28 يناير 2015

بالصور ..اقتحام منزل احمد موسي واختطاف ابن شقيقه والاستيلاء علي بندقيتين أليتين غير مرخصتين

ابن شقيق احمد موسي

نشرت صفحة "الجبهه الشعبية مسار" علي موقع الفيسبوك تقريرا يفيد اقتحام منزل عائلة المذيع باحدى الفضائيات الموالية لاجهزة الامن احمد موسي بقرية شطورة التابعة لمركز طهطا محافظة سوهاج والاستيلاء علي بندقيتين اليتين بدون ترخيص.
ياتى ذلك بعدما نشبت مشاجرة بين اولاد موسي وبين احد العائلات بقرية العتامنة المجاورة بسبب مرور طفلان صغيران من قرية العتامنة المجاورة من امام منزل اولاد موسي يمتطيان ظهر حمار كتبا عليه اسم (( c.c)) وهتفا "يسقط يسقط حكم العسكر" فقام احد شباب عائلة موسى ويدعي خالد علي موسي وهو ابن شقيق احمد موسي باختطاف الطفلين وتقييدهما واحتجازهما لمدة تزيد على السبع ساعات وتعدى عليهم بالضرب
تدخل بعض العقلاء من البلدين واطلقا سراح الطفلين 
وعلي اثرها واثناء انقطاع التيار الكهربائى تم اختطاف الشاب خالد على موسى حينما تربص به اهالى الطفلين وقاموا باقتحام منزل عائلة اولاد موسى والاستيلاء علي بندقيتين اليتين بدون ترخيص.
تم ابلاغ الشرطه واستمر البحث عن الشاب المخطوف 




فيديو .. معتقلا الذكري الرابعة للثورة: تم تعذيبنا ليوم كامل .. والمعتقلات وحدت بين كل التيارات والاعمار



    خرج فجر اليوم 24 معتقل فى احداث ذكرى 25 يناير من معسكر السلام بالعاشر من رمضان تعمدا من الداخلية دون اجراء اى تحقيقات لهم.
    قال (محمد محمود، واحمد البربرى) احدا المعتقلين انهم قبض عليهم من امام نقابة الصحفيين وتحولوا على قسم الازبكية ثم على معسكر السلام فى حين ذهب المحامين الى المعسكر وقيل لهم انه لا يوجد معتقلين بالمعسكر.
    اضافوا المعتقلين انه تم ضربهم يوم كامل وكان معهم فى غرفتهم 70 معتقل لكنه لم يخرج منهم الا 24 فقط لم يتحقق معهم اثناء الخروج ولكنهم لا يعرفوا ما سبب خروجهم حتى الان.
    اشاروا انه يوجد بالمعسكر رجل ييلغ من العمر 65 عام وطفل يبلغ 12 عام ويوجد ايضا النشطاء السياسيين (محمد دومة ،وجميلة) حيث اصاب محمد دومة بنزيف فى عينه الشمال وهو ضرير لا يرى.
    وذكروا انه يتم تعذيب باقى المعتقلين بطريقة غير ادمية وانه تم تهريبهم من قبل الداخليه اثناء الليل مطلوب منهم عدم النظر الى الوراء والرقد جريا بعيد عن المعسكر تحت تهديد السلاح .

    صور ومشاهدات قدمها الطبيب غيلبرت عن فظائع إسرائيل في غزة «تبكي» آلاف الأردنيين

    طارق الفايد
    عمان – «القدس العربي» من : استطاع الطبيب النرويجي والناشط من أجل فلسطين الدكتور مادس غيلبرت أن يرقرق دموع أكثر من ثلاثة آلاف شخص حضروا محاضرة نظمت له في العاصمة الأردنية عمان عرض خلالها بعض الصور القاسية التي التقطها شخصيا أثناء مشاركته في علاج المصابين من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في الصيف الماضي.
    وعرض على الحضور في أحد الفنادق الواقع المؤلم في قطاع غزة جراء الاعتداء الاسرائيلي الذي دام 51 يوما.
    وتحدث غيلبرت عن تجاربه الشخصية في عمليات إنقاذ الأرواح الفلسطينية منذ عام 1981، التي وصف فيها المعاناة الحقيقية لأهالي قطاع غزة وحال المستشفيات التي تحولت لمسالخ بشرية عندما كانت تقصف من الجو والبحر والبر وتهدم البيوت على رؤوس أصحابها، في حين كان العالم بأسره يقف مكتوف الأيدي متفرجا على ما يحدث.
    وأكد غيلبرت الذي تطوع للعمل في غزة خلال الهجمات الأربع الماضية، أن مجموعة صغيرة من المواطنين يمكنهم تغيير العالم، مبينا ان غزة تعلم الحياة، وذلك قبل أن يعرض المشاهد المؤثرة للشهداء والمصابين من الأطفال والنساء، التي جعلت أكثر من ثلاثة آلاف شخص في القاعة المعدة أصلا لاستيعاب 1200 شخص فقط، يتأثرون بشكل كبير وتفيض دموعهم حزنا وألما.
    وتساءل الطبيب النرويجي المؤيد للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي، هل خرج القادة العرب في مسيرات منددين بالارهاب الاسرائيلي البشع، مثل التي خرجت في باريس مؤخراً ردا على الاعتداء على صحيفة «تشارلي إيبدو» التي أساءت في رسوم كاريكاتورية للنبي محمد ؟ هل تدخل الرئيس الأمريكي باراك أوباما وندد ببشاعة الجريمة مثلما تدخل في الأزمة العراقية والسورية وغيرها من أزمات العالم؟.. هل خرج الاتحاد الأوروبي مهددا مثلما حدث عند بداية الأزمة الأوكرانية؟.
    واعتبر أن هذا كله نفاق وازدواجية في المعايير وأخلاقيات سيئة تؤكد نظرية «إذا كانت بيدك القوة افعل ما تريد»، مبينا أن الجميع في العالم كان يعرف ما يحدث في قطاع غزة من ظلم أوباما وطغيان (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو وعدم مبالاة القادة العرب.
    وأوضح الطبيب الانسان أن نجاح غزة في العدوان الاسرائيلي جاء نتيجة شبكتها الاجتماعية الصلبة التي تظهر قوة الأسرة وتمسكها بكرامتها كما تتمسك بالحياة.
    وهنا سرد بالصور قصة تمسك طفلة غزاوية بالحياة رغم أنها شهدت أربع حروب متتالية منذ نعومة أظفارها فقدت خلالها العديد من أفراد أسرتها. وكان يتابع حالتها شخصيا في كل مرة تصاب فيها، ولكنها ما زالت على قيد الحياة.
    وتحدث عن قصص أبطالها مسعفون وأطباء في مستشفى الشفاء بعلاجهم آلاف المصابين والجرحى رغم ضعف إمكانيات المستشفى وعدم صرف الرواتب لعدة أشهر ورغم الحصار، فلا يوجد شيء، لا كهرباء ولا ماء ولا مستلزمات طبية ولا علاجات، لا أسرة في غرف العمليات ولا معدات ولا أجهزة مراقبة للمرضى، فالأجهزة كلها مهترئة. ورغم ذلك كله لا يشتكون لإنهم أبطال، يقومون بعملهم دون تردد، إنهم كالمقاتلين في الحرب يواجهون أي تحد بثبات غير متصور.
    وقال غيلبرت إن الاجتياح البري لغزة والقصف الجوي والبحري نتج عنه «أفواج وقوافل من الإصابات ممزقين ينزفون يرتعشون يموتون، كل أشكال الجرحى من الفلسطينيين من مختلف الأعمار كلهم مدنيون كلهم بريئون».
    الشجعان من طواقم سيارات الإسعاف ومن كوادر مستشفيات غزة كلها، كلهم يعملون على مدار الساعة، وردياتهم تطول من 12 وحتى 24 ساعة، ألوانهم شاحبة من التعب ومما يشاهدونه من مناظر لا إنسانية، هم يقدمون الرعاية ويحاولون ترتيب الأولى بين الحالات التي تتوافد عليهم وبشكل عشوائي، اعداد من الجثث ومن الأطراف المبتورة مقسمة إلى قطع بأحجام مختلفة. وجرحى بعضهم يتحرك، وآخرون لا يستطيعون التحرك، بعضهم يتنفس، بعضهم لا يتنفس، بعضهم ينزف، وبعضهم لا ينزف». واضاف «أحترم هؤلاء الجرحى إحتراما بلا حدود، فلديهم القدرة على تمالك أنفسهم رغم الآلام رغم الأوجاع ورغم هول الصدمة».
    وأضاف غيلبرت «شهادتي على صمود الفلسطينيين تمنحني القوة، ولكن احيناً أشعر بأنني أريد أن أصرخ، أن أحضن أحد بشدة وأبكي، عندما أشم رائحة الجلد والشعر المحروق على جثة الطفل الدافئة المغطاة بالدماء.. أريد أن ألقي نفسي بأحضان قوافل الشهداء منهم لأحمي نفسي، ولكن لا وقت لدي لأقوم بذلك وكذلك هم لا وقت لديهم».
    وشبه غرف العمليات في المستشفى بالمسالخ التي تملئها الأشلاء والجثث والدماء، ومستنقعات من الدماء في قسم الطوارئ، والكثير من الشاش المغطى بالدماء. وقال «وفوق كل هذا نسمع آلة الحرب الإسرائيلية لتعزف سمفونيتها المرعبة مرة أخرى، زحف المدفعية على الشاطئ القريب، وزئير طائرات ف 16، زنين الطائرات بلا طيار تحوم حولك وتسمع مراوح الأباتشي المحيطة والطائرات الطنانة». وتأسف غيلبرت على عرض الصور المؤلمة للشهداء والمصابين ولكنه قال: «عليكم أن تعرفوا أن هذا ما أحمله في عيوني أينما ذهبت».
    وأشار إلى أن إسرائيل اتبعت في عدوانها على قطاع غزة «مبدأ الضاحية» (الضاحية الجنوبية من بيروت) وهو مبدأ مخالف للأعراف والقوانين الدولية وتنص على تدمير أحياء سكنية برمتها وتهديمها والقضاء على البنية التحتية وقتل أكبر عدد ممكن من البشر كعقوبة جماعية في حال صدرت من تلك المنظقة أعمال مقاومة للاحتلال الإسرائيلي.
    وهنا قص الطبيب النرويجي على الحضور تجربته مع عدد من «لجنة التضامن النرويجية» خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 وتحدث عن تعرفه على الطفل خليل الشجاع- كما أراد أن يسميه- وهو طفل فلسطيني لاجئ كان يعيش مع والدته في مخيم صبرا، حيث اصيب الطفل وهو في يد أمه بقنبلة سقطت بالقرب منهما تسببت باستشهاد الأم وبتر اليد اليسرى للطفل.
    وبعد اسبوع من الحادث المؤلم أصر خليل على تضميد يده بنفسه قائلا للطبيب المعالج «أرجوك لا تخدرني كي لا أفقد وعي وعلمني كيف أقوم بتضميد جراحي». اصبح وقتها هذا الطفل مصدر الهامي وإلهام المستشفى بأكمله، فقد كان ينظف سريره بنفسه ويرتب الشراشف ويغني للمقاومة.
    وقال غيلبرت وهو يعرض الصور الخاصة للطفل الجريح «علمني هذا الطفل أنه خلال عملي لا أبحث عن أماكن الضعف لدى المصابين والجرحى، بل عن أماكن القوة وأساعدهم عن البحث عن قدراتهم».
    وختم الناشط النرويجي محاضرته التي تواصلت لأكثر من ساعتين بقوله: إن أي أمة محتلة في العالم تتمتع بحق الدفاع عن أرضها بأي أسلحة تراها مناسبة… الصمود، الكرامة، النجاة، غزة تعلمك الحياة يا سيدي».
    وبعد ذلك تهافت الجماهير على الطبيب والناشط النرويجي لتوقيع كتابه «عيون في غزة».

    منير شفيق يكتب: في ذكرى ثورتَيْ تونس ومصر

    في مثل هذه الأيام قبل أربع سنوات انتصرت الثورتان التونسية والمصرية بالإطاحة بكلٍ من زين العابدين بن علي وحسني مبارك على التتالي. وبدا كما لو أن موجاً ثورياً شعبياً راح يتململ من المحيط إلى الخليج وكان الشعار الذي ساد وشاع هو شعار "الشعب يريد إسقاط النظام".
    لا شك في أن مجريات الأحداث في كل من تونس ومصر، كما السرعة التي حُسِمَ فيها الصراع بتحقيق مطلب إسقاط النظام، جاءت مفاجئة للجميع، وأولهم الشباب الذين بدأوا التظاهر إذ لم يتوقعوا أن تتحوّل تظاهراتهم التي لا تتعدّى المئات أو آلاف في أكثر التقديرات تفاؤلاً، إلى أنهار من مئات الآلاف والملايين.. ثم تتحوّل إلى ثورة بعد أن فشلت الأجهزة الأمنية في كلا البلدين في قمعها. فأوكل أمر تفريق الحشودات إلى الجيش.
    وبعيداً عن تفاصيل الحالتين التونسية والمصرية تدّخل الجيش بعد أن أصبح من غير الممكن أن ينجح حيث فشلت الأجهزة الأمنية التي كانت تفوقه عديداً وخبرة، فاتجهت قيادتاه إلى طلب التنحي من الرئيس وبهذا حُسِمَ الصراع في مصلحة الشارع من ناحية إسقاط رأس النظام، وأُعلِنَ عن انتصار الثورتين ودخول كل من مصر وتونس مرحلة انتقالية لإحلال نظام جديد مكان النظام الذي سقط.
    في تفسير الانتصار السريع للثورتين التونسية والمصرية لا بدّ من أن يُلاحظ عاملان أو ظرفان سمحا باندلاع الثورتين وانتصارهما.
    الأول: حدوث اختلال كبير في ميزان القوى العالمي والإقليمي مع نهاية العام 2010 تمثل في تراجع كبير للسيطرة الأمريكية نتيجة فشل إدارة جورج دبليو بوش في مشروع بناء شرق أوسط كبير للسيطرة الأمريكية نتيجة فشل الاحتلال العسكري الأمريكي للعراق بفضل ما واجهه من مقاومة وممانعة داخلية، وفشل حربَيْ العدوان الصهيوني –الأمريكي على كلٍ من لبنان تموز/يوليو 2006 وقطاع غزة 2008/2009، وقد تَوّج ذلك باندلاع الأزمة المالية العالمية 2008. وقد صاحَبَ ذلك بروز قوى دولية وإقليمية منافسة: روسيا والصين والهند والبرازيل وتركيا وإيران وجنوبي أفريقيا.
    هذا الاختلال في ميزان القوى العالمي الذي تمثل من خلال التراجع الكبير للسيطرة الأمريكية عالمياً وإقليمياً أدّى إلى اختلال هام في قوّة محور الاعتدال العربي وهيبته. وقد كان راهنَ خلال العقد الأول من القرن الواحد والعشرين على نجاح المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد كما على نجاح حربَيْ العدوان الصهيوني على كلٍ من لبنان وقطاع غزة. الأمر الذي زعزع أنظمة المحور المذكور ولا سيما مصر حسني مبارك وتونس زين العابدين بن علي.
    هذا العامل أو الظرف العالمي – الإقليمي – العربي أوجَدَ المناخ المناسب لاندلاع ثورات. لأنه أدّى إلى زعزعة النظام العربي الذي تأسّس منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، وتكرّس بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وكاد أن يتكرّس أكثر لو نجح مشروع إقامة نظام عالمي جديد أحاديّ القطبية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي 1991 (وقد فشل فشلاً ذريعاً خلال عهدَيْ جورج دبليو بوش).
    أما العامل الثاني، أو الظرف المناسب لنجاح الثورتين التونسية والمصرية، فقد تمثل في شيخوخة النظامين وفقدانهما تلك القوّة التي تمتعا بها طوال الثلاثة عقود تقريباً. إن شيخوخة النظام، واضطراب القدرة على الحكم يشكل شرطاً أساسياً لاندلاع الثورة وانتصارها. فالكل يذكر أن نظامَيْ حسني مبارك (على الخصوص) وزين العابدين بن علي كانا يبحثان عن التوريث. أي كان النظامان يستعدان لتسليم قيادة البلاد لرئيسين جديدين.
    إن التقاء الاختلال في ميزان القوى العالمي والإقليمي- العربي وشيخوخة كل من النظامين يسمحان بتفسير اندلاع الثورتين وانتصارهما. ويسمحان بتفسير الدور الذي لعبه الجيشان المصري والتونسي ولا سيما الجيش المصري الذي لم يكن راضياً عن مشروع حسني مبارك لتوريث جمال مبارك.
    وكذلك يسمحان بتفسير عجز أمريكا عن التدخل لإنقاذ أهم حليفين لها ويسمحان بتفسير الارتباك العام الذي أصابَ دولاً كثيرة، كبرى وإقليمية وعربية، في التعاطي مع الثورتين المصرية والتونسية وقراءة أبعادهما وتداعياتهما.
    يكفي أن نقارن كيف كانت أمريكا تتصرف عندما ما كانت صاعدة وفي عنفوان هيمنتها. وهنا يحضر على سبيل المثال ما حدث في إيران في أوائل الخمسينيات حين أطاحت بمصدّق. ولم تسمح بزعزعة نظام الشاه أو سقوطه.
    ولعل ملاحظة أهمية حدوث اختلال في ميزان القوى العالمي والإقليمي على حدوث ثورة ونجاحها، هو ما حدث عندما هُزِمت أمريكا في فييتنام 1976 وأخذت بالتراجع أمام مدّ سوفياتي وصل إلى قلب الأوضاع في أفغانستان وامتدّ إلى أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا والبلاد العربية. ففي هذه اللحظة من اختلال في ميزان القوى العالمي والإقليمي تشكل ظرف مناسب لنجاح الثورة الإسلامية في إيران، حيث أيضاً توافقَ هذا الاختلال مع شيخوخة نظام الشاه. وهو ما يُفسّر عجز أمريكا عن التدخل لإنقاذ الشاه. مما دفع البعض إلى التجني على الثورة الإسلامية باتهامها أن أمريكا كانت راضية عنها كما حدث في اتهام الثورتين المصرية والتونسية حيث فُسِّر العجز وعدم القدرة على التدخل في ظرف محدّد، بأنه تشجيع للثورة.
    لهذا يمكن تفسير اندلاع عدد من الثورات الكبرى المعاصرة ونجاحها بملاحظة الاختلال في موازين القوى العالمية والإقليمية ودخول النظام المعني بمرحلة الشيخوخة. وهذا طبعاً لا يُقلل من أهمية الدور الذاتي للثورات وقياداتها في تأمين النجاح والانتصار. ولكن هذا العامل له حديث آخر وفقاً لكل حالة من حالات الثورة.
    عندما تندلع تظاهرات شعبية وتتحوّل إلى مئات الألوف أو الملايين وتُطيح برأس النظام وتدخل مرحلة انتقالية من أجل تحقيق أهداف الثورة، يصح أن تُسمّى ثورة لأنها تكون قد أسقطت النظام السابق الراسخ ووضعت البلاد على أعتاب مرحلة انتقالية، أو أعتاب تغيير، لتأسيس نظام حكم جديد. فهي تحمل لقب ثورة عن جدارة، بغض النظر عما سيتلو من تطوّرات. فالثورة تُحدَّد بما أنجزته ولا تُحدَّد بما سيحدُث لاحقاً. والذي سيحمل بدوره الوصف الذي يليق به أكان ثورة جديدة، أم كان حرباً أهلية وفوضى، أم كان ثورة مضادة، أم كان حالة مركبة بين هذا وذاك.
    هنالك من يُعطي تعريفاً للثورة لا ينطبق إلاّ على ثورة معينة تحمل سمات محدّدة، وهو بهذا يُخرِجُ عشرات الثورات من تعريفه، بما في ذلك الثورات التي تفشل. فما يجمع تعريف الثورة إنما هو تعريف عام وفضفاض يشمل حتى الثورة التي تفشل، مثلاً ثورة الكومونة في باريس 1870 أو ثورة 1905 في روسيا أو ثورة خرداد 1963 في إيران، ومن ثم ما من شعب إلاّ وله ثورات ناجحة وأخرى فاشلة ولكنه أصرّ على تمجيدها واعتبارها ثورة كذلك.
    إعطاء تعريف للثورة بأنها انتصرت، كحالة الثورتين المصرية والتونسية، لا يرتبط بالمآلات اللاحقة، ففي الواقع هنالك ثورات آلت بعد انتصارها إلى فوضى ومقاصل ثم إلى إمبراطورية كما حدث مع الثورة الفرنسية الكبرى بعد 1789 أو كما حدث مع ثورة كرومويل في إنكلترا 1864، أو إلى حرب أهلية لمدى سبع سنوات كما حدث مع الثورة البلشفية في روسيا 1917، أو تحوُّل قيادتها من لينين إلى ستالين 1924.
    ولهذا فإن الذين يهزأون من ثورَتَيْ مصر وتونس بسبب ما عرفناه من تطورات أو بسبب ما آلت إليه الأوضاع العربية في أكثر من بلد عربي، وبروز ظواهر سلبية أو دموية أو تكفيرية، أو ما يمكن أن يحدث من تفتت وحروب أهلية، فهؤلاء يحكمون على الثورة بمآلات معينة، فيهزأون منها أو يُشككون بها ويُسقِطونَ عنها صفة الثورة. وهم بهذا على خطأ. لأن المعيار الذي استندوا إليه يُسقِط سمة الثورة عن أغلب ثورات العالم. فكم من ثورة سقطت في الفوضى والحروب الأهلية، ولم تتبع مباشرة بالنتائج المرجوة.
    من هنا يجب أن تبقى ذكرى ثورَتَيْ مصر وتونس، وما يدخل في سياقهما من ثورات شعبية سلمية، حيّةً تستحق كل تمجيد وإكبار لما أنجزته، ولما فتحته من آفاق عراض بعضها أُغلِق، وبعضها أُبعد، وبعضها ما زال مفتوحاً على المستقبل. فما أنجزته ثورتا مصر وتونس كان عظيماً، إذ طُويَ عهدان حملا إلى جانب الاستبداد والفساد تبعية للخارج، وتواطؤاً على المقاومة مع الكيان الصهيوني في حربَيْ 2006 في لبنان و2008/2009 في قطاع غزة. وهو ما يجعل طيّ صفحتيهما إنجازاً ثورياً كبيراً، فمرحى وتحية لهما من ثورتين كُبْرَيَيْن، وانحناءة إكبار لشهدائهما وجرحاهما وللأسر المكلومة ولكل من بذل دماً وجهداً في انتصارهما.

    زهير كمال يكتب: دور الفرد في التاريخ

    هل من المهم مثلاً أن نعرف اسم رئيس الجمهورية الذي حكم بعد جيمي كارتر في الولايات المتحدة أو رئيس الوزراء الهندي الذي جاء بعد راجيف غاندي أو رئيس الوزراء الذي تلا مارغريت تاتشر في بريطانيا.
    في دول المؤسسات الديمقراطية التي تتداول فيها السلطة سلمياً يتناوب الأفراد على تولي المنصب الأول وقد يكون بعضهم أفضل من غيره في خدمة شعبه فيذكرونه بالخير وقد يترك أثراً ما فيذكره التاريخ، وقد يكون أسوأ، مثل جورج بوش الابن الذي ورط الولايات المتحدة في حربين ووضع الاقتصاد الأمريكي على حافة الإفلاس ، ولا نستطيع القول سوى أن خلفه اوباما قد قام بواجبه كفرد في مؤسسة وأي رئيس آخر من الممكن أن يقوم بعمله، فالنظام يقوم بإصلاح نفسه وتعديل مساره.
    وبعد عشرين أو ثلاثين عاماً لن يتذكر أحد ما قام به اوباما لإصلاح اقتصاد بلاده.
    مثل آخر ، وضع الناس أيديهم على قلوبهم عندما استلم حزب جاناتا، اليميني المتطرف، السلطة بدلاً عن حزب المؤتمر، الذي حكم البلاد لمدة طويلة بعد أن قادها نحو الاستقلال، وخافوا على الديمقراطية الهندية أن تنتكس، ولكن ثبت بالتجربة أنها أقوى من الأفراد والأحزاب.
    ولا يتذكر أحد الآن حزب جاناتا أو اسم رئيسه في تلك الفترة فقد كانت لحظة عابرة في تاريخ الهند.
    يمكن أن نستخلص أنه في دول المؤسسات التي أصبح لها مسار ديمقراطي ثابت لا وجود لفرد يمكن أن نطلق عليه اسم المخلّص أو المنقذ أو الزعيم الملهم الذي لا يشق له غبار.
    عندما تتناول أوضاع الشعوب الأخرى التي تريد الوصول الى هذه الحالة المستقرة أو عند النضال للخلاص من استعمار دولة أخرى فهذا يعني حالة الثورة.
    هنا يختلف الحال.
    أحد تعريفات الثورة أنها حالة وعي ونهوض لكامل قوى الشعب الحية لتغيير واقعها الفاسد بعد أن وصل الوضع الى درجة لا يستطيع شخص بمفرده أو مجموعة صغيرة تغييرها.
    أحد تعريفات الثورة أيضا، أنها الفوضى الشاملة حيث تفلت الضوابط وتنتهي المعايير القديمة المنظمة للمجتمع والتي تناسب الحاكم، أو المستعمر ، فالشرطة والجيش يصبحان هدفاً مشروعاً للقوى الثورية.
    ويعتمد نجاح الثورة في تحقيق أهدافها على تحويل الفوضى الشاملة الى حركة منظمة يقودها حزب يرأسه قائد من أهم صفاته أنه يستلهم تطلعات شعبه، ويستطيع من خلال إدارة ذكية تحويل الزخم الجماهيري الى قوة يحسب حسابها تستطيع التغلب والانتصار على النظام القديم. 
    ضمن مهامه أيضاً أنه يعمل على تقوية واستمرار الزخم بفعل شخصيته القوية وبوصول أفكاره المعبرة عن أهداف الشعب الى كافة الثوار بحيث تدفعهم الى القيام بواجباتهم بشجاعة تصل الى حد التضحية بأنفسهم من أجل المصلحة العامة . 
    واذا لم يتوافر هذا الشرط ، وجود قائد وحزب، تفشل الثورة وتصبح تراثاً جميلاً وذكريات كفاح وتضحية .
    في الثورة الفرنسية لم يكن هذا الشرط موجوداً ولم تستطع كل الشخصيات الثورية المشهورة أمثال دانتون وروبسبير وغيرهم تقمص شخصية الشعب وتكوين حزب ينظم الفوضى المنتشرة. وهكذا استطاع شخص أناني وطموح الوصول الى السلطة ، لم يكتف بلقب ملك وإنما أصبح الأمبراطور نابليون، ولم يبق من الثورة إلا شعاراتها البراقة : حرية، إخاء ومساواة .
    والى حد ما سارت ثورة 25 يناير 2011 المصرية على نفس الطريق فلم يستطع شباب الثورة تكوين حزب في الوقت المناسب ولم تبرز أية قيادة تستلهم وتتقمص شخصية الشعب الثائر.
    وفي زمن قياسي استلم فرعون آخر السلطة وتحولت شعارات الثورة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية الى ذكريات جميلة.
    ولكن الى أجل قصير، فنحن نعيش عصر الشعوب وما زالت الأسباب المؤدية للثورة موجودة. وبينما استطاع نابليون إشغال الشعب الفرنسي بالحروب في اوروبا وخارجها،
    لا يستطيع فرعون مصر السير على خطاه وحربه على الإرهاب إنما هي مزحة كبيرة لا يستطيع خداع شعبه بها.
    أما في حالة وجود قائد أو زعيم ثوري فإن لينين، ماو تسي تونج، هوشي منه، كاسترو، غاندي ومانديلا أمثلة على أفراد دخلوا التاريخ من أوسع ابوابه.
    في الحديث عن لينين مثلاً تفسر الماركسية دور الفرد في التاريخ ووجود زعيم فرد أنه لو لم يوجد لينين لأوجده الشعب الروسي.
    وأن الزعيم يؤثر في الجماهير ويتأثر بها.
    ولكن في تلك الفترة التاريخية الهامة في حياة الشعب الروسي وثورته من كان يستطيع قيادة الثورة بالطريقة التي سارت بها رغم وجود عدد كبير من الأسماء اللامعة.
    وعندما ننظر من بعيد الى مجرى حياة هذه الشخصيات الهامة ومصيرها نجد أن الوحيد الذي كان مؤهلاً لقيادة الثورة هو لينين فقط. ولعل الموقف من صلح بريست ليتوفسك والتنازل عن أراض روسية للألمان خير دليل على بعد أفق الزعيم وقدرته على تحليل الموقف وجرأته في اتخاذ القرارات المؤلمة التي لا يستطيع سواه اتخاذها.
    في الحديث عن غاندي مثلاً كان الوحيد من بين رفاقه الذي تمسك بسياسة اللاعنف حتى النهاية وبينما كان رفاقه يتألمون ويريدون الإنتقام من المذابح التي تقوم بها بريطانيا ضد الشعب الهندي الأعزل، ظل مصمماً على رؤياه واستطاع انتزاع استقلال الهند.
    في الحديث عن ماو تسي تونغ ، من كان يستطيع أن يؤجل الهدف الذي قامت من أجله الثورة وهي القضاء على تشان كاي تشك وحزبه الكومنتانج بل وصل الأمر الى التحالف معه من أجل دحر الغزو الياباني، ثم من كان يستطيع إقناع وفرض الزحف الطويل على الثوار.
    بل ان ماو وبعد أن اصبح حاكماً للصين أدرك بحدسه الثوري أنه للتخلص من الإرث الطويل في التفكير التقليدي لعامة الشعب الصيني والماضي المكبل لنهضة الصين وتقدمها قام بإطلاق الثورة الثقافية وهي أساس نهضة الصين اليوم.
    أمثلة ثلاثة عن أفراد تميزوا والحديث يطول عن أمثالهم ولكن تجمع كل هؤلاء المتميزين صفات مشتركة منها قوة الشخصية والإرادة والثبات على تحقيق الهدف بالإضافة الى رهافة المشاعر والأحاسيس ، فمنهم المنظرون ومنهم الشعراء ومنهم الكتاب.
    وعندما نقيس على عالمنا العربي نجد أن الشعوب العربية لم يتوافر فيها أفراد بمثل هذه الصفات المميزة حتى هذه اللحظة في التاريخ المعاصر .
    إذا أخذنا مثلاً شعب فلسطين كمثل على الشعوب العربية، كان طرح الدولة الفلسطينية العلمانية حيث يعيش فيها العرب واليهود جنباً الى جنب طرحاً خلاقاً في بدايات الثورة عام 1965 ، ولكن قيادات الثورة الفاعلة لم تكن تؤمن بهذا الطرح التقدمي ولم تكن تتمتع ببعد الأفق والنفس الطويل فوجدناها تعقد الصفقات من خلف ظهر الشعب الفلسطيني بحجة الواقعية والتعقل و(رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه). والنتيجة طريق مسدود ومزيد من الضياع ومزيد من الضحايا.
    حتى في انتفاضات جزئية فيما يعرف بالضفة الغربية من فلسطين فقد تآمروا عليها مرتين وأجهضوا الثورة الشعبية التي وصلت في الانتفاضة الثانية الى تحقيق خسائر في صفوف العدو مماثلة لخسائر الشعب الفلسطيني.
    كانت كل انتفاضة قادرة على انتزاع الاستقلال لشعب الضفة الغربية. ولكن القيادة كانت أوقعت نفسها في الفخ بسبب ضحالة التفكير وسوء التحليل وكانت كمن يضع رأسه في فم الأسد ثم يطلب منه أن يفكر بروية وهدوء وهذا أمر غير واقعي.
    أوضاع العالم العربي اليوم غير مستقرة فهناك حروب أهلية في عدد منها وفي الباقي جمر تحت الرماد تكفي رياح خفيفة لإزالته واشتعال النار من جديد، ومشاكل كل قطر هي نفسها في الأقطار الأخرى، فالفقر والتخلف والمرض يزداد ويحاول الأعداء إشعال الفوارق العرقية والدينية والمذهبية لإغراق المنطقة في مستنقع أوحال لا تستطيع الفكاك منه.
    ويكمن الحل الصحيح في نشوء أحزاب وظهور أفراد تؤمن بالوحدة العربية وبحكم ديمقراطي شفاف. وهذا أمر لن يكون بعيداً فقد ظهر غاريبالدي فوحد إيطاليا وظهر بسمارك فوحد الأمة الألمانية وقد حان الوقت لأن يهتدي المثقفون العرب لإبراز هذه الفكرة والدعوة لها مما يمهد لظهور أحزاب وقيادات قادرة على شق الطريق نحو المستقبل.
    الفجر دائماً قادم.

    المفكر القومى محمد سيف الدولة: لماذا قتلتنى؟

    لم افعل شيئا سوى اننى اشتريت بوكيه ورد وذهبت لأضعه على قبر الثائر المجهول فى ميدان التحرير، قبر مينا والجندى والشيخ عفت وجيكا و ابو ضيف وشيماء وآلاف غيرهم.
    أردت أن أطمئن بأن الثورة لم تمت، وأن دماء الشهداء لم تذهب هدرا. أردت أن أسترد بعض الأمل الذى ضاع. أردت أن أعيش ولو للحظة واحدة أجواء أيام الثورة، وأن أبحث عن نسمة باقية من رائحة الميدان الحقيقية، وأن استدعى روح البراءة والتضحية والوحدة والصمود والانتصار، فآخر مرة ذقت فيها طعم النصر كانت فى 11 فبراير 2011.
    وحين حذرتنى أمى من الذهاب خشية من ان يصيبنى اى ضرر، وقالت لى هل رأيت ما حدث لسندس بالأمس، البنت كان عمرها 17 سنة، يعنى طفلة، لم تخرج من البيضة بعد، ومع ذلك قتلوها. ارجوك يا حبيبتى، لا تذهبى، حرام عليك أمك، سأموت من القلق حتى تعودى، ارحمينى وارحمى قلبى.
    فضحكت من قلقها، وأخذتها فى حضنى، وقلت لها يا أمى لا تخشى شيئا و لا تخافى علىّ، فهم لا يقتلون سوى الإرهابيين، ونحن السلمية تشع من شكلنا.
    او يضربون الاخوان، ونحن اشتراكيون.
    أو يضربون من يرفض 30 يونيو، ونحن جزء منها ونؤيدها.
    و نحن حزب شرعى، تدعوه الرئاسة فى كل اجتماعاتها مع الأحزاب. بل أن رئيس حزبنا الاستاذ عبد الغفار شكر، اختارته الدولة وعينته فى منصب نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الانسان التابع للحكومة.
    أو هم يضربون المظاهرات الكبيرة، ونحن لا تتعدى اعدادنا بضعة أفراد قليلة.
    وهم يقلقون من المندسين، وانا كما ترين لا يمكن ان اكون مندسة او خلية نائمة، فأنا كما ترين بنوتة صغيرة غير محجبة، شكلى لا يمكن أن يقلق أو يخيف أحدا. 
    كما انهم يعلمون كل شئ قبل ان يحدث، فإجتماعاتنا ومكالمتنا وترتيباتنا كلها معلومة ومرصودة، وملفاتنا كلها عندهم، عارفين كل تفصيلة عنا، ويعلمون جيدا اننا لا نهدد أحدا ولا يمكن أن نمثل خطرا عليهم. ولو كانوا يريدون منعنا، كانوا سيبلغون الاستاذ عبد الغفار. الا ان كانوا يبيتون لنا سوءا، ولكننى أظنهم أذكى من ذلك، فلا تخافى، خير ان شاء الله.
    خذى بالك أنت فقط من ابنى، وأعدك انى سأعود فورا، مسافة السكة، على رأى السيسى (ههه). سأجرى لأقابل الجماعة لنضع الورد، وارجع لك فورا، كلها نصف ساعة ليس أكثر.
    هذا ما قلته لأمى وهذه حكايتى، فكيف تقتلنى، وتوجع قلب أمى وأهلى وزوجى وتيتم ابنى؟
    تعدمنى بدون تحقيق ولا محاكمة، وتعدم روح عائلة بأكملها وتقلب حياتها رأسا على عقب، وتزرع داخلها كل هذا الحزن والقهر الذى لن يغادرها ابدا. فهم لن يشعروا أو يروا السعادة والراحة مرة أخرى فى حياتهم.
    تقتلنا يا رجل؟ طيب كنت تضربنا، تقبض علينا، تحبسنا سنة أو ثلاث، لكن قتل يا ظالم يا مفترى، روح منك لله. 
    وان كنت تفعل كل هذا معنا ونحن اعضاء فى حزب قام بدعمك و تفويضك، فماذا ستفعل مع باقى المتظاهرين غدا فى ذكرى الثورة؟ يا خوفى عليكم يا شباب، يا خوفى عليك يا مصر.
    آه لو كنت علمت بحقيقتك منذ البداية، كانت أشياء كثيرة قد تغيرت فى أفكارى و مواقفى.
    وأنت يا أمى، سامحينى، ولا تغضبى منى، لم يخطر على بالى أبدا أن هذا يمكن أن يحدث. ربنا يصبرك، والبركة فيك. ووصيتى لك بلال ابنى و أسامة زوجى وحبيبى. وأخبريه اننى أحبه وفخورة به وممتنة له. ولن أنسى أبدا حمله لى ومحاولته انقاذى، ولن أنسى حجم الحزن والأسى والقهر والشعور بالعجز الذى رأيته فى عينيه وأنا أموت بين يديه. 
    *****

    المفكر القومى محمد سيف الدولة: المسكوت عنه فى مملكة آل سعود

    الأضواء المسلطة اليوم على السعودية بسبب رحيل الملك عبد الله، قد تمثل فرصة نادرة للتذكير بالمعلوم المسكوت عنه فى المملكة قبل ان تخبو الأضواء أو تنتقل الى قضايا وملفات اخرى فى الواقع العربى والاقليمى الممتد والمعقد.
    ***
    لا يقتصر دور الملوك فى السعودية على خدمة الحرمين الشريفين، بل أن من أهم أدوارهم قبل ذلك وبعده، هو إبقاء الحكم داخل آل سعود، وحماية مكانة و ثروات العائلة من طمع العوام من الشعب السعودى، ومن حسد وحقد الشعوب العربية الفقيرة.
    وهم يعيشون فى هذا الترف البالغ وسط عالم عربى يموج بالفقر الذى سببته عقود طويلة من الاستعمار ونهب الثروات والتقسيم والتجزئة. وهم ينأون بأنفسهم عن مشاكله واحتياجاته وقضاياه وصراعاته الرئيسية، الا فى حدود حفظ ماء الوجه.
    بل انهم يقيمون جدارا عازلا حديديا حول بلادهم، فى مواجهة المواطنين العرب الحالمين بعقد عمل هناك قد يحقق لهم طفرة مالية وإجتماعية. فان منحوهم تأشيرات للعمل، فإنهم يفعلونها وكأنها يمنحونهم صكوكا لدخول الجنة. ويعكس نظام الكفيل المطبق فى السعودية والخليج حجم الخوف والعنصرية والاستعباد التى تسيطر عليهم تجاه باقى الشعوب العربية.
    انهم من ألد أعداء كل أشكال ومشروعات التضامن أو الوحدة العربية، لأنهم يخشون مشاركة ثرواتهم مع باقى الشعوب العربية الفقيرة الجائعة بدعوى العروبة أو الاسلام .
    ان الذين يؤمنون بوحدة الامة العربية وبوحدة الشعب والأرض والإمكانيات، ينظرون الى استئثار العائلات المالكة الحاكمة فى السعودية والخليج دونا عن باقى الشعوب العربية، على انها أخطر وأعمق ظاهرة استغلال وصراع طبقى فى المجتمع العربى.
    ***
    وبسبب خوفهم الشديد على الحكم والعرش و الثروة، وخوفهم من الجيران والطامعين وخوفهم من كل ما هو جديد او ثورى او حتى اصلاحى، عملت العائلة على مر العقود على تفريغ موسم الحج من أهم وظائفه؛ فالحج الذى كان يمكن أن يكون بمثابة مؤتمرات سنوية للمسلمين من كافة شعوب الارض يتداولون خلالها فى شئون حياتهم وبلادهم وقضاياهم، ويمثلون اكبر جماعة ضغط فى العالم...الخ، قاموا بتفريغه من اى مضمون وحدوى او تضامنى او تفاعلى.
    وفى ذات المقام، ورغم ان الجزيرة العربية هى مهبط الرسالة، وموطن الرسول صلى الله عليه وسلم، وحاملة راية الاسلام الى كل شعوب الأرض منذ 14 قرن، الا انه لا يوجد دور يذكر للمملكة منذ تأسيسها فى مجال الاجتهاد والإنتاج والابداع الفكرى الاسلامى، بل انها تحتضن نخبة من اكثر المشايخ محافظة وأكثر الأفكار رجعية، مع خالص تقديرنا واحترامنا لعديد من العلماء والمفكرين هناك.
    ***
    والنظام العائلى الملكى الحاكم فى السعودية يعادى حتى النخاع كل ما يتعلق بالحرية والديمقراطية والعمل السياسى وتداول السلطة والمؤسسات والانتخابات والمشاركة الشعبية فى الحكم وابسط حقوق الانسان، من حيث هى بدع ضارة! وهل يوجد بلد آخر فى العالم تمنع المرأة من قيادة السيارات ؟
    وبخلاف باقى المجتمعات الطبيعية، لا تنشأ الصراعات داخل العائلة، على اساس أيديولوجى أو سياسى مثل الاصلاح والجذرية، أو اليمين واليسار، او الاسلامى والعلمانى أو العسكرى و المدنى...الخ، بل ان الصراعات الرئيسية هناك، وفقا لبعض المراقبين، تدور بين الأبناء الأشقاء لأحد زوجات الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، فى مواجهة أبناء "ضرتها"، مثل جناح أبناء "حصة السديرى" والدة الملك الجديد سلمان والملك فهد والأمير تركي الثاني والأمير نايف. أو جناح أبناء "فهدة آل رشيد" والدة الملك الراحل عبد الله. أو جناح أبناء "الجوهرة بنت الأمير مساعد آل سعود" والدة الملك خالد. أو أبناء "ضحى بنت محمد الحسين العريعر" والدة الملك سعود و الأمير تركي الأول وهكذا.
    ***
    والعائلة المالكة هى ايضا خادمة أمينة للمصالح الغربية منذ زمن بعيد، منذ بدايات الحرب العالمية الاولى تحت رعاية بريطانيا العظمى، ثم الولايات المتحدة الامريكية بعد الحرب العالمية الثانية. ويذهب بعض المؤرخين ان الامير عبد العزيز آل سعود، كان يتقاضى راتبا شهريا من بريطانيا ابان الحرب العالمية الاولى وما بعدها، مقابل دعمه لها فى الحرب وتفويضه للإمبراطورية فى كل ما يتعلق بالسياسة الخارجية للجزيرة العربية وفقا للمنصوص عليه صراحة فى معاهدة "دارين" الموقعة بينهما فى 26 دبيسمبر 1915 .
    والمملكة مثلها كل امارات الخليج تتمتع منذ ذلك الحين بالحماية والدعم والرعاية الامريكية والغربية الكاملة للعرش ولحكم العائلة ولأمنها وامتيازاتها ونظامها.
    وتحتكر شركات النفط الامريكية بترول السعودية على امتداد ثلاثة أرباع قرن. كما تقوم المملكة بدور رجل امريكا الاول داخل منظمة أوبك، فتمكنها من التحكم فى السوق العالمى، لبسط نفوذها على الحلفاء أو فرض حصارها على الأعداء والمنافسين.
    وربما كان الاستثناء الوحيد، هو توظيف النفط كسلاح عربى فى حرب 1973. والذى لم يدم لأكثر من اسابيع قليلة، وهى الخطوة التى علق عليها احد المسئولين الامريكان بما معناه انه "ليس من الحكمة ان تتباهى الحملان بحلاوة لحمها امام الذئاب"!
    وهو ما كان تاريخا فاصلا بين عصر الصراع العربى الصهيونى وبين عصر السلام مع اسرائيل. أو بين يسمى عصر الثورة العربية وبين عصر الثروة العربية والبترودولار. وانتقال قيادة الوطن العربى من مصر الى السعودية والخليج.
    بالإضافة الى ذلك يأتى تعمير المصارف والبنوك الغربية بالثروات الطائلة للعائلة المالكة النابعة من عوائد النفط. والتى تقدر بأكثر من تريليون دولار. وهو ما يفوق الناتج المحلي الإجمالي للسعودية.
    ويتصف الاقتصاد السعودى خاصة والخليجى عامة بكونه اقتصاد ريعى غير منتج. بالإضافة الى ما يشاع عن قطاع كبير من مواطنيهم من كرههم للعمل والإنتاج كقيمة انسانية فطرية. مما جعل بعض الخبراء يتنبأون بمستقبل شديد البؤس لهذه المجتمعات بعد نفاذ ثروتها النفطية.
    كما تقدم المملكة دعما اضافية للاقتصاد الغربى من حيث انها واحدة من اكبر الاسواق الاستهلاكية للسلع الغربية بالغة الترف والرفاهية مثل الطائرات الخاصة واليخوت والسيارات الفارهة. وهو ما ينطبق ايضا على صفقات السلاح بالمليارات التى تكهن بالمخازن ولا تستخدمها المملكة، فهى تترك مهمة حماية امنها القومى للولايات المتحدة الامريكية.
    وما يرتبط بذلك من حجبها لكل هذه الامكانيات المالية والمادية الهائلة عن القيام باى دور حقيقى فى دعم قضايا العرب القومية والتحررية فى مواجهة الانحياز والدعم الغربى الكامل لاسرائيل.
    ***
    وتساهم السعودية مع دول الخليج فى دعم الوجود الامريكى فى المنطقة بفتحها أراضيها للقواعد الامريكية. وقدمت خدمات ومساعدات لا حصر لها لتسهيل مهمة قواتها فى احتلال الخليج 1991 وغزو العراق 2003 وما بينهما وما بعدهما وحتى الآن.
    والسعودية هى صاحبة مبادرة السلام التى اعتمدتها جامعة الدول العربية فى 2002 فى بيروت، والتى تضمنت لأول مرة التزاما عربيا بالاعتراف باسرائيل ان هى انسحبت الى حدود 1967.
    ولقد كان للملكة بالمشاركة مع القادة الدوليين والإقليميين دورا كبيرا فى تغيير بوصلة الصراع فى المنطقة من صراع عربى صهيونى الى صراع سنى شيعى. كما أنها من أهم الرعاة الرسميين والأساسيين لكل صراع طائفى فى المنطقة، فى لبنان او العراق او سوريا.
    ولقد قامت السعودية أيضا بحكم المصالح والتداخلات، بدور كبير فى تعويق وإفشال الجهود العربية الشعبية والرسمية لمقاطعة البضائع الامريكية والأوروبية فى اطار دعم فلسطين.
    بل ظهر مؤخرا قيامها بنسج علاقات خاصة ومستترة مع اسرائيل فى مواجهة عدوهما المشترك المتمثل فى التطرف والإرهاب و المقاومة، كما شهد بذلك رئيس الوزراء الاسرائيلى ووزير الخارجية الامريكى.
    ***
    كما كانت المملكة رأس حربة اقليمي ضد الربيع العربى. وقامت بدور مركزى فى اسقاط او احتواء أو افساد غالبية الثورات العربية.
    ونجحت بإصرار وعناد لا يلين فى انقاذ الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك من ايدى الثورة المصرية. وفى انتزاع البراءة له هو وعائلته ورجاله من كل التهم الموجهة اليهم، ووضعت ذلك على رأس شروطها لدعم نظام السيسى.
    ***
    وللمملكة مساحات كبيرة من السيطرة والنفوذ فى السياسات الداخلية والخارجية لعديد من الاقطار العربية الفقيرة، باستخدام المنح والمعونات والقروض فى تناغم وتنسيق تام مع مؤسسات الاقراض الدولى تحت رعاية الولايات المتحدة الامريكية.
    ولقد استطاع أثرياؤها ان يخترقوا عديد من الاسواق العربية، والحصول مع نظرائهم من دول الخليج على امتيازات اقتصادية خاصة شاركت مع رؤوس الاموال الغربية فى ضرب الاقتصاديات الوطنية للشعوب العربية.
    ***
    ورغم الموقف المعادى للمملكة من الفكر والثقافة والابداع والتقدم، الا ان أمراءها وأغنياءها استطاعوا رغم ذلك من فرض الاستحواز على الحصة الرئيسية فى الاعلام العربى الفضائى و الورقى، وتصدير رسائل اعلامية تابعة ومهادنة ومضللة ومتدنية. واستقطاب الآلاف من النخبة الاعلامية العربية. ورسم الخطوط الحمراء والخضراء لما يقال وما يحظر. وإبراز او حجب ما يريدوه من الشخصيات والقوى ومن الملفات والقضايا ومن الأفكار والرؤى والمواقف.
    *****

    وائل قنديل يكتب: المثقف القاتل في الدولة الفاشية


    العربي الجديد
    مرة أخرى، العجوز الليبرالي بوجه دراكيولا شاكيّاً من أن كمية العنف والقتل التي تستخدمها الدولة القمعية ضد معارضيها لا تكفي لكي تروي ظمأه للدماء.
    يقول طارق حجي، الليبرالي المزيف والذي لا يخفي ولاءه لواشنطن وتل أبيب، تعليقاً على مقتل شيماء الصباغ على يد الشرطة، إنها أخطأت، ومن ثم تستحق ما جرى لها، ثم يضيف في حوار تلفزيوني "أعيب على الشرطة عدم استخدام القوة بالقدر الكافي".
    لم يجب الذي يطلقون عليه "المفكر السياسي" عن السؤال: كم يكفيه من قوة القتل والبطش لكي يرضى عن أداء الشرطة؟
    وبالطبع، لن يجيب، كما أنه لم يجب عن سؤال مطروح عليه منذ سنوات بعيدة: إذا كانت تمارس الوصاية والمفهومية على الأداء البوليسي إلى هذا الحد، فلماذا لم تكمل دراستك في كلية الشرطة في ستينيات القرن الماضي، عندما كان شعراوي جمعة وزيراً لداخلية جمال عبد الناصر؟
    السؤال طرحه عديدون، أبرزهم رجل عبد الناصر وسكرتيره الشخصي لشؤون المعلومات، سامي شرف، في عام 2009، بالصياغة التالية: أرجو أن يعلن أي مسؤول رسمي لماذا فصل هذا الطارق حجي من كلية الشرطة، وكان مازال طالباً فيها؟ 
    وللعلم، الشركة التي كان يعمل فيها هي شركة شل البريطانية، وكانت موضع شك دائم من أجهزة الأمن المصرية بعد الثورة، حيث كانت هي المصدر لكثير من العملاء، سواء لبريطانيا أو للغرب أو للعدو الصهيوني. إنها مجرد تساؤلات بريئة، أتمنى أن نجد الإجابة عنها، ولا نتهم أحداً بذاته .. وشكراً". 
    سؤال سامي مشرف، المنشور على منتدى الفكر القومي منذ ست سنوات، لم يجد إجابة حتى الآن، غير أن "حجي الاستراتيجي" لا يزال يواصل صولاته وجولاته في التحريض على القتل لمن يختلف معهم، من غزة إلى القاهرة، فالرجل كاره لكل أنواع المقاومات بالسليقة، سواء مقاومة الاحتلال "الصهيوني"، أو مناهضة الانقلاب "العسكري"، كل ذلك وهو يرتدي زيّاً ليبراليّاً فاقعاً، يشبه مؤديّاً عديم الموهبة في سيرك كبير.
    لقد انتعشت فاشية طارق حجي، معلنة عن حضورها الطاغي مع مقتلة فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر، كما تألقت أكثر مع العدوان الصهيوني البربري على الشعب الفلسطيني في غزة، إذ، في الحالتين، كان يطلب مزيداً من القتل والوحشية، ففي رابعة، شن هجوماً على ما اعتبره تراخيّاً من الأمن المصري في التعامل مع المعتصمين، وتكرر الأمر في العدوان على غزة، حين لم يتورع، هو وآخرون، عن تحريض النظام المصري على مساندة العدوان الإسرائيلي.
    ويبدو الأمر مثيراً للانتباه، حين تجد أن غالبية أعضاء معسكر التطبيع مع إسرائيل، من نوعية طارق حجي، محرضون، في كل مناسبة، على قتل مناهضي التطبيع، وجمهور الثورات العربية أيضاً. أليس علي سالم جنرال التطبيع، هو الذي طالب بمساعدة الشرطة على قتل معارضي الانقلاب، مقترحاً أن تكون أقصى عقوبة للضابط الذي يقتل معارضاً أن يحرم من عطلة نهاية الأسبوع فقط؟
    غير أن هؤلاء من رموز الليبرالية المتوحشة لا يحيون إلا في بيئة سلطوية، تعتمد القتل والإبادة وسيلة وحيدة للحوار مع معارضيها، ولعلك تذكر أنه، قبيل فض اعتصام رابعة العدوية، بأيام، أذاع التلفزيون الرسمي المصري أن جماعة "القناع الأسود" أمهلت قوات الأمن المصرية، حتى عيد الأضحى، لفض اعتصامي رابعة والنهضة بالقوة، وبعدها ستتولى هي عملية القضاء على الاعتصام والمعتصمين، ولم ينطق أحد من مثقفي ومفكري الانقلاب الفاشيين بكلمة واحدة ضد هذا الجنون، ولم يقل أحد أن في ذلك تعديّاً على دور الدولة، دولة 30 يونيو/حزيران الرومانية العتيدة!

    محمد عبد القدوس: أولاد البلم

     حسن القباني صديقي وزميلي في جريدة الحرية والعدالة قبل أن تغلقها السلطة الغاشمة بعد عدوانها على الشرعية! وقبل أيام صدر قرار بالقبض عليه؛ وكان هذا أمرا نثيرا للدهشة فصاحبي لا صلة له باﻷرهاب نهائيا؛ ولكن هناك العديد من الصحفيين واﻵف في السجون مع إنهم أبرياء تماما، فلا غرابة إذن في القبض على صاحبي، لكنني تعجبت جدا من البهدلة التي رأها قبل إيداعه السجن، فقد تعرض للضرب واﻹهانة والتعذيب في مقر اﻷمن الوطني بمدينة أكتوبر! وليس معروفا على وجه الدقة السبب في ذلك، ولماذا يحاولون اﻹنتقام منه؟ ولكنني أتساءل أين نقابة الصحفيين وزملاء المهنة من هذا اﻹجرام؟ ولو كان وقع في أي عهد آخر لقامت الدنيا ولم تقعد! لكن بلادي تعيش أسوأ أيامها في ظل حكم العسكر والضرب في المليان في إنتظار أي مظاهرة! وكل من يرفع صوته محتجا يتعرض إلى أسوأ العواقب! واﻷفواه مكممة بطريقة لم تحدث من قبل أبدا، فنحن عدنا إلى أسوأ من أيام مبارك بمراحل! وأتساءل: إلى متى هذا الظلام؟ وفي إنتظار طلوع فجر جديد على مصر وشروق الشمس في سماءها وربنا كبير. وقبل أن أختم مقالي أقول كل اﻹحترام لزوجته وإسمها "آية" فهي إحدى المناضلات البارزات ضد اﻹنقلاب وربنا يحفظها ويحميها مع كل زميلاتها، وتعظيم سلام من عندي لكل واحدة منهن

    محمود سلطان يكتب :حل جهاز الاستخبارات

    أعلنت رئيسة الأرجنتين "ريستينا فرنانديز دي كيرشنر" عن خطط لحل جهاز الاستخبارات في بلادها.
    "دي كيرشنر"، لم تنتظر كثيرًا، وكانت من السرعة بحيث ظهرت على التليفزيون خصيصًا، لتقول إنها "بصدد طرح مشروع قانون يستبدل وكالة الاستخبارات في البلاد بجهاز آخر"، مضيفة: "أود مناقشة هذا الاقتراح في جلسة طارئة في الكونجرس".
    وأوضحت أن الاقتراح يتضمن "أن تحل الوكالة الفيدرالية للاستخبارات محل جهاز الاستخبارات الحالي"، مضيفة أن قادة الجهاز الجدد سيتم تعيينهم من قبل الحكومة والبرلمان.
    قرار الرئيسة الأرجنتينية، جاء بعد أن اكتشفت أن الجهاز الحالي، جزء من الدولة العميقة، ولا يزال قادته ينتمون إلى نظام الحكم العسكري الذي أسقطه الأرجنتينيون منذ عام 1983.
    يقول موقع الـ بي بي سي، إن تلك الخطوة تأتي بعد مقتل المحقق "البرتو نيسمان" قبل ساعات من موعد الإدلاء بشهادته ضد مسؤولين حكوميين.
    كان "نيسمان" ـ 51 عاماً ـ اتهم عناصر حكومية مرموقة، بالتورط في عرقلة التحقيق بشأن مزاعم دور إيران في تفجير مركز يهودي في العاصمة الأرجنتينية.
    المدهش في الأمر أن من بين "المتهمين" بعرقلة التحقيق، هي الرئيسة الأرجنتينية "دي كيرشنر".. ومع ذلك سارعت بوضع قانون لحل المخابرات ـ أداة الدولة العميقة ـ لشبهة تورطها في قتل المحقق "نيسمان".
    الأذرع الإعلامية والأمنية التي ما زالت مرتبطة بالحكومة العسكرية القديمة، حاولت التشكيك وزعمت بأن "نيسمان" ربما قد يكون انتحر أو على الأقل أجبر على الانتحار.. غير أن "دي كيرشنر" ـ التي ورد اسمها في قائمة الاتهام التي أعدها "نيسمان" قالت في حديثها المتلفز إنها "مقتنعة بأن نيسمان لم ينتحر".
    الدرس الأرجنتيني بالغ الأهمية، فهي ـ كدولة مدنية ديمقراطية ـ لا تعرف بدعة "الأجهزة السيادية".. هذا المصطلح الذي اخترع لردع أي محاولة لمحاسبة تلك الأجهزة أو إصلاحها، أو إعادة هيكلتها.. أو تطهيرها من العناصر التي يثبت فسادها.. والتأكد من أن ولاءها للوطن، وليس للأنظمة أو للمصالح والنفوذ والسطوة والعزوة المهنية والسلطوية.. وأن يخضع أداؤها لصاحب السيادة الحقيقية "الشعب".. فالشعب هو "السيد" والأجهزة تعمل لخدمته.
    ولاحظ هنا أن مشروع القانون الذي وعدت به "دي كيرشنر"، نزع سلطة تعيين قادة المخابرات من أي جهة تنفيذية، وأحالها إلى المجالس المنتخبة "البرلمان ـ الشعب": وهو الذي يختار الجنرالات ويحاسبهم.
    ويوم أمس 27/1/2015، اعتقلت الشرطة التركية 26 ضابطًا للاشتباه في ضلوعهم في التنصت بشكل غير قانوني على سياسيين وموظفين ورجال أعمال.. وذلك في إطار تطهير ما تبقى من أذرع أمنية للدولة العميقة بتركيا.
    وأي دولة تشهد تحولات سياسية كبيرة ومفصلية والانتقال من نظم الحكم العسكرية إلى نظم حكم مدنية منتخبة، تجري مثل هذه المراجعات الجسورة، بوصفها جراحة لا بد منها لتنتقل من "الإنعاش" إلى "الإفاقة