23 فبراير 2013

نشرة اخبار الثورة الشعبية فى العراق

مظاهرات الحويجة بيان لشيوخ عشائر العبيد
رداً على تصريحات وصفي العاصي بتاريخ 21 2 2013\

مظاهرات بغداد حي الخضراء ضرب المتظاهرين
بقنابل مسيلة للدموع بتاريخ 22 2 2013

مظاهرات مدينة الرمادي

 كلمة الشيخ علي الحاتم 19/2/2013


مظاهرات الحويجة قصيدة للشاعرة الحرة المجاهدة

سميراء العبيدي في قضاء الحويجة بتاريخ 16 2 2013

قصيدة الشاعر هشام الجخ وقضية زعيم الامة صدام حسين




حكومة المالكي تتكتم على مداهمة الجيش لوكر في حي العدل لتفخيخ السيارات

بغداد / خاص
تتكتم السلطات الحكومية المختصة على مداهمة قامت بها قوة من الجيش الحالي  يوم الخميس قبل الماضية في الرابع عشر من شباط   الجاري لاحد المنازل في منطقة حي العدل ببغداد واسفرت عن وضع اليد على سيارتين مفخختين وحاويات للمواد  الكيمياوية  والمتفجرة وعشرات الاسلحة من رشاشات واربي جي وهاونات
قبل يومين من التفجيرات التي شهدتها بغداد الاحد الماضي .
واستعانت القوة المهاجمة بأهالي الحي المجاورين للمنزل من اجل تبرأتها من القيام بوضع هذه الاسلحة في المنزل غير انها فوجئت بان قاطني المنزل تحوم عليهم شبهة الانتماء الى احدى التشكيلات الطائفية ويبدو ان المعلومات التي تحصلت عليها قبل المداهمة كانت تشير الى جهات اخرى تناصب حكومة الاحتلال العداء ! ولم تتمكن القوة التي داهمت المنزل من القاء القبض على اي شخص فيه لانه كان اشبه بمخزن تستخدمه    العناصر الميليشياوية الطائفية المرتبطة بأيران.
لكن مواطنون ذكروا ان القوة وضعت يدها على سيارة ثالثة مفخخة تركها قائدها عند احدى مقتربات المنزل الذي داهمته القوة العسكرية.
ورغم مضي اكثر من اسبوع على هذه المداهمة لم تعلن السلطات الحكومية عن وضع اليد علىاخطروكريستخدم في تفخيخ السيارات والانطلاق منه في تنفيذ عمليات ترويع المواطنين في حي العدل والمناطق المجاورة لها .
***************

فضيحة جديدة بطلها معمم برلماني من الائتلاف اسمه علي حسين العلاق !!


 نشرت صحيفة (أكسترا بلاذيت) الشعبية في الدنمارك ...الفضيحة الرابعة التي يكون أبطالها أعضاء في البرلمان العراقي والكردستاني خلال اسبوع.
كان أبطال الفضائح السابقة من القائمة الكردستانية حيث تقوم الدولة الدنماركية بمنحهم راتباً تقاعدياً في الوقت الذي يستلمون رواتب حكومية من خزينة العراق تفوق ما يحصل عليه أي وزير دانماركي.
بطل فضيحة اليوم هو الشيخ المعمم (علي حسين العلاق) عضو الائتلاف في البرلمان العراقي والمقرب من الشهرستاني وزير النفط.
فضيحة هذا الشيخ انه لم يقدم كشفاً بحسابات الرواتب التي يتقاضاها خارج الدنمارك (حوالي نصف مليون كرون سنوياً) باعتباره يحمل الجنسية الدنماركية وبذلك فهو مقبل على محاكمة بتهمة التهرب من دفع الضريبة والاحتيال على قوانين الدنمارك حيث مازالت الدولة تدفع ايجار الشقة المسجلة باسمه في الدنمارك على اساس انه عاجز عن العمل وتحت خط الفقر!!
المخابرات الدنماركية جادة في البحث عن المتحايلين في البرلمان والحكومة العراقية والحبل عالجرار.
رابط المقال الدنماركي :
******************

وفــاة معتقــل في سجــن ابــوغــريــب

 شبكة ذي قـار
منسق المعتقلين في سجون الاحتلال
توفى صباح اليوم المعتقل خالد جمال عزيز وهو من منطقة الفضل ويعتبر من وجهائها ، اصيب في جلطة أمس ولم ينقل الى المستشفى ، وقد مر المرحوم في كل مراحل التعذيب في وكالة المعلومات مما أدى الى وفاته تغمده الله برحمته واسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون .
منسق المعتقلين في سجون الاحتلال
**********

تورط بها شقيق عبد الله الجبوري ... (العراق تايمز) تكشف عن أكبر فضيحة تبييض أموال بين بغداد وعمان


العراق تايمز ــ أعاد الإعلان الرسمي الأردني عن تمكن الامن العام من القاء القبض على رجل الأعمال العراقي المتواري عن الأنظار خالد هاشم الراوي في إحدى الشقق السكنية بالعاصمة الاردنية عمان، للواجهة من جديد فضيحة تبييض الأموال الضخمة التي تورط بها رجال أعمال عراقيون وأردنيون من بينهم شقيق رجل الأعمال المقرب من نوري المالكي وذراعه الإقتصادي عبد الله عويز الجبوري.
الأمن العام الاردني اصدر بيانا رسميا، قال فيه أن "البحث الجنائي تمكن من إلقاء القبض على خالد الراوي، الذي بقي مختفياً عن الأنظار لمدة طويلة". من دون أن يذكر المزيد من التفاصيل أو مكان أعتقاله.
والراوي واحد من ثلاثة أقطاب فيما بات يعرف بقضية "تحويلات العامر للصرافة"، كانوا يشكلون (ثالوث تبييض الأموال)، إلى جانب رجل الأعمال محمد العامر المسجون حاليا في سجن جويدة الاردني، والعراقي الجنسية عبد الجبار عويز الجبوري، شقيق ذراع المالكي الإقتصادي واحد ممولي قواته الأمنية السرية عبد الله عويز الجبوري، والمسجون حاليا أيضا في سجن الجويدة.
وتفجرت القضية في آب الماضي، بعد أن قام تجار عراقيون ــ حسب الرواية الرسمية الأردنية ــ بتحويل مبلغ مالي ضخم يقدر 73 مليون دولار أمريكي، عبر شركة صرافة في بغداد تسمى شركة (سما العامر)، الى شركة أخرى مسجلة في المملكة الأردنية تسمى شركة (العامر)، ومقرها في منطقة الجاردنز إحدى مناطق عمان الغربية، حيث مضى الوقت المتفق عليه بدون تسلم الأموال من أولئك التجار.
وتشير التحقيقات الرسمية الاردنية، أن الاموال التي خرجت من بغداد كانت من إحدى الوزارات العراقية من دون أن تكشف عن أسم هذه الوزارة، وكيفية سرقتها، وأنه كان من المفترض أن يتم تحويلها إلى رجال الأعمال العراقيين عبر الشركة الأردنية ويتم تبييضها في الاردن من خلال مشاريع وعقارات، إلا أن أنكشاف الأمر دفع الشركة الأردنية إلى الأدعاء أنها تعرضت لعملية أحتيال كبيرة راح ضحيتها عدد من التجار العراقيين، وتم إصدار أوامر قبض بحق المتهمين الرئيسيين الثلاث في القضية وهم محمد العامر وخالد الراوي وعبد الجبار عويز الجبوري، فيما يعتقد أن نقيب الصرافيين الاردنيين علاء ديرانية متورط هو الأخر في هذه القضية، وأنه تم التحقيق معه قبل ان يخلى سبيله، ويلتزم الصمت بعدها حول القضية.
المعلومات التي تمكنت (العراق تايمز) من الحصول عليها بشكل خاص، ان كشف القضية كان بسبب صراع تنافسي ومالي بين رجلي الاعمال خالد الراوي وعبد الجبار عويز الجبوري من جهة وبين رجل الأعمال الهارب والمتورط في الكثير من قضايا فساد وتبييض أموال نائر الجميلي ابن عم النائب في البرلمان العراقي سلمان الجميلي، حيث أنه كان وراء عملية الكشف عن هذه الصفقة الكبيرة وهو الذي قام بفضحها، من خلال علاقاته الواسعة بمدير المخابرات السابق محمد الذهبي وضباط كبار في الجهاز، مما دفع السلطات الأمنية الاردنية مجبرة لفتح تحقيق رسمي وملاحقة المتورطين بالموضوع، قبل نحو الأربعة أشهر.
والجميلي، يحمل الجنسية الأردنية بالاضافة إلى العراقية، استطاع بساعة الماس من نوع "اوميغا" شراء ذمة مدير المخابرات الاردني السابق محمد الذهبي، تمكن بها من التحكم في تعيينات وترفيعات الدولة الاردنية، ابتداء بتعيين محام من مكتب وزير العدل الاسبق راتب الوزني، ومحام اخر هو شقيق مسؤول هام في الديوان الملكي في شركاته وبرواتب خيالية، وانتهاء بتعيين ابناء عدد من المسؤولين في جهة رسمية هامة وبرواتب كبيرة رغم عدم حصولهم على ما يؤهلهم لتلك الرواتب، الامر الذي تم تفسيره انه من باب توفير الحماية للجميلي من قبل المسؤولين. وبعد ان تطورت العلاقة بين الذهبي والجميلي بدأ مسلسل غسيل الاموال الذي استهله الجميلي بادخال مبلغ (مليار و2 مليون دولار) الى الاردن وتم وضع المبلغ في حساب سري في الفرع الرئيسي لبنك الاسكان في العبدلي بتواطؤ من مدير الفرع انذاك رياض عبد الكريم الذي كان يتولى مهام غسيل الاموال للذهبي وأتباعه من بينهم الجميلي، وفي غضون ذلك كشفت عقود وزارة الدفاع العراقية عن فساد واسع كان تورط بها الجميلي بمساعدة صديقه الوفي.
كما حصلت (العراق تايمز) على أسماء متورطين آخرين كان لهم دور في هذه القضية من بينهم احمد طه، صاحب صرافة الماسة، وكان شريكا لعبد الجبار عويز الجبوري، وقد منحه الأخير مجمعا تجاريا ضخما في منطقة الجاردنز، خلف مجمع جبري، ورياض وهو أردني الجنسية، كان شريكا لخالد الراوي، وقام الأخير بتسجيل عقارات وسيارات فارهة بأسمه، وشاركه الجبوري بتسجيل عقارات عائدة له بأسمه. وهدير الراوي صاحب شركة مقاولات. والمحامي سهل الرواشدة وهو أردني الجنسية، وكان المستشار القانوني لعبد الجبارعويز الجبوري، وسجلت بأسمه مزارع ومجمع في الجاردنز وشقق سكنية كما أودعت في حسابات مصرفية تابعة له مبالغ نقدية ضخمة، وكان المشرف والمستشار القانوني على عملية تبييض الأموال قبل فضحها. وأيسر الآلوسي شريك عويز الجبوري، وسجلت بأسمه فلل في منطقة دابوق في عمان، ومجمع تجاري ضخم في منطقة في تلاع العلي بعمان، ومجمع النعمان في منطقة الجاردنز وشقق في مناطق مختلفة، كما سجل بأسم عويز الجبوري مجموعة شركات في عمان وبغداد، علما أنه كان يعمل سكرتيرا لحسين كامل وأستولى على مبلغ 8 مليون دولار بعد مقتل حسين كامل.
**************
بسم الله الرحمن الرحيم

بمناسبة الذكرى الثانية لثورة 25 شباط دعوة لاثنين الغضب

إلى جماهير شعبنا الأبي وطليعته شبابنا الأبطال مفجرو ثورة الخامس وعشرين من شهر شباط 2011؛ هاهي الذكرى الثانية لثورتكم الخالدة وانتفاضتكم المشهودة تطل علينا ونحن في اوج ثورة شعبية بكل ما لهذه الكلمة من معاني، وهاهي الجموع الحاشدة تستمر في تظاهراتها الاحتجاجية واعتصاماتها المستمرة منذ شهرين وحتى الآن وتهز اركان الطغيان والدكتاتورية والاستبداد التسلطي الذي بلغ اقصى مدياته.
نخاطبكم ايها الأحرار من شمال الوطن الى جنوبه بان تخرجوا في هذه الذكرى لتحيوا ها وتصلوها بثورتنا الحالية فهذه وليدة تلك وتلك هي قدحة زناد هذه،  ومعركتنا متصلة بين الثورتين حتى التغيير.
ندعوكم شبابنا الابطال الى الخروج يوم الاثنين الخامس والعشرين من شباط في مسيرات حاشدة في ساحات عاصمتنا التي توحدنا؛ بغداد الحبيبة في سوحها المختلفة (التحرير والفردوس ومظفر واللقاء وعنتر والدورة) اجعلوها اثنين غضب حقيقي ونصرة لثورتنا الشعبية المستمرة منذ شهرين.
وليكن شعارنا هو (اثنين الغضب): الغضب على طغيان العملية السياسية وآثارها القاتلة للروح العراقية الحقة، الغضب من أجل تحقيق واقع عراقي مبشر، الغضب على من قمع ثورة الشباب في 25 شباط وعلى من شاركه في ذلك من السياسيين اللاعبين على جميع الحبال، الغضب على  محاولات إرهاب الثورة الشعبية المنتشرة في ربوع الوطن.
إنها ساعة الغضب الحقيقي للتعبير عن مكنونات القلوب العراقية الصادقة والمخلصة. انها ساعتكم ايها الشباب ويومكم الذي تنتظرونه منذ زمان، فانزلوا بقلوبكم المؤمنة وعقولكم الناضجة وعواطفكم المتأججة لترسلوا رسائلكم للعالم أجمع.. ولا تنسوا الالتزام بـ(السلمية) فأنتم سلميون وستبقون كذلك، وفوتوا الفرصة على من يتربص بكم ويريد ان يوقع في صفوفكم الخلل والفرقة.النصر او الشهادة
ومن الله التوفيق والسداد
من احدى ساحات التظاهر في وطننا الحبيب
 الحركات الموقعة على البيان
الحركة الشعبية لإنقاذ العراق
شباب الثورة العراقية الكبرى    
ائتلاف ثورة 25 شباط
احرار عشائر العراق
تجمع شباب الانبار 
تجمع ثوار الفلوجة
الحراك الشعبي الشبابي 
تجمع الصمود والتحدي الطلابي
الجبهة الشعبية لإنقاذ كركوك       
الرابطة الوطنية لعشائر الجنوب والفرات الأوسط
تجمع صامدون 
تجمع شباب ثائرون
منظمة طلبة وشباب العراق الحر                          
منظمة العهد للدفاع عن المعتقلين
17/2/2013
****************

 ليطلع الرأي العام الدولي والعربي والشعب العراقي على توجيهات نوري المالكي لامين عام حزب الله / العراق


شبكة ذي قـار
هدهد سليمان
وصلنا توا ما يلي :
 1.  اجتمع  رئيس الوزراء نوري المالكي بالأمين العام لحزب الله / العراق والمسؤول عن أشبال ( جيش المختار )  في  مقر حزب الدعوة  الكائن في محيط المنطقة الخضراء وبحضور السيد ( عدنان الاسدي ) وكيل وزارة الداخلية وولده ( احمد نوري المالكي )  .
 2. استغرق الاجتماع السري لأكثر من ساعة .
 3.  اصدر  رئيس الوزراء نوري المالكي توجيهات إلى كل من السيد ( عدنان الاسدي والأمين العام لحزب الله في العراق وولده احمد نوري كامل المالكي ) ما يلي :
 أ‌.   تكليف السيد عدنان الاسدي وكيل وزارة الداخلية بتسليم ( أسلحة خفيفة وبكواتمها ) من الاحتياط الموجود في مستودع وزارة الداخلية السري ومن الفائض الموجود من مقرات حزب الدعوة في بغداد إلى الأمين العام ل(حزب الله / العراق ) .
 ب‌. دعم الأمين العام  لحزب الله / العراق  ماديا وبما يحتاجه من أموال ووسائط نقل مدنية وعجلات من وزارة الداخلية وبالتحديد العجلات الخاصة  بقوات ( سوات ) على شرط أن تكون  جديدة وغير مستعملة وعلى الفور  .
ج‌.  وضع عناصر من حزب الدعوة المدربين في إيران تحت إمرة الأمين العام ل( حزب الله / العراق )  ومن المدربين على استخدام ( كافة الأسلحة والاختصاصين في تفخيخ العجلات والدور )  والبدء  بالاغتيالات وحسب ما ذكره ( مصدر المعلومة )  بـ ( النواصب ) في مناطق السيدية والدورة وحي العدل والكرخ وحي الجهاد والغزالية والمنصور وحي دراغ وأبي غريب  والمناطق التي تتواجد فيها ( النواصب ) ضمن مدينة بغداد وضواحيها كمرحلة أولى  .
 4. وجه رئيس الوزراء الأمين العام لحزب الله / العراق بتوزيع ( منشورات )  تهدد  سكان المناطق المذكورة في الفقرة ( ج ) من المادة ( 3 ) والموثقة أدناه :
 *************

 ساجدةالموسوي تقرأ أشعارها من المصدر


أطلت الشاعرة العراقية، المقيمة في الإمارات، ساجدة الموسوي ديوانها الرابع عشر "بكيت العراق"، والذي يضم بين دفتيه ثمان وعشرين قصيدة، في رواق عوشة بنت حسين الثقافي في دبي في أمسية شعرية تضمنت توقيع ديوانها الجديد، قدم لها الشاعر الدكتور داود حسن كاظم، المدير التنفيذي للرواق.
وتخلل الأمسية كلمة للشاعر يونس ناصر عبود أشار فيها الى أن كل قصائد ساجدة الموسوي معجونة بطين العراق وهي مثال للشاعرة التي تتفاعل مع وطنها كجزء من كيانها الشخصي، مركزاً في ورقته على أن الوطن في قصائد الشاعرة أوسع من الجغرافيا.
وقرأت الشاعرة نخبة من قصائدها المؤثرة،التي تجلى فيها الإباء والكبرياءالعراقيين والأمل ببزوغ الشمس من جديد ومن بينها "حبة نسيان"، و"أمنية"، و"نار"، و"حنين"، و"سؤال"، و"الرحيل"، و"هي قالت"، و"البحر"، واختتمت القراءة بقصيدة"لماذا بلادي تدمر".
وشكرت الشاعرة الدكتورة موزة غباش، رئيسة الرواق حضور هذه الأمسية مطالبة بالتفاعل مع كل الأنشطة التي يقيمها الرواق وجمعية الدراسات الإنسانية وكذلك الأستفادة من كل الخدمات والدورات التدريبية التي يقدمها رواق غوشة الى كل فئات وشرائح المجتمع.
****************
هتلر الاعظمي
قد يبدو الاسم غريبا لمن لايعرف الامر ويعتقد ان ان الزعيم الالماني هتلر معظماوي ومن لبة الاعظمية .
هتلر الاعظمي مواطن بسيط من اهالي الاعظمية يدعى جاسم ويكنى بابو تقي اشتهر هذا الرجل في الاعظمية والكاظممية ومناطق عديدة من بغداد في خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي .
كان معجبا بالزعيم الالماني ادولف هتلر ايما اعجاب وله شبه عجيب به وكان يقلده بحركاته وسكناته وطريقة كلامه وعصبيته وبتحيته المشهورة برفع الذراع الامام (هايل هتلر) واصبحت فيما بعد جزء من شخصيته وبعد ان سيطرت عليه هذه الاوهام قص شاربه وشعره على طريقة هتلر واخذ يرتدي المعطف الطويل ويحمل عصا المارشالية ويسير متبخترا بالشوارع كانه هتلر والناس (متقصر) بهذا الموضوع واخذو ينادونه بالزعيم وهو منتشي ومزهوا باعجاب الناس به ويرد عليهم بالتحية النازية هايل هتلر .كل الناس الذين عايشوه وانا منهم وادركته اوائل السبعينات متفقون على انه نسخة ثانية قلبا وقالبا من الزعيم الالماني الراحل هتلر.
في يوم من ايام السبعينات وقرب مقهى الجرداغ المشهورة بمنطقة السفينة استوقفه احد اصحاب المحلات المجاوره للمقهى (ابراهيم ابو البورك ) قائلا له استريح زعيم فاجابه بنبرته العصبية المعهوده وبكبريائه المعروف لا ابو خليل عندي شغل فسأله ابراهيم زعيم وين رايح فاجابه الجماعة عازميني بكهوة الجرداغ , اليوم الزعيم (هتلر) يطلع بالتلفزيون ويريد ايسلم عليه فعيب لازم اكون موجود وكان في ذلك الوقت برنامج شيء من التاريخ لمقدمه د, محمد مظفر الادهمي وهو يقدم بعض الحلقات التلفزيونية عن الزعيم الالماني هتلر .
وفي مرة اخرى كان يسب ويشتم وهو يمشي فاستوقفه ابو سلام (اسماعيل الدليمي) مصلح التلفزيونات قرب المقبرة الملكية وسأله عن السبب ولماذا يسب ويشتم الحكومة فاجابه بانهم كلاب ولد كلب ميرخصون العرك ويخلون العالم تتونس ..
كان يعمل بالبناء وتكسير الصبات الاسمنتية و قوي الجسم مفتول العضلات . وكان الناس من اهالي الاعظمية ينمون فيه هذه الروح بقصد او بدون قصد واهدى له احد الاصدقاء معطفا طويلا من الحقبة النازية (ابو السراوين ) وكان يحوي على عدد كبير من الازرار المعدنية اللماعة وقد علق وسام النازي (الصليب المعقوف ) على صدره اضافة لعدد كبير من النياشين والاوسمة الالمانية .
كان دائم التردد على قهوة شهاب توشه بالاعظمية مقابل جامع الامام ابي حنيفة النعمان (مجاور حلويات نعوش المشهورة) وكان الشباب والناس يستقبلونه بالترحاب (هلو زعيم) وكان يمشي مشية عسكرية بعصى المارشالية التي لايفارقها ابدا وهو يحي الجماهير .
كان المرحوم شعوبي ابراهيم عازف الجوزة وابن الاعظمية يجلب له مسجل للمقهى وقد سجل عليه (بصوت شعوبي طبعا) تسجيلات من اذاعة برلين باللغة العربية وبصوت مذيعها المشهور يونس بحري ( هنا أذاعة صوت العرب من برلين ,الفوهرر (يعني هتلر بالالمانية) يرسل تحيته وسلامه الحار الى جاسم ابو تقي في بغداد ), ويختمها شعوبي بالنشيد النازي الالماني .
وفي احد الايام بدا ابو تقي زعلانا ومتضايقا جدا فسأل عن السبب فاجاب ان الاعتبارات والاصول قد فقدت من الكباريه (اي الناس الكبراء), هذا كان بسبب زيارة المرحوم احمد حسن البكر للاعظمية ولم يمر على هتلر كهوه توشه لزيارته وهذا عيب برأي ابو تقي ومخالف للاعراف الدبلوماسية بين الزعماء .
كان الناس وخاصة الشباب فرحين بوجود الزعيم هتلر (ابو تقي ) بينهم فيضحكون معه ويمازحونه لكن على طريقته بتعظيم روح الزعامة فيه وانه الزعيم الاوحد . كان يقف فجرا بملابسه ومعطفه وعصا المارشالية التي اهداها له احد العسكريين قرب جسر الائمة بالاعظمية وهو يحي الجنود او السيارات العسكرية الماره بالتحية النازية (هايل هتلر) والعسكريون يردون التحية له بكل جديه وهو موهوم بانه هتلر فعلا , ولما سئل عن سبب وقوفه في الصباح الباكر وفي البرد او المطر قال انه يبعث بالجنود الروح العسكرية القتالية لاان الحرب العالمية الثالثة على الابواب ..
كانت تحيط به دوما في مقهى شهاب توشه مجموعة من المعجبين ويتندرون عليه بشتى القصص الوهمية منها ان هنالك محاولة لااغتيالك ايها الزعيم من قبل قوات الحلفاء وعلى راسهم تشرشل وان القناصه سيستهدفونك من فوق منارة ابي حنيفة لذا يجب عيك الانسحاب خوفا على حياتك ومستقبل النازية ويترك المقهى بحذر وخوف ويحيط به الشباب لحمايته اثنان من الامام ومثلهم الم الخلف والجوانب ويسيرون مسيرة عسكرية الى بيت الزعيم .
اهدى له جارنا المرحوم عدنان الشطب بايب معوج وتبغ اجنبي جلبه له من المانيا في احد رحلاته على انه من مخلفات الزعيم ومما لايعلمه ابو تقي ان هتلر كان يمقت التدخين والمشروبات الكحولية ولم يتذوقها كل حياته وكان مشروبه المفضل هو الشاي .
في اوائل السبعينات تم استملاك المنطقة المجاورة لجسر الائمة وتعرض بيت ابو تقي للاستملاك ورفض ان ياخذ التعويض عن داره المستملكة لاانه زعلان على الرئيس البكر لانه لم يزره حين مجيئه للاعظمية .
كان له مقعده المفضل في مقهى توشة والويل كل الويل لمن يجلس مكان الزعيم وكان حين جلوسه تنهال عليه عبارات التمجيد والتفخيم اشلونك زعيم , الله بالخيرزعيم , حساب الزعيم واصل عليه, الى اخر عبارات الاستحسان والتمجيد واصبح موهوما بالزعامة وتقمصه لشخصية هتلر حتى فقد شخصيته الاصليه .
وهنالك رواية لا دري مدى صحتها بان احد شركات الانتاج السينمائي العالمية في الستينات قد بعثت مندوبها الى بغداد بعد ان علمت بالشبه الكبير بينه وبين هتلر لمفاوضته على تمثيل فلم يجسد قصة حياة الزعيم الراحل هتلر ولا ندري ماحصل بعد هذا اللقاء .
وهنالك روايه اخرى عن قيامه ببناء باب غرفته عليه من الداخل حزنا حين علم بانتحار الزعيم الالماني هتلر عام 1945
وفي بداية الاحتلال الامريكي واثناء حملات التفتيش بالاعظمية شاهد الامريكان صورة ابو تقي في ستوديو زهير كاكا في شارع 20 واعتقدوا ان المصور تعمد وضع صورة هتلر ولم تفيد محاولاته لشرح الموضوع وافهامهم ان هذا جاسم ابو تقي وهو شخص عراقي من الاعظمية وقامو بتكسير المحل وتمزيق الصورة.

***************

محمد المشاط.... ان لم تستح فقل ماشئت

أبو ياسر
السيد محمد المشاط، رئيس جامعة الموصل ووزير التعليم العالي والبحث العلمي سابقا، ثم سفير العراق للفترة من العام 1979 ولغاية العام 1991، في كل من فيينا وباريس ولندن وواشنطن. لم يزور العراق، الا في حالات الاستدعاء للتشاور، وكانت قليلة جدا. لانريد ان نعرج في هذه العجالة على تاريخه الشخصي وتاريخ عائلته، بيد انه من الضروري الاشارة الى انه من التبعية الايرانية وكان لقب عائلته (شانه ساز) أي صانع الامشاط ( جمع مشط)، وبعد ان انعم، الرئيس السابق صدام حسين، عليه وعلى عائلته الجنسية العراقية بعد تحويل تبعيتهم من الايرانية الى العثمانية. ترجموا اللقب الايراني الى العربية وتلقبوا بـ (المشاط) ومازال شقيقه (أحمد شانه ساز) في طهران، صاحب محلات بيع الحلويات يحمل اللقب القديم.
كتب السيد مشاط مقالين هزيلين في صحيفة الشرق الاوسط، الاول في نهاية العام الماضي والثاني، الذي كان تكرارا للاول في شهر آذار من هذا العام، هاجم فيهما الرئيس السابق صدام حسين وطعن بمواقفه من القضية الفلسطينية، وذكر فيهما أن التعليمات التي صدرت اليه، عندما تولى منصب سفير العراق في واشنطن بعدم اثارة اليهود الامريكان. ثم أخيرا عزف نفس المعزوفة المشروخة في مقاله (صدام الكهل والقاضي الشاب) في أحدى المواقع الاسلامية.
عملنا مع السيد المشاط في أحدى السفارات العراقية، ومعرفتنا به ليست سطحية، وأحتراماً منا لخصوصيات الاشخاص فأننا لا نخوض في ذكر أي جانب من تصرفاته وسلوكه وقدراته العلمية والثقافية وعنجهيته خلال عمله سفيرا للعراق وممثلا لصدام حسين في البلدان التي عمل فيها، ولكننا نظرا لتمادي السيد المشاط في عدم الوفاء لمن أحسن اليه وكرمه، أضطررنا الى ذكر حقيقة لايعلمها ألا عدد قليل من الناس، ونترك الحكم عليه لمن يقرأ هذا المقال.
خلال العدوان العسكري الامريكي الغاشم على العراق في 17/1/1991 كان السيد المشاط سفيرا للعراق في واشنطن. غادر الولايات المتحدة الى النمسا في طريق عودته الى العراق عقب قطع العراق علاقاته الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول المتحالفة معها. ولكنه بدلا من العودة الى العراق بقي في النمسا. بتاريخ 9 شباط، فبراير 1991 ارسل برقية رمزية (جفرية) من فيينا عن طريق السفارة العراقية في عمان، لأنها كانت حلقة الاتصال بين وزارة الخارجية العراقية وبين سفاراتها في بقية انحاء العالم بعد انقطاع اتصالات العراق بالعالم الخارجي. وردت البرقية ضمن البريد الوارد من عمان الساعة الرابعة فجرا الى المقر البديل لوزارة الخارجية في كلية صدام الطبية في الكاظمية، وبغداد حينذاك، بل العراق بأكمله يلتهب بالنار وقصف الصواريخ والطائرات وعشرات من الشهداء يتساقطون في ارجاء العراق يوميا.
وفيما يلي نص البرقية التي ارسلها السيد المشاط.
((السيد الرئيس القائد صدام حسين حفظه الله ورعاه من السفير محمد المشاط. سيدي القائد بعد مغادرتي مقر عملي متوجها الى بغداد لأكون بجانبكم وبجانب المقاتلين الابطل للذود عن الوطن والدفاع عنه ضد العدوان العسكري الامريكي الغاشم. خلال توقفنا في فيينا أصيبت زوجتي بوكعة صحية ادخلت بسسبها المستشفى. بعد اجراء الفحوصات قرر الاطباء اجراء عملية جراحية عاجلة لها. سيدي القائد ترددت كثيرا قبل ارسال هذه البرقية والعراق في هذه الظروف. أن عظمتة سماحتكم وقلبكم الكبير شجعاني لأرسالها. ان مصاريف العملية الجراحية لزوجتي هي 60 الف دولار. فارجوا من سيادتكم وكرمكم الابوي الموافقة على صرف النفقات لأن مرضها خطير. ليحفظكم الله ذخرا للعراق العظيم سيدي القائد.)). (البرقية محفوظة في شعبة الاتصال وآرشيف مكتب وزير الخارجية في الاضبارة المرقمة م.خ/ 1/ خاص/ العدوان الثلاثيني).
أطلع على البرقية السيدان طارق عزيز وزير الخارجية ومحمد سعيد الصحاف وزير الدولة للشؤون الخارجية حينذاك. علق طارق عزيز على البرقية (هذا ما يعرف ظروفنا، ما يستحي يطلب مثل هذا الطلب في مثل هذا الوقت). ومع هذا رفع البرقية الى سكرتير الرئيس حامد حمادي لعرضها على الرئيس. بعد يومين جاء الجواب من السكرتير بما يلي ((أمر السيد الرئيس القائد بصرف نفقات علاج زوجة السفير محمد المشاط. يتمنى سيادته لها الصحة والسلامة)).
طلبت الوزارة من سفارتنا في فيينا صرف المبلغ. بعد مرور اسبوع واحد من ابلاغ السفارة بصرف النفقات، وردت برقية أخرى من السيد محمد المشاط يشكر فيها السيد الرئيس ويبلغه بان الاطباء قرروا ضرورة بقائها في المستشفى لمدة 10 أيام أخرى للنقاهة والعلاج، وطابت المستشفى دفع مبلغ 30 الف دولار مقدما لتغطية فترة النقاهة والعلاج. وافق الرئيس السابق على طلبه الثاني أيضا، وبغداد تستقبل يوميا عشرات الصواريخ ونحن في الملجىء نأكل البطاطة والبيض المسلوق ونجرى المراسلات مع السفارات تحت ضوء الشموع .
في شهر نيسان 1991. أختفى السيد المشاط من فيينا. ولم يعود الى العراق. ارسل الدكتور عبد رحيم الكتل، سفير العراق في فيينا برقية الى الوزارة جاء فيها. ((بعد تدقيق القوائم المقدمة من السيد المشاط عن نفقات اجراء عملية جراحية لزوجتة ولفترة النقاهة والعلاج وبعد التدقيق تبين انها مزورة وان زوجته لم تجرى لها اية عملية. حاولنا الاتصال به فلم نفلح لمغادرته محل اقامته دون ان يعلمنا.))!!! أبلغت البرقية الى السكرتير، فأجاب (أمر السيد الرئيس القائد بحفظ المعاملة وغض النظر فيها)!!!
تبين فيما بعد ان السيد المشاط لجأ الى هذه الطريقة لكي يماطل في العودة الى العراق أنتظارا لما سيؤول اليه العدوان العسكري على العراق حينذاك. على أية حال تسلم من السفارة العراقية في فيينا مبلغ (90) الف دولار عن طريق الغش والاحتيال وعن طريق المتاجرة بمرض زوجته!!! ثم سافر وأستقر في فانكوفر بكندا ليستمتع بصرف المبلغ الذي صرفه له صدام حسين في الوقت الذي كان فيه العراق بحاجة الى دولار واحد!!!
لم يكتفي السيد المشاط بذلك، بل أرسل، وبكل صلافة وقباحة، رسالة الى السيد وزير الخارجية الاسبق عام 1998، يعرض فيها خدماته لتصدير الادوية الى العراق من كندا ضمن برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء. (مؤكدا فيها على انه مازال مخلصا للعراق ولقيادة السيد الرئيس القائد صدام حسين حفظه الله ورعاه) على حد تعبيره في رسالته.
السيد محمد شانه ساز... ، فقل بعد هذا ماشئت، لأنك لاتستحي. ولأنك من صنف أؤلائك الذين يأكلون من الماعون ويوسخون فيه!!!
كاتب من العراق
*************

الأمم المتحدة والرقابة المفقودة على بعثتها في بغداد

نزار السامرائي على الرغم من أن الأمم المتحدة لم تنهض بواجبها الأخلاقي والقانوني في إدانة الخروج على ميثاقها وقراراتها من قبل دولتين دائمتي العضوية في مجلس الأمن الدولي وهما الولايات المتحدة وبريطانيا، وذلك عندما بدأتا غزو عام 2003 والذي انتهى باحتلال العراق، من دون حصولهما على إجازة من جانب مجلس الأمن للذهاب إلى خيار الحرب، تحت لافتة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، ولصلته المزعومة بالإرهاب الدولي، على الرغم من ذلك كله، فقد بقي دور الأمم المتحدة مطلوبا في ممارسة دور الرقيب على ممارسات الاحتلال والانتهاكات المنهجية لميثاق الأمم المتحدة وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان. 
ذلك أن قوات الاحتلال وهي قوات تتبع دولا كثيرة وليست أمريكية وبريطانية فقط، كانت تتعامل بمنتهى القسوة والوحشية من المواطنين العراقيين وخاصة النساء والأطفال وكبار السن، وربما تركت للأجهزة الوريثة التي شكلتها الولايات المتحدة ودربتها وأعطتها فلسفة عملها مع المواطن العراقي، أي ألبستها عقيدتها القتالية كقوة ردع للمواطن وزجر له، استنادا إلى أفكار غرسها بعض الهاربين من العراق وباعوا أنفسهم لشيطان غواية المال والسلطة، وأجرّوا خدماتهم للمخابرات الأجنبية، من أن المواطن العراقي صعب المراس طالما تعاملت معه باحترام، ولكن زجره والتعالي عليه بل واحتقاره هو الطريق الوحيد الذي يوصل إلى استقرار هذه القوات في العراق من دون ردات فعل غاضبة على وجودها أو على سلوكها.
وكما صمت أمين عام الأمم المتحدة السابق كوفي عنان على تحضيرات الغزو ولم يدن بشكل صريح العدوان على بلد عضو مؤسس للأمم المتحدة، ولم يحرك ساكنا وهو يرى كيف تمت عملية تدمير بنية الدولة فيه، وتحويله إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، وأصبح شاهد زور على ما كان يحصل في العراق من صور بشعة وانتهاكات غير مسبوقة لكرامة المواطن العراقي على مدار ساعات اليوم، والاعتداءات على حرمة البيوت ومن فيها من دون اكتراث للقوانين السائدة وكأن ذلك يجري في مجرة أخرى، نعم كما حصل كل ذلك من كوفي عنان وهو مدان قانونيا وأخلاقيا، فقد واصل الأمين العام الحالي للأمم المتحدة بان كي مون هذا الصمت الذي فسره أكثر المراقبين حيادا، على أن تشجيع لعملية الإجهاز على ما تبقى من بناء للدولة العراقية، لاسيما وأن حقبة "بان كي مون" قد شهدت توسعا حادا في نهب ثروات العراق بل أصبح العراق سلعة معروضة للبيع في مناقصات عالمية، لأنه لم يكن بوسعه الدفاع عن نفسه وسيادته على أمواله بسبب حصره تحت طائلة البند السابع من الميثاق، مما يعد تواطؤا مكشوفا وسيئ النوايا والدوافع مع قوى الغزو والاحتلال لا يمكن الدفاع عنه أو تبريره تحت أي ظرف من الظروف، فأضاف التغاضي عن حقوق العراق إلى ما يعانيه المزيد من الأعباء والضغوط، مما لا يمكن أن نجد من يتحمل تبعاته غير الأمين العام الحالي كما تحمل بعضها الأمين العام السابق.
لا تستطيع الأمم المتحدة تبرير صمتها بأنها مقطوعة الصلة عما جرى ويجري في العراق، أو أن التقارير التي تصلها فاقدة للمصداقية، فللأمم المتحدة مكتب يعمل في الساحة العراقية ويجب أن يكون العين الأمامية للأمانة العامة ليضعها في صورة ما يجري بعيدا عن التقارير المنحازة التي تقدمها حكومة بغداد أو الجهات القريبة منها، في هذه الحالة سيكون على مكتب الأمين العام للأمم المتحدة واجبا مزدوجا في وقت واحد، فمن جهة عليه أن يراقب المشهد السياسي في العراق وكذلك العمل بحرص بالغ على حماية أموال العراق وضمان حرية الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة أن تعمل بحرية ومن دون أية قيود لمراقبة التزامات الحكومة في مجال حقوق الإنسان، ومن جهة أخرى على الأمين العام مراقبة عمل مكتب الأمم المتحدة وممثله في العراق مارتن كوبلر ومدى تطبيقه للمعايير المعتمدة في الأمم المتحدة أثناء تأديته لواجباته في العراق.
إن مارتن كوبلر كما هو شأن من سبقه في منصبه، تصرف بمحاباة وانحياز فاضح إلى جانب حكومة نوري المالكي، بحيث استدعى ذلك تساؤلات جدية من جانب العراقيين وخاصة من خارج العملية السياسية التي رعتها الولايات المتحدة، بل حتى من داخل هذه العملية من خارج التحالف الذي يقوده المالكي، عن مدى ما يتمتع به ممثل الأمين العام في العراق من حيادية ونزاهة في تعامله مع الكتل والمكونات السياسية والعرقية والدينية والمذهبية.
إن سؤالا ملحا عما إذا كان ممثل الأمين العام قد أرسل إلى العراق من أجل نثر البخور حول إجراءات وتدابير المالكي بصرف النظر عن تطابقها مع ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان من عدمها، بما في ذلك انتهاك حقوق المعتقلين والمعتقلات في السجون الحكومية والمرتبطة بمكتب نوري المالكي نفسه، وخاصة اغتصاب النساء وحتى الرجال، والإبقاء على الأبرياء في السجون لسنوات عدة من دون أن توجه لهم تهمة محددة، أو إبقاء المحكومين المنتهية محكومياتهم لمدد تفوق مدة محكوميتهم الأصلية وكل ذلك كان يتم بموجب المادة 4 إرهاب أو استنادا إلى وشايات المخبر السري، أم أنه شغل هذا المنصب الرفيع ليكون مدافعا عن العراقيين جميعا ومراقبا لسلوك الأجهزة الحكومية في تعاملها مع المواطنين، أو على الأقل عليه أن يوازن بين طرفي المعادلة المرسل من أجل رعاية توازناتها القلقة، وإبداء الرأي الصريح حتى إذا طلبت حكومة المالكي اعتباره شخصا غير مرغوب، فالمهمات الإنسانية تتطلب طرازا من الرجال الذين لديهم الاستعداد للتضحية بمصالحهم من أجل قول كلمة الحق والدفاع عن العدل.
على هذا فإننا نفترض أن الأمين العام وكما كان يتابع ملفات إقليمية أو دولية متقاربة مع سخونة الملف العراقي، مطالب بأن يتولى مهمتين في وقت واحد، الأولى مراقبة المشهد العراقي الداخلي وتطورات الأحداث فيه ونمو فكرة التسلط لدى الحكومة وهضم حقوق الأفراد الجماعات المعارضة حتى من داخل العملية السياسية، والتي تتحول تدريجيا إلى سلطة مستبدة غاشمة، أما المهمة الثانية التي نرى أن الأمين العام للأمم المتحدة لم يكلف نفسه مراقبتها بدقة وشفافية، فهي مراقبة مكتب ممثل الأمين في بغداد والطريقة المنحازة في تعاطيه مع الشأن العراقي، من أجل تصويب تحركه حيثما اقتضت الضرورة، ذلك أن الاكتفاء بالتقارير التي ترده من مكتب كوبلر سيعني تشجيعا على الفساد السياسي. إننا نقدر أن الأمين العام في أول زيارة له لبغداد اتخذ قرارا نهائيا مع نفسه بأن لا يزورها مرة أخرى، فذكريات الانفجار المدوي الذي حصل على مقربة من القاعة التي كان يعقد مؤتمره الصحفي مع نوري المالكي، ما تزال ثقيلة على أذنيه وعينيه وهو لا يستسيغ تكرار تجربة أن يراه الملايين من بني البشر وهو في حالة رعب من صوت الانفجار، لكن ذلك لا ينبغي أن يدعه ينتقم من العراقيين بتسليم ملفهم إلى موظفين لا يمتلكون المصداقية والنزاهة، ويتوقف عن مراجعتهم بين مدة وأخرى للتعرف على الغاطس من حقائق ما يجري في العراق، إن الأمين العام للأمم المتحدة يجب أن يعرف أن عليه واجبات يمليها عليه الميثاق ولسنا نريد أن نعلمه أو نذكره بها فهو القائم عليها وهو الموظف الأممي الأول الذي يتقاضى مرتبه من أجل ضمان الالتزام بها، وفي مقدمة هذه الواجبات وضع حد لانحياز ممثله في بغداد إلى جانب حكومة صادرت الحقوق وانتهكت الحرمات، وإن لم يفعل بان كي مون فإن العراقيين الذين يشعرون بالضيم والظلم والقهر، لن يترددوا في عرض قضيتهم أمام المحاكم الدولية التي لا تحاسب الجناة فقط وإنما تحاسب الساكتين على جرائم القتلة وسراق السلطة والمال العام ومزوري التاريخ والذين جلبوا للعراق كل هذا الدمار.

****************

اقرأ ايضا
د. أبا الحكم - إيران بلغت من الوقاحة حداً .. لا يمكن السكوت عليه .!!                          
http://www.dhiqar.net/Art.php?id=31439

ضياء حسن - ليست هي المرة الأولى أن تحاصر الأعظمية ولكن أين هم محاصروها في التأريخ القريب ؟    
أ.د. كاظم عبد الحسين عباس - في رحاب الثورة / هادي العامري : يكذب على نفسه ولا يصدقه أحد           
http://www.dhiqar.net/Art.php?id=31408

نارام سرجون يكتب: تفجير الشريان الأبهر لدمشق ..طعم الموت العظيم


الوحدة الاخبارية...نارام سرجون/
بعض الكلام الذي يقال في النوائب والمصائب يبدو ثقيلا وباردا مهما كان عذبا ودافئا .. ومهما كان فيه من الأسبرين والمهدئات والعقاقير .. ومهما كان بردا وسلاما فانه يقع على الجرح كما لو كان ملحا ..
وبعض الكلام الذي نقوله يملأ الصفحات ولكنه يقع من الدفاتر كما تقع الأوراق المتعبة الصفراء من الشجر في عواصف الخريف .. وكما تنفرط حبات العقود عندما تنقطع خيطانها .. فتتبعثر الكلمات كما تتبعثر خرزات العقد وحبات الياقوت الحمراء ولانقدر على جمعها ونظمها اذا لم نمسك بالخيط ثانية ..
في كل تفجير ارهابي ينفرط عقد الكلام الجميل وتتبعثر حبات اللؤلؤ والزمرد على الأرض .. وتقع أيقونات اللغة على التراب في كل مكان .. فماذا يقال للدم .. غير كلام من دم؟؟ وهل احمرار الياقوت يساوي احمرار الدم؟؟
أحس أحيانا أن الكلام يمكن أن يتحول الى قمامة وانه يستحق أن نتعامل معه بالمكانس اذا لم يقل ماتريد قلوبنا بصدق أو اذا كان فقط صدى لما يريد الآخرون .. ولذلك فلن أقول صدى مايريد الآخرون بل مايريده قلبي ..وقلبي هو خيط العقد الذي سيحمل الياقوت الأحمر..ياقوت الدم..
أما كلام القمامة فقد انفردت فيه لغة المعارضة وثورات الربيع طوال سنتين .. فبعد كل بيان واجتماع وتصريح وتفجير كنت أقوم بكناسة الكلام المتساقط من الشاشات المعارضة والثورية والذي تراكم على الأرض كشظايا البلور المحطم .. كناسة كلام المعارضة كان دوما عملا ضروريا واسعافيا لأن من يسير حافيا على كلام الثوار سينزف من عقله لا من قدميه وستنغرز شظايا الزجاج في عينيه .. فلاتتعبوا أنفسكم في قراءة تفجير دمشق وتفسيراته ..لأن رسائل التفجير وصلت الى عناوينها دون أن تخطئ .. وقام بتسليمها سعاة بريد جبهة النصرة ..
ففي تفجير دمشق انتقلت القطعان الثورية الهائجة الى حالة فريدة وهي أنها لم تعد تعبأ بالرأي العام السوري ولابخداعه كما دأبت طوال سنتين .. فقد طاف بها الكيل .. بل صارت تغامر غير مكترثة بالمجاهرة بالحيوانية والعنف .. ولم تعد حريصة على ادخار آخر مالديها في ذخائرها الثورية من خطابات ظمئها للحرية والانعتاق .. نعم لقد قررت المعارضة التخلص من حالة الحرج والتمثيل التي امتهنتها طوال سنتين .. حيث كانت تقتل وتتهم النظام .. وتفجر الشوارع وتمسح أيديها المضرجة بالدم بجدران أجهزة الأمن السورية وتتهمها بأنها تريد اخافة الناس من الثورة السلمية وثورة الكرامة ..وتذبح الضحايا وتمسح سكاكينها باسم الرئيس وعائلته .. لكنها اليوم قررت الخروج من عباءة البراءة وصوف الخرفان الوديع وصمت الحملان دون وجل .. ولم تعد تعنيها آراء الناس ولاتعاطفهم معها ولااقتناعهم بطهارتها لأسباب كثيرة سنمر عليها ..
ومما يلفت النظر كثيرا هو أنه حتى المجلس الوطني والائتلاف قررا أن عملية خداع الناس لم تعد ضرورية خاصة بعد الأدلة الدامغة على أن ثورجيي الكرامة هم من ينسف الشوارع ويرسل الانتحاريين المجانين .. فتغطى الائتلاف بالأمس باعلانه التقية بأول ادانة لتفجير ارهابي .. ولم يتأخر في الادانة الا سنتين فقط !!.. أي بعد خراب البصرة كما يقال .. لكنه في اعلانه هذا فانه كان يقر بشكل غير مباشر ولأول مرة بأن الثورة هي من قامت بالتفجير لأنه لم يقم كما اعتاد باستعمال الأغطية والملاحف الكبيرة والشراشف في اخفاء الثورجيين عن مسرح الجريمة .. ولم يقم كعادته بمسح الدم عن سكاكين الثورة وانيابها .. ولم يتبرع كما اعتاد بالتبرع بارشاد الناس والسير في مقدمة العراضة الى حيث القاتل من أجهزة الأمن السورية.. بل اكتفى ببراءة باعلان الادانة .. وهذا يعني أنه يريد أن يقول : "نعم ليست الدولة من يقوم بالتفجير .. بل نحن من يقوم بالتفجير" .. وفي اعماق هذا الاعتراف غير المباشر حاجة ماسة لاعلان المسؤولية .. وغاية الاعتراف هي الدفاع عن الموقف العسكري للثورة وهي تتعرض للقضم اليومي.. فترد بالتفجير لتقول:
ان من يعتقد أن هناك ضعفا في الثورة أو أنها واهنة فهو واهم ..
ومن ينتظر سقوطها الوشيك فهو واهم ..
ومن ينتظر قبولنا الحوار فهو واهم ..
ومن ينتظر الحل السياسي فهو واهم لأن الحل هو عسكري .. وعسكري فقط .. 
كتبت المعارضة رسالتها على أوراق من أجساد السوريين ووتركت الرسالة في بريد منطقة المزرعة على قارعة الطريق واختارت أهم نقطة التقاء لطرق في دمشق حيث يكاد كل سوري قد مر مرة واحدة على الأقل في حياته من تلك النقطة لأن تلك النقطة هي الطريق نحو جميع سورية .. فلا يوجد سوري مر في دمشق لم يدخل عبر تلك العقدة والطريق الشهير (شارع الثورة) .. أو مايسمى أبهر دمشق .. ان تلك النقطة هي الشريان الأبهر لدمشق ومنها تسافر ضخات الحياة نحو سورية كلها .
تقول الرسالة الثورية مايلي ودون مواربة: هانحن في الشريان الأبهر ..فاما نحن واما هو؟ .. أي اما أن تقبلوا بنا بالقوة حكاما قادمين والا فسنرسل كل يوم رجلا آليا مبرمجا يسمونه (انتحاري) .. يرسل ابناءكم الى الموت .. سلّموا أيها السوريون .. فتسلموا ..
في تكتيك التفجير يراد بث الرعب في نفوس السوريين فيقبلون بما لايقبلون به .. رغما عن أنوفهم ..للوصول الى معادلة جورج بوش الشهيرة: "من ليس معنا فهو ضدنا .. وغالبية السوريين ليست معنا .. فهم ضدنا ..ومن ضدنا يجب أن يموت"..
وفي هذه العقلية يكمن خطر مميت لأنها تضع نفسها لأول مرة في مواجهة الجميع علنا .. وتقرر بشكل مجنون استفزاز جميع الشرائح الشعبية حتى الرمادية منها..وهي التي ستضع عنق المعارضة تحت حد المقصلة ..
هذه الأوهام والقمامات الثورية هي مايستدعي أن نحمل مكانسنا وننظف الطرقات منها ثم نرمي بها الى الحاويات العفنة.. لاتسيروا فوق هذا الزجاج المهشم من الأوهام والحطام كيلا تصاب بالجراح عقولكم وعيونكم .. لأن رسالة القمامة الثورية تقول للسوريين بالحرف مايلي:
1- لم نقدر على الأسد ولا على جيشه بعد سنتين من دعم الدنيا كلها لنا .. ونعترف أننا فعلا لانقدر عليه .. ولن نقدر عليه وجها لوجه لافي ساعة الصفر ولا في البركان ولا في الملاحم .. وعليكم أن تعينونا عليه لأنه ثبت في مكانه بسببكم وخسرنا معركتنا بسببكم .. فكما نصرتموه وانتصر .. فان عليكم أن تخذلوه كي ننتصر ..
2- ومما تقوله الرسالة من تحت ركام الأوهام رسالة على نقيض مبدأ قديم يقول: اضرب الراعي تتشتت الأغنام .. ليصبح مبدأ الثوار هو (شتت الأغنام لتضرب الراعي) .. ان ضرب العائلة يوجع راعيها .. لذلك فلنضرب الأسد حيث يتوجع ..اضربوه في أكثر نقطة توجعه وتجبره على الأنين .. اي اضربوا الأسد في "عائلته الدمشقية" .. وعائلته هم الشعب الذي رفعه ووضعه في قصر الرئاسة .. وهي الشعب الذي ملأ الساحات دعما لبرنامجه السياسي ..وضرب العائلة سيوجع كبيرها وراعيها .. اضرب الأبناء يتراجع الوالد .. اضربوا الاخوة .. يتقهقر الأخ المحارب ويبتعد عنا ..
3- ومما تقوله الرسالة ان الضغط العسكري في الأرياف خانق على الثورة .. والثورة تريد أن تتنفس فالحذاء العسكري في فمها في الريف يضغط وهو يعصر رقبتها عصرا .. فتقرر المعارضة أن تضرب بذيلها في أي مكان مؤلم لتخفيف الضغط عنها .. وضرب المدنيين أشد ايلاما من ضرب العسكريين ..هذا الاستنتاج مبني على اعترافات ووثائق القي القبض عليها وفيها مراسلات واقتراحات سابقة من بعض صقور (الثورة) بأن تخفيف الضغط عن المقاتلين في الارياف لن يتم الا عبر الضغط على النظام عبر المدنيين .. وسيقوم طرف ثالث بتسليم رسالة تهديد للنظام بأن استمرار الضغط العسكري على عنق الثورة الريفي سيدفع ثمنه النظام في شوارع مدنه .. وهذا ماسيخلق حالة من النقمة لدى المدنيين من تردي الوضع الأمني اذا ماتتالت التفجيرات .. لأن الضغط الشعبي كفيل برفع حذاء الجيش عن أعناق الثورة.. 
4- هناك طرف لايزال يريد عصر المفاوضات بين الدولة السورية وخصومها الدوليين في المنطقة حتى آخر قطرة فكان تصريح العربي والابراهيمي عن ضرورة استبعاد الرئيس الأسد من الحلول بعد شيوع أجواء انفراج وتلا هذه التصريحات مباشرة تفجير دمشق (الذي كان يتنبأ به البعض بعد تلك التصريحات التي بدت موطئة له) ليزيد من الوزن النوعي لتصريحات العربي والابراهيمي ..
------------------
في التعامل مع العمليات الانتحارية لاتوجد هناك بطولة لأنها هي بحد ذاتها من أسهل أنواع العمليات تنفيذا .. فهذه العمليات يمكن ان تنفذ كل يوم في كل مدينة في العالم .. فأنت لاتريد الا حمقى يتصرفون كالروبوتات تتم برمجتها بعناية وفق برامج غسيل الدماغ .. وتحتاج الى متفجرات يمكن لأي شخص صناعتها من مواد كيماوية ..لم تنج منها لندن ونيويورك وتل أبيب 
ولكن تعالوا نعرج على عباقرة الصهيونية عندما واجه الاسرائيليون سنوات الانتفاضة الفلسطينية وفوجئ الاسرائيليون بموجات من الاستشهاديين الفلسطينيين في مدنهم وشوارعهم لسنتين متتاليتين قتلت أربعة آلاف اسرائيلي .. فقرر الاسرائيليون الدخول في عملية سلام مع الفلسطينيين .. وعندما سئل رابين عن سبب قبوله للسلام بعد عناد ورفض قال: في الماضي كنا وعلى مدى عقود نخيف الفلسطيني بقتله .. لكننا اليوم أمام شخص يريد ان يموت .. فماذا يمكنني أن أفعل مع شخص لايريد أن يعيش بل أن يموت.. هل أقتله؟؟ لذلك دخلت عملية السلام ..
وتبين أن الاسرائيليين يراوغون ليكسبوا الوقت لأن رابين دخل عملية السلام مؤقتا ودوّخ الفلسطينيين بالمفاوضات ولم يعطهم أكثر من بلدية رام الله .. لكن في نفس الوقت كان الساسة الاسرائيليون يقومون بعملية دراسة واسعة للعقل الجهادي ويقومون بعمليات اختراق كثيفة أفقية وعمودية لجسم حماس من القاعدة حتى رأس الهرم .. فتم فهم سيكولوجيا العقل الجهادي .. واستعان الاسرائيليون بالعقل الوهابي لتدمير العقل الجهادي .. فكانت عمليات نيويورك تقريبا هي بداية نهاية موجات الانتحاريين الفلسطينيين .. وكأن من صمم عمليات 11 ايلول أراد منها احراج العمل الاستشهادي بأن حوله الى فعل جريمة وحشية حيوانية..ومنذ ذلك التاريخ خرجت العمليات الاستشهادية من شوارع اسرائيل نهائيا وتنقلت في شوارع العالم لتستقر في شوارع بغداد والعراق .. وأخيرا لتحط في دمشق حيث ترقد دجاجة القاعدة على بيوض جبهة النصرة لتفقس تلك الثعابين .. في عش المعارضة السورية .. عش الحرية والديمقراطية ..
فهل يقدر الاسرائيليون على شيء لانقدر عليه؟؟؟ مانعرفه حتى هذه اللحظة هو أننا نمسك بلجام المشكلة وأننا على ظهر الدابة .. وعلينا أن نشد اللجام .. حتى تتألم الدواب!! ..
هذه الأيام القاسيات ستمر .. شاءت المعارضة أم لم تشأ ..شاءت اسرائيل أم لم تشا .. شاءت تركيا والعرب أم لم يشاؤوا .. ونحن سنقبل التحدي .. وفي كل تفجير حقير نعرف أننا كنا على صواب في احتقارنا لهذه الثورة ولهؤلاء الثوار ولهذه المعارضة .. ونعرف أننا كنا على صواب في اختيارنا الوطني وفي رفضنا القطعي لمعارضة تقتل وتسرق وتبيع الوطن ..
وستغادر التفجيرات شوارعنا .. وسنسير في شوارعك يادمشق ولن نوقف دفق الحياة في شرايينها وشريانها الابهر .. لأن أجمل الموت هو أن يكون في دمشق وفي شرايينها وأوردتها .. ولأن أقوى الجذور هي التي تصنعها الشرايين في سفرها العميق في تراب الوطن .. وليس صحيحا أن طعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم .. فاذا كنا نموت فلنمت في دمشق .. حيث طعم الموت العظيم .. من أجلك يادمشق..من أجلك يادمشق... 
التاريخ : 2013/02/23

القضاء.. والثورة!! بقلم حنان عبدالفتاح


تنص المادة 76 من الدستور علي انه "لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص دستوري أو قانوني" جاءت هذه المادة لتحد من العقوبات ممثلة في الاعتقالات السياسية والقرارات الادارية بناء علي تقارير مباحثية ضد معارضي النظام دون سند قانوني أو دستوري.. لحرمانهم من تأدية دورهم في خدمة الوطن في أي موقع كان.. وهي العقوبات التي مارسها نظام مبارك بلا حدود ضد معارضيه من كافة الاتجاهات. فكان هناك من تم اعتقاله وحبسه بل وتعذيبه في السجون دون جريمة ارتكبها أو ذنب اقترفه.. ونتيجة منعهم من أداء الخدمة العسكرية التي هي شرف لكل مصري أن يؤديها فداءً لمصر الغالية وهو ما تعرض له الكثيرون من ابناء تيار الإسلام السياسي ظلماً.. ويأتي قرار المحكمة الدستورية العليا بحرمان المستثني من أداء الخدمة العسكرية لمقتضيات الأمن اعتمادا علي تقارير أمن الدولة المنحل من الترشح لعضوية مجلس النواب الذي وصفه حزب البناء والتنمية بأنه يهدر حقوق الآلاف من المواطنين يأتي ليلقي بمزيد من الغموض وعلامات الاستفهام حول المسار الذي يسلكه القضاء أحيانا أهو متفق والنص الدستوري السابق الاشارة إليه أو متفق والقواعد الحاكمة التي تنص عليها مواثيق حقوق الإنسان والتي تعد المساواة بين المواطنين من أولها بل وأولوياتها.. كما يجعلنا نتساءل هل هذا المسلك القضائي يتفق والمضي قدما نحو تحقيق ثورة 25 يناير لأهدافها فالحرمان من أداء الخدمة العسكرية يكون منطقيا إذا جاء بناء علي عقوبة ضد المحروم ومفروضة عليه بحكم قضائي يستند علي نص دستوري أو قانوني وذلك طبقا لنص المادة 76 السابق الاشارة إليها.. أما إذا جاء الحرمان بناء علي تقارير جهاز أمن الدولة في عهد مبارك المخلوع فهذا ان دل فلا يدل إلا علي ان الثورة ليست وحدها هي التي ترجع للخلف بل ان كثيرا من الأحكام القضائية أشعر وكأنها أيضا تعيدنا لنقطة الصفر حيث بدأنا الثورة لمحاربة الاستبداد بالرأي واللامساواة بين البشر كما أشعر وكأنها تدخلنا في دوامات سياسية نتائجها الحتمية هي خدمة فئة سياسية علي حساب فئات أخري.. واعتقد ان قرار الدستورية بحل أول برلمان منتخب بعد الثورة وما أثاره من جدل سياسي وفراغ مؤسسي هدد أمن المجتمع كله وكذلك الأحكام القضائية الخاصة بمهرجان البراءة للجميع لرموز النظام السابق. أبلغ دليل علي ان الثورة لن يقف تقهقرها للخلف إلا إذا اخرج القضاء المصري العريق نفسه من دوامة المعارك بين شتات الأحزاب والحركات السياسية التي يعج بها مجتمعنا.. وأن نترك الفرصة للشعب المصري وحده بمختلف توجهاته لأن يمارس دوره في اختيار من يمثله بالانتخاب في مجالسه النيابية دون وصاية عليه من أحد حتي لو كان القضاء نفسه!!

شاهد المستشار زكريا عبد العزيز يشن هجوما كاسحا ضد الزند


21 فبراير 2013

الزند يفقد أعصابه ويترنح .. الأموال العامة استدعت 40 شاهدًا أكدوا جرائمه.. وصدقت «الشعب» وقدمت مئات المستندات


 
 
الشعب
فقد الزند أعصابه وبدأ يترنح بعد أن اقتربت ساعة محاسبته على جرائمه بالقانون
متى يحال الزند إلى «عدم الصلاحية» بجرائمه محل التحقيق ؟
استدعت نيابة الأموال العامة أكثر من 40 شاهدا، وحقق معهم المستشار محمد النجار، رئيس النيابة، لأكثر من 3 أسابيع، واصل «النجار» العمل فيها ليل نهار فى سرية تامة لرفع الحصانة عن الزند. واستمع إلى أقوال المتضررين الذين اغتصب (الزند) أرضهم فى مرسى مطروح وهم أكثر من 20 مواطنا من قبيلة «السمالوسى». كما استدعى المستشار النجار أكثر من 20 من كبار مسئولى الدولة، منهم مدير الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية، ومدير إدارة الملكية والتصرف، ومدير إدارة الشئون القانونية، ورئيس مجلس إدارة الشركة العقارية المصرية، وجميع المهندسين والموظفين الذين لهم علاقة بالبلاغ الذى قدمته «الشعب» ممثلة فى رئيس التحرير الأستاذ «مجدى أحمد حسين» والكاتب «مرسى الأدهم» و«صابر شوكت» مدير تحرير أخبار اليوم.
كما استدعت النيابة مدير الإدارة الزراعية بمحافظة مرسى مطروح ومدير الإدارة الزراعية بمدينة الحمام ورئيس الجمعية الزراعية بعلم فنوش. وحصلت نيابة الأموال العامة العليا منهم على عشرات المستندات والوقائع والأقوال التى أكدت كل ما نشرته «الشعب» من جرائم (أحمد الزند)، رئيس نادى القضاة، وأكدت صدق البلاغ الذى قدمته «الشعب» ضده، وثبت مما قدموه جميعا صحة المستندات والوقائع التى قدمتها «الشعب» فى بلاغنا رقم 41 لسنة 2013 وارد أموال عامة عليا حصر تحقيق 22 لسنة 2013.
وبعد هذه التحقيقات تأكدت للنيابة العامة للأموال العليا جدية بلاغ «الشعب»، وهو ما استلزم السير فى إجراءات التحقيق والتقدم بمذكرة إلى مجلس القضاء الأعلى لرفع الحصانة عن أحمد الزند، الذى جاء فى غفلة من الزمن وفى عصر الفساد والإفساد -عصر مبارك المخلوع- رئيسا لأعرق أندية مصر وأهمها (نادى القضاة)، ليجلس هذا الذى يرتكب هذه الجرائم على كرسى جلس عليه عظماء تفتخر بهم مصر مثل المرحوم «يحيى الرفاعى» والمرحوم «محمد وجدى عبد الصمد».
اليوم.. حسم مصير الزند
وسينظر مجلس القضاء الأعلى برئاسة السيد المستشار «محمد ممتاز متولى» رئيس محكمة النقض، رئيس المجلس، فى اجتماعه اليوم الثلاثاء؛ التحقيق فى بلاغ «الشعب» ضد (الزند) فى مذكرة السيد المستشار «طلعت إبراهيم» النائب العام لرفع الحصانة عن أحمد الزند ورفع القيد الإجرائى الذى يغل يد النيابة العامة عن اتخاذ التحقيق معه وإحالته إلى المحاكمة الجنائية. وقد علمت «الشعب» أن المستشار «طلعت إبراهيم» النائب العام قد لا يحضر الجلسة.
وكانت «الشعب» قد بدأت حملتها ضد جرائم أحمد الزند فى 4 ديسمبر الماضى، وكنا نتصور أنه سيبادر باستخدام حقه القانونى الذى يعرفه أى طالب مبتدئ بكلية الحقوق بالرد علينا فى خلال شهر. لكنه لم يفعل وظل الزند ميتا فى قبره لا يحس ولا يتكلم بعد حملة «الشعب» ضده. والتزم الصمت التام كصمت الموتى فى القبور؛ لأنه يعرف تماما حجم الجرائم التى ارتكبها ويعرف مدى بشاعة مخالفتها القانون، فقد التزم الصمت وهو يظن أن ما كتبناه «كلام جرايد وهتعدى» مثل غيرها، وصب غضبه على مساعد النائب العام مطالبا مجلس القضاء برفع الحصانة عنه بزعم أنه أشاع خبر التحقيق معه فى النيابة، وبعد انتصار «الشعب» فقد الزند عقله وأخذ يسب حتى النيابة العامة.
كتيبة «الشعب» لا تخشى الزند
ولكن (الزند) خانه ذكاؤه هذه المرة؛ فهو لا يعرف من هم «كتيبة الشعب».. ولا يعرف سوى الفساد والجريمة.. ولا يعرف من هم رجال حزب «العمل» وجريدة «الشعب» بدءا من أعظم من أنجبت مصر فى القرن العشرين؛ الدكتور «محمد حلمى مراد»، الذى تحدى عبد الناصر وقدم إليه استقالته الشهيرة ووقف بصلابة شديدة ضد السادات.. ضد كامب ديفيد، وضد فساد مبارك وزوجته. «الشعب» مدرسة الوطنية المصرية منذ بداية صدورها عام 1979، وقد خاضت أعنف المعارك ضد الفساد وضد نهب مصر وتوريثها.. ضد (السادات وجيهان)؛ مثل معركة الدكتور «حلمى مراد» والوضع الدستورى لحرم الرئيس التى على إثر نشرها جاءه وزير الصحة (الإنسان) الدكتور «إبراهيم بدران» يطلب منه وهو صديقه المحترم أن يبتعد عن الهجوم على (جيهان السادات)، التى قالت له «إن السادات وعدها بأنه سيسلخه سلخا»، ونفذ (السادات) وعيده وتهديده باعتقال الدكتور «حلمى مراد» فى 5 سبتمبر 1981.
ولن تنسى ذاكرة مصر معارك «الشعب» ضد (مبارك وسوزان).. ضد نهب مصر وتوريثها.. ضد جبروت (زكى بدر) وزير الداخلية.. ضد (يوسف والى) وجريمته فى استيراد المبيدات المسرطنة من إسرائيل التى دمرت صحة المصريين والتى قادها المناضل الوطنى «مجدى أحمد حسين» وأغلقت «الشعب» بسببها وأوقف حزب «العمل» وأودع «مجدى حسين» السجن 3 سنوات. ومن عجائب القدر أن تقتص السماء لـ«مجدى» ويسجن (يوسف والى) على بعض جرائمه.
ولن تنسى ذاكرة مصر معاركنا ضد عرض السادات بتوصيل النيل إلى إسرائيل؛ إذ كانت «الشعب» هى أول من تصدى لجريمة السادات بعرضه توصيل مياه النيل عبر ترعة السلام. ثم تبعها المرحوم الوزير «عبد العظيم أبو العطا» وزير الرى، والذى قتلوه فى السجن. ثم كتاب نقيب الصحفيين المرحوم كامل زهيرى «النيل فى خطر».
إن معركة «الشعب» ضد (الزند) هى معركة ضئيلة بالقياس إلى المعارك التاريخية التى خضناها عبر تاريخنا الطويل وتعرض قادتنا فيها للسجون والاعتقالات والأمراض العديدة بسببها. وهى المعارك الساطعة فى سماء الوطنية والإسلام.. هى المعارك التى كان لها الفضل الأكبر والأول فى ثورة 25 يناير. لقد قمنا بهذه المعارك بينما (الزند) «يمثل» علينا ويتغنى بحب مصر ويدعى العدل، وهو يمارس قمة الفساد.. يرتكب أعتى الجرائم التى يتورع منها أشد المسجلين خطرا ضد فقراء المصريين وضد القانون والعدل.
وسيرا على درب «الشعب» منذ عام 1979؛ فلم نترك الظلم والفساد الذى اقترفه (الزند) وأصابتنا بشاعة وشناعة جرائمه بالصدمة.. بالجنون.. وكان قرارنا ألا تكون «الشعب» مثل الصحف الأخرى، وألا نكتفى بالنشر مثل بعض الصحف التى نشرت منذ شهر 9 الماضى بإيجاز شديد مخجل عن جرائم (الزند). فذهبنا إلى موقع الجريمة فى مرسى مطروح، حيث تعرضنا لمحاولة اغتيال من بلطجية الزند بأكثر من 20 بندقية آلية، فقدمنا بلاغنا إلى النائب العام الذى أحاله إلى نيابة الأموال العامة للتحقيق.
ثم توالت على «الشعب» جرائم الزند وصرخات المظلومين ضده وضد أبنائه المستشارين الثلاثة، ومنها الجريمة التى اشترك فيها مع ابنه المستشار (محمد أحمد الزند) من بيع أرض لا يملكونها -بل لا وجود لها- لمواطن فقير بسيط. وحين استنجد هذا المواطن برئيس نادى القضاة سبه بأفظع الشتائم وأقبحها، وهو ما نشرته «الشعب» منذ شهرين. ثم حين نشرت «الشعب» فى عددها الماضى تفاصيل الدعوى رقم 21952/ 67 بمجلس الدولة والبلاغ رقم 2187 بلاغات النائب العام فى 9 فبراير الحالى المقدم من المهندس «حمادة شعبان» المدير العام بوزارة الإسكان والمسئول الأول عن التفتيش على أراضى الوزارة طالبا التحقيق مع أحمد الزند لاغتصابه أراضى باسم نادى القضاة مساحتها 2200 فدان بالحزام الأخضر بـ6 أكتوبر وتحويلها إلى منتجعات سياحية وقصور وفيلات بالمخالفة للقانون وللعقد، وتحقيق أكثر من 10 مليارات جنيه كسبا غير مشروع.
وهنا ستحترم «الشعب» طلب السيد المستشار «حامد راشد»، المحامى العام الأول لنيابة الأموال العامة العليا، بعدم التوسع فى النشر الآن حفاظا على سرية التحقيقات وحتى لا يرتب الزند أوراقه.
هنا فقد الزند عقله وأخذ يسب ويشتم حتى العدالة نفسها التى ينتمى إليها، والتى كان عليه أن يكون أحرص الناس على عدم إهانتها، ممثلة فى النيابة العامة التى كشفت جرائمه. وأخذ يترنح بعد أن اقتربت ساعة محاسبته على جرائمه بالقانون. وكنا نظن أن الزند لا يعرف القراءة والكتابة ثم اكتشفنا الآن أنه يعرفها وأنه قرأ كل ما كتبناه عنه مثل كل المصريين. وكعادته تلفظ بأبشع الشتائم القبيحة القذرة المزرية التى يتورع قلمى عن ترديدها، وأخذ يسب ويلعن حتى النيابة العامة لأنها تجرأت وكشفت وحققت فى جرائمه. ولن تتركه «الشعب» يمر مثل كل الفاسدين الذين قضت عليهم «الشعب».
لماذا صمت الزند
لقد صمت (الزند) مدة تزيد على 70 يوما على ما نشرته «الشعب» ضده وفضحت فيه جرائمه منذ 4 ديسمبر الماضى، وكنا نظن أنه سيبادر بالرد علينا حفاظا على كرامته وعلى سمعته، لكنه التزم الصمت كالموتى رغم أننا وصفنا جرائمه بعبارات تزلزل الجبال لكنه لم يرد، وكان مما قلناه نصا: «أن تحدث الجريمة من المجرمين فهذا شىء عادى يحدث فى كل البلاد وفى كل تاريخ، أما أن تحدث الجريمة من رئيس نادى قضاة مصر، كما تقول هذه الدعوى، فهو ما لا يمكن لعقل استيعابه، ولا لقانون قبوله، ولا لدين السكوت عنه».
وقائع الدعوى 10797 لسنة 2012 المرفوعة من الدكتور «إدريس بريك»، المحامى وأستاذ القانون الجنائى، والتى يتهم فيها (أحمد على إبراهيم الزند) رئيس نادى قضاة مصر؛ بجرائم استغلال النفوذ واغتصاب الأراضى والتزوير فى إجراءات المزاد وتحويله إلى مزاد صورى وهمى، والإضرار بالمال العام، والكسب غير المشروع، والتزوير فى إقرارات الذمة المالية.. أن هذه الاتهامات تصيبك ليس بالصدمة، بل بالجنون.. فهل يفعلها الزند ويرتكب هذه الجرائم المؤثمة قانونا والتى تنقله -حال ثبوتها- من (منصة القضاء) فى رئاسة نادى قضاة مصر إلى (زعيم عصابة) يغتصب ويستولى على الأراضى ويزور القانون لحسابه تحت اسم نادى القضاة ويتعمد الإضرار بالمال العام والكسب غير المشروع.
عبد المجيد دمر القانون لحساب الزند
لا محل مطلقا لادعاءات الزند أنه تم التحقيق فى هذه الدعاوى من قبل؛ فإن عبد المجيد محمود، النائب العام السابق، قد دمر القانون لحساب «صديقه» (أحمد الزند) فى كل البلاغات التى قدمها مَن ظلمهم أحمد الزند. ولقد تأكد لنيابة الأموال العامة العليا التحقيقات التى أجراها المستشار «محمد النجار»، رئيس النيابة، أن قبيلة «السمالوسى» هم أصحاب الحق الوحيد، وأن البلاغ المقدم من «الشعب» مبنى على أدلة وأسانيد قانونية تفضى إلى بطلان إجراءات المزاد التى تم من خلالها شراء الزند وآخرين القطعة محل كراسة الشروط رقم 40 يسار ترعة الحمام.
وهذه الأدلة والأسانيد كما أوضحتها تحقيقات نيابة الأموال العامة ومن خلال فحصها للمستندات التى قدمتها «الشعب» وقدمها أكثر من 20 متضررا ممن اغتصب الزند أراضيهم؛ تتمثل هذه المستندات فى حصر المواطنين والذى أجرته الشركة العقارية المصرية، والهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية، والتسجيل بالإدارة الزراعية بمدينة الحمام بمطروح واستخراج بطاقات حيازة زراعية من جمعية علم فنوش الزراعية، وزراعة الأرض منذ مئات السنين وبناء العديد من المساكن عليها.. كل هذه المستندات تثبت حق الأهالى فى هذه الأرض لأنهم القائمون على زراعتها وهم ساكنوها، واستصلحوها قبل قدوم الزند وغيره.
كما حققت نيابة الأموال العامة العليا فى أن قانون الهيئة العامة لمشروعات التعمير التنمية الزراعية يلزمهم بإخطار واضعى اليد الذين استصلحوا الأرض وحصرتهم الهيئة؛ إذ إن هذا الحصر بمثابة وعد بالبيع. فضلا عن أن الأهالى مرارا وتكرارا قد خاطبوا الهيئة لكى يقننوا أوضاعهم ويشترون الأرض من الدولة، إلا أن الهيئة لم ترد على هذه الطالبات، وباعت فى مزاد صورى وهمى مزور الأرض لمتزايد وحيد هو (أحمد الزند)، دون الإعلان عنه لدخول متزايدين آخرين إعلانا واضحا يحدد معالم الأرض وموقعها حتى يعلم من يرغب فى الشراء أين تقع هذه الأرض ويعاينها قبل الشراء، مما فوت الفرصة على الدولة أن تتحصل على مبالغ تفوق أكثر من (15 مرة) المبالغ التى دفعها الزند وغيره.
لقد كان تقديم «الشعب» بلاغها إلى نيابة الأموال العامة العليا بعد أن طفح الكيل من المماطلات والتسويف ومحاولة طمس الحقائق ودفن الجرائم التى ارتكبها الزند بمساعدة وحماية «صديقه» المدعو (عبد المجيد محمود)، النائب العام السابق، دون مبرر قانونى. وكما يقول الدكتور «إدريس بريك»، أستاذ القانون والمحامى؛ إن هذا يثبت مدى علاقة المحاباة والمجاملة التى تربط بين الزند والنائب العام السابق، وذلك من خلال تحويل البلاغ السابق إلى نيابة استئناف الإسكندرية، التى كيفت فى عهد عبد المجيد محمود -عهد الفساد والإفساد- البلاغ على أنه جنحة، وأحالته إلى نيابة شرق الإسكندرية الجزئية تمهيدا لحفظه، مما دفعنا إلى التقدم بتظلم لـ(عبد المجيد محمود) وتم رفضه. ثم تقدمنا بالتظلم ذاته إلى وزارة العدل، والتفتيش القضائى، ونتيجة لذلك حقق فى البلاغ المحامى العام لنيابات شمال الإسكندرية، وتحويل البلاغ إلى جناية، وإلغاء مجاملات (عبد المجيد محمود ) لـ(الزند) وقراره الظالم السابق. ثم حققت نيابة الأموال العامة العليا، كما أسلفنا، وأثبتت جرائم إهدار المال العام والتربح فى حق الهيئة والشركة العقارية وأحمد الزند، وهذا هو صميم عمل واختصاصات نيابة الأموال العامة العليا، وهو ما أصاب الزند بالجنون بعد رحيل (عبد المجيد محمود) ورحيل الظلم وتطبيق القانون عليه.
براوز داخلى
الإمارات تطرد الزند من القضاء
هذه الوقعة التى يعرفها جيدا كل شيوخ القضاة فى مصر وبالطبع يعرفها السادة أعضاء مجلس القضاء الأعلى؛ كانت كفيلة وحدها بإحالة (أحمد الزند) إلى عدم الصلاحية واستبعاده من السلك القضائى، والتى أهان فيها (أحمد الزند) أشرف وأسمى المهن الإنسانية وهى القضاء. هذه الوقعة حدثت حين تم إعارة أحمد الزند للعمل فى (إمارة رأس الخيمة) بالإمارات العربية المتحدة فى عام 1996، وبعد عام واحد من عمله بالقضاء تم طرده منها لـ«عدم صلاحيته».
وبعد الطرد ذهب أحمد الزند إلى حاكم إمارة رأس الخيمة يشكو له حاله وفقره وبؤسه وأن طرده من العمل القضائى أصابه بخسائر لا قبل له بها؛ فلن يستطيع استكمال دفع أقساط السيارة التى اشتراها ولا دفع إيجار الشقة التى يسكنها. وهنا رق قلب حاكم إمارة رأس الخيمة لحال (أحمد الزند) وقرر أن يعمل خطيبا ومؤذنا فى إحدى الزوايا الصغيرة. وكان بهذه الزاوية الصغيرة غرفة وصالة ملحقة بها أقام بها الزند طيلة مدة عمله بإمارة رأس الخيمة، وكان يؤدى دور الخطيب والمؤذن والفراش فى هذه الزاوية بعد إبعاده من عمله القضائى هناك!!.
و«الشعب» تسأل السادة أعضاء مجلس القضاء الأعلى: هل يجوز عقلا أن تطرد إمارة رأس الخيمة المستشار (أحمد الزند) من العمل بالقضاء لعدم صلاحيته ويستمر فى مصر فى عمله بالقضاء.. وهل يجوز أن يعمل القاضى بمهنة أخرى غير عمله بالقضاء؟!
يكفينا اليوم الحديث عن جرائم الزند الماثلة أمامكم هنا.. ألا يكفى ذلك يا حضرات السادة القضاة لرفع الحصانة عنه والتحقيق فى جرائمه ثم إحالته إلى «عدم الصلاحية»؟!

فيديو .. شاهد مخلوقات عجيبة تهبط فى الكعبة وميدان التحرير وحلب


شبح لحصان أخضر مع راكبه يقال انه تردد
 ظهوره خلال بداية الثورة المصريةولا ندري مدى حقيقته
وملائكة تقاتل على خيول بيضاء في سوريا 
الملك الذي نزل على الكعبه في رمضان 1430
والحمام يطوف بالكعبة ليلا
فيديو يكشف حقيقة فيديو نزول الملائكة على الكعبة
.. والسماء تمطر سمك سبحان الله

20 فبراير 2013

سلطان: قرار الدستورية بعزل من لم يؤد الخدمة العسكرية سياسيًا «فضيحة علمية»


 الشروق

وصف عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، قرار المحكمة الدستورية العليا، بحرمان من لم يؤد الخدمة العسكرية من الترشيح لعضوية مجلس النواب وبالتالي عزله سياسيًا، بأنها «فضيحة علمية».



وقال سلطان، في تدوينة عبر فيسبوك'، اليوم الأربعاء، إنه «فى يونيو الماضي، أصدرت المحكمة الدستورية حكمها بعدم دستورية قانون العزل السياسي؛ تأسيساً على عدم جواز عزل المواطن من مباشرة حقه السياسي إلا بناءً على حكم قضائي بإدانته».

وتابع: «يوم الاثنين الماضي، أي بعد ثمانية أشهر، وبمناسبة رقابة المحكمة الدستورية على قانون انتخابات مجلس النواب، أصدرت ذات المحكمة بذات القضاة قراراً مناقضاً تماماً لحكمها السابق، حيث قررت أنه يجب أن يحرم المواطن المصري الذي لم يؤد الخدمة العسكرية بسبب استبعاده بقرار من موظفي حسني مبارك لأسباب أمنية من الترشيح لعضوية مجلس النواب، ومن ثم يعزل سياسياً دون حاجة إلى صدور حكم قضائي بإدانته!، وبالطبع سيشمل هذا العزل عدداً هائلاً من المعارضين السياسيين لمبارك، الذين حرموا من أداء الخدمة العسكرية بقرار إداري أمني، وليس بحكم قضائي».

واتهم سلطان، المحكمة الدستورية العليا بالتناقض، من خلال «مد الظلم ليصبح عزلاً أبدياً»، بالمخالفة لعشرات ومئات المبادئ والأحكام الدستورية في مصر والعالم كله، والتي حظرت التأييد في مثل تلك الأحوال، مؤكدًا أنه «شيء مفزع ومؤلم»؛ لأنه «لا يمس تاريخ المحكمة وسمعتها فقط في الداخل، ولكن سمعتها العلمية والمهنية في الخارج أيضاً».

وأشار إلى أن الحالات المماثلة للأحكام المتناقضة في قضاء النقض والإدارية العليا تستلزم الإحالة لدائرة تسمى دائرة توحيد المبادئ، تكون مهمتها إزالة التناقض وإصدار حكم واحد والاستقرار على مبدأ موحد، أما المحكمة الدستورية فإنه لا توجد إلا دائرة واحدة ووحيدة، وهى التي صدر عنها هذا التناقض.

وأوضح سلطان أن الحل الأمثل أمام المحكمة الدستورية الآن لإنقاذ سمعتها وسمعة مصر، حسب قوله، أن تدعو أعضاءها لجلسة عاجلة لتسلك أحد مسارين، الأول: العدول عن قرارها بعزل المواطنين سياسياً بدون حكم قضائي، والثاني: العدول عن حكمها الصادر في يونيو الماضي بعدم دستورية قانون العزل السياسي لتضمنه عزلاً سياسياً بغير حكم قضائي، وإصدار حكم جديد بدستوريته.

وأكد أنه في حالة رفض المحكمة الدستورية سلوك سبيل أحد المسارين، فليس أمامها إلا المسار الثالث، وهو الاستقالة الجماعية لأعضائها المحترمين.

الوطنية الجامعة ولعبة المظاهرات - حنان عبدالفتاح

جريدة المساء
أصبحت المظاهرات اللاسلمية التي تقودها المعارضة ممثلة في الانقاذ تحت ستار السلمية. لعبة مكشوفة للمواطن لا طائل من ورائها.. كما أصبحت سياسة ارخاء أحبال الصبر من قبل الرئيس مرسي بعدم التعدي للسلميين تحت ستار الاعتراف بالحق في التظاهر السلمي. أصبحت سياسة لا تنطلي علي رجل الشارع بل زادت شكوكه في قدرة مرسي علي السيطرة علي الأمور خاصة مع فشل الدعوات المتكررة للحوار الوطني حيث أدرك المواطن ان مرسي يلعب لعبة مد أحبال الصبر للمعارضة لتشنق نفسها بنفسها برفضها للحوار تارة وبفشل مظاهراتها في اقناع المواطنين للانضمام إليها تارة أخري نتيجة لطرحها اهدافاً بعضها غير شرعي ومطالبتها بانهاء مشاكل المصريين المزمنة دون تقديمها حلولا عملية. 
كما ادرك المواطن ايضا ان مرسي يمارس لعبة ارخاء الأحبال تلك أملا في أن تنتقص من رصيد الانقاذ في الشارع المصري وهو ما حدث بالفعل ليضاف إلي رصيد الحرية والعدالة أملا في حصوله علي الأغلبية البرلمانية وهو ما أشك في امكانية تحقيقه من وجهة نظري. إذ ان عكس ما توقعه الرئيس هو ما حدث إذ بدأ رصيد الاخوان يتناقص في ظل عدم قدرتهم علي تقديم برنامج شامل واضح لادارة البلاد بل ان رصيد مرسي نفسه بين مؤيديه بدأ يتناقص والدليل علي ذلك ظهور تيارين جديدين علي الساحة السياسية الأول ينادي بعودة الجيش وقد ظهر ذلك جليا في مطالبة المواطنين بنزوله أمام مجمع التحرير الذي أغلقه المتظاهرون لليوم الرابع علي التوالي وهي المطالبة التي نحذر منها!! 
أما التيار الثاني ظهر بين مجموعة من الشباب والمثقفين وعلي رأسهم محمد سيف الدولة المستشار السابق لرئيس الجمهورية والمستقيل حيث تبنوا الدعوة إلي نشر فكرة الوطنية الجامعة التي ترفض الارتماء في احضان الاسلاميين السياسيين الحاليين الذين استطاع الاخوان بسلبيتهم وعدم خبرتهم السياسية في تشويه صورتهم كما ترفض هذه المجموعة الارتماء في احضان الليبراليين الاقرب للايمان بالحرية علي الطريقة الغربية التي تؤمن بشكل خفي بفكرة الوصاية الأمريكية الغربية علينا بل وتخشي الصدام في حالة الخروج من تحت عباءة هذه الفكرة!! 
أيضا ترفض هذه المجموعة التي اختارت لنفسها اسما مؤقتا وهو الوطنية الجامعة ترفض الارتماء أيضا في احضان الناصرية بشعاراتها الحنجورية التي أصبحت لا تغني ولا تسمن من جوع رغم انها تنادي بمكافحة الفقر وبالعدالة الاجتماعية دون ان تقدم لنا حلولا عملية. 
وفي النهاية يدعو هذه المجموعة أو التيار الوطني الجامع للبحث عن حلول لمشاكلنا وانطلاقا من المعطيات المتاحة لثرواتنا المصرية والاستغلال الجيد لها والسعي الجاد لتعاون عربي مثمر مبني علي الارتكاز علي الشعوب العربية كقاعدة صلبة واساسية في هذا التعاون ودون التدخل في النظم القائمة عليها وكل هذا في اطار مظلة شاملة ترتكن لمرجعيتها الاسلامية التي يمكن البناء عليها بمد اطراف التعاون ليشمل شتي الدول الاسلامية.. وكل هذا من أجل كسر الحصار الغربي المفروض حول مارد ثورات الربيع العربي لمنعه من التمدد وحتي لا يؤتي ثماره الذي حدده باعلان اهداف كل ثورة من ثورات ميادين التحرير بشتي دول الربيع العربي منذ يناير ..2011 تري هل تستطيع الوطنية الجامعة ان تضم تحت مظلتها الغالبية العظمي من المصريين كتيار سياسي ناهض ومنافس لما هو موجود علي الساحة. 
وهل يمكن ان تكون نواة يمتد ظلها ليشمل غالبية الشعوب العربية والاسلامية؟! 
المستقبل وحده هو القادر علي الاجابة.

عبد الرازق أحمد الشاعر يكتب: أنصاف رسائل


استيقظ الإنجليز ذات شعاع من أصباح عام 1815 على نبإ مرعب بثته الإذاعة البريطانية عن سير المعارك في ووترلو. لم يصدق الناس أثيرهم وهاموا في الشوارع بحثا عن أي مسئول ينفي ولو كذبا نبأ هزيمة ولنجتون هناك. لكن الهم كاد يقتلهم حين شاهدوا أعلامهم المنكسة فوق مؤسسات حكومتهم، ورأوا نظرة الانكسار في عيون قادتهم.
لم يكن لدى أحدهم هاتف جوال يطمئن به على لابسي الخوذات من ذوي القربي عند ووترلو، ولم تكن ثمة أقمار صناعية تبث الدخان المتصاعد من الجثث المتفحمة هناك. فقد جاءهم الخبر الصاعقة مشفرا بدقات مورس، وبثه صوت متهدج في كلمتين حازمتين: "هزم ولنجتون ..."
لكن ثقل الهزيمة لا يقاس بعدد الحروف كما يعرف محترفو الهزائم في شرقنا البائس، فقد تكفلت تلك الرسالة المقتضبة بإشعال الحرائق في كل قلب، وتقاسم الإنجليز شهقاتهم في كافة الميادين، وخزن كل بيت ما يكفيه من الحزن أشهرا.
وبعد أن حبس الإنجليز أنفاسهم في دكاكين الرعب ساعات كئيبة، عادوا ليتنفسوا الصعداء بعد أن تبين لهم أن الضباب الكثيف حجب نصف الرسالة السعيد: "... نابليون في ووترلو."
هكذا تعبث الروايات المبتورة بعصبيتنا وأحلامنا العريضة، وتزرع بين صدر الرسالة وعجزها فدادين من المشاعر المختلطة والأحاسيس المتضاربة. شتان بين النصر والهزيمة في عرف المتحاربين، لكن الرسائل الباردة تعامل الحروف في حيادية باهتة، فلا تميز بين وطنية وتبعية أو بين خائن وثائر.
وقد اكتشف أثر الرسائل المبتورة على الصدور المتحفزة محترفو التزوير الفضائي من أبناء العم سام، فاستخدموه أبشع استخدام وروجوا لفتنته في فضائياتهم التي تتحدث العربية وتنطق بلسان عبري مبين. فكانوا أصابع مورس وضبابه، لهذا سمحوا لنا بقراءة أنصاف الرسائل كي نفرح أو نحزن أو نثور أو نهدأ، وتحكموا في فصولنا، فجعلوها ربيعا كلها، ثم أسروا للراقصين حول جثث الرفاق بنصف الرسالة الحزين. وفجأة تحولت شوارعنا الربيعية جدا إلى عواصف خريفية لا تبقي ولا تذر، تكنس الشوارع والشباب والشجر.
بضغطة زر لم تكتمل عمدا، فرح الناس وهللوا، لأنهم لم يعرفوا أثر الضباب المتصاعد من آلة الحقد على أفهام الطيبين، ولم يعرفوا أن الحرب العقائدية قد استعرت، وأنهم حطبها والسعير، فذهبوا إليها لاهية قلوبهم يتأبطون ذراعا نصفه حرية.
بدأت الحرب في شوارعنا أيها الطيبون بضغطة زر من قناة مورس التي أنتجت وأنضجت نصف رسالة نيء لا يستطيع التاريخ هضمه، وحركت كاميراتها لترصد دقات قلوبنا وما تفعله بنا رسائلهم المبتورة عن نية وسوء طوية. لكن الرسالة التي كشفت عن بعض ساقها اليوم ستبدو يوما أكثر فظاظة حين يكتشف الناس في بلادي أنهم كانوا ضحايا ضباب إعلامي أسقط نصف رسالته وتركنا في ظلمات الخديعة نتلظي بربيعنا العبثي.

سامر العيساوي يقتحم موسوعة النضال بأطول إضراب عن الطعام في التاريخ


حملت الجامعة العربية اسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة الاسير الفلسطيني المضرب عن الطعام سامر العيساوي ورفاقه وطالبت باطلاق سراحهم.

واشار بيان لقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في جامعة الدول العربية إلى أن "قضية الأسير المناضل سامر العيساوي وزملائه هي تجسيد لظلم وقهر وغدر إسرائيل"، والامر "يتطلب تدخلاً دولياً واسعاً ودعماً قوياً ومساندة مستمرة من كافة المؤسسات ذات العلاقة بحقوق الانسان والضمائر الحية كافة في العالم أجمع انتصاراً للعدالة ودفاعاً عن الكرامة".
ويضرب العيساوي عن الطعام منذ آب/أغسطس 2012 احتجاجاً على إعادة إعتقاله بعد خروجه في إطار صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في أواخر عام 2011.
واعلن نادي الأسير الفلسطيني أن مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية اضربوا الثلاثاء عن الطعام ليوم واحد تضامناً مع أسرى آخرين مضربين منذ فترة طويلة.

''لن انتظر شاليط آخر لأنال حريتي، بموجب صفقة لا يحترم بنودها المحتل، سأنتزعها بالإضراب عن الطعام''.. هذه هي كلمات للأسير المضرب عن الطعام ''سامر العيساوي''، الذى يضرب عن الطعام في رقم قياسي بلغ 112 يوماً، فقط من أجل الحرية والكرمة.

الحياة في سجون الاحتلال الإسرائيلي ليست حياة، وكذلك الحياة لـ''العيساوي'' ليست لقمة عيش وإنما كرامة وإحساس وتحمل، مائتي يوم أضربها عن الطعام ثم المياه في سبيل الإفراج عنه، كونه أحد محرري صفقة وفاء الأحرار، وقد أعاد الاحتلال اعتقاله بعد مرور أقل من عام على الإفراج عنه.

ويعتبر إضراب ''العيساوي'' هو الأطول فى العالم؛ معاناة لم يتحملها جسده النحيل حتى جعلته أسير لـ''كرسي'' متحرك لا يقوى على الوقوف، ووسط تخاذل من ضمير العالم الذى لم يحرك ساكناً أمام المضرب عن الأكل سوى بالصمت؛ لا يملك ''العيساوي'' سوى قبضته وابتسامته أملاً في النصر.

المعركة للأسير الفلسطيني في السجون الإسرائيلية تنحصر بين خيارين، إما الحرية وإما الموت، إنها معركة ''البطون الخاوية'' بين الأسرى والمحتل؛ لا أسلحة ولا ذخيرة يحاربون بها سوى فراغ البطون، هي سلاحهم الوحيد في وجه العدو.

''العيساوي'' ليس وحيداً في هذه المعركة؛ فقد بدأ قرابة 800 أسير فلسطيني، اليوم إضراباً عن الطعام تضامناً مع ''العيساوي'' وزملائه المضربين منذ شهور عدة، واحتجاجاً على طريقة تعامل إسرائيل معهم، وعدم تنفيذها للعديد من مطالبهم.

''الموت أفضل من حالة الموت البطيء التي يعيشونها، والإذلال المتعمّد لهم في السجون الإسرائيلية''.. هذا حال الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال؛ لا يجدون سوى الإضراب كنوع من الاحتجاج على سياسة الاعتقال الإداري وتأجيل المحاكمات؛ حيث رفعوا شعار ''الإضراب حتى الموت أو الحرية''.

تستطيع أن تصف حياة ''سامر العيساوي'' وزملائه بأنها ''موت حقيقي''؛ حيث يتعرض الأسرى إلى تلف في الخلايا الدماغية، وعدد من أعضاء جسدهما، ليدخل ''العيساوي'' إلى حرب ''تكسير عظام'' بينه وبين سلطة الاحتلال.

ولم تكتف قوة الاحتلال الإسرائيلي بمعركة الجوع مع الأسير سامر العيساوي، لكنها قامت باحتلال منزله في حي العيساوية في القدس الشرقية المحتلة واعتقلت شقيقه.

مطالب الأسرى تتلخص في حياة كريمة؛ حيث يتعرضون للكثير من عمليات القمع؛ مثل عدم وجود فرش وأغطية نوم كافية، وكان على المعتقل أن يقوم مبكراً من فراشه ويرتب ''بطانيته'' ويجلس في وضع معين طيلة الوقت، ولم يكن الطعام كافياً أو شاملاً لمختلف المتطلبات الغذائية الضرورية للجسم، وطالما تعرض المعتقلون للإهانات والسباب والإذلال بالإضافة إلى الحرمان وسوء ظروف المكان وقسوة المعاملة، وطول فترات العزل وتعدد أشكال العذاب والعقاب، والحرمان من زيارة الأهل.

''يا نبض الضفة لا تهدأ أعلنها ثورة.. حطم قيدك أجعل لحمك جسر العود''.. هكذا كانت رسالة أحد الشباب المصريين عبر موقع التواصل الاجتماعي ''تويتر'' إلى الأسرى الفلسطينيين في محبسهم، وقال آخر: ''بالروح بالدم نفديك يا أسير''.

''أمعائك الخاوية رمز كرامتنا''.. هذه كانت رسالة ألتراس نادى الزمالك إلى الأسير المتضور جوعاً من قلب الاستاد، كما أعلن أربعة من الشباب في مصر الدخول في إضراب عن الطعام لليوم الثالث على التوالي للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال .

الحسناء السورية والوحش .. الأساطير تهاجم الأساطير بالسواطير التلمودية


بقلم ىنارام سرجون 
عندما أمرّ على صحف العرب وكتّاب العرب أعرف ماذا يعني أن الأمم الفقيرة بالنخب لاتستطيع خوض المواجهات الفكرية الطاحنة مع الأمم الأخرى ..المواجهات الفكرية تحتاج الى عقول لاتمسك بها العواطف ..وعقول لاتمارس العناد الفكري ..وعقول لاترى امتطاء الحقائق لجياد العقل الجامحة اهانة لها لاتقبلها عزة نفسها فتصرّ على نبذ الحقائق .. ويصل الأمر ببعض الكتّاب أنهم ماعادوا يكتبون عن الواقع بل صاروا يكتبون بطريقة رواية الاساطير ومبالغاتها وقسوتها ومفاجآتها ... انفصل المثقفون العرب عن الواقع تماما وأصابهم الربيع العربي بلوثة "التأسطر" .. وصارت قراءة بعض كتابات مثقفي العرب مغامرة لأنها عملية مواجهة بين العقل والأسطورة ..والمشكلة الكبرى أن عددا من القراء العرب أيضا يميلون لتصديق الأسطورة ..لأن العاطفة لا العقل من يعمل ..ولأن العناد يحل محل العاطفة عندما تتنحى للعقل .. فالأسطورة تنتشر لأن الاسطورة يقرأها عشاق الأسطورة والحكايات .. 
لاأدري من أين جاءت الأساطير وكيف ألهم كتّاب الأساطير القديمة فكانت الاسطورة الاغريقية عن حروب وصراعات الآلهة مثل بوسيدون اله البحار وهيرا الهة الزواج وديميتر اله الزراعة والخصب وأريس اله الحرب والانتقام وأفروديت الهة الحب والجمال ووو.. ولاأدري ان كانت قصص الاغريق القدماء هي قصص عن أناس حقيقيين لكن ألبست لبوس الأسطورة عندما حدثت لدى الاغريق "ثورة" .. أو "ربيع" اغريقي وظهر كتاب ثورجيون اغريق فكتبوا الأحداث بلغتهم... لكن ماأعرفه ان ميثولوجيا الاغريق كتبها كتّاب عقلاء نبلاء لتخليص العقل من سطوة الأسطورة المجنونة ولتعليم العامة القيم والأخلاق .. أما كتّاب العرب فيكتبون الأسطورة للسطو على العقل ولتخليص العامة من الأخلاق وزرع الشر والغباء .. وتتميز أساطيرهم بسيلان لعاب برنار هنري ليفي اللزج على كل سطورها ..ووجوه أبطالها .. ولاأملك الا أن أهنئ برنار هنري ليفي على هذه العبقرية في ابتكار أسطورة من الهواء سيسجلها له التاريخ وستجعل هنري كيسنجر تلميذا صغيرا لديه... 
كيسنجر كان يعرف هشاشة المجتمع العربي ويصفه أنه مجموعة خيام وفي كل خيمة شيخ ..ونصح بأن يتفق الغرب مع شيخ الخيمة وينسى شعب الخيمة .. فالشيخ هو كل شيء ...لكن برنار هنري ليفي أثبت أنه يعرف أكثر من كيسنجر ..فهو يعرف النخبة العربية وأهل الخيمة بحذق ويعرف شقوقها وهشاشتها ويعرف كيف يحول مزاجها ويركبه ...ومن يعرف النخب يركب على شعوب النخب ... فصمم لهم ليفي أسطورة الربيع العربي لتأكل أساطير المقاومين العرب من الرئيس جمال عبد الناصر الذي هدم ثورجيو ليبيا نصبه وتمثاله بعدما جرجروا العقيد الجريح كالوعل الجريح وفتكوا به كالضباع الهائجة .. وتمكن برنار هنري ليفي بعبقرية توجيه الاسطورة المجنونة التي صممها ليصدم بها أسطورة عظيمة هي أسطورة المقاومة وأسطورة تحالف الشرق بين الرئيس بشار الأسد والرئيس أحمدي نجاد والسيد حسن نصرالله .. فلحقت بأسطورته غوغاء المثقفين العرب .. تغني للأسطورة .. كي تسحق الأسطورة .. 
ان كل مايكتب عن الربيع العربي لايستحق أن يقرأ لأن فيه القليل القليل من العقل والحكمة وفيه الكثير الكثير من "فوضى الحواس" وهياج العاطفة .. ولايستحق أن يرمى بنظرة أو التفاتة .. انها الرثاثة والعبث ... انها الكتابة العمياء ..وكتابة الأميين ... ويحتاج القارئ الى أن يتوضأ وأن يبسمل ويتعوذ من الشيطان الرجيم بعد كل قراءة عن ربيع العرب والثورة السورية لما فيها من أساطير ووحوش لاوجود لها الا في مخيلات البلهاء وعشاق الأساطير .. 
فحتى هذه اللحظة كتب الكثيرون عن وحشية الجيش السوري ووحشية الفرقة الرابعة قصصا لم يكتبها قبلهم أي كاتب أساطير .. وكتبوا عن صراخ المدنيين وعن مذابح وقصف مدفعي وبالدبابات وبالسلاح الكيماوي وعن انشقاقات عشرات آلاف الجنود وعن الدولة التي قتلت الجميع وعن تفجيرات نسبوها للدولة التي تفجر مقراتها الأمنية ومدنها وتنسف اقتصادها وعن الدولة المجنونة التي تريد اشعال حرب طائفية لتحمي نفسها وعن مقاتلين لحزب الله يموتون في شوارع الزبداني وعن الآلاف من حرس ثوري ايراني يقاتلون الشعب البائس .. انها فن كتابة الأسطورة المجنونة بكل مافيها من خيال لكنه الخيال القاتل الذي يكتب أسطورة الشيطان . 
كي تفهم الأحداث السورية لايستطيع عقلك الذي تعلم الرياضيات والهندسة والجبر والأدب والأخلاق والشعر والتاريخ طوال عقدين على الأقل أن يفهم شيئا من الحدث السوري لخلطه بالأساطير وسيحتاج عقلك الى حرق طن أو طنين من وقود المنطق وأن يكون قد قرأ شيئا كثيرا عن تفكيك الاسطورة كي يعرف التعامل مع هذا الطوفان من الأساطير الذي يجعل كتّابا في مصر مثلا يجلسون في مكاتبهم - بعد انجاز الثورة المصرية - ويستعيدون أمجاد حرب أكتوبر بتوجيه الضربة الجوية "الأولى" على "النظام السوري" بدل اسرائيل وهم لايتزحزحون عن مقاعدهم ولايأتون الى سوريا (لأن سوريا تأتي اليهم عبر الجزيرة وبعض الكذابين المعارضين) ولايعرفون عن الحدث السوري الا كما يعرف منصف المرزوقي (رئيس تونس) عن تقطيع زينب الحصني التي ظهرت حية ترزق بعد أن انفعل وبكى عليها الشيخ المرزوقي بطريقة مخجلة على منصة الجزيرة وهو يتهم الأمن السوري بتقطيعها .. دون أن يعتذر عن تلك التهمة كأي عاقل يحترم نفسه ليصير بعدها رئيسا لجمهورية كما يحدث في الأساطير التي تحكي عن البلهاء الذين صاروا فرسانا .. 
عندما نستمع لفنانين أو لنخب مثقفة مثل حمدي قنديل وعبد الحليم قنديل وفهمي هويدي وغيرهم نعرف أن النخب المثقفة العربية لديها ماء.. لكن ماءها ضحل وطيني وعكر .. ليس له عمق فكري ولامنسوب .. وفكرها راكد تعيش فيه الضفادع النقاقة .. وأن أغلبهم يكتب دون أن يفكر ودون حتى أن يغامر بالبحث عن الحقيقة .. فيكتب لجمهوره الاسطورة دون أن يدري..ويحشو عقول قرائه بالماورائيات الثورية.. فقلمه مربوط بحصان عاطفته الذي يجري بعيدا عن حصان عقله. 
فهمي هويدي مثلا كتب منذ أيام يعتذر للشعب السوري الذي يذبحه النظام ولايفعل العرب له شيئا .. وكلامه بالطبع فتوى للجهاد ليس لما تضمنه من الأكاذيب والأضاليل بل لما افتقده من الموضوعية والأمانة وزخر به من الدموع .. فهمي هويدي تحول مثل غيره الى راو للأسطورة والى كاتم صوت في أسلحة الثورجيين ..هم يطلقون الرصاص وهو يكتم صوت الرصاص .. بل اجتهد كاتم الرصاص هويدي وطور نفسه ليكتم قلمه صوت انبجاس الدم السوري البريء من الأعناق بسكاكين المكبرين الثورجيين .. وأصيب هويدي بعمى الألوان فالدم الذي يسفكه الأمن السوري أحمر قان لزج ساخن طاهر لاينسى ...أما الدم الي سفكه الثورجيون بجنون والذي لو سكب في نهر النيل لتغير اسمه الى نهر "الأحمر" فان فهمي هويدي لايراه لأن دم الأغيار (الغوييم) ماء شفاف يتبخر أو أنه نفط خفيف سريع الاحتراق في الاعلام الخليجي الذي يتأرجح فيه هويدي وينام في سريره قرير العين ..انها نفس طريقة الكتابة الاسطورية للتلمود اليهودي عن الغوييم والشعب المختار ..الثورجيون صاروا الشعب المختار .. وباقي الشعب السوري هو "غوييم" فهمي هويدي ..الذي صرنا نقرأ اسمه فهمي يهودي ...انها الاسطورة الجديدة يكتبها لنا برنار هنري ليفي بأقلامنا العمياء ...والله أكبر ...يا أمة الاسلام.. 
كتّاب التلموديات الهويدية الذين كتبوا لنا عن الربيع العربي والجيش السوري كانوا في رواياتهم كأنما يكتبون عن اليهود عندما دخلوا أرض كنعان ..فمثلا ذكر سفر يوشع "انهم قتلوا بحد السيف جميع من في المدينة من بشر وحيوانات ثم زحفوا الى مدينة «عاي» الكنعانية فقتل يوشع وقومه كل من في المدينة البالغ عددهم حوالي 12 ألف نسمة".... 
لن أتوقع من هويدي أن يعتذر للسيد حسن نصر الله على حملة التزوير والتضليل والافتراء على شخصه والحاق الاهانة به واتهامه بالقتل والاعتداء على انجازات المقاومة .. والعمل المتواصل لقتل اسطورة هذا البطل ..فهمي هويدي الذي بكى بكاء مرا على خذلان الشعب السوري لم يبك على خذلان حلم السيد حسن نصرالله بقهر اسرائيل في عقر دارها..وقد كان قاب قوسين أو أدنى ..فأنقذها ربيع العرب وكتّاب أساطيرهم.. 
يخطئ من يعتقد أننا نريد من السيد هويدي وأمثاله أن يعتذروا منا لكننا نطلب منه أن يعتذر من أستاذ اللغة العربية وأستاذ التاريخ وأستاذ الجغرافيا ومدرسي الأخلاق الذين درسوه ..وأن يعيد امتحانات الثانوية عله يعرف شيئا عن المنطق الذي يبدو ان بهجت الأباصيري ومرسي الزناتي هما من يعلّمان المنطق في مدرسة فهمي هويدي الأخلاقية .. ألا تستحق دمعة واحدة من أم شهيد سوري "غوييم" ذبح بيد المسلحين الأشاوس أن يريق عليها هويدي ومثقفو "شعب الله المختار في بابا عمرو" من كتّاب الأساطير حرفا ؟؟ ألا يستحق جدّ رسول الله هاشم الذي يرى هويدي قبره يغرق في الظلام وتنقطع عنه الكهرباء في غزة ولاتستطيع كل جحافل الاسلاميين العرب المنتصرين في شمال افريقيا وعلى تخوم غزة أن تنير عتمته .. ولم تستطع ايقاد شمعة واحدة في غزة ..فيما الثورجيون يشعلون كل النار في محيط اسرائيل .. ويشعلون الجحيم في المشاعر 
كنت دائما أقول ان النخب هي التي تقود قاطرة الصراعات ..وأن مايحدث من صراع بين الشرق والغرب هو صراعات النخب مع النخب .. فالنخب هي التي تستطيع بناء المجتمع السليم ..وكنت دائما منحازا الى النخب العربية التي أصغيت لها وهي تشتكي وتثرثرعلى مدى عقود عن الديكتاتوريات لأنها حطمت انسانية الفرد في المجتمع المقهور ولأنها تبني عبودية المواطن المريض نفسيا فيما تحاول هذه النخب اعادة بنائه وشفاءه ..وصفقت لها أكثر مما كان يصفق جمهور أم كلثوم لمقاطع أغانيها وكنت أقول: هذه النخب هي من تستحق أن يقال لها "عظمة على عظمة ياست" وهي تنشد نشيدها المزمن بأن "بلدا لاينعم فيه المواطن بالحرية لايستطيع أن يتحرر من احتلال" .... 
لكن ماحدث هو أن هذه النخب كلها كانت نخبا هشة والاستماع لأم كلثوم فيه فائدة أكثر وراحة ضمير .. فقد سقطت هذه النخب في امتحان مواجهة الأمم وتبين أنها نخب لشرب الأنخاب والخطابات وأنها هي السبب في المأساة وأنها مصنع الديكتاتوريات والفشل في الانتقال الديمقراطي وأن شكواها من القمع كانت لأنها تريد هي أن تمارس القمع على طريقتها كما تفعل الآن .. حجم الهزيمة الثقافية المجلجلة هائل واستسلام جنرالات الثقافة العربية بالجملة لهذه الحملة الفكرية الثقافية في الربيع العربي مهين وشائن ومروع ويشبه هؤلاء الجنرالات جنرالات الجيش العراقي الذين كانوا يستسلمون بعد سقوط بغداد دون قتال ... لمجرد رؤية تمثال سقط .. 
هناك حالة من الطفولة والصبيانية وقلة الوعي من النخب في التعامل مع الربيع العربي ومع الحدث السوري تحديدا .. فهناك نوع من المساهمة ببناء الأساطير ونوع من التكرار لمقولات العامة والرعاع بل وخشية من رفع الصوت بكلمة منصفة ...وهناك تحرير لمشاعر الانحطاط ودفع نحو "حيونة الانسان" .. 
نعم هناك عملية مقصودة لاطلاق لمشاعر البهيمية .. أنا لاأصدق مثلا كيف أن كل عتاولة الثقافة العربية ومثقفي المجلس السوري الوطني والمثقفين العرب لم يتنبهوا الى خطورة اطلاق مشاعر العامة بتبني لغة الاسطورة ولغة الصورة .. ولغة اليوتيوب ..وباشاعة الأساطير عن تناطح الهلال الشيعي مع السنّة وتوزيع صور الموت والدم حتى على الأطفال وترويجها في مواقع الثورجيين وموبايلات الشباب والمراهقين بحجة فضح نظام قمعي .. بعض فعاليات الثورة كان يباهي بنشره صورا كثيرة لمشاهد الموت البطيء المعذب وللجثث المعذبة دون دليل أو تحقيق عن صحتها ... نعم انك بالصورة قد تشنّع على نظام وتدينه لكنها ستحول مشاعر الناس لدى جمهورك نفسه الى غرائز وانفعالات غير منضبطة .. وللأسف دفعت بمؤيدي الدولة في سوريا من منطق الرد بالمثل والصورة بالصورة والدفاع عن النفس الى اطلاق ألبوم مخيف عن صور العنف والفظائع التي يمارسها الثورجيون ... 
لو كانت الثورة تعنى بشعبها ولديها عقول تفكر لما سمحت على مواقعها وفضائياتها بنشر ثقافة الصورة المرعبة الدموية في مجتمعاتها ولحاولن جهدها ابعاد العنف وثقافته .. فمثلا هل رأيتم صورة واحدة لجثث أو ضحايا تفحمت في أحداث سبتمبر في أميريكا أو بعد تفجيرات لندن أو مدريد لتحرض الغرائز على العرب؟؟ لم تسمح النخب الثقافية الغربية بنشر صور الرعب والموت في مجتمعاتها رغم انها كانت ستزيد من منسوب الكراهية للعرب والمسلمين واكتفت النخب هناك بالحديث المطوّل عن الدمار والموت وصور الغبار وثقافة حكم الشريعة وقطع الرؤوس .. ومافعله الثوار العرب أنهم جعلوا ثقافة صورة الموت والدم جزءا من النفسية الجديدة للجيل الجديد وتم بناء جيل سيكون غير سوي نفسيا وانحرافا نحو العنف والجريمة السهلة لأن التراشق بالصور العنيفة بين الطرفين كان منصة لانشاء الاعتيادية على مشاهد العنف والقبول بها والاستسلام لها كأمر طبيعي بعد أن كانت محط استهجان واستغراب ولاتصديق ان تحدث في سوريا .. 
فعلى هؤلاء المثقفين أن يتوقعوا نهوض مجتمع عنيف اعتاد لغة العنف .. وبدأ ياكل نفسه وأبطاله ..ولن تضبطه عملية ديمقراطية ولاحريات السوربون ورومانسيات سمر يزبك ورزان زيتونة .. وهذا الأمر بالطبع لن يلقى عناية أعضاء مجلس استانبول لأن أبناءهم لن يعيشوا في سوريا مهما حدث بل سيبقون مثل أبناء المعارضين العراقيين الذين بقوا في الغرب ورفعوا دعاوى ضد ترحيلهم بعد سقوط صدام حسين لأنهم يعرفون أي مجتمع أطلقته الحريات المجنونة والتحرير بتفجير المشاعر الانسانية .. 
صارت الأسطورة الطليقة المجنونة تأكل الاساطير الحقيقية وتأكل كل أعداء اسرائيل واحدا واحدا .. فثورجيو ليبيا هدموا نصب أسطورة عربية جميلة هي تمثال عبد الناصر ..فيما بدأ ثورجيو سوريا تمردهم من أجل قانون الطوارئ والمادة الثامنة في الدستور وانتهوا الى احراق صور أسطورة عربية هي حسن نصر الله وبدؤوا يذبحون من يخالفهم رأيهم حتى لو كان مؤمنا تقيا مثل الشيخ أحمد صادق خطيب جامع أنس بن مالك في دمشق ..لأن من يشرف على الثورة ليس مؤهلا لقيادة جمهور ولامدرسة ابتدائية ..ولأن النخب التي تكتب للثورة من المحيط الى الخليج نخب جوفاء لاتعرف الفرق بين الكتابة والخطابة والعزف على الربابة 
وعمل الحجابة..ولعل الأهم أن كاتب الأسطورة الحقيقي هو مرشح الرئاسة الاسرائيلي ..برنار هنري ليفي 
مافعله كتّاب أساطير الثورة ببعض الناس لايغتفر وستأتي بهم كتب التاريخ للمحاكمة لأنهم حولوا الناس الى وحوش آدمية ..هذه الصور المروعة التي كان الثوار يروجونها والمقالات المنحازة الى دم دون آخر التي كانوا ينشرونها بحجة التشنيع على النظام كثير منها كان مفبركا وكثير منها تم بيد الثورجيين أنفسهم بل ان الانحطاط بلغ حدا أن بعضها كان مسروقا بوقاحة من جرائم صبرا وشاتيلا ودير ياسين الفلسطينية وصارت اسرائيل تلقي بارثها الدامي علينا لتنظفه لها ثوراتنا وتنسب صور جرائمها لنظام الرئيس الأسد حتى تجرأ الثورجيون وقالوا ان الجيش السوري لايساوي رباط حذاء جندي اسرائيلي .. فدارت عنفة العنف ..وكل طرف يلوم الآخر ...ولكن ماحدث أن مايسمى "الثورة" ولغياب القيادة الرشيدة والنخب الواعية ولاختراقها من قبل المخابرات الغربية لم تعر بالا الى هذه العملية في بث الأساطير التي تخلق وحوشا لايمكن ضبطها والسيطرة عليها... 
والغرب نفسه طبعا يشارك في هذه العملية الهوليوودية الضخمة في صناعة الاسطورة الهوجاء العربية .. ومن الأمثلة الصارخة على تغليف الحدث السوري بالأسطورة هو مقالة صحيفة التايم البريطانية عن "زوجة الطاغية" .. فالصحف الغربية تعرف أن قراءها لاتجذبهم أخبار العالم الخارجي الا اذا تمت صياغتها بطريقة تجعل عين القارئ لاتترك المقال قبل أن تتركه ..ولايوجد مقال عن سوريا لايطعّم بنكهة الأسطورة والعجائبية .. فمن يقرأ مقالة "زوجة الطاغية" يحس أن الصحيفة تعرف أن الحكايات والميثولوجيا هي التي تجذب الناس أكثر من لغة التقارير الرسمية .. ومن يقرأ تلك المقالة يحس أنه يقرأ حكاية "الحسناء والوحش" الشهيرة انما تتلاعب بالقصة وتنزع صفات النبل عن وحش سوريا وتجعله طاغية يكرهه القارئ .. فزوجة الطاغية وهي السيدة أسماء الاسد تقدمها الصحيفة على أنها وديعة رقيقة كالحرير نشأت في بيئة وديعة وتنسمت هواء الحرية والديمقراطية وسط ملائكة المجتمع البريطاني الى أن تزوجت طاغية قاسي القلب ومصاص دماء قلب حياتها وهي الآن تعاني وتكتم في نفسها وتبكي في سرها على حمص ولاتجرؤ على البوح .. ومن يقرأ المقال لايجد الا عبارات غامضة ورواة مجهولين لنقل التفاصيل من مثل "ويقول مقربون منها" ويقول بعض الجيران ..ويقول صديق لايمكن التصريح باسمه الحقيقي .. رواية عاطفية سخيفة ستقرؤها كل ربات البيوت الانكليزية لانها مسلية ..لكننا نعرف ان الوحش الاسطوري الذي تتحدث عنه التايم هو انسان راق ..وشفاف ..ومتنور ..ويحمل قلبا نقيا ...ومع هذا فهو يقاتل بشراسة هكطور الطروادي ..عندما يواجه عدوه أغاممنون المتكبر المغرور... 
وأما من يقرأ تقرير صحيفة الايكونوميست البريطانية عن سورية فيعتقد أنه يقرأ من مذكرات جبهات القتال في الحرب العالمية الأولى والثانية حيث فرق الجيوش تسحق المدنيين المسلحين تسليحا خفيفا وتهرسهم الدبابات..أساطير في أساطير في أساطير .... 
ولمن يعشق قراءة الأساطير سنحكي له قصصا بابلية عظيمة وكنعانية مليئة بالخير ....سيكتب كتاب الأساطير الحقيقية يوما عن صراع دار بين شعب هدد (أو حدد) .. وهو اله العواصف والأمطار عند السوريين القدماء الذي كان يتجول على عربات السماء ويجلد الغيوم لتمطر ويزمجر فيقصف صوت الرعد ..(وكان معبده القديم في دمشق في مكان الجامع الأموي بالضبط .. وأما معبده الكبير في حلب فكان على أعلى مكان فيها وهو النجد الذي نهضت عليه قلعة حلب الحالية) ...هذا الشعب هاجمه هبل (اله الزيت والنفط ) .. وتداعى الى المعركة لنصرة هبل آلهات كثيرات مثل آلهة الخيانة والغدر "غطر" وآلهة الحقد "بندر" وآلهة الكذب وآلهة الدم .. وآلهة الغاز وآلهة المال وآلهة الفضائيات ..وكان يقودهم يهوه وآلهة الغرب وآلهة الشرق وآلهة بان كيمون ... 
لكن الاله "أنو" اله السماء السومري والاله آشور والاله انليل (اله الربيع والهواء) ..وعشتار آلهة الحب والجمال ..وآلهة الكوثر ..واله الثلج والبرد القارس السيبيري .. واله اللون الأصفر وأسوار الهيمالايا .. كلهم أطفؤوا الحرائق التي نفخها من فمه اله الزيت والنفط والغاز والدولار ...وقامت عشتار بنشر الحب حيثما وقع لهيب النفط والزيت والدم ...وكان "انليل" ينظف الربيع الأخضر من الربيع الأسود المتسخ برائحة الدم يساعده اله الثلج والبرد القارس ...وكان انليل ينفخ على الغبار والهباب والدخان ويعيد الربيع الأخضر ...ظل ينفخ حتى جاء آذار ...نعم في آذار..ستتزوج عشتار .. من اله الرعد والأمطار .