إن الذي شاهد محمد حسنين هيكل على قناة الجزيرة يلاحظ فيه انهزامية عميقة متغلغلة في عظامه ونخاعه؛ فهو لا يريد الاعتراف بهزيمة أمريكا في العراق وحولها إلى فشل وأخذ يصغرها إلى أن تلاشت، كما أن هيكل حاول أن يرهب العرب المثخنين بالجراح الأمريكية بموضوع الأطماع التركية بالموصل؛ مع أن السياسيين الأميركان يعترفون بهزيمة وفشل أمريكا بالعراق جهارا نهارا وبدون مواربات هيكلية.
لقد تحول هيكل إلى عميل استراتيجي بعيد المدى لأمريكا إرضاء لنرجسيته وعقدة التكبر الطاووسية المستحكمة فيه؛ فانحاز ضميره لعدوه وأخذ ينظر له بأكثر ما يتمنى ذلك العدو.
إن الزانية لا تريد الاعتراف بضعف زانيها لأنها اختارته حسب الغرائز البهيمية؛ حيث أعجبتها قوته وجبروته حسب قانون البقاء للأصلح البيولوجي.
إن كل المتأمركين العرب والانهزاميين والعملاء والجواسيس والخونة والطابور الخامس والحكام العرب الذين ارتموا بأحضان الزاني والداعر الكبير (أمريكا) كي يزني بهم ويغتصبهم بالليل وفي وضح النهار كلهم تسيرهم الغريزة البهيمية المنحرفة بطريقة مازوخية (نسبة إلى الروائي النمساوي مازوخ الذي كان من مثليي الجنس – من تحت وبالعربي *** – ووصف في رواياته تلذذه بالعذاب الذي كان يحدثه له الزناة)؛ أي أن المازوخية تعني تلذذ الزانية بالعذاب الذي يحدثه لها الزاني السادي.
إن أمريكا قد شاخت الآن وهي على حافة الانهيار؛ فلا يريد المازوخيون العرب الاعتراف بذلك لأن اعترافهم بضعفها وعجزها دليل على انحرافهم وخطأهم بل وخطيئتهم ودليل عجزهم وإفلاسهم وبالتالي نهايتهم الذليلة في مزبلة التاريخ الكبيرة برفقة أبو رغال الذي أرشد أبرهة الأشرم على الكعبة كي يهدمها؛ وهم في دفاعهم عن أمريكا المتهاوية تحت ضربات المقاومين الأحرار البواسل؛ كالمحتضر على فراش الموت الذي يصارع بين الحياة والموت.
إن المازوخيين العرب مفتونون بأمريكا وديزني لاند ومفتونون بالغرب الصليبي بلاد الحضارة والديمقراطية؛ ولا يفهمون بأن الحضارة هي نتاج عقول البشرية بأكملها؛ وقد كان للعرب والمسلمين عبر التاريخ الإسهام الأكبر في الحضارة البشرية؛ فما زالت وزارة الدفاع البريطانية تحمل اسما عربيا وهو: آرسينال وهو مشتق من العربية (دار الصناعة)؛ حيث كانت وزارة الدفاع في الدولة الإسلامية تسمى دار الصناعة حيث تصنع السيوف والمنجنيقات وشتى الأدوات الحربية.
إن المازوخيين العرب يلعقون حذاء أمريكا المجرمة الكافرة التي دمرت وما زالت تدمر وتسفك دماء العرب والمسلمين بطريقة مباشرة وغير مباشرة بواسطة الحكام الخونة وأعوانهم من الطفيليين الفاسدين.
إن دفاع المتأمركين العرب عن أمريكا مثل الذبيحة التي تدافع عن ذباحها وتلوم بل تلعن كل من يحاول إزاحة السكين عن عنقها.
لا يشفع للدول العظمى عظمتها من الهزيمة والفشل والانهيار؛ بل إن العظمة قد تكون من الأسباب المؤدية للانهيار كما يقول المثل:"صيت الجمل قتله"؛ فإن عظمة الجمل بين حيوانات نقل الأحمال قد تكون سببا في تحميله أكثر من اللازم فيقتل كما هو حال أمريكا الآن حيث يصفها الاقتصاديون بأنها:"غول استهلاك"، لقد انهارت أمريكا في تاريخها منذ استقلالها عام 1783 مرتان: الأولى عام 1865 حيث غرقت في الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب أربع سنوات والثانية عام 1929 عندما انهارت بورصة منها تن ووصل الدولار للصفر وعطلت البنوك سنتان واستمرت البطالة والجوع سبع سنين؛ وأمريكا الآن بانتظار الانهيار الثالث؛ وحسب نظرية تعاقب الأجيال (الجيل الباني والجيل المستهلك أو الطفيلي) - للكاتب - سوف تنهار أمريكا عام 2005-+3 أي لغاية نهاية عام 2008 تكون أمريكا منهارة وسوف تمكث أمريكا في الإنعاش سبع سنين كما مكثت في الانهيارين السابقين حتى تستطيع النهوض من جديد، لقد حللت تواريخ أكثر من عشرين أمة ووجدت أنها كانت تنهار كل 70-80 سنة (عمر الإنسان) معتمدا على نظرية ابن خلدون التي تقول:"أن للأمم أعمارا كالأفراد" لأن الأمة مجموعة أفراد؛ تلك سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا. صدق الله العظيم.
لقد دأب هيكل في السابق على التمجيد بعظمة أمريكا وجنرالاتها الذين نراهم يتساقطون أمام أسود الفلوجة والمقاومة العراقية الباسلة والتمجيد بعظمة مخلبها إسرائيل وجنرالات هذا المخلب والذين تساقطوا أمام أسود حزب الله والمقاومة اللبنانية وإن شارون أعتى جنرالاتها سقط تحت ضربات المقاومة الفلسطينية.
لقد حاول هيكل في أحاديثه الأخيرة على الجزيرة إدخال الناس في متاهات بأن يجرهم إلى حوادث فرعية تافهة ليس لها قيمة تاريخية رغم أنه كان يضع في أحاديثه بعض الدسم مثل وثائق انحرافات بعض الحكام العرب.
إن هيكل والمتأمركين العرب يحافظون على أمريكا أكثر من الأمريكان ويسترون عوراتها ويحولون العورات إلى أمجاد لكنهم سوف يتساقطون عندما تسقط أمريكا المجرمة عن قريب إنه سميع مجيب.
– جنين – فلسطين www.abufarha.jeeran.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق