الشروق - عداد ــ سمر سمير
قال الكاتب البريطانى المتخصص فى شئون الشرق الأوسط، روبرت فيسك، إن الولايات المتحدة الأمريكية تفضل حكم الجنرالات فى الأماكن الساخنة، مثل مصر، عن حكم الديمقراطيين، وهو ما دلت عليه زيارة نائب وزير الخارجية، وليام بيرنز، للقاهرة الأسبوع الماضى.
ومضى فيسك قائلا فى مقال له نشرته أمس صحيفة «إندبندنت» البريطانية، إن سياسة الرئيس الأمريكى بارك اوباما قد بنيت على حطام سياسة سلفه جورج بوش الابن فى دعم الرئيس المخلوع، حسنى مبارك، ثم انتقل الى دعم الرئيس محمد مرسى بعدما فاز فى الانتخابات العام الماضى، لكن أوباما الآن (بعد عزل مرسى يوم 3 يوليو الجارى)، وبجانب رئيس الوزراء البريطانى الاسبق تونى بلير، يدعم حكم الجنرالات فى مصر، التى تواجه خطر الانزلاق الى فوضى عارمة».
ويعلق فيسك فى هذا المقال على تصريح وليام بيرنز، الذى وصفه بأنه اقوى دبلوماسى فى الولايات المتحدة الأمريكية وفى العالم، خلال زيارته للقاهرة بقوله: «لم آت إلى القاهرة بحلول أمريكية أو كى ألقى محاضرة على أحد، ولا نحاول ان نفرض أى نموذج على مصر». ووفقا للكاتب البريطانى، فإن «النموذج الذى يتحدث عنه (بيرنز) أمر غامض بالنسبة للمصريين».
وشبه فيسك الغرب (إشارة الى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال زيارة بيرنز) فى زيارات مسئوليه لدول الشرق الأوسط بأنهم يزورنها كالواعظين المبتسمين يباركون التغيير الشعبى إذا لم يكن فى أى من دول الخليج، التى تشهد حكما ملكيا، مثل السعودية والإمارات، وغيرهما.
ومعلقا على تصريح بيرنز بأن بلاده لا تنحاز إلى جماعة ولا حزب سياسى بعينه فى مصر، قال فيسك إن «الولايات المتحدة الأمريكية بذلك ليست لديها الرغبة فى أن يكون لها موقف أخلاقى مع أصدقائها فى المنطقة، ولكن هذه السياسة مختلفة بالنسبة لإسرائيل. فتراجع القوى الغربية من منطقة الشرق الأوسط ليس أمرا سيئا، ولكن يحدث مع بعض من الخزى».
وعند النظر الى قرار الاتحاد الاوروبى فرض حظر على المنتجات المستوطنات الإسرائيلية المقاومة على أراض فلسطينية محتلة، نجد أن الاتحاد الاوروبى يريد أن يظهر أنه غاضب من الاحتلال الإسرائيلى للضفة الغربية والقدس الشرقية، ولكن المحللين يرون أن الأوروبيين يعبرون عن هذا الغضب بكلمات أقل حدة، مثل «الإحباط».
ورأى فيسك أن هناك مشكلة فى السياسة الأمريكية والغربية عامة فى التعامل مع قضايا الشرق الأسط، وتحديدا عند الانسحاب منها، وهى أنهم يتراجعون وينسحبون بطريقة تتسم بالجبن، مشددا على أنه «حتى لو لم يكن لدى الفرد سلاحه، فعلى الأقل لا بد من أن يظهر بعضا من الشجاعة الأخلاقية».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق