لا ندري أي عقل في رءوس تلك العصابات التي تتمسح بالإسلام لتخدع بعض الناس ولتشوه سماحة وعظمة وإنسانية هذا الدين الحنيف!
..لقد كتبنا عن [ داعش] وغيرها كثيرا ولكننا نريد أن نعلق على إعدام الأسير الأردني ..وقد قلنا لهم من قبل ..أنه لا يجوز قتل الأسرى..وفي سورة ( محمد أو القتال) حكم ذلك واضح ..وقلنا لهم إن الأجانب غير المقاتلين – كالصحفيين والمسعفين والإغاثيين وأمثالهم حكمهم حكم المستأمنين ..وضربنا عدة أمثلة لمخالفة أؤلئك الإرهابيين للدين وتجاوزهم لنصوصه ..فضلا عن تشويهه المتعمد بنشر جرائمهم – ربما ظنا منهم أنهم يخيفون الآخرين!
.. قيل لي: إنهم أحرقواالطيار الأردني ( معاذ الكساسبة) .. أجبت فورا بسؤال: بأي دين ؟ وما دين هؤلاء؟.. فأي مسلم عادي .. بل الطفل المسلم ..يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ..نهى عن التعذيب والحرق بالنار – حتى البهائم ..والنمل! وقد لام أصحابه لإحراقهم بيتا للنمل في منزل نزلوه !
.. فتصرف هؤلاء يدل على جهلهم المطلق – أوتعمدهم مخالفة النصوص والأحكام الشرعية !
كما يدل على غبائهم المطلق .. و[ حماريتهم]!
فلو كانت لديهم ذرة عقل أو فهم سياسي أو اجتماعي ...أو إسلامي .. لما أقدمواعلى تلك الجريمة – مهما كانت التبريرات ..ولو كان هنالك نصوص قطعية تبيح لهم ذلك الفعل!
فأولا هنالك بعض المتعاطفين معهم ..لو أطلقوا الطيار .. لزادوا ..ولكنهم الآن سيتلاشون ..ويكونون تحت سيف التهديد .. حتى أي مؤيد لأي تصرف من تصرفاتهم!
وثانيا ..يعلمون أن الأردن واضع يده على أكثر من واحد منهم..وأولهم المرأة العراقية التي كانوا يطالبون بإطلاقها [ ساجدة الريشاوي] ..وغيرها ويعلمون أن الأردن سيلجأ لتنفيذ حكم الإعدام فيهم ..إذا أقدموا على قتل الطيار!..إذن هم الذين قتلوا زملاءهم وأنصارهم.. بغبائهم – المتعمد غالبا- فلا يمكن أن يكونوا [ حميرا ] إلى تلك الدرجة!! مع أنه كان يجب أن يلوح لهم الأردن بردة الفعل تلك !
وما زلنا نذكر [ تهديدات البغدادي الغبية بتدمير مقام السيدة زينب] مما جمع شيعة العالم وتقاطروا لحمايته فاشتد ساعد بشار وتحولت المعركة لصالحه بعد أن كان فقد معظم المناطق وانحسر وقربت نهايته!
وما يقال عن تلك الفئة الضالة يقال عن غيرها .. أؤلئك الذين ينتسبون للأسلام ..ويقتتلون ..وهم في مواجهة عدو مشترك..المفروض أن يتكاتفوا على حربه ..حتى يحكم الله بينهم وبينه..ثم يحلون خلافاتهم بالحوار!!..ولكن يبدو أن السلاح في اليد يسحب العقل من الرأس!! فيحتكم المجانين للسلاح بدل الحوار!!
منذ شهور كتب الاستاذ حسام الغمري مقالاً حول الشذوذ الجنسي لأحد الشخصيات الشهيرة المساندة للانقلاب, ووقتها نبهني بعض القراء إلى أن د. محمد عباس كتب عن الموضوع في مقاله ( الحداثة والشذوذ ) والمقال عبارة عن بحث متعمق في مسألة الحداثة وارتباط الشذوذ الجنسي بها كأحد مكوناتها, وفي هذا المقال يروي د. محمد عباس قصة ذلك التقرير السري الذي يتحدث عن انتشار الشذوذ في صفوف القيادات العليا للبلاد وأن نسبتهم وصلت إلى 10% من القيادات وأن الأمر جزء من مخطط اجنبي للسيطرة على قرارات البلاد ومصيرها وأنهم يشكلون ما يشبه الحزب وهم قادرون على اجهاض أي عمليات اصلاح, وهو ما رواه له احد المعزين في الاستاذ عادل حسين رحمه الله ( لاحظوا أن عزاء أ. عادل حسين كان سنة 2001 ). القصة التي رواها أ. حسام الغمري عن مراودة أحد قيادات وزارة الثقافة له عن نفسه, هي واحدة من عشرات القصص الشبيهة المنتشرة عن وزارة ( الثقافة ), جريدة الشعب كانت مسرحاً لعرض مغامرات المرح فاروق حسني من مشاركته في مظاهرة الشواذ بباريس وحتى اختفاءه لمدة ثلاث أيام على مركب على النيل مع شاب صعيدي, وهو الوزير الذي كان المخلوع يصر برغم كل ما ينشر عنه وما يعلمه هو شخصياً, على بقاءه في منصبه.
وزارة الثقافة في عهده اصبحت حظيرة للشواذ, فتخرج منها هذا وذاك, حتى الصحف والقنوات المختلفة اصبحت حظائر تحرص على تعيين الشواذ, بدءاً من ( عدلية ) ذلك الصحفي المتنصر سراً, الذي يمارس هواية ارتداء قميص النوم بعد منتصف الليل ويراود الصحفيين عن أنفسهم, وحتى ذلك المذيع الذي كان يعمل ضابطاً أو مخبراً بأمن الدولة, صاحب واقعة ( الكرة الارضية تحت الأرض ) والذي رفعت عليه زوجته دعوى طلاق لأنه شاذ جنسياً !
وباء الشذوذ لم يقتصر فقط على الثقافة, بل وصل إلى جهات أشد خطورة وتأثيراً في صنع القرار في الدولة, بل وحتى قبل عهد المخلوع بكثير, إلى المخابرات العامة !
ليس سراً أن صلاح نصر, صاحب سجل التعذيب الشهير كان شاذاً جنسياً وقد اعترفت بذلك زوجته اعتماد خورشيد في لقاء تليفزيوني مع عمرو أديب, وإذا كانت اجهزة المخابرات تقوم بتصوير من تريد تجنيدهم في أوضاع مخلة مع فتيات ليل وخلافه, لإبتزازهم وتحويلهم لجواسيس, فكيف تكون سيطرتهم على من يتم تصويره في أوضاع شاذة مع رجال ؟؟!!
الكارثة تصبح فلكية عندما يشغل ذلك الشاذ جنسياً, منصباً هاماً كمنصب مدير المخابرات العامة يملك في خزانته كل أسرار الدولة !!
لابد أن أجهزة المخابرات المعادية كانت تمرح في مصر وقتها كما لو كانت في الملاهي, والبعض قرأ كيف تسلل أحد جواسيس الموساد إلى صفوف القيادات العليا في مصر واصبح صديقاً لعبد الحكيم عامر بل ورافق جمال عبد الناصر ووزير دفاعه في طائرة هليكوبتر لتفقد الجيش في سيناء قبل هزيمة 67 بأيام كما ورد في كتاب ( تحطمت الطائرات عند الفجر ) !
ولتتبع اسباب انتشار وباء الشذوذ الجنسي في صفوف نظام العسكر, علينا أولاً أن نفهم النشأة العلمانية للجيش منذ ان أسسه الانجليز, ففي سنة 1886 وبعد حل جيش عرابي, انشأ اللورد دافرين الجيش المصري رسمياً وقرر وقتها, الا يزيد عدد قواته عن 6 آلاف جندي تم اخضاعهم للقيادة والتدريب البريطاني حتى تشرب القيم العلمانية وانفصل تماماً عن الدين وهو الدرع الحامي من أي افكار أو تأثيرات ملوثة, ونتيجة لذلك كانت باكورة أعمال ذلك الجيش سنة 1889 هي قمع الثورة السودانية ضد الاحتلال الانجليزي, ثم استخدم في مد خطوط السكك الحديدية والاسلاك في جبهات المعارك في اوربا حيث كان البريطانيون يشغلونهم بالسخرة ثم في تركيا ضد جيش الخلافة العثمانية, وكانوا يعرفون بإسم ( قوات العمال المصرية ), ثم توجوا اعمالهم بامداد الجيش البريطاني بالماء والطعام اثناء احتلال الجنرال اللنبي للقدس سنة 1917. تلك هي حقيقة ذلك الجيش الذي خرَّج فيما بعد عبد الناصر عدو الاسلام الذي لم يكن يؤمن بالأخرة كما قال صديقه وكاتبه وسكرتيره المتعوس هيكل, والذي تخرج منه امثال صلاح نصر الذي عمل مديراً للمخابرات العامة الذي اعترفت زوجته أنه كان شاذاً جنسياً !!!
الشواذ كما وصلوا إلى رئاسة المخابرات العامة تسربوا بالطبع إلى مختلف مستويات اجهزة أمن العسكر, فأمن الدولة تلك العصابة التي تمارس الارهاب ضد الشعب, تضم ضباطاً من الشواذ جنسياً مثل الرائد “محمد البكساوي” وشهرته شريف درويش، الذي كان مسؤولاً عن أمن الدولة بكلية الهندسة !
ومن البديهي أن يكون ولاء الشاذ جنسياً لمنظومة القيم التي تدافع عن حقوقه, ومن الطبيعي أن يكون هؤلاء علمانيون لا يؤمنون بالله ويعادون الاسلام !
ان النسبة المخيفة التي تحدث عنها د. محمد عباس سنة 2002 والتي بلغت 10% ومع الانتشار السرطاني لوباء الشذوذ في دولة العسكر, يجعلنا نكف عن الاستغراب من الحرب الشرسة التي يشنها الانقلاب وقائده على الاسلام !
ويجعلنا لا نستغرب كثيراً من أن يعلن ( عبيط القرية ), عن ردته عن الاسلام علانية وبكل بجاحة, ويقول أن هناك نصوصاً تعادي الدنيا كلها !
لم يعد التناقض في تصريحاته قبل الانقلاب والتي تحذر من استخدام الجيش للعنف في سيناء وتدميره لمدينة رفح وقصفه للمنازل في سيناء بعد الانقلاب, أمراً مستغرباً, فهو مأمور ومسير ولا يملك من أمره شيئاَ, بل أن نبرة الإغراء التي يستخدمها عباس مدير مكتبه مع ( احمااااد ) في التسريبات الأخيرة ونحنحة سيده ( عبيط القرية ) اصبحت ولا شك أمراً مفهوماً !
ويبدو أن مدير المخابرات الحربية السابق والمسؤول عن جريمة كشوف العذرية إبان الثورة, بحاجة هو ومدير مكتبه إلى كشف عذرية !
قالت المتحدثة بإسم الخارجية الاميركية ماري هارف، أن “الوزارة لا تزال تعد الإخوان جماعة غير إرهابية. واضافت بل إن الجماعة تقدمت بطلب إلى وزارة العدل الأميركية، لكي تتم معاملتها كواحدة من المنظمات السياسية المعترف بها في الولايات المتحدة، ومن ثم يتاح لها العمل العلني في الأراضي الأميركية”. وعندما سئلت هارف عما إذا كانت اطلعت على البيان الذي تم نشره على الموقع الرسمي للجماعة الأسبوع الماضي، أجابت أن متابعة موقع الإخوان على الإنترنت، لا يمثل أحد أولويات القراءة الصباحية لديها، خاصة أن البيان طالب أنصار الجماعة بالاستعداد للجهاد، واستفسر موجه السؤال عن تعليق الإخوان على هذا البيان. وأشارت هارف إلى التنديد بالعنف من أي اتجاه بما في ذلك الدعوة التي تضمنتها الرسالة المرفقة بأحد مقاطع الفيديو على الموقع الرسمي للجماعة، ولكن شددت هارف على أن البيان ربما تتحمل المسئولية عنه مجموعة القصاص الثوري في مصر. وعندما سئلت عما إذا كان البيان سيؤدي إلى تغيير طريقة التعامل مع الجماعة، أكدت هارف أن “الإدارة الأمريكية تتعامل مع مختلف مكونات الطيف السياسي في مصر، وأن الجماعة لا توصف بأنها جماعة إرهابية في الولايات المتحدة”.
اهتمت مجلة " ديلي بيست" الأمريكية بخبر الإفراج عن مراسل قناة الجزيرة، بيتر جريسته، وترحيله خارج مصر، وفقا للمرسوم الرئاسي الذي يقضي بترحيل السجناء الأجانب وأصحاب الجنسية المزدوجة إلى بلادهم.
وقالت المجلة، في تقرير لها، بعنوان " في مصر.. بينما يُفرج عن الصحفيين الأجانب ..يتعفن المصريون داخل السجون"، لقد اعتقل جريسته هو ومحمد فهمي وباهر محمد بتهمة نشر أخبار كاذبة عن مصر والتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين، وصدر ضدهم أحكام تتراوح بين 7 إلى 10 سنوات.
وأضافت، لكن المرسوم الرئاسي الذي أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي كان بمثابة طوق النحاة لجريسته وفهمي، فالأول أسترالي الجنسية، أما الثاني فهو مواطن مصري كندي، وهو ما دفعه للتنازل عن جنسيته المصرية ليحصل على الحرية، ولكن ماذا عن باهر محمد، المصري الوحيد بالقضية..؟، إنه لا يحمل سوى الجنسية المصرية.
ونقلت المجلة عن جيهان راشد، زوجة باهر محمد، قولها " انهرت عندما سمعت لأول مرة أنه تم إطلاق سراح بيتر، وسيتبعه فهمي بعدما تنازل عن جنسيته، فرحنا من أجلهم ولكن ماذا عن زوجي لا شئ جديد بالنسبة له".
وأضافت راشد" بيتر غير مصري، وفهمي تنازل عن هويته من أجل الحرية، ولكن باهر لا يزال عالق، ولعل الرسالة الوحيدة المفهومة من ذلك هي: أن تكون مصري فهذا لن يعطيك أية مميزات وستظل بالسجن"- وفقا للمجلة.
وأشارت المجلة، إلى أن أسرة باهر، مصابة بالرعب من أن تهدأ القضية بعدما تم الإفراج عن الأجانب، وتتخلى الحكومات الدولية عن المطالبة بالإفراج عن باهر.
ولفتت إلى أن باهر ليس الصحفي المصري الوحيد الموجود بالسجن، فيوجد 10 صحفيين قابعين في السجن وجميعهم مصريين ولكنهم نُسوا داخل السجون، وهو ما يضع مصر بين أسوأ 10 دول على مستوى العالم في حبس الصحفيين وفقا للجنة حماية الصحفيين.
وتابعت، محمود أبو زيد المعروف بـ "شو كان"،هو مصور مصري يبلغ من العمر 27 عاما، هو واحدا من أقدم الصحفيين الذين تم حبسهم، حيث تم اعتقاله في صيف 2013، ومنذ ذلك الحين يقبع في السجن دون أي تهمة.
تحت عنوان" مراهق أيرلندي مسجون في مصر منذ 540 يوما يواجه عقوبة الإعدام" نشرت صحيفة التايمز، اليوم مقالاً لـ"بيل ترو" حول قصة هذا المعتقل. وقال كاتب المقال: إن "المراهق الأيرلندي إبراهيم حلاوة، 18 عاماً، كان يشارك الصحفي الإسترالي بيتر جريست نفس زنزانته، وكان يقضي إجازته بمصر في أغسطس 2013 عندما صادف مروره بالقرب من مسيرة تضامنية مع الرئيس محمد مرسي، واعتقل مع المئات في ذلك اليوم".
وأوضح كاتب المقال، أن "والد حلاوة أحد أهم الأئمة في أيرلندا، ومن المقرر أن يحاكم إبراهيم حلاوة مع 493 بتهم القتل والتظاهر وإهانة عناصر الشرطة وإحراق مبان حكومية، وفي حال إدانته سيكون مصيره الإعدام".
وفي مقابلة أجراها "ترو" مع شقيقة حلاوة، أكدت أنه " يعاني من الاكتئاب ولا يتحدث مع أحد"، كما أكدت أن عائلتها تقدمت بطلب ترحيل لإبراهيم منذ 3 أشهر، إلا أنه لم يتغير شيء حيال وضعه، وكان الانقلاب قد رحل غريست إلى بلاده مؤخراً بعدما تقدم بطلب لترحليه، كما أن الصحفي المصري حامل الجنسية الكندية محمد فهمي سيرحل قريباً بعدما أجبر على التخلي عن جنسيته المصرية.
وعبرت شقيقة حلاوة عن خيبة أملها من الحكومة الايرلندية لأنها لم تحرك ساكناً لنجدة أخيها وإطلاق سراحه من السجون المصرية.
حلاوة يقبع في السجون المصرية منذ عام ونصف و اعتقل وهو قاصر، ووضع في سجن للرجال باديء الأمر، و"في زنزانة فيها 60 شخصاً مليئة بالحشرات، وقدم له طعاماً رديئاً"، بحسب الرسالة التي سربها حلاوة لعائلته. وكتب حلاوة في الرسالة عن المعاملة السيئة التي يتلقاها في السجن وقال "يطلب منا تفتيشنا ونحن عراة، وأن الحراس يجرون المساجين لخارج الزنزانة ويغتصبونهم ويمشون على ظهورهم ويضربونهم بالعصي".
ما هو الفرق بين جرائم أمريكا التي ارتكبتها منذ أن أصبحت قوة عظمى وحتى الآن , بما فيها إبادة ملايين المواطنين الأصليين من الهنود الحمر .. وجرائم أدواتها وعملائها الذين زرعتهم في طول العالم وعرضه . كـ (إسرائيل + القاعدة +داعش ) , ناهيك عن مليشيات وعملاء إيران الذين لولا احتلال أمريكا للعراق وتدميره وقتل خيرة أبناء شعبه الوطنيين وخاصة الخبراء والعلماء والقادة العسكريين لما استطاعوا أن يصلو إلى حدود العراق أصلاً , ولما استطاعت القاعدة أو داعش أن تدنس شبر واحد من أرض العراق .
بادئ ذي بدء , ولكي لا يقال عنا أو نتهم بأننا ندعم أو نؤيد هذه الجهة أو تلك , أو نتشفى أو نشمت بأي دولة عربية أو أجنية تعرضت أو تتعرض أو ستتعرض لأي عمل همجي إرهابي جبان , بما فيها تلك الدول العربية وغير العربية التي ساهمت وساعدت وسهلت جميع ما خططت له الولايات المتحدة وربيبتها الكيان الصهيوني من عمليات سرية ومخابراتية تكللت بتدمير منظم لأغلب الدول العربية وغير العربية التي لم تكن تدور في فلكها , أو عارضت سياساتها خاصة في منطقة الشرق الأوسط , أو رفضت الاعتراف بكيانها المسخ , وعلى رأسها العراق الذي تم استهدافه بشكل واضح وصريح ووقح منذ عام 1980 وحتى يومنا هذا .. ولا داعي للدخول في التفاصيل المملة التي بات يعرفها القاصي والداني .. وعلى رأسها توقيت التغيير الذي حصل في إيران عام 1979 , ومن أوصل الخميني لحكم إيران ؟, ولماذا وكيف تمت أكبر صفقة في تاريخ العالم باسم الإسلام زوراً وكذباً وبهتاناً لكي نصل إلى ما وصلنا إليه .. والقادم ربما سيكون أفظع وأبشع إذا ما استمر الحال والوضع على ما هو عليه !؟.
فبما لا يقبل الشك وبدون تردد قلناها ونقولها .. ندين ونستنكر بأشد عبارات الشجب والاستنكار كافة الأعمال الوحشية التي تطال الأبرياء , بما فيها هذا العمل الوحشي والهمجي الجبان الذي تعرض له الطيار الأردني معاذ الخطيب رحمه الله على يد ما يسمى جنود أو قوات الدولة الإسلامية ( داعش ) في سوريا , ونتقدم بأحر التعازي لأهله ولذويه , مع قناعتنا المطلقة بأنه رحمه الله .. لم يذهب للنزهة أو لنثر الحلوى والزهور على رؤوس أهالي سوريا المنكوبين ؟, بل ذهب بمهمة أبسط ما يمكن أن نقول .. و يقال عنها بأنها مهمة قتالية حربية , تخدم بالدرجة الأولى المصالح الصهيونية والأمريكية والإيرانية في المنطقة , وليلقي بحمم نيران صواريخه الذكية التي تحملها طائرته الأمريكية الأف 16 على رؤوس أناس عزل لا حول لهم ولا قوة , شئنا أم أبينا صاروا وأصبحوا وأمسوا بين فكي كماشة النظام السوري المجرم , والعصابات الإجرامية الممولة والمدعومة بالخفاء والعلن من كل من أمريكا وإيران , ورهائن وأهداف سهلة لنيران داعش ونيران بشار الأسد منذ أكثر من ثلاث سنوات !, والآن جائت نخوة العرب الهواشم الاردنيين ؟, والمغاربة والقطريين والبحرنيين والأماراتيين الذين تقودهم أمريكا وتحالفها - الغربي - العربي الجديد ؟, والذين على ما يبدو قد صحت ضمائرهم بعد حرق وتدمير سوريا وقتل أكثر من نصف مليون إنسان بريء , وتشريد أكثر من 7 مليون نسمة من سكانها , وبعد محو وحرق وتدمير مدن وقرى بأكملها .
ومن يعترض أو يقول غير ذلك .. فإننا نقول له .. أو نسأله ؟, لماذا أمريكا والغرب والدول العربية سكتوا دهراً ونطقوا كفراً وإجراماً ؟, لماذا تركوا النظام الوحشي السوري يقتل ويذبح بدون رحمة بهذا الشعب الأعزل على مدى أكثر من ثلاث سنوات ولم يحركوا ساكناً , بل ولم يدعموا الجيش الوطني الحر دعماً حقيقياً , من أجل التعجيل بإسقاط النظام السوري بأسهل وأقصر الطرق , وبوقت وكلفة بشرية ومادية أقل بكثير مما هو عليه الآن !؟.
ولماذا الآن فقط تحركت ضمائرهم الميتة أصلاً من أجل إنقاذ الشعب السوري المنكوب , وجر الدول العربية لهذه الحرب الجديدة الشريرة والقذرة ليتقاتلوا بواسطتنا مع خصومهم على أراضينا .. إن كان لديهم خصوم غيرنا نحن أحرار الأمة العربية والإسلامية الرافضين للهيمنة الأمريكية والتطبيع مع العدو الصهيوني , ولنتقاتل فيما بيننا نحن العرب من أجل ضمان مصالحهم وبقاء هيمنهم مئة عام أخرى على مقدراتنا وثرواتنا ؟, ألا يكفيهم ما تقوم به الأنظمة العربية العميلة من المحيط الخائر إلى الخليج الخادر من عمليات قمع وإبادة بحق شعوبهم , وخاصة ما يقومان به النظامين العميلين السوري والعراقي من قتل وحرق وإبادة لأبناء شعبيهما بواسطة المليشيات الإيرانية والقاعدة التي تحولت إلى دواعش أمريكية وإيرانية وخليجية وتركية .. وغيرها من التنظيمات والمليشيات الإجرامية والإرهابية التي وصل عددها إلى أكثر من 45 ميليشا , تسرح وتمرح وتصول وتجول بين سوريا والعراق خدمة للأجندة والمصالح الأمريكية والإيرانية المشتركة .
ألا ينطبق تحرك أمريكا والغرب والعرب واسلوب صحوة ضمائرهم المتأخرة لأكثر من 3سنوات , على نفس الطريقة الرخيصة والاسلوب القديم الجديد الذي تعاملوا به أو اتخذوه حيال محنة المسلمين في البوسنة والهرسك والإبادة الجماعية التي تعرضوا لها ما بين عام 1992, وانتهت عام 1995 , والذين تركوهم نفس هؤلاء المدافعين عن حقوق الإنسان والشرعية الدولة آنذك لقمة سائغة وفريسة سهلة للوحوش الصرب المجرمين يقتلون ويحرقون بيوتهم ويدمرون مدنهم وقراهم ويفتكون بأبنائهم ويستحيون نسائهم على مدى ثلاث سنوات أيضاً , حتى وصل عدد من اغتصبن من الفتيات البوسنيات المسلمات إلى أكثر من 70 ألف أمرأة وطفلة .
وبما اننا نستنكر وندين كما أشرنا .. قتل أي انسان مهما كان دينه أو مذهبه أو قوميته بهذه أو بغيرها من الطرق السادية والوحشية , لابد لنا أن نعود بالذاكرة قليلاً إلى الوراء ونستذكر تلك الجرائم الوحشية الجبانة التي نفذتها الطائرات الأمريكية منذ بداية ما يسمى بـ " عاصفة الصحراء " ابان ما يسمى بعملية تحرير الكويت ؟, وما سبقها من عمليات عسكرية قل لها نظير في تاريخ الحروب التقليدية , حيث شنت الطائرات الأمريكية والإسرائيلة والسعودية والبريطانية وغيرها غاراتها على مدى أربعين يوماً من القصف المنظم , وألقت خلال تلك الغارات العدوانية والإنتقامية آلاف الأطنان من الصواريخ والمتفجرات , دكت خلالها جميع مرافق ومشاريع وطرق وجسور ووزارات ودوائر الدولة العراقية ولم تترك حجر على حجر في العراق , فاقت تلك الحملة الصهيونية الصليبة بوحشيتها جميع الحروب .. بما فيها الحربين العالميتين الأولى والثانية وحتى الحرب على اليابان أو كوريا , وكانت أبشعها وأخسها وأجبنها وقعاً وشدة على نفوس العراقيين هي استهداف أكثر من 25 ملجأ .. لجأ إليه العراقيين العزل أطفالاً وشيوخاً ونساء , وعلى رأسها جريمة استهداف ملجأ العامرية الشهيد الذي مازالت رائحة الدم والموت تفوح منه حتى الآن , والذي ذهب ضحيته أكثر من 400 شهيد بين طفل وشيخ وأمرأة , مازالت أثار دمائهم وجلودهم وجماجمهم مطبوعة على جدران الملجاً المنكوب .
جريمة ملجأ العامرية .. التي لم ولن يمحو التاريخ البشري آثارها أبداً , والتي كانت ومازالت وستبقى ماثلة أمام أعين ذويهم وأهاليهم وجميع العراقيين والعرب الذين سمعوا أو زاروا ذلك الملجاً جيلاً بعد جيل , لكن الغريب العجيب في الأمر .. هو أننا كعراقيين لم نجد خلال تلك الفترة من يقف معنا أو يواسينا أو حتى يذرف ... ولو دموع التماسيح على ضحايانا وقتلانا وهم بالملايين وليس بالمئات أو بالعشرات !؟؟, لكننا اليوم ... ويا لسخريات القدر نرى الصلف والعهر والكيل بمكيالين وازدواجية المعايير تتجسد بأبشع صورها , خاصةً عندما رأينا بالأمس القريب كيف توافد وتقاطر زعماء دول العالمين العربي والإسلامي على العاصمة الفرنسية باريس لتقديم العزاء للحكومة والشعب الفرنسي , ووقفوا بدون حياء وخجل صفاً واحداً دقيقة صمت على أرواح الفرنسسن الـ 10 ؟, جنباً إلى جنب مع أعتى عتاة القتل والإجرام والإرهاب الصهيوني " بنيانين نتن ياهو " قاتل أطفال فلسطين ولبنان بالآلاف , ونرى كذلك القتلة والمجرمين والإرهابيين أنفسهم يدينون ويستنكرون هذه العملية الإرهابية أو تلك , التي هم وليس غيرهم من يقف وراءها أو من هيئا لها الأرضية الخصبة ,أو دعمها بالمال والسلاح , أو ألقت طائراته وطياريه العميان ؟؟؟, بطريقة أو طرق الخطأ المتكررة الأسلحة والأغذية عليهم !؟ أي على إرهابيي داعش .. وغيرهم !؟؟؟.
والآن جاء دور تمثيلة ومسرحية الوقوف مع الاردن بسبب مقتل طيار قاتل وقتل , وكان بالأمكان أن يُقتل بنفس طريقة داعش !, في حال لم يتمكن من القفز من الطائرة قبل تحطمها ويموت حرقاً أيضاً !؟. أليس كذلك يا قادة وزعماء أمة العرب والإسلام الأمريكي الإيراني الجديد ..!؟؟.
لماذا لم تتحرك ضمائركم يا قادة وزعماء العالم الغربي والعربي .. قبل تدمير وحرق العراق وسوريا وتشريد وتهجير عشرات الملايين من أبنائهم .. وبعدها ؟, والآن عندما شنت أمريكا وحلفائها حرب إبادة جديدة على الشعبين بحجة محاربة إرهاب داعش ؟, وما جرى منذ عام 2001 و2003 في أفغانستان والعراق , والآن تُحرق كل من سوريا وليبيا واليمن وحتى مصر , ويقّتل أبناء شعوب هذه الدول بعضهم بعضا والعالم كله يقف موقف المتفرج ؟, ألم تقتل أمريكا وحلفائها العرب الخليجيين والغربيين خلال الحصار الإجرامي فقط .. أكثر من مليوني عراقي بسبب نقص الدواء والغذاء , والآن ومنذ عام 2003 وحتى الآن .. ألم يقتل أكثر من مليوني عراقي أيضاً ؟, ألم تعيث مليشيات إيران في العراق سلباً ونهباً وقتلاً بأبناء هذا الشعب , ويسقطون بالمئات يومياً بين قتيل وجريح ومخطوف ومنفي ومهجر , على أيدي نفس العصابات المدعومة والمسكوت عليها من قبل أمريكا بالسر , والمليشيات الإيرانية المدعومة والمسيرة من قبل إيران بالعلن !؟, كما هي .. مليشيات الغدر " بدر " التي يقودها هادي العامري , أو العصائب التي يقودها الخزعلي وغيرهم من أمراء الحرب الطائفية المليشياوية التي تدور رحاها على مدار الساعة لتطحن ما تبقى من أرواح وعظام العراقيين بكل مكوناتهم وقومياتهم بتواطؤ وسكوت وصمت دولي غربي وعربي مريب ومرعب
أصدرت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة قراراً باعتبار كتائب عز الدين القسّام منظمة إرهابية. الأمر الذي كشف عن مدى التدهور في عدالة القضاء المصري ومكانته. فقد برزت عدّة محاكم كأداة بيد السلطة تُصدر الأحكام المسيّسة جُزافاً، وبلا أي أساس من بيّنة وأصول محاكمات. وهو أمر لم يعرفه سابقاً القضاء المصري الذي اشتهر منذ عهد الملك فاروق بالعدالة والنزاهة فضلاً عن ارتفاع المستوى القضائي.
فمنذ الثالث من تموز/يوليو 2013 تدهور الوضع القضائي إلى مستوى أن تحكم محكمة بالإعدام على خمسماية متهم بتهمة قتل ضابط في تظاهرة اقتحمت مركزاً للشرطة. وقد صدر الحكم بناء على قائمة قدّمها، الإدعاء، ومن دون أن يتكلف القاضي بقراءة أسماء الذين صدر الحكم بحقهم. وهذا مثل واحد من أمثلة تبلغ العشرات من أحكام صدرت بالجملة، إعداماً أو مؤبداً أو سنين عدداً.
إلى هنا يبقى الشأن مصرياً، بالدرجة الأولى، ولكن أن تُصدر محكمة القاهرة للأمور المستعجلة قراراً يدين بالإرهاب كتائب عز الدين القسّام، فالأمر يمسّ القضية الفلسطينية. وكذلك يمسّ الأمن القومي المصري الذي تشكل المقاومة، وفي مقدمها كتائب عز الدين القسّام، جبهة أمامية وعمقاً استراتيجياً له في مواجهة جيش الكيان الصهيوني.
كان الجيش المصري يعتبر قطاع غزة خاصرة رخوة لمصر عندما احتل سيناء مرتين. وقد تغيّرت هذه المعادلة بعد أن اشتدّ ساعد المقاومة بقيادة عز الدين القسّام وسرابا القدس في قطاع غزة. وهو ما تكرسّ في حروب 2008/2009 و2012 و2014.
إن قرار المحكمة المذكورة لا علاقة له بقضية أو قضايا يمكن أن تتهم بها كتائب عز الدين القسّام وتدخل في مجال القضاء. فهو قرار سياسي جاء جزءاً من الاستراتيجية السياسية المصرية في عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالنسبة إلى قطاع غزة عموماً، والمقاومة خصوصاً.
ثمة مجموعة من الدلائل الواقعية التي لا جدال حول وقوعها من عدمه. وقد بدأت بضرب حصار خانق من خلال إغلاق معبر رفح، ثم بتدمير الأنفاق وصولاً إلى تدمير أحياء بعمق ألف متر في مدينة رفح حتى الآن. وذلك لعزل القطاع وإحكام الحصار عليه. وقد تَوّجت هذه الإجراءات بالموقف الذي عالجت به السلطات المصرية حرب العدوان الصهيوني في شهري تموز وآب/ يوليو وأغسطس، لمدى 51 يوماً، في العام 2014. وقد انحازت فيه ضدّ الشعب والمقاومة في قطاع غزة إذ استمر الحصار الخانق في أثناء الحرب ولم يسمح حتى بإدخال الدواء ولفافات تضميد الجراح أو دخول الوفود الطبية، أو نقل الجرحى. وأما بالنسبة إلى وقف إطلاق النار والرعاية المصرية للمفاوضات المباشرة فقد أكد أكثر من شارك من فصائل المقاومة بأن الراعي المصري هو الذي كان يُفاوض ضدّ مطالب المقاومة المنتصرة، ثم هو الذي قرّر إنهاء هذه المفاوضات. مما أدّى إلى حرمان الانتصار العسكري الذي حققته المقاومة من أن يتعزز سياسياً. وما زال قطاع غزة يعيش تحت حصار اشتدّ بعد الحرب عما كان عليه قبلها.
وإذا سأل أحد عن الهدف من الحصار، فليس هنالك من هدف لأي حصار، بل كل حصار، إلاّ الإخضاع والتركيع بعد التجويع وإنهاك القوى.
• والسؤال ماذا تريد السياسة المصرية من قطاع غزة وفصائل مقاومتها؟
• نجد الجواب في خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي في مؤتمر الدول المانحة الذي عقد في القاهرة. وذلك، بالطبع، فضلاً عما تكشف عنه جملة الدلائل-الوقائع المذكورة أعلاه. لقد جاء في ذلك الخطاب أن إعمار غزة يقوم على محورين: الأول تهدئة دائمة. والثاني: استعادة السلطة الوطنية كامل السلطة على كل قطاع غزة. وكان الرئيس محمود عباس بعد لقاء ثلاث ساعات مع الرئيس المصري قد أعلن في مجلس الجامعة العربية، أن لا مصالحة فلسطينية إلاّ بتحقيق ثلاثة شروط: الأول قرار واحد للسلم والحرب، والثاني سلطة واحدة في كل المجالات، والثالث: سلاح واحد وهذا يعني مصادرة سلاح المقاومة وعدم بقائه بيد فصائل المقاومة.
فالجواب على السؤال ماذا تريد السياسة المصرية من قطاع غزة ومقاومتها؟ تريد إنهاء المقاومة المسلحة وحالة المقاومة في قطاع غزة وإخضاعه كلياً لسلطة رام الله، وبهذا يصبح الوضع في قطاع غزة كالوضع الحالي في الضفة الغربية. وهذا ما يتضمنه الشرطان اللذان وضعهما الرئيس المصري في خطابه أمام الدول المانحة لإطلاق إعادة بناء القطاع: تهدئة دائمة، وتسلم سلطة رام الله كل المجالات في قطاع غزة.
هذا وأن المرء ليعجب إذا وجد من يجادل بأن نزع السلاح من المقاومة في قطاع غزة، فضلاً عن كتائب عز الدين القسّام، لا يشكل كارثة للأمن القومي المصري كما للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني واستراتيجية المقاومة والانتفاضة في فلسطين بعامة. ومن ثم فهو يقدّم خدمة للكيان الصهيوني ما كان ليحلم بها.
أما ماذا وراء هذه الاستراتيجية بكل هذه السلبيات التي تحملها، والتي تكاد تعصى على التفسير إذ لم يذهب إلى مثلها حتى نظام حسني مبارك في أسوأ مراحله الأخيرة، فالجواب، وفي أحسن الحالات، لا بدّ من أن يُرى في الاستراتيجية المصرية التي قد يكون السيسي يحضر لها عربياً. ولكن لهذا التقدير حديث طويل لا تحتمله هذه المقالة.
إذا صحّ ما تقدّم في ما يتعلق بالذي تسعى إليه السياسة المصرية في قطاع غزة تكون هذه السياسة على خطأ فادح ليس على مستوى القضية الفلسطينية والمقاومة والشعب الفلسطيني والأمن القومي المصري فحسب، وإنما أيضاً، تخطئ في كيفية مواجهة الإرهاب في سيناء وفي الداخل المصري. وقد استفحل في سيناء إلى حدود خطرة جداً، ولا يجوز إلاّ أن يوضع لها حدّ، وبأسرع ما يمكن.
لقد تبيّن في كل التجارب أن مواجهة الإرهاب الذي يلجأ إلى السلاح في الداخل القطري العربي لا يكفي أن يُعتَمَد فيه على الرد العسكري والأمني وحدهما، بالرغم من أهميتهما وضرورتهما، وإنما يجب أن تتشكل، في الرد جبهة شعبية واسعة ووحدة داخلية متينة, الأمر الذي يتطلب معالجة التناقضات الداخلية بروح التصالح والتوافق. لأن القوى التي لجأت إلى السلاح أصبحت قوية وأشدّ خطراً بسبب إفادتها من التناقضات والصراعات السياسية الداخلية في ما بين أطراف تشترك من حيث الجوهر في رفضها ومقاومتها. ولكنها راحت تُغلّب ما بينها من خلافيات وتناقضات على الخطر الآتي من القوى الذاهبة إلى الفوضى والعنف الأعمى بهدف الوصول إلى امتلاك حواضن اجتماعية تذهب إلى الحروب الأهلية.
ففي مصر يتطلب إغلاق ملف الإرهاب المسلح في سيناء أو في الداخل أن يُعاد التوافق بين الجيش والقوى الشعبية التي شاركت في ثورة يناير. فاستمرار الاعتقالات والعداء للقوى الإسلامية المعتدلة وفي مقدمها الأخوان المسلمون، كما توسّع الصراع مع قوى شبابية وقومية ناصرية ويسارية من شأنه أن يفتح باباً واسعاً لإفادة قوى الإرهاب المسلحة من هذه الصراعات والتناقضات الداخلية، فيما ثمة أرضية مشتركة، موضوعياً، لمعالجة تلك الصراعات والتناقضات والخروج منها، بجبهة واسعة ووحدة وطنية قوية تقف وراء الجيش في مواجهة قوى العنف والارهاب في سيناء والداخل المصري.
ومن هنا نلمس فداحة الخطأ المرتكب بحق كتائب عز الدين القسّام حين يتبرع بها لتوضع في خندق الإرهاب، وهي التي ترابط على خط المواجهة ضدّ العدو الصهيوني، وقد أثبتت جدارتها في صنع انتصارات المقاومة في قطاع غزة. وتشكل بندقيتها نقيضاَ للبندقية التي توجّه إلى صدر الجيش المصري بدلاً من أن تُوجّه إلى العدو الصهيوني، ناهيك عن أهمية أن تكون كتائب عز الدين القسّام وحماس وكل فصائل المقاومة في قطاع غزة وفلسطين ظهيراً لمصر والجيش المصري.
حقاً أيّة استرتيجية هذه التي تقود مصر اليوم وهي تعلنها حرباً ضدّ المقاومة، كل المقاومة عملياً، وكل الشعب في قطاع غزة فيما الجيش يتلقى الضربات الغادرة من قِبَل الإرهاب في سيناء، وفيما تؤكد كتائب عز الدين القسّام وسرايا الجهاد كما كل فصائل المقاومة حرصها على بناء أقوى تعاون مع كل مصر قيادة وجيشاً وشعبا
المصريون - جهان مصطفى ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن ما سمته "القمع" ضد الإسلاميين في مصر, هو الأبشع والأقسى من نوعه, ولا توجد أي بوادر على احتمال التراجع عنه. وانتقدت الصحيفة في تقرير لها في 4 فبراير حكم الإعدام ضد 183 شخصا, متهمين بمهاجمة قسم شرطة كرداسة بمحافظة الجيزة المصرية عام 2013. وتابعت " الإعدامات الجماعية المتكررة ضد أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي, أثارت انتقادات دولية وحقوقية واسعة, باعتبار هذا الأمر استخفاف بالعدالة وبالقانون الدولي". وكانت محكمة جنايات الجيزة قضت في 2 فبراير بإعدام 183 في القضية المعروفة إعلاميا باسم "أحداث كرداسة"، كما قضت بمعاقبة طفل بالحبس عشر سنوات، وبراءة اثنين، وانقضاء الدعوى لاثنين آخرين لوفاتهما. وجاء القرار السابق بعد أن أحالت المحكمة في 2 ديسمبر من العام الماضي أوراق جميع المتهمين إلى مفتي الجمهورية للنظر في قرار إعدامهم، وحددت جلسة 2 فبراير للنطق بالحكم. ونشرت وكالة "الأناضول" رأي المفتي الذي أرسله للمحكمة, وقال فيه "إن الجرائم التي نسبت إلى المتهمين قد اشترك في ارتكابها جماعة مكلفة، ونفذوها طبقا لاتفاق مخطط له في اجتماع دار بينهم تم فيه توزيع الأدوار عليهم، وقد توافرت في حق المتهمين أركان جريمة الحرابة، فكان جزاؤهم الإعدام". ومن بين المتهمين 151 معتقلا، و37 هاربا، وُجهت لهم عدة تهم منها الاشتراك في استهداف مركز شرطة كرداسة يوم 14 أغسطس 2013 (عقب فض اعتصامي ميداني رابعة والنهضة), والذي راح ضحيته 11 شرطيا من قوة القسم، واتهمتهم بالتمثيل بجثث أفراد الشرطة بعد قتلهم, والشروع في قتل عشرة أفراد آخرين. يشار إلى أن مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة طالبت في ديسمبر من العام الماضي بإلغاء أحكام الإعدام بمصر في قضية اقتحام مركز شرطة كرداسة. وقال المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان روبرت كولفي حينها :"إن الأمم المتحدة اعترضت على هذه الأحكام وتأمل تغييرها"، مضيفا أن الأحكام الجماعية تثير دائما تساؤلات حول عدالة ونزاهة المحكمة التي أصدرتها.
كشف مصدر مطلع من داخل غرفة عمليات فريق التفاوض الخاص مع تنظيم "دولة العراق والشام" لإطلاق سراح الطيار الأردني معاذ الكساسبة، أن الأردن هي من رفضت القيام بعمليات لتحرير الطيار.
وقال المصدر في تصريحات لموقع "العاصمة ديلي نيوز": "الحكومة الأردنية رفضت دعوات متكررة من قِبَل فريقنا للقيام بعملية تحرير لطيارها عن طريق اختطافه، كان آخرها قبل إحراقه بيوم واحد".
وأوضح المصدر أن فريق المفاوضات أدرك فشل صفقة التبادل بين الطرفين، مشيرًا إلى أنه تم التخطيط مرارًا لعملية خطف الكساسبة "وكنا نطلع ضابطًا من جهاز المخابرات الأردنية يلقب بـ(أبي عون)".
وأضاف أن المجموعة التي كان من المقرر تحريرها الكساسبة، بدأت بعمليات تمهيد على الأرض من اغتيالات وغير ذلك في صفوف التنظيم، مشيرًا إلى أن المجموعة اغتالت قبل أيام قليلة "أحد أخطر الأمنيين في تنظيم الدولة في منطقة تل أبيض، وكان يدعى التمساح، بجانب أربعة من مرافقيه".
وتابع بقوله: "لقد أحرقت طائرات التحالف معاذ الكساسبة قبل أن يقوم التنظيم بحرقه بالفعل، إلى جانب ذلك كان الضابط (أبو عون) يمنعنا من تنفيذ عملية اختطاف الطيار بحجة الحرص على حياته رغم تأكيده لنا أن خطتنا لاختطافه كانت محكمة بدرجة 100%".
ونفى المصدر الأنباء الذي تحدثت عن إحراق الطيار الأردني قبل نحو الشهر، بالاستناد إلى التقنية العالية التي صُوِّر فيها فيديو الإعدام، وقال: "الأنباء مضللة، والكساسبة أحرق بتاريخ 3/ 2/ 2014، أما عن التقنية التي توصف بالعالية فيمكن أن يكون التنظيم قد أنتج الفيديو كاملًا قبل مدة، ثم ألصق فيه الجزء المتعلق بعملية الإحراق".
وعلى صعيد متصل اكد والد الطيار في فيديو له ان طائرة اماراتية هى من قصفت طائرة ابنه وليست داعش وانه تم استدعاء ابنه دون غيره من طيارين ليقوم بهذا المهمة ما يلقي بظلال من الشك حول الحادث.
فيما قال المخرج أحمد عبدالحميد، إن الفيديو الذي نشره تنظيم داعش وادعى فيه أنه لإعدام الطيار الأردني، هو فيديو مفبرك، داعيًا المواطنين إلى الاستمتاع بمشاهدة مشهد سينمائي تم صنعه بشكل سئ.
وأضاف عبدالحميد لـ"الوطن" أن الفيديو تم تصويره بواسطة خمس كاميرات، وأن الشخص الذي ظهر داخل القفص وهو يحترق هو مجرد كومبارس فشل في أداء الدور المطلوب منه، حيث أن رد فعله وهو محترق غير طبيعي أو تلقائي، ومفتعل. وأوضح عبدالحميد أن التنظيم استخدم الماسك الذي يتم استخدامه في الأعمال السينمائية، لحماية الممثل من الحرق، مشيرًا أن ذلك كان واضحًا عندما لم يظهر سوى عين الممثل في الفيديو، معتبرًا أن هذا المشهد لا يصعب على أي متخصص في هذا المجال اكتشاف أنه غير حقيقي ومجرد مشهد سينمائي لم يتم صنعه باحترافية