البطل الإسرائيليّ الجديد هو بطل مصريّ: الجنرال عبد الفتّاح السّيسي. لا يجب أن تتمعّن بدقّة كي تكتشف التأييد العميق والإعجاب السريّ لدى النخبة الإسرائيليّة بقائد القوّات المسلّحة للجارة الجنوبيّة الكبيرة، الذي حبس الرئيس الذي عيّنه في موقعه.
ليس هناك شكّ أو تردّد في إسرائيل، فكلّنا مع السّيسي وكلّنا مع الانقلاب العسكريّ، كلّنا مع حقّ الجنرالات حالقي اللّحى الذين تربّوا في أمريكا في القضاء على سلطة رئيس ملتحٍ منتخب.
عندما ننظر إلى الخارج، نبحث عن دكتاتوريّين ودّيّين، ليبسطوا سيطرتهم على الشعوب العربيّة المحيطة بنا والمعادية لنا.
نخبة الوسط-يسار الإسرائيليّة ترى أنّ الخلاص (لإسرائيل) يتمثّل بالجنرالات والجواسيس والشرطيّين البارزين، الذين يلبسون الزيّ (العسكريّ) ويحملون نفس الدي.إن.إيه الفكريّ الذي نحمله نحن، فهم الذين سيحمون الوطن من الحكومات المنتخبة التي أتت بها الجماهير الحمقى.
الكلام السابق قاله المحلّل السياسيّ الإسرائيليّ آري شافيت يوم 11 يوليو في صحيفة هاآرتس الإسرائيليّة، في مقالة تحت عنوان "الشوق الإسرائيليّ للسّيسي".
من ناحيته، كتب المحلّل العسكريّ والباحث في معهد "بيغين-سادات" عامير رابابورت في مقال له بموقع معاريف يوم 6 يوليو تحت عنوان "على إسرائيل أن تكون راضية بعزل مرسي"، أنّ الجيش الإسرائيليّ يعتبر السيسي بطلاً وعبقريًا. وأضاف أنّه (السّيسي) نجح في عزل الرئيس من دون أن يقوم بالانقلاب عمليًا وبدون استخدام السلاح (؟)، وقد نجح في تشكيل جبهة مصريّة عريضة من خلفه لا تضمّ جماعة الإخوان المسلمين.
ما ذكره الكاتبان يستحقّ التدقيق والتأمّل، فهما يعبّران عمّا يدور في كواليس القيادات العسكريّة، الأمنيّة والسياسيّة الإسرائيليّة التي لا تعبّر عن مواقفها بوضوح تجاه مصر، بأمر من نتنياهو، كي لا يعرقل ذلك مخططاتهم ولا يضرّ عملاءهم هناك، تمامًا كما يفعلون مع بشّار الأسد ونظامه في سوريا. لكن بالرغم من ذلك كانت الأجواء الإعلاميّة في إسرائيل احتفاليّة بعد الانقلاب.
يوافق الكلام السابق تصريحات اللّواء المتقاعد والمدرّس في كليّة القاهرة العسكريّة أيمن سلامة لإذاعة الـ"بي.بي.سي"، حين ذكر أنّ هناك خلافات نشبت بين قيادات الجيش ومرسي بشأن الأمن في سيناء، وكانت هناك عدّة اتهامات موجّهة لمرسي من السّيسي والجيش، وأنّ مرسي "هدّد الأمن القوميّ المصريّ" في تعاونه مع حماس، إذ "سهّل لها بعض الإجراءات" التي "هدّدت الأمن القوميّ". كما ذكر اللّواء المتقاعد أنّ الرئيس رفض هدم الأنفاق مع غزّة واختلف مع قيادة الجيش في هذا الخصوص.
وعندما قال له المذيع إنّ الناس في الغرب وبعض المصريّين اعتقدوا بأنّ الجيش قام بالانقلاب دفاعًا عن حريّة الشعب المصريّ ولكنّه اتّضح أنّه حماية لإسرائيل، ردّ اللواء بطريقة ملتوية ولكنّه قال إنّه لا يمكن التقليل من شأن التعاون الأمنيّ والاستخباراتيّ بين الجيشين المصريّ والإسرائيليّ.
إنتهى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق