ولكن فوجئنا بأن مسؤولى التليفزيون قرروا تعيينها، بعد أن كانت تعمل بعقد مؤقت طوال سنوات، وكأنهم يكافئونها على فعلتها، وتوالت مثل هذه التصريحات من صحفيين وإعلاميين وسياسيين بأسلوب ممنهج وسيمفونية متناغمة ومحبوكة تديرها جهات مجهولة من وراء الكواليس.
نعم هذه الحملة لم تحدث مصادفة أو اعتباطا، وإنما هى مؤامرة تتم بشكل منظم، وعن قصد ومع سبق الإصرار والترصد، سواء من جهات داخلية معروفة بعدائها للمقاومة ولحركة حماس وللإسلاميين بشكل عام، أو من جهات خارجية يحركها اللوبى الصهيونى العالمى، سواء بشكل مباشر أو عبر وسطاء.
هذا اللوبى يمتلك شبكة عنكبوتية معقدة تنتشر فى معظم دول العالم بما فيها الدول العربية، ويبدو أن هذا اللوبى وجد ضالته فى ثلة من أنصار «30 يونيو» وبعض المروجين لها ممن يناصبون الإسلاميين العداء فجمعت المصلحة بين الطرفين سواء بقصد أو بالمصادفة.
يعمل هذا اللوبى على تغيير الثوابت العربية الراسخة داخل وجدان الشعب المصرى والشعوب العربية منذ عقود، ليحول الكيان الصهيونى من عدو يجب مواجهته إلى دولة جارة ثم دولة صديقة، ويحول الفلسطينيين من إخوة وأشقاء يجب مساندتهم إلى إرهابيين يستهدفون أمن مصر ثم إلى أعداء، ويروجون لفكرة وقوف مصر على الحياد مما يحدث فى غزة وفى المنطقة العربية، لكى يعزلوا مصر عن محيطها ودورها ومواقع نفوذها، وهو ما ييسر على إسرائيل التغلغل والسيطرة على البلاد العربية وتحقيق حلم إسرائيل الكبرى.
تحركات هذا اللوبى ليست جديدة وإنما ممتدة منذ إنشاء الكيان الصهيونى، وإذا عدنا بالذاكرة إلى عقدين من الزمان سنرى كيف قاد هذا اللوبى حملة منظمة داخل مصر وعدد من الدول العربية لإقناعنا بقبول التطبيع مع إسرائيل، واستخدموا عددا من المثقفين والإعلاميين المصريين والعرب الذين زاروا إسرائيل لكسر حاجز المقاطعة التى تفرضها الشعوب العربية على الكيان الصهيونى، ثم عادوا إلى بلدانهم ليروجوا للتطبيع، ولكن الشارع المصرى والعربى كان عصيا على هذه المؤامرة والحملة المشبوهة.
وإذا كان هذا اللوبى فشل فى معركة التطبيع فإنه تمكن من تحقيق اختراقات فى مجالات أخرى، وعلى وجه الخصوص المجال الإعلامى، حيث تمكن من تغيير صورة إسرائيل فى الإعلام العربى من «العدو الصهيونى» إلى «العدو الإسرائيلى» ثم «جيش الاحتلال الاسرئيلى» ثم «الجيش الإسرائيلى» وأخيرا «دولة إسرائيل»، كما تجلت ثمرات هذا الاختراق فى هؤلاء الإعلاميين الذين يجهرون اليوم بتأييدهم للصهاينة فى عدوانهم على إخواننا فى غزة.
إن ما ارتكبه هؤلاء الإعلاميون هو جريمة كاملة الأركان كانت تستوجب المحاكمة لو تمت فى ظل نظام سياسى آخر غير الذى يدير مصر حاليا، وليس مكافأتهم، لأنهم جهروا بخيانتهم لعروبتهم ودينهم وللثوابت القومية والدينية التى ترسخت عبر الأجيال، فضلا عن أنهم فقدوا إنسانيتهم أيضا لأنهم يباركون هذه المجازر البشعة ضد الأطفال والنساء، دون أن تحرك أشلاء وجثث الضحايا ساكنا فيهم.
فإذا كانت الخيانة هى إفشاء أسرار ونقل معلومات للعدو، فإن ما يقوم به هؤلاء الأشخاص هو أخطر ألف مرة مما يقوم به الخونة والجواسيس لأنهم يحاولون تضليل شعب بأكمله لكى يرتمى تدريجيا فى حضن عدوه ويتخلى عن ثوابته.
أيها المتعاطفون مع العدو الصهيونى، إن عداوتكم لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية، لا تبرر الارتماء فى حضن العدو الإسرائيلى، لأن بحار الدم بين الشعب المصرى والصهاينة لم تجف حتى اليوم، فهل نسيتم 5 حروب خضناها ضد إسرائيل فى 1948 و1956 و1967 و1973، إضافة إلى حرب الاستنزاف التى استمرت 6 سنوات، وهل نسيتم دماء آلاف الشهداء الذين سقطوا برصاصات الغدر الإسرائيلية خلال تلك الحروب، ألم تسمعوا بآلاف الأسرى المصريين العزل من السلاح الذين ذبحتهم العصابات الصهيونية بدم بارد خلال حرب 67، بل ودفنت المئات منهم أحياء فى صحراء سيناء دون مراعاة لأى اعتبارات إنسانية أو قانونية، هل نسيتم مجزرتى بحر البقر وأبوزعبل، هل أصبح الصهاينة أصدقاءكم وأحباءكم وتحول الفلسطينيون وأهالى غزة المظلومون والصامدون إلى أعداء؟
إذا كنتم قررتم التخلى عن كل هذه الثوابت أو بعتموها بثمن بخس دراهم معدودة، فسيكون لزاما علينا أن نتصدى لكم ونفضحكم.. سنعتبر أن كل من يجهر بدعمه لإسرائيل ويؤيد عدوانها وإبادتها لإخواننا الفلسطينيين فى غزة أو فى الضفة الغربية متآمرا وعضوا فى اللوبى الصهيونى، وسنعلق على صدره شارة مكتوبا عليها «خائن لدينه ووطنه وأمته»، سواء كان الهدف المعلن للقذائف الصهيونية هو حركة حماس أو فتح أو الجبهة الشعبية أو الجهاد الإسلامى، سواء كان من يواجه إسرائيل، مسيحيا أو مسلما، أو سنيا أو شيعيا.
فى ظل هذا الوضع الملتبس الذى يراد فيه خلط الحق بالباطل، لا وقت لدينا كى نفرق بين من يرتكب ذلك بدافع كرهه لحركة حماس أو لأنه مغرر به، وبين الذين يقومون بذلك بالتنسيق مع عملاء اللوبى الصهيونى بشكل مباشر، ففى هذه الأوقات يجب أن نكون حاسمين وواضحين، لا مجال للمواربة والحلول الوسط.

25 يوليو 2014

مستشار بمركز مونتجمري : ليبيون يعثرون على جثة جندى مصري يحارب مع حفتر


فجر الدكتور سعيد عفيفى، المستشار القانونى بمركز مونتجمرى للدراسات القانونية، مفاجاة من العيار الثقيل، حيث كشف النقاب عما أسماه "فضيحة بجلاجلللسيسي فى ليبيا"
ونقل عفيفى، عن شخص ليبى ومقيم فى طرابلس، يدعى (مختارالبرعصى) قوله أنه كان فى واجب عزاء لأحد الجيران فى منطقة (زاوية الدهمانى) القريبة من ميدان الشهداء فى طرابلس. وكان العزاء لأحد القتلى فى معارك دارت منذ فترة حول مطار طرابلس الدولى بين قوات موالية للمنشق (خليفة حفتر) والقوات الحكومية.
وتابع: "عندما أتوا بالجثة من المشرحة صمم أهل المتوفى على ضرورة غسل الجثة. وبين جدال هذا وذاك بشأن الغسل، فهناك من يقول أنه شهيد ولا يتعين غسله بل يدفن بملابسه. وبين من يصمم على غسله لأن القتال كان بين مسلمين. فإحتكموا إلى إمام المسجد الذى قال بضرورة الغسل لأن الشهادة تكون فى سبيل الله لمن كان يدافع عن دينه وعرضة وأرضه."
أضاف: "وعند البدء فى غسل الجثة صدم الجميع بأن المتوفى ليس هو الشخص صاحب العزاء. فدخل على الجثة عم المتوفى وأخيه. وخرجوا قائلين هذه الجثة ليست لأبنهم وأن الملابس التى يرتديها الجندى ليست ملابس الجيش الليبى."
وأردف: "وبتفتيش الجثة تبين أن الجثة بها وشم صليب على اليد اليمنى مما يؤكد أن الجثة هى لجندى مسيحى. و حيث أن كل سكان ليبيا من المسلمين وليس بها أى مسيحى. فقد قال بعض الحضور أن هذه الجثة ترجع للمجموعة التى كانت تقاتل مع قوات حفتر والتى أتت من مصر لمساندته.
وقد أبلغ أهل المتوفى قيادة الجيش الليبى بما شاهدوه على حثة إبنهم وأنه ليس إبنهم، وقد أتى بعض الضباط من الجيش الليبى وأخذوا الجثة إلى مكان مجهول."
وختم حديثه قائلا: "أنا أنقل هذه الشهادة كما هى وعلى الإخوة المسيحيين إذا كان لديهم قتيل ممن قيل بأنهم قتلوا فى الوادى الجديد التأكد من جثة إبنهم."

 موضوعات ذات صلة:
تفاصيل مثيرة حول مجزرة الفرافرة.. وشكوك حول مقتلهم فى ليبيا

ديفيد هيرست: ما سر العلاقة الوثيقة المعلنة اليوم بين إسرائيل والسعودية؟

ديفيد هيرست / كاتب بريطاني رئيس تحرير موقع (Middle East Eye)
هناك أياد كثيرة وراء الهجوم الذي يشنه الجيش الإسرائيلي على غزة. ذلك أن أميركا لا يسوؤها تعرض حماس للضربات العسكرية.
ومع توالي مشاهد المذبحة في شوارع حي الشجاعية، قال جون كيري في برنامج "لقاء الصحافة" في قناة آن بي سي يوم الأحد أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، وقال السفير الأمريكي لدي إسرائيل دان شابيرو للقناة الإسرائيلية الثانية إن الولايات المتحدة ستسعى لمساعدة القوى المعتدلة على أن تصبح طرفا أقوى في غزة وهو ما يعني السلطة الفلسطينية.
ومصر كذلك لم يقهرها الحزن أيضا، فقد حمل وزير خارجيتها سامح شكرى حماس مسؤولية سقوط قتلى من المدنيين بعد رفضها لوقف إطلاق النار.
ولا يبالي نتنياهو بأي من الطرفين بقدر ما يهتم بالشريك الثالث غير المعلن في تحالفه الآثم لأنهما لا يستطيعان إعطاءه الغطاء الذي يحتاج إليه لعملية عسكرية بهذه الشراسة.
ولا يمكن أن يأتي هذا من أب يفرك يده قلقا على مصلحة أبنائه ولكنه عاجز مثل الولايات المتحدة. هذا الإذن لا يمكن أن يأتي إلا من شقيق عربي.
يأتي الهجوم على غزة بتكليف ملكي سعودي. هذا الأمر الملكي ليس سوى سر مكشوف في إسرائيل، ومسؤولو الدفاع السابقون والحاليون يتحدثون عن ذلك بارتياح.
وقد فاجأ وزير الدفاع الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز المذيع في القناة العاشرة بقوله إن إسرائيل يجب أن تحدد دورا للسعودية والإمارات العربية المتحدة في نزع سلاح حماس.
وعندما سئل ماذا يعني بذلك، قال إن الأموال السعودية والإماراتية يجب أن تستغل لإعادة بناء غزة بعد تحويل حماس إلى طرف لا يشكل خطرا.
قال اموس جيلاد، الذي كان يتولى أمر الاتصالات بين وزارة الدفاع الإسرائيلية ومصر في عهد مبارك، وهو الآن مدير قسم السياسات والعلاقات السياسية العسكرية في وزارة الدفاع، للأكاديمي جيمس دورسي في الآونة الأخيرة:
"كل شيء مفهوم. لم يعلن أي شيء. ولكن تعاوننا الأمني مع مصر ودول الخليج فريد. إنها أفضل فترة للعلاقات الأمنية والدبلوماسية مع العرب".
الاحتفال متبادل، فالملك عبدالله أشاع أنه اتصل هاتفيا بالرئيس عبد الفتاح السيسي للموافقة على مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار لم يبلغوها إلى حماس، وهذا ما جعل "جيروزالم بوست" تنسب إلى محللين قولهم إنهم يتساءلون ما إذا كانت هناك ولو نية صادقة وراء مقترح وقف إطلاق النار.
مسؤولو الموساد والمخابرات السعودية يجتمعون بانتظام: اجتمع الطرفان في الفترة السابقة مباشرة لعزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي وهما على اتفاق تام بشأن إيران سواء في الإعداد لضربة إسرائيلية مع مرور الطائرات عبر المجال الجوي السعودي أو تخريب البرنامج النووي الحالي.
ويقول مصدر مطلع إن السعوديين يمولون الجزء الأكبر من حملة إسرائيل المكلفة جدا ضد إيران.
لكن، لماذا ترتبط السعودية بهذه العلاقة الحميمة مع إسرائيل؟
على مدى عقود كان هناك شعور مماثل لدى الدولتين عندما تنظران حولهما: الخوف. كانت ردود أفعالهما متماثلة.
شعرت كل دولة بأنها لا تستطيع تأمين نفسها من الدول المجاورة لها إلا من خلال غزوها (لبنان، اليمن) أو من خلال تمويل حروب وانقلابات بالوكالة (سوريا، مصر، ليبيا). لديهما أعداء أو خصوم مشتركون: إيران، تركيا، قطر، حماس في غزة، والإخوان المسلمون.
ولديهما حلفاء مشتركون أيضا: المؤسسات الصناعية العسكرية في أمريكا وبريطانيا ورجل فتح القوي ومكسب الولايات المتحدة، محمد دحلان، الذي حاول أن يبسط سيطرته على غزة في يوم من الأيام وسيكون جاهزا على الأرجح عندما يتطلب الأمر ذلك في المرة القادمة.
الفارق اليوم هو أنه لأول مرة في تاريخ الدولتين يوجد تنسيق معلن بين القوتين العسكريتين. ابن شقيق الملك عبدالله، الأمير تركي بن فيصل بن عبدالعزيز، كان هو الوجه الظاهر في هذا التقارب وكانت أول علاماته هو نشر كتاب لأكاديمي إسرائيلي في السعودية.
سافر الأمير إلى بروكسل في شهر مايو / ايار لمقابلة الجنرال اموس يادلين، رئيس المخابرات السابق الذي اتهمته محكمة في تركيا بالضلوع في اقتحام السفينة مافي مرمرة.
يمكن القول بأنه لا يوجد ما يضير في رغبة الأمير تركي في التغلب على محرمات قديمة وأن دوافعه سلمية وتستحق الإشادة.
يؤيد الأمير تركي بشدة مبادرة سلمية تستحق الإشادة اقترحها الملك عبد الله. كان يمكن لمبادرة السلام العربية التي أيدتها 22 دولة عربية و 56 دولة إسلامية أن تكون أساسا للسلام لو لم تتجاهلها إسرائيل قبل 12 عاما.
تحدث الأمير تركي بقدر كبير من الاهتمام والحماس عن فرصة السلام في مقالة نشرتها صحيفة هآرتس وقال فيها:
"كم سيكون باعثاً على السرور دعوة ليس الفلسطينيين وفقط وإنما أيضا الإسرائيليين لزيارتي في الرياض. يمكنهم هناك أن يزوروا منزل أجدادي في الدرعية الذي عاني على يد إبراهيم باشا من نفس المصير الذي عانت منه القدس على يد نبوخذ نصر والرومانيين".
إنها الوسائل وليست الغاية التي تفضح التكلفة الحقيقية لهذا التحالف. ترويج الأمير تركي لمبادرة السلام العربية يأتي على حساب تخلي المملكة عن دعمها التاريخي للمقاومة الفلسطينية.
وقد أشار جمال خاشقجي، المحلل السعودي الذي يتمتع بشبكة واسعة من العلاقات، إلى هذه النقطة عندما تحدث ضمنيا عن عدد المفكرين الذين يهاجمون فكرة المقاومة:
"من المؤسف أن عددا من هؤلاء المفكرين هنا في السعودية أعلى من المتوسط. إذا استمر هذا الاتجاه فسيدمر زعم المملكة المشرف بأنها تعطي الدعم للقضية الفلسطينية وتدافع عنها منذ عصر مؤسسها الملك عبد العزيز آل سعود".
إن السلام سيكون موضع ترحيب من الجميع وخاصة غزة في الوقت الحاضر. إن الوسيلة التي ينتهجها حلفاء إسرائيل في السعودية ومصر لتحقيق ذلك، من خلال تشجيع إسرائيل على توجيه ضربة قاصمة لحماس، يدعو إلى التساؤل عما يجري فعلا.
إن الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز والد الأمير تركي كان يمكن أن يشعر بقدر كبير من الغضب إزاء ما يلحقه نجله باسمه.
هذا التحالف السعودي الإسرائيلي ملطخ بالدماء... دماء الفلسطينيين وقد تجاوز عدد من أريقت دماؤهم في الشجاعية يوم الأحد المائة.

المخابرات الأمريكية: بعد 10 سنوات لن يكون هناك "إسرائيل"

الناصرة- المركز الفلسطيني للإعلام
توقع تقرير جديد للمخابرات الأمريكية، تلاشى دولة الكيان في عام 2025م، وأوضح أن اليهود ينزحون إلى بلادهم التي أتوا منها الي فلسطين، منذ الفترة الماضية بنسبة كبيرة، وأن هناك نصف مليون إفريقي في الكيان سيعودون إلى بلادهم خلال السنوات العشر القادمة، إضافة إلى مليون روسي وأعداد كبيرة من الأوروبيين.
وأشار التقرير الذى أعدته 16 مؤسسة استخبارية أمريكية، وهو تقرير مشترك تحت عنوان (الإعداد لشرق أوسط في مرحلة ما بعد إسرائيل)- إلى أن انتهاء دولة الكيان في الشرق الأوسط أصبح حتما قريبا.
وأشار التقرير إلى أن صعود التيار الإسلامي في دول جوار دولة الكيان، وخاصة مصر، قد أشعر اليهود بالخوف والقلق على حياتهم، وجعلهم يخشون على مستقبلهم ومستقبل أولادهم؛ لذا فقد بدأت عمليات نزوح إلى بلادهم الأصلية.
وأوضح التقرير أن هناك انخفاضًا في معدلات المواليد الصهيونية مقابل زيادة سكان الفلسطينيين، وأنه يوجد 500 ألف صهيوني يحملون جوازات سفر أمريكية، ومن لا يحملون جوازات أمريكية أو أوروبية فى طريقهم إلى استخراجها، كما صرح بذلك القانوني الدولي فرانكين لامب، في مقابلة مع تلفزيون برس PRESS.
البديل سيكون دولة متعددة العرقيات والديانات، وستطفأ فكرة الدولة القائمة على أساس النقاء اليهودي، التي لم يستطع قادة الكيان تحقيقها حتى الآن.
التقرير السري الذي اختُرق وجرى الاطلاع على فحواه، أعربت فيه المخابرات المركزية الأمريكية CIA فيه عن شكوكها فى بقاء دولة الكيان بعد عشرين عاما.
الدراسة تنبأت بعودة اللاجئين أيضا إلى الأراضي المحتلة؛ ما سيفضى بدوره إلى رحيل ما يقارب مليوني صهيوني عن المنطقة إلى الولايات المتحدة خلال الخمس عشرة سنة القادمة، كما تنبأت الدراسة بعودة ما يزيد عن مليون ونصف صهيوني إلى روسيا وبعض دول أوروبا؛ هذا بجانب انحدار نسبة الإنجاب والمواليد لدى الصهاينة مقارنة بارتفاعها لدى الفلسطينيين؛ ما يفضي إلى تفوق أعداد الفلسطينيين على الصهاينة مع مرور الزمن. وأشار لامب إلى أن تعامل الصهاينة مع الفلسطينيين، وبالذات فى قطاع غزة، سوف يفضي إلى تحول في الرأي العام الأمريكي عن دعم الصهاينة خلافا للخمسة وعشرين سنة الماضية. وقد أُعلم بعض أعضاء الكونجرس بهذا التقرير.
فى أحدث تصريحاته المثيرة للجدل، قال هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية سابقا وأحد أبرز منظري ومهندسي السياسة الخارجية الأمريكية، والمعروف بتأييده وبدعمه المطلق للكيان؛ إنه بعد عشر سنوات لن تكون هناك دولة الكيان؛ أي في عام 2022 دولة الكيان لن تكون موجودة. وقد حاولت مساعدة كيسنجر (تارابتزبو) نفى هذه التصريحات بعدما أثارت استياء صهيوني ورعبها، إلا أن (سندي آدمز) المحررة فى صحيفة (نيويورك بوست) أكدت أن مقالها الذي نشرت فيه هذه التصريحات كان دقيقا، موضحة أن كيسنجر قال لها هذه الجملة نصًّا. وسبق لرئيس جهاز الموساد سابقا (مائير داغان) القول فى مقابلة مع صحيفة (جيروزلم بوست) في أبريل الماضي عام 2012: "نحن على شفا هاوية، ولا أريد أن أبالغ وأقول كارثة، لكننا نواجه تكهنات سيئة لما سيحدث في المستقبل".
موقع المجد الأمني

صحفي أمريكى : ترحيل اليهود الأكراد من إسرائيل وإيران إلى شمال العراق

 
كشف الصحفي الامريكى واين مادسن عن معلومات بالغة الأهمية والخطورة حول سعي "إسرائيل" الحثيث للتمدد في العراق استناداً إلى إدعاءات توراتية مرتبطة بما يسمى "اسرائيل الكبرى" من خلال شراء الأراضي في شمال العراق، وأشار إلى مسؤولية "الموساد" في تهجير المسيحيين هناك من خلال ارتكاب عمليات قتل لحملهم على الرحيل وشراء أراضيهم، وجاء في التقرير الصحافي لمادسن الذي نشره موقع "أون لاين جورنال" .
يبدو أن شهية الاطماع الاستعمارية التوسعية ل "إسرائيل" لا تحدها حدود، فنوايا الهيمنة الكاملة على الضفة الغربية وقطاع غزة والاحتفاظ بمرتفعات الجولان السورية للأبد، إلى جانب التغلغل والتوسع في جنوب لبنان، غدت معروفة للجميع، والآن يبدو أن أنياب "اسرائيل" المفترسة تتهيأ لالتهام اجزاء من العراق، بزعم من جانب "الاسرائيليين" بأنها جزء من "إسرائيل" الكبرى بحسب كتبهم المقدسة .
وتشير تقارير إلى أن "إسرائيل" لديها خطط لترحيل آلاف اليهود الأكراد من "إسرائيل"، وتشمل هذه الخطط المهاجرين الأكراد في إيران، وتنوي "إسرائيل" توطين كل المرحلين في الموصل ونينوى، على أن تتم عمليات ترحيل وتوطين اليهود الأكراد في العراق تحت غطاء زيارة أضرحة ومزارات يهودية مقدسة، ووفقاً لمصادر كردية، يعمل "الاسرائيليون" سراً مع حكومة كردستان الإقليمية لتنفيذ مخطط إلحاق ودمج اليهود الأكراد بمناطق عراقية بإشراف حكومة كردستان الإقليمية .
وقد لاحظ أكراد، وعراقيون مسلمون وتركمان أن الأكراد "الاسرائيليين" بدأوا بعد الغزو الأمريكي في العام 2003 - يشترون أراضي في كردستان العراق، ويعتبرونها عقارات يهودية تاريخية .
ويبدي "الإسرائيليون" اهتماماً خاصاً بضريح "ناحوم" في القوش، و"جوناه" في الموصل وكذلك معبد دانييل في كركوك .
كما يسعى "الإسرائيليون" أيضاً للمطالبة بعقارات يهودية خارج الإقليم الكردي، تشمل ضريح حزقيال في قرية الكفل في محافظة بابل بالقرب من النجف، ومعبد إزرا في العزاير في محافظة ميسان، بالقرب من البصرة، ويقع الاثنان "الضريح والمعبد" في مناطق جنوب العراق .
وينظر "الاسرائيليون" الذين تدفعهم شهوة التوسع لهذه الأضرحة والمعابد، باعتبارها جزءاً من "إسرائيل" الكبرى مثلها مثل القدس والضفة الغربية، التي يطلقون عليها "يهودا والسامرة" .
وذكرت المصادر الكردية والعراقية أن الموساد "الاسرائيلى" يعمل جنباً إلى جنب مع الشركات "الإسرائيلية" و"السياح" لدعم المطالبة "بالعقارات" اليهودية في العراق . وقد ظل "الموساد" يعمل منذ مدة على تدريب قوات البيشمركة العسكرية الكردية .
وتشير التقارير إلى أن مرتزقة أجانب يساعدون "الإسرائيليين" على تحقيق أطماعهم ومآربهم في العراق، وهؤلاء المرتزقة يتلقون أجورهم من الدوائر الأمريكية المسيحية الإنجيلية، التي تدعم فكرة "الصهيونية المسيحية" .
ويقول عراقيون وطنيون أن فصائل كردية بارزة تدعم التغلغل "الإسرائيلي" في العراق، ويعتبر الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال الطالباني من أبرز داعمي التغلغل "الإسرائيلي" في العراق . ويعمل قباد الطالباني (ابن جلال الطالباني) ممثلاً "لحكومة كردستان الإقليمية" في واشنطن، حيث يعيش مع زوجته شيري كراهام، وهي بالمناسبة يهودية .
ويدعم الحزب الكردستاني الديمقراطي الذي تزعمه مسعود البارزاني، أنشطة الاستحواذ على الأراضي العراقية التي ينخرط فيها "الاسرائيليون" حالياً وتقول التقارير أن بينجريفان البارزاني (أحد أبناء مسعود البارزاني الخمسة) متورط بشدة مع "الاسرائيليين" .
وقد تمكن "الاسرائيليون" والمسيحيون الصهاينة، من دخول العراق عبر تركيا ليس عبر بغداد .
ومن أجل إخلاء الأراضي التي يطالب "الاسرائيليون" بملكيتها، دبر عملاء "الموساد" ومعهم مرتزقة الصهاينة المسيحيين هجمات إرهابية على المسيحيين الكلدانيين، خصوصاً في نينوى، وإربيل، والحمدانية، وبارطلا تلسقف، وبطنايا، وبعشيقه، والكوشفين، وأوقرا، والموصل .
وهذه الهجمات التي يدبرها ويشنها "الاسرائيليون" وحلفاؤهم، يشار إلى إليها غالباً على أنها مسؤولية تنظيم القاعدة .
والهدف النهائي ل "الإسرائيليين"، هو إفراغ المناطق المسيحية في الموصل وجوارها من سكانها، ومن ثم المطالبة بالأرض باعتبارها أراضٍ أو مناطق يهودية توراتية بزعم أنها تشكل جزءاً من "إسرائيل الكبرى" .
وتعتبر العملية "الإسرائيلية" - المسيحية الصهيونية إعادة لعمليات الإخلاء والتهجير القسري، التي حدثت للفلسطينيين تحت الانتداب البريطاني لفلسطين بعد الحرب العالمية الثانية .
في يونيو/حزيران ،2003 زارت بعثة "اسرائيلية" الموصل وقال أعضاؤها إن "اسرائيل" تعتزم وتعمل على تأسيس هيمنة "اسرائيلية" على ضريح جوناه في الموصل، وضريح ناحوم الذي يقع في الأراضي المنبسطة حول الموصل ( أي سهل الموصل ). وقالت البعثة "الاسرائيلية" ان البارزاني يدعم "الاسرائيليين" لتحقيق مآربهم .
وذكر "الاسرائيليون" أن الحجاج الايرانيين اليهود، والحجاج "الاسرائيليين" سيسافرون عبر تركيا إلى منطقة الموصل وسيستحوذون على الأراضي التي يعيش فيها العراقيون المسيحيون .

شاهد ما حدث لمحلب بعدما سمع أيات القصاص



جاسم المطوع يكتب : قل لأبنائك «25» معلومة مهمة عن فلسطين

لو سألك ابنك لماذا أنت مهتم بفلسطين وتتابع أخبار بيت المقدس؟ فماذا تقول له؟
وما جوابك؟ اقترح على القارئ قبل أن يكمل المقال أن يتوقف قليلا ويفكر بجواب يقوله لابنه لو طرح عليه هذا السؤال،ويمكنك أن تستعين بهذه الخمس والعشرين معلومة مهمة لا بد أن يعرفها أبناؤنا عن فلسطين وبيت المقدس، حتى يعرفوا لماذا نحن نهتم بفلسطين وما يحدث فيها، وأقترح على القارئ أن يقرأ المقال على أبنائه، أو أن يرسل الرابط لهم على (وتس أب) ليطلعوا عليه، حتى يعرفوا أننا مهما انشغلنا بالدنيا فإن فلسطين هي قضيتنا الأولى بعد المساهمة في توعية المسلمين وتعليمهم.
وقل لولدك: يا ولدي إن فلسطين هي سكن الأنبياء، فنبينا ابراهيم عليه السلام هاجر لفلسطين، ولوط عليه السلام نجاه الله من العذاب الذي نزل على قومه إلى الأرض المباركة وهي أرض فلسطين، وداود عليه السلام عاش بفلسطين وبنى محرابه فيها، وسليمان عليه السلام حكم العالم كله من فلسطين، وقصته الشهيرة مع النملة التي خاطبت النمل وقالت لهم (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم) كان بمكان يسمى وادي النمل بفلسطين وهو بجوار (عسقلان)، وفيها كذلك محراب زكريا عليه السلام، كما أن موسى عليه السلام طلب من قومه أن يدخلوا الأرض المقدسة، وسماها المقدسة أي المطهرة التي طهرت من الشرك وجعلت مسكنا للأنبياء، وحصل فيها معجزات كثيرة منها ولادة عيسى عليه السلام من أمه مريم وهي فتاة صغيرة من غير زوج، وقد رفعه الله إليه عندما قرر بنو إسرائيل قتله، وفيها هزت مريم عليها السلام جذع النخلة بعد ولادتها وهي في أكثر حالات ضعف المرأة، ومن علامات آخر الزمان فيها أن عيسى عليه السلام سينزل عند المنارة البيضاء، وأنه سيقتل المسيح الدجال عند باب اللد بفلسطين، وأنها هي أرض المحشر والمنشر، وأن يأجوج ومأجوج سيقتلون على أرضها في آخر الزمان، وقصص كثيرة حصلت في فلسطين منها قصة طالوت وجالوت.
قال ولدي: وماذا عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلاقته بفلسطين، قلت يا ولدي: لقد كانت القبلة في بداية فرض الصلاة تجاه بيت المقدس، ولما هاجر النبي للمدينة نزل عليه جبريل وهو يصلي وأمره أن يغير اتجاه القبلة من بيت المقدس إلى مكة المكرمة فسمي المسجد الذي كان يصلي فيه (ذو القبلتين)، كما أن رسولنا الكريم عندما أسري به ذهب لبيت المقدس قبل معراجه للسماء، فهي المحطة الأولى التي توقف فيها بعد انطلاقه من مكة باتجاه السماء، وصلى بالأنبياء إماما ولهذا هي مقر الأنبياء، وقد سأل أبوذر رضي الله عنه (رسول الله: أي مسجد وضع أول، قال: المسجد الحرام قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصي، قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون، ثم قال أينما أدركتك الصلاة فصل والأرض لك مسجد).
يا ولدي: هل تعلم أن أبابكر الصديق رضي الله عنه على الرغم من انشغاله بمشكلة ردة العرب بالجزيرة العربية وتجييش الجيوش لمحاربتهم ليردهم للإسلام الصحيح، لم يلغ الجيش الذي أمر به النبي الكريم للذهاب للشام على الرغم من حاجته لكل طاقة يستثمرها لعودة الجزيرة لاستقرارها، وهل تعلم أن العصر الذهبي للفتوحات الإسلامية كان أيام عمر الفاروق رضي الله عنه، وأنه لم يخرج من المدينة المنورة للاحتفال بفتح أرض أو بلد إلا فلسطين، فذهب إليها بنفسه وفتحها صلحا وصلى بها واستلم مفاتيحها لإنقاذ النصاري من ظلم الرومان وقتها، ثم فتحها مرة أخرى صلاح الدين في يوم تاريخي من عام 583 هـ وكان يوم جمعة يصادف يوم 27 رجب وهو في نفس تاريخ الليلة التي عرج بها النبي إلى السماء مرورا ببيت المقدس، وهذا اتفاق عجيب فقد يسر الله أن تعود القدس لأصحابها بمثل زمن الإسراء والمعراج.
قال ولدي: ولماذا سمي بيت المقدس بهذا الاسم؟ قلت: هذا الاسم كان قبل نزول القرآن فلما نزل القرآن سماه المسجد الأقصي، وسمي بالمقدس للقدسية التي كان يمتاز بها، ولهذا فإن أرض فلسطين والشام هي أرض رباط، فقد استشهد فيها بحدود 5000 من الصحابة الكرام وهم يحرصون على فتح بيت المقدس وتحريرها من ظلم الرومان، ولا يزال الشهداء يسقطون حتى اليوم، فهي أرض الشهداء وأرض الرباط.
قال ولدي: إذن أهمية المسجد الأقصى وأرض الشام مثل أهمية الحرمين مكة والمدينة أليس كذلك يا والدي؟ قلت: نعم يا ولدي والله تبارك وتعالي يجمع بينهما ففي قوله تعالى (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين) 
قال ابن عباس رضي الله عنه: التين بلاد الشام والزيتون بلاد فلسطين وطور سينين الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام بمصر والبلد الأمين مكة المكرمة، وقول الله تعالى (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) في أحد الأقوال بتفسيرها أن أمة محمد ترث الأرض المقدسة،
قال ولدي: الآن عرفت أهمية فلسطين والمسجد الأقصى وكما أعلم أن الصلاة فيه تضاعف إلى خمسمائة ضعف فهل هذا صحيح؟ 
قلت: نعم هذا صحيح، ولا تنس يا ولدي فلسطين وأهلها من دعائك بارك الله فيك.

حرب العدوان على قطاع غزة .. تقدير موقف بعد سبعة عشر يوماً

منير شفيق
أثبتت الحرب التي خاضتها المقاومة والشعب في قطاع غزة مجموعة من الحقائق التي تفرض نفسها خلفية أو قاعدة لتقدير الموقف عسكرياً وسياسياً بعد سبعة عشر يوماً من القتال الضاري والصراع السياسي المتعدد الأبعاد، بما يسمح بإطلالة حول مستقبل الحرب في مرحلتها الراهنة واحتمالات مآلاتها. وهذه الحقائق بداية، وبخطوطها العامة بعيداً عن التفاصيل والتفصيل:

أولاً الشعب :
أظهر الشعب الفلسطيني في القطاع صموداً منقطع النظير، وهو تحت الحصار الخانق والنقص في الطعام والماء والدواء والطاقة والأموال والحرمان من المساندة من الشقيق الجار القريب، فيما العدو يستهدف بالقصف بيوت المدنيين ويوقع مئات الشهداء وآلاف الجرحى ويهدم مئات البيوت على سكانها المدنيين.
نعم، أظهر الشعب تحت كل هذه الظروف صموداً والتفافاً حول المقاومة واحتمالاً للتضحيات من أجل الانتصار من خلال فرض شروط المقاومة وفي مقدمها رفع الحصار من كل الجهات وعدم العودة إلى ما كان عليه الوضع قبل اندلاع العدوان. ويكفي دليلاً أن راية بيضاء واحدة لم تُرفع وانصبت كل المقابلات باتجاه الصمود.
ومن هنا يمكن القول أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مستعد ليصمد مهما طالت الحرب. بل كلما طالت يصبح الصمود أشدّ بعد كل التضحيات، إلى جانب ما يلوح في الأفق القريب من مؤشرات قوية جداً لهزيمة العدوان.

ثانياً: الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس وفي فلسطين الـ48 وفي مناطق اللجوء 
سوف يزداد يوماً بعد يوم في ردود فعله للتشارك مع المقاومة والشعب في قطاع غزة واعتبار حرب العدوان حرباً على كل الشعب الفلسطيني وهذا ما تكشف عنه المواجهات التي اندلعت في القدس والمناطق التي تحت الاحتلال المباشر (حيث لا أجهزة أمن فلسطينية) وما سقط وسوف يسقط من شهداء. وهنالك محاولات الحراك الشبابي في الضفة الغربية حيث السلطة والأجهزة الامنية التي لولاها لكانت الانتفاضة الشاملة، ولأطبقت الضفة الغربية على العدو الصهيوني فتصبح حرب المقاومة والشعب في قطاع غزة حرباً واحدة مع الانتفاضة في مواجهة الجيش الصهيوني.

ثالثاً: المقاومة المسلحة خلال سبعة عشر يوماً في مواجهة حرب العدوان على القطاع
لقد أظهرت المقاومة بكل الفصائل المقاتلة في القطاع، وفي المقدمة، بالطبع، "حماس" و"الجهاد" أنها أعدت نفسها جيداً لخوض حرب منتصرة ضد العدوان اعتمدت على خطط ذكية، ومفكر بها جيداً، في الرد الصاروخي وكيفية توزيعه وما يهدف تحقيقه، لا سيما من الناحية المعنوية والنفسية وألوان المفاجأة، وإبقاء ما هو أعظم في اليد تلبية لتطورات الحرب. فكانت هنالك المفاجأة النوعية والكمية، وكانت هنالك المفاجآت غير المتوقعة من العدو، كما الصديق وغير الصديق. ثم كانت الوحدة والتنسيق عسكرياً وسياسياً في ما بين "حماس" و"الجهاد" و"الجبهة الشعبية" والفصائل المقاتلة. وقد وصل إلى مستوى أعلى من أي مرحلة سابقة.
ثم جاءت المعركة البرية لتثبت المقاومة فيها أنها صاحبة المبادرة الهجومية وراء خطوط تقدم قوات العدو في مختلف النقاط. مما أربكها وأوقع فيها الخسائر وأكد لقيادة العدو أن التوسع في المعركة البرية سيقود إلى إنزال هزيمة ميدانية محققة بقوات الجيش المتقهقر.
وهنا أثبتت المقاومة أن يدها هي العليا في المعركة البرية، وهي الحاسمة في كل حرب، وليس القصف الصاروخي أو الإيغال في قتل المدنيين.

رابعاً: العدو وقيادة المعركة والنتائج خلال سبعة عشر يوماً
من يدقق في كيفية انتقال القرار من اجتياح الضفة الغربية واستباحتها إثر اختطاف الجنود الثلاثة، ثم العثور على جثثهم، وارتكاب جريمة حرق الفتى محمد أبو خضير حياً بعد تعذيبه، فكان التورط في مواجهة ردود الفعل الشعبية في القدس ومناطق الـ48 والضفة وقطاع غزة، ثم كيفية اتخاذ قرار العدوان على القطاع هروباً من إرهاصات انتفاضة في الضفة والقدس، سوف يتأكد أننا أمام قرار ارتجالي غير معدّ له جيداً وقد وقع في المصيدة عندما واجهته المقاومة برد صاروخي لم يكن متوقعاً من بعض أو جهة، مصحوباً بالوقوف النِّدّي عسكرياً مع التصميم على مواصلة الحرب والانتقال إلى الهجوم، الأمر الذي فرض على العدو أن يطبخ، أو يسارع إلى قبول، وقف إطلاق النار، كما أعلن عنه في المبادرة المصرية، فيما رفضت حماس والجهاد والشعبية والفصائل الأخرى مجتمعة (كما الفصائل الفلسطينية في دمشق) هذه المبادرة، واستمرت في إمطار العدو بالصواريخ.
وقد ظن نتانياهو أن هذا الرفض يعطيه "الشرعية" أو الغطاء للانتقال إلى المعركة البريّة التي تبيّن منذ اللحظة الأولى وما تلاها من خطوات أنها بدورها جاءت ارتجالية وغير محسوبة جيداً، وإذا بها تتحوّل، مع ما أبدته المقاومة من مبادرة في الانتقال عبر الأنفاق إلى القتال وراء خطوط المهاجمين وإيقاع الخسائر بهم، إلى ورطة جديدة تواجه حكومة نتانياهو وقيادة الجيش الصهيوني. ناهيك عن أميركا وغيرها من داعمي نتانياهو وعدوانه ودعمه في قبوله للمبادرة المصرية التي شارك في صوْغها.
لا شك في أن الحرب البرية خيبّت آمال نتانياهو وقيادة الجيش حيث فوجئوا بالأسلوب الذي استخدمت الأنفاق به وأشكال امتدادات الأنفاق. وخطوط توزيعها والأخطر جرأة المقاومين وذكائهم والطريقة التي قاتلوا بها كما انسحابهم بعد تنفيذ المهمة، وما لحق بالمهاجمين الصهاينة من خسائر. فالبداية حتى الآن منذرة لنتانياهو بالهزيمة ولعل أي قائد عسكري حصيف يراقب جيداً كيف تُقاد المعارك من قِبَل المقاومة ويدرس المفاجآت البرية، عليه أن يتوقع الأعظم، مفاجأة وخسائر.

خامساً: الموقف السياسي خلال سبعة عشر يوماً 
منذ اللحظة الأولى أعلنت الإدارة الأميركية وأغلب حكومات الاتحاد الأوروبي أن كل ما يقوم به الكيان الصهيوني ممارسة لحق الدفاع عن النفس. أي تمت تغطية العدوان من الناحية السياسية الدولية، ومن دون أن يقابله للأسف موقف روسي أو صيني، يشجب العدوان ويدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته، وأنه لم يصل إلى مستوى تغطية العدوان وتسويقه كما فعلت أميركا، واقتصر الموقف على الدعوة إلى وقف اطلاق النار.
أما على المستوى العربي فقد تبنى اجتماع وزراء خارجية حكومات دول الجامعة العربية المبادرة المصرية التي رفضتها المقاومة بكل فصائلها أو طالبت بتعديلها بما يتضمن تبني شروط المقاومة. ولكن مصر صاحبة المبادرة ترفض حتى اللحظة الموافقة على تلك الشروط بالرغم من عدالتها وتواضعها، وبالرغم من الإجماع الفلسطيني على دور مصر والحرص على عدم إفشاله. ولكن وصل الأمر بتسيبي ليفني أن اعتبرت أن هنالك توافقاً بين أميركا والكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية ومصر على المبادرة كما هي، واعتبارها الأساس لوقف إطلاق النار بما تضمنه مثلاً من ردم للأنفاق ووصفها بالأعمال العدوانية.
يمكن القول أن الموقف الرسمي العربي بمجمله، ولو بفوارق طفيفة يظل حتى الآن في خانة الوقوف ضد مطالب المقاومة والشعب الفلسطيني مع مواقف ملتبسة من العدوان. والأنكى أن السلطة الفلسطينية (محمود عباس) تبرّعت بالقول أنها بادرت في طلب تلك المبادرة في محاولة لتغطية موقف مصر. لعل ذلك يجعل من حكومة السيسي تتخلى عن محمد دحلان لحساب محمود عباس. فموقف محمود عباس في عدد من تصريحاته قوبل بمعارضة فلسطينية واسعة سواء أكان بسبب موقفه من المبادرة أم كان ما تمارسه الأجهزة الأمنية من قمع لمنع نصرة الضفة الغربية لغزة من خلال انتفاضة قد تسفر عن قلب الطاولة على رأس الاحتلال للضفة والقدس وليس على رأس العدوان ضد غزة فقط.

سادساً: الوضع الراهن وبعض احتمالات تطوّره
عندما لم توافق فصائل المقاومة ولا سيما حماس والجهاد على وقف إطلاق النار وفقاً للمبادرة المصرية،
وعندما تصرّ مصر ومؤيدو المبادرة المصرية عليها كما جاءت أول مرّة،
وعندما يستمر الموقف المصري – السعودي – الإماراتي بإعطاء الأولوية للموقف ضدّ حماس وهي تخوض الحرب ضد العدوان،
فكل هذا يعني أن على الكيان الصهيوني أن يستمر في حربه وأن يستمر الحصار على قطاع غزة إلى أجل غير مسمى مع إطلالة اليوم الثامن عشر على هذه الحرب، 
ويعني أن مؤيدي المبادرة المصرية يريدون الحرب أن تستمر ما لم يتم القبول الفلسطيني بها
وهنا تتقدم الاحتمالات التالية:
أ‌- أن يعتبر الكيان الصهيوني أن لديه دعماً عربياً ودولياً يسمح له باحتلال القطاع أو خوض حرب شرسة ضدّ المقاومة والأهالي على السواء. وذلك إلى أن تأتي المقاومة إلى مصر جاثية على ركبها وعندئذ يُفرض وقف إطلاق النار الذي سيتلوه التفاوض لتسليم سلاح المقاومة للسلطة الفلسطينية وتهديم الأنفاق وإنهاء الوجود العسكري للمقاومة، وإنهاء الوجود السياسي لحماس.
هذا الاحتمال يلتقي مع رغبة نتنياهو. لكن الجيش الصهيوني أعجز من أن ينفذه فالمقاومة والشعب سيخوضان حرباً لا قِبَل له في كسبها أو تحمل خسائرها.
ب‌- استمرار الحرب على النمط الراهن قصف على المدنيين وزيادة الخسائر واستمرار الهجمات البرّية الجزئية. وذلك بهدف أن يضغط باتجاه تحرّك الشارع ضدّ المقاومة كما إنهاك المقاومة واستنزافها باستمرار الحرب.
وهذه الاستراتيجية ستمتد بالحرب إلى سبعة عشر يوماً أخرى أو أكثر، الأمر الذي سينتهي إلى فشل من زاوية زيادة اشتعال الضفة الغربية والقدس بالغضب مما سيزيد من احتمالات الانتفاضة، كما زيادة حراك الداخل الفلسطيني في مناطق الـ48، ومخيمات اللجوء.
هذا "السيناريو" سينقلب على أصحابه وسيؤدي إلى الرضوخ لمطالب المقاومة وليس العكس، ربما، في وقت، لا يصل إلى سبعة عشر يوماً إضافية. ولكن بكلمة، لم يعد الموقف الرسمي العربي (لو افترضنا بقاءه متماسكاً خلف المبادرة المصرية)، ولم يعد الموقف الدولي، حين يتواطآن مع العدوان بقادرَيْن على تغيير ميزان القوى في المواجهة الميدانية. لأن في حرب الأثمان بالمدنيين أو في الحرب البريّة ضمن المرحلة الراهنة التي وصلتها قوّة المقاومة ووصلها الجيش الصهيوني من ضعف وكيانه من مأزق سيكون إطالة الحرب في مصلحة المقاومة.
فما دام القول الحسم سيكون للميدان وما سيتركه من أثر على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية والرأي العام العالمي، فإن النصر مؤكد، بإذن الله، للمقاومة والشعب الفلسطيني ضمن هذين السيناريوين وأضف ما شئت من سيناريوات أخرى وهي دائماً يجب أن تكون متوقعة ما دامت العوامل الأساسية السابقة فاعلة من خلالها.

مصطفى منيغ يكتب :أكانوا مجرد نِعاج حتى نكتفي بالاحتجاج؟.

مصيبة الفاهم حينما يتظاهر بعدم الفهم ، فأي هدنة (تحمي إسرائيل) تفرضها "مصر السيسي" بعد سيلان (في غزة) كل هذا الدم، مع الإبقاء على التفاوض لغاية استرجاع إسرائيل المعتدية أنفاسها فتفكر في عقد مجلس حكومي مُصغر، لتنتقل بعد شهر أو سنة أو أكثر ، لآخر أكبر، ويقوم "نتنياهو" بزيارة لشقيقه اوباما الأبر، فيعرج على كل دولة باركت دفاع بلده (المعتدية) على النفس ، ويلتقي عند العودة بزميله الحميم المكلف بتخدير جزء من الشعب الفلسطيني في رام الله، تحت غطاء رئيس السلطة في دولة فلسطين وهولا يملك حتى حق الحركة فيها بدون ترخيص ، الداعي إلى سماع إسرائيل بانتباه وتمعن قبل الإقبال أو القبول بإجراء يجرفه والمتشبثين به إلى سجن لا حول لهم ولا قوة أمام بقائهم داخله ولو لأربع وعشرين ساعة ، لما ألفوه من عيش رغيد، وطعام شهي لذيذ، وسياحة لامتداد مديد، مهما كان المكان المُتَِمُّ فيه المقام قريبا أو أبعد من بعيد ، إذ هناك (دوما) من يدفع بالريال الجديد، أو الأورو المتحد، أو الدولار العنيد العتيد ، أكانت غزة محاصرة ، أو تعاني (ومَنْ فيها) ضيق ضائقة ، أو اجتاحها عسكر صهيون يَذبِّحون أبناء فلسطينيين ويستبيحون نساء فلسطينيات لا شيء يهم، ما دامت إسرائيل راضية عنهم ، بدليل إبقائهم في تلك المناصب منذ زمن الفلاس المبين ، إلى ما زاد عليه كزمان الآن، السالخ ضمائر من نقصد فغدوا جُعَبا جوفاء تدخل الأوامر الصهيونية من أفواههم وتخرج من حيث(لحرية التصرف) تخرج بالاطمئنان وارتياح تنشره على يهود العالم بكونه الخبر اليقين ، وسِوَاه جعجعة "حماس" في كأس ، متى امتلأ أفرغته بالاتها العسكرية ثم كسرته أخر المطاف لتنفيذ المرحلة المتقدمة المنتهية بمسح الضفة والقطاع، ليضيع مَنْ ساعتها سيزال قائما مع صيغة الماضي فيقول عن نفسه أنه ضاع ، ورحم الله الشيخ ياسين.
عباس لما تيقن أن المقاومة حققت في الأسبوع الأول من تصديها لهجمات العدو الشرس ، ما لم يحققه بمفاوضاته المرطونية وهدناته المتكررة وقفزاته البهلوانية واجتماعاته الطويلة المطولة بلا طائلة ، غيَّر من لهجته وأصبح يتحدث وكأنه في قلب المعركة ، التي يخوضها نيابة عن الشعب الفلسطيني العظيم رجال ما استكانوا للراحة، ولا مدوا أياديهم للاغتراف من مُتع الفانية، ولا ساقتهم من أنوفهم روائح الأطعمة المطهوة في ارقي فنادق العالم المشهورة، بل وهبوا أرواحهم فدى الوطن ، وتعاهدوا على تحرير ما لم يُحرر منه بسبب تخاذل عباس وزمرته ، ومضوا لا يلوون للخلف أو التقهقر ،ألسنتهم ناطقة بالشهادتين وأصابعهم على زناد آلياتهم رغم بساطتها المُحَوَّلَة لنار جهنم حينما تُصوّب لصدور أحفاد قتلة الأنبياء ، هم قلة مقارنة مع جيش الصهاينة الملقب برابع جيش في العالم من حيث الاحترافية العسكرية والمعدات والعتاد ، ومع ذلك انتصروا معنويا كداخل الميدان وجها لوجه ، أكان عباس وزمرته (البارعة في ارتداء البدل على صيحات الموضة وتقليعات أرقى دور الخياطة اللندنية كالباريسية ) قادرا على جعل الملاحة الجوية عبر المطارات الكبرى في العالم تنبهر بانجازات المقاومة الفلسطينية من داخل غزة التي شل صاروخها القسام أكثر مطارات العالم حراسة (مطار بنغريون)، لتتكبد السياحة الإسرائيلية اكبر خسارة منذ قيام الأخيرة ككيان ؟، الخسارة المعنوية ما نقصد قبل المادية ، المادة تهون في مثل المواقف أو الظروف، أما الشعور بالعجز والانكسار أمام من وعدتهم من مواطنيها بالحماية فإذا بالمواطنين يحسون وبالملموس أن حكومتهم تخضعهم ، إذ لا يمكن القضاء على حماس ، ممكن أن تفعل ذلك مع عباس، أما حماس فلا و خمسة مليون لا ، سيجهر بها مجموع سكان إسرائيل حالما يجد الجد ويحاسبون حكومتهم وعلى رأسها مجرم حرب نتنياهو، التي بدل أن يعيشوا تحت ظلها في سلام لم يذوقوا في عهدها يوما ولو واحدا ساده الأمن و الاطمئنان .
الرئيس المصري "السيسي" الذي لول "مرسي" لما تربع على الكرسي ، أصبح يعي كلية أن الكلمة المُطِيحَة بالمبادرة إياها ، صدرت ،باسم الشعب الفلسطيني العظيم كله وبدون استثناء ، من فم خالد مشعل ، والسيسي يعلم بحكم ثقافته "المخابراتية" إياها أيضا، ما يعني الرجل في ضمير أمته الفلسطينية الأصيلة النقية المجاهدة القوية الأركان ، الصادقة صدق الإيمان، الصامدة في شجاعة مثالية مهما قسا عليها الزمان، لحكمة شاءها الباري الرحمان ، للفوز أخر هذا العسير من الامتحان ، وعليه وهذه نصيحة من رجل يعشق مصر مذ كان طفلا متأثرا بما يحصل عليه من أرض الكنانة كتابا كان لمصطفى لطفي المنفلوطي أو طه حسين ، أو شعرا لحافظ إبراهيم أو أحمد شوفي ، أو أغنية بحنجرتي محمد عبد الوهاب أو أمكلثوم إلى أن زرتُ القاهرة وتجولت في عالم الأهرام المدرسة التي تعلمت فيها كي أحب الصحافة واصقل موهبتي بالدراسة الأكاديمية ، فأقمت بمدينة "القناطر الخيرية" لاقف وبالمباشر(وربما كنت من المغاربة القلائل الذين كان لهم شرف ولوج متحف نهر النيل والتفرج ، في عرض خاص بي بحضور مديره ، على شريط معد بتقنية عالية وأسلوب مبتكر ليس بغريب على نبوغ المصريين لينجزوه بتلك الروعة صوتا وصورة يحكي قصة هذا الوادي العجيب ، وبعد خروجي مكنني زوق امتطيته من الوقوف على أوسع عرض لمياهه في تلك المنطقة التي تمنيت حقيقة أن أقضي فيها لجمالها ما تبقى من عمري رفقة شريكة بالحلال التقيتُ بها في "غيط" دوار، مفعم بالأخيار من حرائر وأحرار ) على تاريخ مصر المجيد المليء بالعظماء الذين منحوا للعالم منارات عرفان كأعرق أصل في إنسان ربته الكنانة على الشرب من النيل النبيل والأكل مما تنتجه الأرض المعطاء زرعا طيبا مبللا بعرق الشرفاء من الرجال والنساء في تراحم عز نظيره عبر البسيطة ، انطلاقا مما ذُكر أنصح "السيسي " إن كان يريد إبقاء مصر في قلب الأمة العربية ، أن يبتعد عن مس شعورها ، إذ لا يعقل أن تتحمل مصر الشموخ ، وزر ما يُقتل في غزة بسبب طغيان إسرائيل وحماقاتها من الأطفال والنساء والشيوخ . 
*مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية
عضو الأمانة العام ة لحزب الأمل
المحمول : 00212675958539
البريد الإلكتروني :
assiasialarabi@gmail.com

24 يوليو 2014

تعريض رسمى .. الصهاينة يقصفون مساجد غزة .. و"ميزو" يتضامن معهم فى المعبد اليهودى بالقاهرة

يضرب الأمثال .. صحفية بالاهرام حرضت نتنياهو على اطفال غزة فماتت قبل ان ينتهى العدوان

توفيت الصحفية عزة سامي، نائب رئيس صحيفة الأهرام، رئيس قسم التحقيقات، صباح اليوم الخميس، إثر تعرضها لمرض مفاجئ، ولم يتمكن الأطباء من إنقاذها.
وقالت مصادر إن عزة ، كانت تقضي إجازة في العين السخنة، وإن صلاة الجنازة والدفن سيتمان خلال ساعات.
كانت عزة قد وجهت منذ أيام الشكر لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، على ضربه قطاع غزة، وقالت في حسابها الشخصي على "فيس بوك": "كتر خيرك يا نتنياهو ربنا يكتر من أمثالك للقضاء على حماس أُس الفساد والخيانة والعمالة الإخوانية، وقسما بالله اللي هيقولى حرام مش عارفة ممكن أعمل إيه".
وشغلت عزة سامي رئيس قسم الخارجي سابقًا، وكانت تعمل بوكالة أنباء الشرق الأوسط.
يذكر ان نشطاء تداولوا في وقت سابق فيديو للكاتب الصحفي عبد الله كمال «رئيس تحرير روزاليوسف» السابق، الذي رحل بازمة قلبية مفاجئة، يعلن قبل وفاته: “جماعة الإخوان المسلمين سوف تموت في عام 2014″.
وشاءت ارادة الله ان يتوفي في نفس العام الذي توقع فيه نهاية الاخوان المسلمين، حيث توفي صباح امس عقب أزمة قلبية مفاجئة نُقل على أثرها الى مستشفى كليوباترا بضاحية مصر الجديدة شرق القاهرة حيث توفي عقب وصوله للمستشفى.
كما تداولوا تصريحات للإذاعي الكبير وجدى الحكيم قبل وفاته اثناء رحلة علاجه بلندن ،قال فيها إن الشعب المصرى لن يقبل بعودة الإخوان للحكم مرة أخرى، بعد العمليات الإرهابية المنظمة التى انتهجوها وبث الرعب والفزع فى قلوب الشعب المصرى، مضيفا "مش عايزين نشوف وجوههم تانى".
فضلا عن تصريحات عزازى على عزازى محافظ الشرقية في عهد المجلس العسكري الذى توعد بفناء الاخوان فمات بعد التصريحات بشهر وكذلك فتحية العسال وسعد هجرس الصحفيين والقياديين اليساريين والذين وافتهما المنية خلال العام الجاري.

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب : الخطايا العشر فى خطاب السيسى عن فلسطين

Seif_eldawla@hotmail.com
1) قام بتهميش المأساة وتحدث عنها ببرود واقتضاب، وكانه يتحدث عن مشكلة المرور فى جزر القمر.
2) ألمح الى أن انشغال مصر بالقضية الفلسطينية كان هو السبب فى ضعف الاقتصاد المصرى، متجاهلا أن السبب الحقيقى هو عصابات الفساد والنهب المنظم من الخواجات ورجال الاعمال وكبار موظفى الدولة.
3) قال أن مصر قدمت 100 ألف شهيد من أجل فلسطين، فى حين انه يعلم قبل غيره انها قدمتهم بفخر وشرف فى 1956 و1967 وحرب الاستنزاف و1973 ، دفاعا عن ارضها المحتلة.
4) كرر ذات الجملة الجوفاء التى يصدعونا بها منذ 40 عاما ((بأن مصر لا تقبل المزايدة على موقفها من القضية الفلسطينية)) والتى يكررونها فى كل مرة يقومون فيها ببيع فلسطين أو تسليمها الى المذبح الصهيونى الأمريكى.
5) ادعى انهم كانوا يحاولون تهدئة الامور قبل الحرب، رغم انه كان طرفا اصيلا قى التمهيد والتصعيد والتنسيق والتوتير من خلال هدم الانفاق وغلق المعبر والتحريض ضد الفلسطينيين.
6) انحاز الى الرواية (الاسرائيلية) حين ألمح الى ان خطف الاسرائيليين الثلاثة هو السبب فى الحرب، وتجاهل أن اغتصاب الارض والعدوان المتكرر والاغتيال والاستيطان والاسرى والحصار هى اصل المشكلة.
7) حرص على أن يظهر على الحياد، فاستخدم تعبيرات (الاقتتال، والأزمة) وتجنب ان يستخدم تعبير العدوان، فى سابقة لم تتكرر مع اى رئيس أو مسؤول مصرى بما فى ذلك حسنى مبارك.
8) كرر خطاب كامب ديفيد واسلو والاعتراف باسرائيل، بتأكيده أن أرض فلسطين تقتصر على الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس الشرقية.
9) شكك فى جدوى فكرة المقاومة، مدعيا انها لم تؤت أى ثمار على امتداد 30 عاما، مخالفا بذلك كل الثوابت الوطنية والسوابق التاريخية والمواثيق الدولية التى تنص على الحق فى مقاومة الاحتلال، ومتناسيا ان الضربة القاسمة للقضية جاءت بعد انسحاب مصر من الصراع عقب حرب 1973، ومتجاهلا توازن الردع الذى حققته المقاومة فى فلسطين ولبنان.
10) ادعى ان المبادرة المصرية تنص على فتح المعبر بعد استقرار الوضع الامنى، متجاهلا انه هو الذى أمر بإغلاق المعبر قبل العدوان بعام كامل، وقبل تدهور الوضع الأمنى.
11) تناسى أن الأبرياء الذين ابدى تعاطفه معهم، هم انفسهم ضحايا قراراته بفرض الحصار وإغلاق المعبر، وضحايا الصمت المصرى على المذابح الجارية الآن على قدم وساق.
*****
القاهرة فى 23 يوليو 2014

أول صحفية تحبس بحكم قضائي: صعقت بالكهرباء وطلبوا منى مسح قسم الزاوية الحمرا يوميا

وقفت بثبات حاملة كاميرتها في اليوم الأول للاستفتاء على الدستور، بميدان الخلفاوي توثق بعدستها اشتباكات قوات الأمن مع مواطنين متجمهرين اعتراضًا على الدستور.. وفجأة ودون سابق إنذار قام أحدهم بسحب كاميرتها، ومع رفضها قام العسكري باقتيادها كالمجرمين إلى البوكس الأزرق.. بعد لطمها على وجهها وسبها بأبشع الألفاظ، لتتعرض بعدها لسلسلة من الانتهاكات، فضلاً عن صدور حكم ضدها بالحبس سنة.
هذا الأمر سجل نقطة سوداء في تاريخ الصحافة المصرية، خصوصًا أن سماح إبراهيم أول صحفية يصدر حكم حبس ضدها بعد إقرار الدستور الذي ينص على ضمان الحريات للصحفيين، ليتقلص بعدها إلى ٦ أشهر بعد الاستئناف وتغريمها ٥٠ ألف جنيه.
التقت "مصر العربية" بالصحفية سماح إبراهيم، عقب الإفراج عنها بعد قضائها مدة حبسها، لتروي لنا في أول حوار صحفي كواليس ما تعرضت له خلال الـ٦ أشهر الماضية من انتهاكات، مؤكدة أنه رغم ذلك، فإنها تصر على استكمال مشوارها الذي بدأته وعدم تنازلها للحظة عن نقل الحقيقة، مهما كلفها هذا من تضحيات.
بدأت سماح في سرد وقائع وملابسات اعتقالها قائلة: فوجئت أثناء تغطيتي وتصويري لاعتداءات الأمن على مواطنين مناهضين للاستفتاء على الدستور بقيام أحد أفراد الأمن بزي مدني بأخذ التاب الذي كنت أصور به، وقاموا بلطمي على وجهي وتوجيه أبشع الشتائم لي، وتم ترحيلنا إلى قسم الساحل، وهناك لم تتوقف المعاملة المهينة لنا، بل امتد الأمر إلى حد تجريد المعتقلين الرجال من ملابسهم أمامنا وتفتيشهم بشكل مهين أمام المعتقلات، إلى أن تم عرضنا على الأمن الوطني، وهناك تم توجيه عدة أسئلة سياسية لي من بينها، من الرئيس الذي أؤيده، وما موقفي من الدستور.
امتنعت عن الرد والإجابة وأخبرتهم أنني في البداية والنهاية صحفية أنقل الحدث فقط".
وتابعت سماح: "بعدها تم اقتيادنا مجددًا إلى بئر السلم بقسم الساحل الذي قضينا به ليلتنا بعد كلبشة يدينا بالمقعد الخشبي، إلى أن جاء الصباح، وتوجهنا إلى نيابة الجلاء للتحقيق معنا، إلا أننا حين وصلنا إلى هناك فوجئنا بأحدهم يطلب منا أن ندخل إحدى دور الحضانة، لأن المحكمة بها قنابل، أبديت رفضي أن يتم حبسنا بدار حضانة، وطالبته بأن نعود إلى القسم، فتم نهرى وقال في وجهى إنه باستطاعتهم إبادتنا إن أرادوا ذلك، وحين عدنا إلى قسم الساحل أخبرهم: "البت الصحفية دى هي اللى بوظت المأمورية".. وهنا فوجئت بلطمي على وجهي، وقيل لي: "احنا هنعاملك معاملة رجالة".
وبعدها حضر وكيل النيابة وقام بالتحقيق معنا، وأخبرته بكل الانتهاكات التي تعرضنا لها، وفوجئت بتوجيه عدة تهم لنا، وتم ترحيلنا إلى قسم شرطة الأميرية.
واستكملت حديثها: "بعد ٥ أيام من إيداعي بقسم شرطة الأميرية، اعترضت على حبسي، وهو الأمر الذي أثار استياء المتواجدين بالقسم، وفوجئت بهم يقومون بضربي في أنحاء متفرقة من جسدي بالخرزان، وكلبشة يدي من خلف ظهري في باب الزنزانو، بعدها انهرت من كثرة الضرب، فقاموا بصعقي بالكهرباء".
وتتابع: بعدها تم ترحيلنا إلى سجن القناطر، وكانت المعاملة معنا شبه مستقرة، وحكم علىّ أنا ومن معى بالحبس سنة، وتم الاستئناف على الحكم، فقرر القاضي أن تكون مدة الحبس 6 أشهر مع تغريمي 50 ألف جنيه غرامة، وفي سجن القناطر بدأت الأوضاع تتوتر حين وقعت أحداث مجزرة القناطر، كما أطلق عليها البعض أو فض العسكري كما نسميها نحن". 
وعن هذا اليوم تقول سماح: "بدأت تلك الحادثة بقيام سجانة تدعى سيدة، تتعمد استفزاز معتقلات الرأي من خلال سبهم بأبشع الشتائم، بسب د.سماح المعتقلة في عنبر العسكري، وهو ما رفضته د.سماح، فما كان من سيدة السجانة، إلا أن أحضرت الجنائيات، لضرب المعتقلات، وبالفعل قاموا بشد شعورهن ولكمهن وأكملت عليهن السجانات بالضرب بالعصي، فما كان أمام المعتقلات أسلحة للدفاع عن أنفسهن سوى البيض والشطة، حيث قمن بإلقائها على الجنائيات والسجانات، وقامت إحدى المعتقلات بإعادة إلقاء خشبة سقطت عليها، فأصابت مأمور السجن عبد الغفار فوق عينه بإصابة بسيطة".
وتابعت: "في صباح اليوم التالى، فوجئنا بقوات الأمن تقتحم عنبر "العسكري"، وسمعنا صراخ البنات وهناك جذبوا الفتيات من شعورهن وركلوهن بأرجلهم من الخلف، وهو ما تسبب بإصابة بعضهن بالنزيف الحاد، بينهن فتاة تدعى ياسمين، وقاموا بكسر يد د.سماح ورحلوها لسجن دمنهور بعد نزع حجابها، وبعدها بساعتين فوجئنا بقوات الأمن تقتحم العنبر، وأوقفونا صفا ووجهنا في الحائط وضربنا على ظهورنا لدرجة أنهم لم يرحموا سيدة عجوزًا معنا تبلغ من العمر ٦٥ عامًا، وأخذت تقول لهم: (أنا ست كبيرة)، وقاموا بتفتيش الفتيات بشكل مؤذ بالدرجة التي جعلتهن يصرخن، وهو ما جعلني أسأل مدير مصلحة السجون الذي كان يتولى تلك الحملة التي شنت علينا، لماذا يتم سحلنا وضربنا بتلك الطريقة وأخبرته أن المشكلة حدثت في عنبر "العسكري" وليس عندنا، فكان الرد "السيئة تعم"، فأبديت استيائي فأمر بإيداعي عنبر التأديب.
حجرة مظلمة لا تتجاوز المتر في متر.. زجاجة فارغة لقضاء الحاجة.. لا طعام ولا حتى شراب، هذا هو المكان الذي قضت به الزميلة الصحفية سماح إبراهيم ليلتها بعد نزع حجابها، لدرجة أنها حين سألت السجانة: "أصلي إزاى كان الرد: صلى بشعرك".
وتابعت: في اليوم جاء مأمور السجن واعتذر لي، وحاولت وقتها وضع شيء فوق رأسي لتغطية شعري، وأخبرني أن هناك زيارات لأهلنا، الغريب أن منظمات حقوق الإنسان انتظرت شهرًا كاملاً حتى جاءت، ولم تسمع سوى فتاتين، ورفضت طلبهما بأن يسجل كلامهما بالفيديو.
وأضافت: "رغم إنهائي مدة حبسي، إلا أنه كان هناك تعنتًا كبيرًا في الإفراج عني واستمرت مماطلات طيلة ٦ أيام، تم ترحيلنا من قسم للآخر إلى أن تم الإفراج عني من قسم الزاوية بعد دفع الـ٥٠ ألف غرامة، ومن لم يتمكن من دفعها طالبوه بأن يأتي ليمسح أرضية القسم يوميًا، وهو ما عرضوه علىّ، ولكنى رفضت بشدة".
وعن وضع البنات المعتقلات داخل سجن القناطر، تقول سماح إنه برغم الانتهاكات التي تعرض لها سجينات الرأي خلال عملية اعتقالهن من تحرش لفظي وبدني داخل الأقسام والسجن، إلا أنهن على أتم الاستعداد لفضح تلك التجاوزات، شريطة توافر الضمانات الكافية التي تتيح لهن التحدث دون التعرض للإيذاء الأمني".
وتوضح أن "المعتقلات بسجن القناطر يطالبن بتدشين مؤتمر حقوقي من الداخل، لرفع تلك التجاوزات وتقديمه للنائب العام والتحقيق فيها، لمحاسبة كل من تعرض إليهن بالإساءة مهما كانت صفتهم، ولعل أبرز روايات التحرش التي ذكرتها ما حدث من اعتداءات على إحدى الطالبات بالصف الثالث الثانوي، وصلت لحد نزع حجابها وجيبتها داخل قسم مصر الجديدة، وقول جملة بشعة تخدش حياءها، وضربها على ساقيها حتى تورمت".
وأشارت إلى "أن الفتيات يمتلكن من الثبات ما لا طاقة لرجال به"، مشيرة إلى أن "الفتيات كن يقمن بتنظيم وقفات احتجاجية أمام المكتبة ويعلنّ عن مسيرات بشكل فكاهي تجوب أرجاء السجن خلال فترة (التريض)، والتي يسمح لهن بالخروج من الزنزانة نصف ساعة يوميًا".
واختتمت حديثها: "سأكمل طريقي الذي بدأت ولن أنكسر إلى أن ينكسر معي قلمي"، مؤكدة أنها رغم كل هذه الاعتداءات، فلن يثنيها ذلك عن استكمال مهمتها في نقل الحقيقة.

23 يوليو 2014

يا عدالتك يا مصر .. قضاة يرقصون بعد اعلانهم فوز السيسي


 

زهير كمال يكتب : غزة ... بين مصر وإسرائيل

في ستينات القرن الماضي كانت مصر الناصرية مشغولة في معركة بناء كبرى ولا تتحمل ميزانيتها شراء الكماليات التي ترغب فيها الطبقة الوسطى التي كانت تتذمر من نقصها في الأسواق.
كانت غزة هي المورد الوحيد لهذه الكماليات، اذا كنت مثلاً في إحدى المدن المصرية الكبيرة ورغبت في شراء علبة سجائر أجنبية مثلاً فان البقال يذهب لإحضارها من مخبأ سري ويبيعها لك خفية عن عيون الرقابة الصارمة للنظام. فاكهة التفاح كانت أحسن هدية تقدمها لأصدقائك عند قدومك من الخارج. وبالطبع لم تستوعب هذه الطبقة أن بناء مصنع يشغل الألاف من العمال أفضل ألف مرة من إشباع بطونها بحبة تفاح أو لوح من الشوكولاتة ..... ولكن هذا حديث آخر. 
أعتقد جازماً ان رأس النظام الصارم الذي يميل كليةً الى العمال والفلاحين كان يغض النظر عن تهريب هذه البضائع من غزة الى أسواقه، فهي لا تؤثر على ميزانيته وفي نفس الوقت ترضي الطبقة الوسطى وتمتص فائض نقودها.
انتهى هذا الترتيب غير المعلن في نكسة عام 1967 بعد احتلال إسرائيل لقطاع غزة .
بعد ذلك بسنوات قليلة تخلت الطبقة الوسطى في مصر عن معارك البناء وأغرقت نفسها في الكماليات حتى يومنا هذا.
وبعد هروب إسرائيل من قطاع غزة حيث لم تتحمل بنادق وسكاكين أهله وتضحياتهم الجسيمة، كان المتنفس الوحيد الذي يصل القطاع ببلد عربي هو معبر رفح ، كان الأمل ان يتذكر نظام مصر الحاكم جميل غزة ويرده لأهلها بعد ان أفقرهم الإحتلال وربط اقتصادهم بعجلته. لكن هذا لم يحدث، التصميم والرغبة في الحياة عند أهل غزة جعلهم يلجأون الى حل بديل لمشكلتهم: حفر الأنفاق والتهريب المعاكس، هذه المرة للضروريات.
ومن أجل رفع الحصار قامت ثلاث حروب مات فيها أبناء غزة الأبرياء ودمرت البيوت على رؤوس ساكنيها.
وبغض النظر عن التحليلات الإستراتيجية للصراع العربي الإسرائيلي فإن هناك ثأراً شخصياً من العدو الإسرائيلي لكل غزي سواء كان أصيلاً او لاجئاً ، ففي كل بيت شهيد لم تجف دماؤه بعد.
هذه الحرب تختلف عن سابقتيها، الحصار أصبح محكماً ولكن المقاومة أصبحت أكثر تدريباً وخبرة وأكثر تصميماً على تحدي الموت البطيء الذي تفرضه إسرائيل والنظام المتحالف معها في مصر.
والحق أن الموقف المصري يبعث على الحزن وفي نفس الوقت يثير السخرية، فأهل غزة يستغيثون يطلبون دواء لمعالجة جرحاهم ويغض النظام بصره وسمعه عن سماع أنين الجرحى والمكلومين ويعاقبهم بجريرة وجود حماس لديهم.
ويبعث على السخرية انه يخاف من حركة حماس ويحسب لها ألف حساب كونها تنتمي لحركة الإخوان المسلمين. وهو بهذا يقزم مصر ذات التسعين مليون نسمة لتخشى مقاومة تعد بالآلاف، كل الأنظمة المشابهة تفكر بنفس الطريقة عندما لا تكون لها حاضنة شعبية وتستقوي بالأجنبي لبقائها.
السؤال الذي ينبغي طرحه على المقاومة التي تقود المواجهة :
هل تحتاج غزة الى المعابر فعلاً؟ وهل تظن ان بإمكانها فرض فتحها بالقوة على عدو وعلى نظام حليف معه؟
والجواب واضح وهو دوران في حلقة مفرغة ، والخشية أن ضحايا هذه الحرب ستذهب تضحياتهم سدى.
وللخروج من هذا المأزق فلابد للمقاومة من رفع السقف عالياً ولا تكتفي بطلبات متواضعة وإنما: 
المطالبة بالرفع الكامل للحصار البحري والجوي عن القطاع
وهو طلب معقول وثمن قليل لوحشية إسرائيل التي لا تفهم ولا تحترم سوى القوة والحزم. في هذه الحالة فقط ستنزل إسرائيل من عليائها وتفرض على النظام المصري أن يفتح معبر رفح، فالبضائع الداخلة الى القطاع ستكون تحت عين وسمع النظام المصري.
من ير ويتابع الحالة العربية اليوم التي تتباكى على شهداء غزة وتطعنها من الخلف ليشعر بالإزدراء، ابتداءً من النظام المصري الذي قدم مبادرته لوقف (العنف المتبادل) بقرف واضح.... الى محمود عباس الذي يتمنى أن تقضي إسرائيل على المقاومة ولكنه يحاول الآن تلميع نفسه أمام الجماهير الغاضبة.
الأنظمة العربية جميعاً تخشى انفجار الأوضاع في بلادها إن استمرت الحرب في غزة ويحاولون وقفها بكل السبل، يعرفون أن تحت الرماد ناراً مستعرة ستطيح بهم، فكل العرب لهم ثأر شخصي عند العدو الإسرائيلي.
لا شك أن المقاومة الفلسطينية بكل أطيافها والتي سجلت حالة مميزة من الوحدة الحقيقية انما تعاني من ضغط هائل على كل الصعد وبخاصة الوضع الإنساني الخانق ولكنها في نفس الوقت تسجل بداية النهاية للكيان الإسرائيلي ووضعه الشاذ في قلب المنطقة العربية.
ولن تستطيع أي قوة مهما بلغ جبروتها منع شعب عنيد من تحقيق أهدافه مهما طال الزمن.

كارثة .. منسق حملة السيسي في فرنسا يدافع عن ذبح الاطفال في غزة .. واسرائيلية تعترض



سيف الدولة:السيسى قدم أوراق اعتماده..ويجرى مراسم الاعتراف بنظامه

بارك الكاتب والمفكر القومى المصرى المهندس محمد سيف الدولة، لقائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسى، على التجهيز للاحتفال والاعتراف الكامل والتنصيب الاسرائيلى الامريكىى الدولى، للسيسى ونظامه.
‫وقال سيف الدولة فى تدوينة عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "‏‫#‏مبروك_للسيسى‬
يجرى ضمن ما يجرى الآن فى العدوان الصهيونى البربرى على ‫#‏غزة‬ ، مراسم الاحتفال والاعتراف الكامل والتنصيب الاسرائيلى الامريكى الدولي، للسيسى ونظامه، بعد أن قدم أهم أوراق اعتماده، وهى التزامه المقدس بكامب ديفيد، ليس فقط بالصمت والحياد والتنسيق مع اسرائيل، بل بالانحياز والمساعدة والتمهيد للعدوان، من خلال هدم الأنفاق مع اغلاق المعبر والتحريض الاعلامى ضد كل ما هو فلسطينى على امتداد عاما كاملا، واستبدال العدو الصهيونى بالعدو الفلسطينى، بالاضافة الى، وهو الأهم، تقليم أظافر القوى الوطنية المصرية المعادية لاسرائيل، والتى طالما تظاهرت وانتفضت غضبا ضد كل الاعتداءات الصهيونية المماثلة فى السابق.

الاعلامى محمد الاسوانى يكشف حقول الغاز وراء تدمير اسرائيل لغزة

أنه من أهم الأسباب في الهجوم الاسرائيلي على غزة هو ذلك البئر ( حقل الغاز ) الذى هو بعمق 600 مترا تحت مستوى سطح بحر غزة والذى يقع بعرض 30 كيلومترا من سواحلها أى في المياه الإقليمية الفلسطينية و يقدر بحوالي 30 مليار متر مكعب الذى تقدر قيمته بالمليارات من الدولارات وهذا حسب الخريطة التى أعدتها “يو . أس. جيولوجيكل سيرفيس وهى وكالة أمريكية) ، وكما هو معلوم بأن تلك الإكتشافات كانت في عام 1999 و بموجب الإتفاق الذى وقع عليه ياسر عرفات كممثل للسلطة الفلسطينية بأن السلطة لديها الحق بالإستثمار في مياه غزة الإقليمية وتم التعاقد مع مجموعة شركات مكونة من ( بريتيش جروب وكونسوليدايت كونتراكترز ومع شركة فلسطينية خاصة ) بحيث يصبح للشركات الأجنبية حصة مقدرة بـ60 بالمئة و فلسطين 30 بالمئة على أن يكون نسبة رأس مال السلطة الفلسطينية الإستثماري هو 10 بالمئة لبدأ حفر البئرين ( الحقلين ) : غزة مارين 1 و غزة مارين2 لكن المشروع لم يتم بسبب تعنت إسرائيل التي أشترطت بأن تحصل على الغاز كله بأسعار منخفضة جداً ولكن حماس هى التى كانت تشكل العائق في إتمام الصفقة الظالمة .
وأما بخصوص التعاقد الذى تم مع الشركة البريطانية كان هناك تحريض إسرائيلي دائم لإفشال المشروع الفلسطيني ولذلك وجدنا رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذى كان مبعوث “اللجنة الرباعية للشرق الأوسط” قد أبرم إتفاق مع إسرائيل بحيث يحرم الفلسطينيين مستقبلا من ثلاثة أرباع إيرادات الغاز على أن يكون شرط إتمام التعاقد بإيداع الحصة الفلسطينية التي تعود اليهم في حساب بنكي دولي و تسيطر عليه واشنطن ولندن ولكن حماس رفضت الاتفاق بعد فوزها في انتخابات 2006 و وصفته بأنه اختلاس وتعدي على حقوق الشعب الفلسطيني وطلبت إعادة التفاوض بشأن التعاقدات وكان هذا في عام 2007 وقد أشار وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي موشيه يعلون إلى أن ” الغاز لا يمكن استخراجه من دون عملية عسكرية تجتث سيطرة حماس على غزة”.
وهكذا إستمر المخطط الصهيوني التآمري في عام 2008 و برضى غربي أمريكي وبضوء أخضر من حسني مبارك قد شنت إسرائيل عملية “الرصاص المصبوب” على غزة ، و في سبتمبر 2012 أعلنت السلطة الفلسطينية أنها استأنفت المفاوضات مع إسرائيل حول الغاز وعلى الرغم من معارضة حماس على تلك الإتفاقيات الغير شرعية والتى تبخس حقوق شعب فلسطين ولكن المافيا الصهيونية والعربية والأمريكية أرادت تمرير تلك التعاقدات المشبوهة ولكن السلطة بقيادة ابو مازن كانت متواطئة ولاسيما بعد قبول فلسطين في الامم المتحدة كـ” دولة مراقبة غير عضو “ كان موقف السلطة الفلسطينية متماهي مع إسرائيل في المفاوضات حول المياة الإقليمية الفلسطينية أى بحر غزة الذى به حقول الغاز ومع ذلك ظل كل شيئ مجمد وكانت إسرائيل تشكل عائق للفلسطينيين في منعهم من إستغلال الثروات الطبيعية التي بحوزتها ، و في 23 يناير 2014، خلال لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالرئيس الروسي بوتين تم مجموعة تفاهمات ومن أهمها إمكانية إسناد تشغيل بئر الغاز بمعرفة غازبروم الروسية في مياه غزة وحينها جن جنون إسرائيل وهذا حسب ما نشرته وكالة ( ايتار تاس للانباء ) و مشيرة إلى أن روسيا وفلسطين بصدد تعزيز التعاون في مجال الطاقة و في هذا السياق سيتم استغلال بئر الغاز الفلسطيني وكذلك يــتوقع استغلال حقل نفط أخر يوجد في ضواحي مدينة رام الله الفلسطينية في الضفة الغربية و تستعد الشركة الروسية تكنوبرومكسبورت للمشاركة في بناء موقع كهرو-حراري بقوة 200 ميغاواط. و قد عزز هذا الإتفاق ما توافق عليه الفلسطينيين من تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية جديدة بتاريخ 2 يونيو 2014 مما يعضد الاتفاق بين فلسطين وروسيا ،
وبعد مرور عشرة أيام من حكومة الوحدة الوطنية قد حدث ذلك الإختطاف للشباب إلاسرائيليين الثلاثة حسب الإدعاءات الإسرائيلية وقد تم العثور عليهم مقتولين يوم 30 يونيو وفي الغالب كانت الموساد من ورآء هذه المؤامرة حتى تقطع على الفلسطينين تلك الوحدة الوطنية بين حماس ومنظمة التحرير وإتهمت دولة الكيان الصهيوني ضلوع حماس في عملية القتل وليس هناك دليل واحد على هذا الإدعاء الكاذب ولكن هذا المخطط كان ضمن استراتيجية تل أبيب الهادفة الى تدمير غزة حتى تتكن من السيطرة على جميع مصادر الطاقة في الأراضى المحتلة وبهذا تصبح جميع احتياطيات الطاقة في حوزتها من بينها احتياطيات الغاز الفلسطيني وكذلك مخطط سيطرتها على الحقول( اللبنانية والسورية والمصرية ) وكما هو معلوم إن ذلك المخطط يقع ضمن الأستراتيجية الأمريكية التي تسعى من خلال في دعمها اسرائيل حتى تسيطر على الشرق الأوسط بأكمله ومنع روسيا من مد نفوذها في المنطقة .
المصدر نقلاً عن خبير الطاقة 
مانيلو دينوتشي

مصطفي منيغ يكتب : مصر المصير ومبادرة العصير

لأول مرة تحس إسرائيل أنها مقبلة على أيام سوداء غير مسبوقة، لم تألفها، وهي المدللة كانت تشير لشيء فيركع خوفا منها وجيشها الموصوف بالبراعة الحربية والدهاء العسكري والانتصار الدائم. ولول مصر "السيسي" لفر نتنياهو وزمرته المجرمة للاستقرار في ولاية "الإسكيمو/ ألسكا" المبتاعة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية في زمن الغفلة هناك . حَالَةٌ تَجَمَّع لتخليص الدولة العبرية منها ، كل أعمدة الحكم الذاهبة لتكريس حلف ، طالما أشرنا إليه، لن يُبقى الشرق الأوسط كما كان، وإنما كما يناسب مصالحهم الجديدة التي لم تعد مبنية على النفط ومشتقاته بل مشيدة هذه المرة على التلاحم الفكري الفارز منهجية لا تعترف بملة أو دين ، ولا تسعى لمناصرة حقوق الإنسان بالمطلق بل لتكريس الطبقة المنتجة المكونة مما يقاربون به لقب العبيد في عهد روما / اسبارتاكوس المتعامل معهم بأسلوب يبقيهم تحت السيطرة وفق حراسة أمنية تعتمد ما ظل العلماء في مختبرات الولايات المتحدة بإشراف البنتاغون على ابتكاره يفوق أدوات القمع المسوقة لدى الأجهزة الأمنية من شرطة وحرس الدول المعنية، عشرات المرات من حيث القدرة على تجميد أشرس المظاهرات ، وجعل المشاركين فيها ينظرون ويحسون ولا يتحركون ، لتسهيل مهمة اعتقال من يطاله هذا التصرف لمعارضته الشكل 
والمعيار الجديد المتحكم في المنطقة مغيبا الأخلاق ومقصيا التعبد بأي شعائر كانت . السعودية لم تحس حتى اللحظة أنها المقصودة قبل إيران ، لازالت غارقة في عسل الثراء القابل للتبخر في أية لحظة لو رفعت صوتها بكلمة تعاكس ما هو مدبر لتخطيط قائم منذ اعتلاء أوبانا دفة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية .
السعودية معروفة بدفع رواتب بعض الجيوش العربية لهدف الملك عبد الله يحمل سره في قلبه ، لكن الحساب هذه المرة لم يعد ينفع أحدا بزعامة السعودية حينما ساندت "السيسي" وبواسطته إسرائيل لضرب غزة ، وإن حصنت نفسها لتبقي في هذا الموضوع بالذات خارج التغطية (إن جاز التعبير) فقد دق ناقوس يرن بالحقائق في أذان أحرار فلسطين البعيدين عن محمود عباس وخدماته المجانية المقدمة لمحتلين أرضه من صهاينة انتهي بهم الأمر للبقاء بلا نوم منذ بداية عدوانهم على أرض الأطهار الشرفاء الأخيار مقاومي غزة الذين فاجؤوا العالم بمواقفهم البطولية على أرض معركة شرسة ، كل يوم ، رغم الثمن المُقدم المترجم بعدد الشهداء ، يربحون ما يؤكدون به أنهم ليسوا نعاجا كما مثلهم "عباس" ، في مفاوضات عبثية غير قائمة على مصداقية أو أساس ، بل أسد تسبب زئيرهم في إغلاق مطار بن غريون ، وامتناع مؤسسات الطيران الكبرى عبر العالم الاتجاه إليه وهو تحت رحمة صواريخ "القسام" لأجل غيرمسمى .
القاهرة صاحبة المبادرة اللاعادلة (المتلعثم صائب عريقات في شرح بنودها وما ترمي إليه لصالح المعتدي وهو كبير المفاوضين) ستجد نفسها منزوية مُبعدة أمام ضغط الشعب المصري العظيم الذي لن يرضى أبدا التضحية بما عُرف به من عروبة هو قلبها النابض ، وما اتسم به من شيم نصرة المظلومين المغلوبين على أمرهم ، من أجل سواد عيون إسرائيل المعانقة للسيسي في تحدي سافر لمشاعر المصريين الذين لقنوا نفس إسرائيل درسا لن تنساه على مر الدهر وإلى يوم النشور، في العاشر من أكتوبر ، وما المظاهرات التي اجتاحت كل المدن داخل جل المحافظات منادية حشودها بفتح معبر رفح ، سوى مقدمة مباركة لتحرك يتعاظم مع الأيام تعيد به مصر التحامها الأصيل مع الأمة العربية الكبيرة الممتدة وجودها من المحيط إلى الخليج .
* الرباط
مدير نشر جريدة الأمل المغربية
عضو الأمانة العامة لحزب الأمل
المحمول : 00212675958539*
البريد الإلكتروني :
mustaphamounirh@gmail.com

السفير د. عبدالله الأشعل يكتب : الصهيونية غير اليهودية فى الإعلام العربى

فى عدد ديسمبر 1985 أصدرت ريجينا الشريف فى سلسة عالم المعرفة فى الكويت كتابا بعنوان الصهيونية غير اليهودية، وعرضت لنماذج مختلفة منها فى دوائر السياسة الأمريكية فى سياق تحليل العلاقة الوثيقة بين إسرائيل وواشنطن. ويقصد بالصهيونية غير اليهودية أن المشروع الصهيونى لالتهام وإذلال العالم العربى تمكن من تجنيد اليهود فيه حتى قامت إسرائيل بجهود اليهود المتحمسين للمشروع، ولكن إلى جانب اليهود هناك فيالق أخرى من المتعاطفين معهم وقدموا للمشروع خدمات كبرى. معنى ذلك أن الصهيونية هى مشروع سياسى يتجاوز الدين اليهودى ولاعلاقة لها به رغم زعم كبير الحاخامات فى الولايات المتحدة بأن دعم المشروع هو التزام توراتى، يقابله عشرات من الأحبار الذين يرون المشروع وقاعدته على الأرض إسرائيل تخالف صحيح التوراة. المهم أننى عندما قرأت هذا الكتاب منذ أربعين عاماً لم أتخيل للحظة أن فى المنطقة العربية سوف يجاهر البعض بأنه صهيونى، لأن الصهيونية هى الجزار الذى يوجه خنجره إلى العرب وهم الضحية، فكيف يساند الضحية جزاره حتى لو كان يذبح خروفاً آخر؟ هذا الموقف النفسى صادفته عند الخراف وفى أحد أعياد الأضحى وبينما كنت أنتظر دورى عند الجزار ليذبح خروفى، وصلت عربة الخراف فلما رأت زملاءها ينزلون ويذبحون فإن الخراف التى أهلها الله بالفطرة للذبح بكت وثارت وكادت تفلت جميعاً لولا قبضة الجزار الذى وضعها أمام قدرها المحتوم ، بل إن الخراف تعرف الكلمات التى يهمهم بها الجزار وهم يهم بالتهام فريسته، كما أعرف من أبناء الأسرة من قاطع أكل الخراف والأرانب بسبب هذه القسوة. هذه المشاعر والتأملات ألحت على وأنا أتابع مذابح ومشاهد الإبادة فى غزة، وتصورت لو أن غزة هذه تسكنها كلاب أو قطط فهل موقف جمعيات حقوق الإنسان سيكون مثل جمعيات حقوق الإنسان التى نشطت فى بلادنا لتجنيد الأنصار وتمويلهم حتى يسكتوا فى هذه اللحظات، ثم يتلقون إشارة الحركة فى أوقات معينة. وإذا كان ذلك مفهوماً عند الغرب الرسمى الذى يتمنى أن يذبح المسلمون والفلسطينيون خصيصاً ويتم شواؤهم على نار هادئة فكيف نبرر المواقف الغربية المجافية للمشاعر الإنسانية ناهيك عن النخوة والمشاعر القومية والتضامن التى يجب ان تسود بين أبناء العرق الواحد من الحيوانات. 
قد أفهم أن بعض الناس ممن لا يعرفون غلبت عليهم حماقتهم فرأوا الأمور معكوسة، وقد أعذر من خلطوا عملاً صالحاً بعمل فاسد بسبب عجزهم عن التمييز بين ما ينفع وما يضر، وقد أغفل من لوث الإعلام سمعهم وأبصارهم وعقولهم بخطط موسادية معدة بإتقان لدفع الناس إلى سلوك ومعتقدات تخدم مخطط الموساد، لكن كيف تفسر أن قنوات مصرية وعربية وصحفاً تفتح ذراعيها لصوت واحد لا يصمد لحظة واحدة أمام وهج الحقيقة، وينفق على هذا الإعلام المليارات ويتقاضى جنرالات الإعلام الملايين سنويا ويوضعون فى صدارة المشهد والإعلام منهم براء؟ 
وإذا كانت الشماتة فيما يحدث فى غزة من سوءات بعض النفوس، فكيف تسمح النظم بالجهر بهذا الفجوروالتشفي فى المشاعر الإنسانية والقومية؟ 
لقد شعرت بالذعر وأنا أتابع من قبيل الفضول مجموعة من القنوات الفضائية المصرية لأفاجأ بأن أحدهم يمتدح نتانياهو ويدعو للجيش الصهيونى القاتل بالنصر حتى ينهى هذا العرق الفلسطينى! ويمتدح له إكمال رسالته الجهنمية ، بل على قناة أعلم أن بعض الجهات السيادية كانت فى نشراتها الداخلية توصى بمتابعتها لمنسوبيها رغم الفجاجة والخروج عن أبسط آداب الظهور الإعلامى. فى نفس الوقت، كنت أتابع حادث الطائرة الماليزية المؤلم التى سقطت بصاروخ فوق أوكرانيا وموقف الزعماء الغربيين أوباما وكاميرون وميركل وغيرهم وإصرارهم على ردع روسيا الداعمة لانفصال شرق أوكرانيا والبكاء على الضحايا لأنهم غربيون أساسا بينما يجاهر أوباما وكاميرون وميركل فى نفس اللحظة على مساندة إسرائيل فى إبادتها لفلسطين وغزة وحرق الناس أحياء بجيش "الدفاع الإسرائيلى" بزعم أن لإسرائيل حق الدفاع عن النفس، وهذه الدول نفسها مع فرنسا هى التى قررت فى الأمم المتحدة يوما فى يناير من كل عام لإحياء ذكرى هولوكوست اليهود فى ألمانيا بينما يشجع هؤلاء علنا أحفاد الهولوكوست على محارقهم ضد شعب لا علاقة له بمأساة اليهود. 
السؤال كيف سمحت الدولة بهذه السياسة الإعلامية الواضحة ضد المشاعر الإنسانية والحسابات الاستراتيجية؟ وكيف أتيح لهذه الرويضات أن تنفرد بالشاشة لتطل كل ليلة بوجهها القبيح دون خجل أو مراعاة لحرمة الدم ويدعمون القاتل ولا يرعون حتى حرمة الشهر الفضيل، وأن القتلى من المسلمين الآمنين فى بيوتهم وكانوا صائمين قائمين. 
إننى أشعر بالقهر والخجل أن تكون الأمور قد وصلت إلى هذا الحد، فأصبح الليبرالى العربى هو الذى يفرط فى دينه وعرضه ومقدساته القومية وضاعت بوصلته فى القضايا الداخلية والخارجية. فهل يفعل هؤلاء ذلك عن جهل بحقائق الأمن القومى المصرى، وإذا كانوا كذلك فمن سمح لهم بالظهور المستمر والمبرمج واستضافة من على شاكلتهم حتى أعوذ بالله أن تكون بلادنا قد وصلت عقيدتها السياسية إلى هذا الدرك الاسفل. صحيح أننا نشهد زمن الانحطاط وتصدر الرويبضات للمشهد وتوارى الشرفاء والقامات بعد احتلال هؤلاء للواجهات بما يقدم مصر والعرب للعالم ولعدوهم الأبدى على هذا النحو المشين. 
لقد سار خطاب الصهيونية العربية على مستويات متعددة سياسية وثقافية وإعلامية ودينية وحتى المؤسسات الدينية والدعاء لغزة و مناضليها وشهدائها صار موقفاً سياسياً ودعماً لعدو للوطن . لكنى كنت واثقا منذ أكثر من عشرين عاماً أن بعض منابر الإعلام العربى قد جندت عناصر الصهيونية العربية فى جميع المجالات، وأن هذا الظهور المنهجى كان جزءا من مخطط أكبر هدفه النهائى أن يشعر المسلم بالخجل من إسلامه، ولا يقيم حرمة لها طابع دينى، وان يخجل العربى من عروبته وأن لبراليته تقضى بأن يدعم عدوه بدعوى الموضوعية والانفتاح، وهذا خلل خطير فى الإعلام والثقافة والسياسة أدى إلى خلل فى العقل العربى نفسه فأدى به الخلل إلى فقدان القدرة على التمييز بين الضرر المحض والنفع المحض، وهذا فى القانون هو الشخص غير المميز، أو اذا كان تجاوز السابعة هو الشخص الأبله الذى يجب الحجر على تصرفاته فكيف يسمح لهؤلاء البلهاء أن يعتلوا المنابر الإعلامية مهما كان عدد المشاهدين قليلا بهذا الخطاب الفاحش ويحسب فى النهاية على ما يصدر من مصر. إننى نيابة عن شرفاء مصر والعالم العربى أقول بكل تأكيد أن العدو هو الذى هبط علينا كالجراد فاعمل القتل والنهب وهو العدو الصهيونى، وأن طابوره الخامس فى إعلامنا ومختلف دوائرنا دليل على نجاحه فى اختراقنا، وصدق تقرير عاموس يالدين مدير المخابرات العسكرية الصهيونية السابق الذى قدمه للحكومة الإسرائيلية عام 2010 وكتبت عنه عدة مرات ان الموساد تمكن من تحقيق إنجازات كبرى وأهمها اختراق معاقل الدولة فى مصر من جميع الجهات ، وطالبت المرحوم عمر سليمان يومها أن ينشر أسماء هؤلاء قبل أن تبادر إسرائيل بكشفهم ولكن يبدو أن القائمة أطول من أن تنشر وأنهم فى محرقة غزة كشفوا بأنفسهم عن أنفسهم، ولذلك وجب فضحهم ومن يفتحون لهم فى عقول الناس آفاقا للفتنة والضرر. 
وليس سراً أن خطة إسرائيل فى إحراق غزة اعتمدت أساساً عليهم ومنهم للأسف فلسطينيون تنكروا لفلسطينيتهم ومصريون وعرب تنكروا لمصريتهم وعروبتهم، وهذا أكثر ما يثير مرارة ضحايا المحرقة فى غزة أن يدعم القريب العدو بدلاً من أن يهب للنجدة ودفع العدو الغادر. فتشوا بينكم عن الطابور الخامس الصهيونى بأسماء عربية وديانة إسلامية وقد يبالغ سبكا للدور فى عروبته وإسلاميه حتى تنطلى اللعبة على البسطاء، فلا يفرقون بين العداء السياسى والتنافر الجينى، ولا يمكن لهؤلاء أن يغيروا الجينات العربية الإسلامية. 
أما الحياء فهو فطرة دلنا عليها القرآن الكريم حين أطاع آدم وحواء الشيطان وبدت لهما سوء تهما، فسعيا إلى ستر العورة، فما بالنا بهؤلاء لا يحرصون على ستر عورتهم بل يباهون بكشفها، فقدوا دواعى الاعتبار وباعوا أنفسهم للشيطان وخطابهم الشيطانى يجب عزله حتى لا يختلط الماء باللبن. ستنتصر إرادة الله فى غزة وستبقى فلسطين أرض الأنبياء ومسرى رسول الله إلى السماوات العلا وأمجاد مصر العسكرية ضد المغول والتتار على أرض فلسطين حتى وإن تسلل مغول العصر الصهاينة فى الضباب.

********************
هل قررت إسرائيل القضاء على المقاومة الفلسطينية؟

السفير د. عبدالله الأشعل

الغارات الإسرائيلية على غزة منذ نهاية يونيو 2014 بعد اتهام حماس بأنها خطفت وقتلت ثلاثة من الصبية الإسرائيليين دون أن تقدم سندا صحيحاً واحدا ، تثير الكثير من القضايا خاصة وأن الغارات الجوية الإسرائيلية أدت إلى مقتل الكثيرين، فضلاً عن إحراق المستوطنين الإسرائيليين فى الضفة الغربية لصبى فلسطينى (محمد خضير) حياً بذريعة الانتقام للصبية الإسرائيليين.
الملاحظة الأولى: أن إسرائيل لعبت دوراً بارزا فى تطورات المنطقة التى تخدم إسرائيل وتفتت العالم العربى وتحرم الفلسطينيين من المساندة العربية حتى تخلو الساحة لإسرائيل للانفراد بالفلسطينيين فأصبحت العلاقة طردية بين تفتيت العالم العربى وإضعافه وبين قوة إسرائيل، وتمزيق الصف الفلسطينى، ولهذا السبب يتمسك الفلسطينىون بأن الأمة العربية أمة واحدة وأنهم جزء منها وأن الجسد العربى يجب أن يحمى الجزء الفلسطينى الذى يقتطعه الذئب الصهيونى، بينما الجسد عاجز عن الدفاع، عازف عن الاشتباك تماماً كالفريسة التى تستسلم للوحش المفترس عندما يأتى على مواطن القوة والحركة فيها فى الغابات والبرارى.
الملاحظة الثانية هى أن هناك الكثير من الإشارات على أن إسرائيل اختلقت فكرة خطف الأطفال الصهاينة، بالاتفاق مع واشنطن، حتى تعيد إلى الأذهان قضية شاليط، فإذا كان شاليط قد استخدم ذريعة لأعمال الإبادة الصهيونية ضد غزة ودفع الفلسطينيون أراوح المئات ، في محرقة 2008-2009وعاد شاليط رغم ذلك إلى أهله وذويه، رغم كل الخسائر الفلسطينية مقابل اطلاق وهمي لعدد من الاسري لم تلبث ان اعادتهم الي الاسر ، فإن فكرة الخطف فى ذاتها مألوفة عند الفلسطينيين حتى خارج غزة من وجهة نظر تركيب الصورة الذهنية التي رتبتها اسرائيل كما أن الخطف لواحد أدى إلى حملة الرصاص المصبوب، فما بالنا بخطف ثلاثة من الفتي وقتلهم، إلا أن يكون الرد هو اقتلاع المقاومة وابادة العرق الفلسطيني؟. وإذا كانت تسيبى ليفنى قد اتفقت مع مصر مبارك على عملية الرصاص المصبوب وأعلنت ووجها يفيض حبورا مع وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط، وقررت يومها فى 25 ديسمبر 2008 قبل بدء العمليات بيومين أن إسرائيل قررت تغيير قواعد اللعبة، فإن إسرائيل هذه المرة – فيما يبدو – قررت انهاء اللعبة ذاتها وانهاء صفحة القضية. وهذا يقودنا إلى تقصى دوافع إسرائيل للعملية، والآثار والنتائج التى ترجوها منها بقطع النظر عن النتائج.
الملاحظة الثانية هي أن دوافع إسرائيل من العملية هو تصفية المقاومة وإعادة احتلال غزة تمهيداً لاتفاق نهائى يفصل بين إسرائيل ومشروعها الصهيونى النهائى ببضع خطوات. وأما حساباتها تعتمد على خمسة ركائز:
الركيزة الأولى هى أن واشنطن التى كانت تتوسط منذ أسابيع هى التى تدعم هذه العملية دون مواربة وقد كانت واشنطن أيضاً تدعم الرصاص المصبوب.
الركيزة الثانية هى أن تفتيت العالم العربى إضعاف لدوله وشغلهم جميعاً. خاصة مصر، دفعت إسرائيل إلى تقدير الموقف على أنها صارت طليقة إزاء أهدافها. صحيح أن مصر مبارك كانت سندا لإسرائيل وعملياتها، علي اساس أن مبارك كان كنزها الاستراتيجى، فإن مصر مبارك، شهدت معارضة شعبية كاسحة ضد سياسات الحكومة، وكانت المعارضة تتمتع بحرية كاملة فى التصدى للغزو الصهيونى مما كان عاملا مهما فى حسابات إسرائيل المرحلية .أما مصر الآن الرسمية والشعبية فى حال مختلف تماماً بعد أن لعب الإعلام دوراً هاماً فى شيطنة غزة بحماس أو بغيرها. وإذا كان الحد الأقصى لطموح إسرائيل هو القضاء على المقاومة، فإن حده الأدنى هو إحباط المصالحة الفلسطينية، رغم أن حماس صارت جزءا من الكيان السياسى الجديد لحركة سياسية، بعيدة عن حركة مقاومة، بحجة ان السلطة لايجوز ان تحتوي علي حركة" ارهابية" وفقا للوصف المصري والاسرائيلي.
لقد أدانت الدول العربية عدا بعضها عملية الرصاص المصبوب، فهل هناك اتفاق أم انشغال أو عدم اكتراث تجاه الحملة الأخيرة على غزة فى شهر رمضان وتحت الحصار والضيق، فهل يتناسب هذا الموقف مع الجدوى الوهمية لاجتماع مجلس الأمن . أم أن الكل متفق على تقديم غزة قربانا للتحالفات الجديدة فى المنطقة؟ وقد حذرنا عدة مرات بأن إدخال حماس فى معادلة الصراع بين الأطراف فى الأزمة المصرية سوف يغرى إسرائيل بما تقوم به فى غزة، ونؤكد مرة أخرى أن الكراهية لحماس لأى سبب يجب ألا يجر مصر إلى موقف يضر أمنها القومى على المدى الاستراتيجى، فمقاومة إسرائيل فى فلسطين صمام أمان لمصر مهما بدت بعض الحسابات الوقتية مغرية، ومهما كان الخلاف بين غزة وحماس ومصر الجديدة، فإن إسرائيل هى العدو الحقيقى لمصر الدائمة على مر العصور. ولنلاحظ أن العدوان على غزة هو أحد شعب استراتيجية العدوان على كل الأراضى الفلسطينية وعلى عموم الشعب الفلسطينى. الفارق هذه المرة بين موقف مصر مبارك، ومصر الحالية من الحملة الصهيونية الأمريكية على الفلسطينيين هو أن مصر مبارك تواطأت مع إسرائيل، بينما مصر الحالية أدانت بشكل ما هذه الحملة وحاولت الوساطة والتهدئة ثم أبلغت فلسطين بنية إسرائيل وتهديدها، ولكن إسرائيل تعلم جيدا حدود التأثير المصرى الرسمى حتى لو أراد، كما تدرك جيدا أن الشعب المصرى اليوم مشغول عن محنة الفلسطينيين
ولكنى أحدز أيضاً بأن الجينات المصرية الطبيعية عربية إسلامية وأن تحريف هذه الجينات لا تلبث أن تنقلب ولتتأملوا معى إمعان نظام مبارك فى علاقته بإسرائيل وإمعان إسرائيل فى الإضرار بمصر وبمصالحها ثم انفجر الشعب فى ثورة عارمة فى 25 يناير على النظام وتحالفاته. وليس هناك ما يشير إلى أن الشعب سوف يفقد شعوره بالمخاطر الصهيونية، مهما حاول الإعلام المضلل لدرجة أن إحدى القيادات الصحفية فى أقدم جريدة مصرية امتدحت على صفحتها الخاصة نتانياهو وحملته ضد الفلسطينيين. ودعت شيطانها أن يكثر من أمثال هؤلاء السفاحين، نكاية فى حماس. للأسف الشديد جميع الدول العربية لديها ما يشغلها، ليبيا واليمن والسودان وسوريا ولبنان والعراق.
لم تعد القضية هى غزة وحماس، بل هى نضال شعب مظلوم ضد الظلم الصهيونى والأمريكى والتمزق العربى ولذلك فإن السكوت على العدوان الصهيونى على الشعب الفلسطينى حسابات خاطئة، وسوف تحول الشعوب العربية دفاعاً عن القدس والشعب المظلوم بعد أن أصبح ينافس بقية الفلسطينيين فى محنة اللجوء فى أوطانهم وفى ربوع وطنهم الكبير. 
المطلوب بصفة عاجلة فتح معبر رفح كألتزام قانونى على مصر، والتمييز بين المصلحة العارضة فى النظام والمصلحة الدائمة فى الوطن، كما أن المقاومة تدافع عن الشعب الذى يتعرض للعدوان، والمطلوب دفع العدوان وليس مساندة المقاومة.
والمطلوب أيضاً أن يقوم الإعلام المصرى والعربى بإستعادة وعيه وشرح الحقائق الثابتة للشعوب العربية.
والمطلوب رابعاً أن يتجاوب المصريون مع حمالات الدعم بكل شئ لمساندة الشعب الفلسطينى ضد إسرائيل ولكن المطلوب العاجل هو بحث أدوات التأثير على قرار إسرائيل بإستمرار العدوان ومن العار أن نتحدث تحت النار عن التحقيق ووقف الاستيطان كما ورد فى البيانات الرسمية.
وأخيراً إذا ارادت مصر الجديدة أن يكون لها موضع محترم فى العالم العربى فهذه فرصتها الوحيدة حتى تفلت من استعباد الآخرين لها وحتى لا تكون مصر الجديدة فى الشئون الداخلية والخارجية نقطة سوداء فى تاريخ مصر المعاصر.