29 نوفمبر 2014

تليجراف : حكام مصر الجدد يتجاوزون كثيرا وحشية ودموية مبارك

براءة حسني مبارك يعيد العجلة دائرة كاملة للوراء..ومهما كانت حيثيات الحكم، فإن كلا جانبي السياسة الممزقة في مصر سينظرون إلىه بأنه يمثل ختما قضائيا على "تغيير اتجاه"ثورة ميدان التحرير.
لقد كانت "جمعة الغضب"، يوم 28 يناير 2011، إحدى أكثر اللحظات الدرامية في التاريخ المعاصر، ودُفعت شرطة مبارك، التي طالما عذبت أفراد الشعب المصري، إلى الانسحاب من شوارع وسط القاهرة والكباري، بفعل الحشود الهائلة التي وقفت جنبا إلى جنب متحدين قنابل الغاز ومدافع الماء.
معركة ميدان التحرير التقطتها الكاميرات التي صورت المشهد من شرفات فنادق وسط القاهرة المطلة على وسط القاهرة، وبدت آنذاك وكأنها بداية النهاية للطغاة العرب.
ولكن بعيدا عن الكاميرات، كانت تحدث قصة أخرى في شوارع القاهرة والإسكندرية، ، حيث أشعلت حشود النيران في أقسام الشرطة التي استعمل أفرادها الأسلوب الوحيد الذي يعرفونه وهو استخدام الذخيرة الحية مباشرة ضد المحتجين.
واستمرت الشرطة في إطلاق النار بشكل موسع في التجمعات الأخرى، طالت المحتجين بالقرب من ميدان التحرير بنفسه.
وبشكل إجمالي قتل 846 شخصا، ولكن بسبب الاحتفالات السعيدة في ميدان التحرير المحرر، مرت حالات القتل على نحو غير ملحوظ باستثناء المشارح التي اكتظت بالجثث.
هل كان إطلاق النار جراء أوامر مباشرة بأوامر من القيادات العليا؟ في القاعدة الهرمية للشرطة المصرية، يبدو مستحيلا التفكير في أي احتمال آخر، ومع ذلك، فإن حكم السبت يخبرنا أنه لم يكن أمرا مباشرا.
"لقد كان مستحيلا سياسيا، بالتأكيد، أن يدفع مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي أي ثمن حقيقي قضائي جراء ما حدث في تلك الأيام،. فالفظائع التي حدثت ظهيرة ومساء 28 يناير 2011، تمت مضاهاتها ومجاوزتها، عبر أحداث لاحقة..الأكثر أهمية، فإن مستبد مصر الجديد، الرئيس عبد الفتاح السيسي، يدين بمنصبه الحالي إلى الخط المتشدد الذي انتهجه ضد المتظاهرين في وقت لاحق للانقلاب العسكري الذي جلبه إلى السلطة، وقتل أكثر من ألف متظاهر في أغسطس العام الماضي، بأوامر قيادية مسجلة".
لقد تلقت حكومة السيسي تحذيرات مفادها أن تطهير الشوارع من المتظاهرين سيتسبب ربما في إزهاق عدد أكبر من المتظاهرين، ربما ألفين أو ثلاثة آلاف، وكان الخوف من ملاحقة قضائية محتملة من بين القضايا التي خضعت للمناقشة.
المدافعون عن الجيش سيقولون إن قوى غير منظورة أخرى كانت تعمل في 28 يناير، اليوم الذي ما زال يلعب على عواقبه حتى اليوم، ويشيرون إلى قرار الإخوان المسلمين بالانضمام إلى المظاهرات، التي نظمها في الأصل نقابات عمالية وجماعات علمانية أخرى.
لقد اتضح أنه على الرغم من أن أغلبية المصريين، بينهم العديد داخل مؤسسة الجيش والشرطة، كانوا سعداء برؤية نهاية حكم مبارك المتهاوي، فإن العداء المتأصل للإسلاميين، لا سيما داخل الشرطة ، كان أشد وطأة.
ومن الصحيح القول إن السياسيين الليبراليين والعلمانيين وأتباعهم أثبتوا وهنا وافتقادا كبيرا للتنظيم كان من السهل معه بيع فكرة مواجهة مصر لاختيارين بين الحكم العسكري وخط الإسلاميين المتشدد.
البعض من هؤلاء الليبراليين يؤيدون السيسي ونظامه المستبد، رغم أن حكام مصر الجدد يتجاوزون كثيرا وحشية ونزوية نظام مبارك.
وقال هؤلاء إن وجود "حكومة مستقرة" يسمح لهم بزرع بذور ديمقراطية.
ثمة سوابق لذلك، مثل تشيلي في عهد بيونشيه، والديكتاتوريات السابقة في كوريا الجنوبية وتايوان.
النظام المصري ما زال يدعي أنه "ثوري"، مثلما ادعى أسلاف مبارك العسكريون منذ قبل ستة عقود.
الديمقراطية الحقيقة قد يستغرق تحقيقها عقودا أطول، وفي نفس الوقت، سيظل هؤلاء الذين يقتلون من أجل الدولة بمنأى عن العقاب."لقد كان مستحيلا سياسيا، بالتأكيد، أن يدفع مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي أي ثمن حقيقي قضائي جراء ما حدث في تلك الأيام،. فالفظائع التي حدثت ظهيرة ومساء

شريف عبد الحميد يكتب | وَيحَكُم كلكم براءة.. فمن قتل الثوار وسرق الثورة؟!

نزل النطق بالحكم ببراءة المخلوع حسني مبارك وولديه وشريكه حسين سالم وأركان داخليته حبيب العادلي ومعاونوه نزول الصاعقة على أسر الشهداء والجرحى وعلى كل من له قلب وعقل من ثوار 25 يناير التي قتلوها نهاراً جهاراً بفعل الثورة المضادة والانقلاب العسكري.
ومثّل الحكم نزول الغيث على أركان نظام المخلوع الذي قاد الثورة المضادة والانقلاب وتولى الأمور في البلاد بعد انقلاب 3 يوليو.
لقد خطط رجال المخلوع "اللهو الخفي" منذ ثورة 25 يناير كيف يقضون على هذه الثورة فكانت الأحكام الصورية للمد في استهلاك وقت الثوار قبل قتل ثورتهم.
من الذي كان يمثل السواد الأعظم في هذه الثورة؟
الإسلاميون هم السواد الأعظم، فكان يجب الانقضاض عليهم بطريقة "خطوة خطوة" حتى تنتهي ثورة 25 يناير ولا يعودوا إلى المشهد مرة أخرى.
ترك المجلس العسكري الحبل على الغارب وفتح ذراعيه للإسلاميين بعدما تخلص من الشباب الثوريين في محمد محمود. فكانت انتخابات البرلمان بغرفتيه "الشعب" و "الشورى" والتي سيطر عليهما بنسبة شبه كاملة الإسلاميون، وجاءت انتخابات الرئاسة وفاز الرئيس محمد مرسي كمرشح إسلامي ممثلا لجماعة الإخوان، وشكل الوزارة وعين النواب والمساعدين، وظننا وظن معنا الناس أن الدنيا قد سادت، وأنها دانت وأن الملك قد عظم!!
ولكنها المؤامرة..
كانت المؤامرة تحاك بليلٍ، وامتنعت كافة الأجهزة السيادية وغير السيادية عن التعاون، بل وتشكلت جبهة "الإنقاذ" و"تمرد"، ليبدأ تسخين الشارع، والإسلاميون لا يبالون ولا يقدرون حجم المؤامرة .. "تمرد" يشكلها جهاز سيادي، ويمولها رجل أعمال "نصراني"، والرئاسة ترفض كل التقارير التي تقول أن هناك حشدا يوم 30 يونيه – الحشد تمثل في: غضب شعبي استغلته الثورة المضادة – فوقع المحظور والمخطط له، فكان انقلاب 3 يوليو.
وبدأت المواجهة..
عمت المظاهرات أنحاء البلاد، وكان اعتصامي "رابعة" و "النهضة"، والانقلاب يرتب أوراقه للأسوأ.
وكانت المجازر..
الحرس الجمهوري، وما تلاها حتى وصل الانقلاب إلى المجزرة الأكبر في "رابعة" و"النهضة" وبحور دماء لن تغفر لمرتكبيها أو مؤيديها أبدا أمام ربها يوم الموقف العظيم.. ومن يومها والثوار في الشوارع والميادين والأزقة والقرى رغم الإرهاب الأمني والقتل والاعتقال والتعذيب.
مرت سنوات منذ 25 يناير والقتلة و"الفلول" في الجحور، وغاب عن المشهد كل من لطخت يداه بأوساخ الاستبداد، وكانت راية الثورة خفاقة، وبدأنا نشعر أن منظومة الاستبداد والفساد قد سقط رأسها، ولكن القراءة الثورية كانت ضعيفة، واجتهادات الحكم المنتخب شابها الضعف وتآمرت عليه كل قوى الثورة المضادة.
جماهير الشعب جعلت آمالها في "الثُّريّا" فوجدت نفسها مغروسة في "الثَّرى".
هل تستغربون أن يحصل المخلوع على البراءة، وأن يحل موكبه على أرض خضبت بدماء الثوار؟
ماذا بقي من الحياء لم يدنس؟
ألا أيها الخجل أين حمرتك؟
لن يفيدنا شئ إلا باسترجاع المسار الثوري بكل جدية وإخلاص وتجرد، بعيدا عن تلهفات الحكم وشهوته وحساباته المقيتة.وإن لم نفعل فلنحثوا التراب على الرؤوس ولنؤذن في مالطا كما يقولون، ولن نجد إلا الصدى ليجيبنا.
يحكى أن الإمام مالك بن دينار وعظ الناس في خطبة له فأبلغ في وعظه حتى بكى الناس من الخشوع والتأثر، ولما فرغ من صلاته بحث عن مصحفه فلم يجده فقال: ويحكم.. كلكم يبكي فمن سرق المصحف؟
ترى من منا سرق مصحف مالك بن دينار؟
ألسنا نحن البكائين على ثورتنا؟
فمن سرق الثورة؟
ومن قتل الثوار؟
أرجو أن تبلغوني من سرق المصحف، ومن سرق ثورة 25 يناير وقتل ثوارها ؟

حسني مبارك يكتب خطاب العودة عن خطاب التنحي


بقلم محمد سعيد الحايك
بعد المشهد السوريالي الذي أتحفنا به القضاء المصري (الشامخ) في جلسة محاكمة الرئيس المخلوع، حسني مبارك، يمكن تخيل الرجل الذي يقف على بعد أيام من حكم "البراءة" يكتب، الآن، ما يشبه خطاب العودة عن التنحّي. 
ولِمَ لا يفعل؟ 
ولِمَ لا يكمل ولايته الرئاسية التي قطعها مجبراً لظروف طارئة، وصفت تارة بـ "الثورية"، وطوراً "بلعب عيال فيسبوك"؟
تُرى ماذا يكتب مبارك المُحاط في محبسه الفاره بحاشية عسكرية، وأخرى حقوقية ومدنية مؤلفة من خبراء دستوريين وفقهاء قانونيين وقضاة ومدعين العامين، فضلاً عن إعلاميين وأدباء وشعراء و"قادة رأي"، تراه ماذا يكتب، وعن ماذا سيتحدث، وماذا سيقول، وكيف سيبدأ خطاب العودة "الميمونة"؟
قد يصعب، أو يستحيل، التكهن بمضمون هذا الخطاب، إلا أنه يمكن رسم صورة افتراضية له، وكتابته على النحو التالي:
بسم الله
أبناء شعبي الطيب، بداية، أؤكد أنني لم أكن "أنتوي" العودة إلى هذا الكرسي تحت أي ظرف، ولكنني لم أستطع أن أدير ظهري لبلدي الذي يحتاج مني في هذه المرحلة الصعبة التعالي على الجراح، والترفع عن الإهانات الشخصية. والعفو والصفح، وكما تعلمون، من شيم الكرام، وعليه، أغفر لكم، وأقبل توبتكم على معصية الخروج على الحاكم، وأسامحكم أمام الله على الشتائم والإساءات التي وجُهت لي في أثناء "إجازتي" القسرية، على ألا تعودوا إلى مثل هذه الأفعال والتصرفات الصبيانية.
طالتني سهام تشكيك وإشاعات كثيرة بخصوص ملفات وقضايا عديدة، قال بعضهم إنني سمحت ببيع الغاز المصري إلى إسرائيل بتراب الفلوس. لعمري، إن هذا محض كذب وافتراء، وآخرون اتهموني بإطلاق يد رجال الأمن وضباط الداخلية، حتى بات الواحد منهم يتصرف، وكأنه في عزبته الخاصة، وهذا عار من الصحة.
أيها المواطنون
فريق ثالث اتهمني وأسرتي ونجليّ، جمال وعلاء، وأعضاء الحزب الوطني بالتربح والكسب غير المشروع، وسحق الطبقة الفقيرة الكادحة، وهذه اتهامات باطلة لا حاجة لتفنيدها أو الالتفات إليها من الأساس.
وثمّة من حاول فبركة أرقام، أو إحصاءات غير صحيحة، عن عهدي المتخم بالإنجازات، فذهب إلى حد التهويل بأن أعداد الأميين تخطت عتبة الـ 17 مليوناً، وهم بمنتهى الصدق والأمانة لم يتجاوزوا 170 ألفاً فقط، أما العاطلون من العمل فلم يبلغوا أيها الإخوة المواطنون ستة ملايين شخص، كما روّج حاقدون ومضللون، وإنما اقتصر عددهم على 60 ألفاً أو يزيد قليلاً.
دعوني أحدثكم، لا بل أذكّركم، بأن الدخل الفردي للمواطن المصري بلغ قبل قيام "ثورتكم" اللعينة والمشؤومة 15 ألف دولار، في حين لم يناهز في غالبية الدول العربية، وحتى النفطية منها، 2700 دولار فقط.
وبالنسبة لدور مصر المشهود على الساحتين الدولية والإقليمية، فهو، ولله الحمد، كان آخذاً بالتوسع شيئاً فشيئاً، حتى بتنا قاب قوسين أو أدنى من أن نصبح عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي.
وشهدت مجالات التعليم والطبابة والاستشفاء وضمان الشيخوخة من التطور والتقدم ما لا يتسع المجال لذكره في هذه العُجالة.
التحية كل التحية لجيشنا الباسل المرابط على الحدود، والذي لم يتدخل البتة في الشؤون السياسية الداخلية، على الرغم من محاولات دول أجنبية خبيثة لدق الأسافين بين القيادتين السياسية والعسكرية، إلا أنها باءت بالفشل.
يا أبناء شعبي الطيب
دعوني أفتح قلبي بعد طول غيابي، وأصارحكم بحقيقة ما جرى:
خُيّل لكم، في غفلة من الزمن، أنكم أحرار وأنا سجين خلف القضبان، لكن الحقيقة أنكم كنتم وما زلتم وستبقون سجناء في فضاء دولتي البوليسية والقمعية والمخابراتية. ولطالما كنت في "محبسي" أضحك وأضحك على مسرحياتكم الانتخابية وتعديلاتكم الدستورية والقضائية، لأنني كنت واثقاً، تمام الثقة، بأن زبانيتي من قادة المجلس العسكري ورجال الدين والأعمال والإعلام لن يسمحوا لكم بتدمير مصر، والنيل من مكانتها وسمعتها، "كنت واثقاً أنهم لن يسمحوا لكم أن تضلوا بعدي أبداً".
لا أخفيكم سراً إن قلت إنني تخليت عن "عرشي" طوعاً، وذهبت إلى "سجني" الفاره طوعاً، وتركتم تلعبون وتلهون بهتافاتٍ وتظاهرات واعتصامات بعض الوقت. وكنت واثقاً، مرة جديدة، أنكم ستعودون إلى رشدكم، ولو بعد حين.
كنت واثقاً أنكم ستنسون الشهداء والجرحى، وستنسون موقعة الجمل وأخواتها، وستضعون مطالبكم البالية بإسقاط النظام وتطهير البلاد من الفلول والفساد وراء ظهوركم.
وفي الختام، وبعيداً عن انزعاجي من تصرفات همجية وخرقاء، أقدر تماماً أن كل ما حدث في الأعوام الأربعة الماضية لم يكن سوى لحظة تخلٍ اعتيادية، يمر بها أي شعب مراهق. ولكن، للتاريخ أقول إن ثقتي في "فلولي" كانت أكبر من ثورتكم، كانت أكبر من هتافاتكم، كانت أكبر من أحلامكم ومستقبل أطفالكم.
عشتم وعاشت مصر حرة إلى الأبد.

سليم عزوز يكتب : الهروب الكبير لـ «فرانس 24» بعيداً عن ثورة «الشباب المسلم»

«إبعد عن الشر وغني له».. كان هذا هو شعار فضائية «فرانس 24» في ليلة الدعوة إلى مظاهرات «الشباب المسلم»، التي دعت إليها «الجبهة السلفية»، واستدعت الدعوة النفير العام لسلطة الانقلاب، وجاءت صور الجنود ومركبات الجيش وهي في حالة استعداد، توحي بأن مصرعلى أعتاب معركة حربية فاصلة في تاريخ المنطقة!
الإنقلابيون بدوا في حالة فزع، فقد خبروا الإخوان، أصحاب شعار: «سلميتنا أقوى من الرصاص» وسبروا أغوارهم، لكن بدت الدعوة لمظاهرات 28 نوفمبر/تشرين الثاني، من فصيل آخر، وإن تمسك بالسلمية، إلا أنه ليس له حق السمع والطاعة على كل من يخرجون تلبية لندائه، والذين لن يشغلهم كثيراً ما يشغل الإخوان، من صورة يريدون لها أن تظل ماثلة في وجدان الفرنجة وهي صورة المسلم المسالم والمعتدل، ومع ذلك فقد دفعوا فاتورة العنف دون أن يمارسوه وتقرير لجنة «تحري الأكاذيب»، التي شكلتها سلطة الانقلاب، وتلته قبل ثلاثة أيام أكد أن مظاهرات «رابعة» كانت مسلحة، وأن الشرطة الوديعة لم تستخدم العنف إلا كرد فعل، بعد أن وقع أول قتيل في صفوفها. ولا نعرف كيف استطاعت اللجنة الموقرة أن تحدد أن أول قتيل كان في صفوف الشرطة؟!
«فرانس 24» تقدم برنامجاً من استوديوهاتها في القاهرةاسمه «هوا مصر»، ولا نعرف ما إذا كان «هوا مصر» من «هواء» نسبة للمناخ، أم من «الهوى هاويا» للعندليب عبد الحليم حافظ؟!
لكن بينما نشرات الأخبار تشير إلى حالة التأهب لقوات الانقلاب لملاقاة العدو المتظاهر، كان «هوا مصر» يناقش موضوعاً أخراً، على نحو ذكرني بحالة الكاتب (الراحل) أحمد بهاء الدين، الذي كان رغم قيمته ليس من طباعه الصدام مع السلطة، وعندما تتخذ قراراً يؤلب عليها المعارضة كان العمود اليومي لبهاء الدين في «الأهرام» عن قضايا هامشية، مثل النظافة في شوارع القاهرة!
أما أنيس منصور، فقد كان عموده في «الأهرام» محلقاً فوق السحاب، فلم ينزل للأرض لينشغل بما يشغل سكان الكرة الأرضية، مما يشير إلى تعاليه باعتباره فيلسوف عصره وزمانه، عما يحدث على الكوكب الذي يعيش عليه البشر!
نقل لي الكاتب الراحل «محمد إسماعيل علي» أنه سأل مدير مكتب أنيس منصور عن السر وراء ذلك؟ فقال له لأن «الأستاذ» يكتب زاويته لشهر كامل في يوم واحد ويسلمها للمسؤول عن النشر، وعندما يأتي للكتابة عن الأحداث، تكون قد صارت «خبراً بايتاً».
هذا يوم الموتى؛ (الراحل) أحمد بهاء الدين، و(الراحل) محمد إسماعيل علي، و(الراحل) أنيس منصور، و(الراحل) عبد الفتاح السيسي، و(الراحلة) «فرانس 24».
بلد الجن والملائكة
■ لقد كان برنامج «هوا مصر» في ليلة احتشد فيه الانقلاب وإعلامه ودعا للنفير العام؛ فهي الحرب إذن، يناقش مشروع قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين. ومصر ليست خبراً مهماً على الفضائية المذكورة، التي يبدو أنها خرجت بالعربية، لهتم بالمستعمرات القديمة لبلد الجن والملائكة، في المغرب العربي.
هذا الوصف لباريس «بلد الجن والملائكة»، أطلقه عميد الأدب العربي (الراحل أيضاً) طه حسين، والذي جاء في سياق مصر المتصالحة مع المحتل القديم، وباعتبار أنه لن يعرف قيمة فرنسا إلا من وقع في قبضة المحتل الانكليزي.
وهناك عبارة تطلق في هذا السياق لا أعرف من أنتجها، نصها أن نابليون جاء بالمدفع والمطبعة، فخرج المدفع وبقيت المطبعة. وهي مثلها مثل العبارة التي اشتهر بها (الراحل) البابا شنودة «إن مصر ليست وطناً نعيش فيه، ولكنها وطناً يعيش فينا»، ومؤخراً أضحكنا (الراحل) إبراهيم محلب رئيس حكومة الانقلاب الذي يعطيني أحساسا أن علاقته بالقراءة والكتابة انقطعت منذ قراءته لقصة «عقلة الإصبع» في المرحلة الابتدائية. (الراحل) محلب أرجع العبارة للبابا شنودة في معرض تقربه لأتباعه وتلاها بشكل خاطئ بالقول: «وكما قال البابا شنودة إن مصر ليست وطناً نعيش فيه.. ولكنها وطناً نعيش فيه».. مع أن صاحب العبارة هو الزعيم القبطي (الراحل) مكرم عبيد، والذي اشتهر بخطابه البليغ والرنان، وكان وهو المسيحي يحفظ القرآن الكريم. ولو عاش عبيد حتى يستمع لركاكة خطاب السيسي، لانتحر، وصار في عداد الراحلين أيضاً. الوجدان الشعبي في مصر، لا يحفظ للاحتلال الفرنسي سوى أنه دخل بخيله الجامع الأزهر، وباعتبار أن هذا يمثل كبيرة لا تغتفر، ولم نكن نظن أنه ستتم استباحة المساجد في عهدي مبارك والسيسي، على النحو الذي تفوقا فيه على قوات (الراحل) نابليون بونابرت!
قبل أيام وفي ظل الاحتشاد الإعلامي ضد دعوة «الشباب المسلم» للتظاهر، ظهر إمام مسجد وقد حولته الثورة، إلى مذيع، وهو يطلب من الأزهر، في برنامجه التلفزيوني، فتوى بإباحة دهس قوات الجيش والشرطة للمصحف الشريف، بعد أن أعلن أصحاب الدعوة أنهم يحملون المصاحف تعبيرا عن هوية مصر في هذه المظاهرات!
على «الجزيرة» استمعت لأحد الأشخاص ممن ينتمون للجهة الداعية لهذه المظاهرات، وهو يبرر لرفع المصاحف، بأنه «جاء رداً على من يقولون عنا أننا سنحمل السلاح»!. لكن إعلام الثورة المضادة استغل الأمر في وصف من دعوا لرفع المصاحف بأنهم الخوارج، كما لو كان السيسي والذين معه هم «علي وصحبه»!.
خطيب الثورة
■ منهم لله الإخوان، ومنه لله الشيخ صفوت حجازي، فهم وهو من دفعوا هذا الإمام لأن يتخطى رقاب الثوار في «ثورة يناير»، وقد قدموه لمن لا يعرفونه بأنه خطيب الثورة، والفتى لا ينفي علاقاته الأمنية، ومن المعروف أن جهاز أمن الدولة هو من كان صاحب الأمر والنهي في وزارة الأوقاف في عهد مبارك. والمسجد الذي عين عليه صاحبنا وهو «عمر مكرم» هو المسجد الرسمي للسلطة!
أخطاء الإخوان في هذه الجانب كثيرة، فقد تعاملوا مع جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة حالياً على أنه أحد الثوار، وهو من كان عضواً في لجنة السياسات لصاحبها جمال مبارك، وتم اختياره عضواً في الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور في عهد الحكم الإخواني، وحرم من عضويتها الفقيه الدستوري إبراهيم درويش وهو من جهر بمعارضته لنظام مبارك في عهده، ولأن الرجل يحب الفخر فقد كان إبعاده سبباً في أن ينتقد الدستور، بالحق وبالباطل، انتقاماً لنفسه، وقد استغله إعلام الثورة المضادة في القدح في الدستور وفي الحكم المنتخب والتحريض عليه!
بعد أن كان اختيار جابر نصار بمثابة غسيل لسمعته السياسية، استقال من الجمعية التأسيسية والتحق بجبهة الإنقاذ، ليعلن الحرب على الحكم المنتخب!
وفي واقعة لا أتذكر تفاصيلها وصف الرئيس محمد مرسي من يناصب حكمه العداء بأنهم من الفلول، فكتبت مقالاً حمل عنوان: «الفلول في بيتك يا سيادة الرئيس»، وكان قد جامل الكنيسة بتعيين مني مكرم عبيد في مجلس الشورى، حتى تصل رسالة للبابا أنه لا شيء تغير، لا سيما وأنه وكنيسته كانوا جزءاً من حسابات الثورة المضادة في أيام «ثورة يناير». فات مرسي أن المخلوع كان يجامل البطريرك بمقابل، في حين أن مرسي جامله مجاناً، بل و»حاسب على المشاريب» من خلال نقد معارض له مثلي لهذه الاختيارات!
الأحوال الشخصية الموحد
■ بمناسبة هذه الاختيارات، فقد كان اثنان من اختيار الدكتور محمد مرسي في برنامج «هوا مصر»، في ليلة الهروب الكبير لـ «فرانس 24»، وهما ممدوح رمزي، المحامي، والذي تم تعيينه في مجلس الشورى، وزميلنا الصحافي سامح محروس، وهو ثاني اثنين من المسيحيين تم تعيينهما في المجلس الأعلى للصحافة!
كانت هذه المرة الأولى التي أشاهد فيها الزميل «محروس»، وأذكر أن اختياره وزميله في الأعلى للصحافة أثار في حينه دهشة زملاء، لا سيما وأن هناك صحافيين من المسيحيين لهم حضور في المشهد النقابي والعام وفي الثورة، وكانوا الأولى بالتعيين والمجاملة ما دام الحكم الجديد يعتمد نظام المحاصصة الطائفية. فقيل حسماً للجدل أن الكنيسة هي صاحبة قرار الاختيار. بعد ذلك احتشدت الكنيسة ضد حكم محمد مرسي، ودفعت رجالها للاحتشاد في حصار الاتحادية الأول وحرضت أتباعها على النزول ضده في 30 يونيو/حزيران.. «أحسن»!.
«فرانس 24» في ليلة هروبها، وهي تناقش مشروع قانون الأحوال الشخصية الموحد للمسيحيين، كان ضيفها الثالث هو الكاتب كمال زاخر، الذي قدمته بممثل التيار العلماني القبطي. والثلاثة ينتمون لكنيسة واحدة، وخلاف الكنائس الثلاث على موجبات الطلاق، هو السبب في عدم صدور القانون إلى الآن، وحضور الكنيستين الكاثوليكية والإنجيلية، بالتالي واجب عند المناقشة.
المشاركون في برنامج «فرانس 24» أكدوا بأن السياسة كانت وراء تأجيل صدور القانون منذ عهد السادات، في إشارة إلى الانفراجة السياسية الآن، وهذا غير صحيح. وقد لخص لي البابا شنودة وأنا أحاوره الأزمة في أن الكنيسة الإنجيلية ترى أن هناك ست أو ثمانية أسباب موجبات للطلاق، في حين أن الأرثوذكسية ترى أن الطلاق لعلة واحدة وهي الزنا، في حين أن الكنيسة الكاثوليكية لا ترى الطلاق ولا لعلة الزنا!
لا اقلل من قيمة هذه القضية، التي تشغل بال الآلاف ممن طلقوا بأحكام قضائية ورفضت الكنيسة السماح لهم بالزواج، لكن هذه ليلة الحشود. 
من قبل سألت زائراً لباريس عن الجن والملائكة فقال غادرت الملائكة وبقي الجن. والآن بدا لي أن الجن والملائكة غادرا بعد أن حلت محلهما «فرانس 24»، التي تمارس الحياد السلبي في الشأن المصري!
صحافي من مصر

28 نوفمبر 2014

الحال من بعضه .. شاهد التعذيب الوحشي ضد الاسلاميين في بنغلاديش !



قيادى بجبهة الانقاذ المنحلة : لا حدود للطبل والزمر فى الإعلام الحكومى


حسين عبد الغنى :" لا حدود للطبل والزمر فى الإعلام الحكومي"

عكاشة على الهواء " الإسلام هو أسوأ ديانة على الأرض " ومن يعتنقه يصاب بأمراض نفسية


مذيعة بالتلفزيون المصري : مصر دولة علمانية بالفطرة والشعب يطالب الرئيس ان يعلنها علمانية ويتوكل


فيديو .. فلكي علي شاشة المحور: قابلت كائنات فضائية في «سيوة»..جاءوا لمحاربة «الإخوان"!!!

فلكي علي شاشة المحور: قابلت كائنات فضائية في «سيوة».. أخبروني أنهم جاءوا لمحاربة «الإخوان»

شاهد .. موقف محرج للسيسي في فرنسا وتعليق ساخر من اعلامى فرنسي

تداول ناشطون مقطع فيديو، اعتبروه فضيحة مدوية للرئيس عبد الفتاح السيسي، تسبب فيها الملحق العسكري حيث وضعه في موقف محرج امام الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند، وذلك بعد أن تجاوز الملحق العسكري البروتوكول الفرنسي بالسير خلف السيسي وهو في اتجاهه لتقديم التحية للرئيس الفرنسي، وذلك عقب سخرية اعلامي فرنسي على طريقة باسم يوسف من اداء السيسي والملحق العسكري.
 وكتبت الناشطة السياسية آيات عرابي: "السيسي مادة للسخرية علي التليفزيون الفرنسي، المذيع طبعا شرح للناس الاول ان دخول قصر الاليزيه له بروتوكول و ان كل الرؤساء اللي دخلوا القصر التزموا بالبروتوكول إلا السيسى". وأضافت: "المفروض البروتوكول الباب اليمين يتفتح الرئيس ينزل و يتجه الي هولاند لوحده اللي حصل ان العسكري اللي مع السيسي عايز يمشي و تم إيقافه من الحرس الفرنسي مرة اتتبن وبرضو كمل وتم إيقافه مرة اخري وكمل وبعدين".
وفي اتجاه اخر علق ناشط يدعى هاني مهنى على مقطع الفيديو قائلا: "ده كبير الياوران، ووفقا للتقاليد المصرية لازم يمشى ورا الرئيس.الغلط على الجانب الفرنسي كان لازم يشرح البروتوكول بتاعهم".

الفنان عمرو واكد: من حق الاسلاميين التظاهر ورفع المصاحف ويجب السماع لصوتهم

العمدة عثمان في "الزوجة الثانية"، وعشري في "إبراهيم الأبيض"، هو نفسه الفنان الشاب الذي شارك في بطولة أفلام أميركية وفرنسية مثل فيلم Salmon Fishing in the Yemen مع إيوان ماكجريجور وإيميلى بلانت، وsyriana مع جورج كلوني.
هو الفنان المصري عمرو واكد، الذي أشعل الساحة الفنية ومواقع التواصل الاجتماعي أخيرا بمشاركته للنجوم "سكارليت جوهانسون، ومورجان فريمان" في فيلم "لوسي". وهو واحد من شباب ثورة مصر، وأحد فرسان ثورة 25 يناير المجيدة، وفنان متميز منذ بدايته في "ديل السمكة"، عندما قدمه السيناريست، وحيد حامد، مراهنا على موهبته الاستثنائية وطريقة أدائه المختلفة.
عمرو واكد دائما جريء مختلف في رأيه، لذلك جاءت رؤيته لدعوة التظاهر في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري "حرية التعبير منصوص عليها في الدستور، وليست شيئا اخترعناه من عندنا، ولا هي من تأليفي. والتظاهر حق لكل الناس". وعن حمل المتظاهرين للمصاحف خلال التظاهرات فهم "أحرار في كل شيء. هذا رأيهم الذي يعبرون عنه".
وقد وقعت العديد من الاتهامات بحق المعبّرين عن رأيهم، منها الخيانة، مثل واكد وخالد أبو النجا، ومحمد عطية، وحمزة نمرة، ووحيد حامد "لا أحد محترم يقول عن حرية الرأي خيانة عظمى، فأغلب من يقولون هذا الكلام هم سفهاء سواء كانوا ضد الثورة أو من الباحثين عن الظهور، واكتساب الشهرة والنجومية على حساب الآخرين. هذا ليس أسلوبا محترما، لذلك لا يهمني إلا رأي الناس المحترمين، ومن المتعارف عليه أن اختلاف الآراء لا يفسد للود قضية".
وعن نيته في المشاركة في التظاهرات المرتقبة، صرح الفنان عمرو واكد لـ (جيل العربي الجديد)، أنه "للأسف لست موجودا في مصر حالياً، فأنا أقوم بتصوير بعض الأعمال خارج البلاد، وسوف أعود نهاية شهر يناير/كانون الثاني المقبل، وفي ذلك الوقت، إذا كانت هنالك أية تظاهرات أرى أن المشاركة فيها تهمني، فأنا بالتأكيد لن أتردد، وسوف اشارك فيها من دون أي خوف".
أما عن المشهد المصري هذه الأيام، فيرى واكد أن "مصر تمر في وقت صعب جداً جداً، وفيها أزمات كثيرة جداً، وأهم أزمة فيها عدم توفر الرعاية لسبل الحرية والمساواة، وأي أحد يريد انتقاد الرئيس عبد الفتاح السيسي أو الحكومة، يجب أن يتمتع بالحق في هذا الانتقاد وفي التعبير عن رأيه، وما دام الانتقاد ممنوعا سيكتم الناس أنفاسهم حتى يصلوا إلى حد الانفجار. نحن محتاجون لأن تقوم الدولة بفتح المجال للمعارضة والنقد".
وعن التفريق، أو التوضيح حول المقصود بالمعارضة، وتعريف المعارضة وفقا لوجهة نظره، يقول:"المقصود بالمعارضة ليس الشتيمة والسب، بل إظهار العيوب وتسليط الضوء عليها، لكي يتمكن الناس من الوصول إلى ما هو مريح لهم، وفي نهاية المطاف من يمسك بالحكم ولا يوفر الراحة، فإنه لا يعمل لمصلحته ولا لمصلحتهم. أقول هذا الكلام لأن من يُسمع له صوت في البلد يسجن. كلُّ من سجن وفقا لقانون التظاهر يجب أن يخرج، وأن يحظى باعتذار الدولة، وإلا فإن البلد ذاهبة إلى حتة وحشة جداً".
"لا أحد محترم يقول عن حرية الرأي خيانة عظمى"
وللفن والسياسية علاقة لا تنقطع، فهما مساران يصعب التفريق بينهما، وخاصة في بلد يشهد ما تشهده مصر اليوم "دور الفن في كل المواقف وفي كل المِحن أن يتكلم ويقول ويطرح المشكلة بجميع أبعادها، والناس تنظر وتقرر الحل، الفن غير موجود بذاته ولذاته، الفن يسلط الضوء على مشاكلنا واحنا علينا الاهتمام بحلولها". أما عن نظرة العالم الخارجي والمجتمع الدولي لما يجري في مصر فـ "نحن بصراحة سمعتنا بره بقت مش كويسة من حيث حرية الرأي وحرية الإبداع".
والحل حسب تصورات واكد "سهل جدا: يجب سماع صوت كل الناس، وليس هناك أحد يصبح خائنا لأنه يقول كلمة أو رأياً بحرية، ومن لا يعجبه ما يحصل في مصر، له الحق في أن يعبّر عن عدم رضاه، وأن يخرج ويقول رأيه، وعلى الآخرين تقبله".
في كل العصور التي مرت بمصر حديثا، كانت الحريات، حتى في عهد المخلوع حسني مبارك، متوفرة بصورة أكبر، أما في الوقت الحالي فالحريات لا ترى النور، وعن هذه المقاربة، يضيف واكد "كل ما يحدث من قمع للحريات خطأ في سياسة الدولة، يجب أن يعبر الناس عن آرائهم. في الوقت الحالي لدينا مَثل حيّ (خالد أبو النجا) قال كمان شوية ونقوله (ارحل) فهل يجوز ما وقع في نصيبه من سب وقذف، هذا ليس في صالح مصر"."لا سيادة سياسية ولا مدافع ولا الخرطوش هيوقف الثورة"
وفي رسالة وجهها لمؤسسة الحكم في مصر وللسياسيين يقول "لا تخاصموا الفن والفنانين، لأنهم مرآة الشعب والمجتمع، فعندما تخاصم الفن، فأنت تخاصم مجتمعا كاملا، هذه اللعبة آخرتها وحشة عليكم أنتم وليس على أًناس آخرين".
النقاش والسجال حول ثورة 25 يناير ومدى تحقيقها للأهداف التي قامت من أجلها عديد وواسع، واختلفت الآراء كثيرا حوله، لكن واكد يرى أن "هناك أهدافاً تم تحقيقها، وأهمها إقالة مبارك، وحل مجلس الشعب ومجلس الوزراء، والدستور الجديد أيضاً، كل هذه المؤشرات تدل على نجاح الثورة، ولازم الجميع يفهم أن ما حدش هيعرف يلم ثورة يناير إلا إذا تحققت أهدافها، ولا قوى على الأرض ولا قوى عظمى، ولا سيادة سياسية ولا مدافع ولا الخرطوش هيوقف الثورة. الثورة لن تتوقف حتى ترى كل أهدافها تحققت، وبما أننا حققنا جزءاً، يمكن اعتبار أن الثورة تأخذ نَفَس دلوقتي".
لكنّ هناك قطاعاً واسعاً في المجتمع المصري، ومن المتابعين والمهتمين بشأن الثورة المصرية يتساءلون، بل ويتخوفون من طول المكوث في ظل هذا الحال، لكن الفنان المتفائل بمستقبل الثورة يقول: "لو بقينا في نفس المكان اللي إحنا فيه أؤكد لازم يكون فيه رد فعل شعبي، ولو اتحسنا يبقا الثورة هتشتغل بنظام القوى الناعمة، زي الفن زي المظاهرات..""الإعلام الفاسد يدمر جمهورية مصر العربية ومجتمعها"
وفيما يتعلق بمقول مصر تعود للخلف في الوقت الحالي، يرى واكد أن "هناك قطاعات تعود إلى الخلف، بل إلى الظلام، وقطاعات أخرى تتقدم، لكننا تأخرنا جدا في الاقتصاد، وما زلنا متأخرين في الوعي والعلم، ولما واحد يطلع يشنع عليَّ في التلفزيون، وآخر يطلع يقول عليَّ كلام مش مضبوط والثالث لا أعلم ما يقول، وهذا يدفعني أن أقول لهؤلاء لا تلوموا إلا أنفسكم على ما سوف يحدث لكم، أنتم تروجون الكذب والخداع على شعب بأكمله، وتهاجمون شخصيات وطنية بأكاذيب عارية عن الصحة".
وبالنسبة لدور القيادة السياسية في هذا الحال الإعلامي، يضيف واكد أن "أي أحد يرضى بالفساد ويصدره ويحط يده في يده، لا يجب أن يلوم إلا نفسه إذا فشل".
وعمّا يرغب في توجيهه من رسائل إلى الرئيس والحكومة في مصر حاليا: "أحب أقول للسيسي اضبط فساد الإعلام لأنه خارب البلد، الإعلام الفاسد يدمر جمهورية مصر العربية ومجتمعها، ويحول الناس إلى حالة من الكراهية المرة، التي لم تبن على أي أساس في الواقع، هؤلاء إن لم يحاسبوا يبقى سوري يا سيسي أنا شخصيا أول واحد هنزل وأقف ضدك".
وفي النهاية أريد أن أدلل على هذا بموقف نبوي لسيد الخلق النبي محمد، عندما سأله أحدهم كيف ترك المولى عز وجل حكم الفرس الكفرة آلاف السنين، وكانوا بيعبدوا النار، فردّ الرسول عليه قائلاً: بالعدل، لأنهم أقاموا العدل، فالعدل أهم من التدين. فإذا وجدت العدالة في مصر طال حكم الحاكم، وإن لم توجدْ يبقا مصر مالهاش حاكم".

محمود سعد: الفساد في عهد السيسي عدي الركب ووصل للحلقوم



م/ محمود فوزي: إلا العقيدة يا سعد الهلالي

خرج علينا سعد الدين الهلالى الاستاذ بجامعة الأزهر بكلام خطير يمس العقيدة الاسلاميه نفسها.
فقد قال أن المسلم هو المسالم حتى ولو لم يؤمن بالرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) بل يكفيه شهاده أن لا إلة إلا الله وفقط.
وهذا أمر كارثي يجب أن يحاسب عليه فى الأزهر الشريف فلا يمكن أن يمر هكذا.
وحتى لا يلتبس الأمر على البعض فتعالوا نقرأ تلك الايات والأحاديث بدقة لنكتشف أن أول أساس من أسس الاسلام هو شهادة ان لا إلة إلا الله و أن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان )
رواه البخاري ومسلم .
وهنا نقرأ في كلام الله عز وجل في مقارنه بين المؤمنين والكافرين فى نقطه الايمان بالرسل كلهم بدون ادني استثناء
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (152)}
الآيات 150-152 من سورة النساء
وهنا توضيح أنه من قواعد الإيمان أن نؤمن بكل الرسل والأنبياء وكل الكتب السماويه الصحيحه (قبل التحريف) وبالطبع بالقرآن الكريم
{ قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) }
الآية 136 سورة البقرة
ثم نقرأ هنا الأمر بطاعة الرسول (صلى الله عليه وسلم)
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)}
الآيه 59 سورة النساء
وهنا التأكيد مرة أخرى بنبوة ورساله الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين
{ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)}
الآية 40 سورة الأحزاب
وهنا تاكيد آخر أن بوابه دخول الاسلام هى الشهادتين
عن معاذ بن جبل (رضى الله عنه) قال ( بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله
فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة
فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم
فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب )
رواه مسلم
هذه بعض الادله من القرآن الكريم والسنه الشريفه المطهره للتأكيد على أن الشهادة بأن سيدنا محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تنفصل أبدا عن الشهاده بن لا اله الا الله.
والشهادتان هما بوابه دخول الاسلام وهذا هو ما تعارف عليه المسلمون منذ أكثر من 1400 عام ولم يختلف عليه أحد.
لم أكن أتخيل أن يأتى اليوم الذي اجد نفسي مضطرا لاثبات تلك الحقيقه البديهيه التى ربما يعرفها غير المسلمين أنفسهم.
هل وصل بنا الحال بالتلاعب بالعقيده الاسلاميه نفسها لمجرد اثبات رأيه السياسي بتأييد الانقلاب؟
وللاسف هذه ليست أول كارثه لنفس الشخص حيث قال من قبل أن الله بعث السيسي ومحمد ابراهيم كما بعث موسي وهارون (عليهما السلام)
ولكن لأن الأزهر تركه و مر الموضوع بدون مشكله فتمادى وكما يقول المثل (من أمن العقوبة أساء الأدب)
ومازال البعض يصدق أمثال هؤلاء ومازال هؤلاء يتم تكريمهم ورفع شأنهم فى ظل الانقلاب.
ملحوظة أخيره:
وهى أن المسيحيين أنفسهم سيرفضون مقولته حيث أنه من الطبيعي ان يعترضوا على أن يسميهم احد ما مسلمين رغما عنهم.
وفي النهايه ادعو الناس الابتعاد عن أمثال هؤلاء فالتلاعب بالعقيده ولا يعتقدوا أن هذا شأن بسيط فكل شيء يهون إلا العقيدة ولا حول ولا قوة الا بالله.

27 نوفمبر 2014

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب : ردا على السيسى: بل هى عدونا اللدود

دأب السيد عبد الفتاح السيسى، منذ تولى الحكم، على التأكيد مرة تلو الأخرى، بمناسبة وبدون مناسبة على الإشادة بالسلام مع اسرائيل، والحرص على أمنها.
وهو يؤكد على ذلك بمواقفه السياسية، وانحيازاته الاقليمية، وقراراته الأمنية، وتصريحاته الاعلامية، متحديا وصادما لكل ما عرفناه و تعلمناه وخبرناه على مر التاريخ.
وكان آخرها حديثه مع "صحيفة كورييري ديلا سيرا" الايطالية، الذى قدم فيه اقتراحه "المريب" ((باستعداده لإرسال قوات مصرية الى الدولة الفلسطينية بعد قيامها كضامن لأمن اسرائيل ولطمأنتها، وانه تحدث طويلا مع نتنياهو فى هذا الِشأن)). وهو الاقتراح الذى أخشى ما أخشاه أن يكون تمهيدا لدور عسكرى مصرى فى غزة.
وسبق أن قال لقناة فرنسا 24 منذ بضعة أيام ((لن نسمح ان تستخدم اراضينا لشن هجمات على اسرائيل جارتنا))
وقال ان ((انشاء المنطقة العازلة كان ضرورة قديمة تأخرت كثيرا))
كما قال فى ذات الحديث ((من كان يتوقع منذ 40 سنة ان السلام بين مصر واسرائيل سيستقر بهذا الشكل))
ومن قبل قال تصريحه الشهير فى لقائه مع الصحفيين((ان السلام مع اسرائيل اصبح فى وجدان المصريين وأنه لا يوجد عبث فى هذا الكلام))
***
1) أما عن رفضه لاى تهديد لاسرائيل من سيناء، فهو فى ذلك لم يأتِ بجديد، وانما يؤكد التزامه الامين والمخلص والعلنى بما جاء فى المادة الثالثة من المعاهدة الذى ينص على ((يتعهد كل طرف بان يكفل عدم صدور فعل من افعال الحرب او الافعال العدوانية وافعال العنف او التهديد بها من داخل اراضيه او بواسطة قوات خاضعة لسيطرته او مرابطة على اراضيه ضد السكان او المواطنين او الممتلكات الخاصة بالطرف الاخر ، كما يتعهد كل طرف بالامتناع عن التنظيم او التحريض او الاثارة او المساعدة او الاشتراك فى فعل من افعال الحرب او الافعال العدوانية او النشاط الهدام او افعال العنف الموجهة ضد الطرف الاخر فى اى مكان كما يتعهد بان يكفل تقديم مرتكبى مثل هذه الافعال للمحاكمة))
وربما كان الجديد الوحيد فى هذا الامر هو ان يدلى رئيس الدولة بنفسه بمثل هذا التصريح الذى كان فى الماضى يترك لأحد المتحدثين باسم الخارجية، لرفع الحرج عن رئيس مصر قائدة الامة العربية، الذى لا يصح ان يعبر صراحة عن حرصه على امن اسرائيل .
***
2) أما استخدام كلمات مثل الجارة والجيران والجيرة لوصف اسرائيل، فهو صادم وغريب ومناقض لكل الحقائق التاريخية والثوابت الوطنية.
كما ان فيه ارتقاء بمرتبة اسرائيل ومكانتها وعلاقاتنا معها بضعة درجات عما كان الوضع عليه ايام مبارك او حتى السادات.
فلقد كانت الرواية الرسمية قبل السيسى عن السلام مع اسرائيل هى نظرية ((مجبرٌ أخاك لا بطل))؛ وخلاصتها أن اسرائيل لا تزال هى العدو الرئيسى لمصر، ولكننا يجب ان نقبل بوجودها والسلام معها مكرهين ومضطرين وعلى مضض نظرا لان الولايات المتحدة وأوروبا ومجتمعهم الدولى يرعوها ويدعموها ويهددون كل من يعتدى عليها او يهدد وجودها او امنها.
اما الرواية المستقرة فى الضمير الوطنى الشعبى والتى تمثل احد أهم ثوابتنا الوطنية بعيدا عن الانظمة والحكومات والرؤساء والمعاهدات فخلاصتها ان اسرائيل ليست جارتنا بل هى عدونا اللدود، وهى ليست دولة طبيعية لشعب طبيعى يعيش على ارضه التاريخية مثل باقى دول العالم، بل هو كيان استعمارى استيطانى احلالى عنصرى ارهابى اغتصب فلسطين وطرد وذبح وأباد وحاصر واسر شعبها.
وعليه فانها لا يمكن ان تكون جارة طبيعية مثل ليبيا وفلسطين والسودان والأردن والسعودية، بل هى مشروعا وكيانا عدوانيا يستهدف مصر والأمة العربية بقدر استهدافه لفلسطين.
كما انها قاعدة استعمارية استراتيجية وعسكرية متقدمة للغرب الاستعمارى بقيادة الولايات المتحدة الامريكية.
أما السلام معها فهو لم يستمر و"يستقر" الا بالخوف والإكراه والتواطؤ والاستبداد. ولو اطُلق سراح الشعب المصرى والشعوب العربية، لما ظلت فلسطين محتلة حتى اليوم.
***
3) أما القول بان المنطقة العازلة هى ضرورة قديمة تأخرت كثيرا، فإنه يطرح استنتاجا فوريا و مباشرا، هو ان مصدر ضرورتها الوحيد والفعلى قبل ظهور اى عمليات ارهابية فى سيناء، هو امن اسرائيل وحصار غزة ومنع تهريب السلاح الى المقاومة.
وهو الامر الذى يتأكد يوما بعد يوم، لان من يريد ان يحمى الامن القومى لمصر عليه ان يغلق الانفاق تحت الارض ويفتح المعبر فوق الارض ويعامله معاملة أى معبر آخر مثل معبر السلوم من حيث الاجراءات والقوانين المنظمة لحركة الافراد والبضائع.
ولكن هدم الانفاق مع اغلاق المعبر فى ذات الوقت هو لحماية امن اسرائيل، والمشاركة فى حصار غزة، وتنفيذا للاتفاقية المصرية الاسرائيلية الموقعة عام 2005 والمعروفة باسم اتفاقية فيلادلفيا والتى تشترط عدم فتح المعبر الا بموافقة اسرائيل.
بالإضافة الى ان الامن القومى المصرى يفترض تامين الحدود المصرية(الاسرائيلية) بذات القدر، ان لم يكن اكثر، لتأمين الحدود المصرية الغزاوية، وان يتم تجميد دخول (الاسرائيليين) من معبر طابا ومكوثهم فى سيناء اسبوعين بدون تأشيرة. وقبل ذلك وبعده أن نسعى حثيثا لتحرير سيناء من قيود كامب ديفيد.
***
4) أضف الى كل ذلك حملات الشيطنة لكل ما هو فلسطينى، وتجنب اى ذكر لدور محتمل لاسرائيل فى العمليات الإرهابية، والانحياز المصرى لها فى عدوانها الاخير على غزة، وفى تعليق الاعمار على شرط نزع سلاح المقاومة، وفى رفع الدعوات القضائية ضد حركات المقاومة بعد ان كنا نرفعها سابقا ضد اسرائيل والمعاهدة وقيودها والتطبيع وتصدير الغاز .
ناهيك عن التصريحات الاسرائيلية الرسمية والصحفية المتكررة والمستمرة التى تعبر عن ارتياحها البالغ للعلاقات المصرية الاسرائيلية الحالية والتى يصفونها بانها لم تتعمق ابدا الى هذا الحد منذ توقيع المعاهدة.
فلأول مرة منذ كامب ديفيد توصف العلاقات المصرية الاسرائيلية بالسلام الدافئ والحار، بعد ان كان القادة الصهاينة يشتكون منذ 35 عاما من كونه سلاما باردا.
***
5) وبالإضافة الى كل ما سبق فان من أخطر آثار مثل هذه التصريحات الدائمة والمستمرة والمقصودة والموجهة هو اختراق الرأى العام المصرى لإعادة تشكيل وعيه و ثوابته، وترويضه على القبول والتعايش مع اسرائيل التى تسالمنا ولا تهددنا والتى يربطنا معها سلام مشترك وامن مشترك ومصالح مشتركة وعدو مشترك.
ويا له من ثمن باهظ لنيل الرضا والاعتراف الدولى الكامل من بوابة اسرائيل.
*****
القاهرة فى 27 نوفمبر 2014

فيديو .. بوش قتل المسلمين في العراق ..فدخل الاسلام بيته


26 نوفمبر 2014

"المسلمون" تنشر قصة أمير سعودي على رصيف محطة "لايدن" بهولندا

أثناء محاضرة لي في مارس الماضي لبعض العاملين في متحف "رايكس ميوزيام" بمدينة لايدن بهولندا، وعلي رصيف أحد الشوارع في هولندا ناحية محطة القطار في مدينة "لايدن" الثقافية في الشتاء البارد، اقتربت منه قليلا ونظرت إليه أحسست أني أعرفه، اقتربت منه وجدته إنسانا مثقفا يتحدث العربية بعظمة وثقة الملوك والأمراء ويرفض المساعدة .
تحدثت معه فهو أب لثلاثة اطفال ومتزوجا ببكستانيه ويقول لي انه كان يركب احسن السيارات ويسكن احسن القصور، و يأكل اشهي واطيب المأكولات، ولكنه فقد الاسرة والمال بل وفقد تقريبا حياة الرغد والعيش وقال انه هنا منذ مايقرب من ١٥٠ يوما.
وانه فقد كل شئ وأباه اخذ من حسابه في البنك في سويسرا عشرة ملايين دولارا وخسرها كلها في البورصة.
هذا الرجل هو الأمير محمد بن طلال وينتمي الى عائلة آل راشد التى حكمت السعودية سنوات طويلة.
 ولكن الاسرة خرجت وخرج هو معها لاسباب معينة من السعودية، وكان يصرف له معاشا كبيرا، وقد عاش منه طوال السنوات السابقة حتي توقف منذ حوالى عشر سنوات مضت، وظل ينفق مما كان يمتلكه من مال الي ان نفذت امواله كاملة.
لقد صدقته من اول وهلة تحدث فيها معي لاني شعرت من حديثه الصراحة والشموخ والرفعة في الحديث.
عاش الأمير محمد بن طلال فى العراق لمدة عشرة سنوات، ثم ذهب لأمريكا وهناك دخل الجامعة وحصل منها على دبلومة فى الإقتصاد والعلوم السياسية، وانتقل لأمستردام للحصول على الماجستير فى الخدمة الإجتماعية من جامعة أمستردام وكان يكتفى بالحصول على الإقامة الدراسية ولم يفكر يوما فى طلب اللجوء السياسى، أو الحصول على الإقامة بالزواج وكان يمكنه بسهولة الحصول على ذلك ولكنه رفض ذلك نهائيا لأنه يفتخر بكونه "برنس" سعودي .
كما رفض أن يعمل بشهادته لنفس السبب والان هو بدون عمل ولاجواز سفر ولامال ولايستطيع حتى أن يشترى لنفسه زجاجة ماء.
تركته وتواصلت مع محافظ لايدن وتحدثت عنه ولفت النظر، الا انهم لم يلتفتوا الي ذلك، وعاودت الاتصال الى ان ذهبوا اليه وعرضوا عليه المساعدة الا انه رفض المساعدة، وظل يقيم في مكانه رغم شدة البرد.
إلا انه اراد ان تتدخل الحكومة الهولندية في عودة ماله المنهوب من بنوك سويسرا وان تصرف له الحكومة مرتبا شهريا، وان يقيم في سكن كبقية الناس، وسيعطيهم المال بعدما يستعيد ثروته.
عرضت الموضوع علي الصحف والجرائد الهولندية والبلجيكية الذين وجدوا ان الخبر يستحق الدراسة لانه مادة دسمة اعلاميا .
فهو لايحمل جوازسفر، ولم يحصل على تصريح للإقامة، لامال ولاسقف، ولا غطاء ولا دواء وبالرغم من هذا البرد انه يكسب احترام من يلتقى بهم ويكسب احترامهم وتعاطفهم معه فهو الأمير النبيل الذى يمتلك المال ولايستطيع الحصول عليه!
السؤال هنا الي منظمات حقوق الإنسان بل والمسئولين في هولندا "آرحموا عزيز قوم ذل".. لماذا تتركون هذا الأمير بالذات على هذا الوضع المخزي؟
ننتظر الاجابة من الحكومة الهولندية نفسها، بل ومن الاتحاد الاوربي !!

الشاعرعبدالرحمن يوسف يكتب: المذيعون الشرفاء

يصف النظام العسكري الحاكم في مصر بلطجيته وشبيحته الذين يقتلون بالنيابة عنه بأنهم "المواطنون الشرفاء"، وهو مصطلح إن دل على شيء فيدل على قدرة هذا النظام الفاجر على تصوير الليل البهيم نهاراً منيراً، أو على جعل الشياطين ملائكة، أو على تحويل الخيبات إلى فتوحات، لذلك لا يستغرب المرء حين ارتفعت أصوات إعلامنا تبشر المواطنين بسقوط تل أبيب، بينما الحقيقة أن العدو لو أراد دخول القاهرة لدخلها، وبعد ذلك لم يسمِّ ما حدث هزيمة، بل سماها "نكسة"، وهي في الحقيقة أم الهزائم، إنها هزيمة قلّ أن تجد لها نظيراً في التاريخ العسكري في العالم كله بإجماع الخبراء (باستثناء الخبراء الشرفاء). 
الكاتب المصري الشاب محمد طلبة رضوان سار على المنهج نفسه، وكتب منذ أيام مقالة بعنوان "المعارضون الشرفاء"، وهم من فصيلة "المواطنين الشرفاء"، بلطجية فكر، مرتزقة سياسة، محترفو خطابة، تجار وطنية، يؤدون دورهم القذر في مساعدة النظام العسكري. 
أنا أسير في هذه المقالة على خطى محمد طلبة رضوان، وأتحدث عن "المذيعين الشرفاء"! إنهم مذيعون ومذيعات تحت الطلب، تُسَيِّرُهُم رغبات أجهزة الأمن، بعضهم لا ينتظر التعليمات، بل يعرفها ويشم رائحتها قبل أن تصل له. 
قدراتهم المحدودة، وفشلهم التعليمي، وانحطاطهم الأخلاقي، وتواضع إمكاناتهم المهنية، تجعلهم يزايدون على أجهزة الأمن نفسها، فإذا قيل لهم "اضربوا فلاناً"، تراهم قد تبرعوا بضربه هو وأبيه، وأمه، وإخوته، وأخواته، وزوجته، وأقاربه، ومعارفه، وجيرانه، وإذا قيل لهم هاجموا رئيس الدولة الفلانية، تراهم يهاجمون رئيس الدولة، وزوجته، وأبناءه، ووزراءه، وسفراءه ... إلخ. 
هؤلاء "المذيعون الشرفاء" هم أول من تُسَعَّرُ بهم نار الثورات، فوجوههم معروفة، واختفاؤهم صعب، وحين يثور الناس تجد ألف هاتف يطالب بإعدام آخر مذيع بأمعاء آخر خبير استراتيجي! 
لا أتمنى الشر لأحد، ولا أحرض على أحد، ولكني أنبه على أن تصدير أمثال هؤلاء لكي يطعنوا في شرف كل من يبدي رأياً مخالفاً في أي موضوع من المواضيع ليس إلا دعوة صريحة للعنف، خاصة أن هؤلاء يطالبون دائماً بقتل المعارضين وبلا رادع. 
يتحدث الفنان خالد أبو النجا عن أداء الرئيس السياسي، فترى هؤلاء يتحدثون بالزور عن السلوك الجنسي للمتحدث، ويصفونه بالخائن. 
يتحدث الفنان الشاب محمد عطية في السياسة، فترى هؤلاء يتحدثون عن شرف المتحدث وعرضه. 
المعارضون يوجهون أحاديثهم إلى أدمغة الناس، فترى هؤلاء الحثالة لا يردون إلا إلى أدبار خصومهم ! 
الغريب أن هؤلاء "المذيعين الشرفاء" لا يخضعون أنفسهم لهذا المعيار الأخلاقي الصارم الذي يقيمون غيرهم وفقاً له، بل لا يبدو أنهم يخضعون أنفسهم لأي معيار أخلاقي أصلاً، ورغم ذلك يهاجمون كل معارض بما فيه، وبما ليس فيه، ويتهمون الناس باتهامات هي السب والقذف بعينه، ولكن دولة العسكر لا تعرف القانون إلا حين يكون في صالحها، أو في صالح مواطنيها الشرفاء. 
لكل مجال شرفاؤه، فترى في الإعلام "المذيعين الشرفاء"، وفي الشريعة "الشيوخ الشرفاء"، وفي الأدباء "الشعراء" والروائيين" و"النقاد" ... الشرفاء طبعاً، وفي الصحافة "الكتاب الشرفاء"، وفي الرياضة، والتجارة، والسياسة ... في سائر مجالات الحياة، ترى "شرفاء" معروضين للبيع والإيجار، لا عمل لهم سوى تشويه المعارضين، والتحريض عليهم، والكذب في سيرتهم، وتلفيق الأخبار المسيئة عنهم. 
لو فكر هؤلاء في مصيرهم حين تنقلب الآية، وحين يعز الله الذليل، ويذل العزيز، سوف يطبق الناس فيهم سائر ما طالبوا به اليوم، فمن طالب بالقتل دون محاكمة لا يستبعد أن يحكم عليه بما طالب به، ومن طالب بالتهجير، أو مصادرة الأموال، أو الاعتداء على الأعراض، أو إسقاط الجنسية ... كل هذه الاقتراحات قد تطبق عليهم، ورُبَّ كلمةٍ تقول لصاحبها دعني! 
من أسوأ ما ابتليت به مصر خلال حقبة الحكم العسكري التي توشك على الرحيل، أن أجهزة الأمن هي التي توظف كل الناس، فالتقرير الأمني هو الذي يحدد من يصبح فَرَّاشاً في مصلحة حكومية، وهو الذي يعين رئيس الوزراء، وبالتالي يحدد التقرير الأمني من يبتلينا الله به على الشاشة لكي يصبح مذيعاً! 
نهاية هذا العهد الأسود سيكون بعدها عهد يصل الناس فيه إلى مواقعهم بطريقتين، إما بالكفاءة (مثل المذيعين)، أو بالانتخاب (مثل سائر المؤسسات المنتخبة). 
حتى ذلك الوقت، سيبقى "المذيعون الشرفاء" يبصقون علينا بذاءاتهم ليل نهار، ولكن من يدري ... لعل في ذلك خيراً كثيراً لا نعلمه. 
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين.

وزير العدل الأسبق .. بطلان التحفظ على ممتلكات الإخوان يربك الحكومة

المصريون كتبت ـ رانيا طلحة
قال قضاة إن الحكم الصادر ببطلان قرار التحفظ على أموال جماعة "الإخوان المسلمين" جاء تأييدًا لحكم سابق، ما يؤكد مخالفة قرار التحفظ على أموال الجماعة للقانون والدستور، قائلين إن هذا الحكم سيربك قرارات الحكومة بالتحفظ على أموالهم.
وقال المستشار محمد عطية، وزير الشؤون القانونية والنائب الأول لرئيس مجلس الدولة سابقًا، إن الأحكام الصادرة من محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، بوقف تنفيذ قرار لجنة التحفظ وإدارة أموال جماعة الإخوان المسلمين بالتحفظ على أموال عدد من مدارس وشركات الجماعة، تكرار للحكم الصادر من قبل بذات المحكمة، مشيرًا إلى أن قرار التحفظ مخالف للقانون والدستور لصدوره من محكمة غير مختصة.
وأضاف إن "حكم محكمة القضاء الإداري ببطلان قرار التحفظ على أموال ثمانية عشر شخصًا من المنتمين لجماع الإخوان المسلمين، استند إلى أن القرار الصادر بالتحفظ على أموال الجماعة لم يصدر متفقًا مع أحكام القانون والدستور"، معربًا عن اعتقاده بأن "هذا يمكن أن يربك قرارات الحكومة بالتحفظ على أموال الإخوان".
وأكد وزير الشؤون القانونية، والنائب الأول لرئيس مجلس الدولة سابقًا، أن هذه الأحكام ستنفذ بالنسبة للأشخاص الذين أقاموا الدعاوى فقط، موضحًا أن الحكم استند إلى القاعدة القانونية المضمنة بقانون الإجراءات الجنائية المتعلقة بإصدار قرارات المنع من التصرف في الأموال من المحاكم الجنائية المختصة فقط، مما يعنى عدم اختصاص محكمة الأمور المستعجلة بهذا الأمر. وقال عطية إن لجنة إدارة أموال الجماعة المنبثقة من وزارة العدل، والتي أصدرت قرار التحفظ ستلجأ لجميع الطرق القانونية لعرقلة تنفيذ الأحكام من خلال 3 طرق قانونية، أولها التقدم باستشكال على الحكم أمام ذات الدائرة التي أصدرته، ليترتب على ذلك وقف تنفيذ الحكم، والطريق الثاني أن تطعن اللجنة على الحكم أمام المحكمة الإدارية العليا، وتطلب بصفة مستعجلة بوقف تنفيذ الحكم،. وتابع عطية: "أما بالنسبة للطريقة الثالثة التي ستلجأ إليها، وهي القيام بتصحيح الوضع القانوني بالنسبة لقراراتها، من خلال عرض تلك القرارات على محكمة جنائية مختصة لإصدار حكم بالتحفظ على هذه الأموال.
من جانبه، أكد المستشار عادل فرغلي، رئيس محاكم القضاء الإداري وقسم التشريع سابقًا، أن صدور أحكام بوقف التنفيذ لأي قرار إداري، يمثل وقفًا عينيًا، بمعنى أن أحكام وقف التنفيذ والإلغاء تتعلق بالقرار ذاته وليس الأشخاص أصحاب الدعوى فقط، لأن المحاكم تزن القرار بميزان المشروعية، فإذا كان القرار غير مشروع تحكم المحكمة بإلغائه وما ترتب عليه من آثار على جميع من شملهم.
وأشار إلى أنه من ضمن الآثار المترتبة على الأحكام عودة الأموال التي تمت مصادرتها بغير سند قانوني، من جميع الأشخاص الذين تعرضوا للمنع من التصرف في أموالهم، أيًا كان عددهم. وأوضح فرغلي أن الأسباب التي تؤكد حكم محكمة القضاء الإداري أن محكمة الأمور المستعجلة التي أصدرت حكم حظر أنشطة جماعة الإخوان المسلمين والتحفظ على ممتلكات أعضائها، واتخذته لجنة حصر أموال الإخوان وسيلة في إصدار قراراته الباطلة بحكم المحكمة، هي محكمة غير مختصة بنظر تلك القرارات.
وقال إن آليات التنفيذ المثالي لهذه الأحكام تقتضى تدخل كل مَن تعرض للمنع من التصرف في أمواله، في قضية التحفظ على أمواله من خلال التقدم بطلب تنفيذ مقتضى الحكم عليهم، ويكفيهم ذلك دون الحاجة إلى إقامة دعاوى منفصلة، ويترتب على ذلك أن تتوقف الحكومة تمامًا عن التصرف في الأموال أو العقارات أو المحال أو البضائع المتحفظ عليها من تاريخ صدور الحكم، لأن المحكمة ستبطل أي تصرفات للحكومة في تلك الأموال، حيث لا يجوز التعامل عليها بأى شكل من الأشكال.
وتابع: إن الحاصلين على الأحكام الصادرة من محكمة القضاء الإداري لصالحهم يمكن لهم استخراج الصيغة التنفيذية للحكم، ثم يتوجهون به إلى مقر لجنة إدارة أموال الجماعة في وزارة العدل لتنفيذه، موضحًا أن أي حكم صادر من القضاء الإداري نهائي وواجب النفاذ طالما لم يتم وقفه في دائرة فحص الطعون بالإدارية العليا.
كانت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، قد أصدرت حكمًا قضائيًا برئاسة المستشار يحيى دكروري، نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين عبدالمجيد المقنن، وسامي درويش، نائب رئيس مجلس الدولة في جلستها المنعقدة اليوم، بوقف تنفيذ قرار لجنة التحفظ وإدارة أموال جماعة الإخوان المسلمين بالتحفظ على أموال جماعة الإخوان.
واستندت المحكمة في حيثيات حكمها إلى "أن الإعلان الدستوري الصادر بتاريخ 8يوليو من العام الماضي، والذي صدر القرار المطعون فيه في ظل العمل به، تضمن التأكيد على أن "الملكية الخاصة مصونة ولا يجوز فرض الحراسة عليها إلا في الأحوال المبينة بالقانون وبحكم قضائي، وأنه لا جريمة ولا عقوبة إلا بقانون".. كما أكد أن سيادة القانون أساس الحكم في الدولة. وأشارت المحكمة إلى قرار رئيس الجمهورية بالقانون رقم 162 لسنة 1958 بشأن حالة الطوارئ والذي أجاز له أن يتخذ التدابير المناسبة للحفاظ على الأمن والنظام العام، ومن هذه الإجراءات الاستيلاء على أي منقول أو عقار تبعًا للأحكام المنصوص عليها في قانون التعبئة العامة.
وأسست حكمها على أن جهة الإدارة (لجنة التحفظ وإدارة أموال الإخوان) لم تستند في إصدار القرار المطعون فيه إلى أي قانون يخولها سلطة إصداره، وإنما استندت إلى حكم محكمة القاهرة للأمور المستعجلة رقم 3215 لسنة 2013 ف

صلاح بديوي يكتب : سر اتهام بشر بالتخابر لصالح واشنطن

وجهت نيابة أمن الدولة العليا المصرية، للدكتور محمد علي بشر وزير التنمية المحلية السابق، يوم السبت تهمة التخابر مع كل من الولايات المتحدة، والنرويج، فأنكرها، وطلب التسجيلات التي تزعم ذلك.
ويعتبر هذا الأمر تطورا خطيرا في مسار العلاقات المصرية الأمريكية، لأنه منذ توقيع اتفاقات كامب ديفيد في 26مارس من عام 1979م، وما تبعها من إبرام اتفاقات تعاون إستراتيجي ما بين القاهرة وواشنطن، لم يتجرأ أي حاكم مصري علي توجيه تلك التهمة لأي مواطن مصري أو غير مصري يقيم علي أرض مصر.
ولعلنا لا نذيع هنا سراً عندما نشير إلي أن الأجهزة الأمنية المصرية كانت قد أعدت اتهاما للرئيس المصري المختطف الدكتور محمد مرسي بالتخابر لصالح الولايات المتحدة فيما عرف بقضية الكربون الأسود، إلا أن المجلس العسكري بعد اطلاعه علي عدة تقارير من قبل أجهزة سيادية قرر استبعاد هذا الاتهام، خشية من تدهور علاقاته مع واشنطن حال توجيه هذا الاتهام، وتم استبداله بالاتهام المهزلة للرئيس الدكتور محمد مرسي و المتعلق بالتخابر لصالح حماس .
وحتي عندما أمسكت الأجهزة المعنية بالأمن القومي في مصر أدلة، وقرائن حقيقية فيما عرف بقضية التمويل الأجنبي، وقالت ان تلك المنظمات والشخصيات المتهمة تهدد الأمن القومي لمصر، لم تتجرأ تلك الأجهزة علي الإطلاق أن تحيل المتهمين أو بعضهم أو حتي افراد منهم للمحاكمة بتهمة التخابر مع الولايات المتحدة.
وكُلنا يتذكر كيف صدم المصريون عندما قام جنرالات المجلس العسكري بالسماح لطائرة أمريكية أن تهبط في مطار القاهرة، وتقل المتهمين الأمريكيين في قضية التمويل الأجنبي الي الولايات المتحدة، وذلك علانية، عقب أن قام قادة المجلس العسكري بتسخير إحدى "دوائر الشامخ" في إتمام تلك المهزلة.
والملفت للانتباه أنه في يوم الثلاثاء الموافق 12نوفمبر من العام الماضي، ذكر اللواء محمد فريد التهامي مدير المخابرات العامة المصرية في تصريحات خاصة أدلى بها إلى الكاتب الأمريكي ديفيد إجناتيوس ونشرت في صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية :" أن التعاون بين أجهزة المخابرات المصرية والأمريكية يجري في قناة مختلفة تمامًا عن القناة السياسية". وقال التهامي: "إنني على اتصال دائم مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي أي أيه) جون برينان ومدير المحطة المحلية أكثر من اتصالي بأي أجهزة مخابرات في العالم".
وجاء ذلك في وقت أشارت فيه صحيفة "هارتس" الإسرائيلية إلى وثيقة إسرائيلية تتعلق بالتخطيط الإستراتيجي الأمريكي الإسرائيلي ضد مصر خلال عهد الرئيس مرسي، وتحدثت الصحيفة عن عمق التعاون بين جهاز المخابرات الأمريكية والإسرائيلية من خلال وصف تكليف واشنطن للوحدة 8200 بالجيش الإسرائيلي بالتجسس على مصر بـ"المهمة"، والتي تعنى في عالم المخابرات "جمع المعلومات الحيوية". كما أن هذا اللفظ يتم اللجوء إليه عادة بين أجهزة المخابرات التي تنتمى للدولة الواحدة.
وقامت أجهزة الأمن المصرية بتسليم مواطنين أمريكيين إلى واشنطن لقيامهم بأعمال تجسسية، ولم توجه إليهم الأجهزة الأمنية المصرية أية اتهامات تذكر في ذات السياق، مكتفية بتسليمهم.
ولقد شاهدنا جميعا في مصر بالنسبة للمواطنين المصريين كيف عجز نظام مبارك عن توجيه تهمة التخابر لهم لصالح الولايات المتحدة، وهنا أتوقف لأذكر كل من الدكتور ايمن نور والدكتور سعد الدين إبراهيم، إذ تمت محاكمتهم وحبسهم باتهامات أخري مشينة كالتزوير وتلقي تمويل أجنبي، ووقتها اكتفت صحف النظام بالتشهير بهم في ذات السياق واتهامهم بموالاة واشنطن.
وثمة شق آخر في ذات السياق أن رموز النظام الانقلابي في القاهرة -والذين يرمون شرفاء الوطن بتهمة التخابر لواشنطن- هم أول من تطالهم الاتهامات لأمريكا، لأن ثمة فارقا ما بين قيام هؤلاء المسئولين وفق الدستور، والقانون والمواثيق الدولية بالتعاون لصالح مصر مع الولايات المتحدة، وأية دولة أخري في العالم، وبين قيامهم بأعمال تخابر أو ربط مصر بحالة تبعية لواشنطن تتسبب في تهديد الأمن القومي المصري .
والمعروف أن الجيش المصري يتلقى من الولايات المتحدة 2مليار دولار سنويا منذ أكثر من 30 عاما مضت، وتقوم الولايات المتحدة بتسليحه وتدريب قياداته منذ ذلك التاريخ، وهو ما أثمر مؤخرا عن تغيير هويته واستراتيجيته، وبات عدوه وهمي يسمي الإرهاب, وهدفه حماية أمن إسرائيل، وهو ما أكده بوضوح قائد الانقلاب في القاهرة مؤخراً.
وتعتبر واشنطن الجيش الضامن الوحيد في مصر لاتفاقات كامب ديفيد، وتراهن دوما علي قياداته.
ولذلك فإننا لا نستبعد أن اتهام محمد علي بشر لم يكن ابدا بعيدا عن أصابع الإدارة الأمريكية للأسباب التالية : 
أولاً : لأن محمد علي بشر كان أبرز من يتفاوضون مع أعلي المسئولين الذين يوفدهم كل من الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية لوضع نهاية لما يحدث في مصر ،وتمكين عبد الفتاح السيسي ورفاقه من الأمور مقابل بعض الإصلاحات الديمقراطية.
ثانياً: لأن بشر رفض عرضا توصلت إليه واشنطن مع نظام السيسي بأن يؤلف بشر حزبا يضم قيادات الإخوان الذين يرضي عنهم الأمن، علي أن تخصص لهذا الحزب نسبة في البرلمان، وأن يتم الإفراج عمن يختارهم بشر لمساعدته في هذا الحزب من الإخوان داخل السجن .
ثالثا: لأن بشر بدا ينسق مع قوي المجتمع المدني من ثوار25يناير، ووقع بيانا بتوحيدهم لمواجهة الانقلاب، وهو ما أصاب الأجهزة الأمنية بالجنون فقررت اعتقاله، وأظن أنها قامت بذلك بعدما تباحثت مع السفارة الامريكية بالقاهرة، وأخذت الضوء الأخضر من واشنطن، بتوجيه تهمة التجسس لصالح واشنطن للدكتور محمد علي بشر إلى جانب النرويج كممثل للاتحاد الأوروبي .
وفي اعتقادي أن واشنطن تحاول من خلال موافقتها علي اتهام بشر بالتجسس لصالحها تعزيز الفكرة التي يروج لها نظام الانقلاب بأن الإخوان أيضا قريبين منها، وذلك علي خلاف الحقيقة، وهو تخطيط مخابرات مصرية أمريكية عالي المستوي، في إطار التنسيق الإستراتيجي بين الطرفين.

«هيومن رايتس»: تقرير تقصي الحقائق «غير واقعي وتضمن متناقضات»



اعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، أن تقرير لجنة "تقصي حقائق 30 يونيو"، "غير واقعي" في تناوله لأحداث فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة"، مشيرة إلى أنه تضمن بعض الحقائق "المتناقضة".
وقال المتحدث باسم المنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فادي القاضي لوكالة "الأناضول": "تعليقنا الأولي على تقرير لجنة تقصي الحقائق أنه قدم صورة غير واقعية لطبيعة ما جرى في اعتصامي رابعة والنهضة (بالقاهرة)، لأنه أولاً ركز بشكل مفرط على أفعال المعتصمين، وقدم صورة أقل وضوحاً بشأن مسؤولية قوات الشرطة، والدولة والجهات السيادية التي تصدر أوامرها فيما يتعلق بالتعامل مع الاعتصامات".
واعتبر أن التقرير بهذه الصورة، "أمر مؤسف بالنسبة لنا؛ كونه من المفترض أن يصدر من جهة تستهدف استخلاص الحقائق، لكنه حمل المسؤولية لطرف واحد، دون الآخر، وتعامل معه دون أن ينظر إليه باعتباره جزءا من الدولة، ومواطنين لهم حقوق في مواجهة جهة سياسية منظمة وهي قوات الشرطة".
وقال القاضي، إن "النقطة الثانية تتعلق بأن التقرير تضمن حقائق تتناقض مع تصريحات سابقة لمسؤولين حكوميين عن طبيعة فض الاعتصامين، ومثال ذلك ما أورده بشأن ضبط 51 بندقية في أيدي المعتصمين في فض اعتصام رابعة، في الوقت الذي قال فيه وزير الداخلية محمد إبراهيم في تصريحات سابقة إنه تم العثور على 15 بندقية، وهو ما يدفعنا للسؤال عن الجهة التي تمتلك المعلومات".
وأضاف المتحدث باسم المنظمة ومقرها نيويورك: "في تقريرنا الماضي، أشرنا إلى وجود بعض الأسلحة النارية القليلة في أيدي المتظاهرين، لكنه لا يبرر سقوط أعداد كبيرة من القتلى خلال الاعتصامين".
وكانت "هيومن رايتس ووتش"، قد نشرت، في 14 أغسطس الماضي، مع الذكرى الأولى لفض اعتصام ميدان رابعة العدوية، تقريرا عما وصفته بـ"القتل الجماعي في مصر خلال شهري يوليو، وأغسطس عام 2013"، قالت فيه إن "قوات الأمن المصرية نفذت واحدة من أكبر عمليات قتل المتظاهرين في العالم خلال يوم واحد في التاريخ الحديث"، وذلك خلال فضها اعتصام رابعة العدوية، وهو التقرير الذي لاقي اعتراضا واسعا في الوسط المصري الرسمي.
أما النقطة الثالثة، والأخيرة، بحسب القاضي، فهي أن "تقرير لجنة تقصي الحقائق خلا تماماً من التوصيات بالمساءلة والمحاسبة للمسؤولين عن أعمال العنف".
وبشأن ما إذا كانت "هيومن رايتس" قدمت للجنة، الشهادات والوثائق التي تضمنتها في تقريرها السابق حول فض اعتصامي رابعة والنهضة، قال القاضي: "لم تخاطبنا لجنة تقصي الحقائق بشكل رسمي، ونرى أن التعاون المثالي يتلخص في النظر بتفاصيل التقرير الذي أصدرناه".
وكانت لجنة تقصى الحقائق التي شكلها الرئيس السابق عدلي منصور، حملت، في تقريرها الصادر في وقت سابق اليوم، جماعة الإخوان، المسؤولية عن معظم أعمال العنف التي وقعت عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، في 3 يوليو 2013، وهو الأمر الذي رفضه قياديان بالجماعة، حيث وصفا التقرير بأنه "غير محايد" وقالا إن مظاهراتهم "سلمية".