اكتشاف مصري سيغير مجرى تاريخ جزيرة العرب زراعه القمح والارز والذره بالماء المالح والحكاية بدأت بتمويل من وزارة الزراعة والمجموعة الأوروبية.
بالتحديد عام1989 لتحقيق هذا الحلم القومي ومنذ اليوم الأول للمهمة كان التحدي أمام علماء مصر بقيادة د. أحمد مستجير استاذ الوراثة بزراعة القاهرة.
وكانت الفكرة التي اعتمد عليها العلماء المصريون هي احداث نوع من التهجين بين خلايا نبات الغاب الذي ينمو في مياه مالحة وبين خلايا نبات الأرز والقمح والذرة, وكانت الدراسات الفنية, كما يشرح استاذ علم الوراثة في مصر بفصل البروتوبلاست من كل من الأرز والقمح والذرة والغاب واحداث اندماج خلوي بينهم باستخدام اسلوب الاندماج الكهربائي ولذلك تم الحصول علي نباتات مهجنة بين كل من الأرز والغاب والقمح والغاب, وكذلك الذرة والغاب, وتم اختيار وانتخاب العديد من السلالات من كل من الأرز المهجن(12 سلالة) ومن القمح المهجن(8 سلالات) والذرة المهجنة(4 سلالات).. وتم اختبار هذه السلالات تحت الظروف المعاكسة خاصة الملوحة المرتفعة والجفاف والحرارة المرتفعة.. ثم قام العلماء بزراعة هذه السلالات لعدة أجيال في الأراضي الزراعية المصرية تحت ظروف الملوحة المرتفعة أو ظروف الجفاف في المناطق غير المطروحة في محافظات مصر العربية المختلفة.
كل ذلك تم خلال سنوات طويلة وجهد هائل من العمل الشاق داخل المعامل وفوق أرض مصر استمرت15 عاما ثم بدأت مرحلة أخري من الدراسات التفصيلية كما يشرح د. أحمد مستجير استاذ الوراثة لقد تم عمل التحليلات الوراثية لهذه السلالات الجديدة باستخدامAFLP تم عمل دراسات تشريحية علي السلالات المسجلة لكل من الأرز والقمح.. ثم عمل تحليل كيميائي للبذور الناتجة سواء كانت حبوب أرز أو قمح أو ذرة.. وأخيرا عمل دراسات حقلية, حيث تم زراعة عشرات الأفدنة من كل سلالة لاختبارها تحت ظروف الملوحة العالية. وأثبتت النتائج ان سلالات الأرز المتحملة للملوحة المرتفعة والجفاف تتحمل أيضا الحرارة العالية جدا(60 درجة م)
ملامـــح الأمــــل
ومن داخل المركز التقيت أيضا بالدكتور أسامة الشيحي استاذ البيوتكنولوجيا بزراعة القاهرة ومدير المركز تم شرح ملامح الأمل الذي ينتظره الآن كل مصري.
ولقد قام الدكتور أسامة الشيحي بتحديد النتائج والأمل قال الرجل الذي قاد المشروع15 عاما كاملة
من أبرز النتائج المتحصل عليها حتي الآن هو الحصول علي سلالات عديدة من الأرز تتحمل نسبة مرتفعة من الملوحة(320000 جزء في المليون= ملوحة ماء البحر) والتي اثبتت التجارب امكانية زراعتها في الأراضي ذات المستويات العالية من الملوحة أو زراعتها في أراض تروي بماء الصرف.
بالاضافة الي نجاحها في النمو حتي طور النضج وانتاج الحبوب تحت المستويات المرتفعة من الملوحة فإنها تتميز بانتاجية مرتفعة والحبوب ذات قيمة اقتصادية عالية ولم تتأثر بالبيئة المالحة المحيطة بها وتتميز الحبوب الناتجة بارتفاع نسبة البروتين بها وكذلك بعض الأحماض الأمينية والسكريات المختزلة والعناصر الغذائية.
سلالات تحقق الآمال
أمكن الحصول علي سلالات من القمح تتحمل الملوحة العالية( ملوحة البحر32000 جزء في المليون) وتم زراعتها في مساحات كبيرة من الأراضي ذات الملوحة المرتفعة حيث أعطت محصولا مرتفعا من الحبوب من الناحية الكمية والكيفية وذا قيمة غذائية عالية وكذلك احماض أمينية وعناصر معدنية مرتفعة وقد تم اجراء التحليل الوراثي باستخدامAFLP كذلك أمكن الحصول علي سلالات من الأرز والقمح المحتملة للجفاف وتم زراعة هذه السلالات تحت ظروف الجفاف واستخدام مقننات منخفضة من ماء الري مما يؤدي الي توفير استهلاك الماء وقد أمكن زراعة هذه السلالات من الأرز تحت ظروف الجفاف حيث يمكن توفير حوالي65% من معدلات الماء المستخدمة في التربة العادية أي يمكن الري بـ2500 م مكعب ماء/للفدان مع اعطاء نفس الانتاجية الجيدة من محصول الحبوب.
(فدان الأرز يحتاج إلي حوالي7500 م مكعب ماء/للفدان) وحيث أنه يتم زراعة حوالي مليون فدان سنويا من الأرز فهذا يعني توفير حوالي5 مليارات متر مكعب من الماء في موسم زراعة الأرز فقط, وفدان القمح من هذه السلالة الجديدة يحتاج الي1500 م مكعب/ الفدان في حين أن القمح العادي يحتاج حوالي3000 م مكعب ماء/الفدان حيث أنه يتم زراعة حوالي3 ملايين فدان سنويا فهذا يحقق توفير نحو4 ملايين م مكعب ماء.
بالاضافة الي توفير هذه السلالات لاستهلاك الماء فإنه يمكن زراعتها تحت المستويات المرتفعة للملوحة وتعطي محصولا ذا صفات جيدة كما ونوعا.
* أمكن الحصول, كما يضيف د. الشيحي ـ علي سلالات من الذرة الشامية العملاقة تتحمل الملوحة المرتفعة وتعطي محصولا يزيد عن ضعف المحصول العادي والأهم انه يعطي محصول مادة خضراء تزيد عن أربعة أضعاف محصول البرسيم العادي بما يعادل انتاجية4 فدادين من المادة الخضراء من البرسيم بالاضافة لارتفاع قيمة المادة الخضراء والحبوب غذائيا