11 مايو 2013

ادم بين التوراة والقران - بقلم عبد الله الزق *


تتساقط الدلالات التوراتيه على التفسير الاسلامى فيما يتعلق بكثير من الاحداث والمفاهيم ومن بينها مفهوم ادم فى الدين حيث كانت الدلالات التوراتيه سائده ومهيمنه وفرضت نفسها على الفهم الاسلامى سواءا فى التفسير او غيره من الكتابات التاريخيه
حصل هذا وشكل لنا ازمه بسبب اختلاط المفاهيم التوراتيه وظاهر النص القرانى او منهجيته حيث شكلت ظاهرة الاسرائيليات مشكله كان من الصعب على المسلمين ان لا يتاثروا بها
فادم فى التوراه وما علق فلا الاذهان بفعل سطوة الفكر اليهودي المستمد اصلا من خليط من الاساطير البابليه وغيرها هو اول الخلق البشري فى الوجود بينما كان يعيش فى الجنه سقط على الارض بفعل الاغراء الشيطانى الذي لم يصمد فيه ادم فاكل من تفاحه الشجر المحرمه عليه وربما اسهمت حواء مع ابليس فى هذه الخطيئه لتترك اثرا سلبيا على تصور الجنس البشري لدور حواء وتسكنها النفس الانسانيه فى داخلها كحيه وليس كحياه لتحمل السمه السلبيه فى التاريخ
هذا التصور الذي خلقته التوراه عند المسلمين لم يكن هو التصور الذي يراد للمسلمين ان يعتقدو به ولا منهج القران يريد ان يتأسس عليه الوعى الاسلامى
اذن ما هو ادم فى المنهج القرانى
يمكن الاطلاله على الامر من خلال جمع كل الايات وقراءتها فى سياقاتها الطبيعيه كوحده مفهوميه شامله لنرى ادم القرانى يختلف تماما عن ادم التوراتى
ادم التوراتى هذا هو وحده يتحمل المسؤوليه عن هذا التناقض المر بين العلوم فى تطوراتها وبين القصه التوراتيه الغبيه الجاهله
اذن ادم التوراتى هو الذي احدث بدوره هذه الازمه النكده بين الدين والعلم حيث لم يصمد الوعى الدينى امام العلم وتطوراته فسقطت الرؤيا الدينيه لصالح تطورات العلوم والبحث التاريخى بينما كانت تطورات البحث العلمى تعلن انتصارها وللاسف لا على التصور اليهودى التوراتى وانما على الدين كله
فهل يتحمل الاسلام مسؤوليه الهزيمه الدينيه ام ان الوعى المنهجي لقصه ادم القرانى تكشف مدلولات ادميه اخرى تجعل النظريات العلميه نفسها فى قفص الاتهام وليس الاسلام بينما تطرد ادم التوراه من الفهم الدينى كله وتحيله الى مرحله الفهم الاسطوري المنتى فاعليته
ادم فى الرمزيه الدينيه هو من طين حيث نفس العناصر الكونيه موجوده فى ادم بينما النفس الادميه كغيرها من نفوس الكائنات الحيه جزء من تركيبة العالم المادي الذي تحول الى نفخه الحياه التى تميز كل الكائنات الحيه عن الاشياء الماديه التى لا حياه فيها فالنفس هنا ليست الروح وعند الموت لا تخرج الروح كما يشاع خطأ ولم يقل محمد والذي روح محمد بيده وانما نفسه كما ان الايه القرانيه قالت ياايتها النفس المطمئنه ارجعى الى ربك راضيه مرضيه
ادم اذن كائن حى كأى كائن حى يتنفس ويعيش ويلبي رغبات النفس الادميه كاى حيوان اخر او حتى نبات اخر
ادم هذا الكائن الحى قرر الله فى لحظة من لحظات تطوره البيولوجى والعقلي تكليفه بمهمات الخلافه على الارض والخلافه هنا عن الله وبالتالي كان لادم ان يمنحه الله من روحه هو ما يجعله قادر على مهمه الخلافه عنه اذن كان الحديث عن ادم فى احد لحظاته مع الملائكه لم يكن عن طبيعة خلقه ولا زمنيه هذا الخلق وانما كان الحديث عن التكليف والمسؤوليه وهى عمليه فارقه ومهمه فى نفس الوقت فالخلق الادمى قد تم قبل الجعل الادمى التى تتحدث عنه الايه الكريمه ( اذ قال ربك للملائكه انى جاعل ) ولم يقل انى خالق (فى الارض خليفة قالو اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) وكلامهم صحيح فى لحظات زمانيه موغله فى القدم كانت الملائكه تعرف ادم ككائن حى متوحش يسفك الدم ولا يعرف سوى لغة الغابة فى الحياه حيث لا تستقيم هذه اللغه مع لغة العدل فى الارض والبناء فيها ونشر قيم الحريه وخلق القانون المجتمعى مما يحدث الفساد فى الارض كما فهمت الملائكه بينما كان الرد الالهى انى ( اعلم ما لا تعلمون )
ادم اذن فى التصور القرانى ليس الانسان الاول فى الخليقه ولكنه المكلف الاول بالنبوة وتحمل مسؤوليه الخلافه عن الله بما احدث فيه خلقيا وخلقيا وعقليا ما تهيأ له القدرة على تقبل النفحه الالهيه كجزء من روح الله
الخلق الادمى اذن جاء قبل الجعل الادمى (خلقك فسواك فعدلك فى اي صورة ما شاء ركبك )فالخلق لا نعرف س ر اللحظه الزمنيه التى جاء فى اطارها بينما الجعل هو بالتاكيد تطور عبر صيرورة زمنيه ربما احتاجت الى قرون او مئات القرون او الافها وربما الملايين لا ندري ولكننا سنترك للعلم تحديد كم من الزمن احتاجها ادم فى عمليه التطور منذ بدايات خليقته الى تهيأة جسده لتحمل المسؤوليه التى سيلقيها الله عليه وهذا يعنى تطورات نوعيه على صعيد النفس والعقل والجسد (فسواك فعدلك)و (حتى اذا سويته ) فما بين لحظه الخلق ولحظة التسويه كان ادم يعيش حياة اي حيوان يسفك الدم ويفسد فى الارض وهى مناط الاحتجاج الملائكى او الاستفسار الملائكى من الله عن مبررات المسؤوليه الادميه وليست مبررات الاحتجاج على الخلق (اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) (قال انى اعلم ما لا تعلمون ) اذ ما لا يعلمه الملائكه هو الامكانات الادميه الجديده على صعيد التخلق الجسدى عبر الاعتدال والتسويه والتركيب القادر على احتواء الروح الالهيه فى داخله
كانت الملائكه يحترمون انفسهم فصبرو الى ان انكشف الامر امامهم على ادم الانسان القادر على الوعى بجوهر الاسماء وليس الاسماء كمفردات اذ لا يعقل ان ادم كان لديه العلم بكل مفردات الاسماء وبالتاكيد فان الملائكه تعرف بعضها
لكن الفارق هنا فى المعرفه هى القابليه للتطور المستمر والمتراكم عبر الارتكاز على بديهيات العقل وهى ميزة مهمه من اجل ان يتحمل المسؤوليه التى سينوء عن حملها كل مفردات الوجود
اذم من حيث الخلق كان من طين بينما كانت الملائكه ارفع شانا منه من حيث الماده المكونه لخلقها الا انها لاحظت ان ادم ارفع شانا من حيث الطارئ عليه وهى الروح التى هى ارفع شانا من الطين والنار والنور بينما ادركت سر التمايز مجموعات الملائكه فشل ابليس فى الاختبار ونظر النظره الماديه لمكونات الخلق فراي بمنطق المرجعيه الذاتيه ان ناره المخلوق عبرها ارفع من طين ادم فرفض السجود وتمرد على الامر الالهى بينما كان ادم يتهيأ لممارسه دوره الانسانى بعد ان كان بشرا قبل الولوج الروحى فى كيانه
فاذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعو له ساجدين
المهم ان هناك ادم التوراتى الذي سقط فى اختبار التطور العلمى بينما كان ادم القرانى ينظر بنور المنهج القرانى على النظريات العلميه وهى تتجادل ظنياتها بعيدا عن انسانيته دون ان يمسه طائف من النقد او النقض
*مناضل فلسطينى امضى 20 عاما في سجون الاحتلال الصهيونى ولعائلته تضحيات غزيرة

دور الدولة الغائب والصندوق يخرب اقتصادنا - بقلم عامر عبد المنعم


أخطر ما تواجهه مصر في معركة النهوض الحضاري، هو تغييب دور الدولة في عملية التنمية، والاستمرار في السير في ذات الطريق الذي تسبب في انهيار الاقتصاد المصري خلال العقدين الماضيين.
لا يمكن أن تنهض مصر بالاعتماد على الخارج، أو بالخضوع لمؤسسات التمويل الدولية، أو بالاستثمارات الأجنبية التي تعمل لأهداف ليست في صالح استقلالنا ونهضتنا، أو حتى من خلال دائرة ضيقة من رجال الأعمال المرتبطين بدوائر خارجية، وستفشل أي تجربة لا تعتمد على الدور الرئيسي للدولة كمحرك وموجه لعملية التنمية.
ما تعاني منه مصر من أزمات اقتصادية متنامية يرجع لاختفاء الدولة وغياب الحكم الذي يقف أمام الهجمات العابرة للقارات التي تعمل على استمرار الهيمنة الخارجية على مقدراتنا واستنزاف ثرواتنا، والقضاء على أحلامنا.
ونفس الخطأ نراه في اتجاه صناع القرار إلى الشرق بذات التفكير وفتح الأبواب للصين وغيرها بدون ضوابط، الأمر الذي قد يتسبب في كوارث أكبر مما نعاني منه الآن، فالمنتجات الغربية نوعية بينما المنتجات الصينية شاملة وتقضي بلا شك على كل صناعة وتكتسح أمامها أي محاولة محلية للمنافسة على الأرض المصرية.
ما وصلنا إليه من شل يد الدولة والسعي المتواصل لإلغاء وجودها وجعل صناع القرار يعتمدون على اقتصاديين مرتبطين بشكل أو بآخر بمؤسسات التمويل الدولية سيؤدي بنا إلى الدولة الفاشلة التي يخطط لها من لا يريدون خيرا لمصر.
للأسف، ورغم ثورتنا المجيدة لازال لوبي صندوق النقد والبنك الدولي، يعمل كي نضع رقابنا تحت مقصلة القوى الدولية التي تستخدم المؤسستين الماليتين لاستمرار السيطرة على بلادنا. هؤلاء يروجون إلى أننا مضطرين للخضوع للصندوق من أجل الحصول على شهادة بحسن السير والسلوك، رغم أن الصندوق والبنك كان لهما الدور الأكبر في تدمير الاقتصاد المصري خلال العقدين الماضيين من خلال سياسات أفضت إلى إضعاف دور الدولة وإبعادها عن توجيه الاقتصاد الوطني وفرض سياسات شجعت على إيجاد نموذج رأسمالي مستنسخ من الرأسمالية الأمريكية المتوحشة، التي جعلت المواطن المصري يعيش في معاناة متواصلة لا أمل في الخروج منها إلا بالثورة.
فالدولة باعت المصانع والشركات وبددت ممتلكات الشعب، في وقت لم يكن في مصر رأسمالية وطنية تحافظ على مقدرات البلاد، فدخلت شركات لها أغراض أخرى، وصار البعض وكلاء لشركات دولية احتكارية تحارب الصناعة الوطنية، وواجهات لا تعمل من أجل صالح مصر وشعبها، فضاع القطاع العام وتشرد العمال، وأغلقت المصانع وتم تفكيك الآلات وبيعت أراضي المصانع في عملية فساد رهيبة.
هذا التخريب المخطط أنهى دور الدولة فضاع المواطن البسيط، وسقطت الطبقة الوسطى في براثن الفقر، واختل المجتمع فتفشى الفساد، وضاعت القيم وانهارت قلاعنا الصناعية الواحدة تلو الأخرى وتفكك المجتمع وأصبح الفقر هو السائد. 
ومع تجريد الدولة من ممتلكاتها ضربها الفقر، وتخلت عن دورها في التوظيف فتعطل الشباب المتخرج من الجامعات بالملايين، وتخلت الدولة عن دورها في بناء المساكن، فظهرت مشاكل الإسكان والذي ترتب عليه توقف قطار الزواج فزادت العنوسة والعزوبية، وظهرت مشاكل اجتماعية بالغة التعقيد.

يا سادة: قروض صندوق النقد والبنك الدولي ليست مجرد قروض بفائدة بسيطة كما يحلو للمروجين، إنما هي منظومة جهنمية تعمل على استبعاد الدولة وإنهاء دورها وعزلها، وصناعة قطاع خاص جشع مرتبط بالخارج، لا هدف له غير الربح، يدوس في طريقة القيم والمواطنين، ويدمر الحاضر والمستقبل.
وهذا الخلل في بوصلة الحركة إن لم يتم تصحيحه، فإن ما يتصوره البعض من فرص سيتحول مع الوقت إلى إخفاقات، وتجارب فاشلة لن تزيد أوضاعنا إلا سوءا.
لدينا امكانات هائلة، وفرص حقيقية، ولكن الأمر يحتاج إلى عقول ذكية فاهمة وقلوب مخلصة، تعمل على استعادة دور الدولة الغائب وتسخير الاقتصاد لخدمة المواطن وليس تسخير الدولة والمجتمع من أجل المستثمرين الأجانب والشركات الدولية العابرة للقارات.

---------------------------
رئيس تحرير جريدة الوادي



عالم مضطرب- بقلم الدكتور مهند العزاوي*


يدخل العالم اليوم منعطفا حاد في السلوكيات والمسالك , وتتعاظم فيه حرب العقائد والأفكار والحروب الخاصة , وأضحت العقيدة المحورية الحاكمة التي تسيير النسق الدولي هي الفوضى المركبة وشن الحروب , التي تنسف منظومة القيم وتنحر القانون الدولي , وتمزق النسق الدولي وتهدم المصالح الدولية المشتركة , وقد اثقلت المدرسة الواقعية العالم بحزمة من الازمات والظواهر المركبة الزاحفة , ويطلق عليها معتنقيها بـ (التحديات) في توصيف مجامل للفشل المروع العابر للفلسفة المثالية المعتمدة على التنظير والتخطيط والتنظيم والتنفيذ المسؤول , وأصبح العالم كلوحة الشطرنج المضطربة , تتحرك فيه البيادق بلا خطط , وتختلط فيه مصالح الكبار مع رغبات التنظيمات المسلحة , وتزدحم حرب الافكار بسلوكيات وممارسات متشددة شاذة , تصل لخوض حرب الفناء البشري كما تشهده لوحة الشرق الاوسط , من حروب ونزاعات ذهب ضحيتها ملايين البشر , وكان للعالم العربي الجزء الاوفر منها في حروب التفكيك المجتمعي والقصف بصواريخ بالستية ذات رؤوس طائفية .
الحروب الخاصة
يشير الفكر السياسي الغربي الى ان المصالح هي العامل المشترك في رسم السياسات وقولبتها بقانون حاكم يضبط ايقاع النسق الدولي , وفي تداعيات المدرسة الواقعية التي نسفت هذا ألفكر نجد التحول الافقي من المصالح المشتركة للدول والمصالح الحاكمة للدول الكبرى الى مصالح الافراد كرؤوس اموال والشركات القابضة المتعددة الجنسيات لمؤسسات فرعية , وأضحت خلال العقدين الماضيين هي السمة الاساسية في التعامل الدولي , وتتنافس القوى الكبرى والدول المتمركزة الفاعلة , ضمن (سياسية الوصول) وفقا لتلك السمات الفرعية , والتي لا ترتبط بالقيم السياسية والتنظيم والتخطيط الاستراتيجي , وتمارس الدول الفاعلة استراتيجية (الاقتراب الغير مباشر والحروب الخاصة) عندما تنهك القوة او تتجنب زج قدراتها في رقعة معينة او تصدير ازماتها الى الخارج , حيث تقوم باستخدام وكيل محلي او اقليمي ليشن الحرب بالوكالة او اشغال تلك الرقعة بالنزاعات والحروب الاهلية (الحروب الخاصة) , لكي تديم مرجل العنف والإرهاب والقتل الذي يحقق وصول آمن بدون استنزاف للقدرات , وبنفس الوقت يحقق هوس الأفراد والشركات بالولوج السريع لبيع منتجاتها للإطراف المتحاربة , المتعلقة بالسلاح والتجهيزات والإعلام والاستشارات والسيارات ..الخ , وبذلك لابد من اختيار رقع جغرافية تمتاز بالكثافة السكانية والحيازة المالية والثروات لتصنع مسارح الحروب الخاصة فيها .
العالم العربي انموذجا
ليست صدفة ان يكون العالم العربي برمته هدفا متحولا بين الدول الفاعلة التي تعتمد فلسفة التاثير والإخضاع والتدمير والتمزيق , بدلا من الاستقرار والتلاقح الحضاري والمصالح المشتركة والازدهار والانجاز القيمي والذي تدعو اليه المدرسة المثالية , وخضعت الدول العربية خلال العقدين لشهوة رؤوس الاموال الحاكمة بالعالم , وشركاتها وأمزجتها , كما وشيطنت وسائل اعلامها ومراكز دراستها الانظمة الشعوب لخلق العدو وصناعة الارهاب العابر للإنسانية والتماسك المجتمعي , بل وذهبت لترسيخ فلسفة ((اصنع الارهاب وتاجر بالأمن القومي)) الذي تخطت عائداته ارباح النفط والذهب في عالم عربي اعد كمسرح للحروب الخاصة كالعراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين والكويت والسودان ومصر والصومال واليمن وليبيا والجزائر , ولا يمكن القول انها صدفة بل انها صناعة متأنية دقيقة الاستهداف , وجميع تلك الحروب تعتمد على لاعب شرير او بلطجي سياسي متسلح بفيروسات التفكيك الطائفي لترسيخها في عقول المجتمعات الافقية وفق اساطير وهمية دينية وطائفية تديم مرجل الحروب الخاصة في بلداننا العربية .
تتسم خارطة العالم العربي بكثرة الرقع الحمراء , وتتعالى فيها نزعة الحروب الخاصة والتنظيمات المسلحة والمليشيات , وذهبت المدرسة الواقعية بفشلها المزمن , والانتهازية الفردية الى تصدير التنظيمات الارهابية والمليشيات بجيوش من الجهلة والقتلة المتخمين بها برايات مختلفة الى سدة السلطة , في عدد من الدول العربية ومنها العراق ولبنان .. الخ , وبذلك صنعت مسارح للحروب الخاصة لمائة عام بين تنظيم طائفي مسلح متخلف وبين شعب مسالم متحضر يطمح بدولة عصرية , ويدور في فلكهم حفنة من الانتهازيين والمتفوهين , والجهلة وأنصاف المتعلمين ليشكلوا حاشية نفعية لهذا العالم الارهابي , الذي اصبح ((يصنع الارهاب ويديم موارده لأجل الحفاظ على مكاسب فردية فئوية يمكن وصفها بطائفة السلطة )) , ولعل العراق انموذجا حيا طازجا يؤكد بعد عشر سنوات انه (( بلد يعج بالمليشيات والتنظيمات المسلحة والوافدة منها , وتنتشر فيه السجون كتجارة مربحة يكون وقودها المجتمع والأبرياء تحت مسمى ((مكافحة الارهاب)) ليجعل من العراق متصدرا لقوائم الفشل الدولي , ومطلقا للصواريخ البالستية ذات الرؤوس الطائفية الى جواره العربي .
*مفكر عربي

هل أخطأ الأمريكيون في فهم الإخوان المسلمين - الدكتور عادل عامر




أن التزام الإخوان المسلمين بالعملية الديمقراطية لم يترجم أبدًا نحو الالتزام بالتقاليد الديمقراطية أو الليبرالية المتعارف عليها، وفي حين تجنب الإخوان، قبل الثورة، مواجهة الفجوة بين مفهومهم للشريعة والديمقراطية، فإنهم بعد وصولهم للحكم أصبحوا مطالبين بتوضيح نواياهم الحقيقية، وبيان موقفهم من الآراء المخالفة لهم. أن هذه المعادلة تحتاج لوقت حتى يخرج هذا التحالف بالنتيجة المطلوبة لإسقاط الإخوان جماهيريا كما أن الغرب لن يغير دعمه للإخوان طالما أن الاستقرار متوافر إلا أن الأزمات الكبيرة كالأزمة الحالية والتي قد تكثر مثيلاتها في مصر هذه الفترة بحكم ظروف المرحلة الانتقالية قد تعمل على اختصار هذا المشهد وحرق مراحله بحيث تعجل من اصطفاف المعارضة العلمانية مع الفلول بدعم المال والإعلام الخليجي والإسرائيلي في خندق واحد للإطاحة بحكم الإخوان وإحراج الغرب لتغيير موقفه – كما في تحفظاتهم على الإعلان الدستوري – فهذا الاستعجال الذي قاد لمثل هذا التخندق الذي اتضح للجميع أن سببه الحقيقي هو العداء الدفين للتيار الديني المتمثل بالإخوان المسلمين هذه المعادلة سترغم الإخوان قصرا على إعادة حساباتهم المتعلقة بأركان الحكم ! فإن كان تشبثهم بأمريكا وتنازلاتهم للعلمانيين على تواضع حجمهم في الشارع سيؤدي لخسارة الشارع نفسه بالنهاية فلم السير على هذه الطريق منذ البداية ؟ كما أن الأزمة الحالية قد علمت الإخوان أن التيار الديني من الحركات السلفية والدعوية هو الركن الركين والحليف الشعبي الاستراتيجي الذي يجب ألا تفرط به بعد وقوفه لجانبها في هذه الأزمة التي ميزت شكل الخريطة السياسية النهائية للقوى بعد الثورة فهو صراع تياران لا ثالث لهما تيار علماني يستقوي بالخارج وتيار ديني يعيش في محيط إقليمي رافض له كسلطة ومحيط دولي يتربص به الدوائر ..

أن الولايات المتحدة لم تخطئ بالعمل مع حكومة الإخوان المسلمين المنتخبة، وأنها رفضت التماهي مع الدعاية المعادية للإسلاميين، وهو ما كان سينتج آثارًا سلبية، وفقًا للكاتب. كما وجه رسالة للأكاديميين وصانعي القرار الأمريكيين بضرورة مراجعة فهمهم للإخوان المسلمين وفقًا للمتغيرات الجديدة، فإذا كانت مصر قد تغيرت، فإن الإخوان تغيروا بنفس القدر، وهو ما يتوجب على الباحثين مراعاته.اليوم تعاني حركة الإخوان المسلمين من هجمات غير مسبوقة ومحاولة الإطاحة بهم وإظهارهم بأنهم لا يستحقون ذلك التوجه المساند لهم لجعلهم مرجعية السنة في العالم، ورغم فوزهم بانتخابات حرة في مصر وتأثيرهم في تونس وليبيا وكذلك تواصلهم مع الثوار في سورية، على الرغم من كل ذلك إلا إن عدم تفاهمهم مع حكومات دول الخليج التي تمثل جزءاً تاريخياً مهماً في المرجعية السنية يمكن إن يؤخر استحقاقهم لقيادة المرجعية السنية التي يحتاج إليها أهل السنة اليوم أكثر من إي وقت مضى.

للان الإخوان فاعل "ديمقراطي" إلا أنه ليس "ليبراليًّا": خلال السنين التي تلت عام 2000، أصبح للإخوان سجل بعمر عقدين، من المشاركة في الانتخابات الوطنية، والنقابات، بالإضافة إلى الانتخابات الطلابية. وكان الإخوان قد عملوا على إنتاج تبرير أيديولوجي لقبول الإجراءات الديمقراطية، بل وتبنيها أيضًا، وبدا أن الجماعة قد بذلت ما في وسعها لإظهار التزام الجماعة بالعملية الديمقراطية في ظل غياب فرصة فعلية للفوز في الانتخابات أو الوصول للحكم. وبطبيعة الحال؛ ساهمت خبرة الإخوان في تطوير ماكينة انتخابية فعالة جاهزة للتشغيل وقتما حانت الفرصة، وهو ما ظهر بشدة في المناسبات التصويتية المختلفة.

• التمييز بين الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة: إذ يعتبر الكاتب أن الجمع بين الإخوان المسلمين والسلفية الجهادية في سلة واحدة يعد خطأ تحليليًّا ذا تبعات سياسية؛ إذ تنتهج الأولى أيديولوجية مختلفة، ومفهومًا مختلفًا لموقعها داخل المجتمع المصري، إضافة إلى رؤية إستراتيجية مغايرة، فضلا عن اختلاف قاعدتها الجماهيرية، وامتلاكها تفسيرات أكثر اعتدالا للمفاهيم الخلافية ق"الجهاد" و"التكفير"، علاوة على رؤية مختلفة حول شرعنه العنف.

• ظهور مجموعات شبابية من الإخوان المسلمين: وهي مجموعات أكثر انفتاحًا قامت بالتدوين والانخراط في التفاعليات المعارضة لمبارك، وفتحت المجال للمناقشة في الجماعة، وهي في الأغلب مجموعات صغيرة، غادر أغلبها الإخوان قبل الثورة مثل إبراهيم الهضيبي، وعبد الرحمن منصور، ومصطفى النجار. وفي حين تم انتقاد "لينش" نفسه لعقده لقاءات مع تلك المجموعات باعتبار أن ظهورهم ما هو إلا مناورة دعائية من الإخوان، إلا أنه كان محقًّا بشأنهم.إن عدم قدرة الإخوان المسلمين على التكيف مع الواقع الجديد بعد الثورة، إلى ما أشرنا إليه سابقًا من وجود فصائل وانشقاقات داخل الجماعة؛ إذ تعرضت الجماعة في أعقاب انتخابات مجلس الشعب 2005 التي حصل فيها الإخوان على 88 مقعدًا لحملة قمعية اعتُقل فيها قيادات من الجماعة وصودرت أموالهم. وأدت هذه الأحداث إلى تصعيد الجناح المحافظ داخل الجماعة الذي يفضل الانخراط في الجوانب الاجتماعية والعمل الدعوي على المشاركة السياسية، وهو ما انعكس في استبعاد كل من عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد حبيب من مكتب الإرشاد لصالح التيار المحافظ، وتبع ذلك عدة انشقاقات عن الجماعة من التيار الإصلاحي. وعند قيام الثورة كانت شخصيات قيادية وشبان أكثر انفتاحًا وحكمة واعتدالا في الجماعة قد انفصلوا عنها، أو خضعوا للقيادة المحافظة التي هيمنت عليها شخصيات حذرة متشككة بشكل مرضي ومتصلبة أيديولوجيًّا وقليلة الخبرة بشأن بناء شراكة متخطية للأيديولوجية، أو التوصل لحلول توافقية، ويتساءل الكاتب عن كيفية إدارة الجماعة للثورة وما بعدها من أحداث لو كان التيار الإصلاحي أمثال أبو الفتوح وحبيب هم المهيمنون على تكوين مكتب الإرشاد بدلا من الشاطر وبديع. أن هناك مزيجًا غريبًا من البارانويا والغطرسة تسود الجماعة، فضلا عن اعتقادها الدائم بالتهديد، وأن هناك مخططات لإفشالها داخليًّا وخارجيًّا، وهو ما يتفق وطبيعة خبرة الحرس القديم المهيمن على مكتب الإرشاد، وهو ما ينذر بنتائج كارثية للوضع السياسي المضطرب في مصر.وحين زار الرئيس الأمريكي باراك أوباما القاهرة عام 2009 أعلن عن بداية جديدة للعلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي، كما أكد دعمه للتحولات الديمقراطية ومساندته للحلم العربي في قيام حكومات تعكس إرادة الشعب، منذ ذلك التاريخ توقفت آلة الدعم الأمريكي لحلفائها في العالم العربي، وقد التقطت الشعوب العربية بقايا أحلامها وجسدتها عبر ما أصبح يعرف لاحقا بالربيع العربي.

اليوم تتشكل مرجعية سياسية سنية يقودها الشارع العربي، وقد نجحت حركة الإخوان المسلمين، بما لديهم من تاريخ سياسي طويل، نجحت في فهم أصول اللعبة الدولية كما أنهم نجحوا في خلق أجواء ايجابية عنهم لدى القوى العالمية من أجل إن يصبحوا ممثلين للتيار السني في العالم.

وإذا كانت المرجعية الشيعية عند تشكلها في آخر السبعينيات من القرن الماضي لم تجد تيارات إقليمية ومحلية قوية تقف ضدها لأسباب عديدة لا مجال لاختصارها في هذا المقال، فان مرجعية الإخوان المسلمين على عكس ذلك تجد عداءً كبيراً من قبل تيارات حاكمة تقليدية كانت تملك بعض خيوط تلك المرجعية تساعدها على البقاء بالحكم وكذلك تيارات طائفية لا تعجبها توحيد المرجعية السنية خوفا على مكاسبها التي تحصلت عليها.ولعل اكبر التحديات هي ما نراه اليوم من مساندة روسيا للطائفية السورية خوفا من توحيد المرجعية السنية التي ستدعم الجمهوريات الإسلامية المعادية للروس والتي كانت ضمن الدولة السوفيتية القديمة، من أجل ذلك يلاحظ المراقبون اليوم توحيد جبهات عدة وأحيانا متناقضة من أجل الهجوم على تيار الإخوان المسلمين وعلى عكس ما هو متوقع، فلم تُهاجم الحركة وهي ضعيفة دون سلطة كما تهاجم اليوم وهي قوية تملك السلطة.

إن التوجه العدائي الظاهر والذي برز بشكل مفاجئ من بعض دول الخليج تجاه حركة الإخوان المسلمين وإظهار الحركة كغول يحاول افتراس دول الخليج والإطاحة بمكتسباتها، هذا التوجه ليس في صالح دولنا الخليجية، وعلى قادتنا التعمق في فهم السياسة البراغماتية الأمريكية التي أصبحت ترغب في التعامل مباشرة مع ممثلي الشعوب من اجل ضمان مصالحها.

10 مايو 2013

التعري النضالي ورهاب التعري بقلم الدكتور رافد علاء الخزاعي





التعري النضالي ورهاب التعري
(نضال الأجساد العارية من اجل وهم الحقيقة العارية)

إن للجسد قيمة مادية واضحة للعيان لا يختلف عليها اثنان من خلال التعريف القانوني والاجتماعي والاقتصادي وهذه تضمن حقوق للجسد ضمن المنظومات القانونية والاجتماعية والأخلاقية والجسد المضني يسقط واقفا عند مغادرة الروح التي تسكنه وتحركه من خلال ما تسمى الحياة التي نعيشها فيذبل هذا الجسد سريعا ويتسارع من حوله لدفنه وبعضهم يحرقه ليحوله رمادا تذريه الرياح وبعضهم يرميه في البحر ليكون طعاما للأسماك وبعضهم يحنطه ليجعله خالدا كتحفة أثرية تضاف لتماثيل المتاحف الحجرية والخشبية والمطاطية وبعضهم يتبرع به كقطع غيار للأجساد المتعبة الأخرى لتبث فيها الحياة من جديد وهكذا يعيش الانسان جدلية عشق الجسد والروح معا فكم من جسد جميل تقوده روح بذيئة وكم من جسد ذميم تلبسه روح جميلة تضفي عليه أبهة وجمال أخاذ يحتل العقول قبل الإبصار.

لقد شكل حرية الجسد ضمن حلقات نقاش الفلاسفة والأخلاقيين محور أساسي لولوج الحرية الشخصية وقوانينها وقد اتخذت منه المرأة بابا أساسيا للحرية الشخصية ضمن قوانين مكافحة الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي وحرية الإجهاض ولكن أضيف لها تحدي أخر هو استغلال الجسد كوسيلة تعبيرية ضد الظلم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي من خلال اعتبار الجسد لافتة جاهزة للشعارات المناهضة للعنف والاحتلال والديكتاتورية والظلم السياسي والاجتماعي.

لقد عرف التاريخ أنواعا وإشكالا مختلفة من الاعتراض والنضال،ابتدأ من الكلام الخطابي حتى الكفاح المسلح والدخول في حروب أهلية، لكن الألفية الثالثة فرضت نوعا جديدا من النضال والاعتراض الذي ابتدأ مع الربيع العربي بحركة الشهيد "ألمحمد بوعزيزي" في تونس الذي ابرم النار بجسده لتندلع ثورة عربية عارمة امتدت من تونس ولا تعرف أين ستنتهي ،لكن حالة الاعتراض الجسدي التي انتهت بالعري النضالي أو ما يسمى جهاد الصدور العارية ,أن التعري من اجل هدف سياسي بحاجة إلى وقفة ودراسة الظاهرة من كل جوانبها العميقة.

إن استغلال الجسد كلوحة فنية أو صورة معبرة بدأت منذ الخليقة عبر الوشم والرسوم على الجسد للإغراض الجمالية أو العبادات الدينية وايضا شمل وشم العبيد لتحديد الملكية للأجساد مثال الوشم على الحيوان فهو أكثر شيوعاً ويكون لأغراض تحديد الهوية أو المالك لهذا الحيوان وقد استمر وشم العبيد في أمريكا لبداية القرن الثامن عشر وهي ظاهرة ممتدة من القوانين الرومانية بوشم العبيد الذين يتم تصديرهم يوشم عليهم عبارة "الضريبة مدفوعة"، وكذلك من الممارسات الشائعة على العبيد، الوشم على جباههم عبارة "أوقفوني، أنا هارب"..

وقد اتخذ العاشقين الجسد كوسيلة عن التعبير للحب الأبدي عبر وشم اسم الحبيب أو الحبيبة أو بعض القصائد والإشعار والأغاني وتكثر هذه الظاهرة عندنا في السجون وفي الغرب عند البحارة وعند الجنود في أوقات الحروب وذلك لغرض التعرف على هويتهم في حال الغرق أو الاستشهاد وهي شعور إحباطي لدى السجين أو البحار أو الجندي بالأمل بالحرية أو العودة سالما من الحرب وقد كان للوشم سبب في إعطاء الحرية وتخليص جندي هارب تنفيذ حكم بالإعدام من خلال وشم صدره وظهره بصورة صدام وقد احتار المنفذون للإعدام بالرمي على الجندي بل على صورة الطاغية الموشومة على جسد الجندي الهارب مما اجل إعدامه وبعدها حصل على عفؤ خاص لتخليده صورة الطاغية على جسده.

وهكذا ارتبط الوشم والتعري كوسيلة تعبيرية للنوع الاجتماعي أو الإنساني وهي انتهاك للحقوق الجسدية الذي كرمه الخالق ببث الروح الإلهية لبث الحياة في هذا الجسد الذي كرمه على جميع مخلوقاته وقد نجح التعبير ألقرائني في سورة الأعراف في تبيان هذه الصورة الجدلية للحياء الجسدي (فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ).

وهي صورة تعبيرية عن الحياء الجسدي للتعري واتخاذ ادم وحواء ورق الشجر للتستر وهذا أيضا يتطابق مع فرضية علماء الإنسنة (انثروبولوجيا, علم تاريخ الإنسانية الاجتماعي)) منطقيا أن البشر يعيشون أصلا عراة، دون ملابس، كوضع طبيعي وأن تكييف جلود الحيوانات والنباتات إلى أغطية لحماية اللابس من البرد والحرارة والمطر، وخصوصا إن البشر هاجروا إلى مناخات جديدة ,او تكون الملابس قد اخترعت أولا لأغراض أخرى، مثل السحر، الديكور، والعبادة والتميز.

وكان قدماء اليونانيين يمارسون الرياضة وهم عرايا. واصل كلمة "جمنازيوم" (ملعب) هو "تدريب العرايا". لكنهم، اقتصروا ذلك على الرجال فقط ومنعوا النساء حتى من المشاهدة. وتوضح بقايا رسوم أول العاب اولمبية، قبل ثلاثة آلاف سنة، مصارعين وملاكمين يتنافسون وهم عرايا.

وكان تعرى قدماء اليونانيين جزءا من عباداتهم ("كما خلقني الإله"). وكانوا يقدمون جوائز الألعاب الأولمبية داخل المعابد للفائزين وهم عرايا.

ليس هناك أي دليل مباشر على ومتى وكيف وضعت الملابس لأن الجلود ألحيوانيه والنباتية مواد تتحلل بسهولة ولكن الدراسات الحديثة للقمل توحي بأن الملابس قد أصبحت شائعة في المجتمع البشري نحو 72000 سنة مضت. ويعتقد بعض علماء الإناسة إن الإنسان البدائي وحتى الإنسان القروي قد يكون استخدم جلود الحيوانات كملابس ربما لملايين السنين أو أكثر. ولكنه ليس من الواضح في إي مرحلة أصبح الحياء فيما يتعلق بالتعري جزءا من العادات والأعراف.

العري يختلف الكثير في تعريفه نظرا للفهم الديني أو العرف الاجتماعي أو البيئي ولكن الجميع يتفق على هو عدم ارتداء الملابس وأحيانا يستخدم للإشارة إلى ارتداء ملابس أقل بكثير مما كان متوقعا من قبل ثقافة معينة، وبخاصة في فضح الأجزاء الحميمة من الجلد عارية واستخدامات مماثلة، والتعري الكامل الأمامي يعني عدم ارتداء الملابس والتي تواجه المراقب تبين منطقة العانة.

"عاري"، "عارية"، و"تجريد"، وعبارات أخرى لها نفس المعنى والهدف (أي التي لا تغطيها الملابس)، ولها مدلولات مختلفة ذاتية، وجزئيا اختلاف علم أصول الكلام.

الكلمة الإنجليزية (بالإنجليزية: Nude) أصلا كان معنى "سهل، عارية، غير مزين" بمعنى أوسع عندما أدخل إلى الانكليزية منnudus اللاتينية، في الأصل بوصفه مصطلحا قانونيا معنى "لا يدعمها دليل"، منذ 1531؛ استخدمت في وقت لاحق فني كنايه عن التجرد ألبدني في 1631.

إن الرسومات الأولية لأدم وحواء كانت تظهرهم عرايا تماما (أول رسم لا يزال باقيا رسمه الفنان الألماني هانز بيهام سنة 1452). وقال: "لم يكن التعري هو الخطيئة الأولى. كان أكل ألتفاحه (إغراء الشيطان) هو الخطيئة الأولى."

وأشارت التوراة إلى التعري من جانبين، إيجابي وسلبي، في الجانب الآخر، ربط سفر أزايا التعري بالعيب والفضيحة. وقال: "قاد ملك الآشوريون سجناء مصر، وأسرى إثيوبيا، كبارا وصغار، عرايا وحفاة، عارا على مصر." لكن العهد الجديد كرر وصايا يسوع المسيح بالتستر، والتأدب، والتحشم، والتعفف.

يطلق الإسلام على مناطق الجسم التي يجب ألا تتعرى اسم عورة، وعورة الرجل أختلف العلماء فيها، فبعضهم قال أن عورة الرجل هما السوأتان فقط، أي القبل والدبر دون غيرهما، وذهب الحنفية إلى القول بأن عورة الرجل ما بين السرة (الصرة)إلى الركبة، والسرة ليست من العورة بخلاف الركبة، ثم حكم العورة في الركبة أخف منه في الفخذ، وفي الفخذ أخف منه في السوأة، وذهب جمهور الفقهاء من الشافعية والمالكية والحنابلة في القول الراجح عندهم إلى أن عورة الرجل ما دون سرته إلى ركبتيه، وليست السرة، ولا الركبتان من العورة، ولكن يجب ستر الجزء الملاصق منهما لهما لتمام سترها الواجب .

وبالنسبة لعورة المرآة فهي للرجال الأجانب عنها وكذلك النساء غير المسلمات جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين .

التعري أمام الغرباء من نفس الجنس غالبا ما تكون أكثر قبولا من أمام تلك أو غيرها من كلا الجنسين، على سبيل المثال عند الاستحمام أو الاغتسال، وغرف تغيير الملابس المشتركة الخاصة بالجنس وغرف تغيير الملابس ودورات المياه لخدمة منع عرضي جزئي للتعري إمام الجنس الآخر.

في بعض الثقافات، وحتى بالنسبة للأشخاص من نفس الجنس رؤية بعضنا البعض عاريا يعتبر غير ملائم ومحرجه أيضا، إثارة التعري للشذوذ بين أفراد من نفس الجنس يمكن أن يثبط هذا النوع من التعري.

إن التعري إمام أحد الشريك الجنسي مقبول على نطاق واسع، ولكن قد تكون هناك قيود—على سبيل المثال، إلا في وقت ومكان ممارسة الجنس، أو مع أضاءه مستضعفه، أثناء الاستحمام مع شريك أو بعده أو أثناء النوم يغطيه بطانية.

إن وضع القيود الدينية والاجتماعية والقانونية للحشمة هي من اجل بناء مجتمع امن وسوي ولكن نرى بين حين وأخر ولادة جمعيات وحركات تشيع التعري عبر تفسيرات مختلفة تارة للحرية الشخصية وتارة للنضال ضد الاستبداد وهكذا التعري الاجتماعي له صورتين، جماعية وفردية. جماعياً، حيث هناك معسكرات العراة، التي يقول أصحابها أن الهدف منها هو العودة إلى الطبيعة، واثبات أن التعري مسألة نسبية جداً.أما تعري الأفراد، فقد عرف من بين هؤلاء، عديدين، حاولوا إن يتجولوا بين الناس او يظهروا عبر كاميرات الانترنيت او الصحافة من دون ملابس متذرعين بفلسفات عدة، ومنها أن الجسد لوحة فنية .

ان التعري النضالي او الاحتجاج بالتعري، هو أسلوب في الاحتجاج يقوم فيه المحتجون بالتعري بشكل كامل أو جزئي كوسيلة لإثارة الانتباه أو إظهار السخط من سياسة أو قانون ما بطريقة سلمية وقد يكتبون شعارات على الصدور العارية لإثارة الانتباه أكثر. ويعود تاريخ الاحتجاج بالتعري إلى فترة ما قبل العصور الوسطي ولعل الليدي غوديفا (1040 - 1070) أول مثال على ذلك عندما قامت بركوب صهوة حصانها عارية في مدينة كوفنتري البريطانية وذلك من أجل إقناع زوجها حاكم المدينة والذي عرف باستبداده وفرضه الضرائب الجائرة، حيث ناشدته زوجته الرحمة بشعبه فأشترط تلبية طلبها مقابل أن تتجرد من ملابسها وتطوف شوارع المدينة عارية ففعلت من اجل تخفيض الضرائب على سكان المدينة. عادة ما يرتبط الاحتجاج بالتعري بالاحتجاجات المناهضة للحروب ودعم حقوق الإنسان والاحتجاجات المرتبطة بحقوق الحيوان.

وهكذا من ركام حروب البوسنة والهرسك نمت وترعرعت حركة"فيمن" واشتقاقها اللغوي يعني "المرآة"، هي مجموعة نسويه تأسست في أوكرانيا العام 2008، يبلغ عدد ناشطاتها ما يفوق أل 700 فتاة، مؤسستها "آنا غوستول" 29 عاماً، "فيمن" كما تقول مؤسستها أتت ضد هدر حق المرأة في أوكرانيا، ولأن أوكرانيا تفتقد إلى الناشطات السياسيات والاجتماعيات والحكومة لا تضم في صفوفها نساء، كما جاءت تنديداً بالدعارة، السياحة الجنسية، والتحرش الجنسي، وبهدف إدانة الشعور بالتفوق ألذكوري، أما في ما يتعلق بطريقة الاحتجاج فقد اعتبرت غوستول بأنها طريقة لافتة تثير الجدل انطلاقا من تجربة اختبرتها الجمعية عقب نشر صورة فتاة عارية في مجلة أوكرانية معروفة أدت إلى خلق بلبلة واسعة ساهمت في إيصال مطالب المجموعة.وقد حققت الناشطات الأوكرانيات شهرة واسعة بعد مشاركتهن بعدد من وقفات التعري إعراباً عن رفضهن القاطع لعدد من الظواهر السائدة في عدد من البلدان مثل السياحة الجنسية والتمييز على أساس الجنس ووكالات الزواج وغيرها من القضايا الاجتماعية.

وقد ساهم انتشار حركة فيمن السريع بافتتاح مقرات للناشطات الأوكرانيات في عدد من العواصم مثل باريس، فيما تخطط القائمات على هذه الحركة لافتتاح فروع ومكاتب لها في عدد من المدن الكبيرة، منها نيويورك ومونتريال وسان باولو.

وهكذا كان للتعري النضالي في الربيع العربي حضورا بارزا ويمكن إن نطلق عليه ربيع التعري فقد نشرت علياء المهدي المصرية صورتها في مدونة أسمتها "مذكرات ثائرة" تحت عنوان "فن عاري" في 23 أكتوبر 2011 وتظهر فيها كذلك صورة عارية لمن يعتقد أنه صديقها وأخرى لمجهولين بالإضافة إلى صور عارية من رسم فنانين مصريين. غير أن الصورة لم تشهد اهتماما واسعا حتى ظهور فيديو على اليوتيوب في 15 نوفمبر تظهر فيه صور مدونتها مع شعار لحركة 6 أبريل، غير أن كلا من الحركة وعلياء نفا انتمائها لها.

وفي ديسمبر 2012 تعرّت علياء المهدي وناشطات ينتمين إلى منظمة "فيمن" المدافعة عن حقوق المرأة، أمام السفارة المصرية في السويد رفضاً للدستور المصري الجديد وقد كتبت علياء على جسدها العاري عبارة "الشريعة ليست دستوراً" و رفعت علم مصر.

أثارت الصور جدلا واسعا بين من أيدها واعتبرها ثورة على الواقع ومعارضيها الذين رأوا فيه خروجا عن التقاليد والأعراف. كما وصل عدد الزوار لمدونتها إلى 882 ألف زائر خلال يومين، وشهدت أخبارها متابعة غير مسبوقة في العالم العربي.

تم تقديم العديد من البلاغات للنيابة العامة في مصر للتحقيق في اتهام علياء وصديقها المدون كريم عامر بخدش حياء المجتمع المصري ونشر الرذيلة فيه بالإضافة لازدراء الأديان، الأمر الذي يُخالف -وفقًا لمُقدمي الاتهامات- نصوص مواد قانون العقوبات المصري. وطالب البعض بتطبيق الحد الشرعي عليهما ليكونا عبرة لغيرهما. وخلال مشاركتها لاعتصام الثوار في ميدان التحرير، بوسط القاهرة، ليلة الخميس 24 نوفمبر 2011، تعرّضت علياء للاعتداء عليها بالضرب وطردها من الميدان، وأظهر تسجيل فيديو تمّ تداوله عبر موقع الفيس بوك عددًا من الموجودين في الميدان وهم يدفعون بها خارج المكان فيما حاول آخرون التهدئة ومنع استخدام القوة المفرطة ضدها.

وأوضحت عليا المهدي أن الدستور الجديد “يؤصل للتمييز ضد للمرأة، ويمهد لسلبها المزيد من الحقوق”، موضحة أن المعترضات من القيادات النسائية على طريقة تظاهرها بالخارج موقف ضعيفة، ووصفته قائلة “الناشطات اللاتي ينتقدن طريقة تظاهري يشبهن أسلوب البنات اللاتي تتعرضن للتحرش في الشوارع في مصر، ويرفضن الاعتراض خوفا من تطور التحرش لحالات اغتصاب”.

ان علياء المهدي سارت على خطى التونسية أمينة تيلر، التي تنشط ضمن مجموعة "فيمن" للمحتجات بالصدور العارية، لنشر صورها على الإنترنت وهي عارية الصدر متحدية قطاعا واسعا من التونسيين المحافظين . وتظهر أمينة في الصورة وقد كتبت على جسدها "لا مزيد من الدروس". وايضا لها صورة أخرى عارية الصدر تظهر فيها وقد كتبت على صدرها عبارة "جسمي ملكي وليس مصدر شرف لأحد"، وذلك بمناسبة عيد الاستقلال، في إطار احتجاجها على أوضاع المرأة التونسية. واختفت بعد ذلك في ظروف غامضة.

وأثارت الصورة الأولى التي نشرتها أمينة على حسابها الشخصي على موقع فيسبوك منذ شهرين جدلا واسعا في صفوف التونسيين الذين لم يتعودوا رؤية تونسيات يتجاهرن بنشر صورهن عاريات.

ولكن من جانب أخر لقي هذا الموقف مساندة من شابات تونسيات أخريات، وبلغت الحماسة بالمخرجة التونسية نادية الفاني بالظهور شبه عارية الصدر على صفحتها في فيس بوك، ﻣﺳﺎﻧدة أﻣﯾﻧﺔ. فقد عرّت ثديها الأيمن، وﻛﺗﺑت عليه ﻛﻠﻣﺔ "ﻛراﻣﺔ"، وﻋﻠﻰ جبينها ﻛﻠﻣﺔ "ﺣرﯾﺔ"، كما ﺧّطت ﻋﻠﻰ ﯾدھﺎ ﻋﺑﺎرة "ﻣن أجل أمينة". ونادية الفاني مخرجة فيلم "لا الله لا سيدي"، الذي أثار سخط التونسيين حين عرضته إحدى قاعات السينما بتونس، فخرجوا في تظاهرات احتجاجية عارمة.

ويذكر أن فيمن دعت إلى اعتبار ﯾوم 4 نيسان (أبرﯾل) 2013 ﯾومًا عالميًا لمساندة أﻣﯾﻧﺔ ﺑﻌد اختفائها، مطلقة صفحة "فيمن تونس" التي يضم أكثر من 4300 ناشطًا في ميدان الدفاع عن حق كل فتاة في التعري.

رأت نجوى بالطيب، رئيسة جمعية تونسيات، لـ"إيلاف" أن ظهور تونسيات عاريات الصدور في مواقع التواصل الاجتماعي يعكس وجود مشاكل نفسية يعانين منها، "وهذه المشاكل لا يمكن حلها بالإثارة أو بالعنف، ولكن بالحوار و النقاش والإستماع، من أجل إيجاد حلول مناسبة".

وأكدت بالطيب أن ما حصل تجاوز للحرية ومحاولة لكسر القيود، وأرجعت ذلك إلى إرهاصات الثورة من انفلات وخلط بين الحرية والفوضى.

وأشارت إلى أنّها لا تعتبر ما حصل حدثًا معزولًا، "بل يندرج في إطار منظومة كاملة وانفلات بكل مظاهره في تونس، وينبغي عدم توظيف ما حصل في أي صراع إيديولوجي بين الإسلاميين والعلمانيين، لأنّ عملية التعري تعني الجميع، بمن فيهم العلمانيين، وبالتالي لا بد من النظر إلى ما حدث بعين الباحث عن الأسباب و إيجاد الحلول لكل أنواع الانفلات الأخلاقي".

وأكدت إن ظهور الفاني عارية الصدر توظيف إيديولوجي للمسألة، "فالعملية بدأتها مراهقات و لكن تم استغلالها من طرف الكبار وتم توظيفها أيديولوجيا لتغذية هوّة التقسيم التي أصابت المجتمع التونسي بين حداثيين وظلاميين، ومن يقوم بذلك لا يعرف حقيقة المجتمع التونسي بل هو غريب عنه".

وأشارت إلى أن العديد من النساء السافرات استنكرن هذه الصور الخادشة للحياء.

وهكذا انتقلت حمى التعري النضالي للنساء الإيرانيات بتعرية صدورهن في وقفة احتجاجية أجرينها بالعاصمة السويدية ستوكهولم، تعبيرا عن معارضتهن للحجاب الذي ترتديه النساء في بلدان العالم الإسلامي.

وأشرفت على هذه الفعالية، التي أقيمت في وسط ستوكهولم، ناشطات من الحزب الشيوعي الإيراني عبرن عن رفضهن "للعنف" في الجمهورية الإسلامية، كما تم تكريسها لعيد المرأة العالمي في 8 مارس من كل عام.

وقد كتبت المشاركات في فعالية التعري الاحتجاجية على أجسادهن شعارات على غرار: "إقبالي على التعري وسيلتي للاحتجاج" و"لا للحجاب"، كما قمن بعرض صور من مظاهرات مناهضة للإسلام.

وقد أكدت الصحافية اللبنانية سناء خوري (جريدة السفير اللبنانية) تقول بأنها مع أيّ وسيلة سلميّة يختارها الإنسان للتعبير عن نفسه حتى لو كانت التعرّي، وترى أنّ التعري من أقدم وأرقى الوسائل للتعبير عن الاحتجاج واستفزاز السلطة، رغم أنّ البعض قد يستخدمه على شكل "كليشيه"

من خلال ذلك نرى هنالك قوى مناهضة للتعري ويمكن إن نطلق عليها الخوف من التعري النضالي او جِمنوفوبيا هو الرُّهاب المرضي من العُري. من اليونانية "γυμνός" "جُمنُس" أي "عارٍ" و "φόβος" "فوبوس" أي "رهبة".

من يعانون الجِمنوفوبيا يُصيبهم مرأى العُري بالاضطراب، حتى مع علمهم بأن رُهابهم غير عقلاني. فقد يخشون مرأى أشخاص آخرين عُراة أو قد يخشون أن يراهم الآخرون عراة، أو كلا الأمرين. قد ينبع رُهابهم من اضطرا بات عامة بشأن الجنسانية، أو دِعَة حالتهم الجسمانية، أو خشية أن يجعلهم العري مكشوفين و غير محميين.

يجب عدم خلط الجمنوفوبيا بكراهة العري بمبررات الحشمة أو بمبررات أخرى عقلانية أو أخلاقية.

تدُلُّ الجمنوفوبيا على رهاب حقيقي من العُري، إلا أن معظم المصابين بها يتعلمون كيف يسلكون في المجتمع برغم حالتهم. فقد يتفادون مثلا غرف تغيير الملابس، و الحمامات العمومية و الشواطئ.

تُعدُّ الحالة عموما اضطرابَ قلقٍ إن عجز الشخص عن التحكم في الرُهاب أو إن أعاقت حياته اليومية. يشيع رُهاب العُري بين الأطفال، بخاصة الذين في طور المراهقة، و هي طبيعية و مرجعها ضغط الأنداد، و ربما عوامل التنشئة.

ان مكافحة التعري لا تشمل الدول ذات الدساتير التي تعتمد على الكتب المقدسة ولكن نرى حتى الدول العلمانية التحررية مثل كوريا الجنوبية تفرض ضرائب وعقوبات مالية على لابسات التنانير القصيرة والغير محتشمة ضمن قانون حشمة الملابس الكوري المثير للجدل السياسي والذي ينص على تعريض مرتديات الملابس "الفاضحة" لغرامة تصل إلى 45 دولاراً، في الوقت الذي اعتبرته المعارضة يتنافى وحرية التعبير. وفي العراق في السبعينات اتخذ محافظ بغداد وقتها خيرا لله طلفاح قرار بصبغ السيقان العارية ضمن فعاليات شرطة الآداب والشرطة المجتمعية رغم إن قوانين الدولة كانت تدعوا للتحرر من الدين.

ان ظهور التعري النضالي يطلق عليها ثقافة الصدمة على أنها ( تعبير أو مصطلح يراد منه وصف مشاعر مختلفة من مفاجأة أو حيرة أو اشمئزاز تظهر لدى شخص أو مجموعة أشخاص نتيجة تعاملهم مع ثقافة تختلف عن ثقافتهم وبالتالي سيكون هنالك مجموعة من الصعوبات في استيعاب هذه الثقافة المختلفة). وهكذا نرى نشؤ ثقافة الجينز والهيبز والايمو والجارلس والبريكية وغيرها من الثقافات المصدرة لنا بسبب اختلاف وجهة نظر الجيل الجديد ونرى شيوع هذه الثقافات غالبا في المناطق الفقيرة والمحرومة من الخدمات والتعليم والتي تعاني من التفكك الأسري نتيجة العوز والفقر المادي والتهديد بالأمن الغذائي والسكني وهي تحدث تغيير ضد العنف والاضطهاد المستشري في المجتمع.

إن ظاهرة التعري النضالي في الشارع العربي ينظر لها من قانون خالف تعرف وإنها من الجانب الغربي لا ينظر لها بريبة ام في واقعنا العربي نرى إن متابعتها ناتجة عن الكبت الجنسي والمورث الديني والاجتماعي المناهض لها وهكذا نرى إن زيارة موقع الصور المنشورة اغلبها متابع للإثارة الجنسية أكثر من الجانب المتابع للقضية المطروحة وهو ناتج عن الرهان الخفي لدينا من التعري ولقد وصل الأمر بإحدى الفنانات “الكبيرات” المصريات إلى استعدادها للقيام برقص التعري في شهر رمضان – في محاولة منها لركب الموجة- وهي التي قبل سنوات قليلة تتباهي بأدائها لكافة فروضها الدينية!

ان الرهاب الذاتي لدينا من التعري يصل حتى إلى الأحلام فهذا الْكرْمَانِي قَالَ من رأى أَنه عُرْيَان فقد تجرد لأمر قد أمعن فِيهِ فَإِن كَانَ ذَلِك الْأَمر يدل على الدّين فَإِنَّهُ يبلغ فِي الْخَيْر وَالْعِبَادَة مبلغا حسنا وَإِن كَانَ ذَلِك الْأَمر يدل على دنيا وَطلب الْمعْصِيَة فَإِنَّهُ يبلغ من ذَلِك بِقدر همته لَهُ وعقباه مذمة.

وَمن رأى أَنه عُرْيَان فِي سوق أَو وسط مَلأ من النَّاس وَرَأى عَوْرَته بارزة ظَاهِرَة بِعَيْنِه وَالنَّاس ينظرُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ يستحي من النَّاس فَإِنَّهُ يظْهر فِيهِ عيب كَانَ يستره عَنْهُم وَلَا يُرِيد كشفه وَرُبمَا دلّ على انتهاك ستره وَإِن رأى أَنه تجرد فِي مَسْجِد فَإِنَّهُ يتجرد من ذنُوبه وَرُبمَا دلّ التجرد فِي الْمَسْجِد على إِظْهَار مَا عِنْده من دين كالأذان وَالصَّلَاة وَالْقِرَاءَة والإمامة وَمَا يشبه ذَلِك.

وَمن رأى أَنه عُرْيَان وَله بعض مَا يستره بَين النَّاس فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل كَانَ غَنِيا وَقد ذهب مَاله وَبَقِي مَا يستره فليحافظ عَلَيْهِ ويسلك طَرِيق التَّقْوَى.

وَمن رأى أَن عُرْيَان وَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيْء وَلَا أحد ينظر عَوْرَته وَهُوَ لَا يظنّ بِنَفسِهِ فِي كشف الْعَوْرَة فَإِنَّهُ إن كَانَ مَرِيضا شفي وَإِن كَانَ مهموما ذهب همه وَإِن كَانَ مديونا قضي دينه وَإِن)

كَانَ غَنِيا ذهب مَاله أَو بِيعَتْ دَاره أَو يُفَارق زَوجته وَرُبمَا دلّ على التَّوْبَة وَرُبمَا يتعرى من الدُّنْيَا ويتغطى بِالآخِرَة وَرُبمَا يصاب فِي مَاله وَيُقَال عَنهُ مَا يكره وتجرد الرجل الصَّالح خير وَمَنْفَعَة وَخُرُوج هم وللعاصي هم وغم وهتك ستره وافتضاحه.

وَمن رأى أَنه يجْرِي وَهُوَ عُرْيَان فَإِنَّهُ يتهم بتهمة يكون فِيهَا بَرِيئًا لقَوْله تَعَالَى يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا وَمن رأى أَنه عُرْيَان وَكَانَ ملكا أَو صَاحب وَظِيفَة فَإِنَّهُ يعْزل عَن ذَلِك خُصُوصا إِذا سلبت مِنْهُ غَضبا وَإِن رأى مَا يسره مَعَ ذَلِك العرى فَإِنَّهُ أخف من الْعَزْل وَرُبمَا كَانَ نقصا فِي أبهته.

وهكذا نرى في تفسير الأحلام جدلية التعري الروحي والحشمة والتخلص من الذنوب ونرى التشدد في النساء من التعري حتى في الأحلام فدلالتها دائما ام الطلاق او الافتضاح او المصيبة. وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة أَنَّهَا عُرْيَانَة فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ لَهَا وَإِن كَانَ لَهَا زوج فَإِنَّهُ يطلقهَا.

وَإِن رَأَتْ ذَلِك فِي السُّوق أَو وسط مَلأ من النَّاس وَرَأَتْ مَعَ ذَلِك كشف الرَّأْس فَإِنَّهُ يؤول لَهَا بمصيبة عَظِيمَة إِمَّا فِي زَوجهَا أَو من يعز عَلَيْهَا أَو فِي نَفسهَا وتشتهر فِي مَالهَا وَيذْهب الْحيَاء عَنْهَا وَلَا خير فِي رُؤْيَة ذَلِك للنسوة جملَة كَافَّة سَوَاء كَانَت صبية أَو عجوزا.

فَمن رأى أَنه عُرْيَان وَهُوَ يستحي من النَّاس وَيطْلب مِنْهُم مَا يتغطى بِهِ فَإِنَّهُ يفتضح مِنْهُم وينشر سره وَإِن لم يستح مِنْهُم وَلم يطْلب مِنْهُم مَا يتغطى بِهِ فَإِنَّهُ يرْزق الْحَج.

وَمن رأى أَنه عُرْيَان وعورته مستورة وَهُوَ فِي نَفسه غير مُفسد فَإِنَّهُ يؤول بِالْعَفو وَالْمَغْفِرَة وَالظفر وَإِن لم يكن أَهلا لذَلِك فَغير مَحْمُود.

قيل من رأى أَنه نزع ثِيَابه فعرى بدنه فَإِنَّهُ يظْهر لَهُ عَدو مكايد غير مجاهر بالعداوة بل يظْهر الْمَوَدَّة لقَوْله تَعَالَى يَا بني آدم لَا يفتننكم الْآيَة.

قَالَ جَابر المغربي العرى محنة وافتضاح خُصُوصا إِذا كَانَت جَمِيع عَوْرَته مكشوفة وللنساء أبلغ من ذَلِك وَلَكِن إِذا عرف الرَّائِي بالصلاح فَلَا يخَاف عَلَيْهِ بِسَبَب ذَلِك وَرُبمَا يكون مغْفرَة لَهُ وَقيل رُؤْيا العرى فِي المحفل افتضاح.

وهكذا نرى رويا العري في الحلم دلالات مأخوذة من الاحتشام الديني ضمن التفسيرات المتاحة.

إن حمى التعري انتقلت أيضا إلى المسرح كنوع من التعبير الرمزي او في إضفاء الواقعية المطلقة في التمثيل أنّ المسارح الغربية شهدت على مدار سنين طوال قصوراً في تعري الممثلين أمام الجمهور، لكنّ الأمر تغير مؤخراً في المسارح الكبرى للعاصمة البريطانية لندن التي ظهر فيها الممثلون عراة بالكامل في مسرحيات مثل "برايفتس أون بارايد"، و"ذا جوداس كيس".ويرى روبرت إيفيريت الذي جسد شخصية أوسكار وايلد في مسرحية "ذا جوداس كيس" في إخراج سابق لديفيد هاريس، وقد أبقى ملابسه عليه يومها" أنّ مفهوم التعري على الخشبة تغير مع الزمن؛ "ففي الأيام الخوالي كان يواجه التعري بفتور وبرود من قبل الحضور، لكن اليوم أعتقد أنّ الجمهور يستمتع حقاً بالتعري، حتى أنّ القاعات يشهد حضوراً أكبر بسببه".

من جانبه يقول جاك كير تشارلز الذي يشارك زميلته الممثلة فويبي والر- بريدج في مشاهد التعري بمسرحية جاك ثورن "مايديداي": "هو مشهد تعرّي المغطس أكثر منه تعري سرير غرفة النوم، وهو شأن فني". ومن جانبها تقول شريكته في البطولة: "كنا نتوقع ضحكاً وقهقهات أكثر وارتباكاً، لكن ولأنّ المشهد أكثر ألفة وواقعية شعر الجمهور بالراحة التامة عند تلك النقطة".ويضيف الممثلان أنّ مدرسة الدراما ساعدتهم في التحضير لمشاهد التعري. لكن كيف كسر البطلان الجليد خلال بروفات المسرحية؟

يقول تشارلز: "في المرة الأولى التي تعرينا فيها خرج المخرج ومدير الخشبة لاحتساء كوب من الشاي وأطفأت مع فويبي كلّ أضواء المسرح، وأغلقنا كلّ الستائر، وخلعنا ملابسنا، وركضنا في المسرح كالأطفال".

من جانبها تقول والر- بريدج:" إنّه مجرد عمل في الحقيقة، حتى أنّني لا ألاحظ أنّ كير عارٍ".أما الممثلون الذين تعروا في مسرحية "ذا جوداس كيس" فلديهم مقاربة مختلفة. فيقول طوم كولي الذي يجسد شخصية الإيطالي غاليلو ماسكوني الذي يمضي 18 دقيقة من دقائقه الـ20 على المسرح عارياً: "طيلة فترة البروفات كنت مرتدياً ملابسي، وهو أمر غريب نوعاً ما". ولم يتعرّ الممثلون حتى البروفات المصحوبة بالتقنيات، عندما استخدمت الإضاءة والصوت وتغيير المشاهد.

ويقول كولي: "الأمر يتعلق أكثر بامتلاك ثقة بالنفس التي تسمح لك بالأداء الفني الجيد، وبعدها عليك الوثوق بالمخرج والكاتب اللذين كانا بارزين خلال عملية البروفات. ولم يبد أيّ شيء قسريا ولم يكن أيّ شيء غير طبيعي".

ولكن أثار حادث تعري ممثلة ألمانيّة على مسرح بغداد ردود أفعال غاضبة في العراق، ما دفع بوزارة الثقافة إلى إحالة مجموعة من المسؤولين إلى التحقيق بتهمة التقصير والسماح بعرض الفرقة المسرحية لمشهد التعري أمام الجمهور.

وهكذا نرى ظاهرة التعري أخذت بعدا عالميا فالغرب اعتبروا التعري هو ظاهرة للتعري الجسدي من غرض الاستلهام الروحي في ظل الحرية الجنسية التي اجتاحت الغرب بعد الحرب العالمية الثانية.
إما في مجتمعاتنا العربية المكبوتة والمقيدة جنسيا بالدين تارة وبالعرف الاجتماعي تارة مرة أخرى للحفاظ على الناموس الطبيعي للحياة. 
فنرى إن تعري ممثلة ألمانية مسرحيا وعلنيا في بغداد تصعد أصوات الاستهجان للأصوات المكبوتة المعقدة وهي نفسها هذه الأصوات تبحث عن المتعة الجنسية في المواخير المجاورة للمسرح انه النفاق الديني والسياسي في تسقيط الآخرين.
إن تعري أمنة التونسية او علياء المصرية امام اليو تيوب او الفيس بوك احتجاجا او تونسية تتعرى في ميادين الرفض للقهر والعهر السياسي ونرى شابا سعوديا في القصيم يتعرى رقصا وطربا ليعلن بداية الرفض للنفاق الاجتماعي هل أصبح الان التعري شعارا للرفض على المقولة الدينية ولدتنا أمهاتنا عرايا فلنكن كذلك بدون الأقنعة 
أم التعري في سبيل إنقاذ النفس كما كشف عمر بن العاص موخرته إمام الإمام علي عليه السلام هربا من سيف ذو الفقار......
إذا كلنا نتعرى ولكل منا أسبابه وظروفه في ذلك او نقف موقف شجاع في التعرية الروحية من اجل إثبات الأخطاء التي تعيشها الأمة على كافة الأصعدة ونطلق صرخة كبيرة لإعادة منظومة التربية والفتوى الملاحقة للتطور العلمي وليس حبيسة النص حتى نتخلص من ازدواج شخصيتنا في عيشنا في الغرف المظلمة والعيش تحت الشمس الساطعة .

*******قراءة في التعري النضالي عبر مصادر متعددة

نعم هناك مؤامرة على سورية بقلم رشاد ابو شاور


[1]
إذا اتفقنا على أن ما يحدث في سورية هو تدمير ممنهج لوطن، ولشعب، ولدولة، فربما لن نختلف على أن هذا الذي يحدث له اسم واحد: مؤامرة، ولا شيء آخر.
أضيف: وقد نختلف..فهناك من يتشبثون برأيهم بأن النظام هو السبب في كل ما يحدث، وهم بهذا يبرئون كل المجموعات المسلحة، ولا يشيرون لمن يمولها، ويسلحها، ويدعمها، وفي أي سياق تمارس دورها المرسوم لها!
إذا اتفقنا على أن التحالف الذي دفع، وحرّض، وموّل تسليح معارضات مسلحة متباينة، وفتح لها حدود دول، وعمل سياسيا ودبلوماسيا على حذف الدولة السورية، وتغييبها تماما عن مقعدها في الجامعة العربية البائسة المتهالكة، هي الدولة المؤسسة، تمهيدا لإنهائها عربيا، ودوليا، وبمساعي نفس التحالف، فلا بد أن نسمي هذا الذي يحدث لسورية، باسمه الحقيقي: مؤامرة، ولا شيء آخر.
هذه المؤامرة هدفت قبل أي شيء لقطع الطريق على الحراك الشعبي السوري السلمي، حرمانا له من الانتقال بسورية من حال إلى حال، وبجهود وتوافق أغلب السوريين، من المعارضة والنظام، بحيث تصبح سورية أكثر صلابة، وقوة، ووضوحا في مواقفها، وقدرة على الفعل عربيا، ودوليا، لأن سورية معافاة هي سورية عربية، وليست سورية انفصالية منكفئة تابعة متآمرة (ساداتية) تضع 99′ من أوراق الحل في يد أمريكا، وتتخلى عن دورها الذي يفترض بها أن تقويه، وتعمقه، لأن الجولان لن يعود بالتفاوض، وسورية (المقاومة) جذريا، وهذا ما ينتظرها، سوف لن تتخلى عن الجولان، ولا يمكن أن ترضى بالمساومة على فلسطين [2]، وهي لن تغدر بحزب الله، وستدعم بوضوح الثورة الفلسطينية، وهذا ما لا تريده أمريكا وأتباعها. 
الحراكات الشعبية في تونس [3] ومصر قُطع عليها الطريق، واختطفت، وها هما البلدان يغرقان في مشاكل لا تنتهي، ويعانيان من هيمنة قوى لا تعترف بغيرها، تعمل بضراوة على احتكار السلطة، وفرض مشيئتها، وهي تستبدل إقليمية فاسدة بإقليمية (إسلاموية) مغلقة تبشر بدولة إسلامية واحدة لأمة إسلامية واحدة، قافزة من فوق مصالح الأمة العربية نفسها، ومعفية نفسها من الاشتباك مع أعداء الأمة، هربا من القضية الفلسطينية التي ستظل دائما الامتحان لأي نظام حكم عربي، ولأي خطاب حزبي، أو فئوي، حين ينزل إلى الواقع ويمتحن موضوعيا، بحيث لا يتمكن من الهرب، أو التلاعب بالكلام، وادعاء الحفاظ على الحكم الذي أنجزته الثورة المختطفة، وهو ما يستوجب مهادنة أمريكا تحديدا، وعدم استفزاز ولايتها الصهيونية إعرابا عن حسن النوايا، والجنوح للسلم، والتصرف على أن قضية فلسطين هي قضية فلسطينية، مع بعض العواطف التي تحملها تصريحات لا تضيف شيئا، ويمكن تصنيفها بأنها تهرُّب بحلاوة لسان، وببضع قطرات من دموع التماسيح!
وحتى أريح بعض القرّاء، وأنا مستفّز دائما لمن لا يؤمنون بالأمة العربية، ولا بالمقاومة، ولا بمعاداة أمريكا والكيان الصهيوني، فإنني أضع الأمور ببساطة كما يلي: عندما أرى تحالفا ترأسه أمريكا، ويضم بريطانيا [4] وفرنسا، وبعض دول النفط، وفي مقدمتها قطر والسعودية..فإنني فورا، وبدون تريث، ناهيك عن أي تردد، أعلن بعالي الصوت: أنا ضد هذا التحالف، وسأكتب ضده فاضحا منبها، محذرا، لأنه تحالف أعداء فلسطين، والأمة العربية، والمسلمين كافة، وكل القوى الخيّرة في العالم، التي لا تقبل بهيمنة أمريكا قطبا واحدا على العالم.
هذا التحالف ومعه تركيا، بل وفي قلبه، قبل مصالحتها مع الكيان الصهيوني بأوامر أمريكية، يعمل بدأب على جر الأردن للعب دور كله خسارة للشعب الأردني، وللأمة، ولفلسطين، وهو ما يرفضه الشعب العربي الأردني الذي أسقط حلف بغداد، وطرد الجنرال تمبلر الذي أراد جرّ الأردن للحلف الاستعماري الذي كان سيوظف ضد مصر [5] الناصرية، وفي مواجهة حركة التحرر العربية.
من يروجون لكذبة الديمقراطية الأمريكية النفطية تبريرا للعدوان على سورية، والتآمر على شعبها، لا يتوقفون عند تدمير منجزات الشعب السوري الاقتصادية، والعمرانية، والمؤسساتية، فهم يرددون عبارة مملة: النظام هو السبب..
هؤلاء لا يتوقفون عند هيمنة ( النصرة) ومشتقات القاعدة [6] على المشهد في سورية، وتلطي المعارضات بالدور العسكري لها، رغم أن بعضهم كان شيوعيا قحا، أو قوميا هادرا، أو متدينا يبشّر بالإسلام المعتدل الوسطي، أو ليبرالي يتغنى بحرية الرأي وكرامة الإنسان.
هذا التحالف المتآمر سيتضرر أشد الضرر من انتقال سورية إلى مرحلة جديدة تقطع مع الماضي، وتؤسس لمستقبل تصبح فيه سورية بلدا جاذبا بما يتحقق من تضافر جهود السوريين بكافة تياراتهم، وبما يؤسسون له من دستور عادل يضمن المواطنة والكرامة للجميع، ويصون الحريات العامة، وسيادة القانون، وانتهاء زمن الحزب الواحد، وأفول زمن هيمنة الأجهزة، وفتح الأبواب للأحزاب الجديدة بكافة أيديولوجياتها وعقائدها غير المتعصبة دينيا، أو عرقيا.
سورية بلد حر ستعني سورية بلدا معاديا لهذا التحالف، نقيضا له، متصادما معه، وهذا في غير مصلحة أمريكا وأتباعها، والكيان الصهيوني الذي ( فاز) بتدمير العراق [7]، وها هو يتلمظ على تدمير سورية ليضمن أن تكون حوله دويلات هي مزق متصارعة ، وبالضرورة مدارة أمريكيا، ومنهوبة الخيرات، ومحكومة بعملاء أين منهم رؤوس الأنظمة التي سقطت في تونس، ومصر، وليبيا، واليمن!.
لهذا أقول: هناك مؤامرة ما عادت تحتاج للجدل حولها، اللهم سوى مع أناس ينكرون ما يرون، لأنهم يغمضون أعينهم، ويقفلون على ضمائرهم وعقولهم لتحقيق مكاسبهم الخاصة …
من ادعوا أنهم حملوا السلاح لحماية الحراك الشعبي، ها هم يواصلون حمل السلاح للقتل به، ناشرين الموت والخوف والحزن والسواد في المدن والقرى السورية، بينما الحراك الشعبي انتهى تماما، ولم يبق سوى قعقعة السلاح، ودوي الصورايخ، والانفجارات التي تحصد أرواح الناس الذين ما عادوا يجرؤون على المشي في شوارع مدنهم، بعد أن كانوا يتدفقون مطالبين بالتغيير، ومحاربة الفساد، وإنهاء حكم الحزب الواحد( الذي أنهاه الدستور الجديد)، والذي سينتهي بشكل أكثر حسما عندما يصاغ من جديد بالتوافق الوطني السوري النابع من داخل سورية، ومن أوساطها الشعبية، وقواها الوطنية غير المرتشية، وغير المستأجرة.
المؤامرة لا تستهدف سورية وحدها، فقد رأينا فصولها في تونس، ومصر، وليبيا، واليمن… 
لقد تمكن أعداء الأمة من سرقة الحراكات الشعبية، وحرموها من تحقيق أهدافها الحقيقية التي تاقت لها شعوب الأمة العربية.
لقد حلّ الإرهاب الأعمى بديلاً عن الحراكات الشعبية، ومع ذلك فهناك من ينظّرون ( لثورات) هي مجرّد أوهام، ولا يقرؤون الواقع كما هو، وما يقود إليه، وما سيتسبب به من يأس في أوساط الشعوب التي تحركت بعد طول انتظار، من اجل فجر بدا يبتعد..إلاّ إذا استأنفت الجماهير حراكها مستفيدة من الأخطاء، وتآمر الأعداء، وهو ما لن يحدث إلاّ إذا تم تحديد العدو ..والتمييز بينه وبين الصديق، وتشكلت جبهات وطنية ببرامج محددة بوضوح لتخاض ( الثورات) وفقا لها… 
لقد جاء العدوان الصهيوني على مركز البحوث العلمية قرب دمشق في الوقت الذي اخذت فيه المجموعات المسلحة في التقهقر أمام الجيش العربي السوري حول دمشق، وفي منطقة القصير…
آن الأوان أن تقف القوى القومية بحزم مع سوريا [8] العربية، ضد المؤامرة التي رأينا أحد فصولها التآمرية على فلسطين بالتنازلات الجديدة التي قدمها وفد الجامعة العربية الذي التقى بوزير الخارجية الأمريكي كيري..فلم يعد ثمة مجال لمزيد من التردد…

09 مايو 2013

بالفيديو.."الطوفان" فيلم هندى قال ما لا يجروء عليه الفنانون العرب




مشهد من فيلم "قربان Kurban" الهندى والذى يتحدث عن الجرائم التى ترتكب بحق المسلمين فى العالم .. والسؤال هل يستطيع الفنانون المصريون صناعة مثل هذا العمل الذى صنع الهنود ام انهم فقط يجيدون تشويه الاسلام باعمال هابطة غارقة فى الجنس والعنف والاسفاف مثل "الارهابي" بطولة عادل امام؟

08 مايو 2013

فيديو.. مكالمة دكتور مرسى من داخل المعتقل يوم 28 يناير2011




صحفي كندي بعد حواره مع الرئيس: مرسي شديد التواضع.. وإنجليزيته «مدهشة»



قال باتريك جراهام، صحفي في جريدة «جلوب آند ميل» الكندية، الذي أجرى حوارًا مع الرئيس محمد مرسي، السبت: «الإنجليزية التي يتحدث بها الرئيس جيدة بشكل مدهش وعملية وتؤدي الوظيفة المطلوب منها وإن لم تكن بليغة».
وأشار «جراهام» إلى أن الرئيس مرسي «كان حريصًا على الإشارة إلى إلمامه بأحوال الولايات المتحدة، حيث أتم دراسته بجامعة ساوث كاليفورنيا في أواخر السبعينيات من القرن الماضي».
وأضاف «جراهام» أن الرئيس مرسي كان يجلس على مكتبه عندما دخل إليه فنهض ورحب به بتواضع يمكن أن تتوقعه من أستاذ للهندسة، موضحًا أن «مرسي لا يتمتع ببراعة ومكر سابقه المخلوع والمسجون مبارك، الذي ظهر مؤخرا في المحكمة مرتديا نظارة شمس مع ابتسامة متكلفة توحي بأنه كان يتوقع الفوضى الحالية في مصر»، حسب قوله.
وقال «جراهام»: «مرسي بدأ على العكس من ذلك بل أقل أناقة من الياور الذي اصطحبه إلى مكتب الرئيس، وهو لا يزال يقيم في شقته القديمة بالطابق الثاني كما ينتمي إلى طبقة الفلاحين بمصر».
كان الرئيس مرسي قال في حواره لصحيفة «جلوب آند ميل» الكندية، إن الوضع في مصر بعد الثورة يشبه السؤال التقليدي هل الدجاجة أم البيضة هي البداية، حيث تسعى مصر لتحقيق الديمقراطية والتقدم الاقتصادي في نفس الوقت، كما أن التغلب على تركة مبارك بما فيها الفساد والفجوة الواسعة بين الأغنياء والفقراء عملية صعبة على أي حكومة.
وأضاف مرسي: «الخليط الحالي في مصر من الليبراليين والإسلاميين والعلمانيين يحتاج إلى فرصة للتفاهم والاتحاد، وإدارة مجموعة الآراء المختلفة مع الاندماج معا داخل المجتمع».
وأعرب مرسي عن رغبته في «الانتقال إلى وضع جديد يكون رئيس الجمهورية فيه جزءًا من النظام وليس كل النظام بحيث لا يجمع بين يديه كل خيوط السلطة»، مشيرا الى شرعيته التي جاءت عبر صندوق الاقتراع.

07 مايو 2013

وثيقة لويكليكس :مجدي الجلاد علي علاقة بدوائر إسرائيلية ...و الجلاد يرد :الصحفي ينفتح علي الجميع




كشفت صحيفة الأنباء الكويتية عن أحدث الوثائق السربة عن موقع ويكليكس و التي جاء في إحدى البرقيات المرسلة من السفيرة الأمريكية بالقاهرة للبيت الأبيض أنه تم رصد علاقة للصحفي مجدي الجلاد رئيس تحرير المصري اليوم بدوائر إعلامية إسرائيلية تم توجيهه من خلالها للتركيز علي انتقاد الإسلاميين و خاصة جماعة الإخوان المسلمين ليقطع الطريق علي تمكنها من السلطة و هو ما يهدد أمن إسرائيل بسبب العلاقة الوثيقة بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر و حركة المقاومة الإسلامية حماس و خاصة أن الإخوان يوفرون الدعم المعنوي و المادي لحكومة حماس في غزة
و أشارت الوثيقة لمالك صحيفة المصري اليوم رجل الأعمال صلاح دياب و شراكاته المتعددة مع إسرائيليين من خلال شركة"بيكو" التي تعمل في مجال الإستثمار الزراعي
و في تعليق مقتضب من مجدي الجلاد لصحيفة الأنباء الكويتية عن هذه الوثيقة قال :الصحفي ينفتح علي الجميع و لا نكتب غير الحقيقة و ما يمليه علينا ضميرنا
الجلاد حاليا يرأس تحرير صحيفة الوطن التي يمتلكها رجل الأعمال محمد الأمين و المشكوك في وطنيتها


http://www.elmokhalestv.com/index/details/id/40301
http://www.masress.com/jan25/10024
http://www.klmty.net/2012/09/blog-post_3873.html
http://www./main/articles.aspx?selec...ticle_no=31757
http://el-3amal.com/news/news.php?i=37972

بالفيديو.. سيف الدولة يطالب بطرد سفير الإسرائيلى رداً على قصف سوريا


طالب الدكتور محمد عصمت سيف الدولة، المستشار السابق للرئيس محمد مرسي، بطرد السفير الإسرائيلي من مصر، اعتراضاً على قصف إسرائيل للأراضي السورية.
أضاف «سيف الدولة» في مداخلة هاتفية لبرنامج «في الميدان» على قناة «التحرير»، مساء الأحد: «مفيش فرق بين غزة وسوريا، الإثنين أراضي عربية، وزي ما قولنا في عدوان غزة إنها ليست وحدها، نقول أيضاً إن سوريا كأرض شقيقة وشعب ليست وحدها في مواجهة العدوان الإسرائيلي».
وتابع: «استطعنا بعد عملية عمود السحاب الإسرائيلية على غزة، سحب السفير المصري من إسرائيل، ولم نطرد السفير الإسرائيلي من مصر، ولكن يمكننا طرده الآن».
وأشار «سيف الدولة» إلى أن تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على البلدان العربية سببه «الخنوع العربي أمام الكيان الصهيوني»، بحسب وصفه
طالب مستشار الرئيس مرسي سابقاً بـ«مراجعة ملف العلاقات المصرية والعربية مع إسرائيل»، مشيراً إلى أن إسرائيل تمادت كل الحدود والعرب يكتفون بإصدار البيانات.
كانت العاصمة السورية دمشق، تعرضت في الساعات الأولى من صباح الأحد، لسلسلة من الانفجارات أعلنت سوريا أنها ناجمة عن هجوم صاروخي إسرائيلي.

روسيا وسوريا وايران يستعدون لمواجهة ضارية لأى اعتداء صهيونى جديد


في حين كشف الاعتداء الاسرائيلي الاخير على الاراضي السورية حجم تورط الاحتلال الاسرائيلي والدول الاقليمية والغربية الداعمة له في مجرى الاحداث في سوريا، قابله بشكل غير قابل للشك تلاحم سوري ايراني بالوقوف في وجه المحاولات الاسرائيلية للعبث بأمن المنطقة، وهذا ما خلص اليه اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي والرئيس السوري بشار الاسد، حيث شدد الاخير أن "الشعب السوري وجيشه الباسل، الذي يحقق انجازات مهمة على صعيد مكافحة الارهاب والمجموعات التكفيرية، قادر على مواجهة المغامرات الصهيونية التي تشكل أحد اوجه هذا الارهاب الذى يستهدف سورية يومياً"، بينما أكد صالحي أنه "آن الأوان لردع الاحتلال الصهيوني عن القيام بمثل هذه الاعتداءات ضد شعوب المنطقة". 
أما اللهجة الروسية، فأتت متوافقة مع اللهجة الايرانية والسورية، والتي عبّر عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي وجه تحذيراً الى رئيس كيان الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من أي عدوان جديد على سوريا، حيث كشف موقع "دبكا" المقرّب من الجهاز العسكري الاسرائيلي أن "بوتين أكد لنتنياهو خلال اتصال هاتفي امس الاثنين، ان اي عدوان من هذا القبيل قد يواجه برد روسي".
وتأتي هذه التطورات، في الوقت الذي لا يزال فيه الجيش السوري يستكمل ويواصل تقدمه وسيطرته على الارض، عبر تطهير المدن السورية وأريافها من المسلحين، على الرغم من ابتهاج بعض أطراف المعارضة السورية بالعدوان الاسرائيلي على سورية.
وبالفعل، فقد بسطت وحدات الجيش السوري اليوم، السيطرة بشكل كامل على بلدة السلومية في ريف القصير وذلك بعد اشتباكات عنيفة شهدتها خلال الساعات الأخيرة كان آخرها ليل أمس. وأشار مصدر ميداني مطلع لموقع " العهد" الإخباري إلى أن "وحدات الجيش دخلت قريتي الرحمونية والشيفونية اللتان تشهدان حالياً اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل عدد من المسلحين" . ولفت المصدر إلى أن "وحدات الجيش نفذت كميناً لمجموعة مسلحة حاولت الفرار إلى منطقة حسياء والقلمون على طريق دمشق وقد أسفرت العملية عن إلقاء القبض على 10 مسلحين ومقتل آخرين".
أما في مدينة القصير، فلا يزال سلاح الجو السوري يدك مراكز المسلحين هناك، وعلم الموقع من مصدر في هيئة المصالحة الوطنية في حمص أن "اشتباكات وقعت بين مجوعتين مسلحتين وذلك على إثر نشوب خلافات فيما بينهم في ظل رفض البعض تسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى الجيش العربي السوري في إطار جهود الوساطة التي يقوم بها رجال المصالحة الوطنية وقد أسفرت الاشتباكات عن مقتل عدد من المسلحين من الطرفين المتنازعين".
وفي ريف دمشق، أكد مصدر في اللجان الشعبية في منطقة السيدة زينب (ع) أن "عناصر اللجان دكت مراكز وتجمعات المسلحين في المناطق المحيطة بمنطقة السيدة كالحسينية وحجيرة الأمر الذي أوقع عدداً من القتلى في صفوف المسلحين".
وبالموازاة، كان التقى الرئيس السوري بشار الاسد مساء اليوم وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي، حيث أكد الأسد أن الاعتداء الصهيوني الاخير على الاراضي السورية يكشف حجم تورط الاحتلال الاسرائيلي والدول الاقليمية والغربية الداعمة له في مجرى الاحداث في سوريا. وشدد على أن "الشعب السوري وجيشه الباسل، الذي يحقق انجازات مهمة على صعيد مكافحة الارهاب والمجموعات التكفيرية، قادر على مواجهة المغامرات الصهيونية التي تشكل أحد اوجه هذا الارهاب الذى يستهدف سورية يومياً.
من جهته، عبّر وزير الخارجية الايراني عن ادانة بلاده الشديدة للعدوان الصهيوني ووصفه بـ " الاعتداء السافر"، مؤكداً وقوف الجمهورية الاسلامية الايرانية مع سورية في وجه المحاولات الاسرائيلية للعبث بأمن المنطقة وإضعاف محور المقاومة فيها. من جهة ثانية، شدد الوزير صالحي على أنه "آن الأوان لردع الاحتلال الصهيوني عن القيام بمثل هذه الاعتداءات ضد شعوب المنطقة". 
الى ذلك، رأى وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري، أن "مواقف روسيا والولايات المتحدة بشأن الازمة السورية متشابهة"، واعتبر كيري خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو اليوم، أن "الولايات المتحدة الامريكية تشاطر موسكو في وجهة نظرها حول سورية"، وأضاف "كلانا نريد ان يعم الاستقرار هذه المنطقة وان تكون خالية من التطرف وهذا قد ثبت في بيان جنيف".
وأعلن كيري أن "أوباما يتطلع الى لقاء بوتين على هامش قمة "الثمانية"، وهو يعتقد أن تطوير العلاقات الاقتصادية مع روسيا يسمح بتعميق العلاقات الثنائية وهو من مصلحة الجانبين"، مضيفاً أن "الرئيس (اوباما) أخبرني أن هناك مسائل في مجال التعاون الاقتصادي، وحول الأوضاع الكورية الشمالية وايران وسورية، التي يمكن التعاون بصورة مثمرة بشأنها".
بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أنا على استعداد للرد على رسالة الرئيس أوباما وآمل لقاءه قريبا"، مضيفاً "لقد استلمت رسالة اوباما التي حملها مستشاره دونيلون، ونحن حالياً نعد الرد اللازم، وآمل ان نلتقي قريباً، وسوف يكون ذلك ممكنا". ووصف الرئيس الروسي اتصالاً جرى بينه وبين أوباما منذ فترة بـ "اللطيف جدا"، مؤكداً أن "حوارنا مستمر على كافة المستويات بصورة منتظمة". وأشار بوتين الى أنه "تم خلال الاتصال الهاتفي مع أوباما مناقشة جوانب مختلفة من العلاقات الروسية – الامريكية".