04 نوفمبر 2014

بسام البدارين يكتب : بين «فئران» سيناء و«جرذان» بنغازي


يمكن للإعلام المصري أن يطلق كما يشاء إسم « إصطياد الفئران» على العملية العسكرية الواسعة التي يتم الترتيب لها للقضاء على « الإرهاب» في حدود البلاد الشرقية .
ويمكن لمروجي الفتنة وغياب العقل في إعلام «الهشك بشك» المصري أن يعود لممارسة لعبته المفضلة في إلإستفزاز والرقص على الجراح والمساهمة الفعالة في الإحتقان والتشدد والإرهاب فمع إعلام من النوع الراقص سياسيا على جراح الأمة كذلك الذي شاهدناه او نشاهده لا يحتاج الرئيس الجنرال عبد الفتاح السيسي لخصوم وأعداء.
بدلا من ممارسة هذا اللعق للدماء بطريقة بائسة على الشاشات وفي البرامج المباشرة مع الإحتفال بسقوط الأبرياء يمكن للإعلام لو إرتقى للمستوى الوطني المسؤول أن يبادر للمطالبة بتعزيز إمكانات وتأهيل الجندي المصري ورفع مستوى تدريبه ومعيشته فبدلا من العزف الإعلامي السقيم على وتر إصطياد الإرهابيين أصبح جنود الجيش المصري العظيم في سيناء وغيرها «صيدا سهلا» لشذاذ الأرض ومهربي العصابات والمجرمين والإرهابيين لأننا لا زلنا نعتبر إطلاق رصاصة واحدة من أي جهة على أي جندي عربي مسألة تخدم الصهيونية ما دامت الأرض العربية في فلسطين والأردن وسوريا ولبنان ومصر نفسها محتلة وما دام المسجد الأقصى يئن تحت وطأة الإحتلال.
الجنرالات في الجيوش العربية للأسف لا يقاتلون ولا يقتلون ومن يدفع الثمن في المعارك والمواجهات الإرهابية وغيرها هم الجنود البسطاء والفلاحون والمزارعون الذين تم خذلانهم مرة بالتسليح والتدريب والراتب البائس ومرة بالقرار السياسي .
سيناء تعاني من مشكلات تنموية أساسية ومن فقر وتهميش وإقصاء وكلفة إصلاح الوضع الإقتصادي فيها أقل بكثير من كلفة تلك الحملات الأمنية التي تساهم في بقاء المجتمع السيناوي رهينة لقوى الظلام والتشدد والتطرف والإرهاب والتهريب.
في سيناء بطالة وأشقاؤنا المصريون يتحدثون عن معاناة لشعبها وعن وقوع الناس البسطاء والأبرياء بين فكي قوى التطرف الشاذة والموقف الرسمي الأمني الذي ينظر لسيناء نظرة إخضاع أمنية فقط ويرفض الإعتراف بأهلها أو شمولهم حتى بخطط التنمية الوهمية .
صديق إماراتي أبلغني شخصيا بأنه فشل في إقناع الحكومة المصرية بإقامة مصنع لرب البندورة في سيناء بسبب قرارات لها صفة القوانين في أروقة وزارة الصناعة المصرية وبسبب سياسة التهميش و»العقاب الجماعي» التي تتخذها السلطات المركزية ضد اهالي الصحراء من البدو وسكان المنطقة .
القاهرة ومنذ عقود تتجاهل أهالي سيناء ومطالبهم وقضاياهم وتلقي رموزها بهم قصدا في احضان البطالة والتهميش وقوى التطرف حتى يتم تبرير نفقات هائلة في المستوى الأمني يستفيد منها طبقة من النافذين فقط.
عشرات الخطط العسكرية والأمنية وضعت في الماضي لإخضاع سيناء وجوارها والزاوية الأمنية فقط تحكم كل الإعتبارات ولا يوجد عقلاء في مؤسسة القرار يقررون تجريب وصفة أخرى غير إتهام جميع أهالي سيناء أو التعامل معهم بقسوة وغلاظة وخشونة وتحميل العائلات والقبائل الأصيلة مسؤولية تصرفات أفراد وأشخاص وشذوذهم او الإتجاه لكذبة سمجة مضحكة قوامها دعم حركة حماس للإرهاب في سيناء.
لا يريد النظام العربي الرسمي الإيمان بأن كلفة القليل من «العدالة الإجتماعية» أقل بكثير من كلف الحروب المتكررة على الإرهاب فالأخير يصنع في منطقتنا على عتبتين لا ثالث لهما هما إسرائيل أولا والفقر والتهميش والإقصاء وسياسات الكراهية والفساد التي تكرسها أنظمة الحكم. ما الذي يمكن أن يفعله مواطن غلبان في سيناء أو الرقة او الفالوجة لمواجهة مجموعات متشددة او مجرمة مسلحة تدفع الكثير من الدولارات لأنصارها فيما لا يقوى هو على شراء رغيف خبز ولا يجد وظيفة في القطاعات الرسمية ولا تقام له مدرسة اومزرعة أو مشروع تنموي يسد رمقه؟.
مرة اخرى ما يحصل في سيناء يحصل في مواقع أخرى للأسف في عالمنا العربي فالجميع يتوعد مجتمعات بأكملها بالسلاح والخطط الأمنية والعمليات العسكرية والعنف والطائرات وإطلاق النيران دون التوقف عند دراسة حقيقية وعميقة لأسباب التطرف ومتغيرات تشكيل الحواضن الإجتماعية التي تدعم المتطرفين إضافة للخلفيات الإقتصادية والإجتماعية .
الإقصاء كان ولا زال من أهم المنتجات التي يستخدمها الإرهابيون والمتطرفون كذرائع لتبرير كل شيء والمواطن العادي في سيناء والأنبار وشمال لبنان وبنغازي مهمش وفقير ومعدم وبلا مستقبل وعالق تماما بين بندقية متطرفة تخطف الواقع وتخوض حربا تفتيتية بإسم الله والسماء والدين وبندقية اخرى بإسم السلطة والشرعية ترد عليها فتسحق وتدمر وتهاجم الأبرياء.
لا احد إطلاقا في عالمنا العربي اليوم يريد أن يتحدث عن الأسباب الإقتصادية والأمنية والسياسية لميل الناس للتطرف والتشدد وحتى رفع السلاح لأن الأنظمة الرسمية وأجهزتها ومن ورائها النظام الدولي والإقليمي يتاجر بصورة جماعية بقصة الإرهاب نفسها .
هذه المتاجرة يدفع ثمنها الأبرياء سواء اكانوا من بدو سيناء أو من اولئك الذين لبسوا الدشاديش وتركوا البنادق في الموصل بعدما شاهدوا باعينهم مصفحات خاصة وطائرات تنقل جنرالاتهم وقادتهم في عملية لا زالت غامضة وتنطوي بالتأكيد على الكثير من الأسرار.
لا يصح القول بأن إطلاق أوصاف مثل «فئران سيناء» وجرذان بنغازي أمر مفيد لا للمعركة الحقيقية ضد الإرهاب في بيئته وجذوره ولا للأنظمة ولا للشعوب العربية فالأصل أن يسمى الإرهابي إرهابيا إذا كان كذلك والنوايا الطيبة في إجتثاث أو حتى معالجة التشدد والغلو تبدأ من سؤال صغير وبسيط في علم الإدارة عنوانه «العدالة اٌلإجتماعية».
٭ مدير مكتب «القدس العربي» في الاردن

الجبهة السلفية : انتفاضة الشباب المسلم .. سلمية ..تحمل المصاحف .. لا تتنازل عن الشرعية

نشرت الصفحة الرسمية للجبهة السلفية نقاطا توضيحية حول انطلاق دعوة انتفاضة الشباب المسلم وجاء في النقطة ( 11 ) ما يوحي بإجازة العمل المسلح وهو ما تلقفته بعض وسائل اﻹعلام المعادية للتشنيع على الانتفاضة، ورغم اعتذارنا عن الخطأ في الصياغة واعترافنا به الا انه من المهم ان نوضح ما يلي منعا للبس:-
ان البعض تصور أن انطلاقنا ﻷفق اوسع ومنطلقات أشمل من وجهة نظرنا ودعوتنا لرؤية وفعاليات مختلفة عن تلك التي يتبناها التحالف الوطني او غيره من الكيانات، فتصور البعض ان هذا مفارقة منا للسلمية إلى حيز العنف او استخدام السلاح وما اردنا تأكيده في النقطة المذكورة هو التزامنا كجبهة سلفية بالسلمية، رغم أن الانتفاضة تشمل قطاعات عريضة من إخواننا من شباب مصر المسلم.
وجاءت النقطة ردا على من أراد أن يفرض رؤية أحادية على الانتفاضة لنجاحها من وجهة نظره والتفاعل معها.
ولهذاختمت النقطة المذكورة بهذه العبارة:-
(( لكن لا تفرض خطابا بعينه ليس هناك تلازم بينه وبين الهدف العام)) .
فيما أكد الدكتور سعد فيّاض، القيادي بحزب الشعب وتحالف دعم الشرعية، تمسكه بدعم الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية، ومشاركته في الانتفاضة التي دعت إليها الجبهة السلفية بنهاية الشهر "انتفاضة الشباب المسلم". وقال "فياض" في تدوينة له عبر "فيس بوك": "لازلت في تحالف دعم الشرعية، ومتمسك بدعم د.مرسي، وأكرر أن مشاركتي في انتفاضة الشباب المسلم ليست تابعة للتحالف ولكنها راية أوسع ومعركة هي الأصل الذي نريده، ولو عاد د.مرسي اليوم لابد أن تستمر انتفاضة الشباب المسلم". وأضاف: "هذه الانتفاضة لن ترفع صور د.مرسي ولكنها سترفع المصاحف، وهي كذلك لن تهاجمه ولن تهاجم الإخوان لأنهم إخواننا". وتابع: "هي سترفع المصحف والشريعة والهوية ضد غلق المساجد وإفساد الأخلاق وإقصاء الشريعة"."فرض الهوية الإسلامية، ورفض الهيمنة الخارجية، وإسقاط حكم العسكر، والتصدي للبعد العلماني للنظام الحالي، وضخ دماء جديدة للحراك الثوري من خلال تحريك قطاع كبير من الإسلاميين يقدر على طول النفس ويسعى للحسم في نفس الوقت".. هذه هي أهداف انتفاضة ثورية جديدة تحت شعار "انتفاضة الشباب المسلم"، التي دعا لها نشطاء إسلاميون على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسهم الجبهة السلفية، والتي من المقرر أن تطلق هذه الانتفاضة يوم 28 نوفمبر المقبل.
ويسعي القائمون على الحملة -التي تعتمد على الشباب المسلم-للوصول إلى "ثورة إسلامية خالصة نقية" تنفي ما وصفوه بـ "خبث العلمانية"، ومن المنتظر أن يقوموا بتنظيم عدّة فعاليات ميدانية يرفعون فيها راية الشريعة وفقط الأيام القادمة، كما سيقومون بالتوازي مع الفعاليات بعمل توعوي في الشارع وعلى شبكة الإنترنت، بحيث يظهر للجميع أن الإسلام بريء من دعوات الخنوع والذل للطواغيت والسلطات المتجبرة.
وكشف مصطفى البدري، في تصريح لـ "مصر العربية"، عضو المكتب السياسي بالجبهة السلفية وممثلها في تحالف دعم الشرعية، عن بعض الأسباب التي دفعتهم لإطلاق فكرة "انتفاضة الشباب المسلم"، وتدشين هاشتاج بهذا الاسم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال: إن الشارع يحتاج لضخ دماء جديدة للحراك الثوري؛ لأن أغلب القطاع السلفي قطاع يميل للحسم وليس عنده طول نفس، و"الإخوان" على العكس تمامًا يجيدون سياسة النفس الطويل، لكنهم لا يتحركون بقوة نحو الحسم، حتى عندما تكون الفرصة سانحة أمامهم.
وأضاف: "لذا.. فنحن نهدف لتحريك قطاع كبير من الإسلاميين يقدر على طول النفس ويسعى للحسم في نفس الوقت، وعندما رفع الشيخ حازم أبو إسماعيل راية الشريعة تجمع حوله جماهير غفيرة حتى صارت الدعاية له فوق الحصر والوصف، وكان ذلك بجهود فردية، حيث لم تكن له حملة انتخابية منظمة".
وتابع "البدري": "نحتاج لقاعدة ينطلق الجميع منها، والقاعدة لن تكون سوى الشريعة التي تكفل الخير للجميع، حيث غابت الرايات المتعلقة بالشريعة، مما تسبب في قعود كثير من الشباب الذين يريدون التحرك لهذا الهدف فقط، ونريد للشارع أن يعرف أن الإسلام هو الحل والمخرج من الأزمات الحالية وأنه لا حل للفقر والجهل والغلاء سواه".
وأوضح عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية أنهم سيقومون بعمل عدة فعاليات ميدانية يرفعون فيها راية الشريعة وفقط الأيام القادمة، كما سيقومون بالتوازي مع الفعاليات بعمل توعوي في الشارع وعلى شبكة الإنترنت، بحيث يظهر للجميع أن الإسلام بريء من دعوات الخنوع والذل للطواغيت والسلطات المتجبرة.
وقال:" السيسي الآن يسعى جاهداً لطمس هوية الشعب، فكان حتمًا ولابد أن يكون هناك حراك مقاوم لهذه الخطة الصهيو-أمريكية، والتي يقوم السيسي بتنفيذها نيابة عنهم"، على حد قوله.
واستطرد "البدري": "كثيرة هي أسماء الكيانات الإعلامية الوهمية التي ليس لها أثر في الشارع، لكننا سنتحرك تحت راية الشريعة وقد نشكل كياننا بعد إثبات وجودنا على الأرض، لهذه الأسباب وغيرها كانت فكرة انتفاضة الشباب المسلم".
وأوضح "البدري" أن الهاشتاج (#‏انتفاضة_الشباب_المسلم) على تويتر دخل تصنيفه عقب تدشينه، لكنه يواجه مشكلة على الفيس بوك ما زالوا يبحثون عن سببها ومعالجتها.
وقد شهدت بعض مظاهرات الجمعة الماضية دعوات تحضيرية للمشاركة في انتفاض الشباب المسلم، حيث تم توزيع بعض البيانات التي تدعو لذلك وكتب بعض المتظاهرين عبارات تحمل نفس اسم الانتفاضة على بعد الجدران.
من جانبه، أكد الدكتور سعد فياض، القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، أن النظام الحالي له أبعاد ترسم خريطته الفكرية والسياسية، وهو في أحد هذه الأبعاد انقلاب علماني ضد الموروث الحضاري والأخلاقي والتشريع الإسلامي، ويمكن القول إن هذا البعد هو البعد الكلي الفكري الذي ينتظم تحته البعد السياسي القائم على سيادة العسكر والعالمي الداعم للوبي الصهيو-صليبي، بحسب قوله.
وأضاف – في تصريح لـ "مصر العربية"-: "البعد العلماني للانقلاب يظهر في تصريحات السيسي الصريحة عن تسخير طاقات الدولة لمحاربة الإسلام السياسي، وتصريحه المعادي لمفهوم الخلافة في الأمم المتحدة، مع الإجراءات المتتالية من تأميم المساجد وإغلاق بعضها ونشر ثقافة الرقص وتغيير المناهج والحرب على ملصقات الصلاة على الرسول والاباحية في مسلسلات رمضان وغير ذلك، مما يستوجب علينا الوقوف ضده كما نقف ضد المشروع السياسي للانقلاب".
وتابع "فياض": "انتفاضة الشباب المسلم أعلنت عن بداية فعالياتها باسم معركة الهوية، ونحن نقول للشعب المصري بمسلميه ومسيحييه الذين فقدوا الأمل في إصلاح الدولة ويتساءلون عن المخرج من المشهد الحالي، الشريعة الإسلامية هي الخلاص الوحيد، ولابد أن نتوحد خلفها لأنها هوية هذا البلد وتاريخه وحضارته، وهي السبيل الوحيد لكسر الهيمنة التي تضعف مقدراتنا، وهي الحل للأمة الأخلاقية وانتشار الجريمة، وهي ملاذ الفقراء والمهمشين والمحتاجين الذين يتم طحنهم بلا إنسانية ولا كرامة".
وشدّد عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية على أن "هذه الانتفاضة ليست حكراً لأحد، ولكنهم يقومون في الجبهة السلفية بواجبهم في نصب رايتها فقط، أما الحملة فهي ملك الأمة وشبابها الحر، ونحن أمامهم في مواجهة الضراء وخلفهم وقت السراء"، على حد قوله.
وأوضح أن هذه الحملة ليست دعماً للتحالف، وليست خروجاً عليه، مضيفاً: "نحن نرى أن الانقلاب الذي تم له ثلاثة أركان، الأول: انقلاب علماني ضد كل ما هو إسلامي، ومقصوده استهداف الهوية الإسلامية وفرض علمنة متطرفة متفسخة على الوطن، والثاني: انقلاب سياسي يفرض العسكر كطبقة آلهة فوق الرقاب، ويسحق كل معارضة أو رفض لذلك، والثالث: انقلاب مدعوم خارجياً، لتحقيق مصالح اللوبي الصهيو-أمريكي في المنطقة وتسخير مقدرات مصر لخدمة هذا اللوبي".
وأشار إلى أن التحالف باعتباره واجهة سياسية يركز جهوده على استعادة الحياة المدنية ورفض ما وصفه بحكم العسكر، وأن (انتفاضة الشباب المسلم) ترى ذلك جزءً من الحل لأنه كسر للظلم وفتح لباب الحريات ولكنه ليس الحل، وإنما العودة للشريعة الإسلامية هي الحل والملاذ والخلاص الحقيقي من جميع أزمات وكوارث البلد السياسية والأمنية والأخلاقية والاقتصادية.
وتابع: "الواجب لتصحيح المسار أن تجتمع مكونات المجتمع وأطيافه حول الهوية الإسلامية التي توحد الصف الداخلي بحضارته المستقلة عن الهيمنة الخارجية، والجميع يقول إن إسقاط حكم العسكر لن ينهض بالبلد بسبب الانهيار الأخلاقي والقيمي في المجتمع، وهذا لا حل له إلا بالعودة للشريعة الإسلامية".
وأضاف: "حملة انتفاضة الشباب المسلم هي محور كلي في الثورة ليست بديلاً ولا داعماً لآخر، ولو افترضنا عودة د. مرسي غداً فستستمر فعاليات هذه الانتفاضة ولن تتوقف، أما من جعلوا الشريعة في أوهامهم نقيض دعم د. مرسي ويعتبرون كل داعم له خارجا عنها، فأفهامهم السقيمة المريضة لا تعنيني، خاصة أنهم بلا مشروع، وهم في الحقيقة يقومون بتفريغ الشباب المسلم عن دوره وفعاليته ويدورون به في دهاليز بلا مضمون".
واختتم: "أما من يريدون تنقية الراية حول الشريعة فقط كأصل الأصول الذي لا يجوز الاختلاف عليها، فهم أولى الناس بمعركة الهوية وهذه الانتفاضة، ونحن خلفهم فيها ننزل على رأيهم ونوطأ الأرض لأقدامهم، ولو اختلفوا معنا في اجتهاداتنا".
بينما لم تتضح بعد مواقف القوي الإسلامية كافة -وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين-من هذه الحملة حتى الآن.

01 نوفمبر 2014

فرانس 24 : فيديو تعذيب حنود لشابين في سيناء اضر بسمعة الجيش المصري

شعب مصر كتب : هدير عاطف 
تناولت شبكة فرانس 24، فيديو التعذيب الذي قام فيه الجيش المصري بتصفية شباب من سيناء بعد تعذيب وحشي لهم ونشرت التقرير التالي وهذا نصه:- مجموعة من الرجال يرتدون الزي العسكري يستأسدون على اثنين من المدنيين، أحدهما مضرج في دمائه، في إحدى القرى بسيناء المصرية. صور تعذيب مرعبة نشرت مؤخرا على الشبكات ومواقع التواصل الاجتماعي. جميع المؤشرات تدل بوضوح على أن الجيش المصري هو المسؤول. لكن الوضع مختلف تماما في مصر، فلا السلطات ولا وسائل الإعلام المحلية تحرك ساكنا أمام هذه الوقائع المخزية
تنبيه: هذه الصور قد تكون صادمة
رجل، تنزف ساقه بغزارة، يجبر على السير على أربع من عسكري يلاحقه بالركلات. ثم يأمر العسكري المصري الرجل الذي يغطي رأسه جلباب تقليدي، بالوقوف والسير على ساق واحدة. بعدها يطرحه أرضا مكيلا له الضربات في أنحاء مختلفة من جسمه ما اضطره إلى حماية وجهه بإخفائه بيديه.
رجال يرتدون الزي المدني شاركوا في النعذيب.
الجيش يصمت ووسائل الإعلام تدافع باستماتة
وعند الثانية الخمسين من الفيديو نلاحظ التحاق عدد آخر من الرجال بالزي المدني بالعسكري والمشاركة في تعذيب الرجل. وفي الثانية 56 يدخل المشهد ضحية أخرى، رجل مغطى الرأس أيضا بجلبابه، يقف أمام حائط ويتلقى لسعات كرباج. وتواصل بعد ذلك سيل الشتائم والركلات على الرجلين، اللذين لم يتوقفا لحظة عن الآنين، حتى أتت لحظة رماهما فيها العسكريون في غرفة وحبساهما داخلها. معظم وسائل الإعلام الحكومية والخاصة، التي تؤيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والجيش، تجنبت الخوض تماما في هذا الموضوع. وحتى الصحف التي كشفت عن التعذيب عادت ونشرت تصريحات عسكريين، لم تكشف عن هوياتهم، تنفي جملة وتفصيلا الاتهامات بالتعذيب. هذا الفيديو من وجهة نظرهم ما هو إلا فبركة هادفة إلى تشويه صورة الجيش المصري في الوقت الذي يشن فيه عملية عسكرية واسعة النطاق في شبه جزيرة سيناء لإقامة منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة. ووفقا للمصادر العسكرية المجهولة التي نشرت هذه الصحف تصريحاتها، فإن هؤلاء العسكريين ما هم إلا مدنيون متنكرون وليسو جنودا حقيقيين. ويدللون على ذلك بحقيقة أن بعضا من هؤلاء العسكريين ينتعل خفين بلاستيكيين (شبشب باللهجة المصرية) وهو أمر ليس متعارفا عليه في قلب الجيش المصري. وكانت شبكة الناشطين السيناوية سيناء24 هي التي نشرت الفيديو، بعد أن حصلت عليه من أحد العسكريين، على صفحتها في فيس بوك والمختصة بنشر أخبار شبه جزيرة سيناء. وبعد آن حققت هذه الشبكة في مصداقية الفيديو، عادت وأكدت أن الضحيتين عذبا بالفعل من قبل رجال وجنود الجيش المصري قبل أن يعدما لاحقا بأيدي نفس الجنود. 
هذا الرجل الذي تنزف ساقه بغزارة يتعرض للضرب وهو ساقط على الأرض.
"لقد توصلنا إلى تحديد هوية ضحيتي التعذيب" مصطفى (اسم مستعار)
- أحد نشطاء شبكة سيناء24. "صور هذا الفيديو يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول في إحدى ثكنات الجيش الصغيرة الواقعة على مقربة من قرية الجورة بمنطقة الشيخ زويد شمالي سيناء. كما أن وجود أشخاص بالزي المدني في الفيديو لا يغير شيئا من حقيقة الأمر طالما أنهم داخل ثكنة عسكرية لقد توصلنا إلى تحديد هوية ضحيتي التعذيب، الأول هو أحمد أبو فريج، يبلغ من العمر 18 عاما، وهو الشخص المدني الأول الذي يظهر في الفيديو والذي كانت ساقه تنزف، وهو من قرية المهدية التي لا تبعد كثيرا عن موقع الثكنة العسكرية. (والقرية مسقط رأس شادي المنيعي أحد قادة جماعة "أنصار بيت المقدس" الجهادية والتي يلاحقها الجيش المصري منذ عدة أشهر في سيناء. كما أن القرية أحد مراكز تهريب المهاجرين غير الشرعيين-أسرة التحرير). والثاني يوسف عتيق الذي كان مؤذنا بأحد مساجد نفس القرية. وأثناء القيام بعملية الاستقصاء، اكتشفنا أن المتحث باسم الجيش المصري، محمد غانم، قد نشر على صفحته في فيس بوك صور الضحيتين يوم 10 أكتوبر. وصاحب الصور تعليق يوضح أن الجيش المصري قام بتصفية اثنين من الإرهابيين بعد تبادل لإطلاق النار معهما في شمال سيناء تحديدا."
توافق مقلق
كل الشواهد تؤكد بوضوح أن الأمر يتعلق بنفس الشخصين، ففي الفيديو نجد أن المدعو أحمد يرتدي جلبابا لونه بيچ تحته بنطال أبيض به العديد من بقع الدماء وملابس داخلية زرقاء. وفي الصور المنشورة على فيس بوك بقع الدماء في نفس المواضع على الجلباب والملابس الداخلية للرجل. 
بالنسبة لنا لا مجال للشك ولو للحظة. فالجيش قام بتعذيب ثم تصفية الرجلين. وإضافة للصور والفيديوهات فقد حصلنا على شهادات من أقرباء الرجلين تؤكد أن رجال الجيش وصلوا إلى قرية المهدية يوم 10 أكتوبر على متن أربع سيارات همر عسكرية ثم اقتادوا الرجلين لمكان غير معلوم. كما أن المتحدث الرسمي باسم الجيش نشر صورهما في اليوم نفسه على أنهما إرهابيان تمت تصفيته وليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها أشخاص من قرية الجورة إلى التعذيب والإعدام. في فبراير/شباط الماضي اكتشف السكان جثث رجل من سيناء ولم يفتح أي تحقيق في الموضوع "
الصورة الأولى )الأعلى( نشرها الناطق باسم الجيش المصري. أما الثانية فهي لقطة من فيديو التعذيب. الضحية الثانية، يوسف عتيق، في الفيديو يرتدي جلبابا أزرق فاتحا وبنطالا كاكي اللون ونعتقد أنه ملتح (شاهدوا 1’04’’ ) وهو ما يتوافق بشكل مذهل مع الصور التي نشرها الجيش.
في الأعلى، الصورة التي نشرها الجيش على فيس بوك. والثانية هي لقطة من فيديو التعذيب.
تصاعد حدة التعذيب منذ وصول السيسي للحكم" الشهادات التي تثبت وتوثق حالات التعذيب والاختفاء القسري لمعتقلين في أقسام الشرطة وثكنات الجيش المصري أكثر من أن تعد أو تحصى. منظمة "العفو" الدولية ذكرت أن زيادة كبيرة في الاعتقالات والتوقيف العشوائي والتعذيب حتى الموت رصدت في مصر بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي في العام 2014. المنظمة غير الحكومية ذكرت أن 80 شخصا لاقوا حتفهم أثناء الحبس الاحتياطي في الفترة الواقعة بين يوليو/تموز 2013 ومنتصف مايو/أيار 2014. وقد قمنا بالاتصال بالمتحدث الرسمي باسم الجيش المصري، محمد غانم، للحصول على توضيحات بشأن فيديو التعذيب ولكننا إلى هذه اللحظة لم نحصل على أي رد بهذا الخصوص.

شاعر كويتى شهير يؤكد "شقيقتنا الكبري تولى أمرها عرص" في مؤتمر للتضامن مع غزة

من قصيدة للشاعر الكويتي أحمد الكندري التي القاها تضامناً مع غزة الباسلة المقاومة !
بغزتنا حصار
ليس من رجل !
ولكن أختنا الكبرى
تولى أمرها عرصُ !
وأهلك أهلها جوراً
وصاهر قوم صهيون
فلا يعصي لهم أمراً !
ولكن عز غزتنا
لمن قد طوعوا الصخرَ !

"المصريون" تنشر تحقيقا طريفا عن تضخم امبراطورية المرشدين السريين في مصر المقلوبة

لا تخلو مدينة أو قرية أو منزل من مخبر.. وكلمة السر عند المباحث مصدر سري
أكثر من مليون مرشد في عام.. و1974 العدد زاد أضعافًاً
الاختراق وصل إلى القنوات الفضائية.. وصحفيون قاموا بتسليم زملاء المهنة
قانونيون: من حق القاضي أن يأخذ بهذه المصادر أو رفضها
عزت حنفى أفاد واستفاد ورسم خريطة التعامل مع الداخلية فى عالم الإرشاد

إن القوة ليست أسلوبًا ناجحًا في العمل الشرطي ولكن الدهاء والحيلة من أكثر الأساليب الناجحة للقبض على المجرمين ويبدو أن دولة المخبرين السريين التي كان يعتمد عليها رجال الداخلية وضباط المباحث قد انكشف أمرهم لكثير من الأهالي بل وصل الحد إلى أن بقيت أسماؤهم تنشر في صفحات التواصل الاجتماعي بعد أن كان لا يعرف أحد عنهم وهاهي إحدي الصفحات تنشر أسماء بعض المخبرين السريين بعد أن اخترقت "المصريون" دولتهم.
ناهيا وكرداسة تمتلئ بالمرشدين السريين أقدمهم الصاروخ
ومن مدينة ناهيا وبولاق الدكرور يروي لنا بعض الشهود العيان الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم أنهم يعرفون أسماء الكثيرين من هؤلاء المرشدين الذين كانوا سببًا في إلقاء القبض علي زملائهم وأهاليهم سواء كان بسبب أو بدون لإرضاء ضابط المباحث في المنطقة "محمد. ز. شعبان" و شهرته "زكته" نبطشى أفراح وصديقه "صلاح. ن".
"مؤنس. ذ" صاحب محل بقالة في شارع السهراية بجوار مكتبة صلاح الدين.
"خالد. ر" الشهير بـ"صاروخ"، وعمل مخبرًا منذ أيام الانتخابات الرئاسية، حيث كان يقوم بتوزيع النقود على المواطنين أيام الانتخابات، مقيم على طريق ناهيا أبور واش بجوار مصنع البركة، "زكى. ع"، صاحب قهوة في السهراية، وهذا يعد أقدم مرشد في المنطقة.
"صلاح. ن" مخبر وتاجر مخدرات ويدير محل للملابس الجاهزة.
"عبدالنبي. ص" يعمل مخبرًا لمركز كرداسة وحاليا ينزل مع قوات الأمن.
"حمدى. ش" شقيق محامي معروف في المنطقة يسمي "على. ش" عضو في حزب الوفد وكان متواجدًا مع قوات الأمن أثناء اقتحام المنازل وبدون قناع.
"عطوش" يعمل مخبرًا وتاجرًا للكحوليات وبلطجى مسجل سابقا في جريمة قتل.
"عماد. د" سائق سابقا ويعمل تاجرًا في الأدوات المنزلية ومقيم في شارع عباس السنديونى متفرع من شارع السهراية.
"عمرو. ز" مخبر وبلطجى ويتاجر في المواد المخدرة وشهرته بعمرو الأقرع وقد قام بالإرشاد عن ابن عمه فايز وابنه "مقيمين أول شارع جامع الأربعين - السهراية - نجارين وتجار آثار، كل وقت يسألان أهالى السهراية عن أحوال فلان وعلان لتبليغ أمن الدولة عنهم".
"علاء. ع. ع" ووالده "كان موظفًا تابعًا للحكومة وكان يتاجر في الأنابيب أما الآن فيعمل في تجارة الآثار ومنزله الآن أكثر من 5 أدوار من الآثار ويقومان بضرب المسيرات أثناء سيرها".
الفيوم ترصد حسن وأخته
وننتقل إلى مدينة الفيوم، حيث روي لنا "عبدالله. م": "أن هناك شخصًا يسمي حسن، مخبر أمني، وأنه يقوم بإرسال أخته وتدعى صفاء بالخروج في المسيرة، وبتجميع معلومات عن السيدات وأزواجهن وتعرف من هو الزوج واسمه وبتبلغه للمخبر أخوها وحسن بيقعد كل مسيرة عند قهوة توبة عثمان وبيتابع المسيرة وبيشوف مين اللى بيمشى فيها غير كده بيجند بعض الأشخاص لمتابعة المسيرة لما بتدخل جوة البلد وأن من ضمنهم شخص اسمه جمال لأن في يوم المسيرة الشبابية في مسيرة الثلاثاء منتصف شهر 8 كانت المسيرة الشبابية لحركة مجانين الحرية رصدنا المدعو جمال لبن وهو بيتواصل مع المخبر حسن، حيث المدرعة نزلت المنطقة بعد انتهاء المسيرة وقامت بترويع الأهالي".
خطيب.. بدرجة مرشد مباحث
تقول فاطمة أحمد السيد، 25 عاما، تسكن في حي الحلمية الجديدة بمنطقة السيدة زينب: "أخويا معتقل منذ أكثر من عام والسبب هو أنه كان صوته جميلًا في قراءة القرآن الكريم، وكان المصلون يطالبونه بأن يكون إمامًا نظرًا لعزوبة صوته وكان هو القائم الفعلي على أمور المسجد من حيث الاهتمام بنظافته وتعليم الأطفال وقراءة القرآن وكان يقوم بتحفيظ الأطفال الصغيرة القرآن الكريم بدون أجر مادي".
وتضيف: "كان أبي أيضا يقوم مع أخي بنظافة المسجد يوميا إلا أن هذه الأمور كانت تسبب غيرة لدى إمام المسجد المعين من وزارة الأوقاف، خاصة أن المصلين كانوا دائما يطالبون أخي صاحب الـ 25 عامًا وخريج كلية الهندسة، أن يؤم الناس في الصلاة وكانوا يطالبونه بذلك أمام إمام المسجد فسبب ذلك غيرة من الإمام، وعلى أثر ذلك قام الإمام بإبلاغ الشرطة أن أخي إخواني ويستغل المسجد في الأمور السياسية".
وتستكمل: "وفي يوم قبل الفجر بساعة وجدنا اقتحام رجال الشرطة المنزل وقاموا بتكسير كل شيء بالرغم من أن أخي كان معهم واعتقلوه وحكموا عليه بأكثر من حكم واتهموه بأنه ينتمي إلى جماعة إرهابية وكثير من الاتهامات الباطلة".
وتقول زينب، 20 عامًا، طالبة بالفرقة الثالثة كلية الآداب جامعة القاهرة: "كنت في يوم رايحة الجامعة وراكبة ميكروباص والناس كانوا بيتكلموا في السياسة وكان في ناس كتيرة بتتكلم وضد التظام الحالي نظام السيسي وكان في راجل ضخم جنبه شاب ملتحي شكله في كلية طب لأنه كان في إيده بالطو".
وتستكمل: "الراجل قعد يقول للشاب إيه رأيك في السيسي فالشاب ماكنش يرد عليه ويقوله ربنا ييسر الحال فالراجل يقوله مرسي كان فاشل فالشاب برضو يسكت ويقوله ربنا ييسر الحال لكن الراجل قالوه في النهاية إن بتوع رابعة كانوا يروحوا مخصوص عشان جهاد النكاح، فالشاب رد عليه قالوا اتقي الله يا أخي مادام ماشفتش بعينك كدة".
وتضيف: "فجأة الراجل الضخم قال للسوق على جنب أنا مباحث وأخد الشاب معاه".
في البداية يقول الدكتور عادل عامر، أستاذ القانون ورئيس مركز المصريين للدراسات الاقتصادية والسياسية والقانونية، إنه كان هناك أكثر من مليون مخبر مسجلين لدي الداخلية المصرية عام ١٩٧٤، بالتأكيد العدد زاد إلى الضعف هذا الكلام سمعناه من اللواء النبوي إسماعيل وزير الداخلية الأسبق، حيث قال إن المخبرين يفرضون أنفسهم علينا في الأحزاب السياسية وفي الإعلام وفي مجالات الأعمال وفي المجتمع المدنى، ابحث عن المخبرين فهم عملة الرداءة، افتح فضائية جديدة اختارت العكاشية منهجًا ستجد أحدهم هناك يبلع ريقه حتى «لا يتفتف» على الجمهور من فرط سذاجة وضآلة فكر وغلبة المرض وسيطرة الغرض، المخبر يوجه الرأى العام في وصلات يكرس فيها للجهل والغباء ويضر بها مسيرة جماهير «يونيو»!!
وأضاف "عامر" أن المخبر في ردهات أحزاب السياسة يزاحم الأسماء الوطنية الكبيرة التي انزوت لأنها تلتزم الإخلاص وليس الأطماع، المخبر يصول ويجول ويتعاطى مع منابر الرأى في الصحافة والإعلام لمجرد أنه يحمل صك «30 يونيو»، والإعلام يتفاعل دونما تفكير في أهداف «30 يونيو» ونبل مقاصدها للحفاظ على الدولة المصرية، المخبر حاضر بقوة الفراغ وغموض المشهد، المخبر يتواصل مع أصدقائه المخبرين في وسائل الإعلام ومن ثم تشكلت كتيبة للمخبرين، شجعهم على التحرك بشكل معلن والخيط الذي يربطهم ولاء للفكرة والإرشاد «الإرشاد من المرشد.. مرشد المباحث يعنى»! المخبر في مجال الأعمال يسعى للتلون كما ثعابين الصحراء؛ فقد انشغل في زمان «مبارك» بالقرب من الأجهزة كمخبر وكررها مع الإخوان، واليوم يعود إلى حظيرته السيراميكية ليعلن صوته من جديد كاذبًا عن نضاله حتى تنجح «يونيو»، ويحشد وراءه جوقة المخبرين التي تستهويها الحالة العنانية الشفيقية الفلولية!
وأكد أن المخبر في الصحف فهو يبحث اليوم عن غنيمة جديدة ليفعل كما كان يفعل في السابق، تشويه شخص أو مسيرة أو طموح جماهير، ويا ريت في السكة شوية استنفاع من مرشحى الانتخابات، ويا حبذا لو كانت رئاسية فهو مدمن لهذه المشاهد حتى يجنى الملايين الحرام، هاجم أولا ثم ابتز ثانيا وثالثا ورابعا وخامسا وسادسا وسابعا، حتى تحصل على «الأوبيج».. المخبر الصحفى يجلس منتظرًا فريسته الجديدة ومعها تحفز ليرمى أخلاق المهنة ومعاييرها للمرة الألف في صندوق القمامة!! من يقرأ جيدًا تحقيقات الشرطة في أي قضية مهما كانت يجد أن معظم التحقيقات تعتمد على التحريات وهي في الأساس كلام مرشدين سريين دون أن يشير التحقيق إلى أسماء هؤلاء ومن أين جمعوا معلوماتهم في القضية، وصار العرف الأمني في عهد النظام السابق أن "المخبرين لا يكذبون"، وبمرور الوقت تحول المخبرون والمرشدون إلى دولة لا تحكمها أي قوانين سوي القوة وتبادل المصالح، فالعلاقة بين المرشد والضباط تبدأ غير سوية وتنتهي إلى كارثة، خاصة أن الخيانة عامل مشترك في تلك العلاقة وكل من الضباط والمرشد علي استعداد للتخلص من الآخر في سبيل تحقيق مصلحته.
لا يوجد حي في مصر إلا وبه مرشد سري معروف للجميع وفي الوقت نفسه يفرض سطوته على أهل الحي الذي يسكن فيه، لأنه يعتمد على مبدأ المصلحة المتبادلة مع ضابط المباحث، حيث يقوم المرشد السري بجلب القضايا التي تفيد ضابط المباحث دون أن يكلف هذا الضابط نفسه عناء البحث عنها أو التحقق من صحتها من أجل حصوله علي ترقية أو تكريم ويؤدي هذا المبدأ غير الشريف إلى إحساس هذا المرشد أنه أقوي من القانون فيقوم بتلفيق القضايا لأبناء الحي الذي يقيم فيه علي اعتبار أنه مسنود من رجال الشرطة.
وتكمن الخطورة هنا في اعتماد المخبر أو المرشد علي علاقته بضباط المباحث واستخدامه السيئ لهذه العلاقة في ارتكاب العديد والعديد من الجرائم مقابل المساعدة التي يقدمها باعتباره عين ذلك الضابط وذراعه الطويلة، سؤال تجيب عنه قصة عزت حنفي المسمي "إمبراطور النخيلة"، حيث كان يقوم بمساعدة ومساندة رجال الشرطة في الانتخابات والعديد من الحوادث الإرهابية والقبض علي مرتكبيها أحيانًا وفي سبيل ذلك يسمح له بامتلاك أسلحة بكميات ضخمة جدًا بحجة القضاء علي الإرهاب الذي كان منتشرًا في أسيوط وتغاضي ضباط الداخلية عن جرائمه الأخري في تجارة السلاح والمخدرات والعنف وتضخمت ثروته إلى حد استحواذه علي 280 فدانًا زرعها بالمخدرات فضلًا عن جرائم القتل، وعندما فاحت رائحته وانكشفت هذه العلاقة المريبة بين حنفي والشرطة كان القرار القبض عليه ومحاكمته علي الفور.
قضية أخري تكشف عن مدى إيمان سطوة دولة المخبرين إلى حد القتل في وضح النهار، حين وشي بعض المرشدين بالشاب خالد سعيد، بينما قام زملاؤهم من المخبرين بسحله وضربه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة أمام عيون الناس، وهناك عشرات القضايا والقصص التي تثبت تورط ضباط المباحث وعلاقتهم بالمرشدين السريين في تلفيق القضايا للأبرياء.
يعتبر المخبر السري والعادي، الوساطة التقليدية لبعض الجرائم والدلالة على فاعليها إلا أن هناك عددًا لا بأس به من الجرائم الغامضة التي كشفت خيوطها، واستخدام المخبر السري من الجنسين شائعة في كل دوائر الأبحاث الجنائية في العالم، فهو إذًا واسطة من الوسائط التي يلجأ إليها رجال الشرطة بجمع المعلومات عن الإرهابيين والقتلة واللصوص والهروب من الهاربين والمشبوهين وغيرهم، ويختلف رجال القانون وبعض المعنيين بعلم الشرطة والتحقيق حول مشروعية استخدام المخبرين، فبعضهم يعارض بصورة شديدة بينما لا يعارض البعض الآخر استخدامه عند الضرورة ويطلق عليه في (مصر) المرشد.
كما يعتبر المخبر أقصر طريق تقليدي لإماطة اللثام عن غوامض الجريمة وخفاياها أو التوصل إلى مخبأ متهم مطلوب القبض عليه، ولقد كان للمخبرين في السنوات الماضية دورهم المهم في كشف عدد من القضايا المستعصية التي حدثت في منطقة الجعافرة، حيث اعتمدت أجهزة الشرطة حين ذاك على خدمات المخبرين، حيث يكون لمخبر واحد أو مصدر في منطقة محال الذهب المشهورة بجرائمها الفضل في الكشف وإلقاء القبض علي عشرات الأشخاص المجرمين وأصبح استخدام المخبر السري من الأجهزة الأمنية شائعًا تمامًا، وفي الغرب يعتمد على المخبرين في قضايا الضرائب والمخدرات كثيرًا لكن النسب المئوية في العراق أكدت أن الاعتماد على المخبر السري والمصدر أصبح يشكل خطرًا كبيرًا على الحريات الفردية وأصبح وسيلة انتقامية أغراضها سياسية طائفية شخصية وبالتالي يؤثر في تحقيق العدالة التي هي المطلب الأهم، والمخبر في كثير من أعماله يجب أن يكون عونًا للمحقق وتدفعه الحمية الوطنية لصالح المواطن وأن يكون عمله متسقًا مع آداب المهنة وأصولها.
ولأن دولة المرشدين السريين لا تعترف بالقانون وتحاول فرض القوة تصدوا بكل قوة لثورة يناير التي كتبت شهادة وفاة تلك الدولة مع انهيار جهاز الشرطة فحاول المرشدون فض اعتصامات التحرير بالقوة واستعان بهم النظام المخلوع بعدما فقد شرعيته للاعتداء علي المتظاهرين فيما عرف بـ"موقعة الجمل" كما كان لهم الدور الأكبر في الثورة المضادة ومارسوا أدوارًا مشبوهة في ترويع المواطنين وإرهابهم والاعتداء علي المعارضين وإشعال الفتنة بين المسلمين والأقباط، كما أن دولة المرشدين كانت لها اليد العليا في اختيار نواب البرلمان الذين جاءوا بالبلطجة والتزوير وكان المرشح لأي انتخابات يعتمد علي جيش من المرشدين لمساعدته في إرهاب المواطنين وتزوير أصواتهم والتلاعب في النتائج وتغيير الصناديق إلى غير ذلك من الممارسات السيئة التي أضرت بالمواطنين، والسؤال الذي يفرض نفسه: هل المرشدون عامل أساسي في مهمة الأمن لا يجب الاستغناء عنه؟
العسقلاني: من حق القاضي أن يأخذ بتحرياته أو يرفضها
ويقول ناصر العسقلاني، المحامي والخبير القانوني، إن المصادر السرية هي التى يقوم رجال الشرطة بتجنيدهم ولا يكونوا أشخاصًا معلومين لغير ضباط الشرطة الذين يختارونهم بعناية فائقة، لكن التحريات هي التي تؤيد كلام هذا "المخبر" من عدمه وإن كانت هي ليست الدليل الوحيد في القضية وغالبا المصدر السري يكون موضوعًا وهميًا يخترعه ضابط الشرطة وإن المحكمة لا تأخذ بهذه التحريات في معظم الأحيان، والقاضي حر في ذلك، حيث إن القاضي الجنائي حر في تكوين عقيدته وله أن يأخذ من الأدلة إلى ما يرتاح إليه ضميره وغير ملزم بأن يأخذ بالتحريات أو أن يطرحها جانبا وفي نهاية الأمر المحكمة تكون رائيها من خلال الأوراق والقرائن الموجودة في ملف القضية

فورين بوليسي: انخفاض أسعار النفط يقلص دفاتر شيكات الخليج للانقلاب

قالت مجلة فورين بوليسي، إنه إذا ما واصلت أسعار النفط تراجعها، فإن دول الخليج العربي ربما لا تكون قادرة على مواصلة التدفق في أموال المساعدات لجيرانها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي لا يتمتعون بمخزونات كبيرة من الغاز الطبيعي والنفط، خصوصا مصر والمغرب.
وأشارت المجلة الأمريكية في تقرير بعنوان Royals Flush أو "التدفقات الملكية" 28 أكتوبر الجاري أن مصر دونا عن باقي دول العالم هي الأكثر ترقبا بقلق لانخفاض أسعار النفط عالميا خشية أن يؤثر هذا علي ما تحصل عليه من دعم من دول الخليج،

نيويورك تايمز: التهجير بسيناء سيأتي بنتيجة عكسية تماما


حذرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية من أن عمليات تهجير السكان, التي تقوم بها القوات المصرية في سيناء, ستأتي بنتائج عكسية تماما, على المدى الطويل.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 30 أكتوبر أن "استخدام القوة الساحقة وهدم منازل الأهالي برفح لن يعود بالنفع، ولن يمنع الإرهاب, وسيفاقم من الأزمة بمصر".
وتابعت "الأمر سينتهي إلى نتائج كارثية, حيث لا يمكنك أن تهدم منازل الناس, ثم تطلب منهم بعد ذلك, أن يقفوا بجانبك, ويعملون معك".
ونقلت الصحيفة عن همام، أحد السكان المتضررين في رفح, قوله : "منزلنا برفح عمره 60 عامًا، لقد رفضنا إخلاء المنزل, ولكن القوات أخبرتنا, إن لم نقم بإخلائه, سيقومون بقصفه على من فيه".
واستطردت الصحيفة "النهج, الذي تتبعه الحكومة المصرية في سيناء هو نهج خطير، لأن سيناء عانت من التهميش لفترات طويلة".
وكانت الحكومة المصرية قررت قبل أيام إخلاء المنازل الواقعة على مسافة تصل إلى نحو خمسمائة متر بين مدينة رفح المصرية والحدود مع قطاع غزة، تمهيدا لتدميرها، وإنشاء منطقة عازلة على الشريط الحدودي مع قطاع غزة بعمق يصل من 1500 متر إلى 3000 , لـ"وقف تسلل الإرهابيين" إلى البلاد.
وقرار إنشاء المنطقة العازلة, جاء ضمن الحملة الأمنية التي يشنها الجيش, منذ 24 أكتوبر على من يصفهم بالتكفيريين، عقب استشهاد 31 جنديا في هجومين شنهما مسلحون على موقعين تابعين للجيش في شمال سيناء.
كما اتخذ النظام قرارات أخرى, في أعقاب الهجومين شملت فرض حظر التجوال في شمال سيناء لستة أشهر وإغلاق معبر رفح وإرسال تعزيزات عسكرية إلى سيناء، إضافة إلى وقف الجهود المصرية للوساطة بين حركة حماس وإسرائيل بشأن فك الحصار وتبادل الأسرى.
وأكدت مصادر أمنية مصرية أن قرار الإجلاء يشمل 250 عائلة، بهدف إنشاء منطقة عازلة لحصار "الإرهابيين"، وضمان عدم نقل السلاح و"الإرهابيين" من غزة إلى سيناء، في ظل فشل جميع الجهود المبذولة منذ عدة سنوات لهدم الأنفاق.
وفي المقابل, يتهم معارضون وبعض من أهالي سيناء, نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء المنطقة العازلة بناء على طلب إسرائيلي, قدمته إلى الرئيس المخلوع حسني مبارك عام 2004, وكان الهدف تشديد الحصار على قطاع غزة، ومنع تهريب السلاح للمقاومة الفلسطينية عن طريق الأنفاق.
ومنذ عزل الرئيس المصري السابق, محمد مرسي, تتهم السلطات ووسائل الإعلام المصرية حماس بدعم "المسلحين التكفيريين" الذين يواجهون الدولة في شمال سيناء، وهو ما نفته حماس مرات.

حزب خالد على: حماية الجيش للمنشآت العامة يعيدنا 60 عامًا للوراء

قال حزب العيش والحرية الذى يؤسسه خالد على، المحامى الحقوقي، إن القانون الخاص بحماية الجيش للمنشآت العامة يعود بالبلاد إلى الوراء حوالي ستين عامًا ويعيد إلى الأذهان ذكريات العاملين البقري وخميس اللذين تم إعدامهما لمجرد مشاركتهما في احتجاج عمالي عام 1952، موضحًا أن القانون سيتيح تلفيق اتهامات بالأعمال الإرهابية.
وقال الحزب إن التطورات المتمثلة في القرار الأخير للرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي جاء بعد يوم من انتهاء مجلس الوزراء من تعديل قانون القضاء العسكري توسيعًا لاختصاصاته لتشمل قضايا الإرهاب، مؤكدًا أنها زيادة مطردة في تغول وإحكام سيطرة المؤسسة العسكرية على الحياة المدنية.
وأضاف الحزب: "هذه القرارات والتعديلات تحيط بها أيضًا العديد من شبهات عدم الدستورية بما قد يصل تفسيره إلى حد أن مجلس الوزراء والرئاسة يحاولان الانقضاض على نفس الدستور الذي كانوا يروجون له بشدة في شهر يناير الماضي داعين المواطنين بإلحاح للموافقة عليه".
وأشار الحزب إلى أنه يمكن للقوات المسلحة مساعدة الجهاز الشرطي في حماية المنشآت العامة والحيوية عند الحاجة والطلب، لكن تكمن الإشكالية الحقيقية في أن يكون للقضاء العسكري الاستثنائي ولاية على جرائم هي مدنية بطبيعتها وتتعلق بمنشآت مدنية بطبيعتها أيضًا، مشيرًا إلى أن "الخطر الأكبر هو أن الوضع القانوني الذي خلقته هذه القرارات والتعديلات لا توجد به أي ضمانات فأفعال التعدي على المنشآت العامة وما يحدث بداخلها بصرف النظر عن ماهيتها، ستعد من اختصاص القضاء العسكري، مما يمثل تعديًا صارخًا على المجال المدني".
وأضاف: "كان الاعتراض الرئيسي للقوى الديمقراطية في الماضي دائمًا هو تخوفها من أن تصنع القوات المسلحة لنفسها دولة بداخل الدولة بعيدة عن الرقابة الشعبية والبرلمانية، إلا أن القرارات وتعديلات القوانين سابقة الذكر تعني في الحقيقة ما هو أكثر كارثية من ذلك وهو أن تتحول الدولة ككل إلى جزء من المؤسسة العسكرية وتكون المؤسسات المدنية بأفرعها التشريعية والتنفيذية والقضائية مجرد مجموعة من الديكورات تؤدي فقط غرض إضفاء الطابع المدني على الدولة من الخارج دون أن يكون لذلك جوهر فعلي يدعمه بأي شكل من الأشكالالمصري الديمقراطي»: نرفض توسيع نطاق اختصاص القضاء العسكري والتضييق على المجتمع المدني

السامولى لمونت كارلو: نطالب الجيش بسرعة ازاحة السيسي



مجاهد المليجى يكتب : الغنوشي الملهم .. ربان ماهر وسط امواج الثورات المضادة العاتية

راشد الغنوشي البروفيسور والقائد والزعيم والشيخ التقيته مرات عدة كان اخرها في تونس اثناء المؤتمر السنوي للحركة وحاورته وكان في رده على سؤالي حول مستقبل الشريعة الاسلامية في تونس بقوله :” الشعب التونسي لم يثور من اجل تطبيق الشريعة وانما ثار من اجل حريته وكرامته ومناشدة العدل في كل شيء” .
راشد الغنوشي الذي فاز في وقت يكاد يكون انتكس الجميع من ابناء الحركة الاسلامية في مصر وليبيا واليمن وسوريا تحديدا وفي غيرها من بلاد العرب ..
راشد الغنوشي هو بحق رجل المرحلة .. زعيم المرحلة .. مفكر المرحلة .. ملهم المرحلة .. الفائز الحقيقي في هذه المرحلة .. الذي استطاع ان يدير معركته مع الثورة المضادة والدولة العميقة بكفاءة وذكاء ووعي وبصيرة ليس لها مثيل، فكان يتقدم ويتقهقر ويكر ويفر حسب متطلبات المرحلة حتى لا يخسر الجولة كاملة كما فعل اشقائه اصحاب الرؤوس المتيبسة في مصر وغيرها .
الغنوشي تنازل حزبه عن رئاسة الحكومة وهو في قلب السلطة ممسكا بتلابيب كل شيء ، ثم تنازل عن رئاسة الدولة وهو قادر على الفوز بها من اجل قطع الطريق على الاذرع والاطراف الخبيثة المنقضة على الربيع العربي وفي المقدمة منه تونس .. ثم اخذ خطوة للخلف عندما وجد الموج عاليا ويمكن ان يغرق تونس باكملها كما غرقت الشقيقة الكبرى مصر .. فكان بحق قائد حصيف وحكيم وناجع والواقع يؤكد ذلك .
راشد الغنوشي الذي زار القاهرة وعرض رؤيته على القائمين على الامر فيها اكثر من مرة ولكن دون ادنى التفات الى خبير وحكيم عاصر العربان وعاش في الغرب واكتوى بنيران الفاشيين العرب في تونس وبدأ يخطو وفق استراتيجية محسوبة في الوقت الذي اشهد الله فيه ان بني قومي كانوا ولازالوا يسيرون بشكل البعض اعتبره “جهجهون” عشوائي .. بدون استراتيجية قريبة أو بعيدة .. فقدوا مراكز التفكير واتخاذ القرار المؤسسية المتعمقةوانساقوا وراء نفر أمسكو بتلابيب الجماعة وقادوها الى ما رايناه من انتكاسات متتالية دون الوقوف والمراجعة ..
بني قومي والجماعة التي انتمي اليها منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي - اي منذ نعومة اظفاري- وانا في العاشرة من عمري وحتى اليوم .. وافخر بانتمائي لها واتمنى عليها ان تصبح من الوعي الادراك ما يؤهلها للاستمرار في المقدمة بدلا من تكومها في ركن بعيد عن الواقع بسبب تشبث عواجيز القادة الذين وصلوا بها الى ما وصلت اليه بالاستمرار في قيادتها !! كما يجب السعي لمساءلتهم ومحاسبتهم ولو على المستوى الادبي والفكري والحركي للتعرف على مواطن الخلل لتلافيها في القادم القريب – باذن الله- للانطلاقة الحقيقية في ثوب جديد.
فالاخوان المسلمون لازالوا هم عصب المعارضة الرئيسية في الشارع المصري وكوادرها من الشباب على الارض هم من يزكون زخم الحراك في الشارع الذي ارهق الانقلابيين وجعلهم يذهبون الى اخر الطرف في عنفهم ووحشيتهم وفاشيتهم دون القدرة على اخماد حراك شارع مصري ثائر بكل اطيافه من شباب وشيوخ رجال ونساء واشبال فتية وغلمان من كافة التيارات .. اخوان ومستقلين وتحالف دعم الشرعية ومجلس ثوري وشرفاء الوطن بصدق .
الغنوشي استطاع ان يفعل ما فعله القائد المحنك سيدنا خالد بن الوليد (في غزوة مؤته) في معركته التي كاد ان يفنى فيها جيش المسلمين ” 3 الاف مقاتل” في مواجهة جيش الكفار من الروم ومشركي العرب انذاك “200 الف مقاتل” واستشهد ثلاثة من قادة المسلمين في هذه المعركة هم اسيادنا زيد بن حارثة ، وجعفر بن ابي طالب ، وعبد الله بن رواحة .. ووضع بن الوليد البطل الملهم خطته للانسحاب المشرف والتي ابهرت الخبراء العسكريين بان اوهم الكفار ان هناك مددا قادما واثار الكثير من الغبار وفي ظل هذا الغبار تقهقر جيش الكفار للخلف بينما في ذات اللحظة انسحب جيش المسلمين ايضا للخلف دون ان يلاحقه الاعداء وذلك مع حلول الظلام وواصل المسلمون مسيرتهم عائدين للمدينة دون ان يتتبعهم جيش الكفار ويقضون عليهم .. ،، وكانت حصيلة المعركة 13 شهيد فقط للمسلمين مقابل 350 قتيل للكفار ،، .. ودخل بن الوليد المدينة واستقبله الاطفال ووصفوهم بالفرار ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام على الفور قال : ( بل هم الكُرار ان شاء الله ) وكان هذا الانسحاب فوزا عظيما شهد له الرسول المتصل بالسماء ..
وانني ارى ان ما فعله الغنوشي في تونس يعد نوعا من انواع الانسحاب المشرف مع البقاء في الصدارة 30% ويطلق عليها النسبة المتحكمة في اي برلمان .. ولكن فرض في ذات الوقت قواعد جديدة للعبة السياسية في تونس اجبر من خلالها اعداء الديمقراطية والحرية وتداول السلطة السابقين من فلول بن علي وغيرهم على احترام الواقع الجديد والاخذ به والاستسلام له مع بقاء الغنوشي ورجاله في صدارة المشهد ياخذون استراحة المحارب في الصف الثاني.
كما ان هناك تجليات زخرت بها صفحات التواصل الاجتماعي حول نتيجة الانتخابات التشريعية التونسية التي حصل فيها حزب نداء تونس على المرتبة الاولى بنسبة 37% وحركة النهضة على المرتبة الثانية بنسبة 31% من اجمالي 217 مقعد في البرلمان التونسي غالبيتها يرى ان النهضة فاز ورب الكعبة بقيادة الغنوشي الذيتربى ونضج في عواصم الغرب .. عواصم الحرية الحقيقيةالبعيدة عن التابوهات والعقد التاريخية وغيرها من المعوقات ليستحق هذا الرجل بجدارة ان يكون صاحبافضل رؤية اسلامية مرنة ومتحضرة وعصرية في هذاالعالم .. وفقا لتجاربه وادائه على ارض الواقع.
وارى انه يجب ان يتم دراسة مسيرة هذا الرجل خلال الاعوام الثلاثة الماضية لكي نتعلم منها لاسيما في بلدنا الحبيبة مصر التي تحتضن قادة الجماعة الام الذينتميزوا في كثيرا من مواقفهم بعدم الحنكة او المرونة ، وبعدم العصرية وبعدم القدرة على ادارة المشهد منذ ثورة25 يناير .. وهذا شيء يستوجب تصعيد قواعد جماعةالاخوان في الداخل والخارج قيادات شابة جديدة .. تحمل دماءاً ساخنة وفاعلة ومرنة وعصرية ومتحضرة وقادرة علىالتعاون مع الجميع .. اعني الجميع الجميع .. دون انيكونوا اسرى حقب تاريخية بعينها او افكار متجمدة او مواقف متكلسة او ما يعوق ذلك ويدركون ان مصر للجميع الجميع بلا استثناء وان ما نستهدفه لا يمكن ان يتحقق في يوم وليلة ولكن يحتاج الى سنوات طويلة وان الزمن والنفس الطويل جزء من احتواء اية مشكلة او معضلة تواجه جميع الاحرار من كافة الاطياف السياسية .
هذا مع حفظ كافة الالقاب ومع الاحترام الكامل لقياداتالحركة الام في مصر - الذين ضحو ويضحون حتى الان ودفعوا من دمائهم واموالهم وممتلكاتهم وراجتهم ثمنا باهظا وقدموا النفيس والغالي – وكل التقدير والاحترام لماقدموا ولكن نقول لهم استريحوا وجزاكم الله كل الخير وساعدوا بخبراتكم ومشورتكم واتركوا الدفة لاصحابالدماء الساخنة القادرين على التقدم والذين يمتلكون روحاتستوعب كافة الاتجاهات والاحرار والراغبين في العملبعيدا عن اية لافتات .. فمصر تريد ذلك في بداية تحولهاالديمقراطي
وباذن الله ستتحول مصر الى الديمقراطية وسينعم شعبها بالحرية طال الزمان او قصر .. وسيكون لكوادركمدورا كبيرا كغيرهم من القوى السياسية حتى تتخلصمصر من حكم العسكر
وهنا استدعي مقولة للاستاذ المرشد المرحوم عمرالتلمساني .. عندما قال للسادات : { نحن يسعدنا ويشرفناان نكون خدما لمن يطبق شريعة الحق والعدل والحرية فيمصر …} وادعو كل الاخوان شبابا وشيبا وفتيان وفتياتان يستشعروا كلمة التلمساني التي حولها الغنوشي الىواقع معاش الان في تونس.