16 مارس 2015

القاهرة لا تقهرها التفجيرات والحيل والمؤامرات يا من تصنعون الإرهاب زوراً هنا لتحاربوه بهتاناً هناك!

يقلم - شريف زايد
وأخيراً وصلت التفجيرات، لا بل وصل الإرهاب المحتمل - على حد تعبير السيسي الذي تنبأ بوقوعه قبل أكثر من سنة - إلى قلب القاهرة، بعد أن كان مرتعه في سيناء شرقا وعلى الحدود الليبية غرباً، وبعد أن كان يجرى ضد المصريين على يد تنظيم الدولة فيحصد أرواح المصريين خارج البلاد دون تمييز بين قبطي مؤيد لنظام السيسي وبين مسلم رافض له، هذه حقيقة نحتاج أن نقاربها ونتفحصها ثم نسلط الضوء على أسبابها ومآلاتها، فمن يا ترى يقف وراء هذا الإرهاب المزعوم؟! ومن له مصلحة فيه؟! وما الذي يريده من هذه التفجيرات؟!
وللإجابة على هذه الأسئلة لا بد أن نستعيد الذاكرة قليلاً لنقول: إن أول من أعلن الحرب على "الإرهاب" في العالم هي أمريكا، وحشدت وراءها أغلب دول العالم، إثر أحداث أيلول/سبتمبر 2001، وكلنا يعلم أن مسرح هذه الحرب دار وما زال يدور في العالم الإسلامي، ثم شاءت الأقدار أن تهب رياح التغيير في عالمنا العربي، فتساقطت على إثرها عروش بعض دولنا الكرتونية، وجاءت هذه الرياح على غير ما تشتهي إرادة البيت الأبيض، فكان نصيب مصر التابع الأكبر لأمريكا في المنطقة أن أُسقِط رأس نظامها "مبارك" وبقي النظام كما هو ممثلاً بالمجلس العسكري "أمريكي الصنع"، ولأهمية مصر في المنطقة وما ستقوم به من أدوارٍ لاحقاً سعت أمريكا إلى استقرار مصر لكي لا تفلت الأمور من أيديهم كما حصل في كانون الثاني/يناير 2011، ومن أجل ذلك سارت بمصر في ثلاثة خطوط متوازية على أن تعمل كل هذه الخطوط مع بعضها في آن واحد دون توقف، طبعا بأيدي أزلامها:
الخط الأول: يتمثل في القيام بأعمال سياسية وأمنية في غاية الخبث لتأديب هذا الشعب الثائر طلباً لحريته، فكم من جرائم ارتُكبت ودماء سُفكت في عهد المجلس العسكري وكان الفاعل على الدوام يسمى "بالطرف الثالث" الذي لم يُعرف بعد، حتى أصبحت نكتة!
أما الخط الثاني: فكان العمل على المحافظة على استقرار مصر في كل الأحوال، كي لا تنفلت الأمور ثانية، وتجلّى ذلك بعمل انتخابات برلمانية لامتصاص غضب الشارع أفرزت أغلبية إسلامية، وانتخابات رئاسية أفرزت رئيساً محسوبا على أكبر تيار إسلامي في البلاد.
وأما الخط الثالث: فتمثل في شن حملات إعلامية شرسة على التيار الإسلامي وشيطنته، منذ اللحظة التي أطيح فيها برأس النظام "مبارك" واستمر، لا بل واشتد شراسة بعد وصول الإخوان إلى الحكم، إلى أن تمكن النظام بقيادة الجيش والقضاء من حل مجلس الشعب أولا والانقلاب على ما عرف بنظام الإخوان، على يد عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع في نظام مرسي، والذي طلب صراحة من الشعب المصري أن ينزل إلى ميدان التحرير ليعطيه تفويضا لمواجهة الإرهاب المحتمل، ... وهكذا كان، بغض النظر عن حجم المانحين لهذا التفويض، وكان أول إرهاب يواجهه هو مجزرة رابعة وغيرها، فأصبح هو يدير الجريمة المنظمة، والقضاء يلفّق التهم، والإعلام يروّج لها.
ومنذ تلك اللحظة لم يهدأ الشارع المصري، ولم تجف الدماء في مصر، وبدأت الإعلانات تصدر تباعاً عن حوادث إرهابية هنا وهناك، والفاعل هذه المرة هو الجماعة المحظورة، فاختفى الطرف الثالث، وهذا ما أرادته أمريكا عن طريق أزلامها في المجلس العسكري وعلى رأسهم السيسي، الذي جيء به ليصبح رئيساً لمصر هذه المرة، صاحب نبوءة الإرهاب المحتمل، وفجأة اشتعلت سيناء بالإرهاب المحتمل وأصبحت الحدود المصرية الليبية غير آمنة.
وفجأة يعلن البغدادي قيام دولة الخلافة الإسلامية ويطلب من الجماعات الإسلامية والمسلمين مبايعته، ثم يتبع ذلك بتوجيهاته إلى أفراد جماعته في سيناء وفي ليبيا حيث يتمركز الـ"خليفة حفتر" وفجأة يظهر التنسيق بين السيسي وحفتر، ثم يتشكل التحالف ليضرب تنظيم الدولة، ويسقط الطيار الأردني الكساسبة في يد التنظيم فيضرم به النار، فتثور ثائرة الأردنيين وينجح النظام الأردني باستغلال الحادثة أبشع استغلال لتوجيه بنادق وصواريخ الجيش الأردني، إلى سوريا في دعم شعبي غير مسبوق، وتستهوي هذه المسرحية أمريكا لتلعبها ثانية مع مصر في ليبيا بعد إعلان التنظيم عن قتله 21 مصريا، وفي ظرف 24 ساعة كانت طائرات الجيش المصري تدك معاقل التنظيم في درنة، بعد أن أعلن السيسي أن مصر ستثأر لأبنائها، ثم فجأة تكتشف الشعوب العربية كلها أن ما جرى ويجري ما هو إلا أفلام ومسرحيات وأن هؤلاء ومعهم تنظيم الدولة بأعماله المخالفة للشرع يوردون الأمة مورد هلاك لا محالة، فتظهر الحاجة ثانية إلى تفجيرات أكثر قرباً من عمق مصر، فيصار إلى تفجيرات هنا وهناك في القاهرة، ليشعر الناس بالخطر فيلتفوا حول الجيش، ليسرح بأبنائهم ويمرح قتلاً وتقتيلاً، وكل هذا خدمة لسيد البيت الأبيض للقضاء على شباب أمتنا الثائر في كل مكان وخوفا من أن ينجح هذا الشباب في تأسيس دولة يلتف حولها المسلمون، ولا تقوى معها أمريكا إلا على الاستسلام.
إذاً فهم الذين يصنعون هذا الإرهاب المزعوم وهم الذين يصنعون التفجيرات، وهم الذين يصنعون لنا الأعداء، فهم المجرمون وهم أداة الجريمة وهم القاضي المحقق فيها، هم المنتجون والمخرجون والمسوّقون والبائعون المتجولون في جنبات أمتنا، وبضاعتهم سفك الدماء بلا ذنب قبّحهم الله أنى يؤفكون.
ومصلحتهم في ذلك أن يعيدونا للخوف، ليبيعونا أماناً موهوماً لا يتحقق لنا إلا بالخضوع لهم ولأسيادهم أذلاء، لنصدقهم فيقودونا ويقودوا أبناءنا في جيوشنا إلى حيث يريدون حيث الذلة والمهانة والميتة المخزية، فتستقر لهم الحال ويقوموا بدورهم المرسوم لهم حماية مصالح المستعمر الكافر والحفاظ على أمن كيان يهود.
أما ماذا يريدوا من هذه المسرحيات الدموية ومن تفجيرات القاهرة فهو بلا شك أنهم يعلمون أن الشعب المصري لم يعد تنطلي عليه ألاعيبهم وأحابيلهم، فأرادوا أن يقربوا له الموت أكثر في القاهرة؛ يفجّرون فيها فيوقعوا القتلى والمصابين ويكرسوا الخوف والذعر عند الناس، لترويضهم وإخضاعهم لكل حماقاتهم، ولكن الأمل معقودٌ وبشكل كبير على الشعب المصري الذي سيبطل مفعول كل هذه المزاعم بوعيه ونضجه رغم كثرة الأبواق التي تشوش، وإن من يعيش في مصر الآن ليستطيع أن يلحظ كم أصبح السيسي ونظامة محل تندّر عند الشعب المصري، وأضحوكة في نظره، فهو لا يراه إلا نظاماً مهزوزاً مهزوماً يلفظ أنفاسه، ولولا مساندة أمريكا له لكان في "خبر كان" منذ أمدٍ بعيد، أما القاهرة فلسان حالها يردد: أنا القاهرة التي لا تقهرني التفجيرات والمؤامرات، ولا أخضع إلا عندما تصدح مآذني الله أكبر الله أكبر الله أكبر، فأنا عصيةٌ على المارقين والمجرمين، خافضةٌ أجنحتي للرجال المؤمنين الذين صدقوا الله ما عاهدوه عليه ولم يبدلوا تبديلا، فأين أنتم أيها الأحباب أين أنتم يا صناديد الإسلام؟ أما آن أن يسوَدَّ نهارُ البيت الأبيض قبل ليله؟ أما آن لراية الإسلام أن ترفرف في سماء القاهرة؟ أما آن لكم أن تنتفضوا لله وبالله؟ فأنا وأنتم ليس لنا إلا الله، هبوا أيها الرجال لنصرة دينكم وأمتكم، فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يكيد العدا.

15 مارس 2015

السيد زهرة يكتب: من الأكثر همجية داعش أم أمريكا؟

العالم كله فزع وهب لإدانة الجريمة التي ارتكبها تنظيم "داعش" بتدمير قطع اثرية في متحف الموصل.
وبالطبع، جريمة تدمير القطع التي يعود بعضها الى آلاف السنين هي جريمة بشعة، وتستحق اوسع ادانة من كل دول العالم ومن كل المنظمات والجهات الدولية المعنية بآثار وتاريخ وحضارة وثقافة الشعوب.
لكن الغريب انه في غمرة هذه الإدانات لجريمة "داعش"، ينسى العالم او يتناسى، ما ارتكبته امريكا وقوات احتلالها للعراق من جرائم شبيهة عبر سنوات الاحتلال.
اليوم، اصبحت توجد مئات التقارير التي وثقت تفصيلا، وبالأرقام والحقائق والوقائع، سلسلة الجرائم التي ارتكبتها امريكا وقوات احتلالها، والتي طالت آثار العراق وتراثها الحضاري والثقافي.
هذه الجرائم التي ارتكبتها امريكا هي أشنع وأفظع ما تم ارتكابه بحق ثقافة وحضارة وارث العراق منذ غزو المغول.
ويكفي ان نتأمل فقط بعض حقائق هذه الجرائم، وهي كلها باتت معروفة وموثقة على نطاق واسع.
منذ اليوم الأول لدخول قوات الاحتلال الأمريكي بغداد، تعرض المتحف العراقي لأكبر عملية تدمير ونهب وسرقة في التاريخ. لعدة أيام، ظل المتحف يتعرض لهذا التدمير والسرقة تحت بصر وسمع قوات الاحتلال.
الاحصاءات تقول ان اكثر من 15 ألف قطعة اثرية تمت سرقتها من المتحف وتم تهريبها للخارج، غير القطع التي تم تدميرها.
هذا التدمير والنهب تم بشكل منظم على أيدي عصابات دولية منظمة بمعرفة الاحتلال.
وحتى اليوم، لم يتمكن العراق من استعادة سوى عدد محدود من كل هذه القطع الأثرية التي فقدها لا يتجاوز في احسن التقديرات 4 آلاف قطعة فقط.
ما تعرض له المتحف العراقي من تدمير ونهب على هذا النحو كان عملاً منظماً ومقصوداً من أمريكا وقوات احتلالها. فلم يكن الغزو والاحتلال مقصوداً به فقط إسقاط النظام، وإنما تدمير العراق تماماً كبلد وكحضارة وإذلال أهله. ألم يقل مسئولون أمريكيون قبل الغزو "أننا سنعيد العراق إلى العصر الحجري"؟
حين كان متحف العراق يتعرض لكل هذه التدمير والنهب، كانت دبابات الاحتلال الأمريكي موجودة حوله. وحين طلب من القوات الأمريكية التدخل لوقف هذه الجريمة كانت اجابتهم: ليس لدينا تعليمات من القادة.
وفي نفس الوقت الذي كان يجري فيه تدمير ونهب المتحف، كانت العديد من مكتبات العراق الكبرى في مختلف المدن تتعرض للحرق، وتم نهب المئات من المخطوطات والوثائق التاريخية النادرة وتهريبها الى الخارج.
في تلك الأيام، حين سئل وزير الدفاع الأمريكي آنئذ رامسفيلد عن هذه الجرائم بحق المتحف وبحق ارث العراق الحضاري، برر بمنتهى البرود هذ الجرائم، وأدلى بتصريحه الهمجي الشهير الذي قال فيه "الحرية عادة ما تتسم بالفوضى"، أي ان كل هذه الجرائم عادية وطبيعية تماما وينبغي الا تثير القلق او الانتقاد.
لم تقتصر جرائم الاحتلال الأمريكي على ما جرى للمتحف ومكتبات العراق، بل تواصلت هذه الجرائم في كل انحاء العراق طوال سنوات وجود قوات الاحتلال.
تقول الإحصاءات انه في سنوات الاحتلال، تعرض نحو 15 الف موقع اثري في مختلف انحاء العراق للتدمير والسرقة والنهب.
ليس هذا فحسب، بل ان مدينة أور السومرية الأثرية في جنوب العراق، والتي ولد فيها الخليل ابراهيم ابو الانبياء وكان يوجد بها 16 مقبرة ملكية اثرية.. هذه المنطقة الاثرية تحولت الى ثكنة عسكرية لقوات الاحتلال الأمريكي مما جعلها هدفا للتدمير والقصف طال مثلا متحف الناصرية.
نفس الشيء حدث في موقع بابل التاريخي الشهير، الذي يضم احدى عجائب الدنيا السبع هو حدائق بابل المعلقة، فقد استخدمته قوات الاحتلال كموقع عسكري.
هذا الذي ذكرت هو مجرد لمحة عامة عن الجرائم البشعة التي ارتكبتها امريكا وطالت آثار العراق وتراثه الحضاري والثقافي.
السؤال الآن: ما هو الفرق اذن بين الجريمة التي ارتكبها "داعش" بتدمير آثار في متحف الموصل، وبين هذه الجرائم الأمريكية؟
الجواب بالطبع هو: ما فعله "داعش" همجية، وما فعلته أمريكا همجية.
لكن أمريكا أكثر همجية من "داعش" بكثير جداً. فما فعله "داعش" على بشاعته ليس إلا نقطة في بحر آلاف الجرائم التي ارتكبتها أمريكا بتدمير تراث العراق الحضاري. وكما ذكرت، أمريكا فعلت هذا عن عمد وتخطيط مسبق.
لكن الغريب أنه في الوقت الذي تتبارى فيه دول العالم لإدانة جريمة "داعش"، لا أحد يتذكر ما فعلته أمريكا ولا أحد يتحدث عن همجيتها.
كل مجرمي الحرب الأمريكيين الذين ارتكبوا هذه الجرائم أحرار طلقاء، ولا أحد في العالم يطالب بمحاكمتهم كمجرمي حرب وإبادة.!

*كاتب وصحافي مصري مقيم في البحرين

14 مارس 2015

غسّان النجّار يكتب: ايران تعلن عن مشروع الإمبراطورية الفارسية ، والعرب نائمون

المؤامرة تبدو جلية وتتكشف يوما بعد يوم !! ايران بجيوشها وحرسها الثوري وعملائها تسرح وتمرح وتغزو وتقاتل وترتكب الجرائم في العراق وسوريا واليمن ولبنان والبحرين .
الغرب وامريكا تهلل لها بل إن تصريح المستشار الايراني أن ايران امبراطورية والعراق عاصمتها وقبلها سورية المحافظة رقم 35 لإيران ويوم أمس يندد المسؤول الايراني بنقل الرئيس اليمني العاصمة الى عدن ويهلل للاجتياح الحوثي في وقاحة وتدخل سافر ؟؟! أمام كل هذه اﻷلاعيب والمؤامرات لم أر من يتصدى لهذه العربدة الايرانية بكلمة واحدة من سائر دول العالم ، سواء العربي أو الغربي أو الاسلامي ؟! هل أصبحت ايران الصبي الاسرائيلي رقم 2 ، بوش انتفض للدفاع عن الكويت وهاجم العراق بغزو وحشي كامل تحت ذريعة كاذبة ( أسلحة الدمار الشامل ) والكويت تكافئ النظام السوري باعادة فتح سفارته ومعظم المؤتمرات المانحة لديها تذهب اعطياتها للنظام فهو معترف به والمعارضة والمناطق المحررة لاينالها من الدعم سوى قشة بعير واليوم تم استحداث داعش فقط لاستباحة الأراضي السورية والعراقية ودعم المشروع العراقي والطائفي النصيري بذريعة مكافحة الارهاب فتم قتل الآلاف من المدنيين العزل في سوريا والعراق بدم بارد دون مساءلة من المجتمع الدولي ؟! ولا تنديد من اصحاب الضمير. أكذوبة أصدقاء الشعب السوري أصبحت تندرا ومضحكة من الجميع ؛ الأستاذ هيثم المالح يبكي أثناء كلمته في مؤتمر وزراء الخارجية العرب وهو يستجدي أن تعترف هذه المجموعة العربية المسلمة السنية بمندوب يمثل الائتلاف ومندوب البحرين يهدد بالانسحاب من الجامعة في حال الاعتراف ومعه كثير من الدول الخائنة لشعوبها ؟! ماذا نقول واﻷسى يغمرنا لحال أمتنا ؟! والبكاء لا ينفعنا ؛ نعم ثورتنا ولدت يتيمة اﻷبوين والعرب والعجم والغرب خذلنا وتآمر علينا ونحن نردد ( يا الله مالنا غيرك ) مقولة واقعية ولكن هذا يدفعنا للإيمان والعمل بموجب عقيدنا ومبادئنا : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) ؟!.
ليس لنا والله إلا الثبات والصبر وأن الجهاد هو سبيل اﻷمة التي تبتغي العزة والكرامة ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها واذا جاءت آجالنا فلن نستقدم أو تستأخر ساعة واحدة والقرآن يتلو بحق أكرم مخلوق على الله ( وما جعلنا لأحد من قبلك الخلد ؛ أفإن مت فهم الخالدون) ويا فرحة الشهيد بلقاء ربه ( فزت ورب الكعبة ) !.
النصر لنا ،الحرية لنا، الكرامة لأمتنا ، طال الزمن أو قصر ؟!
عش عزيزا أو مت وأنت كريم * بين طعن القنا وخفق البنود
*الأمين العام لحركة الإصلاح والبناء (حصن)
الحدود السورية 11.3.2015

شاعر العرب الأكبر عبدالرزاق عبدالواحد يودع الشيخ المجاهد حارث الضاري

من على سرير المرض في مستشفى انتركومونال دو مونتري في باريس اختصَّ شاعر العرب الأكبر، عبدالرزاق عبدالواحد، صحيفة وجهات نظر بهذه الأبيات التي نظمها في وداع الشيخ المجاهد حارث الضاري، يرحمه الله تعالى.
الأخ العزيز
أرسل إليك الأبيات التي كتبتها ليلة أمس وأنا في المستشفى في وداع المرحوم الشيخ حارث الضاري، وهي من المرات النادرة التي كتبت فيها شعراً منذ حين..


عزيزٌ أن تروحَ أبا مثنى
وتصبح كالغريبِ اليومَ عنا
لأنا نحنُ منكَ وأنتَ منا
أعزّ سلامنا يأتيكَ منا
وتلك الهيأة الملأتْ هوانا
مدى سبعين عاماً يا مُهنّى
ذهبتَ بها بعيداً مثلَ فجرٍ
طوالَ الليلِ حتى غابَ عنا
أما للموتِ غيركَ من عزيزٍ
إلى أرواحِنا وجهاً وسنّا
فيأخذَهُ وتبقى فجرَ ضوءٍ
تُشيعُ بنا الحياةَ أبا مثنى؟!

13 مارس 2015

عامر عبد المنعم يكتب: ما وراء نقل العاصمة إلى العين السخنة في #المؤتمر_الاقتصادي

بيع بالجملة لممتلكات الدولة في القاهرة للأجانب

تمليك القاهرة لرجال الأعمال وإخراج الحكومة منها

من الكوارث التي عرضها وزير الإسكان اليوم أمام المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ نقل العاصمة الإدارية والسياسية للدولة المصرية من القاهرة إلى صحراء #العين_السخنة، في توجه غير مدروس، ويتناقض مع أي تفكير استراتيجي.
أعلن وزير الإسكان عن قرار الحكومة المصرية نقل الوزارات والحكومة والسفارات من وسط القاهرة إلى منطقة العين السخنة وبناء عاصمة إدارية جديدة بحجة ازدحام القاهرة طالبا من المستثمرين الأجانب اغتنام الفرصة.
مشروع بناء عاصمة جديدة لمصر الذي أعلن عنه في مؤتمر #شرم_الشيخ هو هو مشروع جمال مبارك الذي أطلق عليه "القاهرة 2050" مع بعض التعديل، ويهدف إلى إخلاء وسط القاهرة ونقل ملكيتها لرجال الأعمال وإخراج الحكومة المصرية منها.
كان مشروع جمال مبارك يخطط لنقل الوزارات والسفارات إلى أطراف #القاهرة مع وضع حزام أخضر وتخطيط هندسي لوقف تمدد السكان شرقا، ولكن يبدو أن الدوائر الصهيونية التي تهيمن على مصر الآن وجدت الفرصة سانحة لإعادة ملكية مصر لرجال الأعمال اليهود والأجانب.
الحكومة الحالية تريد زيادة الحصيلة التي يستهدفون جمعها، برفع قيمة الأراضي في المنطقة الشرقية بالإعلان عن هذه العاصمة الجديدة، والأهم لكي يجدوا مبررا مقنعا للمصريين لبيع ممتلكات الدولة من مباني وعقارات بالقاهرة الكبرى لبناء مقار الحكومة الجديدة، وهو ذات المبرر الذي ورد في تخطيط "القاهرة 2050". 
كان جمال مبارك قد كلف من قبل لجنة حكومية بها خبراء من الآثار والثقافة لحصر المباني والعقارات الأثرية بالقاهرة الكبرى، الخديوية والإسلامية والمسيحية لاستبعادها من عملية البيع، ولتحديد المباني التي سيتم بيعها، ومن الجدير بالذكر أن التقرير الذي انتهوا منه بشأن قوائم المباني الأثرية لم يتضمن مبنى ماسبيرو الذي سيتم بيعه، ولكن التصميمات في المخطط أوضحت أنه سيباع بشرط أن يبقى على هيئته دون هدمه.
يجب أن نعي أن الذي يخطط لنا دوائر متشابكة من قوى إقليمية، تمرر ما تريد من خلال الاختراقات الواسعة في الدوائر المحلية، فالذي أعد مشروع القاهرة 2050 وقدمه لجمال مبارك لتنفيذه خبراء يهود من خلال "برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية" بمشاركة البنك الدولي وبعض المنظمات الدولية، وطرحوه كمشروع حكومي من خلال وزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان.
ومن العجيب أن الماكينة تعمل ولا تنتظر التنفيذ الرسمي للمشروع، فأثناء المناقشات حول المشروع منذ سنوات بدأ المستثمرون الأجانب وواجهاتهم ووكلاؤهم يشترون المباني القديمة بوسط القاهرة، بعضها من هيئات حكومية، وزحفوا على بعض الأحياء مثل بولاق أبو العلا.
ما أريد التأكيد عليه أن الدوائر التي وضعت مخطط مشروع جمال مبارك هي ذات الدوائر التي وضعت مشروع المشير السيسي الذي أعلن عنه اليوم، لكن يبدو أن هناك تغييرا في ترتيب المراحل، فمشروع جمال مبارك كان يخطط أولا لتسليم قلب القاهرة للمستعمرين القدامى من الأجانب وإعادة الوضع إلى ما كان عليه أيام الاحتلال الانجليزي وتمكينهم من كورنيش النيل، ثم الشروع في بناء عاصمة جديدة غرب النيل بين المنيا وأسيوط والواحات فيما بعد، لكن يبدو أن مشروع المشير السيسي يريد تنفيذ فكرة العاصمة أولا ولكن بتغيير مكانها إلى العين السخنة ثم تفكيك القاهرة وخلخلتها وبيع ما تم تحديده من قبل، في مشروع جمال مبارك.
المشروع الذي تطرحه الحكومة أمام المؤتمر الاقتصادي لبيع الأراضي وممتلكات الدولة يأتي كمرحلة متقدمة لتنفيذ مخطط وضعته دوائر صهيونية وصليبية دولية منذ عقود لتفكيك السلطة المركزية المصرية بتجريد الدولة المصرية من ممتلكاتها لشل قدرتها على قيادة التنمية وإدارة الاقتصاد، بنقل ممتلكات الحكومة إلى مجموعات من اللصوص المصريين والأجانب لتسليم البلاد للسيطرة الخارجية.
هل يصح أن يتخذ قرار خطير بنقل العاصمة بهذه الطريقة بدون طرح الأمر على الشعب المصري؟
هل يصح نقل عاصمة #مصر إلى صحراء العين السخنة في منطقة مكشوفة أمام العدو الإسرائيلي؟
أين أمن مصر القومي وأين التخطيط الاستراتيجي؟

12 مارس 2015

نبيل الزعبي يكتب: لغتنا الجميلة، من يحمي سور حديقتها

(عندما تكون الأمة في خطر، أيستحيل على لغتها أن تكون بأفضل حال!)
المصدر
في يوم كئيب من أكثر أيام أمتنا كآبة، يوم أطبق المستعمر الفرنسي احتلاله على كامل تراب بلاد الجزائر، مستكملاً ذلك بفرض اللغة الفرنسية على أبناء هذه البلاد تحت مسمى "الفرنسة"، بهدف قطع أية صلة لهم بعروبتهم ولغتهم الأم،
كان علماء الجزائر ومثقفوها على أهبة المواجهة الفكرية والثقافية، متوجهين ومعهم أبناء البلاد إلى المساجد بغية تحقيق هدفين أساسيين:
أولهما إيماني ديني يحقق تواصلهم الروحي التعبدي مع الخالق عز وجل وما فرض عليهم من صلوات خمس في اليوم، والصلاة الجامعة ظهيره يوم الجمعة من الأسبوع، وثانيهما إيماني قومي في تعزيز تواصلهم مع القرآن الكريم المنزل بلفة الضاد حيث كان العامل الأساسي في تماسك لحمة الابقاء على روابطهم القومية الحية من خلال لغة الكتاب ومفرداتها التي شكلت ولم تزل، الوطن الثقافي الأول الذي يصنع وجدان الأمة ويعزز أواصر التواصل بين ماضيها وحاضرها وتراثها وحضارتها كذلك.
ولقد كان من حق أبناء العروبة في أقطار المغرب العربي ولا سيما بلد الجزائر، أن يفتخروا بقوميتهم بالقدر الذي يفخرون بالمليون شهيد الذين سقطوا دفاعاً عن الجزائر وحريتها ونيلها الاستقلال بعد طول عناء وقتال مرير.
حينها كانت الأمة في خطر، استشعرته في أحد أقطارها البعيدة في المغرب العربي، وكانت اللغة العربية وسيلة تواصل الفرع بالأصل، يبحثون عنها في بيوت الله، فما أدراك بما تعانيه الأمة اليوم من مخاطر أمنية وعسكرية وزلازل فكرية وثقافية، جعلت من المستحيل التنكر لحقيقة ما تعانيه في نفس الوقت من ضعف في لغتها التي يصعب عليها أن تكون بأفضل حال أيضاً، لا سيما وأن التغريب قد بدأ يفعل في تصحير هذه اللغة وابتعاد أبنائها عنها بتضاؤل المام الشباب العربي بها. ("الحياة" 26/7/2012)
فهل انتصر منطق التفرنج والتغريب وتكريس اللهجات العامية المحلية على حساب لغة العرب وفصاحتهم، ورواد هذا المنطق كثر لم يبدأوا مع سعيد عقل في لبنان ولم ينتهوا مع دعاة الأمازيغية في المغرب العربي مروراً بكل إسقاطات اللغات المحكية المحلية الأخرى، خاصة في مصر العروبة ومشرق الوطن ومغربه بما فيها دول الخليج العربي أيضاً، تلك الأخيرة التي بدأت تستدرك مدى الخطر الذي يداهم لغتها الأم والتقهقر الثقافي المرافق لها، بعد أن زحفت على عقول أبنائها اللغات الآسيوية التي تعج في قصورهم ومنازلهم وحتى خيامهم، من أبناء جالياتهم، فضلاً عن اللغة الأخرى الانكلو -ساكسونيه المطعمة باللهجة الأميركية كعرفان جميل للدولة العظمى وربيبتها بريطانيا العجوز، اللتان تنشران قواعدهما العسكرية على طول وعرض مساحات بلد أن الخليج أماناً وطمأنينة لحكامها من كل "عين حاسدة"، أو إطماع "غير مذنبة" ناتجة عن الفقر المدقع الذي يرزح فيه أشقاؤهم وأبناء جلدتهم الأقربين منهم والأبعدين.
بدورها، الثقافة الفرانكوفونية التي تبحث عن مواقع قدم ثابتة لها في أرض الخليج والمغرب العربيان تعزيزاً لمصالحها التجارية وطمعاً بخيرات هذه البلاد.
تراها اليوم ترتاح إلى الإرث المتراكم الذي تركته في بعض هذه الأقطار وتعمل على تعزيزها في البعض الآخر، دون أن تخفي سرورها المتعاظم بما حققته من اختزان هائل في العمق الثقافي الذي تركته لغتها سواء في كل دول المغرب العربي أو في شريحة واسعة من اللبنانيين أيضاً الذين لا يخفون تعلقهم "الحضاري والفكري" بلغة بلاد الأفرنسيس على حساب لغتهم العربية الأم.
إنها لمفارقة تاريخية حضارية حقاً أن ترزح بادية العرب، التي قيل فيها أنها الصانعة الأم للغة العربية، تحت كل هذا التهديد للسانها الفصيح المبين، وإن بلاد المغرب العربي التي استعانت باللغة العربية يوماً على مواجهة الفرنسة والتغريب مستنجدة بالقرآن الكريم، تعيش بروز نزعات عنصرية انفصالية واجهتها التنكر للعربية بإحياء امازيغية جديدة لا قواعد إملائية نهائية لها ولا جذور ضاربة في الأرض ومتنكرة لتاريخ مجيد صنعه الإسلام الحنيف على أيدي قادة وفاتحين عرب وبربر كبار أبرزهم طارق بن زياد.
أما لبنان، الذي يعيش اليوم حالة غير مسبوقة من التهديد للغة البيان، فكأنما دعاة التغريب قد تتكروا لكل جهود البساتنة واليازجيين الذين حفظوا العربية في أحلك أيام محاولات الغائها وهي تواجه التتريك بمختلف مستوياته، دون أن ننسى عمل الرهبان والأديرة في حفظ الكثير من الأدبيات العربية عبر كتابتها بالحرف السيرياني، وكأن ما طرحته النتائج للشهادة المتوسطة اللبنانية مؤخراً على صعيد رسوب أكثر من ستين بالمئة من طلابها في مادة اللغة العربية، يؤشر إلى أن لغتنا الأم ليست بأفضل حال، وأن المطلوب راهناً هو الانكباب على العوامل المؤدية إلى ضعفها، بحثاً عن وسائل ناجعة للنهوض في آن، فأين الخلل، وكيف يكون الاستنهاض؟
إننا ونحن نتكلم عن لغتنا الأم ونجهد في تحديد ما تتعرض له من تحديات تجعل الأجيال الجديدة في موقع الضعف أمام دراستهم لها، نجهل أو نتعامى عن أننا نمارس بدورنا بعضاً من أشكال الأضعاف لها عندما نلجأ للكتابة بعامية وركاكه ناجمتين عن تأثرنا بما يضخه الإعلام المتنوع يومياً في مسامعنا من عاميات محلية ولهجات لا تلتقي وفصاحة العربية وبلاغتها وبيانها وباتت اللغات المحلية تنافس الفصحى وتكاد تتغلب عليها في ميادين عدة، مستفيدة بدورها من شتى حالات الانكباب الجماعي على اللغات الأجنبية والاستفادة من مفرداتها العلمية والثقافية في ظل تراجع الدور العلمي والثقافي للغتنا الأم وانعكاس حالات الانهزام السياسي والعسكري الذي تعانيه الأمة، على لغتها أيضاً بشكل عام.
وإن لم تبادر الأمة إلى استنهاض نفسها بقواها الذاتية، وهي قادرة على ذلك، فإن مؤتمراً لغوياً من هنا، وندوة أدبية من هنالك، لن يفيدا في توفير عوامل النهوض المطلوبة، حتى وأن واظب العرب ومنظمة الأونيسكو والأمم المتحدة على الاحتفال في الثامن عشر من شهر كانون أول من كل عام بما تم تسميته بيوم اللغة العربية، هذه اللغة التي تم الاعتراف بها عام 1973 كلغة رسمية من بين اللغات المعتمدة في منظمة الأمم المتحدة، وبدلاً من أن تتقدم في هذه الميادين تراها تتراجع وتتكبل بالمزيد من الإضعاف والهوان التي لخص أحدهم أسباب تدهورها بجملة مفيدة اعتبر فيها أن اللغة العربية التي كانت فيما مضى لغة العالم الأول، لم تتأهل لذلك لو لم يكن العرب كأمة، هم العالم الأول أيضاً.
والأمة التي تعيش في خطر داهم يهدد مقومات وجودها وهويتها، يستحيل على لغتها أن تكون بحالٍ أفضل كذلك.
هذه اللغة التي تحتاج إلى من يحمي سور حديقتها اليوم قبل أي شيءٍ آخر.
*كاتب وصحافي من طرابلس / لبنان

تشييع جنازة فقيد الامة الشيخ حارث الضاري من مسجد الفاتح بتركيا..ومرثية حامد العلي



شاعر العرب الكبير عبد الرزاق عبد الواحد يمتدح الفقيد عام 2014
ومرثية الشيخ حامد العلي للضاري:
يريد ليَ الإخوان أن أتجلـّدا
فأصمدُ أحيانا ، وأبكي مجدَّدا
وأمسح عن عيني بكفّي دموعَها
فينزل بعد الدمعِ دمعٌ تولّدا
كفَى بفقيد العلم فينا مصيبةً
تثير من الأشجانِ ما جاوزَ المدى
لعمركَ قد كان الفقيد معلّما
كبيراً عظيماً في الأنام وسيّدا
وكان شجاعا بالمواقف قدوةً
على كلِّ طاغٍ ثائراً متمرّدا
وكم كان في شأن العراق مقامُهُ
على الناس رأيا مستنيراً ومُرشدا
زكيُّ ، وشهمٌ ، ثابتٌ في مبادئٍ
ويأبـى بقولِ الحق أن يتردَّدا
علا للمعالي حين أثبت أنهُ
كريمٌ بنفسٍ تتّقي الذلَّ بالردى
عليه ثيابُ المجد ، والعزُّ تاجهُ
ومات وما ضلَّ الطريق عن الهُدى
وما مات من أحيا بما قالَ أمةً
له الذِّكْرُ بعد الموتِ فينا مخلَّدا
له الخلْدُ في الجنّات فيها نعيمها
مديدٌ على الآباد دوماً وسرمدا
سلامٌ عليه بالحياةِ ، وبعدها
وأجملُ ذِكْرٍ ما استطيبَ وحمِّدا


بيان هيئة علماء المسلمين في العراق

CNN)-- توفي الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور حارث الضاري، الخميس، بحسب ما أعلنت الهيئة في بيان نشرته على موقعها الرسمي.
وجاء في البيان "تنعى هيئة علماء المسلمين إلى أبناء الشعب العراقي، والأمتين العربية والإسلامية، وفاة أمينها العام الشيخ المجاهد والعالم الرباني حارث سليمان الضاري - رحمه الله - وأسكنه فسيح جناته." وأشار البيان إلى أن الوفاة حدثت صباح الخميس.
وقالت الهيئة إن أمينها العام الذي توفي عن 73 عاما إثر مرض عضال ألم به، كان قد عاش "حياةً حافلة بالعطاء، ابتدأها بتحصيل العلم الشرعي، وتربية الأجيال وتخريج العلماء، والدعوة إلى الله، وأنهاها بالجهاد في سبيل الله، والوقوف بحزم أمام مخططات الأعداء الذين كانوا ومازالوا يتربصون بأمتنا الدوائر، ويسعون للنيل منها، وقاد في هذه السبيل مؤسسة كبيرة أوقفت جهدها وجهادها لتحرير العراق من الاحتلال وهيمنة الظلم، وعدوان الظالمين."
وكان الشيخ حارث الضاري من المعارضين الأشداء للاحتلال الأمريكي للعراق، كما عارض مشروع الحكومة المركزية بتقسم العراق إلى أقاليم، إذ رأى فيه "بأنه حل قاصر لن ينهي المشكلة الحقيقية التي يعاني منها أهل السنة، ولن يضع حدا لظلم ما تسمى الحكومة المركزية لاتي يظن البعض الن الأقاليم سيخلصهم من شرها." وذلك في حوار مع مجلة "المجتمع" الكويتية.
وطالما هاجم الضاري حكومة نوري المالكي، وحمله هو وحزب الدعوة الذي يترأسه، مسؤولية ما يجري في العراق منذ توليه رئاسة الوزراء عام 2006، واتهمه في تصريحات صحفية متكررة بأنه يستخدم كافة المسؤوليات الموكلة إليه ضد معارضيه "تحت ذريعة الإرهاب، حيث قتل وهجر مئات الآلاف منهم وغيّب مئات الآلاف رجالا ونساء في السجون، متوهماً أنه بصبرهم وتحملهم قد وصلوا إلى حد لا يستطيعون فيه الدفاع عن أنفسهم، وأنه يمكن القضاء عليهم واقتلاعهم من العراق كما استغل فرصة خروج أهل المحافظات الست في تظاهرات سلمية للمطالبة بحقوقهم وكف الظلم الواقع عليهم لمدة عام كامل، للتشكيك في نواياهم، وعدّ مطالبهم غير مشروعة."
وقد دعا الضاري الذي كان يقيم في الأردن، في ابريل / نيسان 2012 إلى ثورة شعبية ضد المالكي، وقالت الهيئة بين بيانها إن الشيخ حارث الضاري رئيس الهيئة كان بسبب موافقه "من أكثر علماء عصره معاناةَ، واستهدافاً، وتعرضاً للأذى، وأكثرهم ـ في الوقت ذاته ـ صبراً وعزيمة، وثقة بالله، وإصراراً على المضي قدماً في طريق الجهاد حتى تحقيق أعظم غاياته." وتعهدت هيئة علماء المسلمين بأن تبقى "متمسكة بثوابتها ومنهجها ومواصلة لمسيرة الشيخ وجهاده حتى تحرير العراق، وإعادته إلى أهله وأمته."
وختمت الهيئة بيانها بالقول "ونحن إذ نتقبل قضاء الله وقدره في هذه المصيبة الجليلة بالرضى والتسليم، فإننا نقدم التعازي والمواساة إلى الأمة الإسلامية عامة والعراقيين خاصة وإلى أسرة العلم والدعوة، وأسرة الفقيد وأقاربه وقبيلته في هذا المصاب الجلل، سائلين المولى عز وجل أن يخلفنا في مصيبتنا، ويعوض الأمة خيراً، ويلهمنا جميعاً الصبر الجميل.."

11 مارس 2015

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب: ثورة اقتصادية مضادة

نهب الدولة فى حماية هيبة الدولة.
يصيحون ليل نهار: كفاية ثورة وفوضى ومظاهرات واعتصامات وحريات وديمقراطية ومطالب فئوية ومعارضة.
ان اى معارضة للسيسى وحكومته ونظامه وقراراته هو خيانة تهدم الدولة وتهدد الامن القومى، ومن ليس معه فهو ضد مصر.
ومصير كل المعارضين من كافة التيارات والانتماءات، يجب ان يكون هو الاجتثاث والعزل والسجن والمطاردة.
هذه هى القواعد المطبقة فى مصر اليوم، وفى ظلها و تحت حمايتها، يتم تمرير أكثر السياسات والقرارات والقوانين والتحالفات المضادة لأهداف لثورة والمعادية للطبقات الفقيرة وللعدالة الاجتماعية.
***
آخرها كان مشروع قانون الاستثمار الجديد، الذى أتى بعديد من الامتيازات الاضافية لرؤوس الاموال المصرية والأجنبية، ننتقى منها أربعة أمثلة نوردها فيما يلى:
1) حق الاجانب فى تملك الاراضى لا فرق فى ذلك بين مصرى وامريكى واوروبى واسرائيلى ((يكون للشركات والمنشأت الحق في تملك الاراضي والعقارات اللازمة لمباشرة نشاطها او التوسع فيه ايا كانت جنسية الشركاء او المساهمين او محال اقامتهم او نسب مشاركتهم او مساهمتهم في راسمالها))
2) تخصيص الاراضى للمستثمرين بالأمر المباشر ((لا تسري علي التصرف في الاراضي والعقارات المشار اليها احكام قانون تنظيم المناقصات والمزايدات))
3) إجازة تخصيص وتوزيع الارض على المستثمرين مجانا ((يجوز لاغراض التنمية دون غيرها وفي المناطق التي يصدر بتحديدها قرار من رئيس الجمهورية بعد موافقة مجلس الوزراء، التصرف بدون مقابل في الاراضي والعقارات المملوكة للدولة ملكية خاصة للمستثمرين الذين تتوافر فيهم الشروط الفنية والمالية المحددة))
4) حماية الفاسدين من المستثمرين من اى عقوبة ((في الاحوال التي ترتكب فيها الجريمة باسم ولحساب الشخص الاعتباري لا يعاقب المسئول عن الادارة الفعلية))
***
انها الثورة الاقتصادية المضادة لرجال الاعمال وشركائهم من رؤوس الاموال الاجنبية، ضد أهم أهداف الشعب المصرى فى ثورة يناير، هدف العدالة الاجتماعية، وما يعنيه من تحرير ثروات البلاد من سيطرة واستئثار رؤوس الاموال المصرية والاجنبية.
انها عودة لسياسات نهب الاراضى التى سادت فى عصر مبارك، وقدرتها عديد من التقارير بـ 16 مليون فدان أو 67.2 ألف كم مربع، اضاعت على مصر 800 مليار دولار.
والتى جرت صفقاتها فى كل ربوع مصر؛ فى شمال غرب خليج السويس وشرق العوينات ومدينتى و 6اكتوبر والشيخ زايد والقاهرة الجديدة وطريق مصر اسكندرية الصحراوى والساحل الشمالى وشرم الشيخ ومرسى علم ومناطق أخرى كثيرة، لشخصيات وشركات مثلأحمد عز و مجدى راسخ وهشام طلعت مصطفى و محمد فريد خميس و محمد أبو العينين و الفطيم كابيتال الإماراتية وإعمار الإماراتية وداماك الإماراتية و QECالقطرية وآخرين.
***
انهم يعيدون الكرَّة الآن، ولكن بعد أن تعلموا درس مبارك؛ فقاموا بتحصين أنفسهم وصفقاتهم ضد رقابة الراى العام المصرى بالقانون الذى أصدره عدلى منصور فى ابريل 2014 والذى ينص على ما يلى ((يكون الطعن ببطلان العقود التي يكون أحد أطرافها الدولة .. من أطراف التعاقد دون غيرهم..)) و ((تقضي المحكمة من تلقاء نفسها بعدم قبول الدعاوى أو الطعون المتعلقة بالمنازعات المنصوص عليها في المادة الأولى من هذا القانون والمقامة أمامها، بغير الطريق الذي حددته هذه المادة بما في ذلك الدعاوى والطعون المقامة قبل تاريخ العمل بهذا القانون))
وهو التحصين الذين عادوا لتأكيده مرة أخرى فى قانون الاستثمار الجديد بموجب ما ورد فيه بالنص من انه ((تلتزم الدولة باحترام وانفاذ العقود التي تبرمها))
***
انها النسخة السيساوية من سياسات الانفتاح الاقتصادى واقتصاديات السوق والخصخصة التى انتهجها السادات ومبارك من قبله، والتى بدأت بالقرارات الأخيرة غير المسبوقة برفع الدعم عن الوقود والطاقة والتى لطالما افتخر بها السيسى فى تصريحات من أمثال :((أن السلعة يجب أن تباع بثمنها الحقيقى، وانه منذ ما حدث فى 1977 والجميع يخشى تكرار هذه القرارات)) 
و ((ان رفع أسعار الوقود هى خطوة هامة "تأخرت 50 عاما")) 
وأن ((الدعم أخطر من الفساد)) 
وذلك فى تماهى كامل مع روشتات واجندات صندوق النقد الدولى، الذى عبر، لأول مرة منذ سنوات، عن رضائه الكامل عن القرارات الاقتصادية المصرية الأخيرة برفع الدعم وتعويم الجنيه. (وما أدراك ما هو رضا الصندوق)
***
انها تعيدنا الى عصر الامتيازات الاجنبية فى القرن التاسع عشر، التى انتهت بالاستعباد المالى لمصر واحتلالها. كما انها تمثل ردة جديدة على الثوابت الوطنية المصرية ودروسها التاريخية التى استقرت على امتداد اكثر من قرن من الزمان، ناهيك على انها استخفاف بالقوى الوطنية والثورية وبرامجها ونضالاتها منذ قانون الانفتاح الاقتصادى سئ السمعة فى 1974.
***
كما ان القانون الذى يعطى لمجلس الوزراء كل هذه الصلاحيات، التى تفتح الابواب على مصراعيها للفساد والمحسوبية والرشوة، بعد ثورة قامت ضد فساد نظام مبارك وبدأت بعزل ومحاكمة وسجن وزراءه على جرائم مشابهة قبل ان تنجح الثورة المضادة فى الافراج عنهم، هو عدوان صريح على ثورة يناير وارتداد عن غاياتها وشعاراتها وبوصلتها.
***
ان التوجه الاقتصادى الذى خطه السادات، وجذَّره مبارك ويعيد السيسى احياءه اليوم، والذى ينطلق من ان تشجيع الاستثمارات الاجنبية هو الحل لكل مشاكل مصر الاقتصادية، قد ثبت فشله. فلقد دأب النظام منذ أربعة عقود على تقديم كل أنواع الحوافز والتسهيلات والاعفاءات الضريبية والجمركية للمستثمرين، وكانت النتيجة مأساوية، ننتقى منها أمثلة بسيطة :
فاقل من مائتى الف رجل اعمال يستحوذون على 40 % من ثروة مصر، بينما يعيش 40 % من المصريين تحت خط الفقر. ويحصل المستثمرون على 70 % من الناتج المحلى السنوى مقابل 30 % لباقى المصريين. وزادت جملة الديون المصرية عن تريليون جنيه، وبما يساوى 90 % من الدخل المحلى الاجمالى.
أما عن النهب والتجريف الأجنبي للثروة المصرية فيكفى للتدليل عليه، مثال بسيط؛ فوفقا لما ورد فى دراسة هامة لأحمد السيد النجار، فإن إجمالي النزح الأجنبي للموارد من مصر للخارج قد بلغ نحو 86 مليار دولار في الأعوام 2008 ، 2009 ، 2010، بينما بلغت تدفقات الاستثمارات الأجنبية لمصر فى ذات السنوات نحو مجموعه 22.6 مليار دولار. أى أنهم فى النهاية ينهبون ما يقرب من أربعة أضعاف كل ما يقدمونه لنا من استثمارات وقروض ومعونات.
*****
موضوعات مرتبطة :

10 مارس 2015

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب: يا خسارة يا عرب

حين كنت استمع الى خطاب نتنياهو فى الكونجرس، وهو يعبر عن خوفه الشديد من القدرات النووية الايرانية، ويشن عليها كل هذه الهجوم الشرس، حسدت ايران، وتحسرت على بؤس احوالنا فى الوطن العربى .
***
 لم يكلف نتنياهو نفسه عبء الحديث عنا، لم يضع "الدول العربية" فى جملة مفيدة، خلال كلمته الطويلة، وهو ما يكشف حجم الطمأنينة التى يشعر بها تجاهنا، فنحن وفيما عدا "حركات المقاومة" لم نعد نشكل اى خطر على اسرائيل. لم نعد نخيف أحدا، منذ ان أصبحنا جميعا دولا وأنظمة عربية أليفة وحليفة وشريكة.
 ورغم ان منطقتنا كانت هى موضوع خطاب نتنياهو من حيث موازين القوى العسكرية والمخاطر النووية، وهى المنطقة التى يمثل فيها العرب الغالبية العظمى، سواء من حيث عدد السكان او عدد الدول او مساحات الاراضى او الثروات والإمكانيات او المواقع الاستراتيجية. رغم كل ذلك الا اننا لم نعد طرفا رئيسيا او مهما فى تحديد مصائرها، فاللاعبون الرئيسيون بالإضافة الى امريكا واوروبا واسرائيل، هم إيران وتركيا.
 الجميع لهم أوزانهم النسبية فى المنطقة الا العرب، لم يعد لهم أى وزن.
 لقد تم تدويل كافة الملفات العربية، العراق وسوريا وليبيا واليمن، فلم نعد قادرين على ادارة علاقاتنا وصراعتنا معا، نحتاج الى مُحَكم و محرم دولى يجلس بيننا ويدبر لنا شؤوننا.
 يخشى الصهاينة والغرب من السلاح النووى الايرانى، ولكن لا احد يخشى من السلاح النووى العربى لانه لا احد من العرب يطالب به أصلا، او حتى يجرؤ على المطالبة به. 
 يقف عدونا اللدود فى الكونجرس رغما عن انف الرئيس الامريكى. وسط نوابه الذين لم يكفوا عن التصفيق له واقفين مهللين، ثم يتمسك حكامنا العرب بالرهان على الرعاية الامريكية لعملية "السلام".
 نتنياهو يكذب ويتحدث عن عراقة وقدم دولتهم المزعومة، ويقص أساطيره وأكاذيبه السخيفة عن تاريخهم المزيف، ونحن لا نرد ولا ننطق وكأنه يتكلم عن بلاد اخرى غير البلاد العربية وغير فلسطين.
 نتنياهو"يناضل" ضد من يراه العدو والخطر الأكبر على اسرائيل، ونحن لا ننطق بكلمة واحدة عن اسرائيل.
 كل الحديث اليوم يدور عن النفوذ الايرانى فى العراق وسوريا ولبنان واليمن، أو النفوذ التركى فى قطر، ولا حديث عن اى نفوذ عربى فى ايران أو تركيا.
 فى اليمن على سبيل المثال، تحتل ايران اليوم الدور والنفوذ والمكانة التى كانت لمصر فى الستينات.
 العراق وإيران فى حرب الخليج الأولى 1980- 1988، كانا رأسا برأس، واليوم اصبحت العراق مجرد ساحة للصراع بين النفوذ الايرانى والامريكى.
 اسرائيل لا تجرؤ على ضرب ايران ولكنها فعلت وتفعل فى فلسطين ولبنان وسوريا والسودان والعراق.
 نحن نستجدى الرضا الامريكى، ونستمرئ الاحتلال والخضوع والتبعية، وايران تفاوض الغرب رأسا براس وندا لند.
 ايران تدافع عن نفسها ونحن نستأجر الامريكان والناتو ليدافعوا عن عروشنا وكراسينا.
 ايران تدعم المقاومة الفلسطينية ونحن نتهمها بالإرهاب.
 ايران ترفض الاعتراف باسرائيل، ونحن نعترف بها ونصالحها ونطّبع معها.
 وجه نتنياهو فى خطابه، الشكر لاوباما وليس للادارة المصرية، على انقاذه للسفارة الاسرائيلية فى القاهرة عام 2011، من غضب وحصار المتظاهرين المصريين.
 وشكر الامريكان على دعمهم اسرائيل فى مواجهة صواريخ حماس، بينما لا يمكن لحماس ان توجه شكرا مماثلا للعرب الذين يتآمرون عليها، ويدعمون اسرائيل فى الكواليس بل أن بعضهم أصبح اليوم يدعمها فى العلن.
 الديمقراطيون انتقدوا الخطأ الجسيم فى قرار الحرب على العراق عام 2003، وهاجموا نتنياهو على تحريضه للإدارة الامريكية عليها. و الحكام العرب لم يفعلوها.
 الديمقراطيون يرفضون خيار الحرب على ايران، والعرب لا يفعلونها.
 فى المنطقة الآن ثلاثة مشروعات رئيسية فاعلة ومؤثرة: على رأسها بالطبع المشروع الامريكى الصهيونى القديم الجديد، بالإضافة الى مشروع ايراني وآخر تركي، ولكن بالقطع لا يوجد مشروع عربي وطنى مستقل وموحد، وانما هناك مواقف وسياسات للأنظمة العربية تتبع أو تتصارع مع هذا المشروع او ذاك، دفاعا عن بقائها وشرعيتها.
**
نستطيع بالطبع ان نعدد ونتحدث عن الاسباب والظروف التاريخية والسياسية، التى أدت الى تدهور الحالة العربية الى هذه الدرجة، نستطيع أن نتكلم عن سنوات الاستعمار والتجزئة والتبعية واسرائيل، عن الانقسام والاستقطاب والاقتتال والمذهبية والطائفية، عن القهر والاستبداد، عن النهب والاستغلال والطبقية، عن المخططات الخارجية والمؤامرات العالمية.
ولكن ليس هذه هى غاية هذا المقال، وانما وددت فقط أن نتشارك قليلا من خواطر الألم والغضب.
*****
موضوعات مرتبطة :
· حفلة أوباما فى الأمم المتحدة
· ديارنا الموروثة تتبدد
· كل مجلس أمن وأنتم طيبون

09 مارس 2015

علي حسن باكيريكتب: السيسي والتلويح بالورقة الإيرانية ضد السعودية

من الواضح أنّ مؤشرات تأثّر السيسي بالتحوّل الذي جرى في المملكة العربية السعودية مع وصول الملك سلمان إلى سدّة الحكم قد بدأت تظهر بوضوح شيئاً فشيئاً. 
وعلى الرغم من أنّ الرجل يحاول مقاومة هذا التحول عبر القيام بمناورات معقّدة، منها التضحية ببعض الأوراق الداخلية مثل وزير الداخلية واستبادل سبعة وزراء آخرين، ومنها تقديم عروض كموضوع القوة العربية المقترحة، ومنها التلويح بخطوات ابتزازية كالتهديد بالانفتاح على إيران، إلا أنّ هذه الخطوات لا توحي أبداً بأنه يسير في الطريق الصحيح.
وفيما يتعلق بالنقطة الأخيرة بالتحديد، ذكرت في مقالي المنشور في صحيفة العرب القطرية بتاريخ 24 فبراير 2015، تحت عنوان "السيسي من عنصر استنزاف إلى عنصر ابتزاز"، الفقرة التالية: "هناك مؤشرات أيضاً على أن السيسي قد يتّجه إلى حماية نفسه من خطوة كهذه (الضغط السعودي) بتوسيع دائرة الابتزاز لدول مجلس التعاون الخليجي، التي قد تتضمن انفتاحاً أكبر على إيران/ ومحاولة بناء أو تشكيل محور من بعض الدول العربية؛ لتأمين غطاء سياسي ومالي له يمكّنه على الأقل من تعطيل أي تحرّك فاعل في أي اتجاه لا يراه مناسبا له. كما قد يقوم السيسي بعرض خدمات عسكرية على دول المجلس لضمان استمرار الدعم..".
في 4 مارس 2015، قال الإعلامي المصري "يوسف الحسيني" في حلقة من برنامجه "السادة المحترمون" على قناة "أون تي في"، موجّهاً كلامه للملك سلمان بشكل مبطّن، ما يلي: "ليس هناك من هو وصي علينا.. لو أفقتم من النوم يوماً ما، ووجدتم أننا بدأنا نمد جسوراً مع طهران، فلا تصابوا بالاندهاش.. وفي حال تم ذلك، ليس للرياض أن تعترض على علاقتنا بطهران لأننا لا نعترض على علاقاتها مع أنقرة".
هذا الكلام لم يأت طبعاً بشكل تلقائي من الإعلامي المذكور، بقدر ما جاء من مكتب السيسي نفسه، خاصة أنّ اسم "يوسف الحسيني" كان قد ورد في تسريبات مكتب السيسي في يناير الماضي، ضمن قائمة من الإعلاميين الذين يقوم النظام بإعطائهم تعليمات ورسائل تتضمن ماذا يجب عليهم أن يقولوا ليخدموا فكرته. 
وذكره اللواء عباس كامل مدير مكتب السيسي في التسريب بينما كان يتحدث إلى العقيد أحمد علي المتحدث السابق باسم الجيش عن "الإعلاميين بتوعنا"، "العيال بتوع أون تي في"، واصفاً إياه بـ"الواد.. اللي اسمه إيه.. الحسيني".
وبالعودة إلى المقطع أعلاه، الذي ذكره الحسيني، باستطاعتنا أن نرى بشكل واضح تماماً أنّ النظام لجأ بالفعل إلى ما قلناه سابقاً من سياسات ابتزازيّة، ليحد من الضغوط السعودية عليه من جهة، وليضمن أيضاً استمرار الدعم له من جهة أخرى. 
لكنّ اللعب تحديداً بورقة إيران لابتزاز السعودية ليست لعبة مجدية حقيقة خاصة في هذا التوقيت، لعدّة أسباب أهّمها:
أولاً: ماذا سيكون موقف دول مثل الإمارات وإسرائيل؟ وهي من الدول الأساسيّة الداعمة للسيسي كما هو معروف. لا شكّ أن النظام المصري سيجد صعوبة بالغة في التوفيق بين هذه التناقضات، وسيتعرض لضغوط جديدة منهم من دون شك.
ثانياً: أنّ إيران لا تستطيع أن تعوّض مصر غياب أي دعم سعودي مفترض، فضلاً عن دعم دول أخرى قد تتراجع عندما ترى انفتاحاً مصرياً على إيران مثل الكويت. 
لو كان العراق أكثر استقراراً لقلنا إنّ الإيراني قد يعتمد على أموال العراق لدعم مصر، كما فعل عندما كان المالكي رئيساً للوزراء، إذ تم استخدام جزء كبير من أموال العراق في دعم نظام الأسد، لكن العراق في حالة سيئة اليوم، وكذلك إيران من الناحية الاقتصادية، وهي غير قادرة على النهوض باحتياجات مصر الاقتصادية والمالية، في وقت تعاني هي فيه.
ثالثاً: لطالما حاول نظام السيسي تقديم نفسه على أنه حامٍ للأمن القومي المصري والعربي، لكنّ كثيرين يرون انّه يقوّض بسياساته الرعناء والارتجالية ما تبقى من الأمن القومي المصري، ويقضي على إمكانية التوصل إلى موقف موحد مع باقي الدول العربية القائمة، إزاء التحديات الإقليمية التي تواجهها، وفي هذه النقطة بالتحديد لا نعرف كيف سيساعد انفتاح مصر على إيران في تبرير الموقف المصري من اجتياح الأخيرة لأربع دول عربية، وكيف سيوفق بين موقفه الداعي إلى محاربة الجماعات الإرهابية، بينما ينفتح على أكبر مشغّل للحركات الإرهابية الشيعية في المنطقة؟ 
وأين سيكون موقعه من الخارطة العربية إذا ما كانت علاقاته جيدة مع إسرائيل وإيران، وسيئة مع المملكة! 
النظام المصري اليوم أضعف من أي وقت مضى، والورقة الاقتصادية تدوس على رقبته، وأوراق القوّة الموجودة لدى الممكلة العربية السعودية، تمكّنها من التأثير عليه بشكل أكبر مما هو قادر على التأثير عليها. 
صحيح أن لا رغبة لدى المملكة بالدخول في صراع معه، لأنّ مصر دولة مهمّة في النهاية للسعودية وللعرب جميعاً، ولكن لا يمكن للسيسي المراهنة على هذه المعطيات للحصول على دعم مفتوح، كما ليس بإمكانه استخدام إيران لابتزاز المملكة، فهي ورقة محروقة، وضررها أكبر من فوائدها عليه بكثير. 
وعليه أن يفهم أن السبيل الوحيد لتصحيح وضعه ووضع مصر في المنطقة، هو تعديل سياساته الداخلية والخارجية، بما يتلاءم مع التحديات التي تواجه الدول العربية، وبما ينسجم مع الانفتاح السعودي – التركي، وعندها ستكون الفوائد لمصر وللمنطقة برمتها.
عربي21