29 سبتمبر 2021
سيد امين يكتب: الاعتداء على الهوية الثقافية
25 أغسطس 2021
سيد أمين يكتب: تناقضات قيس سعيد
تخطي الحجب: https://ajm.me/8drnn2
29 يوليو 2021
سيد أمين يكتب: ملاحظات على انقلاب تونس
22 يوليو 2021
أمين صبري
16 يوليو 2021
جبهة المعارضة الوطنية العراقية وفكرة إعترافها بالكيان الصهيوني
أحمد الأبيض |
11 يوليو 2021
لبنان إلى أين في خضم أزماته السياسية والإجتماعية والإقتصادية الخانقة؟!
دجلة وحيد
لبنان وحسب ما وصفه البنك الدولي أنه يمر بأسوأ مرحلة من مراحل الإكتئاب الإقتصادي في التاريخ الحديث حيث أن الليرة اللبنانية فقدت أكثر من 90% من قيمتها النقدية وأدت الى أرتفاع أسعار الوقود والطعام وكذلك ارتفعت معدلات البطالة. معظم المنازل والشركات وحتى المستشفيات تعاني من شحة تجهيزها بالتيار الكهربائي حيث أن لديها قوة كهربائية لعدة ساعات فقط كل يوم. الصيدليات تعاني أيضا بشكل عام من نقص في تجهيز الأدوية. الأمم المتحدة حذرت من خلال تقاريرها بأن أكثر من ثلاث أرباع الأسر في لبنان لا تمتلك ما يكفي من الطعام أو المال لشراء الطعام.
فوق كل هذا وذاك يعاني لبنان من أزمة سياسية هائلة في أعقاب الإنفجار المدمر الذي حدث في ميناء بيروت في اغسطس/ آب الماضي، والذي اسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص واصيب فيه أكثر من 7000 شخص وترك أكثر من ربع مليون من سكنة العاصمة اللبنانية بيروت مشردين بلا سكن. النظام اللبناني انهار بأكمله بسبب عقود من الفساد وعدم المساواة الهيكلية والطبقية وبسبب التركيبة الإجتماعية والسياسية للنظام اللبناني الذي خلق بعد الإنتداب الفرنسي. طبقة التجار وطبقة السياسيين التي استفادت من هذا النظام الطبقي والطائفي كانت قادرة على نهب الإقتصاد لمدة أكثر من عقدين من الزمن.
الأزمة الإقتصادية وانفجار الميناء لم يؤديا إلى محاكمات كبيرة للمسؤولين عنهما، وكلاهما يكشف عن الإفلات من العقاب والإفتقار الإجمالي للمساءلة التي تعمل بها النخب في لبنان. لهذا حذر رئيس حكومة لبنان الإنتقالية حسن ذياب من أن البلاد وحسب وصفه أنها على بعد أيام من "الإنفجار الإجتماعي". أثار حسن ذياب هذا التعليق في إجتماع مع سفراء في وقت سابق من الأسبوع الماضي في العاصمة اللبنانبة بيروت حيث قال:
"أدعو الأمم المتحدة، جميع الوكالات الدولية، المجتمع الدولي والرأي العام العالمي للمساعدة في إنقاذ الشعب اللبناني من الموت ومنع زوال لبنان. لبنان على بعد بضعة أيام من الانفجار الاجتماعي. اللبنانيين يواجهون هذا المصير الداكن لوحدهم."
ماهي طبيعة الأسباب الحقيقة خلف الإنهيار الإقتصادي والسياسي والإجتماعي في لبنان؟!!!
النظام الإقتصادي اللبناني الحالي تم إنشاؤه - وحسب نسرين سالتي أستاذة الإقتصاد في الجامعة الأمريكية في بيروت - في منتصف العقد التاسع من القرن الماضي بعد إنتهاء الحرب الأهلية اللبنانية حيث أسست سياسات الإقتصاد الكلي (ماكروإيكونوميكس) التي وضعت كل أنواع الأمراض الإقتصادية فيه، تقريبا بشكل هيكلي. لذلك انتهى المطاف بالإقتصاد اللبناني بالإتكال وبشدة على الإستيرادات الكبيرة لمعظم حاجاته، واستهلاكها، مما أدى إلى خفض الإنتاج المحلي أو أن الإنتاج المحلي تعرض للإعاقة. وهذا المزيج من عاملي الهيكلية أدى إلى اعتماد غير صحي على تدفقات العملة الأجنبية - على وجه الخصوص، تدفقات الدولار.
هذا الإعداد أو التكوين الهيكلي قام بتمييز صنف صغيرة جدا من المصالح الإقتصادية مثل صنف المستوردين الإحتكاريين وأصحاب البنوك ومطورو العقارات، وهؤلاء كانوا مرتبطين ارتباطا وثيقا بالطبقة السياسية. هاتان المجموعتان جمعت أرباحا طائلة على حساب القطاع الإنتاجي المحلي، وعلى حساب خلق فرص عمل جديدة وتنويع الإقتصاد. كل هذا أدى إلى تزايد عدم المساواة، تفاوت الدخل على مدى عقدين ونصف من الزمن، وهذه واحدة من الأعراض التي كانت تثير بالفعل إنهيار وشيك للإقتصاد، التي جعلت الإقتصاد اللبناني يعتمد إعتمادا كبيرا على تدفق الدولارات. ففي لحظة توقف تدفق الدولارات في خريف عام 1919 حينما بدأت الأزمة، إنهار الإقتصاد اللبناني بأكمله.
ما هي ميزات ونطاق هذا النوع من الإنهيار؟!!
كما ذكر أعلاه، ازداد معدل الفقر أكثر من الضعف في 18 شهرا ومعه انعدم الأمن الغذائي في لبنان وارتفعت البطالة. كذلك نمى معدل إنتقال الطلاب بشكل ملحوظ وكبير من المدارس الأهلية إلى المدارس العامة لأنهم لم يعد بإمكانهم دفع أجور المدارس الخاصة. هناك نقص في ضروريات الحياة الأساسية مثل التيار الكهربائي، وسائل النقل، الأدوية وكذلك حليب الأطفال.
هذه الأزمة جعلت البنك الدولي أن يصفها بأنها الأن كواحدة من الثلاث أزمات الأسوأ في القرن والنصف الأخير. لذلك تقلص الإقتصاد بسرعة وبشكل كبير. وبهذا فإن القلة الباقية من الطبقة الوسطى التي كانت موجودة قبل بدأ الأزمة تدفع الأن نحو الفقر لأن هناك عدد قليل جدا من الوظائف، وعدد قليل جدا من الفرص الإقتصادية، وايضا أن الذين لا يزال لديهم وظائف يدركون أن دخلهم يفقد القوة الشرائية يوميا بسبب التضخم الذي يعاني منه الإقتصاد اللبناني. كذلك أن الأزمة المصرفية التي تعني أن المدخرات للغالبية المجتمعية قد تبددت ثانية بسبب تردي قيمة العملة والأزمات المصرفية.
لذلك فإن الطبقة المتوسطة والفئات الأكثر فقرا حرمت من جميع المصادر العادية للإعالة وكل المصادر القياسية للدخل. وفي الوقت نفسه، تمكنت طبقة التجار والطبقة السياسية التي استفادت من النظام من نهب الإقتصاد لمدة أكثر من 20 عاما، والأن خزنت ثرواتها بأمان خارج لبنان، آمنة من الإنهيار. والكثير، في الحقيقة، يواصلون الإستغلال والربح حتى من الأزمة الإقتصادية من خلال الوسائل اللصوصية الكلاسيكية مثل الإكتناز أو التهريب أو الإبتزاز. لذلك خلقت هذه الأزمة مجتمعا غير متكافئ للغاية ومتباعد اليوم لدرجة أكبر إقتصاديا.
بالنظر إلى ما حدث ويحدث في لبنان، من أنخفاض قيمة العملة اللبنانية بنسبة 90% والضغط الإقتصادي الهائل على كاهل كافة الناس، نرى أنه من المفاجئ بمكان أنه لم تكن هناك إحتجاجات كبيرة في الشارع اللبناني وفقط إندلاع إحتجاجات بسيطة أحيانا هنا وهناك.
ما هي الأسباب لذلك؟!!!
هل هي جائحة كورونا التي عصفت بالعالم أجمع، أم هي غوصهم في مستنقع المشاكل التي يعيشون فيها على المستوى اليومي الذي يجعلهم من المستحيل التفكير والإنشغال بشئ سوى بقائهم على قيد الحياة لأنهم معدمون ويحاولون العثور على رزقهم اليومي بأي طريقة ممكنة؟!!!
لكن للإنصاف يجب أن لا ننسى أيضا أنه قبل وصول الوباء إلى أعلى قمته كانت هناك إحتجاجات كبيرة في أنحاء مختلفة من لبنان وكان هناك أيضا قمع عنيف للغاية ضد الإحتجاجات والمحتجين، ولذا أن هناك جرح عميق عند المواطنين قد ما زالوا يحملونه جراء رد فعل السلطة القاسي ضد المواطنين المحتجين وقد يكون هذا أحد الأسباب المهمة في التردد من القيام بمظاهرات إحتجاجية كبيرة.
كيف تعاملت الحكومة اللبنانية والقضاء اللبناني مع قضية إنفجار مرفأ بيروت والتردي الإقتصادي والمجتمعي الذي تلاه؟!!!
الإنفجار الضخم الذي حدث في مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب الماضي أدى الى أزمة سياسية ومجتمعية كبيرة لكن مع هذا بقت حكومة تصريف الأعمال وبقى حسن دياب رئيسا للوزراء بالنيابة. القضاء اللبناني في وقتها وصل الى طريق مسدود حينما بدأ التحقيق لتعيين الجهة المسؤولة عن الإنفجار بسبب تنحية القاضي من منصبه، ولحد الأن وبعد مرور تقريبا سنة على ذلك الإنفجار والأزمة المالية التي تبعته لم يتم تعيين الجهة المسؤولة بسبب الفساد والنقص الإجمالي في المساءلة والعدالة.
لقد استبدل قاضي التحقيق السابق وتم تعيين القاضي طارق بيطار ليقوم بمهمة التحقيق وتعيين الجهة أو الجهات المسؤولة عن الإنفجار والأزمة المالية التي عصفت بلبنان. قدم هذا القاضي طلبا رسميا لرفع الحصانة عن السياسيين الذين يمتلكون الحصانة ليكون قادرا على التحقيق معهم في استجواب رسمي ومن المحتمل توجيه التهم ضدهم. ويشمل هذا الطلب حضور رئيس الوزراء الحالي حسن دياب، وكذلك يشمل حضور وزراء المالية والداخلية والأشغال العامة السابقين، الرئيس السابق للجيش، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية، وكذلك الرؤساء الحاليين للأمن العام وأمن الدولة، وأيضا رجال الأعمال. المواقع الرسمية للمدعويين إلى التحقيق تعكس الصنف المتنوع للأحزاب السياسية عبر نوع التقسيم الرئيسي في النظام السياسي اللبناني.
كما ذكر أعلاه أن رئيس الوزراء بالوكالة حسن دياب أخذ يتوسل بالمجتمع الدولي للحضور وإنقاذ لبنان من أزمته المالية والمجتمعية الحالية الخانقة وتجاهل الحقيقة السائدة أنه وحلفائه وكامل الطبقة السياسية في لبنان مسؤولون عن الإنهيار الإقتصادي للبنان بقدر ما هم مسؤولون عن إنفجار مرفأ بيروت والأزمة المالية.
لكن السؤال المهم هنا هو:
هل سترفع الحصانة عن السياسيين وممثلي الأحزاب اللبنانية الذين سيدعون إلى التحقيق وماهي الإمكانيات التي قد تنجم بالفعل عن هذه المحاولة الأولية للقاضي طارق البيطار؟!!!
هل سيتقبل حزب الله والأحزاب السياسية المتحالفة معه هذا الطلب؟!!!
أم أن التحقيق سيصل إلى نفس النهاية الميتة التي وصل إليها قاضي التحقيق السابق؟!!!
إذن ما هو المخرج الواقعي لحل للأزمة اللبنانية؟!!!!هل الحل يكمن في تشكيل حكومة لبنانية جديدة وعودة إلى طاولة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ؟!!!
أم الحل يكمن في إصلاح كبير وعميق في النظام السياسي الحالي، وتغيير في طبيعة العلاقة بين الدولة ومواطنيها وتحويل لبنان إلى دولة مدنية بعيدا عن علاقتها بالمواطنين من خلال المجتمعات الدينية –الكنيسة أو الجامع أو الحسينية – واتخاذ رؤية جديدة لأقتصاد منتج بدلا من إقتصاد غير ثابت مستحوذ عليه من قبل مجموعة صغيرة من المصالح الملتئمة والمختبئة تحت عباءة الأحزاب الطائفية والعنصرية وذلك من أجل تحقيق العدالة الإجتماعية المغيبة في الوقت الحاضر بسبب الدستور الذي فرضه الإستعمار الفرنسي على لبنان ؟!!!
هل هناك فرصة أو أمل لتحقيق ذلك في لبنان اليوم الذي يعيش أزماته السياسية والإقتصادية والإجتماعية الخانقة بسبب نظام سياسي وطائفي فرض عليه من الخارج وبوجود ميليشيات مسلحة تابعة لأحزاب طائفية مرتبطة إرتباطا عضويا بمصالح دول أجنبية مثل حزب الله؟!!!!
كل ذلك يعتمد على الإرادة الجامحة للمواطنين الشرفاء من أبناء لبنان بغض النظر إلى إنتماءاتهم الدينية أو السياسية. وهذا ما نتمناه أيضا أن يحصل في عراقنا المحتل لتحريره من قبضة الخونة والعملاء الذين عاثوا بمقدرات الشعب وأرض الوطن فسادا ونهبا وتخريبا.
11/7/2021
05 يوليو 2021
تخفيض إنتاج النفط وزيادة أسعاره..مظلومية هنا وبطولة هناك
تخفيض الإنتاج وزيادة أسعار النفط في السوق العالمية أصبح مظلومية بينما إغراق الأسواق العالمية بالنفط سابقا من أجل تدمير الإقتصاد العراقي كان بطولة عربية"
بقلم : دجلة وحيد
25 يونيو 2021
محمد سيف الدولة يكتب: لماذا تقتل شعبك يا أبو مازن؟
Seif_eldawla@hotmail.com
ارتقاء شهيد فلسطينى جديد فى الارض المحتلة، ولكن هذه المرة ليس على ايدى قوات الاحتلال الاسرائيلى، وانما على ايدى اعوان الاحتلال داخل السلطة الفلسطينية؛
فلقد اقتحمت عناصر من الامن الفلسطينى منزل المعارض الوطنى البارز الشجاع "نزار بنات"، واعتدت عليه بالضرب المبرح باستخدام آلات حادة ثم قامت باقتياده الى مقراتها الامنية حيث لاقى حتفه هناك تحت التعذيب.
ليقدموا بذلك اكبر هدية للكيان الصهيونى امام الراى العام العالمى وامام المحكمة الجنائية الدولية التى تحقق فيما ارتكبته (اسرائيل) من جرائم قتل للفلسطينيين، حيث ستدافع عن نفسها بأن الفلسطينيين يقتلون بعضهم بعضا.
ان مقتل فلسطينى واحد على ايدى قوات الامن الفلسطينية يعادل مقتل مئات الفلسطينيين على أيدى قوات الاحتلال.
***بداية السقوط:
لقد كان لموت خالد سعيد تحت التعذيب فى مصر عام ٢٠١٠، دورا كبيرا فى التعبئة لثورة يناير.
وكان موت محمد البوعزيزى تحت القهر هو الشرارة التى فجرت الثورة التونسية.
وادى استشهاد الطفل محمد الدرة فى سبتمبر ٢٠٠٠، برصاصات صهيونية مجرمة الى انفجار الغضب الفلسطينى واشتعال الانتفاضة.
فهل تكون تصفية نزار بنات تحت التعذيب على ايدى امن السلطة الفلسطينية، الشرارة التى ستسقط ابو مازن وسلطته واتفاقياته وتحالفاته الامنية مع قوات الاحتلال؟
لقد شهدت فلسطين مظاهرات شعبية ضخمة رفعت لأول مرة فى تاريخها شعار "الشعب يريد اسقاط النظام" أسوة بالشعارات التى رددتها الجماهير العربية الغاضبة إبان الثورات العربية.
لم يصدر الشعار هذه المرة من غزة ولا من فصائل المقاومة التى تكرهها السلطة وتعاديها، وانما صدر من جماهير الشعب الفلسطينى الغاضبة فى الضفة الغربية.
والهتاف واضح فى دلاته بأن العدو ليس فقط (اسرائيل) وانما ايضا اعوانها من سلطة اوسلو، الذين يدعمونها فى حصار وردع وقهر الشعب الفلسطينى.
***
اتفاق أمنى فلسطينى/فلسطينى:
منذ توقيع اتفاقيات اوسلو، التزمت السلطة الفلسطينية وتعهدت (لاسرائيل)، بالامتناع عن المقاومة والكفاح المسلح لتحرير الارض المحتلة واعتماد التفاوض السلمى سبيلا وحيدا فى العلاقة مع العدو، ومن يومها لم يقوموا باطلاق رصاصة واحدة على الاحتلال، رغم ما يرتكبه كل يوم من مذابح وجرائم حرب ضد الشعب الفلسطينى. ولم يكتفوا بذلك بل تحالفوا معه امنيا لملاحقة ومطاردة وتوقيف أى مقاومة أو حتى انتفاضة فلسطينية. وبدلا من قيادتهم لمعارك المقاومة والتحرير، أداروا ظهورهم وبنادقهم للعدو ليوجهونها الى صدور الشعب الفلسطينى المقاوم. الى الدرجة التى دأب فيها ابو مازن على التصريح بأن ((الانتفاضة الفلسطينية كانت كارثة وفوضى دمرت الشعب الفلسطينى، وانه لن يسمح بقيام انتفاضة أخرى، وانهم متمسكون بالتنسيق الامنى مع اسرائيل لحماية الفلسطينيين، وانهم لا قبل لهم بمواجهة اسرائيل عسكريا أو غير عسكريا)).
فاذا كنتم قد قررتم منذ زمن بعيد دعم الاحتلال وحمايته، فعلى أضعف الايمان لا تشاركوه فى قتل شعبكم، أليس من باب أولى أن توقعوا مع شعبكم الفلسطينى عقدا اجتماعيا أو اتفاقية مماثلة لترتيبات اوسلو الامنية، تلتزمون فيها بما التزمتم به تجاه (اسرائيل) من عدم استخدام القوة وعدم اعتداء امن السلطة على أى مواطن او معارض أو مقاوم كائنا من كان، وتوقيف ومحاكمة المعتدين، مع اعتماد الحوار والتفاوض الفلسطينى/الفلسطينى سبيلا وحيدا بينكم.
***
ان الطريق لتحرير فلسطين يبدأ بتحريرها اولا من اتفاقيات أوسلو وسلطاتها المسماة كذبا وزورا بالسلطة الفلسطينية.
*****
القاهرة فى 25 يونيو 2021
19 يونيو 2021
عودة المسرح الشعري بـقضية "ولي في قطار تائه" لـ "سعيد نصر"
تدور مسرحية "ولي في قطار تائه" لسعيد نصر، والتي قررت دار إنسان للطباعة والنشر طرحها في معرض القاهرة الدولي للكتاب، حول شخصية محورية لها إرادة فولاذية، على الرغم من أنها شخصية طاعنة في السن، تري وحدها أن الكون كله علي وشك الانهيار، وأنه يجب على الجميع معاونته بقلب صادق لإنقاذ الدنيا كلها من خطر الهلاك الذي صار وشيكًا، بسبب أفعال طائفة بعينها من البشر،وهكذا تتالى وتتوالى الأحداث، على مدار فصلي المسرحية، حتى يتم المراد، بفعل تعاون الأجيال وتلاقي إراداتها على هدف أسمي يتمثل في إنقاذ القرية الكونية. ويظن في البداية كل من يتعامل مع بطل المسرحية"سلام"، وخاصة زوجته "ليماء"، أنه مريض نفسي بسبب أقواله التي لايدركون معناها ومغزاها، ولكنهم جميعا مع مرور الوقت ، بما فيهم الطبيب المعالج له، يدركون بأنه أكثر رجال العالم عقلانية ورشادة، وأنه صاحب رؤية عظيمة للإصلاح، ويدفعهم ذلك إلى الإيمان به وبآرائه ، وإلي الوقوف بجانبه لتحقيق هدفه المنشود وذلك لتحقيق هدف أكبر، يتمثل في إسعاد البشرية، وذلك بإنقاذها من خطر الهلاك والدمار. تتكون مسرحية نبي في قطار تائه من فصلين، وتتسم بحبكة درامية تضفي على أحداثها طابع الإثارة والتشويق من أولها إلى آخرها، ويغلب على لغتها الشعرية طابع البساطة، فهي لغة مفهومة وليس فيها أي تعقيدات، وتنهج نهج التفاعلية مع المتلقي لها ، بحيث تجعله منه شريكا أصيلًا في أحداثها وقضاياها، والتي تعالج أمورا كونية وفلسفية عميقة، سواء في الوجدان، أو علاقة الوجدان بالمكان والزمان.
وتحاكي مسرحية "ولي في قطار تائه" لسعيد نصر،السرديات الدينية ذات الدلالات الكبرى، وتأثير تلك الدلالات على نفسية الإنسان، ويتم ذلك من خلال ومضات شعرية خاطفة على لسان شخصياتها، دون إسهاب يشعر القاريء بالملل، ومن هذه السرديات ، على سبيل المثال الحصر، حوار سلام بطل المسرحية مع زوجته ليماء في ختام الفصل الأول، وهو الحوار الناجم في الأساس عن ظنها بأن زوجها يهرتل ويرهطق ويجدف، بسبب مرض نفسي قد يكون أصابه بسبب حرمانه من الإنجاب. ويؤكد سعيد نصر كاتب المسرحية الشعرية "ولي في قطار تائه" أن المسرحية عالمية الزمان والمكان، وأنه تعمد ذلك عند كتابتها، لقناعته بأن ذلك يتناسب بشكل دقيق، مع عالمية الأفكار والقضايا التي تتناولها، كالإنسان والتاريخ والحرية والظلم والعدل، والنزعة إلى الإصلاح، في سياق الصراع الأبدي بين الخير والشر. ويشير إلى أن المسرحية يتخللها إشارات رمزية تحمل دلالات وإسقاطات على قضايا مصيرية يعاني منها العالم الآن، وفي القلب منه مصر، وعلى رأس هذه القضايا قضية المياه، موضحًا أن ذلك كله يتم تقديمه من خلال ومضات شعرية على لسان بطل المسرحية وشخصيات أخري، دون الدخول في التفاصيل. وتحمل المسرحية رسائل عالمية إلى العالم كله، مفادها أن حل المشاكل بالصراع والعنف، سواء كانت مشاكل داخلية أو مشاكل إقليمية ودولية، سيؤدي إلى هلاك الدنيا كلها لامحالة، ولذلك يجب على الجميع أن يعلي من قيمة السلام، لأنها وحدها هي التي يمكنها إنقاذ قطار العالم من الضياع. ويتوقع كل من اطلع على نص المسرحية الشعرية"ولي في قطار تائه" أن تثير المسرحية موجة من الجدل الإيجابي،عقب نشرها بمعرض القاهرة للكتاب، وذلك لفكرتها الجريئة وموضوعها الملامس لحياة المجتمع البشري في كل زمان ومكان، منذ خلق البشر وحتى الآن، بما في ذلك المستقبل، حتى نهاية الحياة الدنيا. وتعود تلك التوقعات إلى أن المسرحية تتسم بأنها كونية على مستوى المكان والزمان، وتتمحور حول قيمة عليا يدافع عنها البطل ويؤمن بها كل من حوله، وتتمثل هذه القيمة العليا في إنقاذ الكون من خطر داهم، وكثيرا ما يفتخر كاتبها سعيد نصر بأنها مكتوبة بحبر القلب وقلم الروح، وليست مكتوبة على طريقة الشاعر الصنايعي ، وإن كان لاتنقصه ككاتب حرفية الصنعة. ويقول سعيد نصر أن "ولي في قطار تائه" مسرحية شعرية مختلفة، ستبدو لقارئها حال اطلاعه عليها ، كما لو كانت دفقة شعورية واحدة، ثارت بوجدان شاعر، وساحت في نوازع النفس البشرية، والقضايا الكونية، والمدركات الحياتية، ولم تهدأ ثورتها إلا في نهاية دورتها، أي في لحظة انسدال الستار على الأشخاص والأحداث، وهذا يضفي عليها طابع التشويق والتأثير الوجداني، ويجعلنا أمام حقيقة مفادها أن ما يُكتب بمداد القلب والروح، لايُقرأ إلا بذات الطريقة، فهي مسرحية شعرية تُقرأ بالقلب والذهن معا، وليس باللسان والأذنين فقط،وذلك على عكس ما يحدث حال قراءة الناس لأي مسرحية شعرية أخرى. ويضيف، إن مسرحية « ولي في قطار تائه»،
أنها مسرحية شعرية قابلة للتأويل، سواء في بعض أشخاصها أو في بعض أحداثها، وسواء في بعض أفكارها الظاهرة أو في أفكارها المستترة، وهذا يجعلها مسرحية كل الناس، وليست مسرحية كاتبها فقط، ويجعلها أيضا، وبفضل الرمزية التي تغلب عليها، بمثابة « نص حمال أوجه »، يحتك معه كل قارىء، بحسب قراءته للحياة ورؤيته للبشر وفكرته عن الكون والخير والشر، والحلم الكوني الذي يحلم به كل الطيبين في القرية الكونية. ويؤكد أنها لاتخلو من المضامين الفلسفية، وهي مضامين تتفاعل مع الرمزية والسردية الشعرية ، وتشكل ما يشبه الشاشة السينمائية العارضة للأحداث بالصوت والصورة، في ذهنية المتلقي، وهذا في الحقيقة لايصعب على القاريء تلمسه وتحسسه، خاصةً القارىء المحب للأدبة عامةً، والمحب للشعر خاصةً. ويكشف سعيد نصر أن مسرحية «ولي في قطار تائه» لكاتبها سعيد نصر، عمل أدبي يتفاعل مع تساؤلات عميقة وقضايا إنسانية كبرى، ويثير تساؤلات أكثر عمقًا، وقضايا أكبر حجمًا وأثرًا، وهذا ما يجعله عملًا يحاكي «القضية الكلية» ، أحيأنًا بالجزئية، وأحيانًا بالكلية. ويشير إلى أن الاتصال في مسرحية «ولي في قطار تائه» ليس في اتجاه واحد، وإنما في اتجاهين، حيث في فصلها الثاني، يشارك جمهور المسرح في أحداث المسرحية ورسم نهايتها، وذلك بعد أن أدرك الجمهور المتفرج على مسرحية شعرية كونية تعرض على خشبة مسرح باتساع العالم كله، أنه جزءًا لايتجزأ منها، وبأن مصيره مرتبط بشكل ومضمون نهاية أحداثها. ويوضح سعيد نصر أن ذلك الشيء فعله شعراء مسرحيون سابقون، ولكن الجديد والمختلف في مسرحية”ولي في قطار تائه”، هو أنه فعله بشكل مميز ومختلف، حيث جعل أحد المشاهدين، وهو “طفل نابغ” ، ابن بطل المسرحية، يحمل رمزية الطهارة والبراءة والذكاء والإرادة ، واختاره الكاتب كرمزية للجيل الجديد أو جيل المسقبل على مستوى العالم كله، هوالذي يحدد شكل ومضمون النهاية. هذا وتعد هذه المسرحية الشعرية أول عمل أدبي ينشر للكاتب سعيد نصر، والذي يقول عن مسرحيته،" ليس سهلًا أن تدرك المعنى والمغزى والفحوى، وقد يحتاج إدراك المراد إدراكه، وفهم المراد فهمه، أن يقرأ المتلقي الكتاب أكثر من مرة ، وقد يندهش المتلقي وهو يسير فوق حروف الكلمات، ويصعد درجات سلم الأحداث ، من دواخل شخصيات المسرحية، وخاصة بطلها سلام . وكان سعيد نصر قد اختار اسما لها ، وهو "نبي في قطار تائه"، ولكن نظرًا للحساسية التي قد يثيرها لفظ "نبي"، تم تغيير الاسم بالتنسيق والتوافق بين الكاتب وإدارة دار إنسان للطباعة و النشر ، إلى اسم "ولي في قطار تائه".