يرى يفغيني بريماكوف العضو في اكاديمية العلوم الروسية والرئيس ووزير الخارجية الاسبق (اعوام 1996-1998) والرئيس الاسبق للحكومة الروسية (عامي 1998 – 1999) ان الولايات المتحدة وجدت نفسها في قارب واحد مع تنظيم"القاعدة"، وهي تحاول غرس الديمقراطية بالشرق الاوسط باستخدام القوة.
وقال بريماكوف في حديث ادلى به يوم 26 فبراير/شباط في برنامج "أخبار الاسبوع" التلفزيوني الذي يبث الى الشرق الاقصى الروسي قال: "ألم تتعلم الولايات المتحدة شيئا من مصر، على سبيل المثال؟ حيث وجد الربيع العربي وانتهى باستقرارالاسلاميين في هذا البلد؟ فهل يعتقد احد بشكل جدي انه في حال رحيل الاسد سيحل نظام ديمقراطي محله ؟ هذا امر مضحك. اي نظام ديمقراطي؟ والولايات المتحدة وجدت نفسها الآن في قارب واحد مع القاعدة، حيث اعلن الزعيم الذي تولى القيادة هناك بدلا من بن لادن انه يؤيد المعارضة في سورية وان القاعدة تدين الاسد".
وقال بريماكوف معلقا على موقف الغرب من إيران ان الحرب في هذا البلد، في حال الهجوم عليه، ستكون اصعب مما هو عليه في العراق. واضاف قائلا:" اريد القول ان السلاح الجوي لا يكفي هنا، لان الطائرات يمكن ان تقصف ، لكن القدرات النووية والنشاط النووي مخبأة في باطن الارض. ولن تؤدي الضربات الجوية الى تعطيل القدرات النووية الايرانية كلها. اما العملية البرية فستبوء بالفشل في حال تجرأ احد على خوضها، لان الحرب في ايران اصعب من الحرب في العراق".
ويعتبر بريماكوف انه يجب ويمكن الاتفاق مع ايران بطريقة سلمية. وقال:" يجب فهم منطق ايران التي تميل مبدئيا، من وجهة نظري، الى احلال تسوية عامة، او بالاحرى التسوية التي تشمل كل الفقرات المتنازع عليها. وتفهم ايران جيدا ان بيدها ورقة رابحة، وهي امكاناتها النووية. وانها مستعدة الآن، كما اتصور، لإدخالها في هذه التسوية العامة. لكنها لا تحب استعمال تلك الورقة قبل الاوان. ولذلك لا تسمح بزيارات مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. الا ان هناك اساسا للقول بانه لا يوجد قرار سياسي. وقد ادلى الكثيرون في الولايات المتحدة بمثل هذه التصريحات. إيران لم تتخذ بعد قرارا سياسيا بصنع السلاح النووي".
ويرى بريماكوف ان اسرائيل هي التي تقوم بتصعيد الوضع حول ايران. وقال:" يبدو ان اسرائيل ترغب اكثر من اي احد في نشوب الحرب. لكنها لا يمكن ان تبدأها دون موافقة الولايات المتحدة، التي تباينت الاراء فيها بهذا الشأن. وفي حال نشوب الحرب سيكون ذلك مغامرة كبرى. وقد دفعت الولايات المتحدة ثمنا غاليا في العراق، اذا فهم المحللون ما حدث بعد انتهاء عمليتهم هناك، علما ان العراق يقف الان على حافة التفكك، وقد رسخت القاعدة مواقفها في العراق، حيث تم الاخلال بموازين القوى لصالح ايران".
المصدر: وكالة "نوفوستي" الروسية للانباء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق