31 مايو 2014

روبرت فيسك:بعد مذابح السيسي..من يعترض على تتويج "الإمبراطور"؟!

الاندبندنت
سخر الصحفي البريطاني روبرت فيسك من (التفويض) الذي قد يطلبه عبد الفتاح السيسي من المصريين، بعد تلك الانتخابات التي بدت فيها اللجان خاوية على عروشها.
وفي مقالة له بعنوان "الانتخابات المصرية: تتويج الإمبراطور"، والتي نشرتها صحيفة الاندبندنت قال فيسك: "سيتوج نابليون، فبعد الإرهاب والموت والفوضى، من سيشعر بالحنق على تتويج الإمبراطور؟ ولماذا؟ مع أن الملصقات الانتخابية للمشير عبد الفتاح السيسي تصفه برئيس مصر، وكل ما تلاحظه في صورته، الباسم والسمين وربما قلنا الممل أنه ببدلة وبربطة عنق، وفي صورة أخرى يجلس مرتاحا على كرسي وثير، فمن قال إن هذا الإمبراطور لا يملأ مكانه؟".
وأضاف "لو كنت مصريا لمنحت صوتي أمس للسيسي، ليس لأنه شخص ملهم، فأي شخص يقول لشعبه إن الديمقراطية تحتاج إلى 10 أو 20 عاما لن يدخل كتب التاريخ كمحرر عظيم". 
وأرجع فيسك انتخابه للسيسي إلى ثلاثة أسباب:
أولها أنه وعد بعودة الأمن بعد ثلاثة أعوام من الاضطرابات، وثانيها أن دول الخليج تقف وراءه بأموالها باستثناء قطر، وأمريكا ستلتزم بالصمت وتفتح خزينتها للمصريين، وثالثها أن الأمريكيين سيقدمون الأسلحة لمصر لضمان أمن إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك فإن السيسي عرض بالضبط شيئا يحب الغربيون والإسرائيليون سماعه، وهم يقومون بمواجهته، ألا وهو مكافحة الإرهاب، تماما كما فعل مبارك من قبله، في ظل الحديث عن الاستقرار.
وشدد فيسك على أنّه "من السهل على صحافي أجنبي في القاهرة هذه الأيام أن يتحدث للمصريين بطريقة فوقية عن طفولتهم السياسية، فالشعب الذي قاتل مبارك وضحى وواجه بطلجيته؛ انتكس لطفولة ثانية وأخذ يطالب بعودة ديكتاتور جديد مثل ناصر والسادات ومبارك.
ولفت فيسك إلى شهداء مذابح الفض فقال: "هنا من يهتم بـ 1500 مدني من الإخوان المسلمين الذين ماتوا تحت بنادق القوات الأمنية في أغسطس الماضي، ولم يظهروا في أي حملة من الحملات الانتخابية، لكنهم مصريون، مواطنون في بلادهم مثل السيد السيسي".
وأشار إلى أن "الحقيقة، هي أن السيسي هو الرجل الذي يريده بلا شك المصريون، ومن نحن حتى نحرمهم انتخابه، إن جاءت النتائج بالرجل الذي انتخبوه؟ وكما قال لي أحد الأصدقاء المصريين يوم الثلاثاء هذه ديمقراطية، أليست كذلك؟.
يجيب فيسك "نعم ولكن"، ويعود للإشارة لغياب الإخوان المسلمين الجماعة المحظورة "الإرهابية"، بالتأكيد هناك الملايين تركوا بدون شخص يريدون التصويت له، فماذا تعني هذه الانتخابات إذا؟ وبالتأكيد فحمدين صباحي الشخص الممل والمنافس الوحيد للسيسي "لم يؤمن يوما أنه يمثل المصريين".
وأشار الكاتب إلى أن جولة في مراكز الاقتراع في وسط القاهرة "لا تعكس إقبالا واسعا بالأعداد التي يريدها السيسي، ووجدت مركز اقتراع في شارع 26 يوليو بدون أي شخص باستثناء رجال الشرطة والجنود. علاء، صديقي منذ 10 أعوام ذهب لمدرسة في منطقة الجيزة مساء يوم الاثنين وكان المقترع الوحيد، هبة شرف، مسؤولة فرع لمكتبة في القاهرة قضت دقيقة واحدة في مركز الاقتراع في هيلوبوليس لأنه لم يكن هناك سوى ناخبين في المركز. وقال لي أحد الذين صوتوا لصباحي إنه وجد 300 في مركز الاقتراع".
وأضاف فيسك "لم يكن مفاجئا التقارير التي تحدثت عن تهديدات لموظفي الحكومة بأنه سيتم اقتطاع 100 دولار أمريكي من رواتبهم، إن لم يثبتوا أنهم شاركوا في التصويت. وقام صحافيون مؤيدون للسيسي، -وللأسف فكل مقدم برنامج تلفازي في القاهرة مؤيد له- أرسلوا تغريدات عبر "تويتر" تقول إن السيسي سينسحب من السباق، إن لم تكن هناك مشاركة قوية في الانتخابات، والكثير من الناس شاهدوا عددا قليلا يدلون بأصواتهم".
وتساءل الكاتب عن معنى نتائج الانتخابات التي يزعم فيها السيسي أنه فاز بنسبة 82%، أي أعلى من النسبة التي حصل عليها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي صوت على كرسي متحرك، إذا كانت نسبة المشاركة لا تتعدى 20% مما يعني أنها ستكون أقل بكثير من نسبة المشاركة في انتخابات عام 2012. 
ويضيف الكاتب تساؤلات أخرى عن معنى كل هذاـ هل هو تعبير عن الحلم المصري الذي ولد في أحضان الثورة، حيث فشل المصريون بإنتاج قائدهم فانتهوا كما يشير صحافيون لانتخاب قائد وعدهم بأن لا مكان للإخوان المسلمين في مصر وأنه الرجل الذي سيحدد لهم القيم والمبادئ.
والمشكلة كما يقول فيسك أن السيسي وصباحي، كليهما، لم يقدم للمصريين تفاصيل عن برامجهم السياسية، وكلاهما وعد بخطط تتعلق بمستقبل الاقتصاد، مع أن المتحدث باسم السيسي قال إن الأخير سيضيع وقتا طويلا في تفصيل خطته للناخب المصري.
وختم فيسك مقاله بالقول: "ما يجري من صناعة التاريخ في مصر التي يبلغ تعداد سكانها 94 مليون نسمة، تأثيره قليل على العالم العربي والغربي، حيث يتم دفع النظام بالمال السعودي والمنح الأمريكية، وإذا كان المصريون قد تحرروا من الخوف في عام 2011 ومرة أخرى في عام 2012، وإذا اعتبرنا الإطاحة بمرسي ثورة مضادة وليس انقلابا عسكريا، فإنهم سيعودون للشوارع إذا تعرضوا للإهانة مرة أخرى، في واحد من الملصقات الدعائية للسيسي احتفل برئاسته على أنها الطريق لاستعادة الدولة المصرية، وهذه نغمة تشبه نغمة نابليون بعد عام 1789 والمرحلة الدموية اللاحقة، ولكن نابليون كما نعرف واجه واترلوا" أي هزيمته في المعركة الشهيرة

نص دعوى قضائية تطالب ببطلان انتخابات رئاسة الدم اجرائيا

تقدمت جبهة حماة الثورة بالدعوى رقم 1771 لبطلان انتخابات الرئاسة التى جرت في ايام 26 و27 و28 مايو الماضى 
وهذا نصها : جبهة حماة الثورة الحامد للمقاومة القانونية الاستاذ / حسنى أحمد محمد على بالمحاكم الابتدائية المدنية والجنائية إنه فى يوم الموافق بناء على طلب الدكتور / حامد صديق سيد مكى والمقيم فى 5 شارع الوحدة الصحية كفر طهرمس بولاق الدكرور ومحله المختار مكتب الاستاذ / حسنى أحمد محمد على المحامى بالمحاكم الابتدائية المدنية والجنائية والكائن مقره بالقاهرة أنا محضر محكمة قد انتقلت واعلنت كلا من : 1 – رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بصفته ويعلن بهيئة قضايا الدولة الكائن مقرها بمجمع التحرير بميدان التحرير قصر النيل مخاطبا مع وأعلنته بالاتى : تنص المادة 10 من قرار بقانون الانتخابات الرئاسية رقم 22 لسنة 2014 على أن " ﻳﺣــدد ﻣﻳﻌــﺎد ﺑــدء إﺟــراءات اﻧﺗﺧــﺎب رﺋــﻳس اﻟﺟﻣﻬورﻳــﺔ وﻳــوم اﻻﻧﺗﺧــﺎب وﻳــوم اﻹﻋــﺎدة ﺑﻘــرار ﻣــن ﻟﺟﻧﺔ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟرﺋﺎﺳﻳﺔ، وذﻟك ﺑﻣراﻋﺎة اﻟﻣواﻋﻳد اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور، وﻳﻧﺷـر هـذا اﻟﻘرار ﻓﻲ اﻟﺟرﻳدة اﻟرﺳﻣﻳﺔ وﻓﻲ ﺻﺣﻳﻔﺗﻳن ﻳوﻣﻳﺗﻳن واﺳﻌﺗﻲ اﻻﻧﺗﺷﺎر. ، وتنص الفقرة الاولى من المادة 27 من ذات القانون على أن " ﻳﺟري اﻻﻗﺗراع ﻓﻲ ﻳوم واﺣد أو أﻛﺛر، ﺗﺣت اﻹﺷراف اﻟﻛﺎﻣﻝ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟرﺋﺎﺳﻳﺔ. وتنص المادة 28 من ذات القانون على أن " ﺗﻘــوم ﻛــﻝ ﻟﺟﻧــﺔ ﻓرﻋﻳــﺔ ﺑﻌــد اﻧﺗﻬــﺎء ﻋﻣﻠﻳــﺔ اﻻﻗﺗــراع ﺑﺄﻋﻣــﺎﻝ اﻟﻔــرز واﻟﺣﺻــر ﻷﻋــداد اﻟﻣﻘﻳــدﻳن ﺑﺎﻟﻠﺟﻧــﺔ، وﻋــدد ﻣــن ﺣﺿــر ﻣــﻧﻬم، وﻋــدد اﻻﺻــوات اﻟﺻــﺣﻳﺣﺔ واﻟﺑﺎطﻠــﺔ، وﻋــدد اﻻﺻــوات اﻟﺗــﻲ ﺣﺻﻝ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻛﻝ ﻣرﺷﺢ، وﻳﺗم إﺛﺑﺎت ذﻟك اﻟﺣﺻر ﻓﻲ ﻣﺣﺿر واﺣد أو أﻛﺛر ﻟﺟﻣﻳـﻊ اﻟﻠﺟـﺎن اﻟﺗـﻲ ﻳرأﺳﻬﺎ وﻳﺷرف ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻋﺿـو اﻟﺟﻬـﺔ او اﻟﻬﻳﺋـﺔ اﻟﻘﺿـﺎﺋﻳﺔ، وﻳﻘـوم ﺑـﺈﻋﻼن ذﻟـك اﻟﺣﺻـر اﻟﻌـددي ﻓﻲ ﺣﺿور ﻣن ﻳوﺟد ﻣن وﻛـﻼء اﻟﻣرﺷـﺣﻳن او ﻣﻧـدوﺑﻳﻬم ، وﻳﺳـﻠم ﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟﻔـرز ﻟـرﺋﻳس اﻟﻠﺟﻧـﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻬﺎ ﺑﻣوﺟب ﻛﺷف رﺳﻣﻲ واﺣد ﻟﻛﺎﻓـﺔ اﻟﻠﺟـﺎن اﻟﺗـﻲ ﻳرأﺳـﻬﺎ ﻣوﻗـﻊ ﻋﻠﻳـﻪ ﻣﻧـﻪ وﻣـن أﻣﻧﺎء اﻟﻠﺟﺎن وﻳﺳﻠم ﺻورة ﻣن اﻟﻛﺷف ﻟﻣن ﻳطﻠﺑﻬﺎ ﻣن وﻛﻼء اﻟﻣرﺷﺣﻳن أو ﻣﻧدوﺑﻳﻬم. وﻳﺳﻣﺢ ﺑﺣﺿـور ﻛـﻝ ﻣـن ﻣﻧـدوﺑﻲ وﺳـﺎﺋﻝ اﻻﻋـﻼم وﻣﻣﺛﻠـﻲ ﻣﻧظﻣـﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ اﻟﻣـدﻧﻲ اﻟﻣﺻـرح ﻟﻬم ﻣن ﻗﺑﻝ ﻟﺟﻧﺔ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟرﺋﺎﺳﻳﺔ ﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت وﻋﻣﻠﻳـﺔ اﻋـﻼن ﻧﺗﻳﺟﺗـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻟﻔـرز واﻟﻧﺣو اﻟﻣﺗﻘدم ﺑﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻳق ﻋﻣﻝ اﻟﻠﺟﻧﺔ. وتنص الفقرة الاخيرة من المادة 30 من نفس القانون على أن " وﺗﺑدأ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻰ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻣﻠﻬﺎ ﻓﻰ اﻟﻣوﻋد اﻟﻣﺣدد ﻟﺑدء اﻻﻗﺗراع ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟـم ﻳﺣﺿـر ﻣـن ﻳﻣﺛـﻝ اﻟﻣرﺷﺣﻳن ﻛﻠﻬم أو ﺑﻌﺿﻬم وتنص كذلك الفقرة الاولى من المادة 32 من ذات القانون على أن " ﻳﻛون اﻹدﻻء ﺑﺎﻟﺻوت ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺧﺎب ﺑﺎﻟﺗﺄﺷﻳر ﻋﻠﻰ اﻟﺑطﺎﻗﺔ اﻟﻣﻌـدة ﻟـذﻟك، وﻋﻠـﻰ رﺋـﻳس اﻟﻠﺟﻧـﺔ أن ﻳﺳﻠم ﻟﻛﻝ ﻧﺎﺧب ﺑطﺎﻗﺔ ﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻋﻠﻰ ظﻬرﻫﺎ ﺧﺗم ﻟﺟﻧﺔ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟرﺋﺎﺳﻳﺔ وﺗﺎرﻳﺦ اﻻﻗﺗراع، ومفاد هذه النصوص تبين أن قبل بدأ الانتخاب يستوجب تعيين يوم الانتخاب على أن تجرى فى يوم أو اكثر ، ويشترط أن تتضمن بطاقة الاقتراع على تاريخ الاقتراع، - مما يعنى لا يجوز تعديل أو تمديد يوم الانتخاب بعد طبع بطاقات الاقتراع وإلا يستوجب إعادة طبع بطاقات الاقتراع وفقا للتعديل والتمديد الجديد فى حال عدم وجود نص يجيز التعديل أو التمديد- وأن يكون الفرز داخل اللجان الفرعية بعد انتهاء يوم الاقتراع المحدد سلفا فى وجود مندوب المرشح أو وكيله، فإذا غاب مندوب المرشح أو انسحب شاب الاقتراع أو الفرز الشفافية والنزاهة وإلا ذكر القانون جواز أن يجرى الاقتراع أو الفرز فى غياب مندوب المرشح إذ أن غاية المشرع من نص حضور مندوب المرشح هو بيان النزاهة والشفافية ورفع شوائب التزوير وغياب شهادة أطراف العملية الانتخابية. ولما كان وهو الثابت أن أصدر المعلن اليه قرارا فى 30/4/2014 برقم 12/2014 جاء فى المادة 12 منه على "يجرى الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية – داخل البلاد – فى جولته الاولى خلال يومى 26، 27/5/2014 اعتبارا من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الثامنة مساءا من كل يوم فى اللجان الفرعية التى تحددها لجنة الانتخابات الرئاسية وفقا لكشوف الناخبين التى اعتمدتها، إلا أنه وقبل بدأ الانتخابات أصدر قرارا فى 26/4/2014 برقم 22/2014 فى شأن ميعاد بدء عملية الاقتراع ونهايته جاء متضمنا فى مادته الاولى "تعدل المادة 35 من القرار رقم 1 لسنة 2014 الصادر من لجنة الانتخابات الرئاسية بشأن قواعد مباشرة اللجنة لاختصاصاتها لتصبح كالاتى :. م (35) – يبدأ الاقتراع فى الساعة التاسعة صباحا، وينتهى فى الساعة التاسعة مساءا، وإذا تواجد ناخبون بجمعية الانتخاب فى نهاية اليوم الثانى المحدد للاقتراع تحرر اللجنة الفرعية كشف بأسمائهم، ويستمر الاقتراع لحين الانتهاء من أدلائهم بأصواتهم، وفى مادته الثانية " يعدل البند الثانى عشر من قرار لجنة الانتخابات الرئاسية رقم 22 لسنة 2014 ليصبح كالاتى :. ثانى عشر – يجرى الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية – داخل البلاد – فى جولته الاولى خلال يومى الاثنين والثلاثاء الموافقين 26، 27/5/2014 اعتبارا من الساعة التاسعة صباحا حتى الساعة التاسعة مساءا من كل يوم فى اللجان الفرعية التى تحددها لجنة الانتخابات الرئاسية وفقا لكشوف الناخبين التى اعتمدتها. وعلى أثر ذلك وقبيل بدء الانتخاب قامت لجنة الانتخابات بطبع بطاقات الاقتراع مدون عليها تاريخ الاقتراع يومى 26، 27/5/2014 ، وتم تسليم بطاقات الاقتراع الى رؤساء اللجان الفرعية، وفى 26/5/2014 التاسعة صباحا فتحت اللجان وبدأ الاقتراع واستلم الناخبون بطاقات الاقتراع المدون عليها تاريخ الاقتراع، وقبل بدأ اليوم الثانى أصدرت لجنة الانتخاب قرار بتعديل موعد انتهاء اقتراع اليوم الثانى على أن ينتهى الاقتراع فى الساعة العاشرة مساءا بدلا من التاسعة مساءا، وقبيل انتهاء اليوم الثانى وفى تمام الساعة 6.45 مساءا واثناء التصويت أصدرت اللجنة القرار رقم 34 /2014 بمد يوم اخر للتصويت إذ جاء فى مادته الاولى "مد أجل التصويت لمدة يوم واحد، لينتهى التصويت فى التاسعة مساء يوم الاربعاء الموافق 28/5/2014، ومادته الثالثة "يلغى القرار الصادر بمد الميعاد الى العاشرة مساءا: وإذا كان لا يجوز عقلا أو نقلا أو منطقا أن يجرى الاقتراع يوم 28/5/2014 إذ أن بطاقات الاقتراع تنتهى صلاحيتها يوم 27/5/2014 وفقا للمقرر والمدون فيها، كما لا يجوز أن يجرى الفرز فى اللجان الفرعية بعد انسحاب احد مندوب المرشحين المقرر حضوره قانونا لكى يشهد عملية الفرز ويكون شاهدا وشهيدا على نزاهة وشفافية عملية الفرز وإلا أجاز القانون أن يجرى الفرز فى غياب مندوب المرشح إذ وجود مندوب المرشح يعنى سلامة عملية الفرز وهو غاية بيان حقيقة إرادة الشعب، وكذلك لا يجوز تعديل أو مد مواعيد الاقتراح ما دام لا يوجد نص قانونى يجيز ذلك، وأن ما يترتب على التعديل أو المد من اجراءات يجب أن تتخذ قبل بدء الاقتراع، فإذا بدء الاقتراع لا يجوز التعديل أو المد فى المواعيد لأن هذا يستوجب تعديل بطاقات الاقتراع وهو ما يصعب حدوثه ومن ثم تبطل جميع الاجراءات المرتبة على قرار التعديل أو المد، وحيث أن ما تم يوم 28/5/2014 من تعديل ومد فى مواعيد الاقتراع لا يعد تعدى على ارادة المواطن أو جريمة انتخابية فحسب بل يعد جريمة فى حق الوطن والشعب مما يستوجب وعلى وجه السرعة عدم الاعتداد بفرز اللجان الفرعية ومن ثم وقف ما يترتب عنها وعليها من نتائج حتى يتوقف خطر وضرر حقا لاحق. وحيث أن معيار قضاء الامور المستعجلة هو نص المادة 45 من قانون المرافعات وهو ما يستند اليه الطالب دون الدخول فى أصل الحق إذ أن الاستعجال وهو ميزان حكم القضاء المستعجل تحقق بوجوب اعلان النتيجة على أن لا تتخطى يوم 5/6/2014، وأن عدم الاختصاص النوعى لا سند له ولا دليل، وأن الاختصاص الولائى قاصر فى هذا الحال على محكمة الامور المستعجل لأن الطلب أمر وقتى وحيادتها واستقلالها حفاظا للشرعية والمشروعية، وعدم اختصاص ولاية لجنة الانتخابات الرئاسية بالطلب يكون وجوبى لأنها المختصمة وطرف فى المنازعة ومن ثم لا يجوز أن تكون خصما وحكما فى نفس الوقت، كما لا يجوز الاستناد ان عدم الاختصاص الولائى يرجع الى نظرية أعمال السيادة وذلك لأن الطلب أصلا لا يدخل فى الموضوع وأن طبيعته لا تتعلق بعمل مصدره الحكومة التى تتبنى عليه نظرية أعمال السيادة، إذ حتى يكون العمل يرتبط بالاعمال السيادية فيجب أن يصدر من الحكومة بوصفها سلطة حكم لا سلطة إدارة أو نتيجة أعمال مادية وحيث أن المعلن اليه لا تعد أعماله تتبع الحكومة أو تتعلق بأعمال حكومية تصطبغ باعمال سيادية، وذلك لأن طبيعة اعمال اللجنة إشراف وإدارة وهذا بعيد كل البعد عن نظرية أعمال السيادة. بناء عليه أنا المحضر سالف الذكر أعلنت المعلن إليه بصورة من هذه الصحيفة وكلفته الحضور أمام محكمة عابدين الجزئية الكائن مقرها بجهة عابدين ميدان الساحة شارع رشدى بجلستها العلنية التي سوف تنعقد بمشيئة الله اعتبارا من الساعة الثامنة من صباح يوم الموافق لكي يسمعوا الحكم بصفة مستعجلة الحكم بعدم الاعتداد بفرز نتائج الانتخابات الرئاسية تلك التى اجريت يوم 28/5/2013 لتعارضها مع العقل والنقل والمنطق وصحيح القانون وإلزامهم المصروفات ومقابل أتعاب المحاماة مع ما يترتب على ذلك من آثار ومع حفظ كافة حقوق الطالب الأخرى .

السيسي.. قصة حلم قديم بالسلطة

شاهد قبر اسرة السيسي يضع نص محرف للاية الكريمة:
((رَبِّ قَدۡ آتَيتنِي مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَنِي مِن تَأوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّماوَاتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنيَا وَالآخِرَة توَفَّنِي مُسلِمًا وَأَلحِقنِي بِالصَّالحِينَ)) سورة يوسف آية رقم 101


أقسم مرارا أنه لا يطمع في السلطة، لكنه كشف يوما عن رؤى قديمة بأنه سيصبح يوما رئيسا للجمهورية، وبعد رحلة طويلة ظللتها الصراعات وأريقت خلالها دماء آلاف المصريين، حقق الرجل حلمه وأصبح رئيسا لمصر.

المصدر : الجزيرة
أنس زكي
قاد انقلابا على الرئيس الذي عينه وزيرا للدفاع، وأقسم بأغلظ الأيمان أنه لا يرغب في السلطة ولا يطمح إليها، قبل أن يسرّ يوما لأحد جلسائه بأنه يمتلك تاريخا طويلا من الرؤى والأحلام، وأنه رأى في منامه أنه سيصبح يوما ما رئيسا لمصر.
خرج السر إلى العلن عبر تسريب راج في كثير من وسائل الإعلام المحلية والعالمية، لكن الرجل أصر على أنه لا يطمع في السلطة ولا يريدها، بل وتطوع أحد كبار مساعديه محاولا نفي صفة الانقلاب عما قام به قائده، فقال موضحا إنه سيكون انقلابا فعلا لو أن السيسي أو غيره من قادة الجيش نال ترقية أو حصل على منصب وهو ما لم يحدث، على حد قوله.
كان هذا صحيحا عندما قاله قائد الجيش الثاني اللواء أحمد وصفي في حينه، لكن المثير أن المنفيّ حدث فعلا، فسرعان ما حصل السيسي على ترقية رفعته إلى رتبة المشير أعلى رتبة بالجيش المصري، ومنحها له الرئيس المؤقت عدلي منصور الذي اختاره السيسي نفسه ليصبح رئيسا لمصر عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي بعد عام واحد قضاه في السلطة.
ليس هذا فقط، فقد بدأ السيسي في التراجع عن تصريحاته مقتربا من حلمه الكامن، فقال أولا إنه لن يدير ظهره للجماهير التي تطالب به رئيسا، ثم أكد أنه لن يقبل المنصب إلا بموافقة من الجيش وتفويض من الشعب، قبل أن يعلن فعلا ترشحه لانتخابات تجري وفق خارطة الطريق التي سبق أن أعلنها هو نفسه.
حلم فحقيقة
الحلم القديم يوشك إذن أن يتحول إلى حقيقة، بل تحقق فعلا بعد أن توالت نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت يومي 26 و27 مايو/أيار 2014 وامتدت ليوم ثالث أملا في زيادة عدد المشاركين، مشيرة إلى أنه حقق فوزا كاسحا على منافسه الوحيد حمدين صباحي.
ربما يكون هذا إذن تفسيرا لما قال السيسي إنه رآه في منامات مختلفة، فمرة يرفع سيفا ويلبس في يده ساعة فخمة عليها نجمة خضراء، ومرة ثانية يسمع هاتفا يبشره بأنه سينال ما لم ينله أحد، وثالثة يلتقي فيها بالرئيس الراحل أنور السادات ويؤكد له أنه يعرف أنه سيكون رئيسا للجمهورية.
لم يحدد الرجل بدقة متى كانت هذه الأحلام وعن أي آمال دفينة عبرت، لكن المناصب التي تقلدها والسرعة التي ترقى بها توشي بأن الرجل كان يعمل بجد من أجل تحقيق هذه الأحلام، أو بأن جهة أو شخصا ما كانا يساعدانه على ذلك أو كلا الأمرين معا.
السيرة الذاتية للسيسي تشير إلى أنه ولد يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1954، وتخرج في الكلية الحربية عام 1977، ثم نال الماجستير من كلية القادة والأركان عام 1987، والماجستير من كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992، كما حصل على زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية عام 2003 وزمالة من كلية الحرب العليا الأميركية عام 2006.
شغل مناصب عدة في المؤسسة العسكرية، من رئيس لفرع المعلومات والأمن بالأمانة العامة لوزارة الدفاع إلى قائد كتيبة مشاة، وملحق عسكري بالسعودية وقائد لواء مشاة، ورئيس أركان المنطقة الشمالية ثم قائد المنطقة نفسها، وبعد ذلك قائد سلاح المظلات، قبل أن يتحول إلى المنصب الأخطر حيث المخابرات الحربية التي عمل رئيسا لأركانها ثم مديرا لها.
خلافة طنطاوي
يقول الكثيرون إنه كان مقربا من وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي، وإن الأخير كان يعده لخلافته عبر ترقيات متتالية جعلته يسبق كثيرا من أقرانه ويخطو على طريق تحقيق حلمه الدفين، لدرجة أنه أصبح الأصغر سنا بين أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهو المجلس الذي تسلم السلطة بعدما اضطر الرئيس حسني مبارك للتنحي تحت وطأة ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 بعد حكم استمر ثلاثة عقود.
ومع الثورة بدأ السيسي يظهر في الحياة السياسية على استحياء، أولا عبر تصريحات تهاجم التعامل العنيف للأمن ضد المتظاهرين، وثانيا عبر الاعتراف بأن القوات المسلحة تجري ما يسمى كشف العذرية القسري على المحتجزات لدى الشرطة العسكرية، وهي القضية التي فجرت جدلا بمصر واعتبرت انتهاكا فاضحا لحقوق المعتقلات وآدميتهن.
ثم توارى الرجل لفترة قبل أن يعاود الظهور في أغسطس/آب 2012 الذي شهد واحدا من أبرز التطورات على صعيد تحقيق حلمه، فبعد حادث مقتل 16 جنديا مصريا في هجوم شنه مجهولون في شمال سيناء، أقدم الرئيس المنتخب محمد مرسي على إقالة وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي وعيّن السيسي بدلا منه، كما منحه ترقيتين استثنائيتين نقلتاه من رتبة اللواء إلى رتبة فريق أول.
في الأشهر الأولى أظهر السيسي ولاء وخضوعا ظاهرين للرئيس الذي اختاره، لكنه مع أواخر العام 2012 بدأ ما يمكن اعتباره نوعا من جس النبض في صراع مكتوم بين الجيش الذي احتكر السلطة على مدى نحو ستين عاما، وبين الرئيس المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، حيث قام السيسي بالدعوة إلى حوار يرعاه الجيش بين الفرقاء السياسيين دون استشارة الرئاسة، كما خرجت عنه تصريحات مختلفة يتحدث بعضها عن دور للجيش في حماية المصريين، وبعضها عن نفي احتمال تدخل الجيش في السياسة.
مع قرب نهاية النصف الثاني من العام 2013 كانت حملة المعارضة قد تصاعدت ضد مرسي، وظهرت حملة "تمرد" التي تدعو إلى جمع توقيعات تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهنا برز السيسي إلى الساحة ليعلن عن مهلة من الجيش للقوى السياسية من أجل حل خلافاتها لمدة أسبوع، قبل أن يعلن عن مهلة إضافية مدتها يومان.
عزل الرئيس
كانت المساواة بين الرئيس الشرعي والمعارضين له مؤشرا واضحا على ما ينوي الرجل فعله. وبعد مظاهرات معارضة يوم 30 يونيو/حزيران، خرج السيسي يوم 3 يوليو/تموز لا ليلبي مطالب الداعين لانتخابات مبكرة، ولكن ليعلن ما أسماها خارطة سياسية جديدة تضمنت تعطيل الدستور وتعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلي منصور رئيسا مؤقتا للجمهورية، مما يعني ضمنيا الإطاحة بمرسي.
خرجت المظاهرات الحاشدة رافضة للانقلاب ومؤيدة لشرعية مرسي وداعمة لاعتصام أنصاره في ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة، فرد عليها السيسي بالخروج يوم 26 يوليو/تموز ليطالب الشعب بتفويضه من أجل "محاربة العنف والإرهاب المحتمل"، لتبدأ من بعدها حملة عنيفة شملت قتل المئات وإصابة واعتقال الآلاف من أنصار مرسي.
وسط كل التطورات كان السيسي يؤكد من آن إلى آخر، بل ويقسم بأنه لا يطمع في السلطة، لكن الحقيقة أن الرجل واصل صعوده السياسي والعسكري، فأصبح نائبا لرئيس الوزراء للشؤون الأمنية إضافة إلى منصبه كوزير الدفاع في الحكومة التي شكلها حازم الببلاوي بتكليف من عدلي منصور، ثم منحه الأخير ترقية جديدة قفز بموجبها إلى رتبة المشير، أعلى رتبة في الجيش المصري.
الحلم يبدو قريب المنال، والرجل يستخدم لغة شديدة العاطفية جعلته بطلا ورمزا في عيون أنصاره خصوصا من النساء، وفي الوقت نفسه يواصل القسم بأنه لا يطمع في السلطة، لكن النغمة تتغير تدريجيا بالتزامن مع تصاعد مطالبات دارت بها آلة الإعلام الجبارة، فتعطف الرجل أولا وقال إنه لن يعطي ظهره للشعب المصري، ثم قطع الشك باليقين فأعلن استقالته من الجيش وترشحه للرئاسة.
وسائل الإعلام المصري وهي بالعشرات ما بين مشاهدة ومسموعة ومقروءة، شنت حملة تمجيد للرجل نسبت إليه كل الفضائل بل وحتى صفات النبوة، والسيسي بدوره وعد بأن تصبح مصر ليس فقط "أم الدنيا" وإنما أيضا "قدّ الدنيا".
خاض السيسي معركة انتخابية سهلة أو قل مضمونة النتيجة، فقد قاطعها معارضوه خصوصا من مؤيدي شرعية الرئيس المعزول مرسي، وحقق فيها فوزا كاسحا على صباحي الذي اعتبره البعض منافسا ضعيفا واعتبره آخرون شريكا في تمثيلية هزلية. 
أكد السيسي مرارا أن الجيش لن يتدخل في السياسة أو ينزل إلى الشارع، ثم قاد الجيش للتدخل والنزول، وأقسم مرارا أنه لا يطمع في السلطة، ثم غازلها واقترن بها، لتصبح الغلبة في النهاية لذلك الحلم القديم على حساب تأكيدات وتعهدات ذهبت أدراج الرياح.

إسقاط رئيس ثالث بقلم: زهير كمال

في كل عواصم هذا الوطن العربي قتلتم فرحي - مظفر النواب
في مقال سابق عن الإنتخابات المصرية قلت إن حدس الشعب المصري وذكاءه مع الأمل أن ثلاثين عاماً من التسطيح لم تمس روح هذا الشعب، سينتخب الأصلح ويقيناً لن يكون صاحب البدلة العسكرية.
وأظهر الواقع أن ثلاثين عاماً من التسطيح لم تمس روح الشعب المصري ، بل إنه مسّنا جميعاً، كل هذه النخب التي تتفلسف وتنظّر وتحلل لم تستطع الاقتراب من روح هذا الشعب العظيم، أو معرفة كنهها.
وجد شعب مصر نفسه في معضلة فريدة فالدولة التي وجدت لتخدمه وتسير مصالحه تدفع باتجاه مرشح واحد وستعمل على إنجاحه بشتى السبل.
فماذا يفعل؟ لم يجد سوى سلاح المقاطعة.
وهذه ربما من النوادر في التاريخ التي تقوم بها الأغلبية بعمل من هذا القبيل، ففي العادة تقوم أقلية أو عدة أقليات بالمقاطعة لتسجل موقفاً ضد الأغلبية.
أما الأغلبية فهي تفرض رأيها ومرشحها دائماً، إلا في الحالة المصرية خاصة والحالة العربية عامة، فهذه الشعوب مغلوبة على أمرها ولا تستطيع فعل ما يعتبر بدهياً عند الشعوب الأخرى.
ما زال شعب مصر هو السهل الممتنع في المنطقة العربية، إذ أنه رغم كل ما جرى ظل عائلة كبيرة لها مزاج ورغبة موحدة ، ظهرت هذه الرغبة ملياً في الخامس والعشرين من يناير 2011 بعد أن صبرت على فرعونها كثيراً في ثورة هي بدء تاريخ جديد لمصر، وعندما لم يعجبها رئيس هزيل كان نسخة مما سبقه أزاحته في 30 يونيو 2013، وها هي الآن تسقط رئيساً قبل أن يبداً استلام مهامه. فقد عرفته وعرفت مدى سطحيته. أليس هو الذي سيحل مشكلة الشباب بشراء ألف سيارة خضار؟ اليس هو الذي سيحل مشكلة الطاقة باللمبات الموفرة؟ أليس هو الذي سيحل مشكلة الاقتصاد بان ينام الناس جوعى فلا يأكلون عشاءهم، رغيف العيش الوحيد ؟ اليس هو الذي سيجهز جيش مصر ليكون جيش مرتزقة يقبل التدخل فوراً عند صدور الأوامر؟
فهل يقبل شعب مصر أن يسلم زمام أموره الى مرشح العسكر؟
خاصة وأنه لم يقدم لهم برنامج عمل يحاسبونه عليه، بل تبرع لهم فقط بكلمات وخطب تلفزيونية لا تلزمه بشئ ساعة الجد، وقدم الكثير من التحذيرات وعند أي تذمر سيقول لهم لقد قلت لكم إن المشاكل كبيرة وصعبة الحل.
لم يكن أمام شعب مصر الذكي سوى المقاطعة وقد فعل، وكان لسان حاله كما قال مظفر النواب:
والقلب تموت أمانيه
وظهر النظام على حقيقته ، خائفا مرتعباً ومذهولاً من هذا العمل الشعبي غير المسبوق.
هل يستطيع أي رئيس وزراء في هذا العالم، أن يأمر بإعطاء العاملين في الحكومة والقطاع العام إجازة مدفوعة الأجر في اليوم الثاني للانتخابات؟ وهل يستطيع أن يأمر بمجانية المواصلات في ذلك اليوم، ومن الذي سيعوض الدولة عن هذه الخسارة الفادحة؟ وكان هذا العمل هو أول تزوير لإرادة الناخبين.
هبت الدولة بكاملها حتى أئمة الجوامع، ترجو الناس وتتوسل لهم أن يصوتوا وهددت بمعاقبتهم إن لم يفعلوا بغرامة كبيرة إذا لم يذهبوا ( ويؤدوا واجبهم نحو مصر) ويبدو أن هناك مصرين اثنتين لا مصر واحدة. ولم نسمع عن قانون يفرض غرامة كهذه إلا في المحروسة، ويبدو كذلك أن روح العملية الانتخابية والهدف منها لم تصل بعد للبيروقراطية المصرية.
وكان هذا ثاني تزوير لإرادة الناخبين.
رغم كل هذه الضغوط ظلت مقاطعة الشعب صامدة ، فقد انكسر حاجز الخوف منذ فترة طويلة ولا يستطيع النظام ترويض الناس كما تعود على مر العصور.
ثالث تزوير لإرادة الناخبين كان تمديد لجنة الإنتخابات ليوم إضافي غير مقرر.
وهذا القرار فضح ضعف السلطة أمام العالم وعزز بشكل واضح قرار شعب مصر الرافض لمرشح النظام، لم يحدث في تاريخ الإنتخابات في العالم أن يتم التمديد بسبب عدم إقبال الناخبين وإلقاء اللوم على درجة الحرارة. 
نأتي الى النقطة الأخيرة في تزوير إرادة الناخبين وهي تعبئة استمارات الإنتخابات لصالح مرشح واحد. وفي هذه النقطة بالذات يمكن القول إنه إذا كانت انتخابات مبارك نزيهة فإن هذه الإنتخابات نزيهة مثلها تماماً ( راجع تصريحات شفيق وصباحي وبعض الفديوهات التي يقوم بها الجنود بتعبئة الاستمارات)، ولكن سيظل الإعلاميون وهيئات الرقابة يصفون هذه الإنتخابات بالنزيهة حتى يصدقوا أنفسهم.
وصلت رسالة شعب مصر الى السيسي: قالوا له أديت واجبك في 30 يونيو، بعد أن أعطيناك أمراً وتفويضاً فلك منا الشكر الجزيل ولكن لا يعني هذا أن تقبض ثمن وقوفك معنا أن تكافأ بتولي منصب أنت غير قادر عليه، فالأفراد ليس لهم فضل على الشعوب فاذهب الى بيتك أفضل لنا ولك. 
لن يستمع السيسي لشعب مصر أبداً فهو يمثل تحالف النظام القديم مع رجال الأعمال، هذا التحالف الذي يعتبر مصر مزرعة خاصة يستطيع عمل ما يشاء فيها.
وبعد، سيقوم عبدالفتاح السيسي بحكم مصر وهو يعرف تماماً انه يحكمها بدون إرادة شعبية ، وسيكون حاكماً تقليدياً مثل سلفه، فهو لا يمتلك المقومات اللازمة لحكم شعب عظيم مثل الشعب المصري، ستتفاقم المشاكل الإقتصادية والإجتماعية في عهده مما سيؤدي لثورة ثانية، تلك الثورة لن تكون ثورة سلمية كما سبقتها، فقد طفح كيل الجماهير وزادت معاناتها وتعبها.
أما في المرحلة الحالية من التاريخ فستنتهي العمليات الإرهابية في مصر خلال فترة بسيطة بعد تولي السيسي فقد انتفت الحاجة إليها، كان مطلوباً منها أن تضع الشعب المصري في وضع الاختيار بين الأمن والجوع . فاختار المقاطعة وهذا اختيار ثوري.
سيعزو الإعلام الفضل في انتهاء العمليات الإرهابية الى حكمة وقدرة وشخصية الرئيس المنتخب الفذة. هذا الإعلام الذي يشرب الآن نخب الانتصار على جثة هامدة.
وهكذا ستستمر مصر في الطريق الذي اختطته أو خطط لها بعد وفاة عبدالناصر. 
مصر أثمن من أن تترك لتقلب مسارها 180 درجة. فهذا يعني نهاية كل المخططات الغربية والإسرائيلية في المنطقة العربية.
كان الله في عون شعب مصر فالطريق ما زال طويلاً ولكن النضال هو الأسلوب الوحيد للحصول على حقوقه التي طال حرمانه منها.

"المندس" أخطر الاعمال التى تسجل ارهاب الشرطة والبلطجية للمتظاهرين

CNN الانجليزية : حملة السيسي استخدمت صور وشعارات جنسية لكسب المراهقين

بالفيديو | تقرير قناة CBS الأمريكية عن مهزلة الانتخابات في مصر .. لجان فارغة ومقاطعة تاريخية

ا
الترجمه من الاخ Ahmad Brisha( لقد تم مد الانتخابات الرئاسية ليوم ثالث ليس لمطلب شعبى ولكن بسبب احجام المواطنين. تبدا المراسلة كلامها مندهشة من الاجواء العسكرية التى تؤمن بها اللجان وتقول ان المارشال عبد الفتاح السيسى متوقع نجاحه بنسبة كبيرة وتتساءل قبل الدخول للجنة عن غياب المصوتين ثم تدخل وتسال الموظف فيؤكد لها غياب الناخبين تتحدث مع هالة شكر الله الليبرالية المعارضة فتخبرها ان المواطنين لم يجدوا دورا ليلعبوه لذلك لم يذهبوا وتعلق عن عزل مرسى واعتقال الاف وقتل 1300 كما وصفت ثم تخبرها هالة شكر الله بان الوضع الان يستدعى مصر قبل يناير بشكل كبير جدا واذا ما استمر الوضع فان الانفجار قادم ثم تتساءل المراسلة وتقارن بين الحشود الهائلة فى انتخابات 2012 وبين هذه الانتخابات التى تفقد السيسى اى شرعية )
=================
Tarek Mohey تكملة لترجمة الفاضل...
حاولت الحكومة المصرية حث المصوتين بعطلة رسمية مفاجأة..ولكن اتضح أن الاقبال مازال منخفضآ..والذي اتضح انه نكسة غير متوقعة لعبد الفتاح السيسي الذي كان متوقعآ أن يفوز فوزآ ساحقآ....نتيجة هذه الانتخابات كانت دائمآ معروفة ...لكن المفاجأة الكبري..ما حدث بالأمس واليوم..ما ترونه خلفي.....لا طوابير خارج مراكز الاقتراع....الوضع بالداخل كان هادئآ ...والمسؤول أصبح عصبيآ وطلب منا ايقاف التصوير...وأكدت أن الحكومة محرجة مما اسفرت عنه الانتخابات..........حسب كلامها...فان أكبر مركز تجاري اغلق لحث المواطنين...وكذلك تم التهديد بفرض الغرامة..واضح جليآ انهم قلقون من مقارنتهم بانتخابات 2012 التي جذبت حشودآ ضخمة,,فلهم هذه مسألة شرعية وتفويض رئاسي

30 مايو 2014

بيان "صحفيون ضد الانقلاب "حول الموقف الرائع للشعب المصرى بمقاطعة مهزلة الانتخابات الرئاسية


الانقلاب العسكرى يترنح .. هذا ما أكدته وأثبتته المسرحية العبثية المسماة بالانتخابات الرئاسية التى جرت بمصر أيام 26 و27 و28 مايو 2014 ، فالموقف العظيم لجموع المصريين بمقاطعة الانتخابات والاحجام عن المشاركة فيها وهو ما أكدته الارقام الحقيقية لعدد من أدلوا بأصواتهم والتى لم تزد بحال من الاحوال على الخمسة بالمائة من الـ55 مليون مواطن الذين لهم حق التصويت جاء ليبرهن ويؤكد على رسالة واحدة وهو أن الشعب المصرى بكل أطيافه السياسية لم يعد راغبا فى إستمرار هؤلاء الانقلابيين ، فقد تأكد وتيقن ولمس المصريون أنهم ووطنهم الغالى مصر لم يجنو طوال الـ11 شهرا الماضية منذ انقلاب 30 يونيو 2013 وحتى الآن سوى الكوارث والمصائب والذى والعار والشنار ومد اليد والتسول من الدول العربية ، وأن هذا الانقلاب ما جاء إلا لينقض على ثورة 25 يناير المجيدة وإعادة إنتاج نظام المخلوع مبارك ونظامه وحزبه الوطنى الذين كانوا السبب الرئيسى فى قيام ثورة يناير بعد أن قاموا بتجريف مصر طوال ثلاثين عاما من كل ثرواتها ونهبوا خيراتها وأكثروا فيها الفساد وتسببوا فى إعادة الدولة المصرية للوراء مئات السنين .. 
إن مقاطعة المصريين للمهزلة الانتخابية إنما هى ثورة ناعمة ضد الانقلاب والانقلابيين ، و" حركة صحفيين ضد الانقلاب " تراها بمثابة الكارت الاصفر من جموع الشعب المصرى للانقلابيين عامة بسرعة الخروج من المشهد السياسى وترك الحكم للشعب المصرى ، وهو الانذار الذى نتوقع أن يعقبه سريعا ثورة خشنة على الانقلاب والانقلابيين وهى ثورة نتوقع حدوثها قريبا بإذن الله .. 
ونحن أعضاء " حركة صحفيون ضد الانقلاب " إذ كنا نثمن هذا الموقف التاريخى للشعب المصرى على سرعة تفهمه لخطورة المخطط الذى يدبره الانقلابيون له ولبلده بمقاطعة تلك الانتخابات الهزلية ، فإننا أيضا نشد على إيدى كافة القوى الثورية الشريفة التى خرج معظمها ليرفض تلك المسرحية العبثية ويستنكر ما حدث فيها من تجاوزات دستورية فاقت كل حدود التصور والعقلانية .. 
كل الشكر والتحية لكل من قاطع الانتخابات ورفض أن يكون طرفا فى القضاء على ثورة عظيمة راح ضحيتها الآف الشباب وشردت من ورائها ألاف الاسر وثكلت فيها مئات الامهات .. تحية لكل الشرفاء والنبلاء من ثوار مصر بالداخل والخارج .. داعين المولى عز وجل أن يعجل بزوال الانقلاب وعودة مصر إلى أصحابها الحقيقيين وهو الشعب المصرى .. وثورتنا مستمرة بإذن الله .
عاشت مصر حرة .. وعاش نضال الشرفاء 
حركة صحفيون ضد الانقلاب 
الجمعة 30 مايو 2014

الصحافة الدولية: المصريون لقنوا السيسي الدرس الأول

 لندن ــ العربي الجديد
احتلت الانتخابات المصرية الصدارة في الصحافة الدولية، وسط اعتقاد واسع، أن المرشح الرئاسي، عبد الفتاح السيسي، قد تلقى أولى الصفعات من المصريين قبيل دخوله القصر الرئاسي، بعدما اختارت فئات واسعة من الشعب مقاطعة الانتخابات ليتجرد السيسي، من الشرعية الشعبية التي كان يطمح لها. 
كما تطرقت الصحافة الدولية إلى الدرس الذي تم تلقينه للسيسي، بعدما تجاهل المقاطعون كل وسائل الترهيب والترغيب التي مارستها الدولة، والجهاز الإعلامي المؤيد لها.
درس قاس للسيسي
ووجهت الصحافة الفرنسية نقدها صراحة إلى النظام في مصر، معتبرةً أن السيسي، سيكون رئيساً بلا شرعية. وجاء مقال مراسل جريدة "لوموند" في القاهرة، مريان جونارد، بمثابة عريضة اتهام. 
وكتب تحت عنوان "النظام المصري يفقد شرعيته بعد مقاطعة الناخبين"، معتبراً أن النظام العسكري الحاكم في مصر أصر أن يُكمل المهزلة حتى النهاية، لكن لم يتصور أحد أن هذه النهاية ستكون بهذه المأساوية والاسفاف.
ورأى أن المصريين أعطوا "درساً قاسياً للقائد الذي يظن أنه محبوب الملايين، فجاءت الانتخابات لتكشف كذب مزاعمه، وأنه لا يعرف أي شيء عن طبيعة الشعب المصري".
واعتبر جونارد، أن كلمة السر كانت اللجان الخاوية طوال يومي 26 و27 مايو/أيار، لتشكل هذه الظاهرة لطمة على وجه قائد الانقلاب الذي طالما رأى في نفسه، أنه جمال عبد الناصر الجديد، صاحب الشعبية الجارفة التي خرجت الملايين في تشييع جنازته.
ورأى أن الشباب ما دون سن 30 عاماً امتنعوا تماماً عن التصويت، مشيراً إلى أن "هؤلاء الشباب يمثلون أكثر من ثلثي السكان، أي أن أكثر من ثلثي السكان يرفضون السيسي".
ونقل عن أحد القضاة المصريين الذين يشرفون على الانتخابات قوله: إن المقاطعة تجلت بشكل اوضح في صعيد مصر، ولا سيما في المنيا وبني سويف وقنا.
وفيما أوضح، أن هذه المناطق تمثل أفقر المناطق في مصر، اعتبر أن محدودية المشاركة تشير إلى أن الفقراء يرفضون السيسي، الذي جاء ليأخذ منهم لا ليعطيهم.
كما تطرق إلى تدخل الدولة المصرية لتنقذ مرشحها الذي فرض على الشعب. كما تطرق إلى الأسلوب الذي اعتمده الاعلاميون من كل حدب وصوب ليستخدموا كل أسلحتهم وأدواتهم في تشجيع وتحفيز وترهيب الشعب.
وخلص إلى القول، إنه بدا واضحاً أن هؤلاء أيضاً لا يعلمون شيئاً عن المصريين، فالضغط يولّد الانفجار، فلم يستجب المصريون لهذه النداءات اليائسة، ولا سيما مع ارتفاع نبرة الاعلاميين الذين استخدم بعضهم السباب والشتائم وأقذع الالفاظ في وصف المصريين. وهو ما اعتبر أنه جعل الشعب يرى أن مثل هذا الصلف والتكبر لا بد من كسره وإعطاء الاعلاميين درساً لا ينسوه في احترام العقليات والتواضع.
كما أشار إلى أن هذا المشهد كان نموذجاً جيداً على التخبط الذي تعيشه مصر منذ إطاحة الرئيس المنتخب، محمد مرسي، ودليلاً على ما ستكون عليه فترة حكم، السيسي.
واعتبر أن المصريين حسموا أمرهم وأعلنوا أنه إذا كان السيسي، يريد الرئاسة فليأخذها، ولكن ليس بأصواتنا، ولن يتم استغلالنا في تحسين صورته أمام العالم، وعليه أن يدخل قصر الرئاسة، وهو منكس الرأس، لأنه يعلم جيداً أنه غير منتخب وأنه ليس لديه شرعية وعليه أن يستجدي رضى قادة العالم مثلما كان يفعل سابقوه.
السيسي دفع ثمن صلفه وغطرسته
أما في الصحافة البريطانية، فكتب الصحافي روبرت فيسك، في "ذا اندبندنت" على مدار يومين، بما في ذلك مقاله اليوم الخميس، الذي قال فيه: إن السيسي دفع ثمن صلفه وغطرسته وثقته الزائدة في نفسه، واصفاً ما حدث في الانتخابات بأنه إهانة للسيسي. 
وأضاف فيسك، فليعلن السيسي، تتويجه بأية طريقة كانت، لكن صناديق الانتخاب قالت رأي الشعب فيه بوضوح ومن دون مواربة.
وشكك فيسك، في نزاهة الانتخابات. وقال: إن السيسي، يمكنه أن يقول: إنه فاز بالنسبة التي يريدها، ولكن الكل يعرف الحقيقة مثلما كان يحدث أيام الرئيس السابق أنور السادات، إذ كان يتم إلقاء صناديق الاقتراع في النيل وإعلان النتيجة التي يريدها الرئيس. 
وهو الأمر الذي سيحدث مع السيسي، ولكن مع فارق وحيد أن المصريين قد نضجوا سياسياً، ولن يتخاذلوا في طلب حقهم. كما اعتبر أن ما بدا منذ ثلاث سنوات على أنه الربيع العربي، والذي يرغب السيسي في أن يحوله الى ربيع الجنرالات، سينقلب عليه كما ينقلب السحر على الساحر.
وكان فيسك، قال يوم الثلاثاء الماضي: لو كان مصرياً لانتخب السيسي، وأن السيسي، مثل نابليون بونابرت، سيتوج على الرغم من المجازر والأهوال والفظائع التي ارتكبها الانقلاب في حق المصريين. 
وأشار فيسك، إلى أن سبب تأييده للسيسي، يعود لأنه يضمن مستقبلاً لمصر خالياً من الديكتاتورية، التي عاشتها مصر ثلاث سنوات تحت حكم مرسي، وذلك على الرغم من أن مرسي تولى الرئاسة عاماً واحداً فقط.
كما أشار فيسك، إلى أن السيسي يحظى بتأييد دول الخليج ما عدا قطر. وبينما تحدث عن الدعم المادي الخليجي للسيسي، أشار إلى أن الولايات المتحدة تدعمه عسكرياً من أجل الحفاظ على أمن اسرائيل. واعتبر أنه صحيح أن الولايات المتحدة لديها تحفظات في ما يخص حقوق الانسان لكنها تحفظات صورية.
كما أشار إلى أن السيسي، يحظى بتأييد قوى الغرب لأنه سيحارب الارهاب في الشرق الأوسط، أي أنه ببساطة يعرض الاستقرار. وهي البضاعة الرائجة التي لا يمكن لأحد ان يرفضها مهما كان الثمن، فلا يهم إذا قتل الجيش 1500 من أعضاء الاخوان، وهو الأمر الذي لم يذكره أي من المرشحين للرئاسة، كما لو كان هذا لم يحدث.
كما يرى فيسك، أن مصر، بعدما حاربت مبارك، قد انتكست وفضلت الرجوع الى نظام الحكم الأبوي السلطوي.
وفي السياق، يعتبر أن السيسي، ليس سوى امتداد لدولة "يوليو العسكرية"، فقط مع اختلاف الوجوه؛ فهو ابن المؤسسة العسكرية التي لا تفهم سوى القمع الذي ظهر جلياً أن السيسي، يجيده بشدة.
كما اعتبر أن مراكز الاقتراع كانت خاوية ما جعل شرعيته على المحك، لتضاف مشكلة أخرى إلى مشاكله التي يتقدمها الاقتصاد.
نصف تمثال
أما الصحافة الأميركية، فقد كانت انتقاداتها أقل ما توصف بأنها صارخة وشديدة اللهجة. فصدّرت مجلة "فورين بوليسي" مقالها بعنوان "إن الانتخابات حولت السيسي الى نصف تمثال"، في إشارة واضحة إلى أن الجماهير استطاعت أن توجه ضربة قاصمة للسيسي، فقوضت حكمه قبل أن يبدأ من خلال عدم الذهاب الى الانتخابات.
ورأت أن "الحكومة المصرية حاولت عبثاً أن تشجّع المصريين على الذهاب إلى الانتخابات ولكن الترغيب بإعطاء العاملين في القطاع الحكومي إجازة أو بجعل المواصلات مجاناً لم يؤت ثماره، فلجأت إلى الترهيب فهددت بفرض عقوبات مالية". 
وأضافت بل وصل الأمر إلى التهديد بالفصل من العمل، ولكن المصريين كانوا قد أدركوا أن هذه الحكومة من الضعف والترهل والانحلال إلى درجة أنها لا تملك من أمرهم شيئاً، فازدادوا إصراراً على موقفهم الرافض.
وأشارت إلى أن "الرفض كان ذا دلالة بالغة فقد أوصل رسالة إلى السيسي، مفادها أنهم لن يعطوه تفويضاً مطلقاً للحكم"، وأنه سيتعرض للمساءلة، وأن ما كان يظنه من أمر حكم المصريين أمراً سهلاً هو في الحقيقة أمر بالغ الصعوبة".
وأضافت "لقد تبخرت أحلامه العنترية بحصوله على أربعين مليون صوت، فهو لم يكلف نفسه عناء أن "يقدم برنامجاً انتخابياً محترماً"، وتعامل مع المصريين كما لو كانوا حفنة من الأطفال أو المخدوعين، الذين لا يتمتعون بأي إرادة وأنه هو البالغ الوحيد فكان هذا هو ردهم".
كما شددت على أن حيل السيسي، لم تنطل على المصريين، فعندما "تقدم باعتراض على تمديد فترة الانتخابات"، لم يأبه المصريون به. ولأن المصريين كانوا يعلمون أن التمديد الغرض منه محاولة إعطاء قبلة الحياة لخسارة السيسي، فازداد الموقف سوءاً.
كما أشارت إلى أن وعود السيسي، الفضفاضة لم يشترها المصريون، بل إن المصريين لن ينتخبوا من يتعالى عليهم ولا يستطيع فهم أحلامهم وتحقيق طموحاتهم. واعتبرت السيسي، أخطأ عندما جعل حملته تركز الاهتمام حول مزاياه الشخصية.
مطب سياسي حرج
من جهتها، كتبت صحيفة "واشنطن بوست" افتتاحية بعنوان "الانتخابات تحرج السيسي"، مشيرةً إلى أن الانتخابات التي كان من المفترض أن تؤجج الشعور القومي تحولت إلى مطب سياسي حرج، وثبت كذب وادعاء الاعلام الذي كان يؤيد السيسي، بشكل مطلق.
ووجهت الصحيفة انتقادات للادارة الأميركية، التي صدّقت أن تولي السيسي مقاليد الحكم سوف يؤدي الى استقرار مصر، وهو ما عكسه خطاب الرئيس الأميركي، باراك اوباما في "ويست بوينت"، عندما أوضح أن الولايات المتحدة لن تقطع التعاون مع النظام العسكري بسبب "مصالحها الأمنية"، مثل معاهدة السلام مع إسرائيل و"تقاسم الجهود ضد التطرف العنيف".
ووفقاً للصحيفة، جاءت الانتخابات كإحدى العلامات أن السيسي، يفتقر إلى الوسائل أو الدعم لتحقيق تلك المصالح.
وأشارت إلى أن السيسي، سيتولى الحكم على الرغم من فشله في الانتخابات، ولكن يبدو أن استراتيجيته للقضاء على "جماعة الإخوان المسلمين" بالأسلوب القمعي قد فشلت هي الأخرى. وشددت على أنه إذا أصر على تطبيقها، فإن ذلك سيؤدي إلى تفاقم الأمور.
واستخدمت الصحيفة وصف ديفيد كيركباتريك، من صحيفة "نيويورك تايمز"، الذي وصف خطط السيسي، بأنها خيالية وغير منطقية، وأنه يدفع مصر إلى المزيد من الفوضى إن لم يكن نحو ثورة أخرى.
واعتبرت أنه يجب على ادارة اوباما عدم التعامل مع السيسي، لأنه الشخص غير المناسب لحماية المصالح الأميركية في المنطقة.
وكتبت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، في افتتاحيتها، ما يمكن اعتباره رثاءً للثورة المصرية: إن البلد الذي ثار على الحكم العسكري، عاد وانتخب رجلاً عسكرياً ليكون رئيساً، بعد إجراء عملية انتخابية معيبة، اتسمت بعدم الجدية. 
السيسي شخصية مغرورة
وأضافت الصحيفة، أن كل آمال الشعب، حينما ثار ضد نظام الرئيس المخلوع، حسني مبارك، بما فيها الأمل في الديمقراطية نفسها، وبتوافر فرصة قيام الاتجاهات السياسية، الإسلامية والليبرالية والمحافظة، بالتوصل إلى حل توافقي يفضي إلى تفكيك الدولة الأمنية، قد أصبحت أثراً بعد عين.
وأشارت "ذا غارديان" إلى أن السيسي، الذي قاد الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، مثله مثل الرؤساء جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وحسني مبارك، يأتي من المؤسسة العسكرية، على الرغم من أنه يفتقد الى مكانة وهيبة عبد الناصر والسادات. 
ورأت أن السيسي، يعتقد أنه يقوم بواجبه، أو أنه يتأكد من أنه يحكم قبضته القوية على مقاليد الحكم في مصر، كي يحميها من أن تنزلق إلى الهاوية. وأشارت إلى أنه بمساعدة وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الحكومة، أو التي يمكن التأثير بها، حاول السيسي، جاهداً أن يرسم صورة الرجل الذي أرسله القدر لينقذ الأمة من الضياع.
لكن وفقاً للصحيفة نفسها، فإن الانتخابات قوّضت ادعاءه أنه الرجل الذي يحظى بتأييد من أغلبية الشعب المصري؛ فهو لم يواجه منافسة جديّة فيها. كما أنه استغل موارد الدولة والموارد الخاصة لتمويل حملته الانتخابية، واعتمد على وسائل الإعلام الموالية له بشكل كبير، وقمع وأسكت جميع الأصوات المعارضة له. وعلى الرغم من كل هذا فإنه لم يستطع أن يحث الشعب على المشاركة في الانتخابات. 
وأشارت إلى أن الشعب تم ترغيبه وترهيبه. كما تم تمديد التصويت ليوم إضافي لتأتي النتائج المشكوك فيها لتعلن فوزه بنسبة 93.3 في المئة من الأصوات، فيما بلغت نسبة التصويت 46 في المئة. وهذا يعني، وفقاً للصحيفة، أن أكثر من نصف عدد الناخبين في مصر لا يريدون السيسي، بغض النظر عن اختلاف مشاربهم السياسية.
ورأت الصحيفة أنه إذا كانت النسبة التي فاز من خلالها السيسي بالانتخابات، كافية لتشكيل العديد من الحكومات في كثير من البلدان، إلا أنها تساءلت، إن كانت هذه النسبة كافية لرجل يدعي أن القدر ساقه إلى مصر؟
وتضيف الصحيفة أنه بعد هذه النتيجة لا بد أن يقوم السيسي، بمراجعة فكرته عن نفسه. فقد أصبح جلياً أن السيسي، شخصية فيها كثير من الغرور؛ فهو منذ اللحظة التي قام فيها الرئيس المعزول، محمد مرسي، بتعينه كوزير للدفاع، قال: "يجب قطع أي يد تنوي أن تضر بأي مصري"، قبل أن يقرّ بأن مرسي، هو من يمتلك هذه اليد الشريرة، فيقرر إطاحته، مبرراً موقفه أن مرسي، قد قسّم البلاد وقد فشل في لمّ شمل المجتمع، وانه فاز بأغلبية ضئيلة لا تسمح له بتغيير كل شيء وهي التهم التي كان فيها بعض الحقيقة.
وفيما تلفت الصحيفة إلى أن السيسي، يواجه اليوم الاتهامات نفسها، اعتبرت أنه إذا أراد السيسي، البقاء في منصب الرئيس، فعليه أن يتخلى فوراً عن نزعات الاستبداد الموجودة لديه، والمتمثلة في الرجوع عن القرارات القمعية، وإنهاء عمل الدولة البوليسية القمعية، التي أدت إلى مقتل أكثر من ألف متظاهر خلال تظاهرات اتسمت إلى حد كبير بالسلمية، والتوافق مع الليبراليين العلمانيين.
كما تطرقت إلى ضرورة أن يتخلى السيسي، عن خطابه الترهيبي، والتوصل إلى نوع من الهدنة مع أنصار جماعة "الإخوان المسلمين"، وإنعاش الاقتصاد المصري من دون استغلال الطبقة العاملة، التي طالت معاناتها.
واعتبرت أنه فقط حينها سينظر له على أنه رجل ساقه القدر لإنقاذ مصر، التي رأت الصحيفة، أن هذا ليس نتيجة محتملة، ولكنه أحد الحلول الممكنة. كما أشارت الصحيفة إلى أنه على حلفاء مصر، ولا سيما الولايات المتحدة، أن يتحرّوا جيداً الأمر كي لا يقعوا في المحظور، وتكون ردود أفعالهم تغريد خارج السرب.
السيسي ضمن مكانه إلى جوار الطغاة 
أما الصحافي البريطاني، روبرت فيسك، فواصل عبر جريدة "ذا اندبندينت"، هجومه وتندره مما آلت إليه الثورة المصرية.
وتحت عنوان "على الجميع أن ينحني احتراماً للإمبراطور المصري ولكن ماذا عن أن 7 في المئة مفقودة؟"، سخر فيسك، من نتائج الانتخابات، قائلاً: ثلاثة وتسعون في المئة! واسمحوا لي مرة أخرى بأن أكررها، كي تتأكدوا من صحة ما قرأتموه: 93 في المئة! أو نسبة 93.3 في المئة إذا كنت تريد أن تكون دقيقاً".
ورأى فيسك، أنه بهذه النتيجة المذهلة التي لا يستطيع طفل صغير أن يصدقها، "ضمن السيسي مكانه في التاريخ العربي الحديث إلى جوار باقي الطغاة مثل عبد الناصر و(أنور) السادات و(حسني) مبارك والرئس السوري حافظ الأسد".
ويقول فيسك: إن التاريخ العربي مليء بمثل هذه النتائج. واعتبر فيسك، أن نتائج الانتخابات بمثابة "إهانة لذكاء المصريين"، حسب وصف حمدين صباحي، الذي أثار اشتراكه في هذه المهزلة التساؤل والدهشة.
واعتبر فيسك، أن كل هذه الأحداث تجعلنا نتساءل عن مصير الرئيس الشرعي لمصر، محمد مرسي، الذي أطاحه السيسي، على الرغم من أنه حصل على نسبة 51 في المئة من الأصوات، وهو يواجه أحكاماً بالسجن لسنوات طويلة، بل إنه قد يتم إعدامه، طالما أن السيسي، سيقوم بتصفية كل أعدائه، مثلما كان يفعل عبد الناصر، مع الأخذ في الاعتبار أن السيسي، لا يحظى بالتأييد الشعبي نفسه الذي كان يتمتع به عبد الناصر. كما أشار إلى أنه على الدول الغربية إعلان مسؤوليتها عن هذه الجريمة. 
واعتبر فيسك، أن السيسي، سيكون شغله الشاغل هو معرفة الذين لم يذهبوا إلى الاقتراع، "وهم غالبا سيكونون شباب ثورة 2011 الذين أيدوا السيسي، في الانقلاب الذي قام به عام 2013، ولكنهم لم يدركوا بعدم حكمتهم أن السيسي، استخدمهم لتحقيق غرض في نفسه. وخلص فيسك، إلى القول: السيسي جاء بانقلاب ويدعو الى التقشف بدعوى حب الوطن، وهي الحجة التي استخدمها الطغاة دائماً، فهل يلقى المصير نفسه مثلهم؟
هزيمة نكراء
أما الصحافة الفرنسية، فقد وجهت انتقادات صريحة للعملية الانتخابية. وكتبت مراسلة صحيفة "لوموند"، مريان جونارد، مقالاً بعنوان "انتخاب السيسي من دون منافسة حقيقية". ورأت فيه أن الانتخابات كشفت عن الحقيقة، وهي أن السيسي، هو مرشح الدولة، الذي لا يحظى بأي شعبية، وأن فوزه محل شك بعدما واجه خطر اكتمال النصاب القانوني للناخبين بسبب امتناعهم عن الادلاء بأصواتهم. 
وحسب ما قالت الصحيفة، فإن نسب المشاركة كانت متدنية للغاية، وكان هذا هو عامل الإثارة الوحيد. 
كما أشارت إلى البعثة الأميركية المكلفة مراقبة الانتخابات، فقد شككت في استقلال ونزاهة الحكومة في ما يتعلق بالعملية الانتخابية، وهو ما أكدته المصادر القضائية بأن اللجنة التنفيذية حشدت جهودها للخروج من أزمة انخفاض الإقبال، وهو الأمر الذي كان من الواجب عدم التدخل فيه.
وتحدثت الصحيفة عن غياب الشباب عن الانتخابات، أما النساء فقد تقدمن الصفوف، إذ وفقاً لهارفي مينون، أستاذ العلوم السياسية، لعب السيسي، على كاريزميته من أجل التأثير على النساء اللاتي عادة ما يكن أكثر الفئات تضرراً نتيجة عدم التعليم ونقص الخدمات.
وأوضح مينون أن "الوضع اليوم لا علاقة له بانتخابات عام 2012، حيث كان يوجد إثنى عشر مرشحاً، أما اليوم، فكل شيء ممهد للسيسي، من انعدام الأمن والإرهاب والحرب على الإخوان".
ويري مينون، أن السيسي، كان ضحية الإعلام الذي عبأ الجماهير ضده، بأسلوبه المتطرف في الدعاية له، مما تسبب في حالة من النفور، "فالناس ليسوا حمقى. معظم المواطنين لا يعبأون بالديمقراطية أو بالإخوان، ولكنهم يرون أن حالتهم قد ساءت عمّا كانت عليه قبل ثلاث سنوات، فاستسلموا لأنهم يعرفون أن أصواتهم لن تغير أي شيء".
وترى الصحيفة، أن الخاسر الوحيد هو المرشح، حمدين صباحي، الذي أنهى حياته السياسية بهذه الانتخابات، التي تغلب فيها السيسي، عليه حتى في مسقط رأسه. كما أشارت إلى أن الانتخابات كانت مليئة بالانتهاكات، إذ قبض على صحافيين ومصورين.
كذلك تصدرت الانتخابات المصرية افتتاحية "لوموند" تحت عنوان: "مصر: الاختيار الانتخابي وحده لا يكفي". وقالت الصحيفة: إن السيسي أراد أن يأتي إلى الحكم من خلال اكتساح، فنال هزيمة نكراء، وتحولت الانتخابات إلى مهزلة، ما جعل شرعية السيسي، مشكوكاً فيها بشدة، فنتائج الانتخابات أعادت إلى الأذهان أجواء عصر مبارك، وتجلى هذا في أن كل أجهزة الدولة كانت في خدمة السيسي.
وتضيف الصحيفة، أن التحدي الأول هو الاقتصاد، الذي يعتمد بشكل رئيسي على المساعدات من السعودية والكويت والإمارات، ولكن تلك الدول أعلنت أنها لا تنوي الاستمرار في إرسال المساعدات. أما الولايات المتحدة فقد استأنفت إرسال المعونة، ومن ناحية أخرى قام الاتحاد الأوروبي بإرسال بعثته لمراقبة الانتخابات، وقد نال من النقد الكثير كونه تصرف وكأنه يجهل حقيقة الأمور في مصر. 
أما التحدي الثاني فهو سياسي، مشيرة إلى أن السيسي لا بد أن يعقد هدنة مع "الإخوان"، وأن يتوصل إلى اتفاق مرضي، وإلا أدى تعنته إلى ظهور حركات إسلامية متطرفة. والتحدي الثالث استراتيجي، ويتمثل في سيناء، حيث تختلط العصابات الإجرامية بالحركات الإسلامية المتشددة.
في المحصلة، يتضح، وفقاً للصحيفة، أن السيسي يحكم بناء على كذبة، فهو يقول إنه معادي للولايات المتحدة والقوى الأوروبية، والحقيقة أنه موال لها، ولا ينوي تغيير ذلك. وأضافت إنه ببساطة يعاني من انفصام في الشخصية، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات أثناء فترة حكمه.

الاعلامية أيات عرابي تكتب: الكبش على مذبح الثورة

علامات استفهام غامضة لفتت انتباهي في الفترة الأخيرة، كان أولها انتشار فيديو لوزير الدفاع المستقيل مسرب من داخل حفل المفترض فيه أنه سري، يلقي فيه كلمة يقول فيها (وستبقى راية مصر عالية خفاقة تحت قيادة الرئيس مبارك)! ترافق هذا مع تسريب يدعو فيه الرئيس المخلوع لانتخابه وهو ما أثار استياء المصريين وبالطبع لم يتوقع أشد الثوار تفاؤلاً أن يقاطع الشعب المصري انتخابات العسكر بمثل هذا الزخم وأن يصروا على فضح حقيقة الشعبية الزائفة المصنوعة في مدينة الإنتاج الاعلامي للقزم، الذي تصوره آلة الدعاية التابعة للانقلاب على أنه الوسيم ساحر النساء ومنقذ مصر والمخلص الجديد وما إلى ذلك، من تخاريف الإعلام التي وصلت إلى حد أن قالت افتتاحية إحدى الصحف أنه قابل الله مرتين!! 
الأكثر إثارة للاستغراب هو أن الاعلام المستفيد من الانقلاب والذي عمل على تلميع قزم الانقلاب ووصفه بكل تلك الأوصاف الأسطورية، لم يخف حقيقة انعدام الإقبال على انتخابات العسكر ولأول مرة أصيب بالقلق أو هكذا بدا لنا وأظهر حقيقة ضعف الإقبال ثم ينتقل بسرعة مدهشة إلى الجانب الآخر ليعلن الفوز الساحق لقزم الانقلاب في انتخابات هزلية لم يحضرها أحد! ولم تفلح حفلات الرقص المسعورة والاحتفالات المصطنعة في إخفاء حقيقة المشهد، كما أنها لم تتدخر الصحف العالمية بالدول الداعمة للانقلاب وسعاً في إظهار حقيقة المشهد وأن قزم الانقلاب بلا شعبية !
ثلاثة أيام من الصمت الهادر المنذر الرافض المتمرد واجه فيها المصريون العسكر وجيشهم المنهمك في صناعة المكرونة وإنتاج الصلصة، وأفسدوا مهزلة أراد لها قزم الانقلاب أن تكون حفلاً لتتويجه، لا شك أن الثورة هي التي فازت في هذه الانتخابات الهزلية على الرغم من أنها لم تكن على قائمة المرشحين، ولا شك أن سحب الثورة تتجمع وتحتشد في سماء مصر لتمطر عما قريب مطر السوء على الانقلاب وقادته، ولكن علينا أن نقف قليلاً لتحليل المشهد .
تصوري أن هناك جهة ما أرادت أن تجعل من قزم الانقلاب الذي احترق عبر عشرة أشهر كبش فداء ! الصورة الأقرب للتصور هو أن الأمريكيين يريدون الحفاظ على جسد المؤسسات الموالية لهم في مصر من الانهيار أمام ضربات الثورة وزخمها والتي اتضح لهم عبر عشرة أشهر لم ينقطع فيها المصريون عن التظاهر، أنها لن تخمد إلا باقتلاع نظام العسكر من جذوره, القزم احترق بنيران الارهاب الذي يمارسه على المصريين خلال عشرة أشهر وأصبح ورقة لا قيمة لها في اللعبة، بل وزاد الطين بلة أنه خيب حتى آمال مؤيديه عندما ظهر ليتحدث بلغته غير المفهومة وكلماته السوقية مثل (لنضة) وبإنجليزيته العرجاء.
كان ورقة أحرقوها حتى آخر سنتيمتر، ولكن الورقة نفسها حاولت التمرد على رغبة السادة في واشنطن, فما كان من السادة إلا أن أحرقوه عبر المؤسسات التي يمتلكونها والإعلام الذي يحركونه ليصل القزم إلى القصر بعد فضيحة مقاطعة تفوق حتى فضيحة تزوير انتخابات 2010 والتي كانت أحد الأسباب التي فجرت الثورة، لتهب رياح الثورة عاتية فيركبها العسكر مرة أخرى بانقلاب على القيادات الملوثة بالدماء ويقدمون القزم خروفاً على مذبح الشعب ليرضى، ويقدمون وجوهاً جديدة وربما قدموا وجوهاً محسوبة على التيارات المدنية لتحكم نيابة عن السادة في واشنطن بينما يحتفظ الجيش بمزاياه الاقتصادية، المهم ألا تحكم الثورة وألا يعود الإخوان المسلمون.
ولذلك فمن الواجب علينا أن نفكر في مرحلة ما بعد هذا القزم فسادته في واشنطن يخططون للنهاية السعيدة للفيلم وبأن يرضى المصريون برأسه المقطوعة كبش فداء للمرحلة لتواصل مؤسسات دولة العسكر العمل على رعاية مصالح واشنطن، ولكن الشعب المصري كما بدا واضحاً خلال ملحمة المقاطعة له رأي آخر... فقد اختار الثورة!!..


***********************

الاعلامية أيات عرابي تكتب: حكم العسكر.. من السد العالي إلى اللمبة الموفرة

كما يحدث دائماً عندما تنهار منظومة، فإنها تبدأ قوية ومحكمة إلى حد كبير ثم تبدأ في الأفول ويمكن تشبيه الموضوع بزواج الأقارب، في بيئة مغلقة، ففي نهاية الأمر تنتج هذه الزيجات مواليد مشوهين مصابين بعيوب خلقية، ويبدو أن حظ جنرال الانقلاب من الكاريزما التي كانت لسابقيه انعدمت تماماً كما جاءت مرتبته بينهم متأخرة، فعبد الناصر ذلك الطاغية الذي أسس حكم العسكر، كان قارئاً جيداً وكان واسع الثقافة ويمتلك قدرة على التأثير في الآخرين وذكاء في التعامل مع وسائل الإعلام، وزاد من قدرته على التأثير طوله وصوته العميق ( أقول هذا مع قناعتي أن عبد الناصر كان صنيعة الغرب ولكن هذا من قبيل التحليل المنصف ) كان الانجاز الذي قدمه عبد الناصر للمصريين هو ادعاءه أنه قام بثورة على الفساد وخطط لها وما إلى ذلك مما يعرفه الجميع، ثم جاء بعده السادات وكان هو الآخر طويل القامة، وينتمي إلى تنظيم الضباط الأحرار وكان يمتلك فصاحة وقدرة على مخاطبة الشعب، وجرأة في التجول بين الناس بحرية وكان محبوباً من قطاع لا بأس به من المصريين وكان الانجاز الذي قدمه للمصريين هو أنه كما كانت تقول وسائل إعلامه ( بطل الحرب والسلام )، كان انجاز حرب اكتوبر هو ما قدم به نفسه للشعب. 
وحتى المخلوع قدم نفسه للمصريين باعتباره صاحب الضربة الجوية الاولى, وكان وجوده إلى جوار السادات قد منحه بعض الخبرة في إدارة شؤون مصر على الرغم من أنه كان مسؤولاً عن إشعال البايب للسادات، ولكنه كان يخاطب المصريين في أول عشر سنوات من حكمه بطريقة مقبولة لدى الشعب وقتها ويبدو بها كرئيس جمهورية، وعلى الرغم من أن المخلوع، كان أقصر من سابقيه الا انه كان متوسط الطول، إذن قدم الثلاثة أولاً شرعية الإنجاز العسكري ( ثورة – حرب – دور وظيفي في حرب )، بالإضافة إلى المواصفات الجسمانية المقبولة، وهي من بقايا فلسفة الحكم الفرعونية القديمة.
في ضوء هذه المعايير يرسب جنرال الانقلاب، فهو أقلهم ذكاءاً على الاطلاق فهو متلعثم، لا يستطيع تكوين جملة واحدة لها معنى متماسك، غير قادر على مخاطبة الجماهير، ضعيف التركيز، ومن الناحية الجسمانية فهو أقلهم، فهو يفتقد للمظهر المقبول بشكل واضح ويبدو كقزم لا تطول قدماه الأرض عندما يجلس، ولذلك نجد آلة الدعاية تحاول تصويره على أنه الرجل الوسيم الذي يخطف قلوب النساء، وهو ما آثار سخرية المصريين ووضعه في مرمى مواقع التواصل الاجتماعي فصمم له المصريون الهاشتاج الشهير، كذلك حاول اصطناع انجاز عسكري، فأطلق تصريحات عن اجتياح الشقيقة الجزائر، مما آثار غضباً عارماً تجاهه ثم ما لبث هذا الغضب أن تحول إلى غضب ممزوج بالسخرية بعد قيام الصحف السودانية بنشر اسماء ضباط وجنود من الجيش المصري أسرتهم ميليشيات المعارضة وهم يقاتلون إلى جانب سلفا كيير في جنوب السودان. 
من ناحية أخرى اعتمد الرؤساء منذ الستينات لتثبيت اركان حكمهم على تقديم إنجاز هندسي أو معماري للمصريين على غرار الأساليب التي كان ينتهجها حكام مصر الفراعنة, فعبد الناصر قدم السد العالي، والسادات قدم إعادة فتح قناة السويس، بينما قدم المخلوع بناء الكباري ومترو الانفاق، أما جنرال الانقلاب، فظهر بصورة فقيرة مثيرة للشفقة فعلاً، بالإضافة إلى انعدام الرؤية بالكامل لديه وضحالة تفكيره، نجده يعرض حلولاً مضحكة آثارت موجات من السخرية لدى المصريين، فالبطالة حلها لديه 1000 عربة لبيع الخضروات وحل مشكلة الفقر في تقسيم رغيب الخبز إلى اربعة أجزاء، أما التغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء، فتوصلت عبقريته إلى حلها عن طريق اللمبات الموفرة، وهكذا بدأ حكم العسكر في مصر بالسد العالي وانتهى باللمبة الموفرة.