17 أكتوبر 2014

منير شفيق يكتب: خطابا السيسي وعباس في مؤتمر الدول المانحة

لا بد من قراءة متأنية مدققة لخطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مؤتمر المانحين الذي عقد في القاهرة بتاريخ 12/10/2014. وذلك لما يتضمنه من مستقبل لقطاع غزة، وخصوصاً، وضع المقاومة، صواريخ، وأنفاقاً، وسلاحاً، ومصانع سلاح، وتهريباً له من مصر أو البحر.
ربط السيسي، وبكلام واضح لا لبس فيه أن إعادة الإعمار في قطاع غزة يقوم على محورين: الأول التهدئة الدائمة، والثاني بسط السلطة الوطنية الفلسطينية (سلطة رام الله) سيطرتها الكاملة على كل الجوانب في قطاع غزة. 
وبطبيعة الحال ذهب خطاب محمود عباس في الاتجاه نفسه، فأكد على مواجهته للارهاب من دون أن يحدّد داعش وأخواتها (القاعدة وجبهة النصرة وما شابه) الأمر الذي يجعل هذا التشديد على الارهاب حمّال أوجه ممتداً إلى سلاح المقاومة في قطاع غزة عندما يأتيه الدور. وهذا الاحتمال يزداد قوة بالرجوع إلى موقف سلطة رام الله وأجهزتها الأمنية (التي شكلها دايتون بعد استشهاد ياسر عرفات) من سلاح المقاومة في الضفة الغربية حيث طبقت سياسة تصفيته بالكامل، وابتداء بسلاح أفراد كتائب الأقصى وصولاً إلى سلاح الجهاد وحماس.
هذا وشدد السيسي من خلال بُعد ثالث تضمنه خطابه على ضرورة المضي بسياسة التسوية مع “إسرائيل وشعبها” (الكيان الصهيوني) إلى الحل النهائي والدائم على أسس التي انطلقت منها التسوية وخطواتها من السبعينيات وحتى اليوم.
وذهب خطاب محمود عباس في الاتجاه نفسه ونحو الهدف ذاته كذلك. 
من هنا يستحق خطابا السيسي وعباس أن يؤخذا بكل الجديّة الممكنة ولا يُنظر إليهما بلا مبالاة أو لتصوّر بأن الطريق الذي سيذهب إليه التطبيق سيكون مغايراً في مصلحة المضي بالإعمار جنباً إلى جنب مع الحفاظ على المقاومة والبناء فوق ما أنجزته من انتصار أخير في دحر جيش الاحتلال ميدانياً، وهو يُحاول اقتحام القطاع. وللأسف أيضاً، ما من إشارة إلى انتصار الشعب وهو يخرج من وسط الدمار الهائل مقدّماً آلاف الشهداء والجرحى ومؤكداً على الصمود والاستمرارية والالتفاف حول المقاومة المسلحة الباسلة التي هي من أبنائه وبناته – فلذات كبده وليست شيئاً مفروضاً، أو هبط بمظلة أو تسلل من حدود. 
بل يبدو من “المناخ العام” أن ثمة تصميماً على وضع الانتصار العظيم الذي تحقق ببطولة المقاومة وصمود الشعب على الرف أو في الثلاجة. وذلك من خلال التركيز على إعادة الإعمار، والتهدئة الدائمة، وضرورة سيطرة سلطة رام الله بالكامل على قطاع غزة. الأمر الذي يعني تصفية المقاومة إذا تحققت هذه السيطرة المقترنة بالتهدئة الدائمة وعدم السماح بعودة “التوتر مرة أخرى” وبالسياسة الذاهبة إلى التسوية المؤسسة في كمب ديفيد (المعاهدة المصرية- الإسرائيلية) والممتدة إلى مبادرة السلام العربية (2002) وما بينهما اتفاق أوسلو وتداعياته التي عبّرت عنها سلطة رام الله من خلال الاتفاق الأمني والمفاوضات الأخيرة التي رعاها جون كيري.
إذا كانت هذه القراءة لخطابَيْ الرئيسين المصري والفلسطيني صحيحة ودقيقة في ما يتعلق بالتوجه نحو إنهاء المقاومة المسلحة في قطاع غزة فسيكون الوضع الفلسطيني أمام كارثة حقيقية لها تداعياتها الحتمية على مستقبل القضية الفلسطينية كما على الوضع العربي كله بما في ذلك المقاومة في لبنان. ومن ثم ينبغي للحريصين على استراتيجية المقاومة أو للحريصين على تحرير كل فلسطين أن يتحركوا من الآن وقبل فوات الأوان لدرء الخطر المحيق بالمقاومة المسلحة والصمود الشعبي في قطاع غزة. 
طبعاً ستكون عملية الذهاب إلى نزع سلاح المقاومة تحت شعار “سلاح واحد” في الضفة والقطاع، و“قرار واحد” للحرب والسلم، أو من خلال وضع سلاح المقاومة بيد سلطة رام الله كما هو حال سلاح الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية. وذلك لتجنب الظهور بمظهر نزع السلاح بالطريقة الخشنة. 
فالطريقة التي ستتم بها العملية سواء أكانت بالأسلوب الناعم أم بالأسلوب الخشن، أكانت تحت شعار المصالحة والوحدة الوطنية أم كانت تحت التوجه نحو التسوية فإنها ستهدّد الوضع كله، بما يدمّر حتى التهدئة المؤقتة وعملية إعادة الإعمار وإنهاء الحصار. وذلك لأن من غير الممكن أن يكون سلاح المقاومة الذي أحدث تغييراً استراتيجياً في ميزان القوى العسكري مع العدو ثمناً للتهدئة والإعمار والمصالحة. فلا التهدئة ولا الإعمار ولا فك الحصار ولا مصالحة فلسطينية تساوي تسليم قطعة سلاح واحدة أو تدمير نفق واحد. ناهيك عن التفريط بالانتصار وما قدّم من تضحيات.
ويكفي أن نتذكر الثمن الغالي، وعلى مدى تاريخ طويل، الذي دفعه الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة حتى وصلت المقاومة المسلحة في قطاع غزة إلى ما وصلته اليوم من قوّة ومهابة وقدرة وإنجاز ميداني في القتال المباشر. فقد سقط على هذه الطريق آلاف المقاومين منذ 1968 حتى اليوم، وتضافرت جهود عربية وإسلامية ومقاومة وممانعة ودعم لإحداث هذه القفزة. وتحركت ملايين عربية وإسلامية وعالمية لإسناد المقاومة في وجه ما تعرضت له من حروب. ولا يُنسى عشرات الألوف من المناضلين المقاومين الذين أعطوا من أعمارهم عشرات السنين في السجون وما زالوا تحت رايات المقاومة ومقارعة الاحتلال والعدوان بالسلاح والانتفاضة. 
ثم كيف يُنسى أن ما وصلته المقاومة في قطاع غزة جاء تتويجاً للانتفاضتين الأولى والثانية في القدس والضفة والقطاع وما قدمتاه من تضحيات وأحدثتاه من تغيير استراتيجي في الصراع مع العدو. 
وكيف بعد أن يكون العدو قد فشل في حروب ثلاثة ضدّ المقاومة والشعب في قطاع غزة من أن ينزع سلاحها نأتي اليوم لنقدّم له وبالمجان سلاح المقاومة. وكيف بعد أن ثبتت صحة استراتيجية المقاومة والانتفاضة نعود لاستراتيجية التسوية الكارثية.
ولهذا لا بدّ من أن يؤدي أي توجه لنزع سلاح المقاومة المسلحة أو إضعافها أو حصارها أو تجميدها إلى حرب جديدة مع العدو. بل يجب أن يؤدي إلى الحرب لا محالة. فمن يسلم سلاحه يسلم رأسه وقضيته ويدمّر ماضيه تدميراً، ولا سيما حينما يكون العدو هو العدو الصهيوني الذي يغتصب فلسطين ويهوّد قدسها ويعتدي على مقدساتها. ولا يجدي معه ما يُقدَّم من تنازل حتى لو كان تسعة أعشار فلسطين. 
ولهذا ما ينبغي للمقاومة أن تتوقف عن التقدّم إلى أمام في قطاع غزة. وما ينبغي للانتفاضة أن تسقط من رأس الأجندة في الضفة الغربية وتحرير القدس وإطلاق كل الأسرى وبلا قيد أو شرط. فاستراتيجية المقاومة والانتفاضة هي التي أثبتت جدارتها وهي وحدها التي يمكن أن تثبت جدارتها. 
وأخيراً إذا ذهب هذا التقدير للموقف إلى أبعد من الحدود التي تحتملها قراءة خطابَيْ عبد الفتاح السيسي ومحمود عباس فيا حبذا وبكل ترحيب لنسمع نفياً، أو تأكيداً على أن لا مساس بسلاح المقاومة أو إضعافه أو حصاره أو تجميده، ومن ثم ليأتي الإعمار والمصالحة من أوسع الأبواب.

مجاهد مليجي يكتب: يا ثوار مصر .. لتكن سلميتنا موجعة ومهابة ومشروطة

اخبار تركيا

كل ليل آخره نهار … مهما طال الانتظار .. الأمل إللي في عيونا … مش بيعرف الانكسار
في القلوب صوت بينادينا … والحنين إللي مالينا .. أيوة مارد صاحي فينا … راح يعيش لو وسط نار
السيرة النبوية ذكرت قصة الصحابي ابو بصير الذي رده الرسول صلى الله عليه وسلم الى قريش بعد صلح الحديبية وكيف استطاع بما قام به من “عمليات نوعية” ارعبت قريش واخافتهم من هذا البند الذي وضعوه باعتباره لي ذراع للمسلمين يقضي برد اي شخص يدخل في الاسلام واعادته الى قريش .. ونحن اليوم نفتقر الى عمليات ابو بصير.
السلمية .. السلمية .. سلميتنا اقوى من الرصاص .. عبارة اطلقها المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين من فوق منصة رابعة في قلب الثوار الاحرار بميدان الصمود والكرامة .. ميدان رابعة العدوية في اعقاب الانقلاب العسكري الدموي وصارت شعارا للمرحلة وصار الجميع يرددونها طوال عام ونيف واليوم هذه العبارة بحاجة الى مراجعة وإعادة تعريف ..
ما هي السلمية ؟ وكيف تكون السلمية؟ وكيف تسقط هذه السلمية هذا الانقلاب المتوحش الذي يقتل كل من يقف في طريقه؛ حتى بلغ الفجور بالانقلابي الخائن العسكري عبد الفتاح السيسي ان يعترف بدمويته في قلب الامم المتحدة وفي مؤتمر صحفي عندما ساله احد الصحفيين عن استفحال القمع والاعتقال في عهده ويرد بكل خسة وصلف ويقول :” نحن نعتقلهم افضل من ان نقتلهم ؛!!!! فلا يوجد سوى حل من اثنين للتعامل مع المتظاهرين الرافضين للانقلاب العسكري .. اما ان نقتلهم او نعتقلهم والثانية احسن لهم”.
وانا هنا اوجه كلامي الى قادة التحالف .. والى قادة الاخوان المسلمين .. والى كافة الثوار الاحرار الرافضين للانقلاب العسكري الدموي في مصر .. ماذا تنتظرون بعد ان حدد الانقلابي المجرم اسلوب التعامل معكم والذي يشبه الى حد كبير التعامل مع – الحيوانات الضالة في الشوارع – اذ تقوم حملات لقتلهم دون ثمن وبلا حساب او عقاب ؟!!
ماذا تنتظرون منذ ان سرب هذا الانقلابي الخائن في بداية انقلابه الدموي مقطع فيديو يعترف فيه بانه لن يحاسب ضابط قتل متظاهر بعد اليوم؛ والقتل بالمجان حتى صار من قتلوهم بلا حساب او عقاب يتجاوزون العشرة الاف مصري ومصريةمن الاحرار دفعوا حياتهم حتى الان ثمناً لرفض الانقلاب ولتحرير الوطن من الاحتلال العسكري لقوى الشر ةوالظلام والفساد والسلب والنهب من ابناء مبارك والعسكر ولكن دمهم للاسف لازال رخيصاً في نظر الانقلابيين؛ لانه بدون مقابل حتى الان!! .
ايها المصريون الاحرار من كافة الفصائل والاتجاهات السياسية ومن المسلمين والمسيحيين ومن الذين افاقتهم صدمة الانقلاب ومن الذين فقدوا احد ابنائهم شهيدا او مصابا بعجز او حتى مفقودا او معتقلا او مطاردا خارج الاوطان .. هل بعد هذا الواقع المأساوي من تمسك بالسلمية التي تعني الاستسلام التام للموت وللقتل دون ثمن ودون رد يوجع القتلة المجرمين ؟!!
ايها الثائرون الاحرار .. ان كلاب الداخلية يقتلونكم كما يصطادون العصافير على الأشجار؛ بل ويتنافسون على ذلك وبكل قسوة بلا رحمة .. وباطمئنان مبالغ فيه عندما يخرجون لتفريق متظاهريكم وللقبض على احد كوادركم … هل تعلمون لماذا ؟!!
لانهم متأكدون من سلميتكم القاتلة .. لانهم يعلمون انه ليس لدى احدكم حتى سلاح ابيض يدفع عن نفسه به الاذى ..وهذا يجب ان يتوقف .. فليكن هناك رادع ولا ادعو لتحول ثورتنا الى ثورة مسلحة ولكن ادعو لان تكون سلميتنا ذات انياب.. ذات شوكةوتكون مؤلمة .. كيف؟وما الالية؟ .. هذا ما يقرره الثوار الحقيقيون المخلصون على ارض الواقع فيما بينهم بكل اطيافهم ونراه ماثلا امامنا لحماية ثورتنا.
ايها الثائرون الاحرار .. انتم ترون القضاة الفاسدين .. قضاة الزور المجرمين القتلة الذين يصدرون الاحكام علينا بالاعدامات والحبس عشرات السنين لمن يرفع شارة رابعة او يتظاهر ظلما وعدوانا حتى صار القضاة الفاسديناخطر ألة قتل من فوق منصة القضاء من كلاب الداخلية الذين يرفعون مسدسهم لكي يقنص متظاهر او يضرب عشوائيا لقتل العشرات من بين المتظاهرين السلميين ..
الا من شيء يردع هؤلاء الكلاب .. وانا استغرب لكم .. كيف يكون هناك قاض قاتل يذهب الى منصة المحكمة ليطلق الاحكام القاتلة ويزهق ارواح العشرات ؛ بل المئات باحكام ما انزل الله بها من سبطان … ثم نجده يعود الى بيته امنا مطمئنا ؟!! .. ثم نجد زوجته تذهب للكوافير وتضع مكياج واولاده وبناته يذهبون الى النادي للتريض والتنزه بل ويذهب بعض ابنائهم الى البارات والى مواخير المجون ثم يعودون ينامون في بيوتهم امنين؛! .. بينما ينام الالاف من الشرفاء والاحرار في الحقول وسط الطين وعلى التراب وفي الاماكن المهجورة هربا من القتل والاعتقال والملاحقة .. فاي الفريقين احق بالامن ايها الثوار الاحرار الشرفاء المخلصون ؟!!
ايها الثوار .. هناك 24 قاض هم من يصدرون الاحكام القاتلة الظالمة المزورة هؤلاء عليهم الحراسات المشددة ولكن اسرهم وعائلاتهم ترتع وتمرح هنا وهناك وليس من الصعب ارعاب هؤلاء القتلة .. وايقافهم عند حدهم ووقف سيل القتل الناعم الذي يمارسونه ضد احرار الوطن الرافضون للانقلاب قومون به بشتى الطرق.
ايها الثوار الاحرار من كل فئات الشعب المصري .. هناك الالاف من وكلاء النيابة وقضاة تجديد الاحكام الظلمة المجرمين بلا تحقيق وبلا عدالة .. اذ ماتت العدالة في مصر فلا قضاء في مصر وتاكدنا انها مؤسسة اشد قذارة من الداخلية تجسد نظرية السادة والعبيد والطبقية التي تحكم بلادا لم تعد موجودة على الخريطة سواء بمجاهل افريقيا او قبائل الواق واق وفي بلاد الهند .. هؤلاء يجب ان نوقفهم عند حدهم بكل السبل مع التمسك بسلميتنا المرعبة ، ومع عدم تحول ثورتنا الى ثورة مسلحة .. كيف؟ وما هي الادوات؟ .. هذه متروكة للثوار المخلصين يقررونها على الارض.
ايها الثوار الاحرار في مصر ان اكبر عدو لكم حرض على قتلكم بدم بارد وشرب دمائكم وسجنكم؛ بل وصل حد المطالبة بابادتكم تماماً .. هو الاذرع الاعلامية للانقلابي السيسي، هم كلاب الاعلام المسعورة من المحرضين الكذابين القتلة، وخطورتهم اشد فتكا بالامة المصرية من كلاب الشرطة وكلاب القضاة الفاسدين القتلة وكلاب العسكر ممن يرتدون البدلة الميري والذين يمثلون عصابة الانقلاب الخائنة ولا يمثلون جيش مصر .. هؤلاء الاعلاميين من امثال ابو حمالات، وابولهب ومراته، وكلب ساويرس، وبتاع الجرجير، والمذيع امين الشرطة بتاع الكرة الارضية .. وهلم جرا .. يجب التعامل معهم بما يليق بهم لقطع السنتهم وإخراسهم وردهم عن التحريض والقتل الذي يمارسونه صباح مساء ضد شعب مصر الحر ، وبما يتناسب وحجم الجرم في حق الثوار الاحرار.
اعزائي الثوار الاحرار .. لا تنسوا كلاب الاثر والبلطجية المنتشرين في كل نجع وعزبة وقرية وبلدة ومدينة وشارع وزقاق في مصر .. هؤلاء لا ثمن لهم .. هؤلاء مرتزقة قتلة لابد من التعامل معهم بما يناسبهم وربما يكونوا هم من اخطر الحلقات واضعفها في نفس الوقت .. والامر متروك لكم في كل منطقة بما يلائمها.
ولا ننسى ان انصار الانقلاب الغادر منهم من تمتد يده الى الثوار الاحرار بالاذى وهؤلاء لا يجب السكوت عليهم بعد اليوم ولابد من رد الصاع صاعين ولابد من ارعابهم وهم اجبن من ان يتمادوا في آذاهم.
احبائي ان الثوار الاحرار يدفعون من دمائهم وحريتهم ثمنا غاليا من اجل تحرير الوطن وكسر الانقلاب ووقف دولة الخوف والرعب التي يسعى الخونة الانقلابيون الى اعادة احيائها بعد ان هدمها الثوار في 25 يناير وليكن شعارنا قول الشاعر فاروق جويدة في 2010.
اغضب .. فإن الله لم يخلق شعوبا تستكين
اغضب .. فإن الأرض تـُحني رأسها للغاضبين
ارفض زمان العهر
والمجد المدنس تحت أقدام الطغاة المعتدين
اغضب
فإنك إن ركعت اليوم
سوف تظل تركع بعد آلاف السنين
اغضب

د. حامد صديق يكتب : الرد الكافى على مصطفى خاطر

الرد الكافى على مصطفى خاطر فى شأن رده على عدم اختصاص المحكمة فى نظر قضية الاتحادية:
استند المسمى بالمستشار مصطفى خاطر الى ثورة 30 يونيو أى الشرعية الثورية ونحى القانون جانبا وعلى هذا الدرب نسلك طريق الرد
أولا المحكمة مشكلة وفقا للقانون ولم يتم تشكيلها وفقا لقرارات ثورية وأن احالة المتهمين جاءت وفقا للقانون وتنفيذا لقرار النيابة بإحالة المتهمين للمحاكمة، والثابت أن صدر فى حق جميع المحبوسين (ظلما وعدوانا) قرارات بالقبض أو الضبط والاحضار (وهى قانونية وليست ثورية وإلا كان مصدرها ليست النيابة العامة) وأن مصدر هذه القرارات النيابة العامة وأنها جاءت جميعا بعد 3/7/2013 رغم الواقعة من حيث القتل كانت فى 5/11/2012، وأن الثورة على افتراض اقتناع النيابة كانت 30 يونيو أى قبل قرارات القبض أو الضبط والاحضار وكان وقتها النائب العام طلعت عبدالله ورئيس الجمهورية محمد مرسى، أى أن الثورة لم تسقط أو تقبض على رئيس الجمهورية أو تعزل النائب العام (المفترض أنه مصدر قرارات القبض أو الضبط والاحضار) إذ أن جميع المحبوسين صدر فى حقهم قرارات القبض بأمر أو توقيع النائب العام.
ويكون السؤال هنا من هو النائب العام الذى أصدر قرارات القبض أو الضبط والاحضار
بالطبع ليس طلعت عبدالله، وإن كانت القرارات صدرت فى خلال الفترة من 3/7 حتى 8/7 فهى ابدا لن تكون ثورية ولا قانونية حيث لم يصدر قرار جمهورى بتعيين نائب عام جديد خلفا للمستشار طلعت عبدالله بعد استقالته بسبب حكم النقض هذا يعنى أن قرارات القبض والضبط والاحضار تلك التى صدرت فى خلال الفترة من 3/7 حتى 8/7 هى قرارات منعدمة لانتفاء صفة واختصاص مصدرها أو اختصاصها، أما إذا كانت قرارات القبض أو الضبط والاحضار صدرت بعد 8/7 بأمر هشام بركات أو توقيعه فهى قرارات أيضا منعدمة لانها صدرت من معدوم الصفة والاختصاص من شخص لا علاقة له بالنيابة إذ أنه يشغل قاضى كرئيس بمحكمة استئناف القاهرة وأن قرار تعينه نائب عام صدر من رئيس المحكمة الدستورية وليس رئيس الجمهورية الذى خصه القانون دون غيره بتعيين النائب العام، إذ لا يجوز المنتدب أو المعين المؤقت أن يقوم مقام رئيس الجمهورية المنتخب وإلا سقطت الشرعية القانونية وانعدمت الشرعية الثورية التى تقوم أساسا من اجل اسقاط الحكم أو النظام، ولا شك أن رئيس المحكمة الدستورية جزء اصيل لا ينفصل بل يتصل مباشر بالحكم والنظام، فإذا سقط الرئيس بفعل الثورة سقط النظام فلا شرعية قانونية لرئيس المحكمة الدستورية ولا النيابة العامة وإلا كان انقلابا وخيانة وهذا الذى كان، ومن ثم يجب أن يكون وفقا للشرعية الثورية محاكمة رئيس الدستورية والنائب العام الذين كانوا سببا مباشرا فى ضياع الشرعية الثورية وهدم القيم والاسس القانونية

بطل .. صحف اسرائيلية: صدام حسين خطط لخطف مناحم بيجن عقب قصف المفاعل العراقي

كتب الصحفي الصهيونى يونتان توسيه-كوهين مقالا اكد فيه ان الزعيم العراقي الشهيد صدام حسين خطط لخطف رئيس وزراء الكيان الصهيونى عقب قيام الكيان بقصف المفاعل النووى العراقي.
نحن هنا ننشر نص المقال الذى نشر في موقع المصدر حرفيا ونتحفظ على وصف الزعيم العراقي بالديكتاتور:
صدام حسين خطط لخطف رئيس الحكومة الإسرائيلي
لقد خطط الدكتاتور العراقي لخطف مناحم بيجن بعد أن دمرت إسرائيل المُفاعِل النووي في العراق- هذا ما قاله المحامي بديع عارف المقرب من حسين.
في كل حكومة في أرجاء العالم هناك القليل من الناس المقربين كثيرًا من بؤرة السلطة، ويعرفون كثيرًا من المعلومات التي قد يهز قسم منها العالم. كثيرًا ما يكون هؤلاء الأشخاص غير أصحاب المناصب العليا، وإنما مقربين من السلطة ويتعاونون معها.
في فترة حكم صدام حسين الدكتاتوري في العراق، عرف المحامي بديع عارف عما يجري في القصر الرئاسي في بغداد أكثر من أي أحد آخر في الدولة. قرر عارف أخيرًا أن يكتب عن الكثير مما عرفه، وقريبًا جدًا سيصدر كتاب مذكرات. مع اقتراب تسويق الكتاب، تحدث عارف مع صحيفة القدس العربي وقصّ قليلا من محتوى الكتاب المثير للاهتمام.
"لقد خطط الدكتاتور العراقي لخطف مناحم بيجن بعد أن دمرت إسرائيل المُفاعِل النووي في العراق سنة 1981" قال عارف. كما وقال إن صدام غضب من إسرائيل التي دمرت المفاعل النووي، وخطط لحملة انتقامية "مناسبة"، فيها يُختطف بيجن.
وقد خطط للحملة جيدًا بحذافيرها وكادت تنفّذ. كان الخطف سيتم بأيدي فلسطينيين، الذي سيخطفون بيجن وينقلونه لبغداد. صُنفت الحملة تحت "سرية للغاية"، لكن في النهاية عرفت عنها الجهات الاستخبارية الغربية. "تحدث أحد رؤساء الدول مع صدام وقال إن خطته انكشفت، وطلب منه إلغاءها. وهذا ما حدث" قال عارف.
1977 - رئيس الحكومة مناحم بيجن في غرفته في الفندق أثناء زيارة لرومانيا (Moshe Milner\GPO)

يُعد تدمير المُفاعِل النووي في العراق أحد النجاحات العسكرية الكبرى في تاريخ دولة إسرائيل. في 7 من تموز 1981 حلقت 14 طائرة حربية نحو العراق ودمرت تمامًا المفاعل النووي الذي بناه صدام بقنابل تزن عشرات الأطنان، وعادت إلى إسرائيل دون وقوع إصابات. في هذه الأيام، حين تعود إسرائيل وتحذر العالم الغربي من البرنامج النووي الإيراني، تقول دائمًا "إن كل إمكانية قائمة"، وتلمح إلى أنها لا تنفي مهاجمة إيران كما هاجمت العراق.
يُعد مناحم بيجن حتى اليوم أحد القواد الكبار والمعتبرين في تاريخ دولة إسرائيل. عدا عن مهاجمة المُفاعِل النووي في العراق، فقد وقع على معاهدة السلام التاريخية مع الرئيس المصري أنور السادات وحظي بفضل الاتفاق على جائزة نوبل للسلام.

مسلمو كينيا يناشدون العالم الاسلامى تعليمهم الاسلام

خضعت كينيا لبريطانيا عام 1895م، بعد حكم أسرة البوسعيد العُمَانية الذي استمر مدَّة ستِّين عامًا، وقد لجأ الاستعمار البريطاني لمجموعة من الحيل السِّيئة للتخلص من اللغة العربية، وذلك بكتابتها باللغة اللاتينية، لصرف المسلمين عن قرآنهم، وإلغاء مادَّة التربية الدينية في المدارس.
ويبلغ عدد المسلمين في كينيا 35%، فلهم وجود قوي حيث يُشرِفون على أكثر من 70 جمعية يضمُّها المجلس الأعلى لمسلمي كينيا.
ويوجد عدد من الجمعيات والمؤسَّسات الإسلامية الصغيرة التي يَزِيد عددها على 400 جمعية، ويوجد في نيروبي أكثر من نصف مليون مسلم؛ ففي العاصمة وحدها أكثر من 30 مسجدًا، وقد أَصْدَرت طبعاتٍ لترجمة معاني القرآن الكريم، وعددًا كبيرًا من الكتب الإسلامية باللغات السواحلية والإنجليزية، وصدرت مجلة الإسلام باللغة الإنجليزية، كما تقدَّم الأحاديث الدينية بِلُغَاتٍ متعدِّدة، وإنشاء عِدَّة معاهد لتحفيظ القرآن الكريم.
وقد ظهر في كينيا الشيخ الأمين علي المازروي الذي تأثَّر بحركات الإصلاح التي ظهرت في العالم الإسلامي، وقام بإصدار جريدتين باللغتين العربية والسواحلية، وأنشأ مدرسة عربية في مدينة شيلا، وقد تفرع عنها 40 مدرسة في كل أنحاء كينيا، وفي عام 1963م أُنْشِئت المدرسة الإسلامية في نيروبي، وهناك مشروعات إسلامية متعدِّدة في كينيا.
ورغم هذا يواجِهُ المسلمون في كينيا مجموعة من المشاكل أهمها: تضاؤل وزنهم السياسي وعدم لعبهم الدور الذي يتناسب مع أوضاعهم، فمجلس الوزراء لا يضمُّ إلاَّ وزيرين مسلمين للتضامن الاجتماعي والتراث، وهما منصبان ثانويان، وهي مقدِّمة جيدة تُنْهِي سنوات الاضطهاد والتمييز التي كرَّسها جميع حكام كينيا، وكان آخرهم الرئيس دانيال أرب موي.
ومع هذا فإن شرق وشمال كينيا على اتِّساعهما لا توجد فيهما جامعة إسلامية، بعكس مناطق الغرب والجنوب، ولا تختلف الأوضاع الاقتصادية عن سابقتها، فقد تعمَّدت الحكومات المتتالية تهميش مناطق المسلمين وعدم تمويل الخطط التنمويَّة بها، كي تظلَّ أسيرة الفقر والجهل والمرض، وتُصْبِح لقمة سائغة في فَمِ الكنائس والإرساليَّات التَّنصيريَّة التي تَقُوم بدورٍ متعاظمٍ في البلاد.
ويحتاج المسلمون في كينيا إلى عمل منظم وجهات ترعاهم ومن أهم ما يحتاجونه:
- إرسال دعاة لكينيا بشرط إجادة اللغة السواحلية.
- إنشاء مؤسسات تعليمية خاصة الجامعات التي لا تكاد توجد في مناطقهم.
- قيام اتحاد للمسلمين يكون جامعا لهم .
- فتح المجال أمام أبناء المسلمين كي يلتحقوا بالجامعات العربية والإسلامية.
- إبعاد المسلمين في كينيا عن الخلافات الفروعية بين المسلمين في الأقطار الإسلامية ، وحماية المسلمين من مسموم الرفض والخرافات.
- حضور المنظمات الإسلامية لكينيا لدعم الناس وتقديم العون لهم.

16 أكتوبر 2014

وائل قنديل يكتب: عن الابتذال الذي ملأ "الشوال"

العربي الجديد
"الابتذال" هو المشروع القومي الوحيد لمصر الآن.. موجة من الإسفاف تضرب كل مناحي الحياة، إسفاف في الفعل، وإسفاف في القول، إسفاف في كل مكان، حتى إنه بدأ يطال ردود أفعال المعارضين لحالة الابتذال العام أيضا.
أعرف صديقا تخرّج من كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية في السبعينيات، وقرر أن ينجو بتفوقه ونبوغه في بلد لا يعترف بالنوابغ، فسافر واستقر في نيويورك، حتى جاءت ثورة الخامس والعشرين من يناير فأيقظت فيه حلم العودة، تفاؤلا بأن مصر جديدة تولد. 
جاء الانقلاب وحكمت الثورة المضادة، فلزم المهندس المهاجر منفاه الاختياري، ومكث يتابع ما يدور، يكتب أحيانا وجهات نظر شديدة التهذب والرقي على صفحته بموقع "فيسبوك"، دون أن تتسلل كلمة واحدة نابية أو لفظ خادش إلى ما يكتب. 
بالأمس فقط وجدت هذا الصديق يكتب على صفحته سطورا ضد سلطة القمع والبطش في مصر، مستخدما المفردات الذائعة في وصف قيادات الانقلاب منذ ذلك "الهاشتاج" الشهير الذي حقق أرقاما قياسية. 
ظننت أن أحدا اخترق حساب الرجل، فأرسلت له معبرا عن استغرابي لاستجابته لحالة الإسفاف العام، وقلت له إن لدي شكوكا في أنه كتب هذه العبارات، فأكد أنه هو من وضع هذه الكلمات بعد أن بلغ به القرف من الوضع حدا لم يعد فيه قادرا على تمالك مشاعره وامتلاك مفرداته. 
هذا الصديق بادرني: وهل هناك ابتذال وإسفاف أكثر مما تمارسه السلطة في طلاب الجامعات هذه الأيام؟ 
وأردف: هندسة الإسكندرية تُضرب بالمدافع الآن، ويتعرض طلابها إلى أبشع أنواع الاعتداءات الأمنية، هذه الكلية التي خرّجت قمماً مصرية، على رأسهم عالم الذرة الأشهر الدكتور يحيى المشد، الذي اغتيل على يد الموساد الإسرائيلي في سبعينيات القرن الماضي. 
ثم يقول في أسى: لا مستقبل لوطن يشعل النار في مستقبله، من أجل استعادة أحط فترات الماضي. 
ثم طلب مني أن أنظر حواليّ على عروض الابتذال المقامة في أروقة المحاكم واستوديوهات "التوك شو" والصحف اليومية.
كنت بالمصادفة أطالع خبرا منشورا على صفحة صديقة أخرى يقول "سيدة تضع 3 توائم في أسيوط أثناء زيارة رئيس الوزراء، وتسميهم "السيسي ومحلب وعادل"، ومعه تعليق طريف يقول "الابتذال ملأ الشوال". 
والحال أن جوالا واحدا لا يكفي، إذ بات الأمر يتطلب مئات، بل آلافا، من الأجولة لتعبئة محصول الإسفاف والابتذال الوفير في طول مصر وعرضها الآن. 
خذ عندك هذا المشهد من أعلى محاكم مصر التي تدور فيها محاكمات كوميدية لقيادات الإخوان والمعارضين للانقلاب، وهو منقول حرفيا من صحافة الانقلاب. 
يقول الخبر "استكمل اللواء عادل عزب، أمام محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، سرده للوثيقة التي أثبتت تحالف الإخوان المسلمين مع حماس. وقال إنه كان يهدف لإدخال المجاهدين إلى فلسطين، وأن تتسم جماعة الإخوان بالجهادية، وتعليمهم فى صالات الحديد "الجيمانيزيم" 
فاعترض المتهمون على كلمة "جيمانيزيم" وقالوا إنهم لا يفهمون معناها. فرد القاضى عليهم "الجيم"، ونادى على "البلتاجي" قائلاً "إزاي انت ماتعرفش؟ هي عبارة عن علبتين سمنة تملأ بالأسمنت وترفعها بإيدك، ما هو ده اللي فتقك يا بلتاجي". 
إذن.. ومع الاعتذار للراحل يوسف وهبي "وما الدنيا في مصر إلا مسرح عبثي كبير" لا يقطع عبثيته سوى هذه الورود الفواحة بالأمل في الجامعات المصرية الآن.. هم الكلمة الجادة في محيط هادر وهائج من الابتذال وانعدام القيمة.

بلال فضل يكتب لـ"مدى مصر" : يمكن البعيد يفهم!

وأغلب الذين يوافقون على الإجراءات القمعية التي تقوم بها دولة السيسي ضد مدنيين مسالمين، لم تثبت جهة قضائية، بعد تحقيق عادل، أن لهم صلة بالإرهاب أو العنف، سيعطونك مبررات عالية الصوت، ومطعّمة بكلمات كبيرة، عن الوطنية والخيانة وهيبة الدولة، لأنهم لا يعتقدون أن ما تعرض له الأبرياء من قمع يمكن أن يحدث لهم، طالما اختاروا المشي جوه الحيط، ولن يفهموا أي حديث عن خطورة الظلم، إلا لو حدث أن اكتووا بناره.
لن يتخيل أحد من هؤلاء أن ما حدث، مثلاً، مع رسام الكاريكاتير الموهوب، أحمد نادي، يمكن أن يحدث له: ذهب أحمد، بصحبة ابنه ذي الثماني سنين، إلى مقر الشركة التي يعمل فيها، ليُري ابنه منظر الشركة المطل على النيل، ابنه أحب المنظر، فأخرج موبايله، وبدأ في تصويره، ليفاجأ الاثنان، بعد قليل، بكتيبة قوات خاصة، تداهم المكان، لأنهم اعتقدوا أن أحداً يصور السفارتين الأميركية والبريطانية اللتين يطل عليهما المكتب.
سيبك من كون هذه السرعة المبهرة في التدخل يفتقدها ملايين المواطنين الذين لا يسكنون إلى جوار سفارات الدول العظمى، أو منازل كبار قيادات الدولة، واسمع باقي القصة التي كان يمكن أن تنتهي، حين اكتشف الضباط أن الصور التقطها طفلٌ، أضاف إليها، بطريقة طفولية، تنانين وديناصورات، لكنها تحولت إلى كابوس مفزع، بعد سلسلة من التطورات تسبب فيها عميد شديد الوطنية، اعتبر الصور الطفولية خطراً، لن يزول بمجرد مسحها، ليتم، فجأة، القبض على الأب و"نقّاشين"، شاء حظهما العثر أن يكونا وقت المداهمة يمارسان عملهما في تشطيب المكتب.
يروي أحمد نادي، في تدوينةٍ طويلةٍ، كتبها على حسابه بالفيسبوك، "في القسم، دخلت المباحث محتجز مع الجنائيين، واتخانقت على إني مش مقبوض عليا، وإن لو ابني اتحجز معايا هيكون على جثتي، دخلوني لضابط المباحث، شرحت له الموقف، كان محترم جداً وأبدى استياءه من العك، وأمرهم أن يردوا لي التليفون أكلم زميلي، يرجع ابني البيت الأول، كده موضوع الولد اتحل... بعدها، وصل المحامي عمرو إمام، وده كان شيء مريح، وتحوّل مهم، بعدها اتغيرت نبطشية الأمناء، وجُم أمناء جدد حصل معاهم مشادات كلامية، لما فكروا يقلوا أدبهم عليا، ولقوا رد فعلي عنيف، في نص كل ده كم أخبار مغلوطة من الأمناء إني هاترحل لاظوغلي، وهيطلع دين أمي وكلام كده، ولبخ كتير حصل وقلة أدب، والحقيقة أنا عرفت أرد كويس، وماعدّتش كلمة، فمش متضايق أوي.
بعد انتظار عشر ساعات، جه ضابط الأمن القومي، ودخلونا واحد واحد متغميين، بس أنا اتحقق معايا أطول وقت، اتغمت عينيا بفانلة عم مصطفى النقاش، المتهم بإنه إخوان اللي قلعوه هدومه، وغموا عينيا بفانلته... فاجأتهم بصوت عالي وعيني معصوبة: ريحتك حلوة يا عم مصطفى... كنت متعمد طول الوقت أطمنه، علشان هو كان زعلان جداً، وحاسس إنه رايح في داهية، وإننا هنا بسببه، وقدام ضابط أمن الدولة، اتشمّر بنطلوني، وأمروني إن إيدي تفضل جنبي وبدأ التحقيق، الأسئلة دارت حوالين انتمائي السياسي، وليه مربي دقني، وباشتغل إيه، وإن نقابة المهندسين كلها إخوان، رغم إني مش مهندس، ويا ترى انتخبت مرسي ولا شفيق، رديت وأنا موجه وشي للضابط، وكنت مبتسم وهادي وبارد بسخرية، أحيانا، والأهم كنت ثابت انفعالياً جداً واتسألت عن علاء عبد الفتاح، وبعد نقاش ومجادلة تقريباً الضابط زهق مني، وخرجوني أنا واللي معايا، بعد تحرير استمارة اشتباه لتأمين موقفهم، لإننا كنا نعتبر مخطوفين، أنا كنت قلقان على ابني جداً، وعلى النقّاش المتهم إنه إخوان، والحمد لله الموضوع مر بسلام".
أظن أنك لو كنت حي الضمير صاحي العقل، فأنت تمتلك، الآن، حتماً أسئلة عديدة عن مدى قانونية وأخلاقية، بل وجدوى كل ما حدث، بكل تفاصيله المزعجة؟ وعما كان سيحدث، لو لم يكن أحمد نادي يستطيع أن يصل إليه محامٍ حقوقي للدفاع عنه، وما الذي كان سيحدث لعم مصطفى النقاش، لو لم يتمسك أحمد بالدفاع عنه؟ ثم إذا كان مجرد كون أي مواطن "إخوان" قد أصبح تهمة، تستوجب القبض الفوري من دون تحقيق، ولا إجراءات قانونية، وكانت "مصر" الدولة مرتاحة لذلك، وترى أنه أمر سيحقق لها الاستقرار والعدل، فكيف يمكن اتهام شخص بأنه إخوان، لمجرد أن الضابط شايف كده، من دون أن يتم إثبات كونه من الإخوان أصلا؟ وما الذي يمكن أن يحمي أي مواطن عادي في مصر من التعرض لهذا المصير؟ وما الذي سيبقى في ذاكرة الطفل سمير، وذاكرة آلاف الأطفال الذين تعرضوا لتجارب مشابهة، حين يكبرون عن دولة عبد الفتاح السيسي؟ وكيف يمكن أن تقضي على الإرهاب دولة تتفنن في صناعته كل يوم؟ 

كاتب أمريكى: مصر تغلى.. وترقبوا ثورة عارمة ضد السيسى

هاجم الكاتب الأمريكي إليوت إبرامز بشدة نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي, وحذر من أنه سيؤجج "المزيد من التطرف والإرهاب" في مصر.
وأضاف إبرامز في في مقال نشره في 14 أكتوبر عبر الموقع الإلكتروني لـ"مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي", أن نظام السيسي أغلق كافة سبل المعارضة السياسية السلمية، ووضع الآلاف في السجون، وهو ما فاقم من حدة الأزمة السياسية في مصر.
وتابع " هناك خطر حقيقي من تزايد التطرف العنيف في مصر بسبب الممارسات القمعية لنظام السيسي, التي ستجعل المصريين يثورون بمرور الوقت، وستكون البلاد في خطر حقيقي"
واستطرد الكاتب " يجب على الولايات المتحدة أن تتدخل لوقف القمع في مصر, عبر التوقف عن تقديم العون لنظام السيسي, الذي سيتسبب في كارثة للمنطقة وليس مصر وحدها".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نشرت أيضا "افتتاحية نارية" في 8 أكتوبر هاجمت فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظامه الجديد، ودعت واشنطن والبيت الأبيض الى تغيير سياساتهما تجاه القاهرة، فيما كان العنصر الأكثر لفتاً في تلك الافتتاحية أنها تأتي بعد أيام على أول زيارة للسيسي الى نيويورك وأول خطاب يلقيه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو الخطاب الذي قالت وسائل إعلام عالمية إنه كان يهدف الى "إنشاء موطئ قدم له لدى المجتمع الدولي".
وتعتبر "نيويورك تايمز", التي تحمل لقب "السيدة العجوز" واحدة من أهم المؤشرات على المزاج العام لدى النخبة في الولايات المتحدة، كما أن الصحيفة تؤثر في صناعة القرار الأمريكي وخاصة المتعلق بالسياسات الخارجية.
ودعت "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها إلى ربط المساعدات السنوية الأمريكية التي تقدم للجيش المصري والتي تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار بتحقيق تقدم على مستوى الحريات والديمقراطية، كما دعت إلى مراجعة شاملة لطبيعة العلاقة مع مصر في ظل ما سمته "الانقلاب العسكري".
ووصفت الصحيفة ما حدث في مصر يوم الثـالث من يوليو 2013 بأنه "انقلاب عسكري", كما قالت إن الانتخابات الرئاسية التي جاءت بالسيسي كانت "مزورة" .
وقالت الصحيفة إن جماعة الإخوان المسلمين التي تصدّرت المشهد السياسي بعد ثورة يناير، يقبع أعضاؤها في السجون حاليا، مع اعتبارها جماعة إرهابية، وهو أمر "غير عادل"، وهو ما قد يجعلهم "عرضة للتشدد"، في وقت تقوم فيه الولايات المتحدة بإنشاء تحالف لمحاربة تنظيم "داعش"المتطرف.
وتابعت الصحيفة "حكومة السيسي أحكمت قبضتها على وسائل الإعلام التابعة للدولة، في حين ينتظر صدور قانون غامض يشدد العقوبات على الأفراد الذين يتلقون تمويلا أجنبياً، ويجعل ذلك جريمة يعاقب عليها بالحبس مدى الحياة، بحجة محاربة الإرهاب، وهي الحجة التي استخدمتها الدولة من أجل إعاقة الجمعيات التي تدعو للديمقراطية".
واتهمت الصحيفة الرئيس المصري بـ"استغلال تطلع الشعب المصري، وتمسكه بالاستقرار، في سبيل تحصين بقائه في منصب الرئيس"، حسب تعبيرها.
وأضافت "السيسي يحظى بدعم قوي من حلفائه في الداخل، وترويج إعلامي لشخصيته بما يفوق الهالة التي كانت حول الرئيس المخلوع حسني مبارك", مشيرة إلى أن "احتكار السلطة", الذي تشهده مصر حاليًا، لم تشهده منذ عهد محمد على باشا، وأشد قمعا مما كان يحدث في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وأثارت الافتتاحية السابقة ردود فعل واسعة في مصر، حيث تناوله العديد من الصحافيين والسياسيين، وأبدى بعضهم غضبه مما جاء فيها, واعتبروها حملة أمريكية تستهدف مصر، وتدعم جماعة الاخوان المسلمين، بينما رآى آخرون من المعارضين لنظام السيسي أن الولايات المتحدة بدأت تكتشف بأنها كانت على خطأ عندما دعمت "الانقلاب العسكري"، وأن "القمع الذي تواجهه جماعة الإخوان المسلمين في الوقت الراهن قد يولد حالة من التطرف والعنف". 

لواء عادل سليمان يكتب : باب المندب وأخواتها ولعبة الأمن القومي

 
*كاتب وباحث أكاديمي مصري في الشؤون الاستراتيچية والنظم العسكرية.

انتبه، أيها الشعب المصري العظيم، فأمنكم القومي في خطر داهم، جماعة الحوثيين في اليمن السعيد تسعى إلى التمدد، لفرض سيطرتها على كل الساحل اليمني، بما في ذلك مديرية باب المندب، المطلة على المضيق وجزيرة موين، أي الساحل الآسيوي للمضيق الذي هو المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، للسفن وناقلات النفط القادمة من خليج عدن وبحر العرب، متجهة إلى البحار المفتوحة عبر قناة السويس، وأيضاً، تلك المتجهة إلى موانئ البحر الأحمر في مصر والمملكة السعودية، وأيضاً، الميناء الوحيد للعدو الإسرائيلي على البحر الأحمر، إيلات. وإذا بنا أمام حملة إعلامية موجهة للمصريين، وللمصريين فقط، أنْ انتبهوا لهذا الخطر القادم من اليمن بالتحديد، فالحوثيون سيهددون قناة السويس القديمة والجديدة أيضاً. وتصريحات رسمية عليا تشدد على أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا التهديد، وعلى الشعب المصري أن يكون جاهزاً لهذا التحدي الجديد لأمنه القومي !؟ كل الصحف، الورقية والإلكترونية وبرامج التوك شو ومقدميها ومقدماتها وضيوفها من الخبراء والمحللين، لا هم لهم سوى طرح هذا الأمر الجلل ومناقشته، ولا صوت يعلو على صوت باب المندب!
وتغاضى الجميع عن حقائق بسيطة على أرض الواقع، أهمها أن باب المندب مضيق على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، عرضه ٣٠ كيلومتراً، حوالى ٢٠ ميلاً، واليمن يطل عليه، ويمتلك جزيرة اسمها موين، على مسافة ٣ كيلومترات من الساحل اليمني هي التي يمكن أن تؤثر على المضيق، وعلى الساحل الأفريقي جيبوتي، تجاورها مباشرة أثيوبيا وإريتريا، والممر الرئيس للسفن من ناحية الساحل الأفريقي في ممر بحري، عرضه أكثر من ٢٠ كيلومتراً. والأهم أنه، بعد حرب أكتوبر 1973، وسيطرة مصر على باب المندب، بالتنسيق مع اليمن وقتها، لمنع السفن المتجهة إلى إسرائيل، عبر البحر الأحمر، من المرور في ظل العمليات العسكرية، مؤقتاً. تنبه العدو الإسرائيلي للأمر، وقام بتوثيق علاقاته مع الثلاثي الأفريقي، جيبوتي وأثيوبيا وأريتريا، للوجود في المضيق، ثم عقدت أميركا اتفاقية تعرف باتفاقية چاميكا في 1994، بشأن باب المندب والمضايق الدولية، ثم وجدت فعلياً في سفينة الاستخبارات، مونت ويتيني، في ميناء جيبوتي، ثم تشكيل قوة بحرية أميركية فرنسية بريطانية، تحت مسمى مقاومة الإرهاب في المنطقة، لتأمين الملاحة الدولية في المضيق، بل وأعطت نفسها وحلف الناتو باتفاق شراكة مع العدو الإسرائيلي في عام 2009، الحق في اعتراض وتفتيش أي سفينة، تشك في أمر حملها أي أسلحة بشكل غير قانوني، فماذا في وسع الحوثيين، أو أي كائن من كان قد يحكم اليمن، أن يفعل في هذا المضيق، باب المندب، الذي يمثل ممراً لنحو ٢٠٪ من نفط العالم؟
هذا عن باب المندب والحوثيين والأمن القومي المصري الذي أصبح فجأة في خطر. بالطبع، لا نقلل من أهمية المضيق بالنسبة لمصر. ولكن، نوضح أن الأمر يدخل في نطاق السلم والأمن الدوليين، ومصر شريك بالتأكيد. نعود إلى أخوات باب المندب، فسنكتشف خطراً داهما آخر تناوله إعلام الندامة، الذي لا هم له إلا تنبيه الشعب المصري العظيم إلى المخاطر التي تهدد الأمن القومي، من حين إلى آخر، وهو حلايب وشلاتين، تلك الأرض المصرية في أقصى الجنوب على حدودنا مع السودان الذي هو شقيق، وكان أحد جناحي وادى النيل، وكان لدينا ملك في زمن فات، لقبه ملك مصر والسودان. حلايب وشلاتين معرضة للسرقة واقتطاعها من حضن الوطن لضمها إلى السودان، فهناك تصريح من مسؤول سوداني أنها أرض سودانية، بأمارة أن كل سكانها من ذوي البشرة السمراء، فيا أيها الشعب المصري العظيم، انتبه، ولا صوت يعلو على صوت حلايب وشلاتين. وتفرد الصحف صفحاتها، وتخصص المواقع تحقيقاتها وأخبارها العاجلة، وتنشط سيدات التوك شو، وأيضاً رجاله، في استضافة الخبراء والمحللين، للتعليق والتنبيه والإنذار، ويصرخ الجميع أن حلايب وشلاتين ستضيع منا.
وتمر الأيام، وينشغل الناس في بلدي بأمور أخرى، لا ترى فيها السلطة أنها تهدد الأمن القومي، مثل انقطاع الكهرباء، أو أزمات الوقود، أو ارتفاع الأسعار، أو قمعية أجهزة الأمن، ومخالفات حقوق الإنسان، وغير ذلك، فيصبح من الضروري تنبيه الشعب المصري العظيم إلى مهددات الأمن القومي، لتستيقظ قضية أم الرشراش، والتي هي، الآن، ميناء العدو الإسرائيلي الوحيد على البحر الأحمر. تخرج علينا التحليلات والتأكيدات أن هذه القرية العربية هي، في الأصل، مصرية، ولابد من استعادتها، ولا صوت يعلو على صوت أم الرشراش. ومرة أخرى، الصحف والمواقع، والبرامج والمحللون. وللعلم فقط، أم الرشراش كانت، حتى سنة 1949، تحت سيطرة القوات الأردنية، وانسحبت منها، بعد توقيع اتفاقيات الهدنة مع العدو، كما أن الحدود المصرية مع فلسطين تحت الانتداب لا تتضمن أم الرشراش وتنتهي عند طابا، وأنها كانت في فترة تحت الإدارة المصرية باسم الدولة العثمانية، وهذا لا يعني أنها داخل الحدود المصرية التاريخية. وبالطبع، هي أرض عربية تحت الاحتلال الصهيوني، مثل كل الأراضي الفلسطينية، وهذه قضية أخرى؟
ولأن كل هذه القضايا ساعة تروح وساعة تأتي، كان لابد من قضية لها طابع الاستدامة، تهدد الأمن القومي المصري، ولا صوت يعلو على صوتها، بل ويمكن أن تهدد الأمن والسلم العالمي أيضاً، وقد كان، فلا شيء يصعب على العبقرية المصرية، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالسلطة. إنها قضية الإرهاب. وهل هناك تهديد للأمن القومي أكثر من الإرهاب؟ وحتى تكون الأمور منطقية، كان لابد أولاً أن يستشعر القائد، بحسه وبما يملك من أدوات، أن الخطر قادم، وأن عليه أن ينبه الشعب لذلك الخطر، وأن يطلب منه تفويضاً صريحاً، بل أمراً شعبياً بمحاربة هذا الإرهاب "المحتمل"، وصحت فراسة القائد وتوقعاته، وتم الإعلان عن وصول الإرهاب إلى بر مصر، وبمعنى أدق، استيقاظ الإرهاب الذي كان كامناً في بر مصر. وانطلقت الحرب على الإرهاب، في القاهرة في منطقة الحرس الجمهوري، والمنصة، ثم الموقعة الكبرى في ميدان رابعة العدوية، وفي الجيزة في ميدان النهضة. ولأن المعارك الافتتاحية كانت عنيفة، فقد أريقت فيها دماء غزيرة. ولكن، المهم أنه أصبح لدينا خطر مستدام هو الإرهاب الذي يهدد "الأمن القومي"، ولا صوت يعلو على صوت الحرب على الإرهاب. فلماذا نستعيد باب المندب.. وأخواتها؟ إلا إذا كان الإرهاب الذي صنعوه فقد صلاحيته؟

رحاب التميمي : كيف تم سلخ اﻷمة عن قضاياها؟

 
تطلب ذلك تقسيم الوطن العربي ثم العمل على الانقضاض على اﻷخلاق والقيم,ثم مُلاحقة الناس في معاشهم كانت البداية بعدما تم تقسيم الوطن العربي في معاهدة سايكس بيكو المشؤمة،وما إستلزم ذلك من سلخ الناس عن دينهم حتى يسهل عليهم قبول أي شيئ والتنازل عن أي شيئ،ﻷنه إن غفل الناس عن دينهم وتساهلوا به،سهل عليهم التفريط بكل شيئ،وإستسهال وتمريرأي شيئ وقد تم ذلك بخطة مُحكمة من خلال إنفاق المليارات لصد الناس عن دينهم من خلال تخديرهم وتعطيل عقولهم وإقناعهم بضرورة فصل الدين عن الحياة فصدق بذلك قوله تعالى
((إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ](( الأنفال:36[
فكان هذا الصد،أولاً بتعطيل الشباب فكرياً وإبعادهم عن مجريات اﻷمور لكي لا يدركوا ما الذي يحصل ومدى المؤامرة التي تحاك على دينهم،ولكي لا ينتبهوا لما يُستجد من مؤامرات تنال من كرامتهم ومن كرامة أمتهم,وبعد أن بدأوا بنشر الفكر العلماني وهو ضرورة فصل الدين عن الحياة لكي يُبعدوا الشباب عن قضاياهم .
بعد ذلك تم تخدير الشباب،وإشغالهم بتوافه اﻷموروالتركيز على إثارة غرائزهم ﻹبعادهم عن تلك القضايا وتدميرهم فكرياً وقد تم ذلك مرة بإشغالهم بكرة القدم،من خلال الغلو واﻹسراف في اﻹهتمام بها،بجعل سقف أمنيات الشباب تحصيل الدوري من الكرة والوصول بالكرة إلى كأس العالم،وانتظار المسابقة تلو المسابقة بالتحضير لها طوال العام من خلال الدوري المنتظم....
ومرة أخرى بإغراق الشباب بمستنقع الغرائز من خلال دور السينما وشاشات التلفاز التي تعمل على ضخ الافلام الهابطة .
ثم تطور اﻹنفاق والصرف على تلك اﻷدوات حتى يضمنوا أن لا يسلم بيت من بيوت المسلمين من ذلك اﻷذى ولو كان محافظاً،لجرف العدد اﻷكبر إلى تلك المنزلقات والمستنقعات,فعملوا على تطوير وسائل اﻹتصال حتى إستطاعوا الوصول إلى الستالايت والنت الذي أدخلوه كل بيت بإعتباره جهاز لابد من الحصول عليه لمعرفة ما يجري في العالم,فكان الفخ عندما أخذوا يبثوا من خلال تلك اﻷدوات كل ما لا يخطر على قلوب العباد من الفُجر،وإستسهال الحرام وحتى أصبح الناس يروا ما كان محرماً،أو حتى عيباً شيئاً بسيطاً،بل ومستساغاً،وأصبحت مسابقات المُجون والعُهر هي المجد
المبتغى، والهدف اﻷسمى للشباب وسط تصويت الجماهيرودعوات الاهل لنجاح فلان وعلان منهم في تلك المسابقات للوصول إلى الشهرة من خلال تلك المُحرمات بل ومن خلال تلك الكبائر.
ثانيآ العمل على تدمير اﻷسرة بإستغلال المرآة الزوجة واﻷم شر إستغلال مستغلين قلة عقلها ودينها بدفعها للمطالبة بحقوقها أمام الرجل،مُناكفة ومُزاحمة له في كل المجالات فأخرجوها من بيتها بداعي،وبغير داعي لكي تكسر حاجز الحياء،ولكي يُبرروا لها اﻹختلاط وبذلك تشعر أنها تحقق انتصاراً على الرجل،وإستغلوا ضعفها وجعلوها تلهث وراء المظاهر،حتى أصبحت أنانية على حساب أولادها وبيتها,خلعوا عنها ثوب الحياء الذي يحوي عفتها،وتخلت وسط ذلك كله عن فطرتها التي فطرها الله عليها،ومكانتها الحقيقية وأصبحت متخبطة،لا شيئ يُرضيها ولا شيئ يقف أمام
طموحها،فلا هي حققت ما دفعوها لتخرج من بيتها ﻷجله،ولا هي نجحت راعية لبيتها ﻷنها خالفت الفطرة التي ركبت فيها.
ثالثاً: بعد ذلك تم ملاحقة الناس في أرزاقهم،بتحديد قيمة دخل الفرد بالحد الادنى للأجور, ثم محاصرة هذا الدخل بفواتير الكهرباء والماء والضرائب المتصاعدة،حتى أصبحت غالبية الشعوب تعيش تحت خط الفقر،وتم بذلك محاصرة العقل من التفكير بغير لقمة العيش.
وعلى الناحية اﻹقتصادية استبدلوا الإقتصاد اﻹسلامي،بالنظام الربوي،حتى أوصلوا الربا إلى كل بيت،من لم يصبه مباشرة أصابه من ريحه ونشروا الرشوة في أغلب بلاد المسلمين حتى أصبحت نظام حياة،لا يمكن للحياة أن تسير دون إعطاء الرشوة في أي مجال،ليسلبوا الناس كرامتهم وينزعوا من النفس مروئتها حتى تصبح نفس دنية لا يهمها الحلال والحرام تسير أينما سار التيار.
وفي خلال ذلك كان هناك من يعمل على خلق العنصرية بين اﻷفراد عندما هجروا الفلسطينين من أرضهم،وجعلوهم مبعثرين في اﻷرض،ليس لهم حق المواطن اﻷصلي، أينما ذهبوا حوصروا،في سورية تم منع من يحمل الهوية الفلسطينية من دخول اﻷراضي السورية بحُجة أكذوبة المقاومة والمُمانعة،مدعين الحرص على منعهم من ترك بلدهم لكي يبقوا فيها,وكأنهم ليسوا من سيناريو المؤامرة.
في لبنان حبسوهم في مخيمات لا تصلح لعيش الحيوانات ناهيك عن عيش البشر فيها ،ومنعوهم من العمل في الوظائف الحكومية أو العمل كمستثمرين،محاصرين في تلك المخيمات ممنوعون من العمل في غير الوظائف الخدماتية الدونية.
في بقية الوطن العربي الحكومات تمارس عليهم الرقابة،في ليبيا القذافي الملعون طردهم وألقى بهم على الحدود في الشتاء القارص بحجة دفعهم إلى العودة الى بلادهم التي خرجوا منها وكأنه ليس جزءاً من المؤمرة عليهم.
في المنطقة المحيطة بهم رغم المساحة الجغرافية الواحدة التي تجمع الشعبين، إستطاعوا ان يخلقوا العنصرية عندما أشعروا أهل اﻷرض اﻷصليين أن الشعب الفلسطيني عالة عليهم عندما شاركهم تجارتهم ووظائفهم،وأن مشكلة فلسطين تسببت لهذه الشعوب بكل المشاكل العالقة والقائمة مع الاخرين على الحدود،ومع الدول،عدى عن التمييزالعنصري في اﻷحقية للعلم وفي الوظائف وفي كل شيئ ﻷبناء الوطن قبلهم، والواسطة هي سيدة الموقف في كل شيئ.
أما على مستوى الوطن العربي منعوا تقسيم وتوزيع إيرادات النفط على العالم اﻹسلامي بالتساوي ليضمنوا تقسيم العالم اﻹسلامي بين سادة وعبيد،البعض أسير البعض اﻷخر في العطاء،وفي السيطرة،حتى تشعر البلد التي تستقدم العمال والموظفين للعمل لديها بأنها(السيد)بالقوانين الجائرة بحق مستخدمييها،ويشعر الطرف اﻷخر المستخدم بالدونية عندما يشعر بمدى التفرقة العنصرية في القوانين بينه وبين المواطن الاصلي فتنعكس ذلك على الشعوب ضغينة وحقداً حتى يشعر بعضها بأنه عالة على البعض اﻷخر، ضيقوا على البشر في حياتهم اليومية وقهروهم في أرزاقهم حتى أصبحت
الشعوب تعيش بين الفعل وردة الفعل في نظرتها إلى بعضها البعض،وهكذا تم سلخ الناس عن قضايا أمتهم عندما ابعدوهم عن دينهم،وعندما اشغلوهم بالسخافات وعندما حاصروهم في أرزاقهم،وعندما بثوا العنصرية بينهم
ولكن كما توعد سبحانه وتعالى في الأية الكريمة أن بعد هذا اﻹنفاق للصد عن سبيل الله سيلحق بكل من تأمر على اﻹسلام الحسرة ثم يغلبون ثم إلى جهنم يساقون كما قال تعالى ((إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ))]الانفال:36 [

المجلس الثوري المصري: تدخل طغمة الانقلاب عسكريا في ليبيا مرفوض

بيان هام

تدخل عسكري مرفوض في ليبيا

يعرب المجلس الثوري المصري عن رفضه وإدانته للعدوان العسكري الذي تقوم به الطغمة العسكرية الإنقلابية في مصر على الشعب الليبي الشقيق.
ونشدد على أن التدخل العسكري في الشئون الليبية خطأ كبير وجريمة لا تغتفر، وتأكيد أن هذا الانقلاب الدموي لم يكن نذير شؤم على شعب مصر وحده بل على المنطقة جميعا.
وعلى رغم النفي الكاذب لقصف الطائرات المصرية للشعب الليبي الشقيق الأربعاء 15 أكتوبر، فإن تأكيدات قيادات عسكرية لوكالات أنباء دولية ووسائل إعلام مصرية قد فضحت هذا المسلك الذي لا يتسم بالمسئولية ولا يضع مصالح مصر العليا، ووجود ما يقارب من مليون مواطن مصري في ليبيا، وأواصر الجوار والروابط العائلية والتاريخية مع أشقائنا في ليبيا.
إن النظام الانقلابي يؤكد يوميا أنه فاقد للأهلية وليس على مستوى المسئولية ولا يعي دور مصر ولا يدرك نتائج أعماله على مصالح الشعب المصري والشعوب الشقيقة المجاورة.
إن النظام الدموي المصري لم يقصر القتل على الشعب المصري بل امتد ليشمل الأشقاء، ولم يمضي سوى أيام قلال على زيارة الأمين العام للأمم المتحدة لطرابلس ودعوته للحوار والوفاق بين الفرقاء، إلا وانغمس نظام السفاح السيسي في مغامرة عسكرية ستترك آثارها الوخيمة على مصر والمنطقة بالكامل.
ويرى المجلس الثوري المصري انه من الضروري التوقف عن هذه المغامرات الخسيسة، ويعد المجلس بأنه سينحصر دور مصر عقب سقوط الانقلاب في القيام بدور إيجابي يقرب وجهات نظر الأشقاء في ليبيا وكل المنطقة العربية والقارة الافريقية، وسيعمل على إحلال السلام بديلا عن الدمار والقتل، وبعيدا عن محاولات شيطنة بعض الأطراف لتبرير التدخل والعدوان.
ويهيب المجلس الثوري المصري بالأخوة الاشقاء في ليبيا على المستويات الرسمية والشعبية وكل الفصائل أيا ما كانت مواقفها وتوجهاتها، أن يرعوا في المصريين المقيمين والعاملين في الشقيقة ليبيا، حق الأخوة والرابطة القوية بين الشعبين، وألا يحدث خلط بين المنظومة الانقلابية وقيادتها المغتصبة للسلطة في مصر وما تتخذه من مواقف غير مسئولة واستراتيجياتها ضد الثورات العربية بما فيها الثورة الليبية، وبين أبناء الشعب الواحد من مصريين وليبين. ودور المصرين الشرفاء في مشاركة إخوانهم في التنمية والبناء في الدولة الشقيقة ليبيا.

15 أكتوبر 2014

د. فيصل القاسم يكتب: نموت كي يحيا الوطن… يحيا لمن؟

يتميز بعض العرب عن بقية شعوب الأرض بتلذذهم بالظلم والألم والعذاب والجور والاستغلال الذي يعانونه على أيدي أنظمتهم وحكوماتهم وجلاديهم. إنه نوع غريب من المازوخية العجيبة التي تحتاج إلى معالجة نفسية فورية. ولعل شعراءنا وفقهاءنا وبعض أدبائنا ساهموا بطريقة أو بأخرى في ترسيخ هذا الاستمتاع المرضي بالبطش والاضطهاد من باب أن الإنسان يجب أن يتحمل كل أنواع التنكيل التي ينزلها الوطن بساكنيه، حتى لو داسهم ليل نهار، وسامهم سوء العذاب. فالوطن في ثقافتنا العربية المريضة يتقدم على المواطن، والأرض العربية القاحلة الجرداء أهم من الإنسانية، ومسقط الرأس غال حتى لو أطار رؤوسنا، وقدمنا طعاماً مفروماً للكلاب والقطط وأسماك البحر. 
أما آن الأوان لتلك الجوقة العربية الزاعقة التي ترفع سيف الوطنية الصدئ في وجه كل من يحاول أن ينتقد الوطن وحكامه، ويكشف عورات الأوطان وسرطاناتها المتقيحة أن تبلع ألسنتها، وتكف عن المتاجرة بالمشاعر الوطنية «عمّال على بطـّال»؟ أليس هناك من لديه الشجاعة لأن يقول لهؤلاء الغوغائيين الذين ينصرون الوطن ظالماً أو مظلوماً: إن «الوطنية هي الملاذ الأخير للسفلة والأنذال» كما صاح الأديب الإنكليزي صامويل جونسون ذات مرة؟ 
إلى متى نتشدق ببيت الشعر السخيف: «بلادي وإن جارت علي عزيزةٌ وأهلي وإن ضنوا علي كرامُ»؟ أليس مثل هذا الكلام الفارغ هو الذي ساهم في وجود الدولة التسلطية، ومنع تحقيق المواطنة بمفهومها الحديث في العالم العربي، وأعاق تقنين حقوق المواطن وتحديد واجبات الوطن وحكامه؟ إلى متى نردد العبارة المهترئة: «ما أجمل أن يموت الإنسان من أجل وطنه»؟ لماذا لا نقول: «ما أجمل أن يحيا الإنسان من أجل وطنه»؟ لماذا ترتكز ثقافتنا العربية المازوخية على الموت والعذاب لا الحياة والمتعة في جنبات الوطن؟ هل أخطأ أحد الساخرين عندما أعاد كتابة البيت الشهير المذكور آنفاً ليصبح: «بلادي وإن جارت علي حقيرةٌ… وأهلي وإن جنوا علي لئامُ»؟
متى نتعلم من الأمم الحية التي وضعت الوطن عند حدوده، ولم تعامله كإله يجب تقديسه حتى لو أهانك وأذلك صبح مساء؟ هناك مثل انجليزي شهير يقول: «إن الوطن حيث القلب». فإذا كنت تعيش وتحب بلداً ما حتى لو لم تولد به فهو وطنك الحقيقي، وليس مسقط رأسك الذي أخذ على عاتقه تجريدك من آدميتك منذ اللحظة التعيسة الأولى التي خرجت بها من رحم أمك. ما الفائدة أن تعيش في وطنك غريباً؟ أليست الغربة الداخلية أصعب وأقسى عشرات المرات من الغربة الخارجية؟ لماذا أدرك الغربيون هذه الحقيقة، بينما ما زال بعض مثقفينا الموتورين يؤنبون، ويتطاولون على كل من ينبس ببنت شفة ضد أوطاننا المزعومة؟ إن المواطنة والديمقراطية ومنظومة حقوق الإنسان الحديثة هي التي جعلت المواطن الغربي يعتبر المكان الذي يعشقه هو وطنه الأصلي غير عابئ بالعواطف الوطنية التقليدية السخيفة. 
للأسف الشديد لقد استطاعت الأيديولوجيات «القومجية» العربية أن تضحك علينا بشعاراتها الكاذبة على مدى أكثر من خمسين عاماً، وأرغمتنا على التظاهر بحب الوطن رغماً عن أنوفنا، بالرغم من أن أفئدة الملايين في هذا «الوطن العربي» الجريح كانت دائماً تتوق إلى أوطان خارج «الوطن» لعلها تحقق شيئاً من آدميتها المسلوبة. ليت الشعوب العربية تنبهت إلى مقولة الإمام علي بن أبي طالب «كرّم الله وجهه» عندما قال في عبارته المأثورة الشهيرة: «ليس هناك بلد أحب بك من بلد، خير البلاد ما حملك». ليتها تمسكت بتلك النصيحة العظيمة في وجه حملات المكارثية القومية العربية التي حاولت دائماً أن تجرّم كل من يتذمر من سياطها «الوطنية» متهمة إياه بالخيانة القومية، مع العلم أن أكثر من خان الأوطان وسلمها للأعداء على أطباق من ذهب هم رافعو الشعارات الوطنية والقومجية البائسة. وكما يقولون: الأمور دائماً بخواتيمها. ألم تصبح البلدان التي تشدقت على مر الزمان بالوطنية والقومجية الساحقة الماحقة، رمزاً للانهيار سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً؟ سورياوالعراق وليبيا مثالاً. 
لم تعد العبارات الوطنية «البايخة» تنطلي على أحد. لقد غدت المشاعر الوطنية في «وطننا» العربي، وللأسف الشديد، كالمنتجات الوطنية التي تُعتبر عادة رديئة النوعية. ثم ألم يصبح عدد الذين يريدون هجرة «الوطن» العربي أكبر بعشرات المرات من الذين يريدون البقاء فيه؟ لماذا أصبحت كلمة «وطن» بالنسبة للكثيرين من العرب مفردة بالية؟ 
لماذا زال البعض يردد مقولة المعتمد بن عباد الشهيرة:» لأن أكون راعي جمال في صحراء أفريقية خير من أن أكون راعي خنازير في بيداء قشتالة»؟ بينما نرى آخرين يتسلحون بالقول الشعبي:» زيوان بلدك ولا قمح الغريب.» والزيوان هو نوع من الحبوب السوداء التي تمتزج بحبوب القمح ولا بد من إزالتها عند الطحين. ولا أدري لماذا يُطلب من هذه الملايين العربية المضطهدة والجائعة أن تقبل بزيوان الوطن بينما تستأثر الطبقات الحاكمة والمتحكمة ومن لف لفها بقمح الأوطان وحتى زيوانه؟ أي مازوخية أسوأ من هذه المازوخية العروبية القبيحة التي تحاول تغطية عين الشمس بغربال؟ 
ألم ينقطع نتاج أدباء المهجر الذي كان مفعماً بحب الوطن؟ أين أمثال إيليا أبي ماضي وجبران خليل جبران وشفيق المعلوف وفوزي المعلوف وبدوي الجبل ونسيب عريضة؟ هل مات الأدب المهجري بسبب العولمة وسهولة الاتصال والسفر بين الدول فقط، أم بعدما أصبح العديد من الأوطان العربية طارداً لمواطنيه؟ لماذا أصبح شعار المغترب العربي «أنا مهاجر يا نيّالي»؟ لماذا «تغرورق» عينا الإنسان العربي بدموع الحزن والأسى عندما يريد أن يعود إلى أرض الوطن ؟ ربما لأن المنفى تحول إلى وطن حقيقي والوطن إلى منفى!
سوري يسأل آخر:
«أي وشو بيشتغل ابنك؟
يووووه !! قال شو بيشتغل قال.. باسم بالسويد وحيصير لاجئ قد الدنيا».
٭ كاتب واعلامي سوري

العفو الدولية: السعودية ذهبت للحد الاقصي في تكميم الافواه

تكميم المعارضة: الجهود التي تبذلها السعودية من أجل خنق المجتمع المدني

نشطاء حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية عقب جلسة محاكمة لالحامد والقحطاني

في تقرير موجز نشر اليوم، قالت منظمة العفو الدولية إن الناشطين السلميين في مجال حقوق الإنسان ما انفكوا يتعرضون على نحو منتظم للمضايقات والاعتقالات كما لو كانوا مجرمين، وغالباً ما تُساء معاملتهم في الحجز، لا سيما مع ذهاب السلطات السعودية إلى أبعد مدى ممكن من أجل مطاردة نقادها، وإجبارهم على الإذعان والخضوع لها بصمت.
يتضمن التقرير المعنون: "جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية (حسم): كيف تسكت المملكة أصوات ناشطي حقوق الإنسان فيها"، معلومات عن 11 عضواً من أعضاء جمعية (حسم) – التي تُعد إحدى المنظمات القليلة المعنية بحقوق الإنسان في المملكة – موزعين ما بين من هم معتقلين ومن هم قيد المحاكمة، مع احتمال الحكم عليهم بالسجن أيضا؛ وذلك على خلفية عملهم في مجال حقوق الإنسان خلال السنوات الثلاث الماضية.
وفي معرض تعليقه على الموضوع، قال نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية، سعيد بومدوحة: "شددت السلطات السعودية من قبضتها الحديدية على السلطة من خلال شن حملة قمع منهجية ووحشية اضطهدت من خلالها الناشطين السلميين في معرض محاولتها كبت أي انتقاد للدولة في ضوء الانتفاضات العربية التي شهدها العام 2011".
ولقد استهدفت السلطات السعودية الأعضاء المؤسسين لجمعية (حسم) واحدا تلو الآخر، وذلك في معرض جهود تبذلها دون هوادة لتفكيك الجمعية وإسكات أصوات أعضائها ضمن حملة قمع كبيرة االنطاق تطال النشاط المستقل وحرية التعبير عن الرأي منذ العام 2011. وتتضمن قائمة المستهدفين الناشطيْن البارزيْن د. عبد الله الحامد ود. محمد القحطاني.
وأضاف بومدوحة قائلا: "سعت السلطات في المملكة العربية السعودية إلى مسح أي أثر لجمعية (حسم)، مثلما سعت تماماً إلى القضاء على جميع الأصوات الأخرى المطالبة بتحقيق الإصلاح السلمي".
وأردف بومدوحة القول إنه "ينبغي إلغاء جميع الأحكام الصادرة بإدانة ناشطي جمعية (حسم)، ويجب الإفراج عنهم فورا ودون أي قيد أو شرط. كما يتعين إسقاط جميع التهم المسندة حالياً إلى أعضاء آخرين من الجمعية".
ولا يزال اثنان من أعضاء الجمعية محتجزيْن دون محاكمة، فيما ينتظر ثلاثة من الأعضاء نتائج إعادة محاكماتهم، وثمة ثلاثة آخرون يمضون أحكاماً بالسجن تصل إلى 15 سنة، بينما لا يزال ثلاثة من الأعضاء طلقاء بانتظار معرفة نتائج محاكماتهم الجارية.
ومنذ تأسيسها في العام 2009، أصبحت جمعية (حسم) صوتا من الأصوات القليلة التي تجرأت على الحديث علناً عن انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية. ونتيجة لذلك، تعرض أعضاء الجمعية للملاحقة الجنائية بتهم من قبيل "نزع الولاية والخروج على ولي الأمر"، "وتأليب الرأي العام ضد السلطات" أو من خلال تهم أخرى مشابهة صيغت صياغة مبهمة تم اجتراحها وفق أحكام قانون مكافحة الإرهاب الصادر مؤخرا، والذي يجرّم من الناحية الفعلية جميع أشكال المعارضة السلمية.
لطالما تفادت المملكة إخضاع سجلها الرديء في مجال حقوق الإنسان للتمحيص الدولي الفعال. وتظل السعودية واحدة من أقدم حلفاء الولايات المتحدة في ما يُعرف "بالحرب على الإرهاب"، بما في ذلك شن الضربات الجوية مؤخرا ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في كل من العراق وسورية.
واختتم سعيد بومدوحة تعليقه قائلا: "يتعين على حلفاء السعودية أن يظهروا أن المعايير الدولية لحقوق الإنسان تنطبق بشكل متساوٍ على الجميع. وفي ظل غياب الإدانة الدولية وعدم ممارسة ضغط ملموس على السلطات، فسوف تستمر السعودية في انتهاكها الصارخ لأبسط المبادئ الأساسية الخاصة بحقوق الإنسان دون حسيب أو رقيب".
كما يوثق التقرير الموجز المعاملة اللاإنسانية التي يتعرض لها أعضاء جمعية (حسم)، إذ تعرض بعضهم للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة في الحجز. واحتُجز أخرون من أعضاء الجمعية بمعزل عن العالم الخارجي لفترات تراوحت بين بضعة أيام وعدة أشهر قبل أن تتم إحالتهم إلى المحاكمة.
وألقت السلطات القبض على عضو جمعية (حسم) صالح العشوان في 7 يوليو/ تموز 2012 في طريق عودته إلى المنزل عقب فراغه من أداء صلاة الفجر في المسجد. وظل محتجزا بمعزل عن العالم الخارجي طوال شهرين، وخضع للاستجواب في غياب محاميه. كما زُعم أنه تعرض للتعذيب والضرب وجُرد من ملابسه وعُلق من أطرافه متدليا من سقف إحدى حجرات الاستجواب. وأما عضو الجمعية الآخر الشيخ سليمان الرشودي فلقد احتُجز هو أيضا بمعزل عن العالم الخارجي وأُودع الحبس الانفرادي طوال شهرين على الرغم من كبر سنه حيث كان يبلغ من العمر 76 عاما حينها، وسُمح له بعد ذلك الاتصال مع عائلته.
وأعلن أربعة من أعضاء الجمعية إضرابا عن الطعام احتجاجا على المعاملة التي يلاقون وظروف الحجز الرديئة. وأُجبر أحدهم، ويُدعى محمد البجادي على تناول السوائل عنوة عبر الوريد، وذلك عقب تكرار إضرابه عن الطعام أكثر من مرة.
خلفية: 
ونورد أدناه قائمة بأسماء 11 من أعضاء جمعية (حسم) ممن هم خلف القضبان حالياً أو يُحاكمون على خلفية ما يقومون به من عمل:
1. د. عبد الله الحامد (66 عاما)، يمضي حاليا حكما بالسجن 11 سنة في سجن الحائر بالرياض حيث أُبلغ عن تعرضه لسوء المعاملة هناك. وهو سجين رأي. 
2. د. محمد القحطاني (46 عاما)، يمضي حاليا حكما بالسجن 10 سنوات في سجن الحائر بالرياض حيث أُبلغ عن تعرضه لسوء المعاملة هناك. وهو سجين رأي.
3. الشيخ سليمان الرشودي (78 عاما)، يمضي حاليا حكما بالسجن 15 سنة في سجن الحائر بالرياض حيث أُبلغ عن تعرضه لسوء المعاملة هناك. وهو سجين رأي. 
4. محمد البجادي (36 عاما)، حُكم عليه بالسجن أربع سنوات في بادئ الأمر، وتُعاد حاليا محاكمته أمام المحكمة الجزائية المتخصصة. وهو محتجز في سجن الحائر بالرياض حيث أُبلغ عن تعرضه لسوء المعاملة هناك. وهو سجين رأي.
5. د. عبد الكريم الخضر (48 عاما)، حُكم عليه بالسجن ثماني سنوات في بادئ الأمر، وتُعاد حاليا محاكمته أمام المحكمة الجزائية المتخصصة. وهو محتجز في شعبة سجن بريدة بالقصيم حيث أُبلغ عن تعرضه لسوء المعاملة هناك. وهو سجين رأي.
6. عمر السعيد (22 عاما)، حُكم عليه بالسجن أريع سنوات في بادئ الأمر، وتُعاد حاليا محاكمته أمام المحكمة الجزائية المتخصصة. وهو محتجز في شعبة سجن بريدة بالقصيم حيث أُبلغ عن تعرضه لسوء المعاملة هناك. وهو سجين رأي. 
7. عبد الرحمن الحامد (52 عاما)، محتجز دون تهمة أو محاكمة حاليا في شعبة سجن بريدة بالقصيم حيث أُبلغ عن تعرضه لسوء المعاملة هناك. وهو سجين رأي.
8. صالح العشوان (30 عاما)، محتجز دون تهمة أو محاكمة منذ اعتقاله في إبريل/ نيسان 2012. وأُبلغ عن تعرضه للتعذيب وسوء المعاملة في الحجز. وهو سجين رأي.
9. فوزان الحربي (36 عاما)، حُكم عليه بالسجن سبع سنوات. وهو حر طليق الآن بانتظار البت في الاستئناف الذي تقدم به عقب احتجازه مدة ستة أشهر.
10. عبد العزيز الشبيلي (30 عاما)، يُحاكم حاليا أمام المحكمة الجزائية المتخصصة.
11. عيسى الحامد (47 عاما)، يُحاكم حاليا أمام المحكمة الجزائية المتخصصة.

العثور على مئات الجثث المتفسخة لمغدورين سنة في مقبرة جماعية وأحواض مجاري في بابل

قالت مصادر عراقية مساء اليوم ان نحو 150 جثة متفسخة انتشلت من احد احواض الصرف الصحي ومن مقبرة جماعية في منطقة المحاويل شمال محافظة بابل.
واكدت المصادر في شهادات لوجهات نظر أن طفلة في قضاء المحاويل عثرت على يد بشرية مقطوعة فأخبرت أهلها الذين أبلغوا الجهات الأمنية في المنطقة، وبعد التحري تم اكتشاف نحو 100 جثة في مقبرة جماعية، فيما عثر على عشرات الجثث في مجاري الصرف الصحي لمعسكر المحاويل.
وقال الشهود انه تم العثور على بعض الوثائق والهويات الثبوتية، مدفونة في منطقة قريبة من القمبرة الجماعية.
وتشير الأوراق الثبوتية التي تم العثور عليها ان المغدورين من مناطق شمال بابل، وتحديداً من جرف الصخر واليوسفية واللطيفية والمسيب.
وذكرت المصادر انه يجري انتشال مزيد من الجثث المتفسخة من أحواض الصرف الصحي، ويتوقع ان يرتفع العدد الى نحو 500 جثة، حيث لم يتم العمل حتى الان سوى في حوض واحد.
وأكدت المصدار أن القوة الامنية المكلفة بانتشال الجثث تؤكد وجود أعداد كبيرة من الجثث في الاحواض المجاورة، مشيرين إلى أن القوات الأمنية تحاول إقامة فتحة كبيرة بواسطة آليات ثقيلة بغية انتشال الجثث الأخرى من الأحواض.
وتفضح هذه الجريمة المجازر الارهابية التي ارتكبتها العصابات والميليشيات الطائفية المسيطرة على المنطقة، بحق سكان مناطق شمال بابل من السنة العرب، الذين تجري تصفيتهم لأغراض انتقامية طائفية بحتة، وهي مجازر متواصلة منذ 11 عاماً.
وحتى لا يقول قائل ان المنطقة خضعت لتنظيم القاعدة في الاعوام المنصرمة وانه من المحتمل ان تكون هذه الجثث من ضحايا القاعدة، نقول ان منطقة المحاويل ومعسكر المحاويل تحديداً منطقة مسيطر عليها من قبل الميليشيات الطائفية المدعومة من إيران ومن السلطات الارهابية في المنطقة الخضراء، والمعسكر المذكور هو المقر الخلفي الذي تنطلق منه تلك العصابات الارهابية وتمارس فيه جرائمها في أنحاء مناطق شمال بابل.
ان هذه الفضيحة الكبرى تأتي متزامنة مع تقرير منظمة العفو الدولية (آمنستي) الصادر هذا اليوم، الثلاثاء، والذي إتهم صراحة ميليشيات عراقية شيعية، مدعومة من الحكومة العراقية التي تمدها بالسلاح وتتمتع بالحصانة، اتهمها بخطف وقتل العشرات من المدنيين السنة في الشهور القليلة الماضية.
وارتكز تقرير المنظمة على مقابلات أجرتها في العراق في آب/ أغسطس وايلول /سبتمبر، ضمَّت تفاصيل لإعتداءات طائفية قامت بها الميليشيات العراقية في مدن بغداد وسامراء وكركوك.
وأكد أنه عثر على عشرات الجثث مجهولة الهوية، وجدت مقيدة اليدين وآثار طلقات نارية في الرأس، الأمر الذي يرجِّح أنها لأشخاص أعدموا رمياً بالرصاص.
وشمل التقرير تصريحات لمسؤول عراقي رفض الإفصاح عن اسمه، أكد أن "معظم الميليشيات يخطفون السنة، لأنه من السهل إلقاء تهمة الارهاب عليهم، كما أنه لا يمكن لأي شخص القيام بأي شيء تجاه هذا الموضوع".
وأفاد مسؤول عراقي آخر ، رفض الافصاح عن اسمه ايضاً أن "الرجال السنة ينظر اليهم بأنهم من داعمي الإرهاب، كما أن العديد قضوا بسبب "الانتقام الأعمى".
التقرير منشور على الموقع الرسمي لمنظمة العفو الدولية
في تقرير جديد تنشره اليوم، قالت منظمة العفو الدولية إن الميليشيات الشيعة التي تسلحها الحكومة العراقية، وتحظى بدعم منها، قد قامت باختطاف وقتل العشرات من المدنيين السنة، خلال الأشهر الأخيرة، مع إفلاتها التام من العقاب على جرائم الحرب هذه.
ويورد التقرير المعنون "إفلات تام من العقاب: حكم الميليشيات في العراق" تفاصيل مروعة للهجمات الطائفية التي تشنها الميليشيات الشيعة في بغداد وسامراء وكركوك، وهي التي ما انفكت تكتسب المزيد من القوة، وذلك ضمن ما يظهر أنه انتقام من الهجمات التي تشنها الجماعة المسلحة التي تطلق على نفسها اسم "الدولة الإسلامية". وتم العثور على عشرات الجثث مجهولة الهوية في مختلف مناطق البلاد، وقد قُيدت أيادي اصحابها خلف ظهورهم ما يشير إلى وجود نمط من عمليات قتل على شاكلة الإعدامات الميدانية.
وفي معرض تعليقها على الموضوع، قالت كبيرة مستشاري شؤون موجهة اأزمات بمنظمة العفو الدولية، دوناتيلا روفيرا: "من خلال منح مباركتها للميليشيات التي ترتكب بشكل منتظم انتهاكات مروعة من هذا القبيل، يظهر أن الحكومة العراقية تجيز ارتكاب جرائم الحرب وتؤجج دوامة العنف الطائفي الخطرة التي تعمل على تمزيق أوصال البلاد. ويجب أن تتوقف الحكومة العراقية فورا عن دعم حكم الميليشيات في العراق".
ولا زال مصير الكثير من الذين اختطفتهم الميليشيات الشيعة قبل أسابيع وأشهر غير معلوم إلى الآن. ولقد قُتل بعض الأسرى حتى بعد قيام عائلاتهم بدفع مبالغ الفدية التي قد تصل إلى حوالي 80.000 دولار وأكثر من أجل الإفراج عنهم.
وتعرض سالم، وهو أحد رجال الأعمال من بغداد، للاختطاف في يوليو/ تموز الماضي. ويبلغ من العمر 40 عاماً ولديه تسعة أطفال. وبعد أسبوعين على قيام عائلته بدفع فدية قوامها 60.000 دولار لخاطفيه، عُثر على جثته في مشرحة بغداد وقد تهشم رأسه و قُيدت يداه.
ولقد ساهم تنامي سطوة الميليشيات الشيعة في تدهور الأوضاع الأمنية عموما وخلْق مناخ من انعدام سيادة القانون. وأخبر أحد أقارب ضحية من كركوك منظمة العفو الدولية بما يلي: " لقد فقدت ابنا ولا أريد أن أفقد المزيد من ابنائي. فلا شيء يمكن أن يعيده إلى الحياة، ولا أريد تعريض باقي أطفالي للخطر. فالله أعلم بما سوف يحصل بعد ذلك؟ فلا سيادة للقانون هنا، ولا حماية". ". ويُعتقد أن قائمة الميليشيات الشيعة المسؤولة عن سلسلة عمليات الاختطاف والقتل تتضمن ميليشيا عصائب أهل الحق وفيلق بدر وجيش المهدي وكتائب حزب الله.
ولقد تنامى حجم سطوة هذه الميليشيات وقوتها منذ يونيو/ حزيران الماضي، أي عقب تقهقر الجيش العراقي وتنازله عن ثلث مساحة البلاد تقريبا لمقاتلي الدولة الإسلامية. ويرتدي عناصر الميليشيات الذين يصل تعدادهم إلى عشرات الآلاف أزياء عسكرية، ولكنهم يعملون خارج نطاق أي إطار قانوني، وفي ظل غياب أي شكل من أشكال الرقابة الرسمية عليهم.
وقالت دوناتيلا روفيرا: "من خلال تقاعسها عن محاسبة الميليشيات عما ترتكبه من جرائم حرب وغير ذلك من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، فلقد أطلقت السلطات العراقية فعليا العنان لتلك الميليشيات كي توجه عنفها تجاه السنّة وتنكل بهم. ويتعين على الحكومة العراقية الجديدة برئاسة حيدر العِبادي أن تتصرف الآن كي تلجم الميليشيات وترسي قواعد سيادة القانون".
وأضافت روفيرا القول إن "الميليشيات الشيعة تستهدف بوحشية المدنيين السنّة على أساس طائفي تحت مسمى مكافحة الإرهاب، وذلك في محاولة واضحة لمعاقبة السنّة على ظهور تنظيم الدولة الإسلامية وما يرتكبه من جرائم بشعة".
فعند إحدى نقاط التفتيش المقامة في بغداد على سبيل المثال، سمع مندوبو منظمة العفو الدولية أحد عناصر ميليشيا عصائب أهل الحق وهو يقول ما يلي: " إذا أمسكنا بأحد هؤلاء الكلاب (يعني السنة) قادما من تكريت فسوف نقوم بإعدامه. فجميع سكان هذه المنطقة يعملون مع داعش. ويأتون إلى بغداد لارتكاب جرائم إرهابية، ما يُحتم علينا إيقافهم".
وفي الأثناء، ما انفكت القوات الحكومية العراقية بدورها ترتكب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. وكشفت منظمة العفو الدولية النقاب عن أدلة تثبت ارتكاب التعذيب وغير ذلك من ضروب سوء المعاملة بحق المحتجزين.
بالإضافة إلى حدوث وفيات في الحجز بين السنة المحتجزين وفق أحكام قانون عام 2005 لمكافحة الإرهاب. 
وتوفي محامي يبلغ من العمر 33 عاماً في الحجز؛ وظهرت على جثة الرجل الذي خلف وراءه طفلين آثار كدمات وجروح غائرة وحروق تتسق وتعرضه للصعق بالكهرباء. وثمة رجل آخر احتُجز مدة خمسة أشهر تعرض خلالها للتعذيب بالصعق بالكهرباء والتهديد باغتصابه بوساطة عصا قبل أن يُتم إخلاء سبيله دون تهمة لاحقا.
واختتمت دوناتيلا روفيرا تعليقها قائلة: "لقد أظهرت الحكومات العراقية المتعاقبة استخفافها المشين بالمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان. ويتعين على الحكومة الجديدة أن تغير المسار الآن وتنشئ آليات فعالة تكفل التحقيق في الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات الشيعة والقوات العراقية، ومحاسبة المسؤولين عنها".

مؤشر الديمقراطية لموقع الشعب : سلطة الانقلاب تعيد إنتاج سياسات أثبتت فشلها في قمع طلاب الجامعات

خاص – الشعب
اتهم "مؤشر الديمقراطية" الحكومة المصرية الحالية بأنها "تعيد إنتاج سياسات أثبتت إخفاقها في وقف الحراك الطلابي بالجامعات، ومؤكده أن "الإقصاء السياسي للطلاب هو مفتاح الانتفاضات الطلابية الكبرى" بحسب تاريخ مصر علي مر العصور.
وشدد علي "استحالة فصل العمل السياسي عن الحركة الطلابية ولن تستطيع سلطة وقف مظاهرات الطلبة"، وأن "سياسات الدولة الحالية في التعامل مع الحراك الطلابي لن تؤتي سوى بانتفاضة طلابية كبرى".
وزعم التقرير: "إن مواجهة الحراك الطلابي والوهن السياسي للأحزاب المدنية سمح لسيطرة الإسلام السياسي على الحركة الطلابية"، وقال أنه يجب الوقف الفوري للمواجهات الأمنية والإفراج عن الطلبة المعتقلين الذي بلغ عددهم 70 في أول يومين للدراسة، وإعادة النظر في اللائحة الطلابية، وأن تكون من الأولويات أجندة التفاوض بين الدولة والطلاب.
وقال أن ما يجري حاليا في العام الدراسي 2014، هو تكرار لمشهد الحراك الطلابي 2013 الذي تمثل في المواجهات الأمنية والتقييد التشريعي والإقصاء السياسي والتشويه الإعلامي، وهي أهم أدوات الإدارة المصرية في التعامل مع الطلاب.
نفس ممارسات عام 2013
قال التقرير: "واجهت الإدارة المصرية حالة من الحراك الطلابي خلال العام 2013 حيث نظم الطلاب أكثر من 3000 احتجاج طلابي تخللهم أكثر من 600 حادثة عنف خلال العام الدراسي الماضي، الأمر الذي دفع الإدارة المصرية لإعادة إنتاج مجموعة من السياسات التي رأت أنها ربما تكون حوائط صد لهذا الحراك الطلابي السلمي منه أو العنيف، لكن تلك السياسات لم تفرز سوى المزيد من الاحتقان والمواجهات التي أعتقل على أساسها حوالي 70 طالبا خلال أول يومين من العام الدراسي الحالي".
وقال أن "الدولة المصرية أعادت إنتاج سياسات أثبتت إخفاقات تاريخية في التعامل مع طلاب الجامعات عبر المواجهات الأمنية والتقييد التشريعي والإقصاء السياسي للطلاب والتشويه الإعلامي للحراك الطلابي و"البتر الاجتماعي للطلاب بالسماح بتجسسهم علي بعضهم البعض.
المواجهات الأمنية تولد مقاومة طلابية عنيفة
التقرير شدد علي أن الحركة الطلابية المصرية بدأت منذ أكثر من 120 عاما في العمل على القضايا الوطنية، بداية من مقاومة الاحتلال وحتى مقاومة الدكتاتورية والرجعية المحلية، الأمر الذي يؤكد على أن التصدي الأمني الذي يحدث الآن للنشاط الطلابي والذي اعتقل خلاله على أكثر من 70 طالب خلال أول يومين من العام الدراسي الحالي تحت مسميات وحجج مختلفة.
وتحدث عن صرف الملايين على التعاقد مع شركات الأمن الخاصة والكمائن المستفزة أمام الجامعات والتي حولتها لما يشبه مناطق عسكرية ومناطق عمليات حربية، ووصفته بأنه "لا يعد سوى امتدادا لسياسات القمع الأمني التي انتهجتها دولة الحكم في مصر ضد الطلاب, ورغم كافة تلك المواجهات الأمنية مع الطلاب، إلا أنها لم تستطع يوما صدهم عن ممارسة أنشطتهم، بل إنها أعطت الحركة الطلابية المزيد من التكتيكات والخبرة والحشد والمصداقية، وعززت من ضعف كل نظام حاول انتهاج سياسة المواجهات الأمنية، .
وشدد علي أن المواجهات الأمنية للنشاط الطلابي تدفع بالدولة للمزيد من الخسائر البشرية والاقتصادية، وكذلك الدفع بالطلاب للمزيد من التنظيمات السرية الانتقامية والتي ستستهدف الانتقام من رموز سلطات الدولة وخاصة الأمنية منها، رغبة في الخلاص من قمع تلك السلطات.
التقييد التشريعي أداة للقمع
واتهم "مؤشر الديمقراطية" الإدارة الحالية للبلاد باستخدام التشريعات المقيدة للحريات مثل قانون التظاهر، بالإضافة للائحة العمل الطلابي الجديدة التي أحدثت شرخا واضحا بين إدارة الدولة وبين الطلاب، وإنتاج الدولة لسياسات التقييد التشريعي للنشاط الطلابي والتي بدأت منذ قانون 22 لسنة 1929 والمسمى بقانون "حفظ النظام" والذي أصدرته وزارة محمد محمود، لقمع الحراك الطلابي بعد تعطيل الحياة النيابية عام 1928 ، وكذلك التمهيد للانقلاب الدستوري الحاصل في الفترة من 1930-1933 ، ومرورا بلائحة السادات في 79، وتعديلاتها في عصر مبارك 1984.
وقالت أن قانون محمد محمود لم ينتج عنه سوى انتفاضة طلابية 1935، ولوائح السادات ومبارك لم تعمل سوى على تدمير النشاط الطلابي داخل الجامعة و السماح لجماعة الإخوان وتيارات الإسلام السياسي السيطرة على العمل الطلابي، وينطبق الأمر حاليا على قوانين التظاهر واللوائح الطلابية الحالية والتي لم تنتج سوى المزيد من الدماء والاعتقالات والفوضى.
وشددت علي أن "أية محاولة تقييد تشريعي للحراك الطلابي سوف تواجه إما بتحدي تلك التشريعات وخرقها عمدا، أو زيادة الاحتقان الذي سينتج انتفاضات طلابية وسعة، وفي كل الأحوال سيولد المزيد من المواجهات العنيفة بين إدارة الدولة وبين الطلاب .
إقصاء الطلاب مفتاح الانتفاضات
وقال مؤشر الديمقراطية أن وقف العمل السياسي بالجامعات والتهديد بمحاكمة من يسيء لرئيس الدولة وحل الأسر الجامعية ، وغيرها من القرارات التي حاولت بكافة الأشكال إقصاء الطلاب الجامعين المعارضين للإدارة الحالية من العمل السياسي بالجامعة وتقييد حرية التظاهر والتنظيمات الشبابية خارج الجامعة بشكل يمثل خنقا واضحا لكافة متنفسات العمل السياسي للطلاب، لا يضع أمام الطلاب سوى خيارات خرق تلك القرارات علنا والوقوع في مواجهات مع السلطة أو الاتجاه للعمل السري.
وقد كشفت التجارب التاريخية القديمة والحديثة صحة تلك النظرية ، حيث كانت كل محاولة لحصار العمل الطلابي السياسي تنتهي بانتفاضات طلابية ومواجهات فارقة، منها انتفاضات الطلبة 1935، 1946 (حادثتي كوبري عباس ) و 1968 والتي رضخت لها دولة ناصر، وحركة الطلاب 1972 ودورهم في انتفاضة الخبز 1977 ضد دولة السادات وكل الحركات الرافضة لمبارك انتهاءا بقيادتهم لثورة أطاحت بمبارك. "لذا فإن الحصار السياسي للطلاب لن ينتج عنه سوى المزيد من المواجهات والاحتقان بين الإدارة المصرية والطلاب ، ولن ينتج عنه سوى خسارات سياسية للإدارة المصرية، والمزيد من المكاسب لمعارضيها وأعداؤها وخصومها السياسيين والدوليين" .
التشويه الإعلامي للطلاب أداة فاشلة
أشار تقرير "مؤشر الديمقراطية" لما ذكره مقدمي البرامج على واحدة من أكثر الفضائيات انتشارا، من تحريض علي الطلاب، تعليقا منه على بيان لطلاب الجامعات، بقوله: "لن نعبر ولن تعبر الدولة المصرية سوى على أجسادكم"، والذي ليس سوي جزء من سياسات متعمدة لتشويه الحراك الطلابي السياسي على مر العصور.
وقال أن هذا التشويه "وصل لذروته في العام الدراسي 2014 ، ليتهم الطلبة بالعمالة والإرهاب والبلطجة ، ويتم وصم كل من يعارض الإدارة الحالية وتصنيفه على أنه منتمي لجماعة إرهابية ، ناهيك عن سياسات واضحة تقصي المتحدثين باسم الطلاب ومصالحهم وتبرز دعاية سلبية لكل احتجاجاتهم وتحركاتهم، في حالة تناسي واضحة أن الطلاب الجامعيين يمثلون المكون الأساسي لنجاح أي كيان إعلامي، وأن لديهم من الوسائل الإعلامية الحديثة ما يمكنهم من قيادة حملات إعلامية كاملة ضد كل من يروج ضدهم، و أن تلك السياسة هي امتداد لسياسات قمع الحراك الطلابي وأساسا لشحن الطلاب وإحداث المزيد من العنف ."
البتر الاجتماعي يشعل نار العنف
ونوه "مؤشر الديمقراطية" إلي أن البتر الاجتماعي للطلاب "مجرد خطوة لإشعال نار العنف "، مشيرا لتفاخر رئيس جامعة الأزهر في غرة العام الدراسي 2014 "بتجنيد جواسيس من بلدياته لمراقبة الطلاب" ظنا منه أن هذا دوره الوطني والقومي، وتصريحات رجال الدولة والتعليم حول تصنيف الطلاب لمتعاونين يتم تجنيدهم لمراقبة الطلاب المشاغبين أو الإرهابيين، مما عكس سياسة واضحة للتصنيف والتفرقة بين الطلاب أنفسهم.
وقال أنه خلال العام الدراسي 2013 حدث ما يقارب من 100 حالة اشتباك بين الأهالي والطلاب، وصنفت الإدارة المصرية الأهالي المشتبكين مع الطلبة على أنهم "المواطنين الشرفاء"، بينما جرى تصنيف الطلاب على أنهم "مجرمون"، بالإضافة لبعض الشحن الإعلامي ضد الحراك الطلابي وتوفير غطاء شرعي من إدارة الدولة للمواطنين الشرفاء لملاحقة الطلاب المجرمين على حد وصف الدولة.
وقالت أن هذا يعكس "انتهاج الدولة لسياسة بتر اجتماعي للطلاب وشحذ لباقي قطاعات المجتمع ضدهم ومحاولة إلقاء كافة مشكلات الأمة على عاتق الحراك الطلابي خارج الجامعة أو داخلها، وتلك السياسية لا تمثل إلا أداة لتوسعة فجوة الخصام المجتمعي في مصر، و عائقا أساسيا أمام أفكار المصالحة الوطنية و شحذ الجهود ناحية البناء لا القمع الهدم والفرقة".
حقائق عن الحراك الطلابي
وشدد مؤشر الديمقراطية علي أنه "يجب على الدولة مراعاة عدد من الحقائق عند التعامل مع الحراك والحريات الطلابي" منها :
1- أن نشأة الحراك الطلابي كانت من أجل العمل الوطني وما لبث أن أصبح عملا وطنيا طلابيا ينتهج مسارات سياسية وتثقيفية، لذا فإن فكرة فصل العمل السياسي عن النشاط الطلابي هي كفصل روح عن جسد، وهي فكرة مستحيلة التطبيق عمليا في الواقع المصري .
2- أن التظاهرات و الإضرابات والمسيرات وغيرها من وسائل الاحتجاج والتظاهر هي الأساس الذي قام عليه نشاط الحركة الطلابية ولن تجدي محاولات قمع التظاهر خاصة لدى الطلاب، وعلى إدارة الدولة تنظيم هذا الحق و ليس منعه أو قمعه بأي وسيلة .
3- أن ظهور وسيطرة الإسلام السياسي وجماعات الفكر المتطرف على العمل الطلابي لم تأت سوى في فترات الوهن الحزبي و السياسي في مصر، أو بمساعدة من الإدارة المصرية لإضعاف والقضاء على الجماعات الطلابية المعارضة للإدارة.
4- أن أكثر فترات ازدهار الحركة الطلابية وإنتاجها كانت فترات العمل السياسي المنظم والمشترك بين الطلاب المنتمين للأحزاب المدنية، وأن الطلاب كانوا المحرك الأول للحياة الحزبية ونشر المفاهيم والأيديولوجيات الديمقراطية داخل وخارج المجتمع الجامعي .
5- أن الحراك الطلابي رغم ضخامته وقوته إلا أنه قوة زئبقية لا يمكن لسلطة أو إدارة التحكم بها أو قمعها أو إحكام السيطرة عليها، ولكنها قوة تمثل إضافة حقيقية لأي إدارة تنصت لها وتشاركها في عمليات الإصلاح والبناء، وأن هناك علاقة طرديه واضحة بين منح الحراك الطلابي المزيد من الحريات وبين استقرار الأنظمة والحكومات، مثلما أن أي تقييد للحريات الطلابية هو أحد العوامل الأساسية لزعزعة استقرار أي نظام إداري أو حكومة.
نصائح لحل الأزمة
وقدم مؤشر الديمقراطية نصائح لحل الأزمة بين الطلاب والدولة تتمثل في "البدء في عملية تفاوض جادة وحقيقية تجمع ممثلين عن إدارة الدولة – الاتحادات الطلابية – قطاع التدريس بالجامعات – المنظمات المدنية العاملة في مجال حقوق الطلبة والحقوق والحريات المدنية والسياسية – الإعلام ، بهدف الوقف الفوري للمواجهات الحالية بين الدولة والطلاب ، والجلوس على مائدة تفاوض من أجل حماية وإقرار الحريات الطلابية مع حماية الجامعات من العنف والفوضى وأعمال الشغب ، وحماية حقوق كافة الطلاب في تلقي المعلومة في جو ملائم". ودعا لأن تبدأ المفاوضات أجندتها بالنظر في الخطوات التالية:
· إيقاف المواجهات الأمنية مع الطلاب وإعادة النظر فيما يخص التعاقدات الخاصة بشركات الأمن ودور قوات الأمن في تنظيم عملية حماية الأمن داخل وخارج أسوار الجامعة دون تحويها لمعسكرات مخابراتية أو أمنية .
· العفو عن كافة الطلاب المعتقلين تحت قضايا تخص مشاركتهم في أنشطة واحتجاجات طلابية وإعطائهم فرصة أخرى للتعليم عوضا عن الزج بهم بين المسجونين الجنائيين .
· إعادة النظر في اللائحة الطلابية .
· تنظيم العمل الطلابي وتشجيعه بما يصب في صالح تنمية العملية التعليمية والعمل الوطني الهادف لبناء الدولة والمواطن المصري.

عمرو حمزاوي: غدا هامش جديد للديمقراطية فى مصر


لا مبادئ فى كلمات الأسطر التالية، ولا أثر لقناعتى الشخصية بأفضلية الديمقراطية وصون حقوق الإنسان والحريات على بناء الاستبداد وتجديد السلطوية. كلمات الأسطر التالية لا تحمل إلا مجموعة من الملاحظات المستمدة من الدراسات الفلسفية والعلوم الاجتماعية والسياسية بشأن موارد واقتصاد القمع وتداعياته.
لممارسات القمع ولانتهاكات حقوق الإنسان وللإجراءات المقيدة للحريات موارد مؤسسية ومادية ومعنوية تستخدمها، ونتائج تبتغى تحقيقها هى إخضاع المواطن وتهجيره من المجال العام والسيطرة على المجتمع وضمان استمرار منظومة الحكم/ السلطة والحفاظ لحلفائه على مواقع الثروة والنفوذ والامتيازات.
هكذا يفسر، مثلا، الفيلسوف الفرنسى ميشيل فوكو تحولات الحكم/ السلطة فى المجتمعات الأوروبية الغربية فى القرنين السابع عشر والثامن عشر وبها استبدلت ممارسات التعذيب العلنى لإخضاع المواطن وفرض طاعة الحاكم بقوانين وممارسات عقابية طبقتها مؤسسات وأجهزة الدولة كما شارك بها مؤسسات عامة ومصالح خاصة كان لها مواقع مجتمعية مختلفة – من المؤسسات الدينية إلى المصالح الاقتصادية والتجارية والمالية.
هكذا يفسر، أيضا، الكثير من الفلاسفة والمؤرخين وباحثى العلوم الاجتماعية والسياسية الألمان اعتماد النازى على تكنولوجيات متطورة (بمعايير ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين) لتنفيذ جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية والقتل وممارسات القمع بصرامة إدارية وبكفاءة «اقتصادية» عالية جوهرها معادلة «استخدام موارد أقل وتحقيق نتائج أفضل» غير الأخلاقية – ولم تكن محارق الغاز لليهود الألمان والأوروبيين إلا وليدة هذه الحسابات والمعادلات.
هكذا يفصل، ثالثا، بعض باحثى العلوم الاجتماعية والسياسية والعلاقات الدولية فى عوامل سقوط الاتحاد السوفييتى السابق وتحولات الكتلة الشرقية حين اختلت العلاقات بين أضلاع مثلث القمع والانتهاكات واستخدمت تصاعديا الموارد المؤسسية والمادية والمعنوية لإخضاع المواطن والسيطرة على المجتمع والحفاظ على منظومات الحكم/ السلطة وأهملت قضايا التنمية المستدامة والتقدم الشامل على نحو رفضت معه قطاعات شعبية واسعة مواصلة الاستكانة «للقبضة الحديدية» وتحركت للمطالبة بحرياتها الشخصية والمدنية بعد أن انحسرت حقوقها الاقتصادية والاجتماعية.
هكذا تفهم، رابعا، مراحل التحول الديمقراطى المتتابعة فى جنوب أوروبا وفى شرق آسيا وفى أمريكا اللاتينية وفى القارة الإفريقية وفى البلدان العربية التى تصاعد بها خلال السنوات الماضية الطلب على الحقوق والحريات فى ارتباطها الوثيق بتورط الحكام فى استنزاف الموارد المختلفة وفى تشويه البنى والتفاعلات الاقتصادية ذات الملكية العامة والخاصة بغية إخضاع المواطن والسيطرة على المجتمع وما ترتب على ذلك من ممارسات قمعية وانتهاكات متزايدة استحال تنفيذها على مدى زمنى متوسط أو طويل ومن أزمات مجتمعية شاملة دفعت الناس إلى البحث عن التغيير وطلبه فى سياقات ديمقراطية.
وهكذا، يعيد الحكم فى مصر الكرة بالتوسع فى استنزاف موارد مؤسسات وأجهزة الدولة وفى استهلاك طاقات وإمكانيات «حلفائها» بين النخب الاقتصادية والمالية والإعلامية لتمرير ممارسات قمعية وانتهاكات للحقوق وللحريات لكى تخضع المواطن وتسيطر على المجتمع وتفرض السلطة الانضباطية - ولنا فى الجامعة اليوم نموذج مؤلم. إلا أن الحكم يتجاهل حقيقة أن الاختلالات بين أضلاع مثلث القمع والانتهاكات حاضرة بالفعل ومرشحة للتصاعد، وأن التداعيات معروفة ومتوقعة.
غدا هامش جديد للديمقراطية فى مصر.

وائل قنديل يكتب: مصر الطلبة.. ومصر الطبلة

بكل فخر يتحدث رئيس جامعة القاهرة عن نجاعة "المنظومة الأمنية" التي تحكم الجامعة في بداية العام الدراسي، من دون أن ينبس ببنت شفة عن "المنظومة التعليمية".
الرجل أستاذ للقانون، ولطالما مارس طنيناً زاعقاً عن استقلالية الجامعة في أزمنة غابرة، وتمسّح في منصات الخطابة عن أهمية جلاء الأمن عن الجامعات، لكنه الآن صار يتحدث، ليس باعتباره عميدا سابقا لكلية الحقوق، وإنما كعميد أركان حرب في المؤسسة الأمنية، فلا يجد غضاضة في أن يباهي بشدة الإجراءات الأمنية التي أجبرت الطلاب على دخول الجامعة قفزاً من فوق أسوارها. 
رجل القانون يتحدث باعتزاز عن إنجازه التاريخي بضبط "الطبلة" التي كان الطلاب يتظاهرون على إيقاعاتها ضد احتلال شركة استخبارات خاصة للحرم الجامعي، فيقول في مداخلة تلفزيونية "لم نتمكن من القبض على هؤلاء الطلاب وتسليمهم للشرطة؛ بسبب المساحة الشاسعة للجامعة، لكننا تمكنا من مصادرة "الطبلة" التي كانت بحوزتهم". 
تصريح رئيس الجامعة يعبر بإيجاز دقيق للغاية عن حالة مصر الآن، المقسومة إلى مصرين: "مصر الطلبة" أو "الورد اللي فتح في جناين مصر" بتعبير شاعر الغضب الراحل أحمد فؤاد نجم.. و"مصر الطبلة" التي يمثلها رئيس جامعة القاهرة وزملاؤه في كتيبة رؤساء الجامعات المعينين بقرارات من المؤسسة الأمنية، والذين يبدعون في فنون الطبل والزمر لجنرالات الانقلاب، من الجيش والشرطة، حتى إن بعضهم لا يخجل وهو ينحني وينثني في وضعية الركوع لتقبيل يد مدير الأمن العام، أو يتباهى بأنه موظف أمن قبل أن يكون مسؤولا عن التعليم الجامعي، ويعلن بلا استحياء عن نجاحه في تجنيد عدد من الطلاب لأعمال التجسس والرقابة على زملائهم. 
غير بعيد عن هؤلاء، أساتذة جامعة ومثقفون وأدباء من نوعية الروائي يوسف زيدان يطلقون الصيحة تلو الصيحة، مطالبين الحكومة بإغلاق الجامعات لمدة عامين على الأقل. هكذا في كلمة واحدة يريدون إلغاء التعليم في مصر لمدة سنتين دراسيتين، كي لا يقضّ هتاف الطلاب الغاضبين مضاجع طبالي وزماري الانقلاب. 
ليذهب التعليم إلى الجحيم إذن، لينعم السادة حاشية السلطان برغد العيش في "مصر الطبلة" المغلقة المجففة، منزوعة الحراك، ممنوعة من الكلام والتعبير والمعارضة، وليهنأوا بمصر الصامتة صمت القبور، بعد امتلائها بجثث المعارضين ومن يفكرون في المعارضة وإزعاج جماعة الانقلاب، أو تهجير المحتجين على المشيئة الأمنية من الطلاب وأهاليهم، قسريا إلى "أي داهية" كما نعق عدد من مقدمي برامج الفضائيات الليلية.. وإذا لم يكن هذا هو المعنى الكامل للتمييز في المواطنة والتطهير العرقي، فماذا يكون الفصل العنصري؟ 
إن عقلية الغلق التي تحكم مصر الآن تضرب المثل في الغباء السياسي والفكري، ولا تريد أن تتعلم أبدا، فقد أغلقوا الميادين بذريعة القضاء على المظاهرات، فاشتعلت القرى النائية والشوارع الجانبية بمسيرات لم تتوقف على مدى 17 شهرا، كما جربوا إغلاق ملاعب الكرة في وجه الجماهير، وألغوا موسما رياضيا كاملا، فأضافوا زخما إضافيا من الغضب. وها هو النظام القمعي يواصل إبداعاته في الاستغباء من خلال التلويح بإغلاق الجامعات، ليقدم دليلا إضافيا على فشل مصر الرسمية المغلقة على عجزها وتخبطها. 
إن كل يوم في عمر الغضب النبيل ضد جريمة الانقلاب على ثورة يناير، يكشف مدى هشاشة المنظومة الانقلابية، التي تثبت يوميا أنها "طبل أجوف" تماما كأسطورة "فالكون" التي قدموها مثل بطل خارق منفوخ العضلات الأمنية، ثم تهاوت مع أول اختبار.