بقلم دجلة وحيد
تشكلت مؤخرا جبهة سياسية عراقية خارج العراق تطلق على نفسها إسم جبهة المعارضة الوطنية العراقية في أعقاب حراك تشرين العفوي والسلمي الذي قام به شباب العراق في الأول من تشرين عام 2019 بمختلف طوائفهم وإنتماءاتهم الإثنية كرد فعل على تردي الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية في عراقنا المحتل أمريكيا وإيرانيا والذي هو أيضا تحت التأثير السلبي المباشر والغير المباشر لدول الجوار العربية وغير العربية. وبهذا سحب هذا الحراك الشعبي السلمي البساط من تحت أقدام السلطة الطائفية العميلة الموالية لنظام ملالي قم وطهران والتي وضعها في مناصبها الإحتلال الأمريكي وساندها عسكريا ومخابراتيا نظام ولاية الفقيه الإيراني.
إستشهد على إثر هذا الحراك الشبابي المسالم في ثورته التشرينية السلمية المئات من شباب العراق وجرح واختطف الألاف من شبابنا المتظاهر ذكورا وإناثا ومن مختلف الطبقات الإجتماعية من قبل كلاب وعناصر ميليشيات السلطة الفاسدة القابعة في المنطقة الخضراء التي تأتمر بأوامر ولاية الفقيه الإيراني وحرسه الثوري ومخابراته المجرمة. زخم الحراك الشعبي التشريني وتأثير على نظام المحاصصة الطائفية العميل القابع في المنطقة الخضراء قل في الأونة الأخيرة بسبب الإنتشار الواسع لفايروس جائحة كورونا، وتقريبا تلاشى إلا في بعض المناطق خصوصا في محافظة الناصرية بسبب ضغط الميليشيات المسلحة ومماطلة الحكومة العميلة في الإستجابة لمطالب الثوار السلميين.
جبهة المعارضة الوطنية العراقية تتكون من عناصر تدعي بأنها تعارض النظام السياسي الحالي الفاسد الذي يعتمد في ديمومته على نظام المحاصصة الطائفية والإثنية الذي فرضه الدستور المستورد من الخارج والذي كتبه وألفه الأمريكي الصهيوني نوح فيلدمان مع بعض الرتوش والإضافات التي وضعتها الأحزاب العميلة المشاركة في العملية السياسية من أجل ترسيخ دورها في حكم العراق ونهبه وتفتيته.
جبهة المعارضة الوطنية العراقية تدعي من خلال بياناتها والتصريحات الإعلامية التي يطلقها البعض من عناصرها الإعلامية البارزة بأنها تبغي تغيير النظام الطائفي الفاسد برمته عن طريق الوسائل السلمية المتاحة، والعمل على تأسيس نظام ديمقراطي يمثل إرادة الشعب ومن أجل الشعب وذلك لتحقيق العدالة والمساواة الإجتماعية وتحقيق الرفاهية لكافة الطبقات الإجتماعية، وكتابة دستور جديد ينهي مخلفات الإحتلال ويتلائم مع طموحات الشعب العراقي من أجل ضمان إستقلال العراق واحدا موحدا والقضاء على مظاهر الفساد الإقتصادي والمالي والإجتماعي، ومحاسبة الفاسدين والحرامية وقتلة الشعب العراقي.
السؤال المهم الذي نطرحه في هذا المقال القصير والذي يرتبط بعنوانه هو من هي هذه العناصر المؤسسة لهذه الجبهة خارج العراق وماهي خلفياتها السياسية الماضية والحالية وطموحاتها المستقبلية وطنيا، عربيا، قوميا، ودوليا؟!!!
حسب علمنا ومن خلال تصفح روابط الإنتيرنيت أن العناصر المؤسسة لهذه الجبهة هم أكاديميون وكتاب عراقيون كانوا معارضون للنظام الوطني السابق قبل الإحتلال وكانت لهم علاقات بالمعارضة العميلة التي أقنعت اللوبي الصهوني في العقد التاسع من القرن الماضي من أجل إصدار قانون تحرير العراق من قبل الكونغرس الأمريكي عام 1998 في زمن الرئيس الأمريكي المتصهين بيل كلينتون والذي أدى في النهاية إلى إحتلال العراق وتدميره ونهبه في عام 2003 في عهد الرئيس المعتوه المجرم جوج بوش الصغير.
حديثا شاهدنا فيدوهات على اليوتيوب لمقابلات للناطق الإعلامي النشط لهذه الجبهة أحمد الأبيض التي عملها مع قناة (أي. إن. بي.) في برنامج بكل جرأة مع مهدي جاسم ومع قناة التغيير في برنامج من بغداد مع الإعلامي نجم الربيعي. تهجم أحمد الأبيض على نظام المنطقة الخضراء واشاد بثوار وثورة تشرين السلمية وطموحات الثورة وأهدافها، وتحدث عن أفكار برنامج الجبهة ومبادئها لتغيير العملية السياسية بالطرق السلمية. في سياق المقابلة في برنامج بكل جرأة مع مهدي جاسم في قناة (أي. إن. بي) وضح أحمد الأبيض نية الجبهة الإعتراف بالكيان الصهيوني حيث أنه قال أن السلام يتم بين الشعوب وليس بين النظم وأن اليهود هم أبناء أعمامنا وتناسى الحقيقة الدامغة أن اليهودية هي دين وليست قومية مثلما يطمح هذا الكيان المغتصب فرضها على العالم. وان معظم يهود العالم وخصوصا مستوطني فلسطين المحتلة ليسوا ساميون كنحن العرب وإنما من يهود الخزر الذين هاجروا من القوقاز إلى أوربا وبعدها إلى أمريكا بعد سقوط إمبيراطوريتهم على يد الروس وهم ليسوا من الأقوام السامية وإنما هم ينتمون إلى العنصر الآري.
ديالاكتيك التقية السياسية التي يستخدمها الإعلاميون العراقيون ومن ضمنها تصريحات أحمد الأبيض من ناحية الإشادة بثورة وثوار تشرين وفضح اساليب نظام المنطقة الخضراء ومن الناحية الأخري محاولته تمرير أجندات خاصة مثل الإعتراف بالكيان الصهيوني لم تعد تنطلي على الشعب العراقي وقواه الوطنية الواعية.
تناسى أحمد الأبيض الأبيض الذي كان يسمي نفسه سياسي مستقل وألآن يسمي نفسه سياسي معارض بأن الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين بنى دولته على قتل الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه بقوة السلاح والى يومنا هذا وما حصل ويحصل في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة وقطاع غزة هو خير دليل على ذلك.
أحمد الأبيض |
هل سأل أحمد الأبيض، الساكن في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، الشعب العراقي وخصوصا ثوار تشرين حول خطط هذه الجبهة بالإعتراف بالكيان الصهيوني وهل حصل على موافقة الشعب إذا كان هو ومن معه يبغون بناء عراق ديمقرطي حر يكون للشعب موقف واضح في إتخاذ القرارات المصيرية وخصوصا القومية منها؟!!!!!
هل نسى أحمد الأبيض وتناسى أن الكيان الصهيوني المغتصب شارك في عملية إحتلال وتدمير العراق؟!!!!!
من هي العناصر القابعة في شمال العراق والمشاركة في تأسيس الجبهة لتغيير نظام المنطقة الخضراء؟!!!
ألم تكن عناصر الأحزاب الكردية العملية التي جعلت شمال العراق مرتعا للموساد الإسرائيلي هي نفسها تأمرت وشاركت في إحتلال وتدمير العراق وهي أيضا جزء لا يتجزأ من العملية السياسية والنظام الطائفي والإثني المقيت؟!!!
نحن لسنا أعداء لليهود كيهود وبشر. اليهودي إنسان مثلنا مثل المسيحي والصابئي والمسلم غير العربي والسيخي والهندوسي والبوذي وغيرهم. نحن لسنا أعداء للشعوب وإنما أعداء للنظم والحركات السياسية التي تبغي وتخطط لتدميرنا وإحتلال بلداننا ونهب خيراتنا وأذلال شعبنا العربي من المحيط إلى الخليج وتدمير ديننا الإسلامي الحنيف وتبديلة بدين عبدالله بن سبأ الذي تبنته المراجع الفارسية على مر العصور وأدخلت عليه كل الدجل والخزعبلات اللادينية من أجل غسل عقول الجهلة من أبناء شعبنا وذلك لإعادة بناء الإميراطورية الفارسية التي أسقطها المسلمون العرب الأوائل. وفي النهاية كي لا ننسى العلاقات الحميمة تحت الطاولة بين نظام ملالي قم وطهران والكيان الصهيوني الذين خلقوا داعش وماعش والحبل على الجرار من إجل الإستمرار في إذلال هذه الأمة العريقة.
15/7/2021
رابط مقابلة أحمد الأبيض في قناة (أي. إن. بي.) - برنامج بكل جرأة مع مهدي جاسم
بكل جرأة مع مهدي جاسم | ضيف الحلقة السياسي المعارض أحمد الأبيض | 15/6/2021
رابط مع قناة التغيير في برنامج من بغداد مع نجم الربيعي
د. أحمد الأبيض قمنا بتشكيل جبهة معارضه من الشخصيات الوطنيه وإبطال تشرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق