15 يوليو 2013

المفكر القبطى رفيق حبيب يكتب :- الانقلاب العسكري ..انتكاسة أم نهاية ؟؟


وقع الانقلاب العسكري، لتحقق الثورة المضادة أول انتصار لها على الثورة المصرية، وتصبح الثورة المصرية، بل والربيع العربي كله في خطر. فالانقلاب العسكري، أعاد النظام السابق للحكم، بعد أن أسقطته ثورة يناير. فهل يعد هذا الانقلاب انتكاسة في مسيرة الثورة المصرية، أم نهاية لها؟
وهل هو انقلاب عسكري، أم ثورة جديدة؟ هو فعليا انقلاب عسكري بدعم من قطاع من المجتمع، أي أنه انقلاب حظي بدعم شعبي من قطاع من المجتمع. لذلك يصبح من المهم، تشريح مكونات الكتل الداعمة للانقلاب العسكري، وأسبابها.
المؤيدون للانقلاب
الشرائح التي خرجت في مظاهرات تطالب بانتخابات رئاسية قبل موعدها الدستوري، ثم أيدت الانقلاب العسكري، لا تتفق في الهدف، وبعضها لا يعرف أهداف الكتل الأخرى، التي شارك معها في دعم الانقلاب العسكري.
والكتلة الأولى، والتي مثلت الواجهة السياسية للانقلاب، هي الكتل العلمانية، أو الكتل المؤيدة للحل العلماني، والرافضة للمشروع الإسلامي، والرافضة أيضا للهوية الإسلامية. وتلك الكتل لديها مشكلة مع أي ديمقراطية، تأتي بهوية إسلامية للدولة، وبالتالي لديها مشكلة أيضا مع الثورة، إذا نتج عنها نظام سياسي يقوم على المرجعية الإسلامية. لهذا، فإن هذه الكتل اندفعت لتأييد كل دعاوى الخروج عن المسار الديمقراطي، وفي النهاية أصبحت من أشد المؤيدين للانقلاب العسكري. ولكن هذه الكتل، هي الأصغر من حيث وزنها الجماهيري، بين الكتل التي خرجت داعمة للانقلاب على الديمقراطية.
الكتلة الثانية، هي المؤيدة للنظام السابق، والمعادية للتحول الديمقراطي، والمعادية أيضا للثورة. وهي تمثل أنصار النظام السابق، بمختلف شبكاتهم، بدأ من شبكات الدولة العميقة، حتى شبكات رجال الأعمال، وحتى شبكات تنظيم البلطجية. وهذه الكتلة، كانت هي الكتلة الأكبر، وأيضا الكتلة الحاسمة، أي الكتلة التي استطاعت الحفاظ على حجم واضح من الحشد الجماهيري، وكانت الأكثر تنظيما، وربما يأتي بعدها من حيث التنظيم الكتلة المسيحية، والتي تمثل جزءا من الكتل الداعمة للحل العلماني. ويلاحظ أن الكتل أو الشبكات المؤيدة للنظام السابق، تتركز معركتها أساسا على خصومتها مع الثورة والتحول الديمقراطي، والعداء للقوى الإسلامية، ولكن أغلبية هذه الكتل، لها توجه إسلامي.
الكتلة الثالثة، وهي الكتل الغاضبة من تردي الأحوال المعيشية، والتي تم حشدها على أساس استغلال المشكلات الموجودة، والتي تسبب فيها النظام السابق، حتى تخرج من أجل التغيير. وهذه الكتل ليس لديها مشكلة مع الثورة، ولا مع التحول الديمقراطي، ولا مع الهوية الإسلامية، ومشكلتها الأساسية تنحصر في المشكلات الحياتية التي تعاني منها، وقد خرجت من أجل التغيير، ظنا منها أن تغيير الرئيس يحل تلك المشكلات سريعا بمجرد حدوث التغيير. ولهذا فهذه الكتل، هي التي خرجت من أجل أسباب مختلفة، وسرعان ما ستدرك أن خرجت مع أخرين، لهم أسباب أخرى، وأن خروجها سوف يساهم في نتائج لا توافق عليها.
الانقلاب المخطط
هل كان الانقلاب عفويا، ويمثل غضبة شعبية، من قطاع أو قطاعات في المجتمع؟ الواضح أنه كان انقلابا مخططا، استغرق تنفيذه والاعداد له فترة ليست بقليلة، كما أنه يمثل استمرارا لمخططات سابقة فشلت ولم تنجح. والمخطط الداخلي في كل الحالات، كان النظام السابق. فهل كان الانقلاب العسكري نتيجة الحشد في المظاهرات؟ من الواضح أيضا، أن قرار الانقلاب العسكري، كان قد أتخذ بالفعل، قبل المظاهرات، وبعد رفض الرئيس محمد مرسي الاستقالة من منصبه، أو البقاء والتنازل عن كل سلطاته لحكومة من المعارضة العلمانية. 
والنظام السابق، هو الذي يملك القدرات والامكانيات التي تمكنه من التخطيط والتنفيذ، كما أن الدولة العميقة، أي شبكات النظام السابق المسيطرة على الدولة، خاصة أجهزتها المركزية في الشرطة والجيش والقضاء، وأجهزة الأمن والتحريات والرقابة، هي التي تستطيع توظيف كل أجهزة الدولة من أجل الانقلاب. وبدون دور النظام السابق، والدولة العميقة، ما حدث الانقلاب العسكري، وبدون دور النظام السابق أيضا، ما حدثت مظاهرات حاشدة.
وإذا كان النظام السابق، هو الذي خطط ونفذ، وبدون دوره ما كان الانقلاب يحدث، إذن فإن من يدير المشهد بعد الانقلاب هو النظام السابق نفسه، وهي المرة الأولى منذ الثورة، الذي يصبح فيها النظام السابق، هو السلطة الحاكمة بقوة الانقلاب العسكري، بعد أن ظل القوة المسيطرة على الدولة والتي تقاوم التغيير، وتعرقل مسيرة الديمقراطية؛ أي أن النظام السابق خرج من مربع القوى المعارضة للثورة، إلى القوى الحاكمة، بعد أن أجهض الثورة مرحليا، وأنجح الثورة المضادة، بدعم من قطاعات شعبية، بعضها يريد الحكم العسكري، إذا كان البديل الوحيد لحكم الإسلاميين، وبعضها لا يريد هذا الحكم، ولكنه لم يعرف أنه شارك في إعادة النظام السابق للحكم.
وقد قامت خطة الانقلاب على عدة محاور، منها:
.1عرقلة أي جهود من الرئيس والحكومة لحل المشكلات، لدرجة أن مخططات العرقلة لم تركز على الجهود قصيرة أو متوسطة الأجل، وركزت فقط على الجهود العاجلة، حتى تعمق الأزمات الموجودة، وتشيع حالة من اليأس والإحباط، وكان هدفها توفير قاعدة من الغضب الشعبي، اللازمة لتحقيق مخطط الانقلاب.
. 2التركيز الواضح على أزمات السولار والبنزين والكهرباء، باعتبارها أزمات يمكن أن تشل العديد من جوانب الحياة، وتؤدي إلى نتائج سلبية متراكمة، خاصة وأن أزمات البنزين والسولار، تغلق الطرق. واستهدف من ذلك، عرقلة أي حل للمشكلة، ثم تعظيم هذه المشكلة تدريجيا، ولأن تعظيم المشكلة يمثل خطرا، لذا تم تعظيم مشكلة السولار والبنزين في الأيام السابقة لمظاهرات 21 يونيو، لتصل لذروتها قبل المظاهرات. ونظرا لخطورة هذه المشكلة، لأنها تقطع عمليا كل الطرق، لذلك تم حلها سريعا بعد خروج الناس للمظاهرات. ليظهر للجميع، حجم المشكلة الطبيعي، والحجم المفتعل. ويلاحظ أيضا، أن أنصار النظام السابق استخدموا هذه الأزمات مرارا بعد الثورة، وأثناء الانتخابات الرئاسية، أي أن أزمات الوقود أصبحت أداة النظام السابق، للتأثير على الرأي العام.
.3عملت آلة بث الاشاعات والتوجيه المعنوي، للتأثير على الرأي العام، بصورة واضحة منذ الثورة. ثم أصبحت آلة بث الاشاعات تعمل بكثافة في الانتخابات الرئاسية، وبعد فوز الرئيس محمد مرسي، بدأت آلة بث الاشاعات والتوجيه المعنوي، تعمل بكثافة غير مسبوقة، وأصبح لها دور مهم في توجيه الرأي العام، بل لا أبالغ إذا قلت، أن هذه الآلة وصلت لمرحلة السيطرة شبه الكاملة على الرأي العام، أو على الأقل أصبحت قادرة على بث حالة من التوتر في المجتمع، والسيطرة على الرأي العام، من خلال حالة التوتر التي تبثها فيه.
.4 كان من أهم أدوات مخطط الانقلاب، هو شيطنة جماعة الإخوان المسلمين، من خلال تزييف صورتها بالكامل، ووضع صورة مختلقة لها، لا علاقة لها بالحقيقة، وإلصاق التهم لها، وبث الأكاذيب والاشاعات عليها. لدرجة جعلت الجماعة متهمة بالقتل، رغم أن القتيل منها. وأصبحت متهمة بكل اعتداء يقع عليها. والحقيقة أن التركيز على جماعة الإخوان المسلمين، بهذه الكيفية، له عدة أسباب، أهمها أنها الجماعة الأكثر تنظيما، لذا أصبحت محاولة تحجيم جماعة الإخوان المسلمين ضرورية، حتى يمكن التحول بعد ذلك إلى القوى الإسلامية الأخرى. فالهدف النهائي، للنظام السابق، هو تقليص دور الحركات الإسلامية، لأنه يعرف أنها الأكثر شعبية، وأنها المنافس الوحيد له.
.5 قام الإعلام التابع للنظام السابق، والذي يعمل أساسا لخدمة الثورة المضادة، ومعه الإعلام العلماني، بحملات إعلامية لتزييف الوعي، بصورة غير مسبوقة. وأيضا قام بحملات إعلامية لبث الكراهية، وتحويل الخصومة السياسية إلى عداء وكراهية سياسية واجتماعية، بصورة أظن أن مصر لم تعرفها بهذا الشكل من قبل. وهي محاولة تهدف أساسا لتعميق حالة نزاع أهلي، تكون مبررا لعودة النظام السابق، وهو ما تحقق بالفعل، من خلال انقلاب عسكري، يبرر نفسه بحالة نزاع أهلي، يفترض أن الانقلاب العسكري، جاء كحل لهذه الحالة. وتم ذلك، من خلال بث الكراهية ضد الرموز والملامح الإسلامية، وإشعال معارك ومشاجرات، ونشر لاستخدام العنف بغطاء إعلامي يبرره، ويخفي من يقوم به، ونشر حالة من السباب والقذف، تخرج المجتمع عن تقاليده، وتدخله في حالة مشاحنات اجتماعية واسعة، حتى تتشكل حالة من النزاع الأهلي.
.6 قامت وسائل إعلام بالسيطرة على الصورة، بشكل جعلها قادرة على تزييف الصورة بالقدر الضروري، وأيضا إخفاء أي جانب من الصورة لا تريده، مما جعلنا أمام واقع على الأرض، وواقع آخر على شاشات الفضائيات، واستطاعت وسائل الإعلام السيطرة على قطاعات من المجتمع، لتكون هي مصدر الصورة بالنسبة لها، وتوجهها كيفما شاءت. والحقيقة أن وسائل الإعلام، لا تضيف جديدا بالنسبة لمن يوافق على موقفها، وإن كانت تزيده حدة وتطرفا، ولكنها تحاول أن تجذب قطاعات أخرى، حتى تتمكن من توسيع دائرة الحشد ضد الرئيس، وهو ما استخدم كمبرر للانقلاب العسكري.
الدور الدولي والإقليمي
كنت من الذين يعتقدون أن حدوث انقلاب عسكري هو من الاحتمالات الضعيفة، لأني تصورت أن الإدارة الأمريكية يصعب أن توافق عليه، لأني توقعت أن الإدارة الأمريكية لا يمكن أن تكرر أخطائها بنفس الأسلوب، لتجني نفس النتائج التي تعاني منها، وتدخل نفسها في أزمات، تهدد مصالحها أكثر. وكان في تقديري إن الانقلاب العسكري، هو أضعف الاحتمالات، ولا يمكن تبريره، إلا إذا حدثت حرب أهلية، وهو احتمال ضعيف، نظرا لخطورة تدبير حرب أهلية. ولكن تقديري لم يكن دقيقا، حيث تم تبرير الانقلاب العسكري، بوجود مظاهرات رافضة للرئيس، وهو أمر لا يبرر الانقلاب العسكري، لأن وجود قطاع من المجتمع يعارض الرئيس، وقطاع يؤيده، لا يمثل حالة تسمح بالانقلاب العسكري. ولكن الإدارة الأمريكية، وللدقة نقول المؤسسة الأمريكية، ليس لديها استراتيجية أخرى، لذلك فهي تستخدم نفس استراتيجيتها، وهي استراتيجية التدخل العنيف، إذا كانت السلطة السياسية في أي بلد، لا تمثل حليفا لها، وذلك من خلال الحروب الاستباقية، أو الانقلابات العسكرية، وقد كان، وقام انقلاب عسكري، بموافقة أمريكية، ودعم عربي خليجي.
ومن يظن أن ما حدث في مصر، كان من الممكن أن يحدث، بدون الدور الإقليمي العربي، والدور الخارجي الأمريكي، فهو مخطئ. فالانقلاب العسكري، كان قرارا أمريكيا خليجيا بامتياز، وبدون هذا القرار، ما حدث انقلاب عسكري.
ولهذا أسبابه، فدول عربية وخليجية، تقف موقفا سلبيا من الثورة والربيع العربي. وأكثر من هذا، هناك دول لا تريد نموذجا إسلاميا ديمقراطيا ناجحا، يسقط سندها الديني غير الديمقراطي، مثل السعودية.
كما أن هناك دولا عربية تخشى من المنافسة الاقتصادية مع مصر، خاصة مع تميز موقعها الجغرافي، مثل الامارات. وهناك دول تخشى من تمدد النموذج السياسي الإسلامي، والذي إن حقق نجاحا في مصر، كنموذج إسلامي ديمقراطي، سوف يكون له بريق جاذب في بقية الدول العربية والإسلامية. خاصة مع انتشار مدرسة الإخوان المسلمين، في أغلب الدول العربية والإسلامية.
أما الإدارة الأمريكية، فهي لا تريد نظاما غير علماني، ولا تريد نظاما لا يقوم على الدولة القومية، أي الدولة المستندة على القومية والعرق، وليس الدولة التي تستند على مرجعية حضارية دينية.
كما أن الإدارة الأمريكية، لا تريد نظاما يريد أن ينتج غذاءه ودواءه وسلاحه، ولا تريد نظاما يريد أن يساوي قوته العسكرية بالقوة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي، ويرى أن أي خلل في القوة العسكرية بين مصر والاحتلال الإسرائيلي، لن يحقق السلام في المنطقة، وأن السلام يتحقق بعد تحقق الردع بين القوة العسكرية لمصر والقوة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي.
ولأن مصر بعد الثورة، لم تعد حليفا للولايات المتحدة الأمريكية، كما قال الرئيس الأمريكي، لذا أصبح من الضروري القيام بانقلاب عسكري، حتى يأتي حكم يكون حليفا لأمريكا. وليس صحيحا ما قاله البعض، أن الإدارة الأمريكية تدعم حكم الإخوان، فالحقيقة أن الإدارة الأمريكية، لا تملك إلا أن تدعم نتائج الانتخابات، ومن يختاره الناس للحكم، ولكنها في الوقت نفسه، تحاول ممارسة كافة أشكال الضغوط، حتى يكون من يصل للحكم حليفا لها؛ ولأن الرئيس محمد مرسي لا يقبل الضغوط أيا كانت، وكان واضحا وصريحا مع الإدارة الأمريكية، وأكد أن مصر بعد الثورة، دولة مستقلة ذات سيادة، ولن تخضع للإملاءات الخارجية، لذا انقلبت الإدارة الأمريكية على الديمقراطية، وأيدت الانقلاب العسكري.
لذا فالإدارة الأمريكية تحاول من خلال الانقلاب العسكري، بناء نظام سياسي علماني، وديمقراطية مقيدة، لا تسمح بالاختيارات الحرة للإرادة الشعبية، إذا كانت تلك الخيارات تريد نظاما سياسيا يقوم على المرجعية الإسلامية. وهو ما يناسب الدول الخليجية أيضا، والتي تريد مصر أن تكون ضمن الحلف الغربي في المنطقة، ولا تريد نموذجا ديمقراطيا ناجحا في مصر، كما لا تريد نظاما ديمقراطيا إسلاميا، يمثل منافسا له جاذبية اجتماعية وسياسية، مما يجعل له أثر على العديد من الدول العربية والإسلامية، ومنها الدول الخليجية.
مشهد الانقلاب
جاء الانقلاب العسكري، بصورة تكشف الكثير من تفاصيله. فقد جاء في مشهد يجمع القيادات الدينية، والرمز العلماني الأبرز في مصر، الدكتور محمد البرادعي، ودخل حزب النور السلفي في تلك التركيبة، مدفوعا بأوضاع أو ضغوط إقليمية، مباشرة أو غير مباشرة، وأيضا مدفوعا باستراتيجية لا تناسب الموقف الذي شارك فيه. فقد تصور حزب النور السلفي، أنه قادر على الحفاظ على الحد الأدنى من مكتسبات القوى الإسلامية، حتى لا يضيعها الانقلاب العسكري، مادام وقف الانقلاب لم يعد ممكنا.
ولكنه واقعيا أكسب دعما لانقلاب يستهدف القوى الإسلامية أساسا، ويستهدفه أيضا. وما هي إلا ساعات قليلة، وبدأت حملة تستهدف القوى الإسلامية، والتي ظن أن مشاركته في الانقلاب تحميها، ثم حل مجلس الشورى، وقد كان من مطالب حزب النور عدم حله.
وبهذا جاء الانقلاب مؤيدا من الرموز الدينية، التي كانت خياراتها قريبة من خيارات النظام السابق، أو كانت جزءا منه، وجاء من القوى العلمانية المتحالفة مع النظام السابق، والتي شاركت في المخططات الانقلابية. ليصبح الانقلاب العسكري، هو واقعيا انقلاب النظام السابق على الثورة، والذي مكنه من السلطة كاملة، لأول مرة بعد الثورة. فأصبحت الثورة المضادة في الحكم، والثورة الأصلية في الشارع مرة أخرى.
ولم يأتي الانقلاب بأي غطاء يخفي حقيقته، فقد بدأ بغلق القنوات الفضائية، والسيطرة على الإعلام، وسلسلة من الاعتقالات والتهديد بالاعتقال، وبث الاشاعات والكراهية، وكأنه يدشن علنا، عودة الدولة البوليسية، برعاية القوى العلمانية ورموز دينية، ودعم خليجي وأمريكي.
وتلك البداية البوليسية، توضح أن الانقلاب العسكري، استهدف عودة سريعة وفاعلة للنظام السابق، حتى يعود مسيطرا على مجرى الأمور، وعلى كل السلطة. كما دشن الانقلاب العسكري، حملة تخويف أمنية واضحة وسريعة وفجة، تهدف أساسا، بث حالة من التخويف، تردع أنصار الرئيس والقوى الإسلامية، حتى يخرجها من الشارع سريعا، ثم يحكم القبضة الأمنية، ليس فقط على القوى الإسلامية، بل على الشارع كله، ويعيد البلاد إلى حالة ما قبل الثورة.
وفي لحظة إعلان الانقلاب، كانت الدولة العميقة الأمنية، قد سيطرت بالفعل على كل السلطة في مصر، فبعد الانقلاب على الرئيس، تم حل مجلس الشورى، وأصبحت مصر تحكم بسلطة عسكرية غير مباشرة، من خلال رئيس معين غير شرعي، وضعت في يده كل السلطات، ولكن يظل القرار في النهاية لدى قيادة القوات المسلحة، خاصة القائد العام لها.
القوات المسلحة
القوات المسلحة المصرية، من أكثر المؤسسات تماسكا في مصر، ولكن بداخلها مشكلة مركبة. فهي أولا، تمثل جزءا من نظام يوليو، وهي ثانيا اسست على العداء للحركة الإسلامية، وهي أيضا تمثل جزءا من المجتمع، ولا يوجد عداء داخل بنيتها للهوية الإسلامية، ولا يمكن أن تسمح بضرب الهوية الإسلامية للمجتمع. ولكن في نفس الوقت، فإن مفهوم الأمن القومي للقوات المسلحة، قام على أساس أن علمانية الدولة، جزء من مقومات الأمن القومي المصري، وأن إسلامية الدولة، تهدد الأمن القومي، وتهدد الاستقرار الإقليمي، وتجعل مصر دولة مارقة حسب التعريفات الأمريكية. مما يجعل موقف القوات المسلحة من مسألة الهوية معقد، ويجعلها في موقف مربك، لأنها إذا ساهمت في علمنة الدولة، تصبح في موقف حرج اجتماعيا، وأيضا موقف حرج داخل القوات المسلحة نفسها. كما أنها لا تستطيع السماح بالاختيارات الحرة للإرادة الشعبية، إذا كانت هذه الاختيارات مع الهوية الإسلامية، لأنها أسست تصورها للأمن القومي على علمنة الدولة، كما أنها أقامت علاقتها الاستراتيجية مع أمريكا، على أساس مفاهيم محاربة الإرهاب، وعلمنة الدولة، والحفاظ على الطابع القومي العرقي للدولة، كهوية لها.
وعندما تدخل القوات المسلحة في هذا النزاع، تصبح واقعيا في أصعب مرحلة من تاريخ القوات المسلحة المصرية، حيث أصبحت جزءا من صراعات ونزاعات أهلية وسياسية، وجز ء من صراع إقليمي ودولي مع الثورة والربيع العربي، وهو ما يمثل لحظة فارقة وحرجة.
ولا يوجد مخرج للقوات المسلحة المصرية، إلا بإعادة تعريفها للأمن القومي المصري، ولطبيعة الدولة المصرية، بصورة تخرج عن إطار ما هو مفروض غربيا وأمريكيا، وبتصور يتناسب مع المجتمع المصري، ويعبر عنه، ويتوافق مع تحرر الإرادة الشعبية لمصر بعد الثورة. وهي مسألة صعبة ومعقدة، بل وحرجة للغاية، خاصة مع الدعم الأمريكي العسكري للقوات المسلحة المصرية.
الانقلاب سياسيا
مبرر الانقلاب أن القوات المسلحة انحازت للشعب، ولكن الواقع أن القوات المسلحة انحازت لجزء من الشعب، ضد جزء آخر منه. أما في ثورة 35 يناير، فقد انحازت القوات المسلحة مع الشعب، ضد سلطة غير منتخبة، لم تأتي بإرادة شعبية. وفي انقلاب 2 يوليو، انحازت القوات المسلحة مع قطاع من المجتمع، ضد قطاع آخر منه، وضد رئيس منتخب، جاء بإرادة شعبية، وضد دستور أقر بإرادة شعبية حرة. لذلك ففي 35 يناير، انحازت القوات المسلحة للثورة الشعبية، وفي 2 يوليو، قامت القوات المسلحة بانقلاب عسكري.
ولا يوجد أخطر من أن تكون القوات المسلحة بجانب فصيل ضد آخر، وتنفذ إرادة قطاع من المجتمع، ضد إرادة قطاع آخر، فبذلك أصبحت القوات المسلحة في قلب صراع سياسي، تحول فعليا إلى نزاع أهلي.
والمتابع لوقائع الثورة المصرية، يجد أنه بعد الثورة ظهرت حالة الاحتقان المجتمعي، ومعها حالة من الصراع السياسي الشديد، ولكن تلك الحالة كان يتم تصريفها سياسيا في الانتخابات، رغم أن نتائج الانتخابات كانت تعجب المنتصر، ولا تعجب من لم يحقق نصرا، وهذا أمر طبيعي. ولكن تصريف حالة الاحتقان في عملية سياسية منظمة ولها قواعد، كان أنسب حل لتلك الحالة، حتى ينمو التوافق المجتمعي تدريجيا. ولكن ما حدث، أن مخططات الانقلاب اعتمدت أساسا على تعميق حالة الاحتقان، حتى تصل إلى حالة نزاع. وظلت حالة النزاع الأهلي، مخططة ومدبرة ومفترضة، حتى قام الانقلاب العسكري، ودخلت مصر عمليا وواقعيا وفعليا، في مرحلة النزاع الأهلي. فتدخل القوات المسلحة لصالح فريق ضد فريق آخر، هو سبب كافي اجتماعيا وتاريخيا، لبداية مرحلة نزاع أهلي، بعضه يكون عنيف، وبعضه يكون غير عنيف، ولكن كله في الواقع، يمثل خطرا على المجتمع المصري، ويدخله في مرحلة جديدة من تاريخ الثورة المصرية، ومن تاريخ المجتمع المصري.
فقد أراد تحالف الانقلابين، أن يحتكم للشارع ويفرض إرادته ومخططاته من خلال الشارع. وبهذا لجأ لتصريف حالة الاحتقان الاجتماعي والسياسي، وحالة الاختلاف والانقسام السياسي في الشارع، بدلا من تصريفها داخل العملية السياسية المنظمة، وهو ما يعرض العملية السياسية للخطر، وهو واقعيا يقوض الشرعية والديمقراطية والعملية السياسية برمتها. ولهذا وقبل الانقلاب بيوم، حذر الرئيس محمد مرسي من الانقلاب على الشرعية، وكرر كلمة شرعية عدة مرات، لأنه يدرك أنه إذا تم تقويض الشرعية الدستورية، فلن تكون هناك أي شرعية أخرى، وسوف تصبح السلطة بالغلبة في الشارع، وهو ما يعني الدخول العملي في مرحلة النزاع الأهلي.
ولكن تحالف الانقلابين، لم يدرك خطورة الانزلاق إلى مرحلة النزاع الأهلي، لأنه بنى مخططه أساسا على إذكاء حالة النزاع الأهلي، وتصور أن النزاع الأهلي، يمثل سببا كافيا لإعادة بناء مرحلة ما بعد الثورة كلها، بطريقة مختلفة. وقامت فكرة الانقلاب، على أساس أن قطاع من المجتمع يعتبر نفسه مهمش في مرحلة ما بعد الثورة، لذا فيجب بناء النظام السياسي، وبناء نموذج ديمقراطي، يشعر هذا القطاع أنه غير مهمش، حتى وإذا كانت النتيجة هي إقصاء القوى الإسلامية، فإذا لم يكن هناك توافق يرضي الجميع، فيجب إقصاء الإسلاميين.
فالانقلاب، ليس له أي علاقة بالمشكلات التي خرج بعض الناس من أجلها، لأن الانقلاب لم يكن لحل مشكلة السولار والبنزين، ولكن كان من أجل تصميم نظام سياسي، مدعوم من النظام السابق والقوى العلمانية، ومدعوم عربيا ودوليا. وبعد ذلك، يمكن للقوى الإسلامية، أن تشارك في نظام سياسي علماني، إذا قبلت بالشروط العلمانية السياسية.
أهداف الانقلاب
تتعدد أهداف الانقلاب، ولكنها تصب في النهاية، في محاولة إعادة النظام السابق، مع غطاء ديمقراطي شكلي، فالمطلوب تحقيق عدة أهداف منها:
.1وضع قواعد لنظام سياسي، تجعل الهوية الإسلامية في الدستور مقيدة بمواثيق حقوق الإنسان الغربية، والتي تسمى دولية، حتى لا يكون للمرجعية الإسلامية دور فعلي. ويمكن تحقيق ذلك، بوضع نصوص، كتلك التي كانت في وثيقة المبادئ فوق الدستورية، والتي عرفت بوثيقة السلمي.
2إعطاء دور سياسي للقوات المسلحة، بأن تكون حامية الشرعية السياسية، ورقيبة عليها، وحامية للشرعية الدستورية، بنصوص كتلك التي كانت في وثيقة السلمي، أو نصوص أخرى. المهم أن تكون القوات المسلحة، هي اليد العليا في السلطة السياسية.
3تعميق استقلال القوات المسلحة، كمؤسسة مستقلة، لا رقابة عليها، ولا سلطة مدنية عليها، حتى لا يكون لأي سلطة منتخبة، تنفيذية أو تشريعية، سلطة على القوات المسلحة.
.4 تعميق فصل عدة مؤسسات في الدولة، عن أي رقابة شعبية، وعن أي دور للسلطة المنتخبة، خاصة القضاء والشرطة، بحيث تعمل تلك المؤسسات ذاتيا، وتكون منفصلة عن النظام السياسي القائم، ولها سلطة تتجاوز أي سلطات منتخبة، مما يجعلها عمليا تحت القيادة العسكرية غير المباشرة.
.5 ترسيخ سيطرة الدولة العميقة على أجهزة الدولة، مما يمكن شبكات النظام السابق، من وضع آليات للسيطرة على أجهزة الدولة، بحيث تكون تلك الأجهزة خارجة عن سيطرة الرئيس المنتخب، وقادرة على إدارة نفسها ذاتيا، وهو ما يمكنها عمليا من عرقلة أي حكومة لها سياسات تختلف عن سياسات النظام السابق، المقبولة إقليميا ودوليا، والتي تعد جزءا من منظومة التحالف مع أمريكا.
.6 تأمين شبكات الفساد، وملفات النظام السابق، من أي ملاحقة أو محاسبة، وهو ما سيؤدي إلى توسع شبكات الفساد بصورة غير مسبوقة، حتى تكون هي المسيطرة فعليا على مقدرات الدولة والمجتمع، مما لا يسمح لأي سلطة منتخبة بأن تمارس دورها.
.7 اعتماد سياسات أمنية وبوليسية، كافية للسيطرة على العملية السياسية، وجعل الحرية السياسية، تحت الرقابة الأمنية المباشرة، مما يمكن الدولة العميقة من السيطرة على حركة الشارع.
.8 اعتماد سياسات، تحول دون حرية العمل السياسي للقوى الإسلامية، وتحد من قدرتهم على الحركة والانتشار، بالصورة التي تسمح بتقييد الدور السياسي للقوى الإسلامية، وهو ما قد يصل إلى محاولة الإقصاء الكامل، إذا لم تنجح خطط التقييد والتحجيم.
.9 فرض سيطرة مباشرة وغير مباشرة على وسائل الإعلام، حتى تظل كلها خاضعة لهيمنة عسكرية ومخابراتية وأمنية مباشرة، والتضييق على أي وسيلة إعلامية مستقلة، والتضييق بالكامل على أي وسيلة إعلامية إسلامية.
والخلاصة، أن الانقلاب العسكري، يهدف إلى إعادة بناء دولة الاستبداد، ولكن تحت غطاء من ديمقراطية مقيدة؛ ولذلك فإنه سوف يضطر إلى ترك شبكات الفساد، لأنها هي التي مولت الانقلاب، وهي التي أدارت مشهد الانقلاب، وهي أيضا التي حشدت جزءا من حشود المظاهرات؛ لذلك أصبح من الصعب مواجهتها، خاصة وأن شبكات الفساد، سوف تعمل على استرداد ما صرفته على مخطط الانقلاب، كما ستعمل على استرداد ما استطاعت الحكومة استرداده منها من المال العام، قبل الانقلاب.
وتبدو أهداف الانقلاب غريبة، من حيث أنها تعد تماديا في الاستبداد، وتماديا في الانقلاب على الثورة، وتماديا أيضا في السياسة الأمنية الهادفة إلى إقصاء فصيل سياسي كامل، حاز على الأغلبية في كل مناسبة انتخابية بعد الثورة. وهي أيضا محاولة لوضع نظام سياسي، يفترض أنه ديمقراطي، يكرس حكم الأقلية، ويقصي الأغلبية. وكل هذا بعد ثورة، قام انقلاب عسكري في وجهها، تحت شعار حماية مسار الثورة، فإذ به يهدف أساسا، إلى التخلص من كل آثار الثورة، وإهدار كل مكتسباتها.
مسار الانقلاب
قام الانقلاب أساسا على قاعدة جماهيرية تؤيد الانقلاب، بل وتؤيد الحكم العسكري، وهي القاعدة المعادية للمشروع الإسلامي، ولكنه لم ينجح إلا بضم قاعدة جماهيرية أخرى، تم تضليل وعيها، وهي جزء من المجتمع، الذي يعاني من المشكلات المزمنة. ووصل الأمر بهذه القاعدة، أنها أيدت القوى التي عرقلت حل المشكلات، بل وأزمت الحياة، فأصبحت تلك الكتل تختار فعليا، موقف من تسبب في إلحاق الضرر بها متعمدا، وهي تعتقد أن الرئيس والحكومة لم ينجحا في حل المشكلات، فأرادت تغيير الرئيس حتى تحل المشكلات.
ومن أراد أن يغير الرئيس حتى يحل المشكلات، فانحاز لموقف من تسبب أصلا في هذه المشكلات، ومن فجر الأزمات أكثر، ومن تسبب في تعميق شعوره بالمشكلات، لا بد أن يفيق في النهاية، ويعرف ما حدث، ويدرك أنه ساهم في إعادة النظام السابق، وإعادة الاستبداد، ومنح الحماية للفساد. وهذه الكتلة الحرجة، هي التي مكنت مخطط الانقلاب من النجاح، وهي أيضا يمكن أن تكون جزءا من إفشال الانقلاب. ولكن هذا الجانب ليس كل القصة، أقصد قصة الانقلاب ومساره.
فالانقلاب حدث على ثورة، فإما أن ينجح الانقلاب وتنتهي الثورة، أو أن يفشل الانقلاب وتنجح الثورة. ولا يوجد احتمال ثالث. فالمعركة الآن بين طرفين، الثورة والثورة المضادة. ولا يوجد أحد يقف في موضع آخر، إلا بعض الكتل القلقة، والتي تعيش تحت ضغط الظروف الحياتية.
والانقلاب العسكري، على دستور وضع بإرادة شعبية حرة، وعلى رئيس منتخب بإرادة شعبية حرة، لا يبني دولة ديمقراطية، بل يبني نظاما مستبدا، أيا كانت عمليات التجميل التي يمكن أن تتم، لإخفاء صورته. ومعنى هذا، أننا في معركة الآن، بل وفي نزاع أهلي أيضا، بين حلين، الأول يعيد الرئيس المنتخب، ومعه نظاما ديمقراطيا صحيحا، ودستورا جاء بإرادة شعبية، والثاني، يقيم نظاما استبداديا من جديد. وكأننا بين أن نتقدم إلى الأمام، أو نرجع للخلف، وتلك المعركة ليست غريبة على التاريخ، فلم تنجح ثورة من الضربة الأولى، والثورة المصرية نجحت بأسرع من المتوقع، وهذه هي المشكلة، لأن نجاحها لم يكن كاملا.
فالمتابع لكل ما حدث، يجد أن حسم الثورة سريعا بتنحي رأس النظام السابق، لم يكن لحسم الأمور لمصلحة الثورة، بل كان حتى لا تنجح الثورة بالكامل. فقد حسم الأمر سريعا، حتى لا ينهار النظام السابق بالكامل. وعندما فشلت كل محاولات إعادته أو تقويته، وآخرها محاولة إنجاح مرشح النظام السابق في الانتخابات الرئاسية، لم يكن هناك من حل آخر، إلا الانقلاب على الثورة، حتى يعاد النظام السابق بالكامل، بعدما فشلت محاولات إعادته تدريجيا، وبدون انقلاب عسكري.
إذن، نحن أمام معركة الثورة الأولى والأساسية، ولكن بعد تقسيم المجتمع، حول موقفه من الثورة، كما حدث في سوريا. فلأن الثورة المصرية نجحت سريعا، لذلك بدأت مرحلة تقسيم المجتمع بعد الثورة، حتى يتم إضعاف المجتمع، ولا يكون له موقف موحد من الثورة، وحتى يختلف المجتمع حول الموقف من الثورة، ومن النظام السابق، ويضعف الاجماع على الثورة. وهنا تواجه الثورة نزاعا أهليا، يعرقل مسيرتها.
مبرر الانقلاب ينقلب عليه
إذا كان مبرر الانقلاب، هو وجود رفض شعبي في الشارع، وهذه أقوى نقطة يعتمد عليها مخطط الانقلاب، فإنها واقعيا أضعف نقطة في هذا المخطط، لأنه إذا كانت الحشود هي التي تسببت في الانقلاب، فالحشود أيضا هي التي يمكن أن تنهي الانقلاب. لذلك فإن تحالف الانقلابين، يريد أن يسيطر سريعا على الشارع، حتى لا توجد حشود ضده. وإعلام الانقلابين يتجاهل الحشود المؤيدة للشرعية والرئيس، كما إن تنظيم بلطجية الانقلابين، يحاول تخويف المتظاهرين المؤيدين للشرعية، من خلال ارتكاب أعمال عنف ضدهم.
ولأن الانقلاب تحجج بوجود نزاع أهلي، وتسبب عمليا في وجود نزاع أهلي، لذلك فإن بقاءه مرتبط بوجود حالة نزاع أهلي في مصر، تعرقل المسار الديمقراطي أصلا، وتبقي حكم العسكر. ولكن النزاع الأهلي أيضا، يمثل خطرا على القوات المسلحة والدولة والمجتمع، وإذا أصبح هذا الخطر في مرحلة متقدمة، يصبح من الضروري نزع فتيل النزاع الأهلي، وهو ما يدفع قادة الانقلاب للتراجع، ولكن تراجعهم أيضا سوف يزيد حدة النزاع الأهلي، فلا يوجد طريق لنزع فتيل النزاع الأهلي، إلا بإعادة قواعد
اللعبة السياسية الديمقراطية، وتقبل الجميع لشروط العملية الديمقراطية، حتى يتم تصريف النزاع الأهلي في عملية سياسية، بدل تصريفه في الشارع. ولأن الانقلاب العسكري، لا يبني ديمقراطية، ولا يسمح بحرية، بل يعيد الدولة البوليسية، فإن الحرية التي أعقبت الثورة، تظل أملا يراد استعادته.
ولأن الانقلاب العسكري، لا يحمل حلما لأحد، غير النظام السابق والقوى العلمانية والكتل المؤيدة لها، أي أنه لا يحمل حلما إلا لأقلية، أعتمد عليها النظام السابق قبل الثورة مرات عدة، لذا فإن الانقلاب العسكري لا يجد ما يروجه للناس، حتى يحمي حكم العسكر بشريعة شعبية مفترضة، بل أن الشعبية التي استند عليها سوف تتقلص تدريجيا.
انتكاسة أم نهاية
هناك العديد من السناريوهات التي يمكن تحليلها ودراستها، ولكن المهم الآن، هو المسار التاريخي العام. فالثورة المصرية، أعادت للمصري حريته، والانقلاب العسكري سوف يجهض حلم الحرية. والثورة المصرية، لم تكن ثورة جياع، بل كانت ثورة أحرار، يطالبون بحريتهم. لذا فإن معركة التحرر تستمر، حتى تستكمل، ولكنها تواجه بعد الانقلاب العسكري بتحديات أكبر، تحديات قبل أن تنتصر على الانقلاب، وتحديات أكبر بعد أن تنتصر على الانقلاب.
هي انتكاسة، تستمر لفترة زمنية، حسب تطور الأحداث، فالانقلاب العسكري، لن يكون نهاية للثورة، بل انتكاسة، قد تستمر أيام أو سنوات. وهي انتكاسة، لأنها سلبت الحرية، في اليوم الأول للانقلاب، وهي انتكاسة لأنها أعادة الدولة البوليسية في اليوم الأول للانقلاب.
فقد قامت الثورة المصرية من أجل الحرية والخبز، بمعنى آخر، قامت الثورة المصرية من أجل التحرر والتقدم. وقامت سياسة الرئيس محمد مرسي على تحقيق الاستقلال، وهو يعني التحرر الكامل، والنهوض، وهو يعني تحقيق الرفاه لكل شعب مصر. وقام الانقلاب العسكري، حتى لا يتحقق الاستقلال والنهوض لمصر.
ولا يمكن أن ينجح الانقلاب العسكري، إلا إذا نجح في مساومة شعب مصر، حتى يضحوا بالحرية والاستقلال، من أجل تحقيق الرفاهية، وليس التقدم والنهوض الحقيقي. مما يعني أن الانقلاب العسكري لن ينجح، إلا بضخ أموال هائلة سريعا، تحقق لشعب مصر الرفاهية، وإن لم تحقق له بناء نهضة حقيقية مستقلة. مما يعني أن نجاح الانقلاب، يرتبط بوجود ممول قادر على دفع منح ومعونات كبيرة ومستمرة، حتى يعيش شعب مصر في حالة اقتصادية جيدة، اعتمادا على دعم مالي خارجي ومستمر. وهذا لن يحدث، لأن القوى الخارجية، تخشى أساسا من تمويل مصر ماليا، حتى لا تخرجها من أزماتها المالية الحالية، والمتمثلة في عجز الموازنة وتضخم الديون. ولا يمكن تمويل مصر ماليا بالقروض فقط، لأن هذا سيحول مصر إلى دولة مفلسة، ولن تتمكن من تحقيق الرفاهية للشعب. ولأن في مصر نسبة فقر مرتفعة، لذا فالمطلوب هو دعم مالي هائل.
والغرب لا يمول دول ليست ضمن حظيرته السياسية والحضارية، ولن يسمح بتمويل واسع لمصر، خوفا من تقوية مركزها المالي والاقتصادي ضمنا. والغرب في زمن النظام السابق، كان يدعم مصر، حتى تبقى مستمرة، دون أن تتقدم. ولا يمكن للغرب أن يدعم مصر، حتى تخرج من الحالة التي وضعها فيها النظام السابق، بإرادة غربية، وهي أن تبقى بين الحياة والموت.
لذا لا يوجد من يدفع ثمن تنازل المصريين عن الحرية، هذا إن قبل المصريون بذلك. وأيا كان الدعم المالي الممكن بعد الانقلاب العسكري، فإنه لن يغير من الأوضاع المعيشية بشكل مؤثر. مما يعني أن الانقلاب العسكري، لن يأتي بالحرية أو الرفاهية، وهو ما يجهض كل أهداف الثورة. وإعادة حالة مصر، إلى مرحلة ما قبل الثورة، كافية بأن تحقق إفاقة تدريجية لعامة الناس، حتى يدركوا ماذا حدث لهم، ويدركوا حقيقة الانقلاب العسكري. ولأن الثورة تنجح بإرادة عامة الناس، وإرادة السواد الأعظم، فإنها تستمر بإرادة السواد الأعظم أيضا. ولأن الانقلاب نجح بسبب حالة غفلة أصابت الرأي العام، فإنه لا يستمر دون استمرار الغفلة التي أصابت الوعي العام. ولأن سقوط وعي السواد الأعظم في غفلة كل الوقت، غير ممكن، ولأنه يحدث أحيانا، ولبعض الوقت، لذا فإن الانقلاب العسكري، لن يمثل إلا انتكاسة للثورة، قد تكون قصيرة، وقد تمتد.
ففي مصر ثورة قامت، وخرج الملايين عدة مرات، بل وخرجوا ومنحوا غطا ء لانقلاب عسكري، وأغلبهم لا يعرف أهدافه. لذا فإن عودة الشعب كله، إلى حالة من السلبية، كما كان قبل الثورة، غير محتمل. وبعد حالة الفوضى الشعبية، التي جعلت مصر تحتل المركز الأول في التظاهر والاحتجاج، لا يمكن أن تعود حالة السكون الشعبي. لذا فمقومات استمرار الانقلاب العسكري، ونجاحه في تحقيق أهدافه، غير متاحة، ولكن الانقلاب العسكري، يملك قوة السلاح، لذا فهزيمته ليست أمرا هينا، وإن كانت متاحة.
الخلاصة
يقول البعض، أن دروس التاريخ تؤكد، أنه عندما تقوم ثورة لإسقاط نظام حكم مستبد، ثم تأتي حكومة منتخبة، وبعدها يحدث انقلاب عسكري، فإن هذا الانقلاب العسكري يفشل في النهاية، والحكومة المنتخبة تعود للحكم، وكل من أيد الانقلاب العسكري، يخسر في النهاية. فهل تنطبق تلك القاعدة التاريخية على مصر؟ ربما.

14 يوليو 2013

فضيحة .. والدة قرضاى مصر أمريكية


كشف رجل دين مصري، مقيم بالولايات المتحدة عن حمل والدة الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور للجنسية الأمريكية وأنها مقيمة فى ولاية نيو جرسي مع ابنتها. وقال الشيخ محمد البني إمام مسجد مصعب بن عمير ببروكلين في نيويورك، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": إن السيدة عزيزة عبدالفتاح حسن والدة الرئيس المؤقت عدلي منصور حاملة للجنسية الأمريكية وتعيش حاليًا مع ابنتها فى ولاية نيو جرسي، مؤكدًا على احترامه الكامل لأسرة منصور، إلا أنه لا يعترف به رئيسًا.
وطالب الرئيس المؤقت بتقديم استقالته، احترامًا للسوابق الدستورية، التى تشترط أن يكون رئيس الجمهورية من أبوين مصريين ولا يحملان جنسية أخرى، وهذا ما يتنافى مع والدة الرئيس المؤقت.

ثورة غانتس! بقلم حلمي الأسمر


حسبما أعلن الجيش الاسرائيلي مساء الاربعاء ، سيتم وقف «تشغيل عدد من اسراب سلاح الجو، البعض منها على الفور واخرى على مدار» العام والنصف المقبل، بحسب صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية في موقعها الالكتروني . وسوف يتم تفكيك العديد من الوحدات المدرعة’ووحدة عاملة في سلاح الجو اضافة الى خفض عدد السفن الحربية وعدد الدبابات، كما سيتم ايضا خفض عدد افراد الجيش النظامي بما يتراوح’ما بين 3000 الى 5000 فرد.
صحيفة هآرتس العبرية قالت في عددها الصادر يوم الخميس الماضي أن خطة رئيس الأركان (الصهيوني) الجديدة الجنرال بيني غانتس تنص على اقالة الاف من افراد الجيش النظاميين, وعلى تقليص حجم القوات البرية والبحرية والجوية, اضافة الى تقليص عدد المعدات العسكرية الموجودة بحوزة هذه القوات, بما فيها الدبابات والمدافع والسفن.
 مشيرة إلى ان هذه التقليصات تأتي عقب تقليص ميزانية وزارة الدفاع. أما صحيفة معاريف فوصفت هذه الإجراءات بانها «ثورة غانتس» - خطة التقليصات الجديدة المنوي تطبيقها في جيش العدو الصهيوني, تقوم –كما تقول الصحيفة وهنا مربط الفرس- على تقديرات تقضي بتقليص (التهديد بنشوب حرب شاملة من الجهة الواحدة), وارتفاع مستوى التهديد «الارهابي» على (دولة) اسرائيل من الجهة الثانية.
 ما يعني انه لم يعد ثمة جيش عربي «يهدد» كيان العدو، خاصة بعد انقلاب السيسي، الذي بدأ يغير عقيدة الجيش القتالية، وفق مراقبين من توجيه الرصاص إلى إسرائيل، إلى توجيهه إلى صدور المصريين! أما الجيش العراقي، فتم حله منذ زمن بعيد عقب الغزو الأمريكي للعراق، ، أما الجيش السوري فهو في طريقة إلى التفتت والتشرذم، بعد اندلاع الثورة السورية منذ نحو سنتين!
وزير دفاع العدو ياعلون يعقب على التغييرات المزمع ادخالها في جيش العدو قائلا: حالة يوم الغفران اصبحت اقل موضوعية واهمية، وحالة يوم الغفران هي حرب اكتوبر، او رمضان، التي ينظر إليها العدو كما يبدو باعتبارها آخر حرب يشنها جيش عربي على إسرائيل، الأمر الذي اقتضى تقليص حجم الجيش الإسرائيلي، والتركيز على محاربة «المقاومة» التي هي في القاموس العبري: الإرهاب!
كل هذا يعني أنه لا يوجد جيش عربي «يملأ عين» إسرائيل، أو يمكن أن يناجزها، فضلا عن عدم وجود أي نوايا أصلا لدى أي جيش بتكرار حرب رمضان، أو القيام بشن حرب على إسرائيل، ما يعني أن ثمة أكثر من تساؤل يطرح حول جدوى صرف مليارات الدولارات على جيوش عربية كما يبدو خرجت في إجازة طويلة، أو غيرت عقيدتها القتالية، بحيث شطبت من قاموسها إسرائيل كدولة تحتل قبلة المسلمين وثالث الحرمين، وأجزاء من سوريا وإلى حد ما من مصر (سيناء منقوصة السيادة!) فضلا عن كل فلسطين تقريبا!
خطوة إسرائيل هذه بالغة الدلالة، وسيمضي بعض الوقت قبل أن تنتبه الشعوب العربية عن أي كارثة نتحدث!

13 يوليو 2013

مفاجأة..عم «السيسي» يعمل مساعدا لضاحى خلفان بشرطة الإمارات وكان على علم بالانقلاب


في مفاجأة من العيار الثقيل كشفت جريدة البيان الإماراتية الرسمية في حوار مع عم الفريق عبد الفتاح السيسي السيد محمد كمال السيسي، أنه يعمل في شرطة دبي كمساعد للفريق ضاحي خلفان وأنه يعمل منذ 1973 في هذا المجال في الإمارات، كما نشرت صورة له مع الفريق ضاحي خلفان.
وبحسب الحوار المنشور بالجريدة، أكد عم السيسي علمه المسبق بأن الجيش سينضم إلى المتظاهرين لتحرير البلاد من قبضة جماعة الإخوان المسلمين بشكل سلمي، حسب قوله.
وقال:" إن مصر تحررت فعلياً من حكم الإخوان بعد عام كامل من الانحدار في كل شيء وبعد تفاقم الأزمات واتساعها، لافتاً إلى أنه منذ إعلان بيان الجيش المصري، بدأت الاتصالات تنهال عليه من معارفه وأصدقائه في الإمارات من كافة الجنسيات للتهنئة معبرين عن فرحة صادقة بسقوط حكم الإخوان المسلمين".
 See more at: http://rassd.com/index.php?do=show&cat=1&id=66841#sthash.e5Z0FcDK.dpuf

تقرير امريكى مصور يكشف بالادلة ان امريكا هى من اختارت البرادعى كنائب للرئيس الانقلابي

شادي الغزالي يهدد بكشف حقيقة أعضاء ‘‘تمرد‘‘ واتصالاتهم الغامضة


شن شادي الغزالي حرب، القيادي في حزب الدستور اليوم الجمعة، هجومًا شديدًا على من وصفهم بـ "نجوم تمرد"، وهدد بكشف ما وصفه بـ"اتصالاتهم ولقاءاتهم المريبة والغامضة في مدينة نصر وفندق الخليفة المأمون مع من يقومون بتشغيلهم وتوجيههم طوال الفترة الماضية".
وقال القيادي في حزب الدستور، لوكالة أنباء الشرق الأوسط مساء الجمعة: "بدأت مع بعض الزملاء في التواصل مع الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور، لطرح مبادرة تستهدف توضيح صورة ثورة 30 يونيو أمام الدول الغربية والعالم كله والتأكيد على أنها امتداد لثورة 25 يناير 2011، ومطالبة الرئيس المؤقت بألا يقف مع أي إرهاب وألا يعطي له أي غطاء سياسي".
وأضاف أنه بعد أن تم الاتفاق على ترتيب سلسلة زيارات تبدأ يوم بعد غد الأحد بالعاصمتين البريطانية والأمريكية لندن وواشنطن يشارك فيها كل من أحمد ماهر وإسراء عبدالفتاح ومايكل منير وعماد عاطف باعتبارهم ممثلين للثورة المصرية، بدأت أسهم النقد والتجريح تنهال علينا، ما اعتبرته أمرا طبيعيا اعتدنا عليه بسبب الغيرة والمنافسة من الزملاء، والرغبة في تصدر المشهد.
وتابع حرب "ما دفعني إلى كتابة التوضيح هو الاتهامات التي انهالت علينا من نجوم تمرد بالعمالة و التخوين وأحاديث السفارات الكريهة الاجتماعات السرية وخلافه مما تعلمون".
وقال: "هنا أود الرد على هؤلاء السادة في تمرد ممن أذهلتهم أضواء الكاميرات بأن الجميع يعلم من هم العملاء الذين لا يتخذون قرارا أو يلتحقون بأي فعالية إلا بعد أخذ رأي أسيادهم في مكاتبهم في مدينة نصر أو في اللقاءات الخاطفة التي تعقد في فندقهم بالخليفة المأمون".
وأضاف حرب أنه يمتلك من المعلومات عن تلك اللقاءات ما "لن يتردد في كشفه متضمنا أسماء نشطاء وضباط يحضرون تلك الاجتماعات وتفاصيل المكاسب المالية التي حصل عليها أعضاء الحملة الكرام حملة تمرد"، مشيرا إلى أن من يسكن في بيت من زجاج لا يجب أن يقذف الناس بالطوب، ومختتمًا تصريحاته بـ"إن عدتم عدنا"، حسبما قال.
http://elamwal1.com/index.php?option=com_k2&view=item&id=8329:%D8%B4%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B2%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D9%8A%D9%87%D8%AF%D8%AF-%D8%A8%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A3%D8%B9%D8%B6%D8%A7%D8%A1-%E2%80%98%E2%80%98%D8%AA%D9%85%D8%B1%D8%AF%E2%80%98%E2%80%98-%D9%88%D8%A7%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D9%85%D8%B6%D8%A9&Itemid=729

الكاتبة اليهودية اليمنية نجاة النهاري : كيف يسلم "اليهودي"وهذا حال المسلمين..!؟!!


كثيرون وجهوا لي الدعوة للتخلي عن معتقدي اليهودي ودخول الاسلام، وكثيرون أيضاً يلعنونني كل يوم ويصفوني بالكافرة ويقولون ان غير المسلمين مصيرهم إلى نار الله.
بعث لي أحد الأصدقاء قصة جميلة عن النبي محمد ويهودي كان يسكن جواره ويلحق به الأذى والنبي يصبر عليه، وعندما مرض اليهودي زاره النبي فخجل اليهودي من اخلاقه ودخل الاسلام... عندما قرأتها فهمت أن تصرفات واخلاق النبي محمد كانت هي مقياس اليهودي للاعجاب بالاسلام واعتناقه قبل حتى أن يقرأ مافي القرآن.. ولحظتها تساءلت مع نفسي: يا ترى المسلمون اليوم بماذا سيغرون اليهودي لدخول الاسلام..!؟
أرجو أن لا تغضبكم صراحتي، فأنا أحاول أن أفهم الاسلام على طريقة اليهودي الذي أسلم بسبب تصرفات النبي قبل كلام القرآن.. وسأناقش الموضوع بثلاثة نقاط:
((أولاً))- المسلمون اليوم مذاهب متعددة وكل مذهب يعتبر الآخر "كافر" ويحلل قتله.. فلو أردت - كيهودية- دخول الاسلام فهل أدخله من باب "السنة" أم "الشيعة" أم المذاهب الأخرى؟ وأي منها أعيش فيه بسلام ولا يحلل قتلي أنصار مذاهب الاسلام الأخرى!؟
تحدثت لصديقتي المسلمة في بيروت عن دعوات الأصدقاء لدخول الاسلام، وأثناء النقاش فوجئت أن المسلمين يرددون كلام مقدس للنبي محمد بأن المسلمين سيتفرقون الى (70) فرقة كلها سيعذبهم الله في النار باستثناء فرقة واحدة ستدخل الجنة. فسألت صديقتي عن اسم هذه الفرقة فقالت أنها لا تعرفها ولا يوجد مسلم يعرفها لكن كل فرقة تدعي أنها هي المقصودة...!! 
تساءلت مع نفسي: يا ترى إذا أراد يهودي دخول الاسلام فعند أي فرقة يذهب ليتحول الى مسلم؟ ومن من علماء المسلمين يعطيه ضمان أكيد بأنه سينضم للفرقة الصحيحة التي لايعذبها الله!؟ فهذه مغامرة كبيرة وخطيرة جداً.
((ثانياً))- المسلمون اليوم يتقاتلون بينهم البين في كل مكان، ويذبحون بعضهم البعض بطرق بشعة جداً.. فكيف يقتنع اليهودي بدخول الاسلام إذا وجد المسلم يقتل أخيه بسبب الدين نفسه، بينما لايمكن أن يسمع أحدكم بأن اليهود يقتلون بعضهم البعض بسبب الدين، بل على العكس اسرائيل اقامت دولتها بسبب الدين. 
قبل يومين قرأت تقرير تم تقديمه للأمم المتحدة من دول عربية مسلمة يتحدث عن (80) ألف مسلم تم قتلهم في سوريا خلال سنتين فقط بأيدي المسلمين سواء من النظام أم المعارضة. ورأيت مقطع فيديو لأحد مقاتلي المعارضة وهو يخرج قلب جندي ويأكله- أي مسلم يأكل قلب أخيه المسلم..!!! 
كما كنت قرأت إحصائيات عن عدد القتلى في العراق خلال الحرب الأهلية (المذهبية) تقدرهم بأكثر من 280 ألف عراقي غالبيتهم العظمى مسلمون وقليل جداً بينهم مسيحيون.
سأكتفي بهذين المثلين، وأترك لكم التفكير والتأمل والتساؤل كيف يمكن لليهودي أو المسيحي أن يقتنع ويطمئن قلبة لدخول الاسلام إذا كان هذا حال دول المسلمين؟ مع إني واثقة كل الثقة أن ما يحدث ليس من تعاليم الاسلام لأن جميع الأديان السماوية تدعو للسلام.
((ثالثاً))- عندما النبي محمد دعى الناس للاسلام فإنه أغراهم بالحرية والعدل والخلاص من الظلم والجهل والفقر لذلك تبعوه الناس. لكن اليوم عندما المسلمون يدعون اليهود لدخول الاسلام بماذا يغرونهم؟ 
لنكون صريحين وصادقين: فمعظم دولنا العربية الاسلامية يعمها الفقر والجهل والظلم وانتهاكات حقوق الانسان وتفتقر للتنمية والقوة الاقتصادية، ولولا ذلك لما قامت ثورات الربيع العربي. بينما الدول التي يديرها مسيحيون ويهود ممن يعتبرهم البعض (كفار) أصبحت هي من تغري المسلمين للهجرة اليها والعمل او العيش فيها.. بل هي من تصنع للمسلمين حتى ملابسهم الداخلية.. وأرجو المعذرة لذلك فليس القصد السخرية وإنما اعتراف ومصارحة بالواقع الي يعيشه العالم اليوم!
صحيح أنا يهودية لكنني أحترم الاسلام وأجد فيما يحدثني عنه المسلمون دستوراً عظيماً للحياة الانسانية، وتمسكي بعقيدتي ليس كفراً كما يعتقد البعض، فقد بعث لي أحد الاصدقاء بنص من القرآن يؤكد أنه لم يكفر أصحاب الأديان ويقول هذا النص ((ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون))! 
لذلك بدأت أقرأ دراسات عن القرآن وكل يوم تزداد حيرتي أكثر وأبقى أسأل نفسي: لماذا إذن العالم الاسلامي وصل الى هذا الحال رغم انه لديه دستور ديني رائع ونبي عظيم كان يجعل اليهودي يتبعه بسلوك صغير قبل معرفة مافي القرآن بينما اليوم ينظر غير المسلمين الى المسلم بريبة وخوف!!؟
رأيكم ؟

لوموند: الجيش المصري عزز الفوضى في البلاد


وكالات
تناولت صحيفة "لوموند" الفرنسية المستقلة في عددها الصادر اليوم الأربعاء التعليق على تطورات الوضع الراهن في مصر في أعقاب إقصاء الجيش للرئيس محمد مرسي.
واستهلت الصحيفة تعليقها بالقول إن الجيش أسهم بهذه الخطوة في سقوط البلاد بشكل أعمق إلى الفوضى والعنف.
وأشارت الصحيفة إلى أحداث دار الحرس الجمهوري أول أمس الاثنين والتي أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص كما أشارت إلى حملة الاعتقالات التي قام بها الجيش في صفوف القادة السياسيين للإخوان المسلمين قبل وقوع هذه الأحداث.
وأضافت الصحيفة أن الجيش المصري سمح لتجمعات بشرية بتدمير المكاتب التابعة للإخوان فضلا عن إغلاقه للقناة التلفزيونية التابعة لهم.
وفيما يتعلق بوعد الجيش بإجراء الانتخابات البرلمانية بأسرع ما يمكن ، طالبت الصحيفة الجيش بأن "يوحد ولا يقسم" في هذه المرحلة الانتقالية مشيرة إلى أنه على الجيش أن يمد اليد للإخوان لا أن يصدهم.
ورأت الصحيفة أن الجيش زاد من تعقيد تشكيل حكومة انتقالية.
واختتمت "لوموند" تعليقها قائلة إنه بدلاً من أن يعمل الجيش على تهدئة الوضع فإن هناك انطباعًا "بأنه يريد الانتقام".

الإسلامي الجيد : معارض أو معتقل أو شهيد! بقلم حلمى الأسمر


1- على الإسلاميين دخول الانتخابات، ولكن بشرط أن لا يفوزوا، وإن أخطأوا وفعلوها، فلا صناديق ولا انتخابات، الإسلامي الجيد معتقل أو معارض، أو شهيد!
2- سؤال للعقلاء فقط: 
منذ متى تدعم إسرائيل «ثورة عربية شعبية»؟ 
نتنياهو استمات في إقناع واشنطن في تصنيف ما جرى في مصر على أنه ليس انقلابا، للإبقاء على دعمها للسيسي، ودفع 1.5 مليار دولار للجيش المصري سنويا! ونجح، حسب إذاعة العدو أمس الأول..
ليس هذا فقط، بل هو يعمل الآن ونخبة العدو اليمينية على حشد رأي عالمي لتنفيذ مشروع مارشال لدعم مصر اقتصاديا، (طبعا لإنجاح الثورة المضادة) 
كبير معلقي الصحيفة المقربة من نتنياهو «إسرائيل اليوم» كتب قائلا» إن سقوط مرسي، بداية لنهاية الربيع العربي!» ...
3- انقلاب بنكهة هيليوودية! 
الانقلابيون في مصر استعانوا بالمخرج السينمائي خالد يوسف لـ «تكثير» اعداد المتظاهرين المعارضين لمرسي حيث خصصت له طائرة عسكرية لتصوير المظاهرات وخلط أعداد المؤيدين بالمعارضين لإلهاب مشاعرالجماهير، وهو ما كشفته قناة مصر 25 الأمر الذي اقتضى إغلاقها فور إعلان الانقلاب!
4- تجحيش!
العسكر الانقلابيون استعملوا حركة تمرد و شيخ الأزهر و حزب النور كما يستعمل من يطلق زوجته للتيس المحلل .. للعودة إليها.. أو ما نسميه 
بـ التجحيش!
5- السيسي ليس مسؤولا وحده عن قتل 53 وهم يصلون الفجر، 
كل من حرض، وزيف، وكذب، على فيسبوك وتويتر، وعلى فضائيات الفتنة، والردح،القتلة كل هؤلاء، أما من ضغط على الزناد، فهم نفذوا «الأوامر» فقط.
6- عندما استشهد جنود اثناء الافطار رمضان الفائت قامت القيامة على ‏مرسي وانه غير قادر على الدفاع عن الشعب. الان يقتلون الشعب ولكن لا يقومون على الرئيس ‏»المعين» مؤقتا ولكن يقومون على القتيل ويتهمونهبالارهاب وهو ميت، بل يتهمونه أنه يقتل نفسه بنفسه!

الجارديان : مؤيدو مرسي يدافعون عن الديمقراطية الوليدة


- ترجمة: إيمان حسني
في تعليقها على الوضع المصري الحالي رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن اليوم الذي خرج فيه الجيش ليطلق النار على المتظاهرين السلميين هو الأسود في تقويم الجيش المصري، ووصف المشهد المروع لما حدث لهؤلاء المتظاهرين من نساء وأطفال وشباب وكبار على يد الجيش الذي لم يفرق بين أي منهم حتى أصابتهم الأعيرة النارية مخترقة رؤوسهم وصدورهم كاتبة لهم النهاية.
وقالت الصحيفة إن أعمال العنف هذه، التي خلفت وراءها 53 قتيلا وما لا يقل عن 500 جريح واستمرار أعمال الاعتقالات للشخصيات السياسية، وفرض الرقابة على وسائل الإعلام ما هي إلا رسالة واضحة من الجيش بأنه سيمضي قدما فيما أسمته الصحيفة بالانقلاب العسكري والقيام بكل ما يمكن القيام به لقتل حلم الشعب المصري في الحصول على الديمقراطية.
ونددت الصحيفة بهذا الانقلاب لافتة إلى أن السبب الحقيقي من ورائه هو أن الرئيس محمد مرسي كان له مهمة واحدة وصريحة وهي إنشاء آليات مستدامة ومستقرة لتبادل ديمقراطي سلمي للسلطة، وهو ما لم يرض الكثير من الأطراف.
وقالت الصحيفة مشيدة بالدور البارز والمجهود الذي فعله مرسي وحكومته منذ يومه الرئاسي الأول في تلبية احتياجات شعبه من غذاء وطاقة وتوفير للأمن وبالفعل كان قد قام الرئيس المصري وحكومته بالخطوات الأولية التي ستمكنه من فعل ذلك في إدخال ضوابط للقضاء على الفساد وتوفير حوافز للإنتاج، وبالفعل تم اتخاذ التدابير المناسبة لإرضاء المواطنين وإصلاح أحوالهم بعد أعوام مريرة من الظلم والاضطهاد حيث تم رفع الحد الأدنى للأجور وزيادة المعاشات وتمديد التأمين الاجتماعي كما تم أخذ خطوات هامة في السياحة والاستثمار والتعاون الدولي في محاولة للتصدي للأزمات الاقتصادية المتفاقمة، ولكن هذه الخطوات لم تلبث أن قوبلت بالمزيد من التحديات والأزمات المفتعلة مثل أزمات الوقود التي أثارت غضب كثير من المصريين، كما أن وزارة الداخلية والمسؤولة عن حماية الأمن لم تكن على الحياد بل حاولت إفشال الرئيس الجديد.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس مرسي قد حاول بكل ما في وسعه وطاقته التصدي لكل هذه الأزمات، ولكن الأزمات لم تكن بالشيء السهل أو البسيط وقد اعترف الرئيس نفسه بذلك أمام شعبه بأنه لم يكن يتخيل أن الفساد بهذا العمق في القطاعات المختلفة في الدولة، وأنه سيحاول ولكن المعارضة والأحزاب السياسية المختلفة لم تمهله لفعل هذا.
وقالت الصحيفة إنه رغم محاولات إجهاض المختلفة للديمقراطية من قبل الجيش ومحاولة تضييق الخناق على الشعب والمتظاهرين السلميين إلى أنهم ما زالوا صامدين عازمين على ألا يبرحوا أماكنهم للتعبير عن غضبهم إيذاء محاولة قتل ديمقراطيتهم الوليدة.

الأخوان ليسوا أعداء وطن ولكن شركاء ثوره وخصوم سياسة

 بقلم منال الكندى
أشعر بعد ماسمعته ورأيته خلال اليومين الماضيين وبعد عزل الرئيس مرسى فى 3 يوليو أننا جميعا مواطنون وسياسيون وأعلاميون وأصحاب مصالح نندفع بقوه كعربه طائشه نحو الأرتطام بحائط المبكى الذى شيده لنا أعدائنا الصهاينه وأعد ومول عربتة الطائشه من وقيعه وكراهيه سياسيه ذيوله الخليجيون لنركبها جميعا نحن أبناء هذا الوطن بعد أن يقفز منها مستوردوها من وكلائهم من الطابور الخامس العامل بدأب على الأرض المصريه والذى أخترق كل كيانات المجتمع المصرى
أنا هنا لاأدافع عن فريق الأسلام السياسى الذى أرى أنه فى مجمله متخلف فى منهجه وأدائه ويعانى كثير من أمراض الإعاقه بل أنى أرى أنه أذا ماتبادلت الأدوار وكان لهذا الفريق أن يتمكن من ويطيح بشريكه المدنى فى الوطن والثوره لكان قد فعل أكثر بل أبشع من ذلك فى حمى تصفية حساباته معه بل أنى على ثقه أن أستمرار هذا التيار الأسلامى السياسى فى السلطه والحكم يمكن أن يكلف الوطن الكثير ولكننى على ثقة أيضا أن هذا الكثير قد يتضاءل أذا ماقورن بما نحن مندفعون أليه بفعل بدائية وغوغائية سلوك القبيله الذى يحكم كثير من تصرفاتنا وأدائنا
ولكن
· حينما تسرب مقاطع لفيديو يصور لحظة خروج مرسى من دار الحرس الجمهورى مقتادا ألى حيث سيتم أحتجازه ونسمع فيه صيحات التشفى والمطالبه بوضع الأغلال فى يديه
· وعندما تخرج علينا أصوات تتعالى مطالبه بمحاكمة مرسى وقيادات من جماعة الأخوان بتهمة قتل المتظاهرين بعد مقتل 18 متظاهر أمام مقر الأخوان فى المقطم عندما كان المتظاهرون الغاضبون يسعون ألى أقتحام المقر
· وعندما تخرج أصوات أخرى تنادى بمجاكمتهم بتهم الخيانه العظمى وتهديد الأمن القومى المصرى لأن هناك من فتح لهم السجون فى لحظه ثوريه كان من بينهم عناصر من حركة المقاومه الأسلاميه حماس
· وعندما يخرج علينا الآن من يحاول أن يلوى عنق الحقيقه كأى عاهره لصالح نظام مبارك العميل الساقط ويروج لأكذوبة اللامعقول ويقول بأن من كان وراء موقعة الجمل هم الأخوان المسلمون وليس قناصة النظام وأفراد أمنه السرى ويجد هؤلاء العهر السياسيون قنوات تفتح فضائها واسعا لهم
· وعندما تخرج أصوات أخرى تنادى بالقضاء على جماعة الأخوان المسلمون وحل وتصفية حزبها بل وأجتثاث الأخوان من على أرض مصر
· وعندما أرى وأسمع كل ذلك فى نفس الوقت الذى يسوق فيه للسلفيون والدعوه السلفيه وحزبها حزب النور ويتم تلميع صورته وأشخاصه ودعوتهم بقوه للمشاركه الفعاله فى فعاليات المشهد الآن
عندما أسمع وأشاهد كل ذلك تتأكد لى المؤامره ولاأستطيع أن أمنع نفسى من الشعور بالغضب والخوف بالغضب مما وصلنا أليه من تدنى وسذاجه سياسيه لايحكمها إلا التشفى والكراهيه وتصفية الحسابات رغم كل الكلمات الملونه والملفوفه والعاهره التى كثيرا ما كنا نسمع مثلها فى أعقاب كل حادث أو جريمه طائفيه مثل لاأقصاء ولاعوده ألى أجراءات أستثنائيه. كلام يحاول مطلقوه أن يخفوا به قبح عوراتهم القبليه ويردده الطيبون (مع أفتراض حسن النيه) دون أن يقفوا ويقولوا لأنفسهم قبل أن يقولوا لنا كيف سينفذون تلك الشعارات الديماجوجيه وماهى آلياتهم فى ذلك ثم يعترينى خوف من أمكانية نجاح المؤامره فى إجهاض هذه الثوره العظيمه
ياساده
· أن مبارك هذا العميل الذى أفسد كل شئ فى مصر لم نراه يوما وفى يده الأغلال بل رأيناه يتنقل بالطائره مابين مستشفيات الخمس نجوم وقاعات المحاكمه فى أكاديمية الشرطه أو فى مقصورته فى سجن طره (أن كان قد مكث فيها أصلا)ا
· أن رجال أمن مبارك فى أمن الدوله وفى كافة مديريات الأمن بالمحافظات والذين مافكوا يعذبون الناس ويقتلونهم قبل وأثناء وبعد ثوره 25 يناير أخذوا جميعا براءات وخرجوا كلهم من السجون بدعوى عدم كفاية الأدله
· صحيح أن شباب الأخوان الذين أنضموا ألى ثورة 25 يناير مبكرا على غير رغبة مكتب الأرشاد قد صعدوا ألى أسطح المبانى المحيطه بميدان التحرير ولكن ذلك كان من أجل مطاردة القناصه والبلطجيه الذين أتى بهم رجال أمن مبارك ودفع لهم ولقد كنت شخصيا شاهدا على وقعتين أحداها ليلة 2 فبراير عندما رأيت بنفسى عند ميدان الجيوه وفى مدخل نفق الهرم فى طريق عودتى ألى البيت تجهيزات البلطجيه والمخبرين وعناصر أمن الدوله وهم يحشدون أنفسهم والسذج من حولهم يهتفون (بنحبك يامبارك) وفى أيديهم السيوف والجنازير والوقعه الثانيه عندما عدت ألى الميدان فألتقيت بشابين كنت قد تعرفت عليهم منذ اليوم الأول من الثوره وعرفت من أحدهم (وهو ليس أخوانيا) أن الآخر قد أصيب فى ساقه عندما صعد ألى سطح أحد العمارات المحيطه ليمسك ببعض البلطجيه الذين كانوا يلقون كرات وزجاجات النار على الثوار فى الميدان ولم أكن أعرف وقتها أنه من الأخوان ثم أن علينا أن نعترف أن عددا كبير من شباب الأخوان قد أصيب فى هذا اليوم بسبب بلائهم الذى لايقل عن بلاء باقى الثوار
· وبخصوص ضحايا موقعة المقطم ورغم أنى ضد القتل والعنف بأى شكل فى التظاهر والأعتصام إلا أنه من الأمانه أن نميز بين عنف صادر عن مدافعين عن أملاك أو مقار بغض النظر عن الأتفاق أو الأختلاف معه وبين عنف بقصد الأرهاب والترويع. هذا لايعنى أن القتل مبرر ولكن العقاب والتهم يجب أن تتناسب والفعل وظروفه وأسبابه ثم يجب ألا ندع فرصه لعصابات الطابور الخامس أن تأخذ من كل حادثه ماده خصبه لفعلهم التآمرى التهيجى
· ثم بخصوص فتح السجون أيام الثوره من قبل شباب الأخوان الثائر وأنصارهم فى الداخل أو من حماس فأنه فى عرف الثوره والثوار هو عمل ثورى سواء صدر ذلك من أسلاميين تجاه أخوانهم أو من يساريين تجاه رفاقهم فلاداعى لأن نخلط الأوراق ونتلاعب بالألفاظ من أجل تحقيق مكاسب رخيصه أو تصفية حسابات بأسلوب يجب أن يترفع عنه الثوار الحقيقيون. يجب أن نفرق مابين حاله ثوريه كلنا كنا نشارك فيها مع أختلاف أدوارنا ومواقعنا وأتجاهاتنا وبين دوله قانون مستقره نعترف بها ونحترم القانون فيها ولانثور عليها أن هذه كلمة حق كنت أود أن أسمعها من الثوار الحقيقيون
· وأخيرا أندهش عندما أسمح هؤلاء الموتورون وهم يزمجرون مطالبون بالتخلص من الأخوان وأكتثاثهم وكأننا نواجه غزوا خارجيا وليس مكونا ثقافيا قويا فى النسيج المصرى وتنظيما سياسيا عريقا داخل المجتمع بل وشريكا وطنيا رغم كل المآخذ عليه وعلى أدائه وعلى منطلقاته الأيدولوجيه وكأننا عدنا لعصور ماقبل الثوره بما كان يميزها من مصادره وأقصاء وعزل وتنكيل وغيره.
ياساده هذا الفصيل الأسلامى السياسى الذى يضرب جذوره فى التربه المصريه لايمكن صراعه بهذه الأساليب البوليسيه التى أثبتت عقمها وفشلها والتى عانينا منها جميعا ولايمكن أيضا مواجهته بالأنتهازيه السياسيه الساذجه والمكشوفه بضرب أحد تياراته التى ربما تكون أسوأه بالآخر وليس أمامنا سوى المواجهه والصراع الفكرى والسياسى والتنظيمى معه عبر سنوات طويله يتم خلالها أزاحة أفكار وأوهام كثيره ترسخت فى وجدان الشعب المصرى المؤيد منه والمعارض لهم

"فورين بوليسي": هل يمكن لسماسرة الخليج شراء ثورة مصر


تحدث الكاتب والمحلل السياسي "مارك لينش" (Marc Lynch)في مقاله الأخير في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية عن تدفق المال الخليجي المعادي للثورة لشراء "مبارك جديد" يقود مصر كما يريدونها أن تكون.
وقال إن كثيرا من المصريين مختلفون حول ما إذا كانت الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى ثورة أم انقلابا، ولكنَ الملوك المعادين للثورة في الخليج لا تساورهم مثل هذه الشكوك.
ففي غضون أيام من سقوط مرسي، تعهدت ثلاث دول خليجية تعهدت بدعم الانقلابيين في مصر بـ12 مليار دولار. ومن الواضح تماما ما يتوقعه الملوك الخليجيون المعادون للثورة من كرمهم: إنها ليست ديمقراطية.
ورأى الكاتب أن دول الخليج المحافظة ترغب في شراء "مباركين جدد" (نسبة للرئيس المخلوع حسني مبارك) ووضع حد نهائي للثورة العربية، ولكن من غير المرجح أن تنجح.
وقال إن 12 مليار دولار من الدعم جاءت من ثلاثة أعضاء من محور المحافظين في مجلس التعاون الخليجي: تعهدت المملكة العربية السعودية، نواة الكتلة الملكية المعادية للثورة، بمبلغ 5 مليارات دولار؛ تعهدت دولة الإمارات العربية المتحدة، المناهض الشرس للإسلاميين والمعادي للديمقراطية بـ3 مليارات دولار، والكويت، عادة أكثر تحررا ولكنها غارقة الآن في أزمة سياسية منهكة، وعدت بتقديم 4 مليارات دولار.
وذلك الضخ المالي الهائل يأتي تتويجا لسنوات من الدعم السياسي والإعلامي للقوى المناهضة للإسلاميين في مصر.
غير أن الكثيرين ممن طالبوا برحيل مرسي، كما يقول الكاتب، فعلوا ذلك لإنقاذ مصر من جماعة الإخوان واستعادة التحول الديمقراطي، وليس لإعادة النظام القديم.
واستدرك قائلا: ليس ثمة في تاريخ مصر الحديث ما يشير إلى أن الحكومة الجديدة ستكون قادرة على تهدئة الحشود الشعبية الغاضبة أو أن أي قوة خارجية سوف تكون قادرة على السيطرة والتحكم في سياسات مصر.
أما عن الرياض وأبو ظبي، فقال الكاتب إنهما قد يستولون على دور قطر باعتبارها قوة خارجية يلقى عليها باللوم في الفشل الاقتصادي والسياسي الحالي في مصر.
ورأى أن هناك أسبابا عديدة وراء دعم الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية للتعبئة المضادة للرئيس مرسي، لكن العداء العميق والخوف من الإخوان المسلمين كان الدافع الأساس، كما كتب.
والتنافس مع قطر أيضا قاد بوضوح الحسابات في كل من الإمارات والسعودية، حيث ازدادت الخصومة بينهم بوضوح خلال الأيام الأولى للانتفاضة العربية، وسارع منافسو الدوحة وبقوة للاستفادة من رحيل الأمير حمد بن خليفة آل ثاني ووزير الخارجية حمد بن جاسم. فما حصل في الدوحة تجاوزت تداعياته وتأثيراته حدود دولة قطر.
يمثل سقوط مرسي نكسة خطيرة للسياسة الإقليمية لدولة قطر، ولكن ليس هذا وحده، فقد تم أيضا تهميش رجال قطر في المعارضة السورية في الوقت الراهن.
وفي الوقت نفسه، يتجه السعوديون إلى إعادة تأسيس هيمنتهم التقليدية على وسائل الإعلام العربية، خاصة مع تخبط قناة الجزيرة والاستقالة المفاجئة لرئيس تحرير "القدس العربي"، الكاتب عبد الباري عطوان.
وقد استغلت الرياض وأبو ظبي الفرصة لدق المسمار في نعش الانتفاضات العربية من خلال إعادة تأسيس النظام القديم في أهم دول الربيع العربي. وقد صُدموا من قبل بسقوط مبارك، وتأثير الاحتجاجات في جميع أنحاء المنطقة، واحتضان أميركا لها.
ومنذ البداية، عملوا على تحويل ومنع أو السيطرة على الثورات العربية: سحق الانتفاضة في البحرين، وإرسال مساعدات مالية ضخمة لملوك أقل ثراء في الأردن والمغرب، والسعي للسيطرة على العملية الانتقالية في اليمن.
بينما تميل وسائل إعلامها (السعودية)، وعلى النقيض من قناة الجزيرة في تغطية للأحداث، إلى التأكيد على الآثار السلبية للثورات العربية، وغدر الإسلاميين، والمذابح في سوريا وليبيا، والفوضى السياسية في مصر.
وقال الكاتب إن التحول الديمقراطي المصري الناجح، مع أو من دون حكم جماعة الإخوان، مثل أكبر تهديد لهذه الرؤية المحافظة. ومع هذا التحول (الذي أفسدوه)، تقدم مصر مثالا قويا لإمكانية التغيير الديمقراطي من خلال الانتفاضة السلمية، كما إن انتهاج سياسة خارجية مستقلة من شأنها أن تتحدى النظام الإقليمي الذي تدعمه السعودية.
لكن "المباركية" (نظام حسني مبارك) فشلت لسبب ما، ومن غير المرجح أن تحقق النسخة الجديدة (من المباركية) نتائج أفضل.
ويرى الكاتب أن معاداة التيار السياسي الإسلامي، بوصفها الصيغة الشرعية للقيادة الجديدة، سيكون تأثيرها قصير المدى، كما إنه ليس بمقدور دول الخليج والنخب القديمة التي استفادت من الانتفاضة ضد مرسى، السيطرة على الغضب الشعبي.
وبالنسبة لواشنطن، يرى الكاتب أنها محاصرة حاليا، وأكثر من أي وقت مضى، بين آمالها المعلنة للتغيير الديمقراطي في المنطقة وتحالفها مع الأنظمة المعادية للديمقراطية في الخليج.
ويرجح أن تقبل الإدارة الأمريكية بالحقائق الجديدة، مع محاولة حفظ ماء الوجه من خلال حث الخليج للانضمام إليها في الضغط على المجلس العسكري لاستعادة الحكم الديمقراطي بسرعة، كما لو كان هذا هدفا مشتركا.

«النائب العام» يكشف «شيزوفرينيا» معارضي مرسي


في الثاني والعشرين من نوفمبر الماضي، أصدر الرئيس المعزول محمد مرسي إعلاناً دستورياً، تضمن 6 مواد كان من بينها إقالة النائب العام وقتها عبد المجيد محمود من منصبه، والذي كانت إقالته أحد أهم مطالب ثورة 25 يناير، إلا أن هذا القرار تلته عاصفة من الاعتراض من قبل القوى الثورية نفسها بحجة أن هذا يعد ترسيخاً لحكم الفرد، إذ عين مرسي وقتها نائباً عاماً جديداً. الهجمة الشرسة التي تعرض لها مرسي لمجرد إطاحته بنائب عام أحاطت حوله الشبهات بشأن دوره في إنهاء مختلف قضايا رموز نظام مبارك من قتل متظاهرين وفساد، ببراءتهم، على الرغم مما بدا من توافر أدلة كافية على إدانتهم خاصة فيما يتعلق بقتل متظاهري ثورة يناير التي كانت وسائل الإعلام شاهد عيان عليها وتم توثيقها بالصوت والصورة.
وفور هذا الإعلان خرجت مظاهرات حاشدة تطالب مرسي بالرجوع عن هذا الإعلان وعودة النائب العام إلى منصبه، كما قاد المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة حملة ضد ما أسماه محاولات الإخوان المسلمين لـ «أخونة القضاء» هذا فضلاً عن الدور الذي أداه الإعلام خلال هذه الأزمة، وأمام هذا الهجوم تراجع مرسي عن الإعلان الدستوري وإن كان قد أبقى على ما ترتب عليه من آثار، من بينها إقالة عبد المجيد محمود. كان واضحاً أن القوى الثورية وبعض القوى والتيارات السياسية تعترض على إقالة النائب العام فقط لكون مرسي قد تدخل في شأن أصيل من شئون السلطة القضائية، مع إقرارها بضرورة إقصاء عبد المجيد محمود كأحد مطالب الثورة، 
ولكن بالطرق القضائية المنصوص عليها. واليوم، وبعد عزل الجيش لأول رئيس مدني منتخب، جاء الرئيس المؤقت الذي عينته القوات المسلحة، ليتخذ قراره بتعيين المستشار هشام بركات نائباً عاماً جديداً خلفاً لعبد المجيد محمود الذي استقال بعد أيام فقط من عودته لمنصبه بعد الانقلاب على مرسي. تعيين بركات أعاد للأذهان الاحتجاجات التي خرجت تعارض مرسي إثر تعيينه لنائب عام وصفه البعض بـ «الملاكي» لصالح جماعة الإخوان وللرئيس الإخواني، مطالبين مرسي بإقالته وترك المجلس الأعلى للقضاء كي يتولى هو مسؤولية اختيار النائب العام، المستقل عن أي سلطة. 
والآن وبعد أن قرر المستشار عدلي منصور بصفته رئيساً للجمهورية، تعيين هشام بركات نائباً عاماً، هل ستخرج الجموع التي خرجت قبل 8 أشهر احتجاجاً على قرار مماثل اتخذه مرسي، أم تتعامل مع الموقف على الطريقة المعتادة.. «اعمل نفسك ميت»!

11 يوليو 2013

عضو اللجنة المركزية بالحزب الناصري : دول خليجية توظف المليارات لاجهاض الثورة المصرية


اعتبر عضو اللجنة المركزية للحزب الناصري في مصر فرحات جنيدي ، ان تدفق مليارات الدولارات على مصر من دول الخليج الفارسي بعد عزل مرسي ، هو امر منتظر خصوصا بعد الصراع بين النظامين السعودي والقطري لفرض النفوذ في مصر .
وفي حديث ادلى به لقناة العالم الخميس قال فرحات جنيدي ، ان الجزء الثاني من القضية يكمن في وجود رغبة جامحة لدى الدول التي تحكمها انظمة ملكية ، في عدم انجاح الثورة المصرية او اية ثورة في الدول العربية.
واضاف ان ذلك كان واضحا في الثورة اليمنية عندما سعت هذه الدول منذ البداية للسيطرة عليها وافشالها . وجاءت بالتالي بمن هم اقرب الى وجهة نظرهم الى الحكم. ونفس الشئ يحصل الان في القاهرة، فهذه الدول اي السعودية والامارات تعمل اليوم على افشال الثورة المصرية وعدم تحقيق مطاليبها، بالاضافة الى تقليل النفوذ القطري في الشرق الاوسط بشكل عام.
وفي الختام قال عضو اللجنة المركزية للحزب الناصري في مصر فرحات جنيدي: بصورة عامة ان الهدف الرئيس لتدفق الاموال من السعودية والامارات على مصر ياتي لتحقيق سلسلة اهداف منها الحد من النفوذ القطري واجهاض الثورات الشعبية لكي لاتنتقل الى باقي الدول العربية ، للحفاظ على الانظمة الملكية في محلها .

البرادعى.. المبعوث الأمريكى لتدمير مصر والإجهاز على الشرعية والديمقراطية

<< فشل فى الوصول للحكم على ظهر حصان أبيض.. فجاء على ظهر الدبابة
<< اعترف بسعيه لإقناع الغرب للإطاحة بالرئيس الشرعى المنتخب
<< فى 2005.. أصدر تقريرا كاذبا يتهم مصر بإخفاء برنامج سرى نووى 
<< فى 2008.. حشر اسم مصر بين الدول التى وصفتها أمريكا بـ «محور الشر» 
<< وفر الغطاء القانونى لحصار العراق لمدة 13 عاما ثم العدوان الغاشم والاحتلال
<< ختم تقريره عن العراق بقوله: «لم نعثر على شىء لحد الآن ولكن سنواصل التفتيش»
<< رأيه فى الجيش: ستقتصر مهمته على مواجهة التحديات المعاصرة مثل الإرهاب والجريمة المنظمة والحروب الأهلية
<< البرادعى يريد تغيير العقيدة القتالية للجيش المصرى واستبعاد إسرائيل عن كونها عدوا


اعترف الدكتور محمد البرادعى المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطنى بسعيه الحثيث على إقناع الغرب بضرورة الإطاحة بالقوة بالرئيس الشرعى لمصر الدكتور محمد مرسى.

وقال البرادعى فى حوار له مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية: إنه عمل بجد لإقناع القوى الغربية بضرورة الإطاحة بالرئيس، محمد مرسى بالقوة»، معتبرًا أن مرسى فشل فى عملية تحول البلاد إلى «الديمقراطية الشاملة».

وزعم البرادعى أن التدخل العسكرى كان «الخيار الأقل ألمًا»، مؤكدًا أن البلاد لم تكن لتنتظر أسبوعا آخر.
وأوضح البرادعى أنه تحدث هاتفيا، الأربعاء، مع وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، ومع مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، كاثرين آشتون، لإقناعهما بضرورة الإطاحة بمرسى لكى تبدأ عملية التحول إلى نموذج ديمقراطى للحكم فى مصر.

كما دافع البرادعى عن الاعتقالات الواسعة التى شملت حلفاء جماعة الإخوان المسلمين، بجانب إغلاق بعض القنوات الفضائية الإسلامية، قائلا إن مسئولى الأمن أبلغوه بأن تلك القنوات «كانت تحرض على الانتقام والقتل والتحريض»، مضيفا أن بعض المحطات التى تمت مداهمتها كانت تحتوى على أسلحة.

ولم يكن موقف البرادعى جديدا على تاريخه، إلا أنه رغم كل ما كتبناه عن الدكتور محمد البرادعى ورغم كل ما كشفناه عن دوره فى خدمة السياسة الأمريكية ضد العالم الإسلامى مازالت بعض الأبواق المرتبطة باللوبى الأمريكى فى مصر وبعض السياسيين يريدون استغفالنا لتنصيب البرادعى رئيسا للحكومة الانقلابية بعد الفشل فى تنصيبه رئيسا لما يسمى «مجلس رئاسى مدنى»، وتضغط شخصيات سياسية أعماها الخلاف السياسى مع الرئيس المنتخب محمد مرسى إلى التحالف مع البرادعى والدعوة لانقلاب يفتح الطريق للبرادعى ليتولى زعامة مصر بغير طريق الصندوق الانتخابى.

ويبدو أن الماكينة الإعلامية استطاعت أن تعمى الأبصار عن حقائق سبق أن نشرناها، ووثائق دامغة كشفناها، حول أن الدكتور البرادعى كان موظفا أمريكيا مطيعا أدى خدمات جليلة لإدارة بوش ضد أمته وبلده مصر، وبسبب هذا الدور فى خدمة السياسة الأمريكية العدوانية تمت مكافأته ليستمر مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية لمدة 3 دورات متتالية ( 1997- 2009)، ثم منحه جائزة نوبل بعد أن قدم التقارير التى وفرت الغطاء القانونى لحصار العراق لمدة 13 عاما ثم العدوان الغاشم والاحتلال.

أخطر ما فعله البرادعى هو أنه كان عدو البرنامج النووى المصرى وكان سيفا مسلطا على مصر، وطارد علماء الذرة المصريين وحشر اسم مصر ضمن محور الشر فى تقارير الوكالة، بل وقف ضد مصر عندما رفضت التوقيع على البروتوكول الإضافى وربطت بين توقيعها وتوقيع إسرائيل على الاتفاقية، وأصدر تقريرا كاذبا فى 2005 اتهم فيه مصر بإخفاء برنامج سرى نووى مما أخضع مصر لحملات التفتيش والمساءلة.

بداية البرادعى

عندما بدأ السويدى هانز بليكس مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاعتراض على التدخل الأمريكى فى شئون الوكالة والضغط عليه لإصدار تقارير لجان التفتيش بإدانة الحكومة العراقية، بدأ الأمريكيون يفكرون فى الخلاص منه وتعيين بديل ينفذ رغبات البيت الأبيض.

الذى دفع الأمريكيين إلى التخلص من بليكس أنه بدأ يثرثر ويصدر التصريحات التى تفضح الحكومة الأمريكية ومن أبرز ما كشفه عمليات التجسس عليه وعلى الأمم المتحدة بوضع أجهزة التجسس عليه فى منزله ومكتبه بالوكالة وفى مجلس الأمن.

عندها بحث الأمريكيون عن الشخص المناسب الذى يؤدى المهمة فى صمت، ويقوم بالمراد فكان البرادعى.
كان الصعود المفاجىء لمحمد البرادعى عندما رشحته أمريكا ضد مرشح مصر السفير الدكتور محمد شاكر لتولى منصب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى 1ديسمبر 1997 خلفًا للسويدى هانز بليكس، وتحايلت أمريكا لكونه ليس مواطنا أمريكيا بدفع المجموعة الإفريقية لترشيحه. طلبت أمريكا من الدول الأعضاء تأييد مرشحها وعدم تأييد المرشح المصرى فحصل البرادعى على 33 صوتًا من إجمالى 34 صوتًا فى اقتراع سرى للهيئة التنفيذية للوكالة.
منذ تقلده المنصب قام بدوره المطلوب أمريكيًا على أكمل وجه، قاد حملات التفتيش على الأسلحة فى الدول التى تصفها أمريكا بالمارقة، العراق، إيران وكوريا الشمالية. 

كتب التقارير عن العراق وفقا لرغبات أمريكا، ولا مانع من الإدلاء بتصريحات حمالة أوجه يمكن تفسيرها بأكثر من وجه، لكن محصلتها عدم تبرئة العراق. ونظرا لأداء وظيفته كما هو مطلوب قامت أمريكا باختياره رئيسا لفترة ثانية فى سبتمبر 2001 ولمرة ثالثة فى سبتمبر 2005.
يصف العراقيون البرادعى بأنه مجرم حرب وهناك من يتهمه بمشاركة الأمريكيين فى الحرب ويطالب بمحاكمته على تقاريره وجولاته الاستعراضية التى مهدت الأرضية لجورج بوش وفريقه للقيام بالغزو وتدمير العراق.

مواقف البرادعى فى الوكالة الدولية لم تكن فى صالح العرب والمسلمين، لم يكن مدافعا عن قضايا الأمة وإنما كان جنديا لأعدائها؛ فالتفتيش كان فى بلاد المسلمين لتجريدها من أى مشروع نووى حتى إن كان للأغراض السلمية.
لم تتطرق الوكالة فى عهده لأسلحة الدمار الشامل التى تمتلكها إسرائيل، ولم يصدر أى تقرير عن ترسانة الأسلحة الإسرائيلية.

وفى عهده كانت لجان التفتيش تزور البلدان العربية وتأخذ عينات لتحليلها حتى تتأكد أمريكا وحلفاؤها الغربيون أن العرب مازالوا فى بيت الطاعة ولن يدخلوا هذا المجال.

وإذا لخصنا مهمته خلال الفترات الثلاث التى ترأس فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية فسنجد أنها تدور حول تجريد المسلمين من أى سلاح نووى ومنع أى تحرك، ولو بحثى فى هذا المجال وتبليغ أمريكا لتمارس الضغوط والإرهاب.

نظرة البرادعى للجيش

البرادعى الذى يريد البعض أن يتولى رئاسة «حكومة الإنقاذ المزعومة» لا يرى ما نراه من مخاطر ولا يتفق معنا فى رؤيتنا للعدو، وهو يفكر بذات المنطق الأمريكى.

فى النظرة لمحددات الأمن القومى ودور الجيش المصرى لا يختلف البرادعى عن قادة المخابرات الأمريكية، فهو مثلهم يرى أن الجيش المصرى عليه أن يعمل وفق الرؤية الأمريكية ولا شىء غير ذلك، ففى الحوار الذى أجراه محرر الأهرام سميـــر السيـد يوم 17/04/2011 قال البرادعى إن جيش مصر ستقتصر مهمته «على مواجهة التحديات المعاصرة مثل الإرهاب والجريمة المنظمة والحروب الأهلية» أى أنه يريد تغيير العقيدة القتالية للجيش المصرى واستبعاد إسرائيل عن كونها عدوا، فهو يريد أن يكون جيش مصر مفرزة أمريكية لمكافحة ما يسمى «الإرهاب» وأن يتحول الجيش المصرى إلى خوض حروب أمريكا بالوكالة كما نشاهد فى باكستان وما يفعله على عبد الله صالح قبل الثورة اليمنية.

فمكافحة الإرهاب والجريمة ليست مهمة الجيوش، كما أن الحرب على ما يسمى «الإرهاب» حربا أمريكية مصطنعة وثبت أنها تستهدف الإسلام كدين.

ولكن أخطر ما طرحه البرادعى هو أن يستعد الجيش المصرى للحرب الأهلية، فهذا هو الباب الجديد الذى يريد الأمريكيون وعملاؤهم أن يفتحوه ويمهدوا له فى مصر، فإثارة النعرات وكثرة الكلام عن توقع حروب أهلية يلفت الانتباه إلى ما يستهدفه المخطط المعادى. وظهر هذا الأمر فى الفترة الأخيرة فى نفخ الإعلام الفاسد المتأمرك فى المشكلات الطائفية بين المسيحيين والمسلمين وتحريض الأقلية المسيحية على التمرد والصدام، وإثارة الأعراق كالنوبة والجهويات كسيناء.

لكن ما يمهد له البرادعى يتسق مع دوره الجديد كموظف فى «مجموعة الأزمات الدولية» اليهودية التى تقوم الآن بتقسيم العالم العربى وهذا الدور يمكن أن نطلق عليه سايكس بيكو جديد.

الوثائق تثبت أن الدكتور محمد البرادعى كان موظفا أمريكا مثاليا، حقق للولايات المتحدة كل مطالبها لاحتواء العرب والمسلمين، استخدم سلطته كرئيس للوكالة الدولية للطاقة الذرية فى إبقاء العراق تحت الحصار لأكثر من 13 عاما. رفض الإعلان رسميا عن خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل، وظل حتى آخر يوم قبل العدوان الهمجى الذى شنته أمريكا وحلفاؤها على الشعب العراقى يؤكد أن الحكومة العراقية مازالت لم تجب عن الأسئلة التى يطرحها.

التحريض على مصر فى تقرير رسمى

لعب البرادعى دورا رئيسيا فى التحريض ضد مصر لمنعها من دخول المجال النووى السلمى، ولم يكن فى يوم من الأيام مؤيدا للمشروع النووى المصرى، وله تصريحات عديدة مارس فيها الضغط على القيادة السياسية المصرية وتحريض الدول الغربية عليها، من هذه المزاعم أن مصر غير قادرة على بناء مفاعلات نووية لأنها تفتقر إلى الكوادر الفنية.

أخطر المواقف التى تثبت أن البرادعى عمل ضد مصر وحرض عليها هو التقرير الذى أصدره عام 2008 وحشر اسم مصر بين الدول التى وصفتها أمريكا بأنها محور الشر؛ ففى هذا التقرير تعمد الزج بمصر فى المرتبة الثالثة بين الدول الأربعة التى تحاربها أمريكا بسبب برامجها النووية الدفاعية، بعد إيران وسوريا، وقبل كوريا الشمالية.
صدر التقرير بعنوان « Safeguards and Verification » وتضمن رأى الوكالة فى مدى التزام دول العالم بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وأشار التقرير إلى قضايا تقنية وعملية فى برامج التفتيش.

وتحدث التقرير عن العديد من دول العالم بشكل عام ولكنه أفرد معلومات تفصيلية حول 4 دول فقط، رأت الوكالة أنها تستأنف مشروعات نووية سرية وأن الوكالة تسعى لمواصلة التفتيش عليها للتحقق من المعلومات التى لديها، حول وجود آثار لليورانيوم المخصب الذى يستعمل فى صناعة قنابل نووية.

فى الجزء المتعلق بمصر ورد فى التقرير الذى كتبه البرادعى النص التالى:

«فى العامين 2007 و 2008م، وجدت بعض جزيئات اليورانيوم عالى التخصيب وأخرى من اليورانيوم منخفض التخصيب فى عينات بيئية مأخوذة من إنشاص. وقد أعلنت مصر أنها نتيجة للتحقيقات التى أجريت للتعرف على مصدر هذه الجزيئات، تعتقد أنه يمكن أن تكون قد دخلت إلى مصر مع بعض حاويات نقل النظائر المشعة الملوثة. ورغم أن الوكالة الدولية ليس لديها من الأدلة ما يناقض التفسيرات المصرية، فإنها لم تحدد بعد مصدر جزيئات اليورانيوم. وستقوم الوكالة، طبقا لإجراءاتها وممارساتها، بالبحث عما يوضح هذه المسألة كجزء من أنشطة تحقيقاتها المتواصلة؛ وسوف يتضمن ذلك أخذ عينات بيئية إضافية».

من الواضح أن الزج باسم مصر بعد إيران وسوريا وقبل كوريا الشمالية كان مطلبًا أمريكيًا يتنافى والمنطق؛ فالرئيس المخلوع حسنى مبارك أغلق الملف النووى بالضبة والمفتاح، وتحول إلى أشد المدافعين عن وقف البرامج النووية حتى لا يغضب أمريكا وإسرائيل.

تقديم الغطاء لبوش لغزو العراق

سيظل دور البرادعى فى العراق هو الأكبر والأخطر، فهو الذى قدم لأمريكا الغطاء السياسى والمبرر مرتين، فى كل مرة مات بسبب تقاريره أكثر من مليون نفس بشرية. بسبب تقاريره تم فرض الحصار على العراق لـ 13 عاما ومات بسبب هذا الحصار وفقا للتقارير الدولية ما يزيد على مليون طفل عراقى. وفى المرة الثانية عندما رفض الإعلان عن نهاية المشروع النووى العراقى وأصر على مواصلة التفتيش ودعا دول العالم للضغط على العراق ليتجاوب معه حدث الغزو الذى راح فيه أكثر من مليون شخص.

القاسم المشترك فى كل التقارير التى أرسلها البرادعى إلى مجلس الأمن منذ توليه رئاسة الوكالة لمدة 3 دورات متتالية مفادها: «لم نعثر على شىء لحد الآن ولكن سنواصل التفتيش».

كان العراقيون ينتظرون تقريرا لم يصدر عن تدمير المشروع النووى تماما منذ 1991 ووصول المشروع إلى نقطة الصفر، لكن أمريكا أرادت أن يكون الحصار للأبد. لم يرق قلب البرادعى لضحايا الحصار الظالم وظل يماطل ويماطل حتى عام 1998، عندما أصر مفتشو الوكالة - بشكل إنسانى بعد تدهور الأوضاع فى العراق بسبب الحصار الظالم- على تقديم التقرير النهائى لمجلس الأمن بتبرئة العراق لرفع الحصار، فقدمه بعد أن أضاف إليه فقرات قال فيها إنه مازالت هناك قضايا عالقة وأسئلة تحتاج الى إجابة. 

وفى محاولة من أمريكا لاحتواء مفتشى الوكالة حتى لا يجاهروا بمواقفهم أسوة بهانز بليكس الذى تمرد وفضح التدخل الأمريكى فى شئون الوكالة وسعيها ليكون الحصار على العراق أبديا، قامت أمريكا بتجميد التقرير فى مجلس الأمن ومنع النقاش فيه حتى بدأت تعد لضرب العراق فى عام 2003.

التزم البرادعى طوال 5 سنوات الصمت، ونفذ ما أرادته أمريكا من إغلاق النقاش واستمرار الحصار، إلى بداية عام 2003 حيث بدأ بكل حماس يوفر الغطاء لتحركات بوش العدوانية، وبدأ مشوار التفتيش من الصفر، وراح يصدر التقارير بذات الصيغة المراوغة المخادعة، يعلن أنه لم يعثر على ما يؤكد الاتهامات لكنه سيواصل التفتيش ويطالب المجتمع الدولى بالضغط على صدام حسين كى يتعاون.

كى تعرفوا كم حجم الجريمة التى ارتكبها البرادعى اقرأوا آخر تقرير قدمه لمجلس الأمن فى 3 مارس 2007 فهو يكفى لمعرفة الخدعة التى يحاول الإعلام الأمريكى والعربى المتأمرك أن يحولها إلى بطولة.

التقرير صدر بعنوان:
The Status of Nuclear Inspections in Iraq: An Update

يقول البرادعى فى نهاية سطور تقريره الأخير: «إن المعرفة المفصلة لقدرات العراق والتى تمكّن خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تجميعها منذ عام 1991م مع الحقوق الموسعة التى يتيحها القرار رقم 1441، – مقرونة بالالتزام النشط من الولايات المتحدة الذى يساعدنا على إنجاز تفويضنا، وكذا المستوى المتزايد من التعاون العراقى حديثا – سيمكننا فى المستقبل القريب من تزويد مجلس الأمن بتقييم موضوعى شامل لقدرات العراق المتصلة بالشأن النووى.

ومهما كان هذا التقييم موضوعيا، فإننا سنبذل قصارى جهدنا - فى ضوء الشكوك الموروثة المتعلقة بأية عملية توثيق، خصوصا فى ضوء تاريخ العراق الماضى فى التعاون – من أجل تقييم قدرات العراق بطريقة مستمرة كجزء من برنامج المراقبة والتحقق، حتى نزود المجتمع الدولى بتطمينات حقيقية ومستمرة». هكذا قال البرادعى، والجيوش الصليبية تستعد لأكبر مذبحة عرفتها البشرية.

الجزيرة : أميركا تمول معارضي مرسي


يقول الرئيس الأميركي باراك أوباما إن بلاده لا تنحاز لطرف دون آخر في الأزمة السياسية في مصر التي وصلت لذروتها بعزل الجيش للرئيس لمحمد مرسي أول رئيس مدني منتخب ولكن مراجعة لعشرات الوثائق الأميركية الحكومية تؤكد أن واشنطن مولت ساسة معارضين طالبوا بالإطاحة بمرسي.
والوثائق التي حصل عليها برنامج التحقيقات الصحفية في جامعة كاليفورنيا في بيركلي تظهر قنوات لضخ الأموال الأميركية من خلال برنامج لوزارة الخارجية الأميركية لتعزيز الديمقراطية في الشرق الأوسط.
ويدعم برنامج 'تعزيز الديمقراطية' النشطاء والسياسيين الذين ظهروا خلال الاضطرابات في مصر، بعد الإطاحة بحكم الرئيس المخلوع حسني مبارك في انتفاضة شعبية في فبراير/شباط 2011.
وبرنامج وزارة الخارجية الأميركية، التي يطلق عليه مسؤولون أميركيون أنه مبادرة 'مساعدة الديمقراطية'، جزء من جهد إدارة أوباما التي تعمل على نطاق واسع في محاولة لوقف تراجع العلمانيين الموالين لواشنطن، وإلى استعادة النفوذ في بلدان الربيع العربي التي شهدت صعودا من الإسلاميين، الذين يعارضون إلى حد كبير مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وتظهر الوثائق أنه من بين النشطاء الذين تمولهم واشنطن ضابط شرطة مصري في المنفي تآمر في الانقلاب العنفي على مرسي، وسياسي مناهض للإسلاميين ممن دعوا إلى إغلاق المساجد و سحب الدعاة بالقوة، إضافة لمجموعة من السياسيين المعارضين الذين ضغطوا من أجل الإطاحة بأول رئيس منتخب ديمقراطيا في البلاد.
ووفق تقرير بثته الجزيرة الانجليزية حصريا فإن المعلومات التي تم الحصول عليها تحت قانون حرية المعلومات، والمقابلات، والسجلات العامة تكشف عن أن 'المساعدة من أجل الديمقراطية' المقدمة من واشنطن ربما تكون قد انتهكت القانون المصري الذي يحظر التمويل السياسي الأجنبي. كما قاموا بانتهاك لوائح حكومة الولايات المتحدة التي تحظر استخدام أموال دافعي الضرائب لتمويل السياسيين الأجانب، أو تمويل أنشطة تخريبية تستهدف الحكومات المنتخبة ديمقراطيا.
وتكشف المعلومات، والمقابلات،والسجلات العامة أن 'المساعدة من أجل الديمقراطية' المقدمة من واشنطن ربما تكون قد انتهكت القانون المصري الذي يحظر التمويل السياسي الأجنبي. كما قاموا بانتهاك لوائح الحكومة الأميركية التي تحظر استخدام أموال دافعي الضرائب لتمويل السياسيين الأجانب، أو تمويل أنشطة تخريبية تستهدف الحكومات المنتخبة ديمقراطيا.
أموال دافعي الضرائب
وتُراجع وكالات عدة في الخارجية الأميركية برنامج 'المساعدة من أجل الديمقراطية للشرق الأوسط'، حيث توزع مئات الملايين من أموال دافعي الضرائب عن طرق 'مكتب شؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل'، و'مبادرة الشراكة الشرق أوسطية'، والوكالة الأمريكية للتنمية، فضلا عن منظمة شبه حكومية في 'الصندوق الوطني للديمقراطية' ومقرها واشنطن.
وبدورها تقوم المنظمات بإعادة إرسال الأموال إلى منظمات أخرى مثل 'المعهد الجمهوري الدولي'، و'المعهد الديمقراطي الوطني'، ومؤسسة 'فريدوم هاوس'، وغيرها.
ويظهر في الوثائق الفيدرالية، أن هذه المنظمات أرسلت الأموال لبعض المنظمات المصرية، حيث يتم إدارة معظمها من قبل ساسة بارزين مناهضين لمرسي يقدمون أنفسهم أيضا على أنهم نشطاء في منظمات غير حكومية.
وتشير قواعد البيانات الفيدرالية إلى أن نحو تسعمائة مليون دولار أنفقت على 'مشاريع الديمقراطية في المنطقة'، في إطار مبادرة 'الشراكة مع الشرق الأوسط' التي أطلقتها إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في عام 2002 في محاولة للتأثير على السياسة في الشرق الأوسط في أعقاب هجمات 11 سبتمبر.
وتنفق الوكالة الأميركية للتنمية (يو أس إيد) نحو مليار وأربعمائة مليون دولار سنويا في الشرق الأوسط بينها 390 مليونا 'الترويج للديمقراطية' حسب 'مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط' ومقره واشنطن.
ويُعد 'الصندوق الوطني للديمقراطية' القناة الرئيسية التي تمول عبرها واشنطن 'الديمقراطية في مصر'، وتظهر وثائق فيدرالية أن هذه المنظمة التي مُنحت 118 مليون دولار من الكونغرس، أعطت 120 ألف دولار خلال سنوات للعقيد المنفي في الشرطة المصري عمر عفيفي سليمان الذي يحرض منذ سنوات على العنف في بلاده.
ضابط منفي
العقيد سليمان الذي خدم في قسم المباحث المعروف بسمعته السيئة في انتهاكات حقوق الإنسان بدأ بتلقي المساعدات الأميركية منذ عام 2008 واستمرت لأكثر من أربع سنوات. وخلال عهد مبارك كان يطلب عفيفي من مؤيديه مهاجمة الحكومة وبعد سقوطه وحكم القوات المسلحة اعتمد مع الأخير الاستراتيجيات نفسها، قبل أن يضع نصب عينيه إسقاط حكومة مرسي.
وحكم على سليمان-الذي يعيش في أميركا بصفة لاجئ- غيابيا العام الماضي بالسجن خمس سنوات لدوره في التحريض على العنف في عام 2011 ضد سفارتيْ إسرائيل والسعودية، واستخدامه وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع هجمات عنفية ضد المسؤولين المصريين، وفقا لما لوثائق و منشورات عرضتها المحكمة.
وكشفت وثائق دائرة الإيرادات الداخلية الأميركية أن 'الصندوق الوطني للديمقراطية' قام بدفع عشرات الآلاف الدولارات لسليمان من خلال تأسيسه لمنظمة -مقرها بولاية فيرجينيا- تحت اسم 'حقوق الناس'،حيث تكشف الملفات الفيدرالية أنه الموظف الوحيد فيها.
وبعد أن حصل سليمان على 'الزمالة في حقوق الإنسان' في 'الصندوق الوطني للديمقراطية' في عام 2008 انتقل إلى الولايات المتحدة، وتلقى المنحة الثانية لمنظمته بقيمة خمسين ألف دولار في عام 2009. وفي عام 2010 حصل على ستين ألف دولار وعشرة آلاف دولار أخرى في عام 2011.
وفي مقابلة مع برنامج التحقيقات الصحفية في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، اعترف سليمان 'مكرها' بحصوله على تمويل من الحكومة الأميركية عن طريق 'الصندوق الوطني للديمقراطية' وتابع ' أن 2000 أو 2500 دولار في الشهر ليست كافية'، وسأل من يجري معه المقابلة 'هل تعتقد أن هذا أكثر من اللازم؟ أوباما يريد أن يعطينا الفول السوداني، ونحن لن نقبل ذلك'.
وقد حجب 'الصندوق الوطني للديمقراطية' من موقعها على شبكة الإنترنت أسماء متلقي المنحة المصرية في عام 2011 و 2012. ولم يستجب المسؤولون في المنظمة لطلبات المقابلة المتكررة.
و يذكر الموقع الرسمي 'لصندوق الوطني للديمقراطية' أن رسالة سليمان لا تدعو للعنف وكان من المقرر أن يحصل هو ومنظمته على خدمة 'برو بونو للمشورة القانونية الفورية والمجانية ومن خلال خط هاتفي ساخن والرسائل الفورية، وغيرها من أدوات الشبكات الاجتماعية'.
ولكن ما ذكره الموقع الإلكتروني لهذه المنظمة تنفيه الوقائع، فمن خلال مقابلاته على وسائل الإعلام المصرية، ووسائل التواصل الاجتماعي، شجع سليمان على الإطاحة بالحكومة المصرية بطرق عنفية، ومن ثم التحريض على قيادات الإخوان المسلمين وحزب العدالة الحرية.
وقبل مظاهرات 30 يونيو/حزيران المعارضة لمرسي والتي أسفرت عن عزله من قبل الجيش، حرض سليمان اتباعه على موقع 'فيسبوك' ضد المؤيدين لمرسي بالقول 'عليكم بجعلهم عاجزين عن السير ابدؤوا بتحطيم ركابهم أولا'.
وتابع في صفحته على فيسبوك 'اقطعوا الطريق على الحافلات المتوجهة للقاهرة باستخدام شجرة نخيل، واغمروا الطريق حولها بالغاز والبنزين. وعندما تبطئ الحافلة قوموا بإشعال النيران حتى تحترق الحافلة بما في داخلها من ركاب ... الله يبارك '.
وفي أواخر مايو/أيار دعا متتبعيه البالغ عددهم على فيسبوك 83 ألف 'لقطع رؤوس الذين يديرون مرافق الطاقة والمياه والغاز'.
سحل الخطباء
وأزال سليمان العديد من الرسائل على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي بعدما تنبهت السلطات في مصر للتحريض الممنهج الذي كان يقوم به، كما تظهر وثائق المحكمة.
وفي أحد الفيديوهات على موقع اليوتيوب أعطى الأمر في ديسمبر/كانون الأول 2012 للمحاولة الفاشلة لاقتحام قصر الاتحادية الرئاسي بالأسلحة الرشاشة وقنابل المولوتوف للإطاحة بمرسي.
ومن المستفيدين أيضا من التمويل الحكومي الحكومي أعضاء من جبهة الإنقاذ المعارضة للرئيس المعزول، والتي دعا بعض أعضائها لإزالة مرسي بالقوة. حيث قاموا بدعم حملات الاحتجاجات في الشوارع التي تحولت إلى العنف ضد الحكومة المنتخبة، في تناقض شديد مع المبادئ التوجيهية الخاصة بالخارجية الأميركية.
وأحد الأسماء المعارضة الممولة منذ فترة طويلة من الصندوق الوطني للديمقراطية وغيرها من الجماعات الديمقراطية الناشطة المصرية إسراء عبد الفتاح، التي برزت خلال المعركة السياسية على الدستور الجديد في ديسمبر/كانون الأول 2012.
وحرضت عبد الفتاح الناشطين لمحاصرة المساجد وسحل الخطباء من فوق المنابر والشخصيات الدينية المسلمة من هؤلاء الذين دعموا دستور البلاد المقترح وذلك قبل عرضه على الاستفتاء الشعبي.
وسقط في حملة عبد الفتاح 'أنزل الخطيب من على المنبر' عدة قتلى في الاشتباكات بين محاصري المساجد والمُحاصرين بداخلها'.
وتُظهر السجلات الفيدرالية تلقي عبد الفتاح دعما من المنظمات غير الحكومية، والأكاديمية المصرية الديمقراطية، ومن مجموعات أخرى داعمة للديموقراطية، و يتضح من السجلات أن 'الصندوق الوطني للديمقراطية' قام بمنح منظمتها 75 ألف دولار عام 2011.
وعبد الفتاح ناشطة سياسية تتنقل عبر المحافظات المصرية لحشد الدعم لحزبها 'حزب الدستور'، الذي يتزعمه محمد البرادعي نائب الرئيس المؤقت. وقدمت الدعم الكامل لاستيلاء الجيش على السلطة، وحثت الغرب ألا يسمي ما حدث 'بالانقلاب'.
وقالت عبد الفتاح في حديث صحفي قبل عدة أسابيع من الإطاحة بمرسي'30 يونيو هو اليوم الأخير من حكم مرسي'.
ويثير إرسال أموال دافعي الضرائب الأميركية لجمعيات أسسها أثرياء مصريون أيضا أسئلة حول ضياع هذه الأموال في 'برنامج الديمقراطية'.
مساعدات للأثرياء
ويأتي اسم الناشط السياسي مايكل منير الضيف الدائم على وسائل الإعلام المعارضة لمرسي ورئيس حزب الحياة والحامل للجنسية الأميركية، الذي حصل على التمويل الأميركي لمنظمته غير الحكومية ومنظمات مصرية أخرى.
وتأسست منظمة منير من مجموعة من بعض الشخصيات المعارضة الشرسة ، بما في ذلك الملياردير نجيب ساويرس، وطارق حجي، مسؤول تنفيذي بصناعة النفط، وصلاح دياب، شريك هاليبرتون في مصر، وأسامة الغزالي حرب، وهو سياسي لعلا علاقة وثيقة بنظام مبارك وعلى اتصال دائم بالسفارة الأميركية.
ونفى منير تلقي المساعدات الأميركية، ولكن وثائق حكومية تظهر أن الوكالة الأميركية للتنمية في عام 2011 منحت المنظمة الخاصة به ومقرها القاهرة أكثر من 355 ألف دولار ومنذ عام 2009 حصل منير على 1.3 مليون دولار من الوكالة الأميركية.
وساعد منير في حشد خمسة ملايين مسيحي من الأقلية القبطية الأرثوذكسية في البلاد، الذين يعارضون توجه ومرجعية مرسي الإسلامية، على النزول إلى الشوارع ضد الرئيس في مظاهرات 30 يونيو/حزيران.
اسم جديد على لائحة الدعم الحكومي الأميركي عضو حزب الإصلاح والتنمية محمد عصمت السادات من خلال 'رابطة السادات للتنمية الاجتماعية'، و تلقى منحة من 'مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط'.
وتظهر سجلات المنح الفيدرالية و قواعد البيانات أن السادات في عام 2011 تلقى نحو 84.500 دولار من مبادرة الشراكة الشرق أوسطية 'للعمل مع الشباب في مصر ما بعد الثورة'.
وكان السادات عضوا في لجنة التنسيق، بالهيئة المنظمة الرئيسية لتظاهرة 30 يونيو المناهضة لمرسي.
ومنذ عام 2008 جمع السادات أكثر من 176 ألف دولار كتمويل من الولايات المتحدة، و أعلن أنه سيقوم بالترشح في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وبعد مقتل أكثر من خمسين مؤيدا لمرسي أمام دار الحرس الجمهوري في التاسع من الشهر الجاري، دافع السادات عن استخدام القوة وألقى باللوم على جماعة الإخوان المسلمين، قائلا إنهم استخدموا النساء والأطفال كدروع.
وقال بعض الساسة المدعومين من الولايات المتحدة إن واشنطن شجعت ضمنيا التحريض على الاحتجاجات.
تحريض أميركي
وكشف سعد الدين إبراهيم السياسي المصري المعارض لمرسي والحامل للجنسية الأميركية ومدير مركز ابن خلدون، 'قالوا لنا الأميركيون إنه إذا رأينا احتجاجات في الشوارع بأحجام كبيرة وتمكنتم من الصمود في الشوارع لمدة أسبوع، سنعيد النظر في جميع السياسات الأميركية الحالية تجاه نظام الإخوان المسلمين'.
ويتلقى مركز 'ابن خلدون' في القاهرة التمويل الأميركي، و هو واحد من أكبر المستفيدين من المال للترويج للديمقراطية على أرض الواقع.
وجاءت تصريحات أخرى للساسة المعارضين المصريين بدعوى أن مسؤولين أميركيين حثوهم لإثارة مشاعر الرأي العام ضد مرسي قبل أن تدخل واشنطن بثقل وبشكل علني.
ودافعت الخارجية الأميركية وخبراء مقربون من برنامج 'المساعدة الديمقراطية' بشدة عن تمويل السياسيين والمعارضين للحكومة عبر منظمات غير حكومية.
فالمتحدث باسم السفارة الأميركية بالقاهرة ديفيد لينفيلد أشار إلى أن هناك 'خيطا رفيعا' بين السياسيين والناشطين الاجتماعي والديمقراطي في مصر. وقال آخرون إن واشنطن لا تتحمل مسؤولية أفعال منظمات لا تتحكم بها.
من جانبه أكد مسؤول في الخارجية الأميركية -تحدث بشرط عدم كشف هويته- أن المساعدات الأميركية للناشطين السياسيين الأجانب متسقة مع القوانين الأميركية.
وأضاف أن الحكومة الأميركية تقدم الدعم لناشطي المجتمع المدني، والديمقراطية وحقوق الإنسان والذي يتوافق مع معاييرنا وفي مقدمتها احترام مبادئ حقوق الإنسان وحرية التعبير عن الرأي، والتجمعات السلمية وكرامة الإنسان'.
وتلفت الخبيرة في المجلس الأطلنطي للبحوث ميشال ديون إلى 'صعوبة وحيوية المشهد السياسي المصري'، وحكمت محكمة مصرية على زوج ديون غيابيا بالسجن لخمس سنوات بسبب دوره في قضية 'التمويل السياسي' بمصر.
ودافعت ديون عن زوجها بالقول إنه 'إذا أعطيت شخصا بعض المال، لا يمكن أن تسلب حريته أو تفرض عليه الموقف الذي تريده'.
مسار لا أخلاقي
من جهته يقول المسؤول السابق في إدارة بوش آليوت أبرامز نفى تمويل واشنطن للساسة بمصر أو في غيرها من الدول، لأن القانون الأميركي يعاقب عليه وكافة الوكالات الأميركية تحترم القانون إضافة إلى أنها مراقبة بدقة من الكونغرس'.
يذكر أن محكمة مصرية أدانت الشهر الماضي 43 مصريا وأجنبيا يعملون في منظمات غير حكومية بتهم استخدام التمويل الأجنبي في إثارة القلاقل في البلاد. وعبرت واشنطن والأمم المتحدة عن قلقها إزاء هذه الأحكام.
ويعتقد أغلب خبراء الشرق الأوسط أن دفع واشنطن للديمقراطية في مصر يهدف لشراء الولاءات أكثر من نشر حقوق الإنسان والحكم الرشد.
ويقول روبرت سبرينغبورغ الذي قيم 'برامج ديمقراطية' الخارجية الأميركية في مصر إن 'تمويل الساسة معضلة'، ويتابع إنه ' لا يمانع في إدارة برنامج لمراقبة الانتخابات أو تطوير قدرات وسائل الإعلام التابعة لأحزاب سياسية، ولكن منح الكثير من المال للسياسيين يثير تساؤلات كثيرة'.
ويرى بعض المصريين أن واشنطن خارج السياق بإرسالها أموالا عبر 'برامجها لدعم الديمقراطية' في الشرق الأوسط لمنظمات يديرها ساسة.
ويقول الباحث المستقل عصام نظامي إنه بدلا من دعم الديمقراطية والوصول للشعب المصري، اختارت واشنطن مسارا 'غير أخلاقي'.
وخلص إلى أن الأميركيين يعتقدون أن باستطاعتهم خداع الناس في الشرق الأوسط، وتابع أن الأميركيين 'كانوا عدائيين ضد الشعب المصري الذي لا يملك سوى النية الصادقة تجاههم'.