27 يونيو 2018

محمد سيف الدولة يكتب: أكذوبة الدولة الفلسطينية فى سيناء

لقد وصل بنا التدهور فى عصر كامب ديفيد أن استبدلنا خطر ((اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات)) بأكذوبة أن الفلسطينيين يريدون استيطان سيناء! هَزُلَت.
***
· ان قيام السلطات المصرية بإخلاء الحدود الدولية لإقامة منطقة عازلة، بالإضافة الى قيامها بالتنازل عن الجزيرتين المصريتين تيران وصنافير للسعودية، قد دفع كثيرا من الناس الى تصديق ما يتردد عن تأسيس دولة فلسطينية على جزء من ارض سيناء بمشاركة ومباركة مصرية رسمية.
· ولكنني رغم ذلك أكاد أقطع ان الحديث عن أى نوايا مصرية من هذا النوع، هو حديث عارٍ تماما من الصحة، فعلى عكس مما يشاع، لا يوجد فى المنطقة من يقبل او يتبنى مثل هذا المشروع.
· وهو ما يستدعى تمحيصه والرد عليه، لأن مثل هذه الادعاءات تدق إسفينا تاريخيا عميقا بين الشعبين الشقيقين فى مصر وفلسطين، اذ تظهر الفلسطينيين، على غير الحقيقة، وكأنهم يتربصون بمصر فى انتظار اى فرصة سانحة للاستيلاء على جزء من ارضها الغالية. وهذا هو السبب الرئيسى الذى دفعني لكتابة هذا المقال.
· كما ان الموضوع بأكمله ليس سوى حيلة قديمة عمرها يزيد عن عشر سنوات، يستخدمها الفرقاء على الدوام للنيل من خصومهم السياسيين. كما يستخدمها اعداء الشعبين الشقيقين لإفساد العلاقة بينهما. فهى تنتمى الى حزمة الاكاذيب الشهيرة والشريرة التى تستهدف تبرير الغدر العربى الرسمى بفلسطين، مثل أكذوبة ان الفلسطينيين قد باعوا أراضيهم بأنفسهم، فلماذا نساعدهم فى تحريرها؟!
· ولقد عايشت شخصيا ومن قريب خدعة مماثلة عام 2012 اثناء العدوان الصهيونى على غزة.
· والدوافع وراء الترويج لمثل هذه الشائعات يمكن رصدها او استنتاجها والتعرف عليها وعلى المستفيدين من اطلاقها.
· كما اننا لسنا فى حاجة الى فبركة اخبارا مغلوطة للطعن فى نظام عبد الفتاح السيسى، ففى سياساته ما يكفى ويزيد مما يستوجب التصدى له ومعارضته.
وفيما يلى بعض التفصيل.
***
أولا ـ لماذا لن يقبل احد بها لا فى مصر ولا فى فلسطين ولا حتى فى (اسرائيل) ؟
· اما فى مصر، فلا أحد، كائنا من كان، ولا حتى أكثر الحكام والانظمة استبدادا وتفريطا، بقادر فيما لو أراد، على تمرير مثل هذه التنازل عن ارض سيناء.
· ولا يصح اتخاذ التنازل عن جزيرتى تيران وصنافير المصريتين للسعودية مقياسا، لعدة أسباب أهمها هو ان المصدر الرئيسى وربما الوحيد لشرعية النظام الذى يحكم مصر منذ عام ١٩٧٣ وحتى يومنا هذا، كما يروّجون له ليلا نهارا، هو تحرير سيناء من الاحتلال الاسرائيلى، (بصرف النظر عن السيادة المنقوصة فى سيناء بموجب المعاهدة)، وبالتالى يستحيل ان يفرطوا، حتى لو أرادوا ذلك، فى شرعيتهم الوحيدة.
· كما ان انتفاضة القوى الوطنية المصرية بعد التنازل عن تيران وصنافير، تبشر وتؤشر بانه فى حالة التفريط فى سيناء لا قدر الله فان المفرطين سيواجَهون بحركة مقاومة شعبية واسعة لن تلتزم بالسلمية هذه المرة. مقاومة ستتصاعد ولن تتوقف حتى تسقطهم وتقدمهم للمحاكمة.
· أضف الى ذلك ما تقوم به مؤسسات الدولة اليوم فى سيناء من مطاردة للجماعات الانفصالية (1)، فلو كانت تنوى التنازل عنها، لما كلفت نفسها كل هذا العبء والمخاطر والاموال والضحايا والشهداء، وكل هذه التنازلات لاسرائيل، ولقامت بتسليمها بقضها وقضيضها الى المعنيين بهذا المشروع ليؤسسوا عليها ما يشاؤون من اوطان بديلة.
***
· واما عن فلسطين، فان الشعب الفلسطينى بكل فصائله وممثليه وسلطاته يرفضون منذ عقود طويلة مبدأ ومشروع الوطن البديل فى الاردن، وفى سبيل ذلك ومع اصرارهم على تحرير ارضهم المحتلة قدموا مئات الألوف من الشهداء والمصابين والاسرى على امتداد ما يزيد عن ٧٠ عاما. فكيف يقبلون بعد ذلك بوطن بديل فى سيناء. فمن يسعى لترك ارضه والبحث عن وطنا بديلا لا يقاتل ويستشهد دفاعا عن وطنه الذى ينوى تركه وهجرته الى بلاد أخرى.
· ثم الم تكن غزة تحت الادارة المصرية لما يقرب من عشرين عاما 1949-1967، ومع ذلك لم يطلب فلسطينيو غزة الهجرة الى مصر أو التجنس بجنسيتها ولم يبحثوا عن وطنا بديلا عندنا.
· أضف الى ذلك ما حدث فى يناير 2008 حين اقتحم عشرات الالاف من اهالى غزة للحدود المصرية لشراء احتياجاتهم المعيشية من اسواق العريش نتيجة للحصار الذي فرض عليهم، وعادوا جميعا الى وطنهم وبيوتهم بعد ساعات قليلة، فلم يهرب احدا منهم او يطلب اللجوء او الاستيطان او التجنس فى مصر.
· والامثلة كثيرة.
***
واما عن العدو الصهيونى المسمى (باسرائيل) فيستحيل ان يسمح بتأسيس اى كيان فلسطينى (معادى بطبيعة الحال) على حدوده وخارجا عن سيطرته، خاصة وهو لا يزال يطمع فى الاستيلاء على سيناء فى يوم من الأيام، كما قال مناحيم بيجين عام ١٩٧٩ بوضوح بعد توقيع اتفاقية السلام ردا على منتقديه بالتفريط فى سيناء وهى جزء من ارض الميعاد فى الادعاءات الصهيونية، اذ قال "ان سيناء تحتاج الى ثلاثة ملايين يهودى اضافى لاستيطانها، ونحن لا نملك هذا العدد الهائل والفائض اليوم، لكن تأكدوا انه فى الوقت الذى سيتوفر فيه هذا العدد فإنكم ستجدونها فى حوزتنا فى اليوم التالى."
ان (اسرائيل) تريد سيناء منطقة عازلة خالية من البشر، سواء كانوا مصريين او فلسطينيين، فتريدها منزوعة السكان منزوعة القوات والسلاح. فهذه هى طبيعتها ككيان استعمارى متخصص فى استيطان الاراضى الخالية.
***
ثانيا ـ هى حيلة قديمة كانت تستخدمها اجهزة الامن المختلفة لشيطنة الفلسطينيين لدى الرأي العام المصرى، واتذكر انه اثناء عدوان عامود السحاب الصهيونى على غزة فى 14 نوفمبر 2012 والذي توقف بعد ثمانية ايام بعد الضغط الشعبى والرسمى المصرى، وكنت وقتها قريبا من الاحداث، ان فوجئت بشائعة أطلقتها اجهزة الدولة العميقة بان الفلسطينيين بدأوا بالفعل باستيطان سيناء، وهو ما كان كذبا بواحا.
وقامت جريدتى الوطن والمصرى اليوم بإيعاز من الأجهزة الامنية، بفتح الدفاتر القديمة واستخراج ورقة كان قد قدمها الجنرال جيورا ايلاند الرئيس السابق لمجلس الامن القومى الاسرائيلى عام 2009 يطرح فيها ضم جزء من سيناء الى غزة مقابل منح مصر مساحة مماثلة فى صحراء النقب. وهي ورقة قديمة قُتِلَت بحثا ونقاشا ايام مبارك، وحين لم تجد من يقبل بها أو يتبناها او يتخذها على محمل الجدية حتى فى (اسرائيل)، انتهى بها الحال الى ارشيف المهملات. ولكن مع ذلك قامت الجريدتان بإعادة نشرها على نطاق واسع فى وقت متزامن مع العدوان الصهيونى على غزة عام 2012، وسط حملة شعواء تستهدف شيطنة الفلسطينيين وتتهمهم بالطمع فى ارض سيناء، من اجل التشويش على التضامن المصرى غير المسبوق مع الشعب الفلسطينى.
وفى ذات حملة الشيطنة تم حينها توظيف كارثة اصطدام اتوبيس مدرسة بأحد القطارات بمحافظة اسيوط فى 17/11/2012 ووفاة ما يقرب من 50 طفلا جراء الحادث، واستخدامها فى المزايدة على من يدعمون الفلسطينيين ضد العدوان الصهيونى، بان الاولوية هى التضامن مع اطفال اسيوط واهاليهم. وكأن هناك تناقض بين التعاطف مع الضحايا فى مصر وفلسطين وفى كل مكان فى ذات الوقت.
***
ثالثا ـ من يطلق هذه الشائعة ولماذا؟
ومنذئذ، كلما فتح أحدهم أو بعضهم هذا الملف القديم المتهافت وحاول الاستشهاد بمشروع جيورا ايلاند، أسارع الى البحث عمن يريد توظيفه فى صراعاته مع خصومه السياسيين.
وبعد استبعاد واستثناء كل الوطنيين المصريين القلقين من تكرار ما فعلته السلطة فى تيران وصنافير، فان هناك عديد من الاطراف التى قد تستفيد من انتشار هذه الشائعة:
· فهناك اولا من يريد افساد وضرب العلاقات الحميمة والتاريخية بين الشعبين المصرى والفلسطينى، وعلى رأسهم بالطبع الصهاينة وحلفائهم فى مصر وفلسطين.
· وهناك السلطة الفلسطينية بقيادة ابو مازن التى تسعى دائما الى شيطنة فصائل المقاومة الفلسطينية فى غزة وافساد علاقتها مع مصر والمصريين.
· وهناك من يرى ان طرح هذا الموضوع الان قد يساعد على قبول الراي العام المصرى لأي تسوية امريكية صهيونية حتى لو كانت بدون القدس وبدون نصف الضفة الغربية طالما ابتعدت عن سيناء وارضها.
· وهناك بالطبع الجماعات الانفصالية فى سيناء، التى تريد ان تنزع الشرعية عن جهود الدولة لاسترداد سيادتها المهدورة هناك بسبب القيود الامنية فى اتفاقيات كامب ديفيد، من خلال الترويج لأكذوبة ان الجيش يريد السيطرة على سيناء تمهيدا لتسليمها الى (اسرائيل) وامريكا لتقوما بتوطين الفلسطينيين فيها.
· وهناك اخيرا ممن يعارضون السيسى، من يوظف لذلك كل الادوات والاساليب والاخبار والشائعات حتى لو لم تكن حقيقية.
الى هؤلاء الأخيرين، اوجه كلامى فى النقطة التالية والاخيرة.
***
رابعا ـ المعارضة الحقيقية لا تفبرك الشائعات وانما تمحصها:
اما عن المعارضين لعبد الفتاح السيسى وانا منهم، فان هناك قائمة طويلة من الأسباب الحقيقية لرفض ومعارضة نظامه وسياساته:
· على راسها انه تلميذ نجيب وعضو اصيل فى جماعة كامب ديفيد، وموقفه شديد السلبية من فلسطين وقضيتها ومقاومتها ناهيك عن انه قام بتعميق وتوطيد علاقته باسرائيل الى درجة غير مسبوقة، وصفتها فى أكثر من موضع بالعصر الذهبى للعلاقات المصرية الاسرائيلية.(2)
· وكذلك قام باخلاء الحدود الدولية لإقامة المنطقة العازلة التى كانت (اسرائيل) تطالب بها منذ سنوات طويلة. وكان مبارك نفسه يرفضها. (راجع مقال اخلاء سيناء مطلبا اسرائيليا)(3)
· وأيضا قيامه بالتنازل عن جزيرتى تيران وصنافير المصريتين لمملكة آل سعود وولى عهدها محمد بن سلمان، ضاربا عرض الحائط بأحكام الدستور وبالأمن القومى المصرى وبالغضب الشعبى وبحكم المحكمة الادارية العليا.
· ثم قيامه بالارتداد على ثورة يناير، واجهاض كل مكتسباتها والعصف بالحقوق والحريات والزج بكل من شارك فيها فى السجون والمعتقلات لا فرق فى ذلك بين مدني واسلامى.
· وكذلك ملف السياسات الاقتصادية والخضوع لتعليمات نادى باريس وصندوق النقد الدولى، التى أدت الى مزيد من افقار الفقراء وضرب دخول ومدخرات غالبية المصريين ودفع قطاعات واسعة جديدة من الطبقة المتوسطة الى مراتب الفقر.
· والقائمة تطول.
ومع وجود كل هذه التناقضات ومبررات ودوافع التصدى والمعارضة، فاننا لسنا فى حاجة الى اختراع وتلفيق قضايا غير حقيقية، فالحقيقة تكفي وتزيد. كما أن التلفيق او الاستسهال فى نقل اخبارا غير صحيحة يفقدنا مصداقيتنا لدى الراى العام، وهي الشئ الوحيد الذى تبقى لنا بعد ان تم تجريدنا من كل أدوات الفعل والتأثير والتعبير، انها مصداقية ثمينة وعزيزة علينا ان نصونها ونحرص عليها.
***
ولنختتم هذه السطور بالتأكيد مجددا على ان اشقاءنا فى فلسطين لا يطمعون فى ارضنا وانما فى دعمنا لنضالهم وهم يقفون وحدهم فى مواجهة العالم أجمع.
*****
الروابط :
القاهرة 26/6/2018

26 يونيو 2018

المؤرخة ميريام جيبهارت : هكذا اغتصب الجنود الامريكان مئات الاف النساء

قام الجنود الأمريكيون باغتصاب ما يقارب من 190 ألف أمرأة وفتاة وطفلة المانية خلال الحرب العالمية الثانية.. وهذا نصيب الأمريكيين فقط دون حلفائهم .. حيث قام الجنود البريطانيون باغتصاب 45 ألف فتاة، والقوات الفرنسية 50 الف فتاة .. وهكذا !!
بالإضافة لذلك قام الجنود الأمريكان باغتصاب 3,500 فتاة فرنسية، على الرغم من أن الفرنسيين كانوا حلفاء لهم!!
يقول مايكل ميركسمولر ، وهو راهب في قرية رامساو بالقرب من بيرشتسجادن، في 20 تموز 1945، على سبيل المثال: “ثمانية فتيات ونساء تعرصن للاغتصاب، وبعض منهم أمام والديهم”.
يكتب الراهب اندرياس وينجاند من بلدة هاغ دير امبير، وهي قرية صغيرة تقع الى الشمال مباشرة من حيث مطار ميونيخ ، في 25 يوليو 1945:"كان أتعس حدث أثناء التقدم ثلاث حالات إغتصاب، واحدة منهم كانت امرأة متزوجة، وأخرى امرأة غير متزوجة والثالثة فتاة عذراء عمرها 16 سنة ونصف. ارتكبت من قبل الأمريكيين وهم في حالة سكر شديد".
يكتب الراهب الويس شيمي من مونسبرج في 1 أغسطس 1945: "بأمر من الحكومة العسكرية الأمريكية، كان لابد من تعليق لائحة على كل باب منزل تتضمن أسماء جميع المقيمين وأعمارهم ,ونتائج هذا المرسوم ليس من الصعب أن نتخيلها. 
سبعة عشر فتاة وأمرأة أحضرت إلى المستشفى، بعد أن تعرضوا لسوء المعاملة جنسيا مرة واحدة أو عدة مرات".
أصغر ضحية مذكورة في هذا التقارير كانت فتاة عمرها سبع سنوات. واكبرهم امرأة عجوز عمرها 69 عاما.
ثم نجد أناس من بني جلدتنا يتشدقون بعدل الغرب وحضارتهم ويتهمنا نحن بالإرهاب!
لا ياعزيزي، لم تقم أصلا حضارة الغرب إلا على الأشلاء والدماء، فاقرأ تاريخهم قبل أن تتحدث.
المصدر: 
– المؤرخة ميريام جيبهارت, عندما أتى الجنود
Miriam Gebhardt: When the Soldiers Came

24 يونيو 2018

محمد سيف الدولة يكتب: ليس لصفقة القرن اى علاقة بفلسطين


الذين يشغلون بالهم ليلا نهارا بالبحث والتفتيش والحديث عن خفايا وأسرار صفقة القرن، ويقدمون التحليلات والتكهنات ويهرولون وراء الشائعات، لا يقتربون من الحقيقة من قريب او بعيد.
فالصفقة لا تخص فلسطين ولا تتضمن بناء أى نوع من السلام الفلسطينى الاسرائيلى، ولا تتضمن بناء دولة فلسطينية على أى جزء من الضفة الغربية أو على أى جزء من سيناء او غيرهما، ولا تطرح "ابو ديس" بديلا عن القدس الشرقية، ولا تتحدث عن تبادل الاراضى، ولا تعنيها فلسطين من قريب ولا بعيد. حتى لو ورد كل ذلك فى ثرثرات مسئولين امريكان او صهاينة او عرب.
الصفقة ببساطة وباختصار هى دمج اسرائيل فى المنطقة بدون ان تعطى أى شئ للفلسطينيين، من اجل بناء وتأسيس علاقات سلام وتطبيع عربى اسرائيلى لمواجهة "اكذوبة المخاطر المشتركة" فى المنطقة المتمثلة فى ايران وداعش والاسلام الراديكالى المتطرف كما صرح بذلك ترامب ونتنياهو عشرات المرات.
ان صفقة ترامب لا تعدو ان تكون تحقيقا لحلم (اسرائيل) القديم بتحرير علاقاتها مع الدول العربية من المسألة الفلسطينية.
***
كما انه بالعقل وبالمنطق، لماذا تقبل (اسرائيل) بأى صفقة، تضطرها الى التنازل ولو عن شبر واحد من الضفة الغربية، وهى التى تستطيع ان تبتلع مزيد من اراضيها كل يوم؟
ما هى القوة أو الدوافع أو المكاسب او الضغوط أو الأطراف التى تدفعها الى ذلك؟ فى ظل حالة الوهن أو التواطؤ العربى الرسمى، التى عبر عنها بوضوح رئيس أكبر دولة عربية، حين قال "ليس بوسع مصر اليوم أن تفعل شيئا فى مواجهة القرار الأمريكى، لازم نشتغل ونكبر لكى يكون لنا تأثير".*
***
أما هذه الزيارات واللقاءات والتصريحات والدعايات التى تطلقها الشخصيات والوفود الامريكية كل يوم، فليس لها هدف سوى تمهيد الراى العام العربى لانسحاب رسمى عربى كامل من اى دعم لفلسطين، والتطبيع الكامل مع (اسرائيل) تحت ذريعة ((ها نحن قد حاولنا ان نجلب لكم شيئا ولكنكم رفضتم، فحلوا عنا واذهبوا انتم وقضيتكم الى الجحيم.))
وهو نفس السيناريو الذى قامت به مصر فى مفاوضات كامب ديفيد عام 1978، حين عقدت اتفاقيتين منفصلتين احداهما اتفاقية حقيقية تخص مصر، والثانية ورقة صورية تخص فلسطين وتعطى سكان الضفة الغربية وغزة نوعا من الحكم الذاتى تحت الاحتلال الاسرائيلى، وهو ما رفضه الفلسطينيون جميعا بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، فاتخذتها الادارات المصرية المتعاقبة منذئذ ذريعة للانسحاب التام من اى مسئولية لتحرير فلسطين ومن يومها والاعلام الرسمى المصرى، يعاير الفلسطينيين بأنهم قبلوا عام ١٩٩٣ ما سبق وجلبه لهم السادات عام ١٩٧٨ ورفضوه.
وهو سيناريو كان معروفا ومتوقعا، حيث أن فلسفة اتفاقيات كامب ديفيد وغايتها الاساسية هى انسحاب مصر من الصراع العربى ضد (اسرائيل) ومشروعها الصهيونى.
***
وحيث ان تكرار هذا السيناريو اليوم، لتمرير التحالف العربى الاسرائيلى الجديد وتمزيق مبادرة السلام العربية الصادرة عام 2002، يتطلب رفضا فلسطينيا قاطعا يتم شيطنته والتشهير به عربيا لاظهار الموقف الفلسطينى بمظهر المتصلب الذى لا يريد حلا، والذى يضيع الفرصة تلو الأخرى من يديه... فكان لابد من وضع السلطة الفلسطينية واى فصيل أو مسئول فلسطينى فى موقف يجبرهم على الرفض القاطع.
وهناك جاء توقيت قرار نقل السفارة الامريكية للقدس والاعتراف بها عاصمة موحدة لاسرائيل، ليستهدف بالأساس عزل الموقف الفلسطينى عن الموقف الرسمى العربى التابع على طول الخط للادارة الأمريكية، والذى على استعداد لبيع ألف فلسطين من اجل رضا وحماية ودعم الأمريكان للعروش العربية.
***
ولقد كان اول من نادى بضرورة دمج اسرائيل فى المنطقة، هو عبد الفتاح السيسى على هامش مشاركته فى اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة عام 2015، حين صرح بالنص الصريح باهمية توسيع السلام مع اسرائيل، من اجل مكافحة الارهاب الذى يهدد الجميع، فى اول تصريح لمسئول عربى يفصل بين السلام مع اسرائيل وبين اقامة دولة فلسطينية على حدود 1967.
وهو ما اعقبه مباشرة قيام كل من نتنياهو ومجلس الوزراء الاسرائيلى بتوجيه رسالة شكر رسمية لرئيس الدولة المصرية.
***
ولقد سبق أن طرحت ذات المعنى فى مقال قديم بعنوان"سلام ولكن بدون فلسطين"**نشرته فى فبراير 2017 واستشهدت فيه بالورقة التى اعدها مستشار الامن القومى الامريكى المستقيل" مايكل فلين" هو وفريق عمله، والتى تتحدث عن تأسيس منظمة جديدة باسم ((منظمة اتفاقية الخليج والبحر الأحمر)) لتكون بمثابة حلف عسكرى جديد تحت قيادة الولايات المتحدة الامريكية وعضوية مصر والسعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان والأردن، تحتل فيها اسرائيل صفة المراقب، وتكون لها ثلاثة أهداف محددة هى القضاء على داعش، ومواجهة ايران، والتصدى للإسلام المتطرف. وهى بمثابة إتفاقية دفاع مشترك، يكون الإعتداء على أى دولة عضوا فى المعاهدة، بمثابة إعتداء على الدول الأعضاء جميعاً، كما ورد بالنص فى الورقة المذكورة.
***
خلاصة القول أن معركتنا الحقيقية اليوم، ليست الهرولة والتيه وراء الثرثرات والتسريبات الزائفة والمغرضة للادارات الأمريكية والاسرائيلية والعربية حول ما يسمى بصفقة القرن، وانما هى التصدى بكل ما لدينا من صلابة وامكانيات لكل ترتيبات التطبيع والتحالف العربي الاسرائيلي الجارية اليوم على قدم وساق.
*****
الروابط:



القاهرة فى 24 يونيو 2018

20 يونيو 2018

جلال الجاك يكتب: #الوطن .. #والبقرة .. #والكاهن

 

في قريش كان الكاهن يقول لعابدي الصنم : ان الصنم يطلب منكم بقرة حتى يلبي طلبكم !!! 
وطبعا الصنم لا يتكلم، ومن يريد البقرة ويستفيد منها هو الكاهن !! 
ولو قال الكاهن للناس اريد بقرة لي لما أعطاه اياها أحد , لذلك تكون الحيلة بإيجاد صنم يعبده الناس ويقدسونه ويموتون في سبيله ويعظمونه ... 
ثم يتصدر الكاهن الحديث باسم الصنم .. ويدعو الناس لتقديس الصنم وتعظيمه .. 
حتى إذا طلب من عابدي الصنم شيئا باسم الصنم , دفعوه للكاهن وهم فرحون بل ينتظرون من الكاهن ان يخبرهم بأن الصنم قد تقبل عطاءهم !!! 
قبل الحرب العالمية الثانية .. وفي خطاب لهتلر قال أنه سيصنع للالمان إلها يعبدونه في الارض بدل الله !! , إنه الوطن الالماني .. في سبيله يموتون ومن أجل عزته ورفعته يضحون !!! 
طبعا الوطن وثن معبود من دون الله كالـــصنم .. لا ينطق. ومن يتحدث باسم الوطن هم السياسيون الذين يمثلون الكهان بالنسبة للصنم ... 
وعندما يطلبون من الناس التضحية للوطن فهم إنما يطلبون من الناس التضحية من أجلهم ومن أجل بقاء سلطانهم أسيادا على بسطاء الناس ... 
والناس العابدة للوطن فرحة .. 
تموت في سبيل الوطن فيلقي عليها السادة اسم (شهيد الوطن) ..، بينما السادة لايموتون في سبيل الوطن ولا يجعلون ابناءهم يموتون في سبيل الوطن .. 
لانهم هم الوطن .. 
ومن أجلهم يموت عابدو الوطن .. 
تسمع دائما كلمات ضخمة مثل(خزانة الدولة - ممتلكات الدولة - أراضي الدولة - ھیبة الدولة – رئیس الدولة ) 
ویموت الجمیع كي لا تسقط الدولة .. الدولة .. الدولة .. الدولة . 
ولا یوجد أحد یسأل نفسه: ما ھي الدولة ؟!!! .. ما ھذا (المسمى الاعتباري) المقدس الذي تنسبون إلیه كل شيء ؟ 
ومن حقه أیضا أن یسلب منكم كل شيء : دینكم .. أرواحكم .. كرامتكم .. لقمة عیشكم !! 
ما هو ھذا الوثن المقدس الذي تطلبون من الناس أن تجوع لیشبع ھو؟ 
وتتقشف لینعم هو ؟؟ 
وتموت لیعیش هو ؟؟ 
وتُھان من أجل أن یحفظ ھیبته ؟ 
في الحقیقة: 
الدولة ھي"وثن وھمي"، 
تدعي وجوده مراكز قوى(الطاغوت) المغتصبة لسلطة الله, والمستبدة بعباد الله، حتى تتستر وراء اسمه، بینما كلمة "الدولة" لا تعني عندھم في الحقيقة إلا "سلطتهم" ومراكز قوتهم !! .. 

وحتى یتقبل الناس فكرة الخضوع والإذعان لھم فھم یدّعون دائما : أن كل ما یفعلونه لیس لأنفسھم واسرهم، بل من أجل الدولة ومصلحة الوطن ". 
یأخذون أموالك ویسرقون حقوقك ثم یدعون أنھم أخذوھا لأجل أن یوفروا أموالا للدولة ومصلحة الوطن، 
یھینونك شر إھانة ویستحلون دمك ثم یدعون أنھم یفعلون ذلك حفاظا على ھیبة الدولة ومصلحة الوطن، 
یستغلون الجنود في حفظ كراسیھم وسلطتھم ویزجون بھم في مواطن الموت ثم یدعون أنھم یحمون الدولة والوطن !! 
إذ لو قالوھا صراحة: (نحن نقتلكم ونھینكم ونسلب اموالكم لأجل سلطتنا) لما تقبلھا أحد ! 
ثم إذا أرادوا أن یضفوا مزیدا من التقدیس والتعظیم على ھذا الوثن سموه باسمه الوطن المقدس، 
* على سبيل المثال فى مصر يجعلون الشعب يردد وراءھم:- 
"نموت نموت وتحیا مصر ، 
نحن فداء لمصر ، 
عاشت مصر حرة ... ". 
إذا كان مطلوباً من الشعب أن یموت لتحیا مصر ؟ 
فلنا ان نتساءل: ماهى مصر حتى يموت الشعب ويسجن ويهان من أجلها ؟!! 
إذن فمصر لیست الشعب ... ھل ھي الأرض ؟!! 
إذا كانت الارض .. فمن وضع حدودها ؟؟ 
وهي حدود تتغير على مر التاريخ والثابت الوحيد هو الاسم فقط ؟؟، 
بل معظم حدود الاوطان الحاليه وضعها المستعمرون (الانجليز والفرنسيون) ولم يصنعها جدي وجدك !!! 
ثم هب أننا إتفقنا على حدود الارض ... 
فھل الأرض ھي التي تمتلك الناس أم الناس ھم الذین یملكونھا ؟؟ 
إنكم يا سادة لا يملك معظمكم شقته التي يقطن فيها , ومن ملك ارضا او شقة فانه يدفع عليها ضرائب لدولته وكأنه يستأجرها من رئيس الدولة وحزبه وحكومته !!! 
بل جميعنا يدفع في أرض الوطن ثمن قبره الذي سيدفن فيه !!! 
فأين هي أرضكم التي تموتون في الدفاع عنها ؟؟ إنها "أراضي الدولة" لا أرض الامة، 
أراض يوزعها كاهن الدولة (رئيس الدولة) على أعوانه واتباعه ليملك ولاءهم له ويعطيها لرجال الأعمال الفاسدین والمستثمرین الأجانب ليتكسب هو وحاشيته من منافعها كما تكسب كاهن قريش من البقرة ؟ 
إذا فالدولة اوالوطن ھي لیست الأرض !!! 
فما المتبقى من معنى الدولة اوالوطن ليموت الناس دفاعا عنه ؟!!! 
المتبقي يا ساده من مفهوم الدولة او الوطن ھم ببساطة: أصحاب السلطة ومراكز القوة !. 
وأنت مطلوب منك أن تجوع ، وتتقبل الإھانة ، وتموت من أجل بقاء سلطتهم ونظامھم ، 
من أجل أن تحقق مصالحھم في استمرار حكمھم، 
ھذه الفكرة العلمانية الشيطانية الصنمیة الوثنية للدولة .. تتم تحت اسم الوطنیة، فالوطنیة التي یریدون زرعھا في اذهان الناس معبوداً من دون الله تأليهاً وتقديساً وتعظيماً ، ما هي إلا خضوع لسلطتھم واطماعهم بشعارات زائفة , ويجعلون شريعتهم الوضعية العلمانية مكان شريعة الله حتى يسهل عليهم استعباد الناس المنتسبة الى الاسلام , ويتقبل الناس دين الملك وشريعته . 
أما في دين الإسلام: 
فالإنسان ھو محل الاھتمام، 
والحاكم هو خادمهم ، 
والمجتمع كان ھو المركز الذي تدور السلطة حوله، 
لذا كان الحاكم عند المسلمین الأوائل یسمى"أمیر المؤمنین" ولیس أمیر الدولة 
وكان یتلقى بیعات الناس عن رضاً ، 
والبیعة عقد بینه وبین كل فرد في رعیته، 
والخزانة ھي"خزانة المسلمین" أو"بیت مال المسلمین" ولیست وزارة مالية الدولة!، 
والمصالح"مصالح المسلمین"، 
والأراضي ھي"أراضي المسلمین" فمن أحيا أرضا مواتا فهي له ، 
كل شيء مرتبط بالبشر وینسب للبشر، والبشر هم من يملكون الارض . 
الجمادات سُخرت للأحیاء ولیس العكس ! .. 
المجتمع بكل أفراده في الاسلام ھم محل الاھتمام، 
ھم القوة، 
ھم المركز, 
والله قد سخر الكون وشريعته لخدمة الانسان والحفاظ على ماله وعرضه ودمه ، 
في مقابل شرائع بشرية جعلت الرئيس وحاشيته هم المركز , وسخر الحاكم شريعته لخدمته وخدمة حاشيته منتهكا أموال وأعراض ودماء عابدي الوطن
...........................
*كاتب سوداني 

16 يونيو 2018

محمد سيف الدولة يكتب: تأميم الفقراء

 Seif_eldawla@hotmail.com
ليس التأميم اجراءً تتخذه الدول والانظمة فى مواجهة الأغنياء فقط، على غرار قرارات التأميم التى تصدرها الانظمة الاشتراكية او تلك التى اصدرها جمال عبد الناصر فى يوليو ١٩٦١.
وإنما هناك انواع أخرى من التأميم أشد قسوة من ذلك بملايين المرات، مثل تأميم الدولة لدخول ومدخرات عامة الشعب من الفقراء والطبقات المتوسطة.
وهو ما فعلته السلطات المصرية فى السنتين الماضيتين، تحت عنوان الإصلاحات الاقتصادية حين قامت بتعويم الجنيه ورفع الدعم ورفع الاسعار تنفيذا لتعليمات صندوق النقد الدولى.
***
ففى حالة الأغنياء، يتم استيلاء الدولة على ثرواتهم سواء كانت شركات أو مصانع او مزارع أو أراضى او عقارات او ارصدة مالية فى البنوك او اسهم فى البورصة..الخ.

اما فى حالة غالبية المصريين اليوم فلقد تم تأميم ما يقرب من ٨٠ ٪ من دخولهم ومدخراتهم ان وجدت.
فاذا افترضنا ان مواطنا مصريا كان دخله ١٠٠٠ جنيها فى الشهر، عام ٢٠١٦ فان القيمة الفعلية لدخله اليوم قد اصبحت حوالى ٢٣٠ جنيها.
وتفصيل ذلك، انه اذا كان التعويم قد أدى الى خفض قيمة الجنيه امام الدولار من ٨ الى ١٨ جنيه للدولار الواحد، فان هذا يعنى ان الألف جنيها القديمة قد صارت قوتها الشرائية 444 جنيها جديدا.
فاذا علمنا أن دخله قد تقلص مرة أخرى بعد رفع الاسعار على امتداد العامين الماضيين بنسبة تقترب من ٩٠ ٪، حيث ارتفع، على سبيل المثال، سعر بنزين 92 من 3.5 جنيه عام 2016 الى 6.75 جنيه فى ثانى ايام عيد الفطر المبارك الموافق 16 يونيو 2018 !
فانه بحسبه بسيطة ستتقلص القوة الشرائية للجنيه مرة اخرى من واحد الى 0.52، ليتقلص وينكمش دخل المواطن المقهور من 444 جنيه الى 231 جنيه.
وبمعادلة واحدة بسيطة لمن يهوون الرياضيات فان مرتبه قد تقلص كالتالى :
 1000 ج × 8/18(تعويم) × 3.5/6.75 (اسعار) = 230 جنيه تقريبا
***
اى ان ٧٧٪ من دخول ومدخرات المصريين قد انتقلت من ذممهم المالية الى خزائن الدولة (بالغاء الدعم ورفع الاسعار)، او الى خزائن الاقتصاد العالمى ممثلا فى شركات متعددة الجنسية (بتعويم الجنيه امام الدولار).
فماذا يمكن ان نسمى ذلك سوى انه عملية تأميم بامتياز، تصادر بموجبه الدولة ٧٧ قرشا من كل جنيه يتحصل عليه المواطن، هذا بالطبع بخلاف الضرائب والتأمينات والذي منه وآخرها ضريبة القيمة المُضافة.
***
لقد جرى العرف ان يرحب أنصار الفقراء من المؤمنين بالاشتراكية او بالعدالة الاجتماعية بتأميم ثروات كبار الرأسماليين الذين يستأثرون بثروات ومقدرات البلاد ويمتصون عرق ودماء غالبية الشعب.
اما تأميم الفقراء على طريقة صندوق النقد الدولى واتباعه من السلطات والانظمة الحاكمة فى مصر والاردن وعديد من البلدان الفقيرة، فانه لا يعدو ان يكون بمثابة عملية تصفية واغتيال اقتصادى وطبقى فى وضح النهار، تجرى على قدم وساق فى حماية القهر والاستبداد السياسى.
*****
القاهرة فى 16 يونيو 2018

14 يونيو 2018

فيديو ..المذيعة البريطانية كلير فوريستير تكشف عن اعجاز قرأني وتؤكد لا تفسير الا ان محمدا نبي الله




بسم الله الرحمن الرحيم: ۞ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)صدق الله العظيم

قوله تعالى : يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار مبالغة في حسنه وصفائه وجودته . نور على نور أي اجتمع في المشكاة ضوء المصباح إلى ضوء الزجاجة وإلى ضوء الزيت فصار لذلك نور على نور . واعتقلت هذه الأنوار في المشكاة فصارت كأنور ما يكون فكذلك براهين الله تعالى واضحة ، وهي برهان بعد برهان ، وتنبيه بعد تنبيه ؛ كإرساله الرسل وإنزاله الكتب ، ومواعظ تتكرر فيها لمن له عقل معتبر . ثم ذكر تعالى هداه لنوره من شاء وأسعد من عباده ، وذكر تفضله للعباد في ضرب الأمثال لتقع لهم العبرة والنظر المؤدي إلى الإيمان .




والنجم اذا هوى.. متى رصد العلم هذه الظاهرة؟ وهل رؤية النبى- لجبريل كانت عند منطقة الثقب الأسود فى الفضاء؟

https://support.thereisnoclash.com
أقسم الله فى القرآن بظاهرة (سقوط النجوم)، وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ..أن النبى محمد قد رأى جبريل عظيم الملائكة عند منطقة معينة بالسماء أو الفضاء تتميز بالآتي: أنها (من أكبر آيات الله في الكون)، لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبهِ الْكُبْرَى.. وأنها (يغشاها ظلام دامس)، إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى..(لن تراها مباشرة وإنما فقط سترى ما يحيط بها)، مَا زَاغَ الْبَصَرُ.. أو (ما يقع خلفها)، وَمَا طَغَى.. وأن ( لها نهاية، أي أنها منتهى )، عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى.. وأنها (تعد مدخلاً لعالم آخر)، عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى
ما بين الأقواس هى السبعة صفات لما نسميه الآن الثقب الأسود فى الفضاء المكان الذى تهوى فيه النجوم؟ فهل رأى النبى جبريل عند منطقة الثقب الأسود التى يعرفها العالم كله ولا يخطئها أحد.
والمثير للدهشة أن العلم سجل أول حالة لنجم يهوى في الثقب الأسود فقط في عام 2011 عندما استطاعت الأقمار الصناعية أن تستشعر ذلك. فكيف أقسم القرآن بهذة الظاهرة.. والنجم اذا هوى.. منذ أكثر من 1400 عام.. هل لديك رد؟ وان الى ربك المنتهى..

07 يونيو 2018

محمد سيف الدولة يكتب: ١٩٦٧ وكهنة كامب ديفيد


لا تحارب .. لا تقاتل .. لا تقاوم .. لا تعاند .. لا تتحدى .. لا تستقل .. لا ترفع رأسك ..لا تناصر فلسطين .. لا تعادى اسرائيل.
هذه هى الشعارات المقدسة لأكبر دين سياسى فى مصر، دين له كهنته وشيوخه واتباعه ومريديه مثل اى دين آخر، دين يقوم على الخوف والمذلة والخضوع والاستسلام.
· يقوم هذا الدين على الدعوة والتبشير والتحذير من تكرار ما حدث فى ١٩٦٧، الذي يرجعون اسبابه الى العنترية وتحدي الامريكان وعداوة (اسرائيل) ورفض الاعتراف بشرعيتها ودعم فلسطين وحركات المقاومة وتوريط مصر فى قيادة الامة العربية وتبنى قضاياها والدفاع عن امنها القومى، وهو دور لا تقدر عليه ولا تستطيع ان تتحمل عواقبه.
· واول من بشر بهذا الدين كان هو موشى ديان، حين قال بعد عدوان 1956 لقد حاربنا مصر لحشر الجيش المصرى داخل ارضه.
· اما فى مصر فلقد كان أنصار هذا الدين فى البداية أقلية صغيرة تدعوا لدينها سرا وعلى حذّر، ثم انتقلت الى الظهور، وياللعجب، بعد حرب 1973، ثم أسفرت عن وجهها القبيح مع مبادرة السلام 1977، ثم فَجَرَت فى دعوتها بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد 1978، ومن وقتها وهي تزداد فجورا يوما بعد يوم.
· ولقد أصبح هذا الدين للأسف الشديد هو الدين الرسمى للدولة المصرية منذ 40 عاما.
· ورئيس مصر وحكامها يجب أن يكونوا من أنصار هذا الدين، أو كما عبر عنها بوضوح الدكتور مصطفى الفقى عام 2010 حين قال ان رئيس مصر يجب ان توافق عليه الولايات المتحدة ولا تعترض عليه اسرائيل.
· قالها السادات مؤسس هذا الدين فى مصر حين قال فى خطبته الشهيرة بعد الحرب مباشرة بانه لا يستطيع محاربة الولايات المتحدة. ثم طور هذا الموقف بعد شهور قليلة بقوله ان 99% من اوراق اللعبة فى يد الامريكان.
· وقالها مبارك صراحة فى لقائه ببعض قادة المعارضة الوطنية بعد اغتيال السادات، بان الغاء كامب ديفيد يعنى محاربة امريكا وانه لا يقدر على ذلك.
· ويقولها عبد الفتاح السيسى كثيرا، وآخرها فى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة المنعقدة يوم 28/4/2018 حين قاله محذرا:
((اوعوا حد يأخذ البلد للحالة التى كانت قائمة ايام 1967 .... الوجدان اتشكل على عداوة شديدة (لاسرائيل) واستعداد للقتال للآخر (حتى آخر مدى) .... مكانش فيه حد فى المنطقة وفى مصر يقبل بمبادرة السلام ال الرئيس السادات طرحها.... مكانش حد كتير مؤمن بفكرة السلام ساعتها.... احنا بنتكلم (النهارده) بعد 50 سنة عندما تشكل وجدان جديد ووعى اخر وحالة جديدة فى نفوس الناس هى حالة السلام والتشبث به))
***
· وقد يبدو للوهلة الاولى ان لهذا الدين السياسى وجاهته التى تؤكدها موازين القوى الاقليمية والدولية وتطوراتها على الارض فى الخمسين عاما الماضية
· ولكن هذه نظرة سطحية لا تمت الى الحقيقة بصلة، فالخواتيم اليوم كشفت واثبتت بما لا يدع مجالا للشك، النتائج الكارثية التى ترتبت على جريمة الصلح مع اسرائيل وتوقيع اتفاقيات سلام معها والكف عن قتالها والانسحاب من ساحات المواجهة معها وبالانضواء فى معسكر الاعداء المشهور باسم "الحظيرة الامريكية":
· سقطت مصر فى تبعية عميقة ومركبة؛ عسكرية وامنية واقتصادية وسياسية واقليمية. (راجع الكتالوج الأمريكى لحكم مصر).
· واصبحت سيناء مرتعاً لكل قوى الشر فى العالم، بعد ان تم تجريد ثلثيها من السلاح والقوات، الا باذن (اسرائيل).
· وتعيش الدولة المصرية منذئذ "سلاما بالإكراه" لا تجرؤ ان تغضب امريكا او تقول لا لاسرائيل، ويبذل حكامها، طول الوقت، اقصى جهودهم لاثبات حسن النوايا للاسرائيليين والامريكان. (راجع عشرات الخطب والتصريحات للسيد عبد الفتاح السيسى فى هذا الشان.)
· وتحولت (اسرائيل) الى دولة اقليمية عظمى، واعترفت بشرعيتها عشرات الدول التى كانت تقاطعها من قبل. وأخذت تعربد فى المنطقة كما تشاء، تضرب وتقصف وتغتال بلا حساب أو عقاب.
· وتبتلع وتستوطن مزيد من الارض كل يوم، وتتربص بالمقدسات وتنتهكها وتسطو عليها.
· وسقطت كل اوهام السلام، بعد ان أطلق دونالد ترامب رصاصة الرحمة على حل الدولتين واعترف بالقدس الموحدة عاصمة للكيان الصهيونى.
· وانخرط العرب يحاربون ويقاتلون بعضهم بعضا فى سلسلة من الحروب الاهلية والاقليمية التى لا تنتهي، بعد ان كفوا وجبنوا عن مقاتلة عدوهم الحقيقى.
· وسادت الطائفية والقبلية والمذهبية بعد ان سقطت قضايا ومعارك التحرر الوطنى والقومى.
· وفى الحساب الختامى يكاد 6 مليون صهيونى ان يهزموا 350 مليون عربى.
كل ذلك ولا يزال أنصار ديانة "كامب ديفيد" واخواتها، يغالطون ويضللون الناس ويدافعون عما تم من تنازلات ويطالبون بتنازلات جديدة وكله باسم الواقعية.
***
· ولقد كان هذا الدين يقتصر فى بداية ظهوره على مصر وعدد قليل من الحكام العرب، اما اليوم فلقد أصبح هو الدين الرسمى لغالبية الدول العربية هى الأخرى، وكذلك للنظام الرسمى العربى وفى القلب منه جامعة الدول العربية.
· وككل الأديان، ظهر من انصاره جماعات من المتطرفين الذين يجبرون ويكرهون باقى الناس على الخضوع لدينهم بأدوات الردع والارهاب. وهم قادرون على ذلك بحكم احتلالهم لغالبية كراسى الحكم العربية، ويسومون كل من يرفض دينهم ويكفر به كافة صنوف العذاب.
· وبالفعل اصبحت ملايين الشعوب العربية الكافرة "بدين" الهزيمة والاستسلام، الواعية بطبيعة الصراع والحاملة لحضارة الامة والمدركة لتاريخها ومكانتها وامكانياتها وامجادها وانتصاراتها، والرافضة للتبعية، الكارهة للامريكان واسرائيل والصهيونية، المؤمنة بوحدة الامة وقضاياها وبعروبة فلسطين وحتمية تحريرها والقتال من اجلها والقضاء على الكيان الصهيونى ومشروعه ومخاطره، أصبحوا جميعا محاصرين ومطاردين ومقيدين ومحظورين من المشاركة أو التأثير فى الحياة السياسية والاعلامية والفكرية فى مصر وغالبية الدول العربية الا ما رحم ربى.
· اما أهالينا فى فلسطين المحتلة، فهم الوحيدون اليوم الذين يكشفون بمقاومتهم المستمرة التى لم تتوقف لحظة، وشهدائهم الذين يرتقون كل يوم، زيف وبطلان هذا الدين الكريه، ويثبتون ان العدو من ورق وان القتال ممكن وواجب وأن التحرير قادم والنصر آت باذن الله.
*****
القاهرة فى 5 يونيو 2018

04 يونيو 2018

سيد أمين يكتب: عام من "الوسواس القطري"!

الاثنين 4 يونيو 2018 16:42

لم يتوقفوا لحظة واحدة عن تأكيد أن دولة قطر هى من الصغر تأثيرا ومساحة، للدرجة التي لا تجعلهم يعيرونها اهتماما، وأنهم إن صبوا عليها جام غضبهم، وأولوها اهتمامهم فلن تصمد أمامهم إلا يوما أو بعض يوم.
لكنهم خلال هذا العام لم نرهم يتصرفون إلا كمن أصيب بداء الوسواس القطري، من نسبة كل فشل يلحق بسياساتهم غير الديمقراطية إليها، إلى استعمال كل أساليب الضغط غير المسبوقة وغير الأخلاقية ضدها، حتى وصل الحال إلى تقطيع أواصر القبائل وترويعها واحتجاز مواطنين قطريين لاستخدامهم رهائن مع محاولات فاشلة لإجبارهم على تمثيل دور المنشقين على قطر.
هكذا، مر عام كامل على هذه الادعاءات والحصار الذي ضربته حكومتا أبو ظبي والرياض وتابعتهما في المنامة ومعهم حكومة القاهرة في 5 من يونيو/حزيران 2017 على قطر – وليس تل أبيب كما تقضي علينا واجبات التضامن العربي - ومع ذلك كل المؤشرات تؤكد أن الحصار لم يزد قطر إلا قوة وإصرارا وتأكيدا على استقلالها التام ورفضا للانضمام لحظيرة الرياض.
ومن الواضح أن قطر أسست إستراتيجية ناجحة للتغلب على أي مضاعفات أو نتائج لهذا الحصار مهما دام أمده وبدت هذه الإستراتيجية فعالة جدا حتى الآن بدليل الاحتفاظ بمعدلات نمو كافة مؤشراتها الاقتصادية مرتفعة خاصة الناتج القومي الذي قفز إلى معدلات نمو 1,9 % نهاية العام الماضي ما جعله الأسرع في المنطقة فيما ارتفعت معدلات الصادرات والواردات والإنشاءات وحتى معدلات "السياحة"، مع انخفاض معدلات التضخم عن المستويات المعتادة ، وهكذا جرى تحويل الحصار إلى حافز لتطوير كافة القطاعات الاقتصادية في البلاد بما جعلها تحقق الاكتفاء الذاتي.

شراء الولاءات

هذه النظم غير قادرة على شيء إلا شراء الولاءات، ولذلك عندما فشلوا في الإيحاء بوجود قلاقل داخل دولة قطر بسبب تأكيد القطريين تمسكهم بحكومتهم وقائدهم، راحوا يستغلون كل نفوذهم وأموالهم لشراء ذمم الكتاب والصحفيين الغربيين والعرب وذمم أصحاب الصحف والمحطات الإذاعية والتلفزيونية القابلة للبيع والشراء في الغرب من أجل الهجوم عليها، ويقومون بالتعاقد مع شركات دعاية دولية لتشويه صورتها، بل إن الأمر وصل إلى شراء مواقف حكومات دول فقيرة معلوم للجميع كفالة الرياض لها لتحذو حذوها ، ووصلوا للدرجة التي جعلتهم يخلعون "براقع الحياء" التي كانت تتحلي بها الحكومات العربية سابقا ويجهرون بأن عدوهم "قطر" وليس "إسرائيل".
ومع الحصار المشدد صمدت قطر المحاصرة، فيما بدا التوتر والانفلات على سلوك المحاصرين.

صفقة القرن

من السخف أن نولي بحثا جديا في الأسباب الرئيسية التي أوردتها تلك الدول في فرضها هذا الحصار، فلا قطر ترعى الإرهاب ولا الإرهابيين، وكيف تتهم بهذا ودول العالم التي تتصدر قائمة مكافحة الإرهاب تعتبرها شريكا مهما لها، بل إن الولايات المتحدة اعتبرت في قانون "جاستا" الذي أقرته رسميا أن الرياض، لا الدوحة، هي الضالع الأكبر في أشهر الحوادث الإرهابية؟
وأيضا لا يتم حصار قطر بسبب تواجد عدد من المنتمين للإخوان المسلمين على أراضيها وذلك لأسباب كثيرة أهمها أن الإخوان المسلمين ممثلون في برلمانات وحكومات دول عربية عديدة، بعضها خليجي، ولم نسمع عن أن دول الحصار فرضت على أي من تلك الدول حصارا كما فعلت مع الدوحة، فضلا عن أن دول الغرب رفضت كل الإغراءات والضغوط لإصدار بيانات تصم الإخوان بالإرهاب، ثم يبقي الأهم وهو أن عدد الإخوان في قطر لا يكاد يذكر مقارنة بعددهم في بعض دول الحصار ذاتها.
كما أنه من المدهش أن تطالب تلك الدول الدوحة بإخلاء القاعدة العسكرية التركية على أراضيها بينما القواعد الأمريكية والبريطانية والفرنسية تتمدد على أراضي تلك الدول.

السبب الحقيقي

ومن المعلوم للقاصي والداني أن السبب الرئيسي لحصار قطر يعود لدعمها ثورات الربيع العربي ومطالب الشعب العربي في الحرية، ولعدم انخراطها في مخططات "صفقة القرن" واتفاقيات "سايكس- بيكو" الجديدة التي يجري بمقتضاها تقسيم الوطن العربي وتصفية القضية الفلسطينية وإحلال الشرق أوسطية بزعامة إسرائيل كبديل عن الوطن العربي.
وبالطبع كان يلزم لتنفيذ تلك الصفقة تكميم كل الأفواه العربية التي يمكنها الاعتراض ونقل نبض الشعوب وأهمها قناة الجزيرة، وهذا هو العنصر الأهم لفرض هذا الحصار.
ولعل توقيت فرض حصارهم على دولة قطر يكشف في حد ذاته عن نية خبيثة مبيتة، ليست تل أبيب بعيدة عنها، ما يشكل مهانة كبيرة تمس سيادتهم واستقلال قرارهم، خاصة أن القرار اتخذ بينما كانت أقدام الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وابنته لم تبرح الرياض بعد، وذلك قبيل أن يعودا محملين بالمنح والعطايا التي تنوء بحملها العصبة أُولِو الْقُوَّةِ.

الدوحة تكسب شعبية

والواقع أن هذا الحصار الفاشل عزز دور دولة قطر لدي الشعوب والحكومات العالمية الحرة والعربية خاصة ، ونجح في إزالة السخام الذي حاولت دول الدعايات الخرقاء تلطيخ وجه الدوحة به على مدى عقود بادعاء علاقتها بتل أبيب، بحيث بدا واضحا للجميع أن دول الحصار منبع تلك الدعايات هي من تخطط لصفقة القرن لصالح إسرائيل والسلام الدافئ ومشروع نيوم، وهى من ترسل وزراءها وكبار مسؤوليها علنا إلى تل أبيب، وهي من تحتفل سفارة الكيان الصهيوني على أراضيها بذكرى نكبة الجيوش العربية، وهي من تحاصر غزة، وهي من يهتف المقدسيون المرابطون على أبواب الأقصى ضد حاكمها.
بإيجاز بسيط: ما جرى خلال هذا العام أنهم أرادوا خنق الدوحة بالحصار فخنقتهم وكشفت سوءاتهم.


سيد أمين

03 يونيو 2018

زهير كمال يكتب: الحراك الأردني

فعلها الأردنيون ونزلوا الى الشارع بكثافة يعبرون فيها عن رأيهم بإجراءات حكوماتهم المتكررة التي استهانت بهم واعتقدت أنها تستطيع تمرير ما تشاء من القوانين والسياسات وكأنه لا وجود لشعب في الأردن.
تجذرت حوادث أيلول / سبتمبر 1970 العنيفة عميقاً في أذهان الأردنيين واستطاع النظام ببراعة اللعب على وتر الأصول الأردنية - الأصول الفلسطينية طويلاً ، فاعتقد من هم من أصول أردنية أنه لا بد من تبعيتهم للنظام فهو الذي يحميهم ويدافع عنهم ضد العواصف المدمرة في المنطقة ، أما الأردنيون ذوو الأصول الفلسطينية فقد لاذوا بالصمت والجمود خشية اتهامهم بالعمالة للمنظمات الفلسطينية.
ورغم أن الأردن يتمتع بنظام برلماني وسمح منذ وقت طويل بتكوين الأحزاب ، إلا أن المخاوف من التبعية للخارج جعلت الأردنيين يحجمون عن المشاركة في العمل الحزبي بكثافة وفي نفس الوقت كان الأمن يتابع بنشاط وبلا كلل كل هؤلاء الذين يفكرون في المشاركة خارج الدوائر التي يرسمها النظام ، الأمر الذي حول الانتخابات النيابية وما يتمخض عنها الى أنتخابات عشائرية ذات نظرة ضيقة لا علاقة لها بالعمل السياسي بتمثيل الشعب والدفاع عن مصالحه ككل مع بعض الاصوات التي لا تؤثر في المجرى العام بالطبع.
غياب الرقابة الفاعلة وتهميش دور الشعب الى الحد الأدنى في وجود نظام حكم فردي سمح بتمرير الكثير من السياسات التي لا ولن يقبلها الشعب الأردني ، ومن ذلك اتفاقية وادي عربة المجحفة بحق الأردن ثم المشاركة في المؤامرة على سوريا بالتنسيق الكامل مع أمريكا وتدريب وتجهيز الفصائل التي تقاتل النظام السوري. 
منذ 1970 وحتى الآن لم يشهد الأردن سوى بعض الهبات البسيطة في المناطق التي يغلب علي سكانها الأصول الأردنية مثل معان والكرك والطفيلة احتجاجاً على رفع أسعار المواد الأساسية مثل الخبز والبنزين ، كان يقود بعضها إسلاميون متطرفون ولكنها لم تنتشر وانتهت بسرعة، فالشارع الأردني لم يكن ليتورط في اضطرابات أهلية ويضحي بالأمن والأمان الذي يوفره له النظام .
وعلى الصعيد الاقتصادي ولغياب الرقابة الفاعلة زاد الفساد واستشرى وتم نهب المال العام من محاسيب النظام مما رفع مديونية الأردن الى مستوى قياسي وأصبح سداد الدين عبئاً ثقيلاً على كاهل اقتصاد ضعيف أصلاً.
لم يكن لدى الحكومات المختلفة أية رؤية اقتصادية خاصة بها ، وكانت تتبع ما يمليه عليها البنك الدولي الذي يتبع دائماً سياسة تؤدي الى إفقار الشعوب ، فكل همه هو سداد دين الدولة المدينة بزيادة الضرائب على الشعب ورفع الدعم عن السلع الأساسية الى غير ذلك في نهج ينظر الى الشعوب كأرقام فقط ، فقضايا الجوع والفقر والمعاناة لا تدخل أبداً في حساباته.
اتبع هاني الملقي ما يمليه البنك الدولي تماماً ، ولمن لا يعرف هاني الملقي فهو ابن رئيس وزراء سابق ، حاصل على الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية من إحدى الجامعات الأمريكية ويحمل الجنسية الأمريكية ومتزوج من أمريكية ، تدرج في وظائف الدولة ووصل الى رئاسة الجمعية العلمية الملكية وكان محسوباً على الأمير حسن عم الملك الحالي. وبعد وفاة الملك حسين 1999 ابتعد عن الأنظار لفترة ست سنوات إلى أن تم تعيينه مستشاراً للملك الحالي.
في عام 2016 تم تغيير مادة في الدستور الأردني سمحت له بتولي منصب رئيس الوزراء كونه يحمل جنسية أخرى غير الأردنية مما يثبت متانة العلاقة بين الملك عبدالله الثاني والرجل ولعل تصريح الملقي في رد فعله على مطالبة الجماهير له بالاستقالة قوله: من وضعني في وظيفتي يقيلني وليس الشارع.
منذ توليه المنصب وحتى يومنا هذا قام الملقي بتنفيذ التوصيات المجحفة، إلى أن وصلنا إلى موضوع مشروع ضريبة الدخل الذي كان القشة التي قصمت ظهر البعير، فقد طفح الكيل بالشعب الأردني وتحرك على مستوى غير مسبوق حيث عمت المظاهرات مدن المملكة كلها ولا تزال. ولعله يمكن تلخيص الوضع ومستقبل هذا الحراك في النقاط التالية.
1. لم يعِ الملقي ووزراؤه خطورة الوضع الموجود على الأرض واعتقدوا أنها مظاهرات وقتية سرعان ما تنتهي ، فالشعب الأردني شعب مطيع ، فرفعوا أسعار المشتقات النفطية الأمر الذي أجج الموقف ، ولولا تدخل الملك لمعرفته بخطورة ما يجري على الأرض لتطور الوضع الى الأسوأ ، فعندما تكون الجماهير في حالة غليان تقتضي الحكمة من الطرف الحكومي أن لا يفاقم الوضع باستفزاز ما. والملقي لم يحلل الوضع كما يجب.
سجلت الجماهير انتصاراً صغيراً على حكومتها بتجميد أسعار المشتقات النفطية، ودخل في وعيها أن تحركها يؤدي الى نتيجة.
على كلتا الحالتين فالحركة الجماهيرية منتصرة ، فعدم التراجع يعني مزيداً من الجماهير تنضم الى الحراك .
2. يسجل للأمن الأردني انضباطه وعدم تورطه في العنف ضد المتظاهرين كما يحدث في البلدان الأخرى في الشرق الاوسط ومن بينها إسرائيل، ولا شك أن هذه ظاهرة حضارية مميزة ، ففي العادة فإن العنف ضد متظاهرين في حالة غليان إنما يصب الزيت على النار.
3. تعي الجماهير جيداً خطورة أوضاع المنطقة ولهذا كان ضمن هتافاتهم المناداة بسلمية المظاهرات. ولا شك أن تثبيت حقهم في التظاهر للتعبير عن مطالبهم إنما هو خطوة صغيرة لتغيير تفرد السلطة بالقرارات المصيرية ، فلن يتوقف الأمر فيما بعد على المطالب الاقتصادية فقط وإنما على المواقف السياسية للمملكة ، ومثال ذلك الموقف من إسرائيل ، فاذا كانت السلطة تقبل اعتذاراً عن حادثة مقتل مواطنين مسالمين بدم بارد في السفارة ، فمن المؤكد أن الجماهير الأردنية لن تقبل ذلك قطعاً.
4. تتولى النقابات الأردنية التي تقود الحراك الأردني المفاوضات مع رئيس الوزراء ولا شك ان هناك عدم تكافؤ بين المفاوضين ، فالملقي رجل محنك وله تجربة سياسية طويلة ، ولهذا كان الله في عون الجانب الآخر إذا تناسوا لفترة وجيزة أنهم في موضع قوة ، لأن وراءهم سيلاً عارماً من الجماهير مستعداً للإستمرار حتى تحقيق مطالبه. يعزز ذلك سقوط حاجز الخوف الذي طال طويلاً.
5. كما هو متوقع فإن مجلس النواب بتركيبته العشائرية أثبت أنه صفر كبير على الشمال وأنه لا يمثل الشعب الأردني، فالمفترض أن المجلس هو الذي يقود الحراك الجماهيري.
6. أثبت الحراك الجماهيري أن تنظيم الأخوان المسلمين تحت تسمياته المختلفة في واد والجماهير في واد آخر، فالأمن والأمان لا يكفي للشعب المطحون وإنما هو للموتى سكان المقابر.
7. مثل كل شعوب المنطقة لا يوجد حزب طليعي يستطيع البناء على الحراك الجماهيري يدعمه ويقويه ويطوره ، وقد آن الأوان لمثقفي الطبقة الوسطى العمل في هذا المجال الهام فبدونه لا تستطيع الشعوب تحقيق أهدافها.

محمد سيف الدولة يكتب: أين اسطول الحرية العربى؟

Seif_eldawla@hotmail.com
لماذا يستطيع الأجانب من كل جنسيات العالم ان يدعموا فلسطين وقضيتها وينظموا حملات لفضح جرائم الاحتلال وإرهابه وعنصريته، وأن يدعوا الى مقاطعته، ويطلقوا أساطيل وقوافل لكسر الحصار عن غزة، بينما لا تسمح اى سلطة عربية لأى من مواطنيها بالمشاركة أو بفعل مماثل، ومن يفعل يتعرض للمسائلة  والاعتقال والسجن؟
***
مناسبة طرح هذا السؤال اليوم هو قيام "تحالف أسطول الحرية" بإطلاق الاسطول الخامس لكسر الحصار عن غزة فى اطار حملة جديدة تحمل عنوان "من أجل مستقبل عادل للفلسطينيين". ولقد انطلقت اول سفنه من النرويج بالتزامن مع الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية. وستضم هذا العام أربعة سفن ستمر بعدة موانئ اوروبية فى الدنمرك وهولندا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا فى طريقها الى شرق البحر المتوسط ثم غزة، وتضم على متنها عشرات النشطاء الاوروبيين.
وهو ذات الاسطول الذى قامت اسرائيل بالاعتداء عام 2010 على احدى سفنه وهى سفينة "مافى مرمرة" وأوقعت عشرة شهداء بالاضافة الى عديد من المصابين.
وتأتى اهمية وخصوصية "اسطول الحرية" هذا العام، فى تزامنها مع الذكرى السبعين للنكبة ونقل السفارة الامريكية فى اطار ما يسمى بصفقة القرن، وما يواكب كل ذلك من فاعليات فلسطينية تأتى على رأسها مسيرات العودة والتى ارتقى فيها حتى الآن ما يزيد عن 100 شهيد وشهيدة.
***
ليس فى سفن الاسطول الاربعة اى سفينة عربية، وحتى المشاركة الفردية من بعض الشخصيات العربية، فى الأساطيل السابقة، كانت مشاركة رمزية ومحدودة، مع استثناء المشاركة القوية لفلسطينيى أوروبا فى مجال الاعداد والتنظيم للأسطول .
***
ومن المفارقات الدالة فى ذات السياق، انه بعد وصول سفن كسر الحصار الى هولندا، قام عشرات من النشطاء الهولنديين بتنظيم مظاهرة نهرية من عدة قوارب صغيرة فى "امستردام" للتضامن مع فلسطين والمطالبة بكسر الحصار، وايصال قضيتهم الى الرأى العام الهولندى.
وبالطبع اول سؤال يمكن أن يجول بخاطر اى مصرى رأى هذا المشهد الرائع، هو هل يمكننا أن ننظم مثلها فى نهر النيل؟
***
لماذا يعتبر الدعم الشعبى للقضية الفلسطينية فى غالبية الأقطار العربية خط أحمر وجريمة يعاقب عليها القانون، فيما عدا اقطارا عربية معدودة كالاردن وتونس ولبنان، والتى لا تخلو الأمور فيها ايضا من تضييق السلطات؟
لا يوجد اجابة او تفسير منطقى لهذا السؤال، سوى ما هو معلوم للجميع من ان هناك أوامر وتعليمات أمريكية حازمة، لغالبية الأنظمة العربية، بان تنأى بنفسها عن أى تحدى أو مواجهة من أى نوع مع (إسرائيل) أو أى دعم حقيقى ومؤثر للمقاومة الفلسطينية وأن تعمل على الحيلولة دون اى مشاركة شعبية عربية فعالة لدعم فلسطين، والا ستتعرض لعقوبات تبدأ من رفع الحماية الأمريكية، وتنتهى بالحصار والوضع على قائمة الدول المارقة والإرهابية.
وعلى العكس من ذلك تماما، سينال الحكام والانظمة العربية التابعة والمتعاونة والمطبعة والمروجة للتطبيع كل انواع الرضا والقبول والدعم الأمريكى.
***
لم تكن الأحوال بمثل هذا السوء فى العقود الماضية، ففى مصر على سبيل المثال استطاعت القوى الوطنية، على امتداد 40 عاما، ان تدشن عشرات الحملات واللجان والفاعليات الداعمة لفلسطين والمناهضة لاسرائيل والصهيونية وكامب ديفيد، والتى وصلت ذروتها فى اغلاق ثوار يناير لمقر السفارة الاسرائيلية فى شهر سبتمبر 2011.
الا انه فى السنوات القليلة الماضية، تم فرض قبضة حديدية على كافة انواع النشاط السياسى والمدنى، وعلى كل تيارات المعارضة، وعلى الأخص فيما يتعلق بأى فاعلية للتضامن مع فلسطين او مناهضة (لاسرائيل)، فى الوقت الذى فُتحت فيه الابواب على مصراعيها للسفارة (الاسرائيلية) فى مصر وللمطبعين معها من رجال الأعمال والشركات المصرية، وللزيارات والوفود الأمريكية الصهيونية التى لا تتوقف، وللكتاب والخبراء والاعلاميين المعادين لكل ما هو فلسطينى.
وفى ذات السياق تأتى الهرولة السعودية الخليجية الحالية للتواصل مع (اسرائيل) والتطبيع معها سرا وعلانية، والتى قال عنها نتنياهو فى اكثر من مناسبة: "ان الدول العربية لم تعد ترى اسرائيل كعدو بل كحليف".
***
غريب أمر الحكام العرب، لا يتعظون ابدا من دروس التاريخ؛ فيوهمون أنفسهم بأنه بالاعتماد على الحماية الأمريكية والرضا الاسرائيلى، يمكنهم أن يشاركوا فى تمرير صفقة القرن وابتلاع (اسرائيل) لما تبقى من فلسطين، وأن يفلتوا بفعلتهم!!
ويتناسون ان لكل فعل رد فعل مساوى له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه، ولو بعد حين.
*****
القاهرة فى 3 يونيو 2018

31 مايو 2018

محمد سيف الدولة يكتب: لا الاردنية ونعم المصرية

Seif_eldawla@hotmail.com
لا شك ان صندوق النقد الدولى ومن يمثلهم سيشيدون اليوم بالسيد عبد الفتاح السيسى وبأجهزته الامنية  كنموذج مثالى للحكام وانظمة الحكم التى يفضلونها، فلقد استطاع ان يمرر كل تعليماتهم وروشتاتهم بدون حدوث اضطرابات شعبية تذكر، على عكس الاردن الذى ساد فيها إضراب عام يوم الاربعاء 30 مايو، ضد إصدار الحكومة لقانون ضريبة الدخل الذى يزيد من الاعباء الاقتصادية على كاهل المواطنين.
***
والسؤال هنا هو لماذا استطاع الاردنيون ان ينظموا مثل هذا الإضراب الناجح، بينما لم يستطع المصريون ان يحولوا فقرهم ومعاناتهم وغضبهم الى اى فاعليات معارضة؛ لا اضراب او مظاهرة او اعتصام او مؤتمر حاشد او حتى عريضة جماعية توقع عليها النقابات العمالية والمهنية والأحزاب السياسية والشخصيات العامة ونواب البرلمان، رغم ان القرارات الاقتصادية المصرية كانت أشد عنفا وإرهاقا وافقارا، عشرات الأضعاف لمعايش الناس وظروفهم من القرارات الاردنية، بدءا بفرض ضريبة القيمة المُضافة والغاء دعم الطاقة ورفع الاسعار ثم القرار الكارثى بتخفيض الجنيه، بما أدى فعليا الى تخفيض القيمة الفعلية لدخول المصريين ومدخراتهم الى الثلث تقريبا مما كانت عليه قبل هذه القرارات؟
***
والمفارقة ان الاردن لم يشهد ثورة كالتي حدثت فى مصر، والتى انتزع فيها المصريون مكاسب وحقوق وحريات لا حدود لها كنزاهة الانتخابات وحق التظاهر والاعتصام وتشكيل الاحزاب وإصدار الصحف، والقدرة على إسقاط الرؤساء وإقالة الوزارات.
كما ان للشعب المصرى تاريخا مبكرا ومشرفا فى التصدى لشروط وضغوط مؤسسات الاقراض الدولى، فلا تزال انتفاضة يناير 1977 محفورة فى وعى وضمير المصريين، والتى كان لها بالغ الأثر لعقود طويلة فى خوف وتردد وتلكؤ الحكومات المصرية المتعاقبة فى الخضوع والاستسلام "الكامل" لشروط الصندوق التى لم تتوقف يوما واحدا منذ 40 عاما.
فما الذى حدث؟
الإجابة واضحة ومعروفة للجميع، وهى انه تم اجهاض الثورة المصرية وكل مكتساباتها، وان مصر كلها اليوم حبيسة قبضة بوليسية حديدية، محظور عليها الاعتراض او الكلام او حتى الهمس.
***
ليبقى السؤال الهام، ماذا نريد لمصر؟
لا أحد منا يريد لها مصير سوريا وليبيا، وبالطبع أصبح الجميع يدرك اليوم انه لا أحد فى السلطة سيسمح طواعية، ولأجل غير مسمى، للمصريين بحريات مماثلة لما حققته ثورة يناير، أو لما حققته أمم وشعوب كثيرة فى العالم ليس فقط فى الغرب، ولكن فى عديد من بلدان آسيا وأمريكا اللاتينية أيضا.
ولكن ماذا عن مطالب اكثر تواضعا من ذلك بكثير؟ ماذا عن هامش حريات مماثل لدول عربية شقيقة تتقارب أحوالها وظروفها معنا كالأردن وتونس ولبنان؟
أرأيتم كيف تدهورت بنا الأحوال، وانخفضت أسقف مطالبنا الى أدنى مستوياتها ؟
ولكن ما دون ذلك سيؤدى الى الانفجار إن عاجلا أم آجلا .. فلا تجردوا الناس من انسانيتها ومن ابسط حقوقها فى ان تقول لا حين يكون من الواجب والضرورى والفطرى أن يقولها أحد:
·لا للإفقار والاستغلال والبطالة وغلاء الاسعار وتدنى الأجور وذبح العملة الوطنية والاستئثار بثروات البلاد.
·لا لنادى باريس ومؤسسات الاقراض الدولى ورو شتاتها المدمرة وتلال الديون الخارجية.
·لا للأمريكان ولأحلافهم وحروبهم الاقليمية ولصفقة القرن ونقل السفارة وتصفية القضية الفلسطينية.
·ولا لدمج (اسرائيل) فى المنطقة وللتطبيع والمذابح الصهيونية وللعربدة والاعتداءات اليومية فى فلسطين وكل السماوات العربية.
· لا للزج بمصر كلها فى سجن كبير.
*****
القاهرة فى 21 مايو 2018

25 مايو 2018

محمد سيف الدولة يكتب: تونس ترفض التطبيع ومصر تشجعه



Seif_eldawla@hotmail.com
 تونس مقلوبة وغاضبة هذا الايام بسبب برنامج "فكاهى" من برامج الكاميرا الخفية الرمضانية اسمه "شالوم"، يستضيف شخصيات سياسية لإجراء حوار مع مذيع قناة "سى ان ان" ولكنهم يفاجئون انهم داخل مقر سرى للسفارة الاسرائيلية فى تونس. ومن خلال الحوار ينكشف الموقف الحقيقى للضيوف من مبدأ التطبيع مع (اسرائيل). قبل ان يكتشفوا فى نهاية البرنامج ان الحكاية كلها مفبركة، ولا يوجد سفارة ولا يحزنون.
اما سبب غضب الرأى العام التونسى من البرنامج فلأنه ادخل صورة العلم (الاسرائيلى) داخل كل منزل تونسى.
ما شاء الله.
 أما هنا فى مصر، فتسمح السلطات للسفارة الاسرائيلية بالاحتفال بذكرى النكبة فى وسط القاهرة وفى احد الفنادق المطلة على النيل.
***
ومنذ بضعة اسابيع قضت محكمة تونسية للأمور المستعجلة بمنع رياضيين (اسرائيليين) من دخول تونس للمشاركة فى بطولة للتايكوندو. أما فى مصر فإننا نستورد الغاز من (اسرائيل)، وننسق معها أمنيا وعسكريا ونعيش معا العصر الذهبى للعلاقات المصرية الاسرائيلية.
بل أن محكمة مصرية مماثلة كانت قد قضت عام 2015 بتصنيف المقاومة الفلسطينية كمنظمة ارهابية قبل ان يتم الغاء الحكم فى الاستئناف. ثم قضت محكمة اخرى فى ذات العام برفض توصيف (اسرائيل) ككيان إرهابي فى دعوى مماثلة بذريعة عدم الاختصاص.
***
من اين جاء الفرق بين القطرين الشقيقين؟
لا يكمن الفرق بطبيعة الحال فى القضاة أو القضاء فى البلدين، فالقضاء المصرى قضاءً عريقاً، سبق له أن أصدر أحكاما تاريخية ضد تصدير الغاز لإسرائيل ايام مبارك، وضد التنازل عن تيران وصنافير ايام السيسى، وإنما يكمن الفرق فى مجمل الحالة السياسية العامة فى مصر وبينها فى تونس فى السنوات الأخيرة؛ فالثورة التونسية لا تزال فى الميدان، لم يتم إجهاضها والارتداد عليها كما حدث فى مصر.
***
ان الثورة تعنى الحرية للجميع، وحين تتحرر الشعوب العربية، فإنها بالفطرة والسليقة تكون معادية لاسرائيل وللصهيونية وللتطبيع، وفى ظل وجود حالة ثورية ستتمكن من ترجمة ذلك الى مواقف وفاعليات وضغوط على صناع القرار.
ولذا تم منع الرياضيين الإسرائيليين من دخول تونس، بينما يبلغ عدد السياح الإسرائيليين لسيناء فى الشهر الواحد ما يقرب من ٢٠ ألف (اسرائيلى)، كما تم سفر آلاف من الاخوة المسيحيين الى القدس فى الأعياد الأخيرة، بالمخالفة للقرار الشهير البابا شنوده، بعدم دخول فلسطين الا كتفا بكتف مع المسلمين بعد تحررها من الاحتلال.
***
ان أكثر الأقطار العربية حرية اليوم، هى تونس ولبنان، اذ يمكن لشعوبها أن تتكلم بحرية وتنظم الاجتماعات والمؤتمرات والتظاهرات وتمارس العمل السياسى وتنتخب بلا تزوير، ولذا فان أكثر الفاعليات والحركات العربية نشاطا فى مواجهة (اسرائيل) ودعما لفلسطين والمقاومة تتم فى هذين البلدين الشقيقين.(قامت السلطات اللبنانية منذ بضعة أيام بمنع الدكتور/سعد الدين ابراهيم من دخول اراضيها، بسبب زيارته لاسرائيل ومحاضرته فى جامعاتها.)
***
قد يقول البعض، أن الفرق بين مصر وبين تونس ولبنان، هو ان بين مصر و(اسرائيل) "معاهدة سلام"، تنص صراحة على التطبيع الالزامى.
وهو قول صحيح فيما يتعلق بالنصوص التى تلزم مصر على التطبيع بالإكراه! ولكنه مع ذلك تطبيع يقتصر على السلطات الرسمية فى البلاد، ولكنه لا ينطبق ولم ينطبق ابدا على الموقف الشعبى المصرى، الذي وقف بصلابة منذ توقيع كامب ديفيد عام 1978 ضد كل محاولات التطبيع الشعبى، وقف بقواه الوطنية واحزابه السياسية ـ ما عدا الحزب الوطنى قبل الثورة وحزب النور بعدها ـ ونقاباته المهنية والعمالية وكتابه ومثقفيه وفنانينه وطلابه، لم يشذ أحدا عن الصف. ومن فعل، تنتهى حياته الفكرية والسياسية، وتتم مقاطعته وعزله اجتماعيا وتجريسه من الجميع، كما حدث للكاتب الراحل "على سالم".
***
ان موقف تونس ولبنان اليوم من التطبيع، كان هو ذات الموقف فى مصر فى اعقاب ثورة يناير، حين كانت الحريات بكل اشكالها بلا أسقف، وفى ظلها نجح الشباب فى اغلاق مقر السفارة الاسرائيلية وتنظيم مئات الفاعليات دعما فلسطين ومناهضة لإسرائيل، وهو ما دفع قادة الكيان الصهيوني وقتها للإعلان أكثر من مرة عن انزعاجهم وقلقهم البالغ مما يدور فى مصر مع التحريض المستمر ضد الثورة. قبل ان يغيروا مواقفهم اليوم ويعربوا فى كل المناسبات عن ارتياحهم البالغ من الوضع الحالي.
***
لم يكن من الممكن فى ظل ثورة يناير والجماهير فى الشوارع والميادين، والمنابر الاعلامية مفتوحة للجميع ان يتم استيراد الغاز من (اسرائيل)، او ان تمر صفقة تيران وصنافير، او ان يزور نتنياهو مصر سرا، او ان تسحب مصر قرار ادانة المستوطنات من مجلس الامن، او ان تشارك فى حصار غزة، أو أن يصدر ترامب قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل و يمر الحديث عن صفقة القرن بكل هذه السلاسة والصمت الذى يقترب من التواطؤ .. الخ.
***
·لقد تعلمنا عبر العقود والسنوات الأخيرة، أن الشعوب تعادى (اسرائيل) حتى النخاع وأن الأنظمة تخاف منها أو تتواطأ معها.
·وتعلمنا أن الشعوب تحب فلسطين والفلسطينيين وتدعم المقاومة، والانظمة تكرهها وتريد أن تحاصرها وتقضى عليها وتنزع سلاحها.
·وتعلمنا أنه فى ظل الحرية والثورة الحقيقية، لا مكان للتطبيع او للسلام الدافئ، وانه فى ظل الاستبداد تباع فلسطين وتوقع معاهدات الصلح ويتم الاعتراف (باسرائيل) ويجرى التطبيع والتحالف معها على قدم وساق.
ان فى قهر الشعوب العربية والاستبداد بها، حياة طويلة وآمنة ومستقرة لهذه الكيان المسمى بـ (اسرائيل).
*****
القاهرة فى 25 مايو 2018

21 مايو 2018

محمد سيف الدولة يكتب: ردا على السيسى .. مصر ليست صغيرة

Seif_eldawla@hotmail.com
"لا يمكن لمصر ان تفعل شيئا لأنها صغيرة وضعيفة وبلا تأثير."
كان هذا هو مضمون الرسالة التى أراد السيد عبد الفتاح السيسى رئيس الدولة المصرية، أن يوصلها الى "كل من يعنيه الأمر" بشأن القرار الأمريكى بنقل السفارة الى القدس، وما تلاه من مذابح اسرائيلية للفلسطينيين على حدود قطاع غزة.
وقد قال بالنص:
((قرار نقل السفارة سيؤدى الى شئ من عدم الرضا والاستقرار..
بنتحرك فى حدود قدرتنا ..
وحطوا خط تحت حدود قدرتنا..
وعلى الفلسطينيين ان يحتجوا بطرق لا تؤدى الى سقوط ضحايا..
وعلى الإسرائيليين ان يكونوا اكثر حرصا فى عدم اسقاط ضحايا..
ولا يمكن لمصر ان تفعل شيئا .. علينا ان نعمل ونكبر لكى يكون لنا تأثير فى المستقبل ..))
انتهى الاقتباس ورابط الكلمة فى نهاية المقال.*
***
1)  ان مصر ليست دولة صغيرة ولا ضعيفة ولا قليلة الحيلة ولا محدودة التأثير، بل هى قادرة لو ارادت ان تعيد تشكيل موازين القوى فى المنطقة، وأن تصحح الاختلال الرهيب فيها، وان توقف العربدة الاسرائيلية، وان تقلص من النفوذ الامريكى. وان تكون الطرف الاكثر تأثيرا وفاعلية فى كل الملفات الرئيسية فى الاقليم بما فيها ملف الاحتلال الصهيونى لفلسطين.
ولكن مصر الرسمية والعميقة خائفة منذ 40 عاما، وازداد خوفها فى السنوات القليلة الماضية، وهى لا تريد ان تتحرر من التبعية ومن القيود التى كبلتها فى اتفاقيات كامب ديفيد، ولا اقصد هنا فقط القيود العسكرية على قواتنا المسلحة فى سيناء الواردة فى المادة الرابعة من المعاهدة، وانما ايضا المادة السادسة التى قيدت فقراتها الثانية والرابعة والخامسة، سياسات مصر وقراراتها فيما لو تعرضت فلسطين او اى من الاقطار العربية لعدوان اسرائيلى، اذا نصت هذه الفقرات على ما يلى:
· يتعهد الطرفان بأن ينفذا بحسن نية التزاماتهما الناشئة عن هذه المعاهدة بصرف النظر عن أي فعل أو امتناع عن فعل من جانب طرف آخر وبشكل مستقل عن أية وثيقة خارج هذه المعاهدة.(الفقرة الثانية)
·يتعهد الطرفان بعدم الدخول في أي التزامات تتعارض مع هذه المعاهدة.(الفقرة الرابعة)
·مع مراعاة المادة (103) من ميثاق الأمم المتحدة يقر الطرفان بأنه في حالة وجود تناقض بين التزامات الأطراف بموجب هذه المعاهدة وأي من التزاماتهما الأخرى، فإن الالتزامات الناشئة عن هذه المعاهدة تكون ملزمة ونافذة.(الفقرة الخامسة)
***
2)  ولكن حتى "مبارك" لم تمنعه كل هذه القيود من ان يسحب السفير المصري تضامنا مع انتفاضة الاقصى عام 2000، ومن ان يطلق العنان للإعلام المصري وللقوى الوطنية لدعم الانتفاضة بلا حدود. وان يرفض عديد من المطالب الاسرائيلية والضغوط الامريكية حول المعبر والأنفاق والمنطقة العازلة. فهل مصر السيسي عام 2018 أضعف واقل حجما وتأثيرا من مصر مبارك عام 2000؟
***
3)  ولقد كانت مصر قادرة حتى فى السنوات التالية لهزيمة 1967 وحتى نصر اكتوبر على حصار (اسرائيل) وقيادة مقاطعة عربية ودولية واسعة لها، امتدت من افريقيا وآسيا الى دول أوروبا الشرقية، كما قامت بدعم المقاومة الفلسطينية بلا حدود، و قيادة الموقف الرسمى العربى فى اتجاه مواصلة القتال، وعلى عزل اى صوت عربى يدعو الى السلام مع العدو، مثلما فعلت مع الرئيس التونسى الحبيب بورقيبة.
فهل مصر المنتصرة اصبحت بعد 45 عام من نصر 1973 أضعف واصغر واقل تأثيرا من مصر المهزومة عام 1967؟
انك بذلك انما تقر وتعترف وتقدم شهادة خطيرة الى الشعوب والى التاريخ، وهى أن 40 عاما من السلام مع (اسرائيل) ومن كامب ديفيد، قد أضعفت مصر وكسرتها وجعلتها فى حالة بائسة لا تقوى ولا تقدر معها ان تقول لا. وهى الحقيقة التى هَرِمت القوى الوطنية وهى تنبه اليها وتحذر منها لعقود طويلة.
***
4)  وقد يرد انصارك بان الفوضى التى صنعتها ثورة يناير قد اضعفت مصر وانهكتها وافقدتها مكانتها الاقليمية والدولية.
وهو كلام يجانبه الصواب على طول الخط، ففى ذروة اسابيع الثورة الاولى، استطاع الشباب الثائر ان يجبر (اسرائيل) على التوقف عن عدوانها على غزة الذى وقع فى ابريل 2011 ،بعد ان حاصر السفارة ودفع المجلس العسكرى الى ابلاغ قادة الكيان بضرورة وقف العدوان فورا، لانه لم يعد له سيطرة على الشارع المصرى وجماهيره الغاضبة، وهو ما تكرر مرة أخرى فى سبتمبر 2011 بعد قتل الصهاينة لخمسة عسكريين مصريين على الحدود.
***
5)  ثم ان فى رسالتك عن "عجز مصر"، ترويجا ضمنيا الى أن دولا مثل ايران وتركيا أصبحتا أقوى وأكبر وأكثر تأثيرا من مصر فى الاقليم، رغم ان القضية الفلسطينية هى قضية عربية بالاساس، تخص مصر وتمسها اكثر من كل دول الجوار الجغرافى من غير الدول العربية، فنحن رمانة الميزان فى هذا الصراع وفى مواجهة كل الحملات الاستعمارية منذ قرون طويلة، فاذا بك تتخلى بكل بساطة عن راية القيادة، ليتلقفها من يروجون للمشروع والنفوذ الايرانى او التركى فى المنطقة.  
***
6)  ثم ان الدولة المصرية تشتبك وتتفاعل و تتصدى بكل امكانياتها ومؤسساتها مع كل ما يدور فى ليبيا، فهى تدعم الجيش الليبى سياسيا وعسكريا ودوليا، وتشن ضربات جوية على الجماعات الارهابية التى تعتدى على السيادة المصرية وعلى المواطنين المصريين هناك، ولم تنأى بنفسها عن المشهد الليبى بذريعة اننا لا نزال دولة ضعيفة بلا تأثير. فما الفرق بين الامن القومى المصرى على حدودنا الغربية وبينه على الحدود الشرقية؟
***
7)  ثم ماذا عن مقولتك الشهيرة عن "مسافة السكة" وان امن السعودية والخليج خط احمر، لماذا لم تطبق عليها قاعدة ان مصر أضعف من ان يكون لها تاثيرا؟
ما السبب وراء تعدد المكاييل واختلاف السياسات والتوجهات حين يتعلق الامر بفلسطين؟ هل هو الحرص على الانخراط فى المصالح والترتيبات والتحالفات الامنية التى تباركها الولايات، وتجنب تلك التى تغضبها هى و(اسرائيل)؟
***
8)  نعم ان مصر كبيرة وقوية وقادرة، ولكن حتى لو لم تكن كذلك، فانها أمور لا تقال أو ينطق بها فى تصريحات عامة وعلانية وكأننا نقول للدول الكبرى والاقليمية وحلفائها من الاعداء والخصوم والمتربصين والمنافسين: "ان افعلوا ما بدا لكم فنحن لا حول لنا ولا قوة، لن نستطيع ان نعارضكم، او نقف فى طريقكم أو نتصدى لخططكم ومشروعاتكم!"
وهى الرسالة التى سيكون لها آثارا مدمرة و بالغة السوء على الملفات والقضايا التى تهدد المصالح المصرية العليا وامنها القومى، مثل ملف سد النهضة فى اثيوبيا، وملف الابتلاع الصهيونى للقدس ولما تبقى من ارض فلسطين.
***
9)  كما انك تتحدث طول الوقت عن السلام الدافئ الذى اصبح فى وجدان المصريين وعن الثقة والطمأنينة الحالية بين مصر و(اسرائيل)...الخ
ولو كان ذلك صحيحا، لاحترمته (اسرائيل) وعملت لعلاقاتنا معها الف حساب، ولما تجاهلت مواقفنا وتمادت فى احراج الدولة المصرية ومؤسساتها امام شعبها، ولقدمت شيئا ذو قيمة للفلسطينيين، ولكفت عن بناء مزيد من المستوطنات وابتلاع مزيد من الارض واسقاط مزيد من الشهداء ولامتنعت عن ضم القدس...الخ
ولكن ما نراه عكس ذلك على طول الخط، فهم لا يقيمون اى وزن لاى علاقات مع مصر، ليثبتوا كل يوم بانه ليس سلاما دافئا ولا يحزنون وانما كما نؤكد دائما هو "سلام  بالاكراه."
***
10) واخيرا وليس آخرا، لا يمكن انهاء هذه السطور بدون الاجابة على سؤال المقال وهو: "هل تستطيع مصر بظروفها الحالية، ان تفعل شيئا لفلسطين، وما هو؟
والاجابة هى: بالطبع تستطيع.
ولن اقول لكم قوموا بقطع العلاقات، وإلغاء المعاهدات، وتعبئة الجيوش، ولكننى سأطرح عينة بسيطة مما يمكن ان تتخذه السلطة المصرية حتى وهى مكبلة بقيود كامب ديفيد:
تستطيع ان تسحب السفراء وتعلق التنسيق الأمني والعسكري وتبرد العلاقات وتجمد التطبيع أو تقيده وترفض احتفالهم بذكرى النكبة فى وسط القاهرة، وتنسحب من صفقة استيراد الغاز ومن اتفاقية الكويز وان تتوقف عن القيام بدور العراب للتطبيع العربى الاسرائيلى، بل تعمل على اجهاضه أو تعويقه، وان تفتح المعبر وتفك الحصار، وتقود الحملات العربية والدولية للضغط على اسرائيل فى كافة المنابر والمؤسسات الدولية والدبلوماسية، وان تدعم المقاومة سرا اذا لم تجرؤ على ذلك علانية، وان تطلق يد القوى الوطنية المصرية المناهضة لاسرائيل وان تفتح لها المجال الاعلامى والسياسى، وأن تعيد تشكيل علاقاتنا وتحالفاتنا الخارجية على اساس التصدى للتوسع والتجبر الاسرائيلى وابتلاع ما تبقى من فلسطين.
أما عن كيفية الرد والتصدى للقرار الأمريكى فلقد سبق أن تناولناه فى مقال سابق بعنوان "هل تستطيع مصر أن تقول لا؟".
***
ان مصر كبيرة بشعبها وتاريخها وموقعها ومكانتها وهويتها وتجاربها ومعاركها، وقادرة لو امتلكت الارادة على فعل الكثير، فحافظوا على كرامتها ولا تستهينوا بها ولا تقللوا من شانها.
*****
القاهرة فى 21 مايو 2018
* رابط كلمة عبد الفتاح السيسى
https://www.youtube.com/watch?v=yGOA7NbhDDU&app=desktop