في الوقت الذى لا توجد فيه علامات على حسن النية من جانب الحكومات الغربية بشأن إعادة ولو جزء يسير من بحر المليارات المنهوبة من مصر، ولا حتى تسليم لصوص النظام السابق ومنهم حسين سالم ويوسف بطرس غالي ورشيد رشيد، أعربت "كاثرين آشتون" المفوضة العليا للاتحاد الأوروبى عن أسفها الشديد لأكبر سرقة تعرضت لها دولة بحجم مصر في مجرتنا الشمسية.
آشتون قدمت شكرها للبرلمان المصري على حسن استقباله مبعوث الاتحاد لجنوب المتوسط برناردو ليون، الذى زار القاهرة مؤخراً.
وتعيد نشر تصريحات آشتون في حوار:
■ ما معلوماتكم عن حجم أموال مصر التى سرقها النظام السابق مبارك؟
- مصر لديها ثروات تكفى لمساعدة ربع الدول الأوروبية إذا استغلت تلك الثروات بشكل جيد .
ما تمت سرقته وإهداره من أموال وأرصدة وثروات مصر الطبيعية خلال الـ15 عاما الماضية من نظام مبارك طبقا لمعلومات الاتحاد الأوروبى وأرقامه المؤكدة يبلغ 5 تريليون دولار أمريكى.
ذلك المبلغ يكفى تحويل مصر إلى دولة أوروبية متقدمة وكان يكفى لظهور 90 مليون مليونير كبير فى مصر.
■ ما تقديركم لما قام به نظام مبارك؟
-أنا حزينة على مصر وشعبكم فلقد تعرضتم فى مصر لما هو يفوق الخيال فى الاحتيال والسرقات وتجريف الثروات المادية والطبيعية والافتراضية.
لو صح التعبير حتى أن "الفايكنج" وهم أشرس الغزاة الذين شهدهم التاريخ البشرى فى أوروبا ما كانوا سيتمكنون من سرقة مواردكم مثلما فعل بكم نظام مبارك.
■ كيف ترون أداء الحكومة المصرية بعد الثورة؟
- السلطات المصرية قامت خلال الشهر الماضى بتطوير أدائها بشكل محترف وإيجابى من أجل استعادة أرصدة مصر المجمدة.
لكن لا نريد مجلس الشعب المصرى أن يكون صحيفة يومية وطنية جديدة فى مصر تنشر التصريحات دون خطوات فعالة.
بل نريد من مجلس الشعب المصرى أن يقود المجتمع ويصدر قرارات لها طابع الأمر التنفيذى على الأرض".
■ كيف سيتعامل الاتحاد الأوروبي مع الأحزاب الدينية في مصر؟
- نقدر جميع الأحزاب المصرية..الأحزاب الدينية في مصر أحزاب محافظة على أساس دينى مثل كل الأحزاب الدينية المحافظة المنتشرة فى الدول الأوروبية.
ولا يمكننى إلا الإعراب عن ثقتى وتقديرى لنزاهة وشفافية وحنكة حزب الإخوان المسلمين فى مصر.
■ كيف ترون أداء جماعة الإخوان؟
- لقد فاجأ الإخوان العالم بنظامهم وكوادرهم المتغلغلة فى جسد المجتمع المصرى، حتى إن العالم لا يرى حاليا فى مصر من يمكن الحديث معه إلا الإخوان المسلمين بعد أن تراجع دور الأحزاب الليبرالية التى تأثرت بالثورة المصرية بشكل عكسى.
فبدلا من أن تصعد لتقود البلاد فى مصر حدث لها ما يعرف علميا بصدمة السلطة التى أزالت اوراق التوت عن جسد المجتمع فظهرت حقيقته الإسلامية واضحة جلية فى صعود الأحزاب الدينية.
■ وبما تنصحون هذه الأحزاب؟
- أطلب من الأحزاب الدينية المصرية الجديدة - الإخوان والسلفيين- أن يمدوا يدهم ليد البعض وألا يتنازعوا فيما بينهم .
حيث هناك تقارير تحذر من الآن من تلك النقطة حيث يوجد بينهم تاريخ طويل من عدم التفاهم مما يهدد المجتمع المصرى.
■ هل تجد أوروبا مشكلة في اختيار المصريين للإحزاب الدينية؟
- إذا وجدنا أن المجتمع المصرى يشكو من الإسلاميين لعدم مقدرتهم على التطور ومسايرة العصر الحديث فلن نجد أمامنا سوى التدخل لنجدة الشعب المصرى.
■ كيف ذلك؟
- يمكن للإسلاميين أن يفعلوا ما يشاءون فى السلطة ونحن نثق أنهم كأحزاب محافظة ستبتعد عن السرقة والنهب.
ويمكنهم أن يدرسوا تجارب الأحزاب المحافظة فى أوروبا وهم متدينون على خلفيات دينية ويحكمون بالكتاب المقدس لكنهم صعدوا بدولهم ولم يأخذوها للخلف.
■ هل تتوقفون عن دعم التيار الليبرالي؟
-نحن لا نقف مع أحد حاليا ضد الطرف الآخر ونحن فى أوروبا منفتحين على كافة الطوائف ولا يهمنا أن يحكم مصر إسلاميا أو عسكريا أو ليبراليا ما يهمنا من منهم سوف يأخذ بأيد بلاده ويساعدها على الوقوف بعد كبوتها التى تسبب فيها نظام الديكتاتور حسنى مبارك.
■ لكن مبارك كان حليفكم وكنتم داعمين له؟
-لا يتعجب أحد حين يسمع أنه ديكتاتور فقد كنا نقول ذلك يوميا فى وسائل إعلامنا فى أوروبا ولم يكن لنا بديل إما التعاون معه ونحن نعرف أنه سيخفى ثلثى ما نقدمه لمصر وإما أن نحرم الشعب المصرى مما يمكنه الاستفادة منه ولو القليل مما نقدم.
■ هل يتراجع الدور الأوربي أمام الأمريكي؟
- على العكس أوروبا ساعدت مصر خلال العشرة أعوام الأخيرة أكثر من مساعدة الولايات المتحدة لمصر بمقدار الضعف.
ولكن مبارك كان يأخذ تعليماته من البيت الأبيض وكان يفضل الابتعاد عن أوروبا.
■ كيف تتعاملون مع مصر الثورة؟
-سنفتح للمصريين أبواب أوروبا على مصراعيها مع أول تأكيد أن مصر أصبحت دولة ديمقراطية وسنرفع كافة المحاذير والمتطلبات على سفر الشباب المصرى والواردات المصرية لأوروبا.
ولديكم فرصة أن تعيدوا مصر لما كانت عليه أيام رئيسكم جمال عبد الناصر.
■ لماذا عبد الناصر؟
-أوروبا كلها تحترم عبد الناصر لأنه كان خصما شريفا تولى رئاسة مصر فى أحلك ساعات التاريخ المصرى ولو عاش عبد الناصر لكانت مصر دولة عظمى أكبر من روسيا فى الشرق الأوسط.
■ كيف ترون أداء المجلس العسكري في الفترة الإنتقالية؟
-كنا نثق فى حسين طنطاوى أكثر من مبارك ونظامه وحاولنا الاتصال به أكثر من مرة لكنه لم يفهمنا (!).
■ نريد توضيح ذلك؟
-لو كان جيشكم صاحب نوايا خبيثة لكنا لمسنا ذلك وتدخلنا ولو أراد الجيش قمع الشعب لفعل فى أسبوع واحد .
وما يحدث من مشاكل فى مصر هو صراع قوى داخلى وخارجى متوقع لدى تعثر دول كبرى تاريخياً مثل مصر.
وحولكم مؤامرات يمكنها إسقاط نصف الدول الأوروبية فى شهر واحد وما تحتاجونه فى طريقكم الجديد من أجل الديمقراطية هو الثقة فى بعضكم البعض والاستماع لبعضكم البعض.
■ ما تقديركم للحراك بين القوى السياسية؟
- ادعو المصريين أن يقفوا صفا واحداً أمام أعداء الديمقراطية فى مصر.
إرتدوا قناع "توت عنخ أمون" بدلا من قناع "بانديتا" وتحلوا بالعقلانية والوطنية والمسئولية يتكشف أمامكم أصحاب المؤامرات.
وعدم ذهابكم للعمل هو أهم سلاح فى أيد أعداء مصر وكلما عملتم زادت المكائد ضدكم وكلما ستنجحوا سيزيد المتآمرون عليكم.
آشتون قدمت شكرها للبرلمان المصري على حسن استقباله مبعوث الاتحاد لجنوب المتوسط برناردو ليون، الذى زار القاهرة مؤخراً.
وتعيد نشر تصريحات آشتون في حوار:
■ ما معلوماتكم عن حجم أموال مصر التى سرقها النظام السابق مبارك؟
- مصر لديها ثروات تكفى لمساعدة ربع الدول الأوروبية إذا استغلت تلك الثروات بشكل جيد .
ما تمت سرقته وإهداره من أموال وأرصدة وثروات مصر الطبيعية خلال الـ15 عاما الماضية من نظام مبارك طبقا لمعلومات الاتحاد الأوروبى وأرقامه المؤكدة يبلغ 5 تريليون دولار أمريكى.
ذلك المبلغ يكفى تحويل مصر إلى دولة أوروبية متقدمة وكان يكفى لظهور 90 مليون مليونير كبير فى مصر.
■ ما تقديركم لما قام به نظام مبارك؟
-أنا حزينة على مصر وشعبكم فلقد تعرضتم فى مصر لما هو يفوق الخيال فى الاحتيال والسرقات وتجريف الثروات المادية والطبيعية والافتراضية.
لو صح التعبير حتى أن "الفايكنج" وهم أشرس الغزاة الذين شهدهم التاريخ البشرى فى أوروبا ما كانوا سيتمكنون من سرقة مواردكم مثلما فعل بكم نظام مبارك.
■ كيف ترون أداء الحكومة المصرية بعد الثورة؟
- السلطات المصرية قامت خلال الشهر الماضى بتطوير أدائها بشكل محترف وإيجابى من أجل استعادة أرصدة مصر المجمدة.
لكن لا نريد مجلس الشعب المصرى أن يكون صحيفة يومية وطنية جديدة فى مصر تنشر التصريحات دون خطوات فعالة.
بل نريد من مجلس الشعب المصرى أن يقود المجتمع ويصدر قرارات لها طابع الأمر التنفيذى على الأرض".
■ كيف سيتعامل الاتحاد الأوروبي مع الأحزاب الدينية في مصر؟
- نقدر جميع الأحزاب المصرية..الأحزاب الدينية في مصر أحزاب محافظة على أساس دينى مثل كل الأحزاب الدينية المحافظة المنتشرة فى الدول الأوروبية.
ولا يمكننى إلا الإعراب عن ثقتى وتقديرى لنزاهة وشفافية وحنكة حزب الإخوان المسلمين فى مصر.
■ كيف ترون أداء جماعة الإخوان؟
- لقد فاجأ الإخوان العالم بنظامهم وكوادرهم المتغلغلة فى جسد المجتمع المصرى، حتى إن العالم لا يرى حاليا فى مصر من يمكن الحديث معه إلا الإخوان المسلمين بعد أن تراجع دور الأحزاب الليبرالية التى تأثرت بالثورة المصرية بشكل عكسى.
فبدلا من أن تصعد لتقود البلاد فى مصر حدث لها ما يعرف علميا بصدمة السلطة التى أزالت اوراق التوت عن جسد المجتمع فظهرت حقيقته الإسلامية واضحة جلية فى صعود الأحزاب الدينية.
■ وبما تنصحون هذه الأحزاب؟
- أطلب من الأحزاب الدينية المصرية الجديدة - الإخوان والسلفيين- أن يمدوا يدهم ليد البعض وألا يتنازعوا فيما بينهم .
حيث هناك تقارير تحذر من الآن من تلك النقطة حيث يوجد بينهم تاريخ طويل من عدم التفاهم مما يهدد المجتمع المصرى.
■ هل تجد أوروبا مشكلة في اختيار المصريين للإحزاب الدينية؟
- إذا وجدنا أن المجتمع المصرى يشكو من الإسلاميين لعدم مقدرتهم على التطور ومسايرة العصر الحديث فلن نجد أمامنا سوى التدخل لنجدة الشعب المصرى.
■ كيف ذلك؟
- يمكن للإسلاميين أن يفعلوا ما يشاءون فى السلطة ونحن نثق أنهم كأحزاب محافظة ستبتعد عن السرقة والنهب.
ويمكنهم أن يدرسوا تجارب الأحزاب المحافظة فى أوروبا وهم متدينون على خلفيات دينية ويحكمون بالكتاب المقدس لكنهم صعدوا بدولهم ولم يأخذوها للخلف.
■ هل تتوقفون عن دعم التيار الليبرالي؟
-نحن لا نقف مع أحد حاليا ضد الطرف الآخر ونحن فى أوروبا منفتحين على كافة الطوائف ولا يهمنا أن يحكم مصر إسلاميا أو عسكريا أو ليبراليا ما يهمنا من منهم سوف يأخذ بأيد بلاده ويساعدها على الوقوف بعد كبوتها التى تسبب فيها نظام الديكتاتور حسنى مبارك.
■ لكن مبارك كان حليفكم وكنتم داعمين له؟
-لا يتعجب أحد حين يسمع أنه ديكتاتور فقد كنا نقول ذلك يوميا فى وسائل إعلامنا فى أوروبا ولم يكن لنا بديل إما التعاون معه ونحن نعرف أنه سيخفى ثلثى ما نقدمه لمصر وإما أن نحرم الشعب المصرى مما يمكنه الاستفادة منه ولو القليل مما نقدم.
■ هل يتراجع الدور الأوربي أمام الأمريكي؟
- على العكس أوروبا ساعدت مصر خلال العشرة أعوام الأخيرة أكثر من مساعدة الولايات المتحدة لمصر بمقدار الضعف.
ولكن مبارك كان يأخذ تعليماته من البيت الأبيض وكان يفضل الابتعاد عن أوروبا.
■ كيف تتعاملون مع مصر الثورة؟
-سنفتح للمصريين أبواب أوروبا على مصراعيها مع أول تأكيد أن مصر أصبحت دولة ديمقراطية وسنرفع كافة المحاذير والمتطلبات على سفر الشباب المصرى والواردات المصرية لأوروبا.
ولديكم فرصة أن تعيدوا مصر لما كانت عليه أيام رئيسكم جمال عبد الناصر.
■ لماذا عبد الناصر؟
-أوروبا كلها تحترم عبد الناصر لأنه كان خصما شريفا تولى رئاسة مصر فى أحلك ساعات التاريخ المصرى ولو عاش عبد الناصر لكانت مصر دولة عظمى أكبر من روسيا فى الشرق الأوسط.
■ كيف ترون أداء المجلس العسكري في الفترة الإنتقالية؟
-كنا نثق فى حسين طنطاوى أكثر من مبارك ونظامه وحاولنا الاتصال به أكثر من مرة لكنه لم يفهمنا (!).
■ نريد توضيح ذلك؟
-لو كان جيشكم صاحب نوايا خبيثة لكنا لمسنا ذلك وتدخلنا ولو أراد الجيش قمع الشعب لفعل فى أسبوع واحد .
وما يحدث من مشاكل فى مصر هو صراع قوى داخلى وخارجى متوقع لدى تعثر دول كبرى تاريخياً مثل مصر.
وحولكم مؤامرات يمكنها إسقاط نصف الدول الأوروبية فى شهر واحد وما تحتاجونه فى طريقكم الجديد من أجل الديمقراطية هو الثقة فى بعضكم البعض والاستماع لبعضكم البعض.
■ ما تقديركم للحراك بين القوى السياسية؟
- ادعو المصريين أن يقفوا صفا واحداً أمام أعداء الديمقراطية فى مصر.
إرتدوا قناع "توت عنخ أمون" بدلا من قناع "بانديتا" وتحلوا بالعقلانية والوطنية والمسئولية يتكشف أمامكم أصحاب المؤامرات.
وعدم ذهابكم للعمل هو أهم سلاح فى أيد أعداء مصر وكلما عملتم زادت المكائد ضدكم وكلما ستنجحوا سيزيد المتآمرون عليكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق