05 يوليو 2021

تخفيض إنتاج النفط وزيادة أسعاره..مظلومية هنا وبطولة هناك

تخفيض الإنتاج وزيادة أسعار النفط في السوق العالمية أصبح مظلومية بينما إغراق الأسواق العالمية بالنفط سابقا من أجل تدمير الإقتصاد العراقي كان بطولة عربية"

بقلم : دجلة وحيد

قرأت اليوم خبر نشر في موقع الجزيرة يشير إلى بروز خلاف بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أثناء الإجتماع الأخير لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) حول تمديد خفض إنتاج النفط الخام تحت نفس الشروط التي اتفق عليها في أبريل/نيسان عام 2020، والزيادة التدريجية له من أجل استقرار السوق النفطية والمحافظة على أسعاره في السوق العالمية. الإمارات العربية المتحدة كانت الدولة الوحيدة التي اعترضت على هذا القرار، وأفشلت المحادثات بين الدول المشاركة في الإجتماع حيث أنها تدعي بأنها تعرضت للظلم وتعهدت بالدفاع عن حقوقها لأنها تريد زيادة حصتها من إنتاج النفط الخام من أجل إسناد إقتصادها.

كل المتابعين المنصفين للأحدات التي حصلت بعد إنتهاء الحرب العراقية-الإيرانية والتي خرج منها العراق منتصرا على جيش الدجال خميني يعلمون بأن العراق تعرض الى مؤامرة كبيرة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني شاركت فيها دول عربية بصورة تدريجية وأبرزها دول الخليج العربي. الولايات المتحدة الأمريكية بدأت بأصدرت عقوبات إقتصادية على العراق وبعدها بدأ التأمر العربي الخليجي بإيعاز من الولايات المتحدة من خلال إغراق الأسواق العالمية بالنفط الخام وخفض سعر البرميل الواحد للنفط من 25 دولار إلى 7 دولارات مما أدى إلى تأثير سلبي كبير على إقتصاد العراق الذي كان قد خرج توا من حرب ضروس دامت لمدة 8 سنوات والتي فيها ليس حمى العراق نفسه فقط من المد الصفوي الإيراني بل أيضا حمى دول الخليج العربي وقوض حلم خميني لإعادة بناء الإمبيراطورية الفارسية التي قضى عليها الخليفة عمر الفاروق (رض) في قادسية العرب الأولى. العراق كان بحاجة الى مردودات بيع النفط العراقي الخام من أجل إعادة بناء إقتصاده وتحسين الأوضاع الإجتماعية والبنى التحتية التي تأثرت أثناء فترة الحرب. العراق لم يتعرض فقط لهذه المؤامرة الإقتصادية فقط بل أن دولة الكويت استغلت إنشغال العراق بالحرب الدفاعية ضد إيران الخمينية بقضم أراضي عراقية وتغيير خطوط الحدود بين العراق وقصبة كاظمة بل أيضا أن الكويت أخذت تسرق النفط العراقي من خلال الحفر المائل والإستحواذ على النفط من الأبار العراقية. ليس هذا فقط بل أن الكويت أخذت تطالب العراق بدفع فاتورات المساهمات المالية التي قدمتها له أثناء الحرب كمساعدات وليس كديون وهددت العراق ببيع سندات هذه الأموال الى شركات مالية صهيوأمريكية في نيويورك وذلك لتسهيل سيطرة هذه الشركات المالية على الإقتصاد العراقي وتدميره وجعل العراق مدان لهذه الشركات الى يوم يبعثون كما كانت تفعل هذه الشركات في الدول الأفريقية المدانة لها.

العراق احتج على هذه الممارسات اللاعربية والغير أخلاقية من دول عربية حماها وحمى استقلالها بالأمس وغدرت به فيما بعد، وحاول أيضا حل هذه المشاكل سلميا عن طريق المحادثات المباشرة بينه وبين الدول المعنية (الكويت والمملكة العربية السعودية) وبمشاركة دول عربية أخرى مثل الأردن ومصر وكذلك أثناء إنعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد عام 1990، لكن كل هذه الجهود باءت بالفشل والتي اشتهرت بمقولة الشهيد صدام حسين "قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق". وأخيرا انتهى المطاف بدخول العراق الى قصبة كاظمة وهروب أميرها وحكومته الى السعودية، ومن ثم شاركت الأمم المتحدة بالمؤامرة الكبرى على العراق حينما وضعته تحت البند السابع وإصدار العقوبات الإقتصادية الجائرة التي لم يتعرض لها بلد أخر منذ أن بدأت الخليقة وانتهت هذه المسرحية التأمرية بشن حرب كونية على العراق شاركت فيها أكثر من 30 دولة من ضمنها جيوش عربية مصرية وسورية لإخراج الجيش العراقي من قصبة كاظمة. هذه المؤامرة الكونية التي شاركت فيها إيران أيضا كانت النواة لتدمير العراق وإذلال وتجويع شعبه واخيرا توجت بإحتلاله وتدميره كليا عام 2003 وتسليمه فيما بعد الى إيران وعملائها لنهبه وقتل شعبه وتقسيمه الى طوائف ونحل.

إذا كان خفض إنتاج النفط من أجل إستقرار الأسواق النفطية العالمية ومن المحتمل رفع أسعاره كي تستفيد من ذلك الدول المنتجة للنفط إقتصاديا يعتبر مظلومية بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ماذا ستقول هذه الدولة وحكامها حينما أغرقوا الأسواق العالمية بالنفط الخام بعد إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية، هل كانت تلك المؤامرة على العراق بطولة عربية من أجل القضاء على نظامه الوطني الذي حماهم من المد الصفوي؟!!!!

سؤالنا هنا:

هل ستستمر الخلافات الإماراتية مع السعودية وتتوسع وتنتهي في مواجهات قد تكون عسكرية ليس في أراضيهما بل في أراضي اليمن الذي كان سعيدا واصبح تعيسا بعد تقويض نظامه الوطني؟!!!!

أم هل ستستغل الإمارات علاقاتها الجديدة والحميمة مع الكيان الصهيوني للتأمر على النظام السعودي واسمرار المهازل العربية التي لم تنتهي ومنذ سقوط الأندلس؟!!!!

5/7/2021 



ليست هناك تعليقات: