31 يوليو 2016

محمد سيف الدولة يكتب:هل غيرت الاجهزة السيادية عقيدتها تجاه اسرائيل؟


نشر الدكتور/ طارق فهمى مقالا فى جريدة الشروق المصرية يوم السبت 30 يوليو 2016، بعنوان "التطبيع والسلام المصرى الجديد مع اسرائيل".
تضمنت المقال، ذات الدعوات التقليدية عن اهمية السلام والتطبيع المصرى مع اسرائيل.
ولكن ما يميز هذا المقال هو ان كاتبها هو رئيس وحدة الدراسات الاسرائيلية فى مركز وثيق الصلة بالأجهزة السيادية هو " المركز القومى لدراسات الشرق الاوسط" ورئيسه هو اللواء دكتور/ محمد مجاهد الزيات.
وهو ما يضفى على المقال اهمية خاصة، من حيث انها على الاغلب تعبر عن وجهة نظر تتبناها الجهات المذكورة، او على اقل تقدير، ترغب فى اختبار ردود الفعل السياسية والشعبية على ما ورد فيها، خاصة بعد الدعوة الى "السلام الدافئ" الذى وجهها السيسى.
***
تستحق المقال ان تقرأ بعناية (مرفق رابطها)* ولكن أهم ما ورد فيها فى تصورى ما يلى:
لقد استقرت معاهدة السلام، ولا يجب ان تُختصر العلاقات دائما فى إطارها الأمنى والاستراتيجى، دون أن تمتد إلى إطار أوسع من حيث المصالح والاستراتيجيات فى المنطقة (تطوير العلاقات)
هناك حاجة ملحة لتحديد نمط العلاقات المصرية الإسرائيلية، من الأمن إلى الاقتصاد، ومن الاستراتيجية إلى الاستثمار.(من التحديات الى الفرص! )
·لا يجب ان نخشى إسرائيل أو نهابها أو نرفض الدخول معها فى مساحات من الاشتباك العلمى والأكاديمى والاستراتيجى، فمصر لديها مناعة وطنية كبيرة وحائط صد من المعطيات الراسخة فى كل المجالات. (لا تخشوا التطبيع)
· تطوير العلاقات المصرية الإسرائيلية ليس معناه التطبيع فقط كما يفهم البعض، وإنما إعادة هيكلة العلاقات من جديد مع الحفاظ على النجاحات التى تمت، وخلق حالة أمنية واستراتيجية جديدة فى سيناء تتجاوز الدعوة إلى إجراء تعديلات فى البروتوكول الأمنى والاستراتيجى. (شراكات امنية واستراتيجية)
· يجب ان نتقدم برؤية ومسار حقيقى وشامل لتطوير العلاقات الثنائية لتحقيق أعلى عائد سياسى متوقع على أن يكون الهدف الأساسى توظيف وتنمية العلاقات مع إسرائيل لصالح العلاقات الثنائية أولا ومع الجانب الفلسطينى ثانيا.(مصر هى الهدف وليس فلسطين)
·أن فرص التأثير فى الدوائر الأمريكية يمكن أن تنطلق من تنمية أسس العلاقات مع إسرائيل (اسرائيل هى بوابة ومفتاح تطوير العلاقات مع امريكا)
· يجب أرضية جديدة للعلاقات بين الأطراف المصرية والإسرائيلية والأمريكية معا ولحسابات خاصة بأمن الجميع وليس أمن طرف على حساب طرف آخر(الأمن المشترك)
· إعادة النظر فى بعض الملفات الاقتصادية يتطلب قراءة واعية لما تم وعدم التوقف عن ما يتردد عن الاختراق الإسرائيلى والرغبات الإسرائيلية فى زيادة المنتج الإسرائيلى، والانفتاح على مناطق جديدة خارج الكويز، خاصة أن مصر فى حاجة لتطوير مشابه فى مسار العلاقات مع الولايات المتحدة والخاصة بتنمية الأفكار الخاصة بالمعونات العسكرية واستحداث أفكار ورؤى جديدة بشأن تعاون جديد على أسس واقعية ربما تكون إسرائيل حاضرة فى بعض تفاصيله فى المرحلة المقبلة.(استلهام تجربة الكويز فى تاسيس مزيد من المشروعات المصرية الاسرائيلية الامريكية المشتركة)
· التعامل المصرى فى الملف الفلسطينى سيحتاج إلى أدوات حركة مصرية حقيقية ستتطلب عقد لقاءات وإجراء تشاورات ( هل هذا تمهيد لزيارة نتنياهو للقاهرة؟)
· إن مصر الرسمية والشعبية عليها أن تراجع نفسها، ويجب أن يكون هناك معرفة جيدة بما يدور فى إسرائيل فى الوقت الراهن من توجهات الرأى العام وحركة الأحزاب واستطلاعات الرأى العام ومواقف القوى الصاعدة فى المجتمع، ومن مصادر مباشرة تتجاوز التعامل العابر والهامشى من ترجمة سطحية لبعض الأخبار فى بعض الصحف أو المواقع الالكترونية غير المتخصصة، وهو ما انشغل به البعض والذى عزف عن التعامل مع إسرائيل، واكتفى بالشكليات (تواصلوا وطبعوا معها لتتعرفوا عليها)
·علينا أن نخرج من حالة الارتكان للواقع الراهن فى العلاقات مع إسرائيل وأن نشتبك فى منظومة كاملة من التفاعلات تتجاوز المجال الأمنى والاستخباراتى ــ وهو أمر مستقر ــ إلى مجالات أرحب وأوسع بما يخدم الحركة المصرية ليس فى الإقليم وإنما أيضا فى المحيط الدولى.(العلاقات مع اسرائيل ستدعم مصر اقليميا ودوليا)
· إن القطاعات المصرية الرافضة للسلام مع إسرائيل يجب النظر إليها أنها قوى وطنية لا تزال مؤمنة بفكرتها، ولكن ستحتاج إلى مراجعة ولو مرحلية فى حال قبول إسرائيل الخروج من الأراضى المحتلة، والموافقة على إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، حيث ستنتفى مبررات رفض إسرائيل(راجعوا مواقفكم).
·يجب على مصر ان تطرح مبادرة شاملة ومتكاملة للرئيس السيسى، وليس تسويق أفكار للآخرين سواء كانت المبادرة العربية أو المبادرة الفرنسية بعد أن تكون القاهرة قد التقت بكل الأطراف المعنية على أرضية التسوية المقترحة. (مبادرة مصرية تتجاوز المبادرة العربية وتقبلها اسرائيل)
***
كانت هذه بعض الرسائل التى وردت فى المقال المذكور، والتى يمكن التعقيب عليها فيما يلى :· ان الارض القائمة شرق الحدود الدولية المصرية هى فلسطين من نهرها الى بحرها، اما اسرائيل فهى كيان استعمارى استيطانى عنصرى باطل لا يجوز الاعتراف به او الصلح والتطبيع معه، يحمل مشروعا معاديا لمصر وللامة العربية بقدر استهدافه لفلسطين، وان الاختلال الحاصل فى موازين القوى الاقليمية والدولية منذ بضعة عقود لا يبرر الاعتراف بشرعية الاحتلال، والتفريط والتنازل عن اى جزء من فلسطين.
· ان المعاهدة التى وقعتها مصر مع اسرائيل غير مرحب أو معترف بها من غالبية الشعب المصرى وقواه الوطنية الحقيقية، وأى استرجاع لمشاهد المظاهرات المحاصرة لسفارة اسرائيل بعد الثورة قاطعة الدلالة على ذلك، ولا يجوز بأى حال من الأحوال استغلال وتوظيف التقييد الحالى للحريات، والقبضة البوليسية، وحصار المعارضة والقوى السياسية، لتمرير اتفاقيات وتفاهمات جديدة مع اسرائيل، لن يكتب لها الحياة والاستمرار بمجرد استرداد الشعب والقوى الوطنية لحرياتها.
· وحتى من المنظور الرسمى، فلقد كان هذا سلام بالاكراه ولا يزال، فلا يصح الحديث عن استقراره لما فى ذلك من قبول واستمراء وخضوع لأدوات الاكراه. سلام تم تحت تهديد احتلال قوات العدو لسيناء عام 1967، ورفض مجلس الامن بقيادة امريكا لاصدار قرار بانسحابها بدون قيد او شرط كما ينص ميثاق الامم المتحدة، ثم الدعم المالى والعسكرى الامريكى اللامتناهى لاسرائيل، والتدخل فى حرب 1973 للحيلولة دون تحقيق نصر عسكرى كامل.
· كان الموقف الغالب للدولة المصرية وأجهزتها السيادية على الدوام، هو حصر التطبيع مع اسرائيل فى الحدود والدوائر الرسمية، مع تشجيع ومباركة، عن بعد، للرفض الشعبى للتطبيع. وكل الاتفاقيات الاقتصادية التى خرجت عن هذه القاعدة كاتفاقية الكويز واتفاقية تصدير الغاز لاسرائيل تمت تحت الضغوط الامريكية.
فما هى المستجدات التى دفعت الدولة باجهزتها السيادية الى تغيير عقيدتها الامنية والاستراتيجية تجاه اسرائيل؟
· ان رفض التطبيع المصرى والعربى مع اسرائيل لم يكن بسبب الخوف من الاختراق الاسرائيلى، بقدر ما كان بهدف الاستمرار فى حصار اسرائيل وإضعاف اقتصادها ودولتها وعدم تشجيع مزيد من دول العالم على انهاء مقاطعتها لها، بالاضافة الى ان قبول اسرائيل فى المنطقة والاعتراف والتطبيع معها من قبل الشعوب العربية، سيشجع وينمى من الهجرات اليهودية اليها، التى لا تزال ترى كثيرا منها، فى رفض ومقاطعة شعوب المنطقة لها، مؤشراعلى تعثر المشروع واحتمالية فشله ونهايته.
· كما أن رفض التطبيع الشعبى والتأكيد على الطبيعة العدوانية للمشروع الصهيونى، كانت على الدوام احد الثوابت الوطنية التى نحرص على تنشئة الاجيال الجديدة عليها وتوريثها، انتظارا لتغير الظروف وموازين القوى فى يوم من الايام، وعودة مصر الى موقعها القيادى فى مواجهته. 
·ان قبول ودمج واستقرار ونجاح اسرائيل فى المنطقة سيشجع كل الجماعات والتيارات الطائفية فى المنطقة، على ان تحذو حذو المشروع الصهيونى، فى محاولة الانفصال وتأسيس دويلات مستقلة لأصحاب الديانات او المذاهب أو الاعراق المختلفة، دويلات سنية وشيعية وكردية ومارونية وقبطية ..الخ، وهو ما بدأت بشائره بالفعل بعد كامب ديفيد.
· ان شرعية النظام المصرى ودولته، اهتزت كثيرا منذ تم الصلح مع العدو الصهيونى، ومنذئذ حتى اليوم، لم ينجح اى نظام او رئيس فى اكتساب الشرعية الوطنية التى تفوق وتسمو على الشرعية الدستورية، لأنه يستحيل تأسيس دولة او نظاما أو استقرار طويل المدى، على قاعدة الاقرار بالعجز عن المقاومة والانتصار على العدو الاستراتيجى الاول للامة، والخضوع له والقبول بوجوده على ارض عربية محتلة.
· ان حالة التفكك التى ضربت مصر والدول العربية، وادت الى كفر قطاعات من الشباب بالهوية الوطنية والقومية، والبحث عن هويات وانتماءات اخرى، طائفية او قبلية، وتطورها فى السنوات الاخيرة الى حروب اهلية واقتتال عربى/عربى كانت من اخطر آثار حالة الانهزام والاستسلام العربى للمشروع الصهيونى والقبول بالتعايش والسلام معه فما بالنا اذا استجبنا لهذه الدعوات لبناء تحالفات استراتيجية وامنية واقتصادية واقليمية مع اسرائيل.
·رغم التبعية التى كان غارقا فيها نظام مبارك، الا ان احد الاهداف الرئيسية له حينها كانت بمطالبة الولايات المتحدة الامريكية بتحرير العلاقات الثنائية المصرية الامريكية من اسرائيل، حيث كانت المعونة العسكرية واتفاقيات الكويز والغاز والبترول وغيرها، تصر على نسج علاقة زواج كاثوليكى ثلاثى. وهى نفس الخطيئة الذى يطالب بها المقال من الرهان على اسرائيل كبوابة هامة ورئيسية لتطوير العلاقات المصرية مع امريكا.
·ان المشروع الوطنى العربى وفى القلب منه المشروع الوطنى المصرى يتناقض جذريا مع المشروع الصهيونى، مصريا وعربيا واقليميا ودوليا، بل ان مجرد بقاء هذا الكيان على حدودنا الشرقية هو تهديد دائم لوجودنا ذاته، وبالتالى فان اى حديث عن ادوار اقليمية ودولية " مصرية اسرائيلية" مشتركة هو فى حقيقته انحياز الى المشروع الصهيونى ودعوة لتوظيف الدولة المصرية للتخديم عليه والدفاع عن شرعيته والترويج والتمهيد لدمجه فى المنطقة.
· كما ان الدعوات الى توسيع السلام مع اسرائيل ودمجها فى المنطقة يوجه ضربة قوية لأى جهود نجحت فى تكوين راى عام اوروبى وعالمى مناهض لسياسات وإجراءات الاحتلال الاسرائيلى.
· ان الحديث عن مبادرة مصرية للسلام مستقلة عن المبادرة العربية تقبلها اسرائيل ويرحب بها نتنياهو، هو حديث يثير القلق والشك من ان يكون فيه تمريرا وتمهيدا للمطالب الاسرائيلية الاخيرة بتعديل المبادرة العربية والتخلى عن حدود 1967 والاصرار على يهودية الدولة وتبادل الاراضى ورفض حق العودة واعتبار القدس الموحدة عاصمة لاسرائيل. (مع التاكيد بطبيعة الحال أن المبادرة العربية كانت هى نفسها كارثية بما تضمنته من تنازل عن 78% من ارض فلسطين.)
·واخيرا اتمنى على اصدقائنا من الاكاديميين والخبراء الاستراتيجيين، وعلى مراكز الدراسات والابحاث المستقلة أو القريبة من الدولة واجهزتها السيادية، أن يراجعوا أنفسهم وأن ينأوا بأنفسهم عن القيام بأى أدوار أو تكليفات تطعن فى ثوابتنا الوطنية المستقرة وجدانيا والمختبرة علميا وتاريخيا.
*****
القاهرة فى 31 يوليو 2016

30 يوليو 2016

حمد نـزال يكتب :العالم اليوم



أمريكا: سيتحتم على الناخب، قريبا أن يختار بين “النصّابة – هيلاري“ أو “المهرج – ترامب “. أرجح أن يصير المهرج رئيسا فمعظم البيض من غير المتعلمين يساندونه ويشكلون 30 بالمئة من مجمل الناخبين. فوز النصابة سيعني على الأقل أربع سنوات من اللون الممل الباهت سيأتي بعد ثمان سنوات من اللون الرمادي المحايد للرئيس أوباما وهي ألوان لا تبعث على الفرح أو الإثارة. هم أبناء المؤسسة وشذوذهم المؤقت إلى الآن هو الملياردير السخيف سليط اللسان الذي كان قد أفلس شركاته أكثر من مرة. لفت نظري الزميل داوود الخطيب، وهو من قدامى عرب واشنطن أن الصهاينة في العاصمة مذعورين من إمكانية فوز العجوز الأبيض وبأن فرائضهم ترتعد؛ إن ظل هذا صحيحا، فحري بعرب أميركا أن يحولوا بوصلتهم.. المهرج خير من المحتالة!
تركيا: سوس الناس وحكمهم معرفة عتيقة كان البحث عن مخطوطات المصريين- التي تحوي أسرارا – أولوية لدى كبار موظفي الإحتلال الفرنسي والقوى الأوروبية الآخرى التي هاجمت مصر قبل 300 عام. فهم عواطف القطيع تساعد على سوقه؛ كأن المسلسل التركي الشهير “مهند ونور “ والذي دخل كل بيت عربي وتركي كان بالون اختبار من أجل “التمكين “ الذي يبرع به السلطان أردوغان، بعكس المصري خيرت الشاطر.
ملايين العرب منساقون للبطل المؤمن القوي الحريص على القضايا العربية والذي يظهر بلا انقطاع في الجزيرة، إنه صلاح الدين. الجمهور العريض من الموالين للإخوان المسلمين يظنون أنهم يفعلون خيرا، قلة فقط على علم بهيكلية التنظيم وأوامر المجلس الأعلى له الذي ينعقد من خمسين عاما في العاصمة البريطانية. أردوغان تعلم درس في التمكين من الرئيس المصري (الدمية) محمد مرسي الذي بدأ عهده بعزل آلالف القضاة وكبار الموظفين واستبدالهم بمناصرين وأعضاء في التنظيم. ثم نحو عشرين ألف تلميذ عسكري جلهم من أبناء جماعة الإخوان.. كل هذا في عام واحد. هوذا السلطان يضرب كل العصافير بحجر واحد: يشذب شجرة الجيش القديمة ويقطع بعضا من أركانها الكبرى لكي يرى نور الله؛ يسجن، وسيعدم أنصار حليفه السابق وأحد معلميه (غولن) وعددهم بالالف وهم رفاق سابقون له؛ وسينفذ رؤية الرب باستعادة أملاك الشام للإستانة.
يتحمل السلطان، الذي يمارس سرا وعلناً– ومثله إيران- كل أنواع البغاء مع تل أبيب مسؤولية عظمى في خراب حلب التي كانت صناعاتها أجود من تلك التركية أو تلك الطالعة من دبي. مسؤولون من أنقرة على ارتباط وثيق بنجل أردوغان قاموا بالإشراف على تفكيك ونقل كبار المصانع الحلبية إلى تركيا.
هو العهد الذي يدعو المؤمن فيه للكفر والكافر يدعو للإيمان.. ستكفروا بالسلطان حين يصير له كرش مثل صاحبه مهند.
الأردن: أمتدح صديق عراقي مقيم في الإكوادور تلك الإجراءات الحكومية الأخيرة بشطب أسم العائلة ومنح المثليين حقوقا ثم طلب تعليقي فقلت: إنك كمن يستخدم “كيلة “لإخراج الماء من زورقك المعطوب! لقد اتسع الرتق على الراقع.
فلسطين: ليست فتح أو حماس راغبتان في المصالحة. القطيعة ملائمة للمحتالين. أبومازن هو غورباتشوف فلسطين، وعلى قادة الميدان في حماس وغيرها أن يثبتوا أنهم فصائل مقاومة وطنية بعيدة عن الإرتباطات الأجنبية. لقد فعلوها أكثر من مرة، ففي الحرب الأخيرة رفض الميدان شروط الهدنة التي أملاها عليهم خالد مشعل، وهو الذي صنعت منه إسرائيل والاردن بطلا عندما قيل أنه سمم في عمان أواخر التسعينات ثم أمر الملك الراحل الحسين تل أبيب بإحضار الترياق فتشافى هذا “الفدائي”.
الفدائي اليوم، يتيم بعد رحيل الختيار. .. لكن؛
بفضل ترسانة الصواريخ لدى المقاومة العربية (حزب الله وحماس وبقية الفصائل الفلسطينية) وتقنية حرب الأنفاق، صار بالمقدور هزيمة إسرائيل عسكريا.. اليوم ومن غير الحاجة لأي جيش. إسرائيل قطعان من الإنتهازيين جمعهم الطمع وسيفرقهم الرعب. إن استمرار تساقط الصواريخ على مدن الدولة العبرية لأشهر، ومن جبهات لبنان وغزة والضفة (نعم الضفة فيها فدائيون) ومن الأردن ومن مصر هو السيناريو الأمثل للخلاص من الدولة العبرية… سيهرولون إلى سفن عملاقة تعيدهم من حيثما جاؤا، فمن هو المجنون الذي يمتلك جوازا أوروبيا ويرضى العيش في الشرق الأوسط، وكل الأخوة اليهود لديهم جوازات سفر غربية.
سيناريو المعركة الأخيرة: بصرف النظر عما تبديه الكثير من الجماعات المسيحية الغربية من تعاطف ومساندة مع الدولة العبرية، إلا أن الكثير منها ما زال يحملها مسؤولية قتل السيد المسيح إبن الرب وكلمته. وأحد أركان الإيمان لدى بعضها يقوم على أساس تجميع اليهود في أرض الميعاد وبأن ظهور المسايا المخلص لن يتم من غير تجميعهم في فلسطين، وسيكون خيرا لو أن اليهود يقتلون ملايين المسلمين وُيقتلون هم أيضا في معركة كبرى تسمى أرمجدون. يدرك حكماء بني اسرائيل ذلك، فتجدهم –وإن كانوا قلة- معارضين للدولة الصهيونية التي ستقدمهم للمذبح.
مصر: قدر الفيل المصري العملاق أن يقوده قزم. الجنرالات الذين لم يخوضوا حربا واحدةً إلا على أبناء جلدتهم كلهم من أصحاب العلام في أكاديميات واشنطن ولندن العسكرية، إنهم يعرفون تماما تلك الضرع التي تشبعهم حليبا. لقد سقطت القاهرة وبغداد ودمشق وصنعاء وتونس والخرطوم وغيرها وهي كلها تحت حكم العسكر.
البابا فرانسيس: ثمة تناقض جوهري بين الدين والسياسة، الأخيرة فيها رياء وكذب والكثير من الكلام الحشو لإرضاء القطيع. لذلك، لا يتوجب على رجل الدين أن يمارس السياسة إلا إن خلع عباءة المشيخة وعمامة الفقه.
 صحيح ذاك الصادر عن البابا فرانسيس مؤخرا (قوله: العالم في حالة حرب لكنها ليست حربا دينية بل حرب مصالح)، لكنه لم يقنعني بضآلة دور مؤسسته فاحشة الثراء – كما كل المعابد – بأحداث العالم اليوم سيما بعد ذاك الصيت الشهير لمحاور حكم الكون المثلثة والموجودة كلها في أقاليم ذاتية الحكم لا تخضع للسلطة المركزية في بلادنها، إنه التحالف الذهبي لندن – واشنطن -الفاتيكان.ِ
الإرهاب: اللقطة الشهيرة التي جمعت زعماء العالم في مظاهرة كبرى أثناء تشييع ضحايا الإرهاب في باريس قبل عام ونيف أخافتني. تمعنت النظر في وجوه القادة فخفت فدعوت: يا خافي الألطاف نجينا مما نخاف. إن كان هؤلاء هو الجيدون أعاننا الله على السيئين! حالة الحرب ليست جديدة في هذا الكوكب، فمنذ جريمة قابيل وهابيل الأولى ونحن نعاني من عته البشر وجنون الإنسان ورغبته في حرق الكون ليمجد صورته ويرسم ألهته بالذهب فقط وفوق كل خراب. ندرك اليوم، أنه حتى وإن ظهر نبي جديد وحد الديانات وأمنت به كل البشر، فلن تنتهي خصوماتهم ولا الحروب.

* حمد نزال: صحفي مستقل مقيم في واشنطن
hamad.nazzal@gmail.com

22 يوليو 2016

مشهد إعدام الرئيس التركي عدنان مندريس على يد الانقلابيين

https://www.facebook.com/abdelfattah.fayed.5/videos/1276145162396677/


مشهد إعدام الرئيس التركي الأسبق عدنان مندريس على يد الانقلابيين
كانت بعض مبررات الانقلاب أنه أدى فريضة الحج ويصلي
المشهد يضاهي الحقيقة من أحد الأفلام التركية

د. مصطفى يوسف اللداوي يكتب: نور الدين زنكي القائد المفترى عليه




براءةٌ من الله ورسوله، ومن المسلمين خاصةً ومن المؤمنين عامةً، ومن بني الإنسان كلهم أجمعين في جهات الدنيا الأربع، من الأحياء والأموات ومن الأجيال القادمة إلى يوم القيامة، ومن الناطقين بكل لسان والساكنين في كل أرض، ومن المؤمنين بكل مقدس والمتعلقين بكل أمل، ومن المتعلمين والأميين، والمثقفين والجاهلين، ومن كل ذي لبٍ وعقلٍ، وقلبٍ وفؤادٍ، براءةٌ مطلقة من كل قاتلٍ ومعتدي، ومن كل ظالمٍ ومفتري، ومن كل مستعلي ومستقوي، أياً كانت جنسيته ودينه، ومذهبه وهويته، وثقافته وجهالته، وعلمه وسخافته، وهداه وضلاله، وحقه وباطله، ما دام قاتلاً يقطر الدم من سيفه، وظالماً لا يميز الحق ولا يستبين الهدى، ويحمل في عنقه المسؤولية عن أرواحٍ زهقت، ونفوسٍ قتلت، وأسرٍ حرقت، وبيوتٍ دمرت، وشعوبٍ شردت، ومستقبلٍ ضَيِّعَ، وبلادٍ تمزقت، وحرياتٍ فقدت، وكرامةٍ هتكت، وسيادةٍ نقضت.

بكل ما في اللغات كلها والأبجديات على تعدادها من كلمات الغضب، ومعاني الوجع والألم، والضيق والحزن، نبدي استنكارنا الشديد وتنديدنا العارم لما قامت به شرذمةٌ قليلةٌ غير محترمةٍ من مدعي الإيمان والإسلام، من المقاتلين زوراً وبهتاناً من أجل العزة والحرية والعدالة والكرامة، من حملة السلاح الملوث، العابثين بالأرواح والدماء، والمستهترين بالحياة والإنسان، الثائرين الضالين، الماضين بلا هدف، والسائرين على غير هدى، ممن تجمعهم الضلالة، وتوحدهم القوة الظالمة.

ألا إن القائد الفذ عماد الدين زنكي حامي مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وموحد جيوش الأمة الإسلامية، الصابر المحتسب، البكاء العابد، الخائف الوجل، التقي الورع، ألا إنه برئٌ من هذه المجموعة الضالة التي تحمل اسمه، وترفع رايته، وتدعي القتال فيه شرفاً، وتتيه فخراً أنها تنتسب إليه، وتحمل فكره، وتعلي رايته، وهو منها براء، وعليها غاضب، ولعملها غير راضٍ، فهذا قائدٌ عظيمٌ من قادة الأمة الكبار، ومن رجالها الأماجد الثوار، ما كان ليرضى بما قامت به هذه العصابة المتوحشة، التي تدعي زوراً انتماءها إلى الإسلام ديناً، وانتسابها إلى أحد قادته العظام نموذجاً.

بل إنه يلعنها ويبرأ منها، ويستحي من الله عز وجل أن يذكر اسمه معها، وأن يستغل المجرمون الضالون لاسمه الشريف وعلمه الرفيع وهدفه النبيل، ليسوقوا من خلاله جرائمهم، ويرتكبوا باسمه موبقاتهم، ثم يدعون أنهم مسلمون موحدون، ووسطيون معتدلون، لا يظلمون ولا يعتدون، ولا يتطرفون ولا يتشددون، بل يتقون الله ويخافونه ويخشون عقابه، ويراقبون أنفسهم وأتباعهم خشية المعصية والزلل، والجريمة والخطأ، وهم أكثر من يعلم أنهم يكذبون ويفترون، وينافقون ولا يصدقون. 

ليست المشكلة أن هذه المجموعة التي يبرأ الله منها ومن عملها، أنها ذبحت صبياً فلسطينياً صغيراً بريئاً جريحاً ضعيفاً أسيراً، غريباً لاجئاً باكي العين كسير النفس يسألهم الرحمة ويتوقع منهم الرأفة، بل إن جريمتها الكبرى أنها قتلت إنساناً فضلاً عن أنها ذبحت صبياً.

إنهم مجرمون أياً كان ضحيتهم، فلسطينياً أو عربياً، مسلماً أو مسيحياً، مؤمناً أو وثنياً، طالما أنه إنسانٌ ومن حقه العيش والحياة، فإن الإسلام لا يقبل منهم ما قاموا به، ولا يشجعهم على الجريمة التي اقترفوها، بل إن الدين يدعو للقصاص منهم، والانتقام من فعلتهم، وعدم السكوت عن جريمتهم، وعلى كل قادرٍ أن يحفظ وجوههم وأن يذكر أسماءهم، وأن يلاحقهم ولو تابوا، ويعاقبهم ولو ندموا، ويقتص منهم ولو أبدوا حزنهم وأسفهم، فهؤلاء مجرمون لا نقبل في الدنيا توبتهم، ولا نرضى بأوبتهم، ولا نغفر لهم زلتهم، ولا نسكت عن جريمتهم ولو أدعوا أنهم أجبروا على ما فعلوا، وأرغموا بالقوة على ما قاموا به، فهذا لا يبرر جرمهم، ولا يخفف عنهم سوء فعلهم وفحش سلوكهم.

إن الذين ذبحوا الصبي عبد الله عيسى مجرمون ولو بدت وجوههم جميلة، وأشكالهم وسيمة، وأجسامهم معتدلة، وألسنتهم غير معوجة، وشعورهم مسرحة، ولحاهم مهذبة، بل إن نفوسهم مريضة، وقلوبهم عفنة، وصدورهم صدئة، وضمائرهم ميتةً، ونواياهم خبيثة، ولن يصلح عملهم ندمٌ أو توبةٌ، ولن يرضَ عنهم الملك العادل، ليث الملوك، أمير المؤمنين، نصير المستضعفين وهادم لذة الصليبيين، أستاذ ومعلم الناصر صلاح الدين الأيوبي القائد الهمام نور الدين زنكي.

لا يكفي أن تعلن هذه الجماعة أن هذه العملية لا تمثلها ولا تعبر عنها، وأنها فعلٌ فردي وتصرفٌ شخصي، وأنها ستقوم بتوقيف الفاعلين ومحاسبة المخطئين، وأنها لن تتوانَ عن محاكمتهم وعقابهم، ذلك أنها تؤمن بالله وتلتزم التعاليم الدينية والمفاهيم الإسلامية، وأنها تحترم الأعراف الدولية والمعايير الإنسانية، فإننا فضلاً عن أننا لا نثق بهذه الجماعات وأمثالها، فإننا لا نصدق هذه الوعود ولا نؤمن بها، ولا نعتقد بجديتها ولا بنزاهتها، ونرى أنها وغيرها موغلةٌ في الدم، وماضيةٌ في الجريمة، ولا تستوقفها مبادئ الإسلام ولا عدالة القوانين.

ليست هذه هي الجريمة الأولى ولا أظن أنها الأخيرة التي ترتكب في بلادنا العربية، وهي ليست من فعل المدعين أنهم يقاتلون تحت راية القائد الإسلامي العظيم نور الدين زنكي فقط، بل إن الذين يرتكبونها وأمثالها كثيرون، من مختلف الجماعات والفرق، ومن المقاتلين مع الأنظمة ومن المعارضين لها والمحاربين ضدها، إذ أن الجميع قد اقترف مثلها وارتكب أسوأ منها.

وكما نبرأ من هذه الجريمة البشعة وممن ارتكبها، فإننها نبرأ من غيرهم أيضاً، ونعلن استنكارنا لفعلهم ورفضنا لأعمالهم، ولا نقبل من أحدٍ أن يقوم بمثلها تقليداً أو انتقاماً، ترويعاً أو ثأراً، تخويفاً أو دفعاً لخطرٍ وصداً لهجوم، ولا مجال لتبرير هذه الجرائم، ولا قبول للغةٍ معتدلةٍ في استنكارها، ولا لوسطيةٍ في التنديد بها، ولا مكان لمدافعٍ عنها أو داعٍ إليها، وعلى الأمة كلها أن تلعن من يقوم بها، وأن تدعو الله أن ينتقم منه وأن يثأر للضعيف والمظلوم منهم، فلا براءةَ لقاتلٍ، ولا عدل مع ظالم، ولا عفو عن مجرمٍ.

أما من عاقلٍ يصرخ، ومن حكيمٍ يقف ويخطب، أننا لا نريد هذه الحروب التي شردت نصف شعوبنا، وقتلت ودمرت نصفه الأخر، وخربت بلادنا وسوت بالتراب أوطاننا، أما آن لهذه الحروب الضروس أن تنتهي، ولهذه الفتنة العمياء أن تتوقف، ولهذه الطاحونة التي لا تكل أن تهدأ، ولهذا الظلم العنيد أن يردع، فقد والله أصابت منا هذه الحروب العظم وأكلت منا اللحم، ولم يعد في الأمة كلها موضعاً إلا وأصابته بنارها وأدمته بجراحها، وأوجعته بآلامها، وكوته بنيرانها، وها هو سيل الدم لا يتوقف، ومسلسل القتل والجريمة لا يعرف له نهاية.



بيروت في 22/7/2016


20 يوليو 2016

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب: لماذا نرفض الانقلابات العسكرية؟

1) نرفضها لأنها تحتكر السلطة وتستأثر بإدارة البلاد، ولا تقبل اى مشاركة سياسية او شعبية، وتحكم بقوة السلاح وتنتهج سياسة فاشية و بوليسية، وتستقوي بالخارج الذى يمدها بالسلاح ويمنحها شرعيتها فى مواجهة الشرعية الشعبية والديمقراطية، وتتحول الى نظم تابعة لا محالة. ويعيش الناس تحت حكمها فى خوف شديد، لا يأمنوا على حياتهم او حرياتهم او ممتلكاتهم.
2) ولان الدولة ليست جيشا او مؤسسة عسكرية، لكى يحتكر العسكريون شئون الحكم فيها، وليس من المعقول او المقبول ان يمر الطريق الوحيد لحكم البلاد عبر بوابات الكليات العسكرية.
3) ولان قيام الجيوش بالدفاع عن ارض الوطن لا يعطيها الحق فى احتكار حكم البلاد.
4) ولان الشعوب والدساتير اختصت الجيوش بالحق فى التسليح دونا عن غيرها من المواطنين، من اجل الدفاع عن اراضى الوطن، وليس من اجل الاستيلاء على السلطة.
5) ولان تجاربنا مع الحكم العسكرى فى الوطن العربى بائسة، قادت الأمة، خاصة بعد 1973، الى الهزيمة والاستسلام للعدو الصهيونى ومزيد من الاحتلال والتبعية ومزيد من الفقر والتخلف، ومزيد من الفرقة والتقسيم التى انتهت بالحروب الأهلية والاقتتال العربى العربى.
6) ولأنه ليس صحيحا ان العسكريين هم اكثر فئات الشعب وطنية، فالوطنية صفة عامة لا تقتصر على فئة دون أخرى، وتاريخنا ملئ بالمفكرين والسياسيين والمناضلين الوطنيين من المدنيين، كما انه لا يخلو من عسكريين انتهكوا الثوابت الوطنية كما فعل السادات ومبارك فى كامب ديفيد والتبعية للامريكان.
7) ولأنها تستبدل ارادة الشعب صاحب السيادة على الأرض والدولة، بإرادة حفنة من الضباط، ولأنها تستبدل قدسية الوطن بقدسية الجنرال.
8) ولأنها تعصف بحقوق وحريات وكرامة المواطنين، ولأنها تسقط آلاف الضحايا من القتلى والمعتقلين والمطاردين.
9) ولأنها تخضع كل مؤسسات الدولة لمؤسسة واحدة فقط.
10) ولأنها تعطى السلطة لمن يحمل السلاح، وليس لمن تختاره الشعوب فى انتخابات حرة ونزيهة.
11) ولأنها تخلق نظاما عنصريا يسود العسكريين فيه على المدنيين.
12) ولأن من يأتى بقوة السلاح لا يمكن ازاحته الا بقوة السلاح مما يعرض الدول لمخاطرالحروب الاهلية
13) ولأن الدولة المستبدة التى يحتكر حكمها فئة واحدة، تضعف مناعتها، وتكون عرضة للكسر والهزيمة او الاستسلام والخضوع امام الضغوط الدولية، ودائما ما كانت الشعوب هى الأكثر قدرة على الصمود وهزيمة الاحتلال، فيما لو اختلت موازين القوى العسكرية.
14) ولأن القوى الكبرى والمنتجة للسلاح، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، هى الأقدر على تدبير ودعم الانقلابات العسكرية فى العالم الثالث.
15) ولأنه بعد أن فجرت الشعوب ثوراتها، وقدمت الضحايا والشهداء ثمنا لحريتها، لا يمكن حبسها وإعادتها الى القمقم مرة أخرى، وادارتها كثكنة عسكرية.
16) ولأن المجتمعات البشرية قد استقرت اليوم على رفض وإدانة الانقلابات العسكرية، ولذا لا يجرؤ نظام او حاكم واحد فى العالم اليوم ان يعترف بإنقلابه، بل يتبارى الجميع بما فيهم قادة الانقلابات العسكرية على نفى هذه التهمة والوصمة عنهم، والادعاء بأنهم جاءوا بإرادة شعبية.
17) ولأن قادة الانقلابات العسكرية، لا يشغلون مراكزهم ويكسبون صلاحياتهم وهيمنتهم وفقا لأفكارهم ومواقفهم وانحيازاتهم الوطنية والشعبية والديمقراطية، وانما وفقا لمواقعهم القيادية ورتبهم العسكرية.
18) ولأن قبول مبدأ تغيير الانظمة عن طريق الانقلاب العسكرى ولو مرة واحدة، سيفتح ابواب جهنم للمزيد منها فى المستقبل.
19) لأنه لا ندية او مساواة او حوار او نقد او معارضة أو تعقيب أو مفاوضات أو حلول وسط مع قادة الانقلابات، فغير مسموح الا بالخضوع والإذعان التام، ولذلك فهى تطرد أفضل العناصر فى كل المجالات وتأتى بأردئهم.
20) ولأن تجارب الشعوب ودروس التاريخ اثبتت ان هناك طريقين لا ثالث لهم للوصول الى الحكم او لإسقاط النظم الفاسدة، إما الطريق الديمقراطى لمن استطاع اليه سبيلا، وإما الثورة اذا اغلقت أمام الشعب كل منافذ وقنوات الديمقراطية.
***
لذلك نرفض الانقلابات العسكرية كإسلوب لتغيير النظم وإدارة وحكم البلاد، رفضا مبدئيا مطلقا، وليس رفضا نفعيا انتهازيا متغيرا وفقا لمصالحنا وتحالفاتنا فى كل حالة على حدا.
نرفضه حتى لو أسقط نظاما معادياً فى احدى الدول المجاورة، لأننا ببساطة لا نقبل ان تتدخل دول كبرى أو اقليمية لدعم انقلابات عسكرية تابعة وصديقة لها فى بلادنا؟
ونرفضه فى دولنا حتى لو جاء لاسقاط نظاما حاكما نعارضه، فكيف تستقر المجتمعات وتستقيم الحياة السياسية فيها، اذا قرر كل منا أن يستدعى الجيش، فى اى وقت، لمواجهة خصومه السياسيين، وكيف نأمن ونضمن أن الانقلاب التالى لن يسقطنا نحن ويعيد خصومنا؟
***
ليست المسألة هى تركيا او أردوغان، وإنما هى الموقف المبدئى من الانقلابات العسكرية كاسلوب لتغيير النظم وإدارة وحكم البلاد، فى أى مكان وفى كل الظروف.
مع أهمية التأكيد بطبيعة الحال على أن مدنية الحكم ليست هى الشرط الوحيد لرشده، فالاستقلال والوطنية والديمقراطية والعدل والنزاهة والعدالة الاجتماعية، هى شروط لا تقل اهمية عن مدنيته.
*****
القاهرة فى 19/7/2016

محمد أسعد بيوض التميمي يكتب: انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

مع غروب شمس أخر يوم من عام 1991 غربت معه راية الإتحاد السوفياتي الى الأبد, والذي كان عبارة عن القطب الثاني الشرقي في النظام الدولي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية المنافس للقطب الأمريكي الغربي,وبإنهيار الإتحاد السوفياتي أصبحت امريكا تستفرد في قيادة العالم وأصبح النظام الدولي يقوم على نظام القطب الأوحد, فنتيجة ذلك وبعد انهيار الإتحاد السوفياتي بشهر تقريبا وفي بداية شهر شباط فبراير 1992 تداعت ست دول اوروبية الى اجتماع في مدينة ماسترخيت في هولندا من أجل تشكيل اتحاد يجمع الدول الأروبية لتعبئة الفراغ الذي أحدثه انهيار الإتحاد السوفياتي وليكون بمثابة قطب دولي منافس للقطب الامريكي وهذه الدول هي
(المانيا وفرنسا وبلجيكا وايطاليا ولوكسمبورغ وهولندا)
ثم انضمت لهذه الدول فيما بعد بريطانيا وبقية دول أوروبا الغربية ودول أوروبا الشرقية التي كانت تتبع المنظومة الاشتراكية التي كانت تتبع الاتحاد السوفياتي,ولكن عضوية بريطانيا بقيت غير مكتملة وكأنها عضوية شرفية,وأكبر دليل على عدم إكتمال العضوية هوعندما اختار أعضاء الاتحاد الأوروبي الاشتراك في نظام موحد لتأشيرات الدخول (الشنجن)رفض البريطانيون الانضمام وعندما تبنوا اليورو كعملة موحدة لهم اختار البريطانيون الاحتفاظ بالجنيه الاسترليني والحفاظ على سلطة بنك انجلترا المركزي في تحديد أسعار الفائدة وعدم الخضوع لقرارات البنك المركزي الأوروبي في تحديد سعر الفائدة,وكان هذا الرفض بمثابة سوء نية مبيته تطرح عدة علامات استفهام,فالذي يدخل الاتحاد ويوافق على الانضمام له يخضع لجميع القوانين,
فلماذا رفضت بريطانيا الالتزام بذلك؟؟
الجواب..
هو ما تبين عند انسحابها من الإتحاد أي انها كانت تُبيت نية الإنسحاب في اي وقت ,فبريطانيا لها وضع خاص داخل الاتحاد الاوروبي لا يلزمها بقراراته وكان هذا الوضع مرسوم لها من قبل الولايات المتحدة الامريكية لتكون بمثابة لُغم داخل الاتحاد الأوروبي لنسفه وتفجيره في لحظة ما عندما تجد الولايات المتحدة أن هذا الاتحاد أصبح يُشكل منافس حقيقي لها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا.
فكان أول اختبار لهذا الاتحاد وقوته وعدم انصياعه وتبعيته للولايات المتحدة الامريكية واستقلاليته ومنافسته لها ولدور بريطانيا فيه وتبعيتها لأمريكا وبأنها ذراعها السياسي داخل الإتحاد كان أثناء استعداد الولايات المتحدة لغزو العراق عام 2003
حيث ان وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد يومذاك طاف على جميع دول الاتحاد طلبا منهم الدخول بحلف مع امريكا في الحرب على العراق أوعلى الأقل تغطيتها بقرار من هيئة الامم المتحدة او تأييده سياسيا وذلك اضعف الإيمان,ولكنه جوبه بالرفض ولم تنصاع لهذا الطلب إلا بريطانيا الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي استجابت لطلبها واشتركت معها في الحرب,فكان ذهاب بريطانيا مع امريكا الى العراق على طريقة الكلب الذي يتبع سيده,حتى ان جون بريسكوت نائب رئيس الوزراء البريطاني انذاك توني بلير كتب مقالا في صحيفة صنداي ميرور بتاريخ 10/7/2016 يقول فيه
(ان بريطانيا خالفت القانون الدولي عندما شاركت في الحرب على العراق عام 2003 وان بلير قال لبوش سأكون معك مهما كان ) وبسبب موقف الإتحاد الأوروبي اضطرت امريكا أن تذهب الى غزو العراق دون الرجوع لهيئة الامم المتحدة ورداً على هذا الموقف صرح رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي يومئذ تصريحاً فيه استخفاف واحتقار لأوروبا حيث قال
(( ان أوروبا قارة عجوز وأصبحت قديمة وعاجزة ))
مما أثار غضب الدول الأوروبية مما اضطر رامسفيلد للإعتذار,ولكن الولايات المتحدة الامريكية التي تريد أن تستفرد بالعالم دون منازع قررت أن تنتقم من الاتحاد الأوروبي ولو بعد حين,فأوحت الى رئيس وزراء بريطانيا المراهق ديفيد كاميرون بتفجير اللغم البريطاني المزروع داخل الاتحاد الأوروبي وجعله ينهار بواسطة إجراء استفتاء على بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي دون مبرر لهذا الاستفتاء,وخصوصاً أن أمريكا من خلال مراكز الاستطلاع والدراسات والابحاث اكتشفت أن المزاج البريطاني العام ليس مع بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي,وبالفعل تم اجراء الاستفتاء فكانت النتيجة أن أغلبية الشعب البريطاني مع انسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوروبي مما أحدث ردة فعل هائلة في أوروبا والعالم حتى أن هذه النتيجة وصفت بالزلزال السياسي والإقتصادي والإجتماعي الذي ضرب أوروبا والعالم,حتى أن خسائر البورصات العالمية وصلت حداً غير مسبوق أكثر من اثنين تريليون دولار.
ومن اجل إحتواء الموقف وتداعياته الخطيرة تداعت دول الاتحاد الأوروبي على وجه السرعه لإتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة هذا الحدث السياسي الخطير الذي نتج عنه تداعيات اقتصادية خطيرة جعلت بُنيان هذا الاتحاد يهتز بقوة وتم الطلب من بريطانيا استكمال اجراءات الانسحاب فوراً ودون تأخير ولإحتواء الموقف,حتى ان هذا الزلزال ضرب بريطانيا نفسه بقوة وشدة حيث أدى الى أن رئيس وزراء بريطانيا نفسه طار,حيث اضطر الى أن يُقدم استقالته من رئاسة الوزراء ومن رئاسة حزب المحافظين وهذا الزلزال قد يُعرض بريطانيا نفسها لخطر التفكك,
وبالفعل ها هي الاصوات بدأت تعلو داخل الاتحاد البريطاني في استكتلنده وايرلنده وويلز مطالبة بالانفصال عن انجلترا الام...
فانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو دخولها مرحلة الأفول والى الابد,ومن اجل أن يتحقق ذلك سلط الله عليها مجموعة من السياسين المراهقين صاروا يتناوبون على حكمها يتبعون امريكا ككلب الصيد,فيُطيعونها ما أمرتهم ولا يعصون لها أمر,فتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق الأن يُحقق معه على خلفية قضية دخول بريطانيا الحرب على العراق عام 2003 مع الولايات المتحدة الامريكية بقرار فردي منه ودون مبرر وهناك مطالبة بمحاكمته,وها هو كاميرون الصبي المراهق يغامربمصيره السياسي و بمصير بريطانيا نفسها فهو قد وضعها على طريق التفتيت والزوال.
ان بريطانيا دولة ظالمة وهي التي أسست للظلم والشر العالمي وهي وراء كل مصائب المسلمين ومصائب العالم فستبقى لعنة الأرض المباركة فلسطيينا الحبيبة تطاردها وتطارد سياسيها الأحياء والأموات,فهي عن عن جدارة تستحق لقب الشيطان الاكبر ,فزوالها هو زوال لهذا الشيطان وراحة للبشرية فلا ردها الله .
محمد أسعد بيوض التميمي
مدير مركز دراسات وأبحاث الحقيقة الإسلامية
الموقع الرسمي للإمام المجاهد الشيخ
اسعد بيوض التميمي رحمه الله
للإطلاع على مقالات الكاتب
مدونة محمد اسعد بيوض التميمي

14 يوليو 2016

علاء الأسواني: خطاب سري للغاية

نقلا عن موقع الاذاعة الالمانية

في هذا المقال ينشر علاء الأسواني خطابا سريا للغاية عثر عليه بالصدفة ومضمون الخطاب يفسر أشياء كثيرة تحدث في مصر.

القاهرة في 1 / 7 / 2016

(سري للغاية )

رقم مسلسل 20169 ص

خطاب الى سيادة اللواء (...) نائب رئيس الجهاز

مقدم من العقيد (....) مدير ادارة الاعلام بالجهاز

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الموضوع

في أعقاب ثورة 30 يونيو المجيدة تمكن الإعلام الوطني من كشف الحقائق وتأكد شعبنا المصري العظيم أن الإخوان المسلمين إرهابيون وخونة كما أن العناصر الاثارية التي تسببت في أحداث يناير 2011 ليسوا إلا مجموعة من العملاء لأجهزة مخابرات غربية قبضوا أموالا بهدف إسقاط الدولة. 
بعد أن عرف الشعب الحقيقة احتشد وراء القائد الرئيس السيسي الذي تمتع بشعبية غير مسبوقة لكن للأسف نقلت لنا تقارير الرأي العام مؤخرا مؤشرات مقلقة على تنامي الغضب الشعبي نتيجة ارتفاع الأسعار المتزايد للخدمات والمواد الغذائية بالإضافة إلى أزمات أخرى يعاني منها المواطنون مثل تسريب امتحان الثانوية العامة والبطالة وانقطاع الكهرباء والمياه عن مناطق عديدة. هذا الغضب قد يؤثر ــــ لاقدر الله ــــ على شعبية سيادة الرئيس مما جعلنا في إدارة الإعلام نتخذ الإجراءات التالية:

أولا ـــــ توجيه الإعلاميين المتعاونين مع الجهاز للتركيز في برامجهم على الانجازات الكبرى التي حققها سيادة الرئيس خلال عامين مثل قناة السويس الجديدة والعاصمة الجديدة والطرق الجديدة على أن تتم استضافة لاجئين من سوريا والعراق حتى يحكوا عن معاناتهم وتشردهم بعد تدمير بلادهم.. الأمر الذي سيدفع المشاهدين إلى المقارنة بين حالة مصر المستقرة برغم مشاكلها ومأساة تلك الدول التي سقطت في الفوضى.

ثانيا ـــــ من أجل دفع الرأى العام الى حوارات خلافية خارج السياسة. تم توجيه البرامج التليفزيونية من أجل التركيز على أغرب الحوادث مثل حادثة بلطجية أجبروا رجلا على ارتداء قميص نوم حريمي وزفوه في الشارع وحادثة الرجل الذي قتل زوجته لأنها أصرت على استعمال فيسبوك وغيرها..كما تم توجيه مشايخ السلفية (وكلهم متعاونون مع الجهاز ) من أجل إثارة قضايا فقهية خلافية فطرحوا مسائل مثل: هل يجوز للمسلم اعتبار خادمته في المنزل ملك اليمين ونكاحها بدون عقد..؟ هل يجوز للمسلم أن يتزوج من طفلة لم تبلغ المحيض على أن يقضى وطره منها بالمفاخذة دونما إيلاج..؟ وبناء على توجيهنا استضافت البرامج الحوارية مؤيدين ومعارضين للقضايا السابقة ثارت بينهم نقاشات مطولة على قنوات عديدة.

ثالثا ـــــ الدراما التليفزيونية تقوم بدور مهم في توجيه الرأي العام وقد تمت مراجعة مسلسلات رمضان في ادارة الاعلام للتأكد من مطابقة موضوعاتها للأولويات الوطنية .. في نفس الوقت تم توجيه الاعلاميين من أجل التركيز على أحداث المسلسلات واستضافة الممثلين في برامج طويلة ومناقشتهم في أدوارهم وذلك لجذب أكبر عدد من الجمهور لمشاهدة المسلسلات.

رابعا ـــــ تم توجيه نجوم السينما ولاعبي الكرة المشهورين من أجل دعم الدولة واستجابوا جميعا فأدلى أكثر من ممثل ولاعب كرة بتصريحات شكروا فيها السيد الرئيس على انجازاته العظيمة واعتبروا رئاسته منحة الهية لمصر لأن نبوغه كقائد لن يتكرر.

خامسا ـــــ تم السماح بنقد الوزراء في بعض البرامج الحوارية عن طريق ضيوف مختارين ومداخلات معدة سلفا من أجل ترسيخ فكرة أن التقصير ليس من الرئيس وإنما من معاونيه الذين لم يرتقوا لمستوى قدرات سيادته الفذة.

سادسا ـــــ نتيجة لخطورة الدور الذى تقوم به مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر ) في التحريض ضد الدولة تم توجيه الإعلاميين للتركيز على قصص الخيانات الزوجية التي حدثت بسبب فيسبوك وقام فضيلة الشيخ "....." بتحذير المسلمين من أخطار فيسبوك. كما أن المغنى "...." استجاب لتوجيهنا وحذر معجبيه الشباب من استعمال فيسبوك لأنه مضيعة للوقت.

سابعا ــــ توجيه الإعلاميين من أجل التغطية الصحيحة للاجراءات التي تتخذها الدولة مثل تكذيب كل التقارير الدولية التي تتحدث عن التعذيب والتأكيد على أن المساجين في مصر يحظون بمعاملة مثالية مميزة. عندما تم ترحيل الإعلامية اللبنانية (....) من مصر كانت توجيهاتنا للإعلاميين أن يناقشوا ترحيلها باعتباره اجراء قانونيا لاعلاقة له بمواقف المذيعة السياسية بينما وجهنا أعضاء اللجان الاليكترونية فكتبوا أن المذكورة عميلة للموساد وتدربت في إسرائيل على التجسس (لمنع أى تعاطف معها).

سيادة اللواء (....)

بالإضافة إلى الإجراءات السابقة ومن أجل تعزيز صورة سيادة الرئيس أمام الرأي العام نقترح أن يتناول سيادة الرئيس الغداء مع أسرة مصرية بسيطة ويتم تصويره وهو يتحدث معهم كأنهم ابناء له أو أن يقوم سيادة الرئيس باتخاذ أى قرار بخفض أسعار بعض السلع (ولو مؤقتا) أو يسلم الفلاحين صكوك تملك أراضي أو يسلم قاطنى العشوائيات مساكنهم الجديدة..

في انتظار تعليمات سيادتك.

العقيد (...)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملحوظة: بالنسبة لموضوع المذيع "...." الذي تم الاستعلام عنه من مكتب سيادتكم. نفيدكم أن المذكور من المتعاونين مع الجهاز وقد قمنا بتصعيده حتى أصبح له برنامج يومي شهير يدر عليه دخلا كبيرا لأننا أوصينا صاحب القناة بمنحه نسبة من إيراد الإعلانات.

وقد حصل المذيع المذكور على قطعة أرض أربعين فدانا في الساحل الشمالي من أحد البنوك الحكومية ثم امتنع عن دفع الاقساط المستحقة عليه فاتخذ البنك اجراءاته لاسترداد الأرض.

المذكور يلح بشدة علينا حتى نتدخل لتسوية مشكلته مع البنك. رأينا في الادارة أن نتدخل مراضاة لهذا المذيع لأنه يؤدي في برنامجه دورا وطنيا مهما في فضح العملاء والخونة.

بالطبع يظل القرار النهائي لسيادتك.

طبق الأصل (بعد حذف الأسماء)

الديمقراطية هي الحل

13 يوليو 2016

سيد أمين يكتب: رسائل ثورة السيسي الدينية

آخر تحديث : الأربعاء 13 يوليه 2016   11:42 مكة المكرمة
اندهشنا كما اندهش غيرنا مما نشرته الصحف ووسائل الإعلام المصرية بشكل مكثف، عن أن محال الخمور في القاهرة والمحافظات شهدت زحاما وتراصت أمامها طوابير الزبائن الذين رغبوا في الشراء استعدادا لعيد الفطر المبارك!!!
وراح الكثيرون يضربون كفا بكف تندرا من تلك الوقائع، خاصة أن الخمور محرمة شرعا في الإسلام، والاحتفال بها لا يتفق أبدا مع مناسك اناس صاموا نهار شهر كامل عن الماء و الطعام في درجة حرارة مرتفعة، إرضاء لرب العباد الذى أوصاهم بالصوم ونهاهم أيضا عن احتساء الخمور.
كثيرون اعتبروا أن نشر مثل تلك الأخبار أساء لنظام السيسي، وأنها خرجت دون رغبة منه، ولكن على ما يبدو أن السيسي لم يعد مشغولا كثيرا بالرأى العام في الداخل المصري، فقد جرب استثارته مرات عدة، فوجد أن حراكه مؤقتا، ويمكن إجهاضه بسهولة، وصار مقتنعا تماما أن "تكنيك" الترويع الأمنى والخداع الإعلامى ألجما كل الأصوات غصبا ورضاءً.

رسائل للغرب
وعلى ما اعتقد أن الهدف من نشر مثل تلك الأخبار كان لكونها رسالة من عدة رسائل أطلقها نظام السيسي يخاطب بها العالم الغربي ، مؤكدا فيها أن "ثورته الدينية" أتت ثمارها ، وأن ثمة انحراف في عقيدة المسلمين في مصر ، وأنه يجب مساندته لاتمام تلك المهمة.
وما ينطبق على "الخمور" ينطبق أيضا على "المفطرين في نهار رمضان " ، حيث  ركز الإعلام المصري الرسمى طوال الشهر على هؤلاء المفطرين و"أخبار القبض" عليهم.
وكأن نظام السيسي بذلك يؤكد على رسالته تلك التى أرسلها للخارج من ناحية، ومن ناحية ثانية يقوم بإيهام مؤيديه الذين صاروا ينفضون عنه بشكل لافت لأسباب عدة، واحد منها الشك في نواياه "الدينية" بأنه نظام حريص على الإسلام وخدمته.
أما الرسالة الثالثة فهى ترويع "المفطرين" من المسلمين ، و"الملحدين" ،والمسيحيين ، من أن مطاردتهم من قبل نظام السيسي "العلمانى" الرحيم بهم ، لا تتساوى أبدا ما قد يلاقونه من اضطهاد لو تمكن الإسلاميون من الحكم وقاموا بذات المطاردات.

تدمير الأزهر
من ضمن رسائل ثورة السيسي الدينية أيضا ، هو سعيه الواضح لتدمير الأزهر ، وجعل الأزهري مثارا للسخرية في كل محفل ، وتعليمه خاليا من أى قيمة فكرية واجتماعية ، والحقيقة أن السخرية من الازهر ورجاله ليست بالشئ الجديد في الإعلام المصري وهى ممتدة من نظام مبارك ، لكن الشئ الجديد هو أن نظام السيسي يستعد لإصدار قرار وشيك بإلغاء الكليات العلمية منه وتفريغ الطالب الأزهري لعلوم "الشرع"، ومن يرغب الكليات العلمية فعليه الالتحاق بالتعليم العام.
للمرة الأولى، قد يبدو الأمر فيه وجاهة ما، لكن لو أضفنا إلى ذلك تكنهات صارت تتحول إلى معلومات ثم إلى دراسات ومطالبات أعلنها مسئولون تعليميون مصريون، بأن الحكومة تتجه لإلغاء نظام "التنسيق" المعمول به لدخول الكليات في التعليم العام، وتستبدله بنظام الاختبارات الخاصة كتلك التى تجري للالتحاق بكليات الشرطة والحربية والتعيين في السلك القضائى والدبلوماسي، وقتها نكتشف أن الحكومة تلغي المنفذ الوحيد الذى لم تطاله بقوة يد الفساد والمحسوبية وتحريات الأمن في مصر.
قد يتضح الأمر لو عرفنا أن الرئيس جمال عبد الناصر أدخل التعليم العلمى في الأزهر بهدف احداث تقارب وتذويب سريع للفارق بين أعداد المسيحيين الهائلة التى كانت تحتكر المهن العلمية الدقيقة كالطب والصيدلة والهندسة والعلوم من خلال إلتحاقهم بالتعليم العام ، مع أخوة الوطن من المسلمين الذين كانوا "يتبركون" بإلحاق أبنائهم بالتعليم الأزهري الشرعى.
نجح عبد الناصر في اعادة التوازن القومى بهذا القرار، إلا أن متطلبات ثورة السيسي الدينية كانت تقتضى كسر هذا التقارب وإعادته إلى سابق عهده ، خاصة أن أبناء الأزهر هم خصوم تلك الثورة الطبيعيين.

أبو 50%
من الواضح أن سخرية وهتافات "الثوار" حول سلطات "أبو"50% - ويقصد بهم رجال الشرطة والجيش - وهم الذين كان الفيصل في التحاقهم بكلياتهم هو الواسطة والمحسوبية والرشوة، ليس مجموع الدرجات في الثانوية العامة حتى لو تدنت إلى الحد الفارق بين الرسوب والنجاح ، ، من الواضح أن ذلك ترك أثرا نفسيا في السلطة العسكرية وراحت تنتقم من نظام التنسيق لتخضعه لإرادتها كاملا ، فتسمح لمن ترضى عنه أن يكون طبيبا أو مهندسا وتمنع من ترفضه ، وفي الغالب سيكونون من  الطلاب الإسلاميين.
والأمر ليس مستغربا بتاتا ، فنظام الدراسات العليا في مصر جري تخريبه وخضع هو الأخر لتحريات الأمن، فضلا عن أنه كان خاضعا من فترة أسبق لمفاهيم الشلة والمحسوبية والرشوة ن بل إن الأمن كان يمنع بعض الطلاب الإسلاميين من حضور بعض الامتحانات لكى يرسبوا في مواد ما يمنعهم من استكمال الدراسات العليا.

"الارهاب الإسلامى"
طيلة الوقت يتمسك عبد الفتاح السيسي بالحديث عن الإرهاب الاسلامى ، لدرجة أنه ما وجد مناسبة قط إلا وراح يحذر من خطر الإسلاميين داعيا لمحاربتهم عبر تحالف دولى واسع، وهو في الحقيقة بذلك يخاطب الغرب بما يحبوا أن يسمعوه ، ويعرض نفسه عليهم بأن يقوم بذات دور مبارك كشرطي حراسة من شر هؤلاء الإرهابيين، ما يجعلهم يتمسكون به أكثر فأكثر ، وتصمد حكوماتهم في وجه انتقادات منظمات حقوق الإنسان المحلية.
ولعله حديثه المتكرر عن المسلمين الذين يريدون أن يقتلوا العالم ليعيشوا هم ، هو تبرئة لضمير الغرب من جرائمه بحق المسلمين في العالم ، وهى كثيرة للغاية تمتد من العراق وفلسطين والجزائر حتى أفغانستان وجامو وكشمير والصومال ومدغشقر ألخ ،وكأنه يطالبهم بالمزيد.
وتبدى موقف السيسي واضحاً حينما احتفل للعام الثانى على التوالى بذكري الحرب العالمية الأولى، وهى الحرب التى سيق إليها العرب وفي القلب منهم المصريون كرها تحت راية الصليب ليحاربوا دولة الخلافة الإسلامية ، وهى للحقيقة واقعة من وقائع الخزى الكبير في تاريخنا العربي، كنا نمر عليها بأسف شديد لكنه جاء ليحييها بوصفها واقعة مجد وفخار!
اقرأ على الجزيرة مباشر المقال هنا

زهير كمال يكتب: الورّاقون


أكثر من أي وقت مضى يشعر المراقب بالشرخ الرأسي العميق بين الجماهير وأنظمة حكمها في كل أقطار الوطن العربي.

الجماهير طامحة الى التقدم والديمقراطية والوحدة والحماية والعزة، وهي مطالب مشروعة لكل الشعوب والأنظمة عاجزة عن تمثيل شعوبها وتحقيق رغباتها.

يمكن تشبيه الحالة بميزان متعدد الكفات ، النظام في كفة ويعادل وزن الجماهير في الكفات الأخرى (بما يمتلك من أدوات القمع والإرهاب).

وطالما بقيت الجماهير مقسّمة فلن يتم أي تغيير في الوضع فالنظام يوازن كل كفة على حدة ويتغلب عليها.

ولكن كيف تتوحد كفات الميزان المقسمة فتتغلب على وزن كفة النظام ؟

ما يوحدها هم المثقفون الذين يستطيعون دمج المجموعات المختلفة في كتلة واحدة قادرة على فرض التغيير.

يتحول المثقفون قاطرة يحركون القطار وينقلونه من السكة التي يمشي عليها الآن الى الخلف، الى سكة جديدة يسير عليها الى الامام، يحققون تطلعات شعبهم بتجميعهم عوامل التغيير اللازمة للقيام بالمهمة عندما تحين اللحظة التاريخية المناسبة.

هذه اللحظة التي لم تحن بعد تجعل بعض المثقفين يستغربون كيف تسكت الشعوب على أوضاعها المتردية .

وكما نلاحظ في كتابات البعض فان قصار النفَس هؤلاء تيأس من شعوبها وتبدأ لومها فينعكس الأمر على الشعوب فتيأس من تغيير واقعها، (وكم من مرة ترددت كلمات مثل العرب والعربان وما فيش فايدة، الخ) 

الورّاق كلمة كانت تستعمل قديماً وهي في اللغة: الذي يجمع الأوراق ويرتبها ليكتب عليها، مهنة انتهت منذ زمن بعيد ولكن يمكن إحياءها واستعمال الكلمة لتسمية أناس لهم علاقة بالورق والكتابة. اذ لا بد من التمييز بين من يضع أفكاراً تفيد الناس وهو الكاتب وبين من يعبئ كلاماً على الورق ليفيد نفسه ولا أجد أفضل من كلمة ورّاق. 

هناك ورّاق يعبئ الصفحات في مدح السلطان، صفحات تباع بالوزن لولي الأمر، يقبض عليها مالاً ومنصباً ونفوذاً، وهذا أخطر أنواع الورّاقين فهو يستطيع خداع بعض البسطاء بتزييف الواقع وتجميله وتخدير الجماهير. 

ورّاق آخر يسب شعبه وجماهير أمته لأنها متخلفة ولا يحلل سبب التخلف والمسببين له فيتهرب

من انتماءه لشعبه ويرتمي في أحضان اخرين. 

هو من يتبنى نظريات مستوردة لا علاقة لها بمشاكل شعبه ويحاول ان يطبقها عليه وان لم تنجح فالشعب فاشل وليس النظرية فيتحول الى متشائم يبث روح اليأس في الناس بدلاً من رفع معنوياتهم.

الا يعلم ان التفاؤل يقوي إرادة التغيير.

هو الذي لا يتشبع بروح الشرق فيبث روح الحقد والعنصرية والانقسام والطائفية والتعصب الديني الاعمى.

شرقنا يمتلأ بالمحبة والتسامح والاغلبية تعتني بالأقليات وتحميها لأنها في حماية الله ورسوله ومن يغذي روح العداء والكراهية اما جاهل او عميل.

هناك ورّاق قرأ بعض الكتب والمقالات فظن انه أصبح مثقفاً يستطيع ان يفرض آراءه على القرّاء. الا يعلم ان الكلمة أمانة ومسؤولية ثقيلة.

هو من يكتب مقالة مليئة بالأغلاط التاريخية تؤدي به الى استنتاجات خاطئة، ينبهه قرّاءه الاذكياء لها فلا يعيرهم الاهتمام ولا يرجع عن خطأه ولا يتفاعل معهم. يسمي نفسه أكاديمياً لكنه لا يقدم للناس دراسة علمية بل أهواءً تناسب مزاجه. وبعمله هذا يفرق الناس بدلاً من تجميعهم. الا يعلم أن عليه البحث وتوصيل الوقائع كما هي.

هو من يستعمل الفاظاً نابية قاصداً استعمالها ويحشرها حشراً في كتاباته. في أعماقه يريد كسر المألوف ويريد لفت الانتباه اليه فهل فكر وهو يكتب في أمه، أخته، زوجته او ابنته يقرأن كلامه ماذا يكون رأيهن فيه؟ هل يفكر أنه يكتب في صحف او مواقع سرية لا يصلن اليها ام أنه تركهن أميات حتى يرتاح ويكتب ما تمليه عليه أهواءه المريضة. لماذا ينسى ان الهدف من الكتابة هي الإرتقاء بالذوق العام؟

القائمة تطول ولكن هناك الكثير يمكن ان نطلق عليهم هذه التسمية، ففي عصور الانحطاط، كالعصر الذي نعيشه يكثر هؤلاء المدّعين ويساهمون في جمود الوضع ثم يشكون ويسبون ويلعنون.

لكن الورّاقين يجهلون انهم السبب في استمرار تخلف الامة (ان كنت لا تدري) فالفقراء يزدادون فقراً وجهلاً والحكام يزدادون قسوة وتوحشاً وبدلاً من استغلال نعمة انهم يعرفون تجدهم يسكتون او يقفون على الحياد او يقبلون الرشوة الصغيرة من السلطان.

امثلة على الفروق بين كاتب وورّاق:

ينظر الاثنان الى منظر الأشجار في الخريف قبل تساقط الأوراق.

يقول الورّاق واصفاً المنظر:

ما أحلى الطبيعة في الخريف تزدان الأشجار بألوان جميلة في غاية الروعة فتجد الأحمر والبرتقالي والأصفر والرمادي والأخضر كلها تشكل لوحة ابدعها الخالق.... 

أما الكاتب فيقول واصفاً نفس المنظر: 

ترتدي الطبيعة حلة رائعة في إبداع صاخب بكافة ألوان الطيف. وكأنها تحتفل احتفالاً مهيباً بالموت القادم اليها، هذه الطبيعة ذكية تعرف في عمق كينونتها انها ستولد من جديد بعد ستة اشهر ولهذا تعطي أجمل ما عندها لحفلة الوداع.

فكر الكاتب بالمنظر وتعمّق فيه، ربطه بالحياة والموت، بينما لم يبتعد الوراق عن السطح كثيراً فوصف المنظر إنشائياً.

القارئ هنا أمام وصفين:

منظر، لا يترك أي انطباع وسيتردد في تضييع وقته مرة ثانية مع الوراق،

وفلسفة المنظر، الذي قدمه الكاتب وخلق الدهشة عنده.

عطاء الكاتب وهو التفكير العميق انعكس على القارئ الذي احترم الكاتب وقدره، أي ان عمق التفكير أفاد القارئ الذي لن يتردد في قراءة مقال او اقتناء كتاب له. 

هل يمكن للورّاق ان يصبح كاتباً:

يحتاج الأمر الى تثقيف وتفكير عميق وقدرة على التخيل، فهل يمكن للورّاق ان يتخيل مثلاً انه شجرة تمر عليها الأيام والسنين ويتكرر سقوط أوراقها وتتجدد في دورة لا تنتهي، ويبدأ التفكير كشجرة ويستنبط أفكاراً عن الحياة والموت والتجدد.

ولكن من يهتم بالطبيعة وجمالها في هذه الأيام العصيبة، الورّاق عنده مهام أخرى وعليه ان يبدأ بترتيب اولياته.

يستطيع الورّاق مثلاً ان يتخيل نفسه النظام السعودي او المصري او العربي بشكل عام ويتأمل كيف يفكرون ويفكر مثلهم ويكشف لنا ضحالة تفكيرهم وسذاجتهم ومحاولات إخفاء سرقاتهم وتبعيتهم للأجنبي.

يمكنه ان يتقمص شخصية الشعب بكل فئاته ويفكر مثلهم وينظر الى تطلعاتهم ويقلق على مستقبلهم.

يعتبر نفسه فلاحاً ينهض مع آذان الفجر ليتعامل مع الأرض بأدوات بدائية وقد اقترض ثمن السماد والعلف والبذور ومستقبله وأولاده معلق بالحصول على الماء ثم ببيع المحصول .

المسألة هنا ان لا يفكر بمستقبله الشخصي بل ان يشعر ان مستقبل الآخرين مهدد!

يعتبر نفسه عاملاً ينهض أيضاً مع آذان الفجر ليقف في الميدان ينتظر احد المشغّلين يلتقطه ذلك اليوم ليستطيع تحصيل لقمة اليوم له ولأطفاله، واذا كان مريضاً فقل السلام على طعام اليوم.

المسألة هنا ليست ان يجوع ولكن ان يشعر بجوع الآخرين!

يمكنه ان يكون سائق تاكسي، معلماً او موظفاً بسيطاً ، هؤلاء الذين لا يدافع عنهم احد ولا وجود لدولة توفر العناية والتأمين الصحي والعمل ومتطلبات الحياة الشريفة والتعليم للأبناء.

المسألة هنا ان لا يعاني بل ان يشعر بمعاناة الآخرين!

يعتبر نفسه عاطلاً عن العمل حفيت رجلاه وهو يبحث عن عمل شريف فلا يجد، ولا وجود لدولة تعطيه الحد الأدنى من متطلبات الحياة حتى لا تهان كرامته.

المسألة هنا ان لا يتعذب بل ان يشعر بعذابات الآخرين!

يعتبر نفسه الشعب كله وهو يشعر بالمرارة يرى كرامته تداس كل يوم واذا عبر باحتجاج بسيط فان شرطياً يتكفل بإكمال المهمة.

المسألة هنا ان لا يهان جسدياً ولكن ان يشعر بمهانة الآخرين!

من للناس يدافع عنهم ان بقي هو في برجه يفكر في الطبيعة الغناء ويقدح زناد فكره كيف يكتب جملة فيها حكمة او فلسفة وهناك مهام عاجلة تتطلب اهتمامه. 

ان الشعور بأن المسألة تحولت الى مسألة مصيرية وان التغيير حتمي لا يأتي لكل المثقفين دفعة واحدة بل يتطور تدريجياً مع الوقت وحسب رهافة الشعور عند كل فرد منهم.

والسؤال المطروح الآن من يقرع الجرس من المثقفين ، التفكير في برنامج عمل وهيكل ما لتنفيذه والنضال من اجل تحقيقه، فالتغيير الحقيقي قادم، فهذه الامة كما عودتنا تنهض دائماً من كبواتها.

السؤال المطروح على كل فرد منا كيف نكون ترساً في عجلة كبيرة تدفع مشروع الأمة الى الأمام.

ولا يتحقق هذا الا اذا نظرنا في داخل انفسنا وتعرفنا على انفسنا من جديد. وهذه من اصعب المهام وأقساها. ولكن لا بأس من المحاولة.

12 يوليو 2016

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب: فلنوجه غضبنا الى كامب ديفيد

لم يعد السؤال اليوم عن حقيقة السيسى ونظامه، وطبيعة علاقاته مع العدو الصهيونى، وإنما اصبح السؤال الأكثر أهمية هو ما العمل؟
***
علينا أن نوجه غضبنا الى كامب ديفيد، وليس للسيسى وحده، ففى مصر ١٠٠ الف سيسى. 
وكامب ديفيد ليست اتفاقية وبنود، بل هى نظام كامل من التبعية والاستسلام والاستبداد والإفقار و النهب والاستغلال. انها منظومة كاملة فى الاقتصاد والسياسة والجيش والتسليح وتوزيع الثروات والطبقات والعلاقات الخارجية والثقافة والتعليم وفى القيم والاخلاق.
وهى ليست مجرد اتفاقية "بالإكراه" لتجريد سيناء من السلاح والقوات الا ما تسمح وتجود به اسرائيل، بل هى مخططا شاملا لتجريد مصر من أى قدرة على مواجهة امريكا وإسرائيل ومن القيام بدورها التاريخي فى المنطقة، ناهيك عما ترتب عليها من تفريط فى فلسطين، واعتراف ودعم وتمكين وتسييد (لاسرائيل) ومشروعها الصهيونى فى الوطن العريى.
***
و لو اختفى السيسى غدا، فان هذا لن يغير شيئا؛ سيأتون بمثله ليخدم ذات النظام وينفذ ذات السياسات، ويلتزم بذات الانحيازات، ويدخل فى ذات التحالفات، ويقدم ذات التنازلات.
هذا ما فعلوه بعد اغتيال السادات، أتوا بمثله او أسوأ منه ليواصل ما بدأه.
وإيانا ان نكرر ذات الخطأ الذى وقعنا فيه بعد ثورة يناير، حين اكتفينا بإسقاط مبارك، وخشينا ان نقترب من كامب ديفيد ونظامها والتزاماتها وتبعيتها ومؤسساتها ورجالها وطبقتها ودولتها العميقة.
وقتها قيل: فلنبنى مصر أولا ولنتجنب الان اى صدامات مع امريكا واسرائيل ومجتمعها الدولى.
فماذا حدث؟
لم يمهلنا منهم احدا، وتحالفوا للانقضاض علينا بربطة معلم، وأجهضوا ثورتنا فى ايام معدودات، وعادوا بنظام أسوأ من نظام مبارك فى تبعيته، وأكثر ظلما وإفقارا للشعب، وأكثر استبدادا وبوليسية. عامود الخيمة فى شرعيته وسياساته هو علاقته باسرائيل وتحالفه معها. وبدلا من ان نكون تابعين للأمريكان مباشرة، اصبحنا أتباع لتابعيهم، للسعودية والخليج.
***
ولنسأل أنفسنا، ما هى الاجندة التى ينفذها السيسى ونظامه؟ ومن الذى يدعمه دوليا وإقليميا؟ وهى أسئلة، إجاباتها أصبحت اليوم واضحة للعيان، بتتبع لحزمة السياسات الداخلية والخارجية التى ينفذها ولطبيعة المصالح و الدول والأحلاف والمحاور والقوى والطبقات التى يعبر عنها ويمثلها. 
وعليه فان من وراء السيسى، وما وراءه، اخطر الف مرة منه شخصيا، الى الدرجة التى يذهب فيها بعض المراقبين ان هناك فى جماعته ومعسكره وحلفائه من يفكر فى استبداله لأنه يراه دون المستوى.
***
لا يجب ان يقتصر غضبنا على السيسى وعلاقاته "الدافئة" او على وزير خارجيته وزياراته لنتنياهو فقط، بل علينا أن نبحث كيف يمكن ان نتحرر من عبودية كامب ديفيد بكل نظامها ورجالاتها وتحالفاتها وموازين قواها.
*****
القاهرة فى 12 يوليو 2016